السبت، 26 نوفمبر 2016

رحلة في نص عائشة عبد العليم ،،وتداعي مضامينه بقلم / جمال قيسي

رحلة في نص ملكة نرجسية،،وتداعي مضامينه
 
في الشبكة الرمزية للتحليل النفسي ،يكون معنى الضرس المخلوع ،،تعبير عن القلق والخوف من الرفض والنبذ من الجنس الأخر ،،الشاعر في رحلته الإجرائية ،،في اغلب الاحوال هو لايمتلك خطة او منهج او قصدية في تداعي ،،الكلمات المموسقة،،نوع من السباحة في اللاشعور،،ربما أحياناً ،،تكون تجديف،،او ربما عملية صيد ثمين ،،في اعماق لا يصل اليها الشخص ،العادي ،،لذلك امتلك الشاعر هذه المكانة التاريخية،، هو والفنان صنوان،،وجزء من هذا الفعل - فعل انتاج النص او الخطاب ( الخطاب،،كل نص ثبت بالكتابة ،،بالنسبة للأدب ،،وكل فكرة نفذت على شكل موسيقى مدونة او لوحة او اي تشكيل ثبت بمظهر خارجي ) ،،نعيد القول،،انه فعل ميتافيزيقي ،،يتمظهر مادياً،،لذلك كل عوالم النص وماتنتجه ،،من تأويل ،،هي عملية اعادة صياغة العالم ،،القاسي والقامع للرغبات ،،الى عالم ممكن ،،ورؤية تعويضية عن الامنيات المسفوحة ،،بحكم العرف،،والتابوات المحرمة،،وهذه العملية الإجرائية الخلاقة ،،هي خلق للحرية،،التي تتجول فيها النفس البشرية بدون ان تتوجس ،،المخاوف،،وبما ان الشاعر والفنان ،،هو جزء من جماعة،،فهو حامل لهمومها وتراثها وتطلعاتها ،،لكنه في المقدمة ،،نوع من الطليعيات ،،الانسانية ،،في الحراك الاجتماعي،،،التقدمي ،،،وياتي النظام والمنهج ،،عملية لاحقة ،،لكي يكون النص ضمن القواعد،،،لذلك ليس كل منظوم هو شعر،،ولا كل تشكيل هو فن،،،كما يلاحظ في لوحات الأساطين ،،مثل جون ميرو،،او كاندنسكي ،،انت ترى الألوان ذات البعد الواحد الفاقدة للتدرج ،،او الخطوط البسيطة،،حتى هناك من يقول ان الأطفال ،،بامكانهم رسم ما يوازي عمل هؤلاء الفنانين ،،ربما هناك صواب في جانب من هذا الامر،،اذ ان الأطفال ،،يمتلكون النقاء النفسي،،ولم تلوث افكارهم الاجتماعية والنفسية،،،اما الفنان فانه يمتلك الوعي ،،الذي يشمل كل المراحل العمرية،،بل والاستشراف لما هو قادم،،،بدون هذا الوعي اللاشعوري للفنان والشاعر ( المنطقة المشتركة بين الفرد والجماعة فيما يسميه كارل يونغ ،،العقل الجمعي ) ،،لايمكننا تبرير افعال بيكاسو في الفوضى التي ينثرها على لوحاته،،او،،أرثر رامبو ،،في قصائده،،او المنلوج الفذ لديستوفسكي،،،الحقيقة لايمكننا تبرير الادب والفن برمته ،،بدون الميتافيزيقيا،،ليس بالمعنى الديني بالضرورة،،انها الإجابة الغير مكتملة ،،للغز المعادلة المتمثّلة بطرفي الموت والحياة،،هناك في البنية السايكلوجية للانسان صاحب الوعي التاريخي،،منطقة تدعى ( العقل المنطقي ) اشبه بالمعادل الموضوعي لتبرير ،،اي امر غير مألوف ،،لكنها بكل الاحوال تتعامل مع الوقائع والاحداث الفردية والجماعية ،،بنسبية ،،اما اذا تم ظهور وقائع واحداث لايمكن تبريرها وفق منطقها،،فأنها تلجأ ،،الى خلق معادلات ،،غيبية،،حتى تستقر العملية التفكرية،،في مجراها المعهود،،،هذه الحالة او الفعالية تحدث للانسان مع التحديات الاستثنائية والغير مفهومة ،،وفق المنطق العام او الخاص،،،اما الفنان والشاعر ،،لانه انسان ذَا ملكة خاصة،،فان منطقة ( العقل المنطقي ) لديه،،،هي باستمرار ،،لتبرير العالم كله والحياة برمتها على انها تحدي غير ،،منطقي،،لذلك يعيد الصياغة لهما ،،بغيبية ،،هو يؤطرها وفق منهجيته ،،
هذا النص القصير،،والفطري،،ل ملكة نرجسية ،،يكاد يكون على بساطته بيان ،،مكثف لما تحدثنا عنه،،،ففي استحضار ،،لأسطورة طائر الفنيق ،،والذي ينتفض من تحت الرماد ،،في غايته،،،معبراً،،عن عودة الحياة بذكورية صريحة،،تنخلع ملكة نرجسية،،من حياته،،لانها ترى كل هذا المنطق الذكوري عبارة عن هراء،،،لايعنيها بشيء،،بل هو ربما فرصة ثانية،،للحياة وفق ،،طريقتها،،ورائحة الفم الكريهة،،هو رمزية ،،للتراكم العرفي ،،والموروث الذكوري،،ورغم ان مزاجها سيكون سيئاً،،لهذا الانفصال،،الا انها تحتمل الامر بتماسك ،،من خلال الانطواء على الذات والنزعة الجنوسية ،،وينتهي خطابها بالاعلان ،،عن كبح رغباتها وطبيعتها،،رغم الالم ،،،لكنها لا تغلق باب العودة ،،بكلمة افترض،،،،
جمال قيسي / بغداد
 
نص الملكة النرجسية
 
أنا ضرس افتراضي سقط بشكل فوضوي
بفم طائر الفينيق ،احمل من التسوس مايكفي لإدانة العالم بكل هذا الهراء، أوربما كان خلعي فرصة ثانية
للتخلص من رائحة فمه الكريهة. أبدو سيئة المزاج بعض الشئ ،ولكنني بأفضل حال ، فقط كان لزاما علي أن احتمل الألم وأنام، ثم أفترض
#قلمي
 
تعقيب أسامة حيدر
 
أسامة حيدر أخي Jamal Kyse:
أسعدتني هذه الرحلة في هذا النصّ جدّاً .


المشكلة في الرّموز التي تأخذ معناها من النصّ . فقد تعبّر عن معنى هنا ومعنى آخر هناك أقصد في نصّ آخر إلاّ البعض منها وكأنّ العقل الجمعيّ قد اتفق عليها كرمز العشب مثلاً .
وربّما يكون هذا سبباً من الأسباب التي تجعل النصّ النثري الذي يعتمد على الرمز كأداة من أدوات التّعبير بهذه الصعوبة .
فما تفضلت به عن الضّرس المقلوع ودلالته ففي الموروث الشعبي مثلاً يدلّ على موت الكبير كالقائد أو الجدّ في الأسرة .....
طبعاً أردت فقط الإشارة إلى هذه الانزياحات في مدلولات الرمز وعدم ثباتها .
دمت بخير .
 
رد جمال قيسي
 
Jamal Kyse كما قال عمنا امبيرتو ايكو،،،النص ألة خاملة،،ينشطها القارىء ،،،تحياتي استاذ اسامة،،،وهنا ندخل في منطقة التأويل،،تحياتي
 
تعقيب عائشة عبد العليم
 
Malka Narjsya استاذنا العزيز جمال قيسي الفاضل..تحياتي واحترامي..صار عندي امنية كبيره ان ارى نفسي من خلال تحليلك العميق..وهذا ما يحدث في الواقع عندما بحالفني الحظ وتتحققرهذه الامنيه..نحن يا استاذنا العزيزنرى النص مرة اخرى في ناحيه..ونرى اين وصلنا في ناحيه ,وحاشاكم ان تبخلوارعلينا بعميق رؤيتكم وجليل علمكم. شكر الله سعيكم ..ومن خلالك اقدم فروض التحية لاستاذي اسامه حيدر..مع الشكر والتقدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق