السبت، 26 نوفمبر 2016

مرثية علاء ذيب ،،،وتأبين ،،العصر بقلم / جمال قيسي

مرثية علاء ذيب ،،،وتأبين ،،العصر

لابد ،،من الثقافة ان تتخذ موقف،،او جانب،،ربما صواباً ،،او أحياناً ،،تجانب الحق،،والحق هنا بمفهومه النسبي ،،لانه لا يوجد حق مطلق في الارض،،او عرف بين البشر،،في عملية تعالقهم ،،مع بعضهم او مع الحياة،،فما كان اليوم حقاً،،يتحول لاحقاً الى باطل،،ان تغيرت ،،زاوية الرؤية او مطلب المصلحة،،ففي خضم الحراك الإنساني ،،تتغير المواقف،،والأيديولوجيات ،،ربما نستثني الفكر الذي يستمد من اللوغوس ( الفكر المستند على الجانب الالهي ،،) ،،مواقفه لانه يتكيف مع المت...غيرات،،مع ان مؤشرات افوله باتت واضحة ،،لان العالم اليوم عبارة عن معركة وجودية بينه وبين الفكر المضاد له،،
وادب المراثي،،هو أدب منحاز،،ولا لَبْس في موقفه،،ربما منا من يعتقد،،انه نوع من التملق،،وهنا لا نُخطأ،،من يركن لمثل هذا الموقف ،،ولكننا طالما نتكلم عن الادب ،،في جانبه الإبداعي ،،والمرثيات،،هي في تطور،،ولها من الحركة ،،بهذا الاتجاه،،وقصيدة علاء ذيب،،تتطابق مع هذ الحيّز ،،الحداثوي،،لانها رغم مرارتها ،،تؤطر نفسها بالأسلوب العبثي،،،اذا هي قصيدة ،،مرثية معاصرة بمضامينها،،وأدواتها الرمزية ،،ونموذج يستحق الدراسة والبحث،،
ومادتها ،،ربما،،تمتد ،،بعمق الوجع الإنساني ،،نعم كاسترو،،رمز،،ومناضل ماركسي،،مناهض للرأسمالية ،،وخصم لم يستسلم لرأس الشر ،،امريكا،،وهو دكتاتور،،وجلاد،،في طرف اخر،،ولسنا هنا بصدد تقيم ،،مسيرة الرجل،،فله ماله وعليه ما عليه،،
في مرثية علاء ذيب،،هي تأبين للتاريخ الذي أفل ،،وشهادة على طوي اخر صفحاته،،وقد مارس الشاعر بدون قصدية،،ملمحاً مهماً،،في الحراك التاريخي،،لم ينتبه له الا ليون تروتسكي،،في مقدمة الثورة المستمرة،،وكذلك الروائي الخالد هيرمان هيسة ،،في رواية ذئب السهوب،،عندما أشار ،،الى الانسان الذي يعلق بين عصرين مختلفين،،يعيش الشطر الأخير من العصر الاول،،ويشهد التغيير الدراماتيكي ،،الذي يرافق بدايات العصر الثاني،،والذي يمارس عملية تقويض كبرى ،،لكل مقومات العصر السابق،،وفي مقدمتها المنظومة القيمية،،،وهنا الشاعر،،يرثي كل الرفاق الذين استشهدوا في سبيل الحرية،،وموت ذكراهم ،،وكذلك تحجر الروح الثورية،،للانسانية في نفق الرأسمالية وجشعها واستغلالها،،انها مرثية لنا نحن من نحمل بقايا القيم ،،من العصر السابق،،،حتى يصرح بصورة رائعة على شدة الالم الذي تولده ( مات مني كل ما بداخلي ) ،،لقد بلغ الذروة،،والحواف القصوى،،لتخوم الانسانية ،،،هذا اخر الثوار يرحل،،ليحرق مع جثته،،اخر الكراريس الثورية،،( مابقي مني انسان واحد ) ،،يالك من شاعر سيدي،،وكأنك تنقش شاهد القبر ،،الذي سوف تتوارى به جثة الحرية المفترضة التي خدعنا بها ،،والإنسانية كما عهدناها،،لا كما تعيش من حولنا،،( حيوا داخلي كل الشهداء ) ،،هكذا يسدل الستار على الذكريات الغائصة ،،بعمق اللاوعي ،،على شكل رواسب في الوجدان ،،الذي تخفى من خجله،،امام ،،الفضائع التي يرتكبها انسان اليوم،،،،
لم تتوتر مشاعري،،وانسانيتي،،بهذا القدر،،رغم كرهي الشديد للمراثي،،الا بقصيدة ( نذر ) للشاعر العراقي الكبير ( عريان السيد خلف ) ،،وسنذكر منها بعض الأبيات في نهاية المقال،،،وهذه القصيدة الثانية،،،للشاعر علاء ذيب ،،عاشت يديك سيدي،،،،
ملاحظة،،
قصيدة الشاعر عريان السيد خلف هي باللغة الشعبية،،ولكنها من اجمل ما قيل في الشعر السياسي في الرثاء،،،ونعتذر من القرّاء ان كانت هناك صعوبة،،لمفرداتها،،،وربما من أراد ،،توضيح معانيها،،عليه ان يستعين باي عراقي،،،،
جمال قيسي / بغداد
 
 
مقطع من رثاء إلى فديل كاسترو
.......
العين
أُجهضت دمعها ...
متألمةً
كأم
أسقطت من الأحشاء جنينها
مكلومةً
ألاهي
الحزن بالقلب سيف
ويلات الكريهةِ يعلمها و يخوضها
جريمةً
ما بقي مني إنسان واحد
ما بقي مني
غير دمعةً
تبني جدارية الوجع الأبدي
قتلت اليوم
مات مني كل الرفقاء
حيو داخلي كل الشهداء
و ثغري ناصية الكلمات
سرح للغناء
ميتم للبكاء
مات مني كل ما بداخلي

علاء الدين ذيب
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق