الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

الدنيا إمرأة و مرآة بقلم / جاسم السلمان

الدنيا إمرأة و مرآة

مامن تحديد اخلاقي يحمل ادانةمسبقة الى بنية ومنظومةالاوضاع السائدةفي المجتمع سوى حركة الكائن ووجه الحقيقةوهي اناشيدمؤلمةومواسم هذيانيةقد تكون اقرب الى مدنييةالقمع المنظم من الناحيةالسلوكية تجاه اهداف المجتمع التقليدية وبنيته الاخلاقيةالتي تأثرت وتمزقت نتيجة طواحين آلةالبروباغندا وهلوستها المتأدلجةونتيجة العلامةالكاملةللنظام العولمي وسحب البساط من منظومةالاخلاق والقيم واسطورةالك...
نزالوافي من التعاليم السمحاءوالتقاليدالموروثةوالاحترام والفضيلةوالردع المبدئي المتجذرواللذي للاسف الشديد تسوس وتآكل نتيجةالتراكمات والفوضى التي زرعت حيامنهافي رحم صحرائناوحضارتناالبكر واختلت الموازين وتغيرالحال وبدئنا نصعدالى الهاويةونصرخ على حالناونخسر عاداتناوقيمنا ونواميسنا وتغطس اجيالنا في مستنقعات الرذيلة وما من منقذ؛؛ لقد اتخذ الواقع صفة الفسادوالفسق واللامبالات وهذا بحد ذاته يشكل اتهام واسع وخطير وهوبالتأكيد من افرازات الحضارة ومخلفاتهاالموبؤةبالفايروسات الشمولية والتي وصلت الى تحقيق الفشل والرضوخ للرغبات وانتهاج الطرق الملتويةلتحقيق الانتعاش واللذةبأي شكل من الاشكال وتسميته انتصارا على الواقع الاجتماعي المقهور؛؛
وبهذا التحول الصارخ يلغى الحضورالفاعل للحب ويتبدل وجه العشق بالابتذال وتتفسخ الاواصرالحميمةالتي هي عمودالحياةووجهها الناضج الوسيم والعمق المتأصل لكل الابعادوالاحاسيس السليمة الواضحة .اذن لابدمن التجديدالاخلاقي واعلاءصرح الفلاح والتجرد من دونية المستوى الضحل اللذي وصلنا اليه بطفرات اكروباتيكية
وحال لايحسد عليه..
ما أردته في موضوعي هذاهو الدعوةالى احترام الموروث وخلق ثقافة تربويةجادةلا تنفصل عن جذورها ولاتنعدي من الاملاق المستورداللذي لايشبهنا شكلا ومضمونا..
ان مرآتنا واسعةوليس مقعرةتستطيع وبكل وضوح ان تعكس كل مافينا وكل ماليس فينا بأمكانها ان تنبهنادون كلام وتحذرنامن انفسنا وتدعونا ان نغتسل جيداونكون كما نحن حالات انسانيةمفعمة بالودوالحنان والارهاص الدافق بعيداعن مناخات الوجع والهم التسلسلي وماتراكم علينا من سنابل سنوات القحط الشداد وماأكل السبع وماخفي كان اعظم!!كيف نستطيع ان نزيح هذا الهم المقرف ونستبدل هذا الدم العبيط؛كل هذاينقشع ويذهب الزبدجفاءا نستطيع ان نصلح الحال والارض والعباد ونزرع سبعين دأباونحصدفرحا وخبزاونوراوعلما ونكون جمالا وسلاما كل هذايتحقق عندماننوي ان نحب ونعرف معنى الحب فالحب يعيدتوحيدنا وارتباطنابأنفسنا وبالعالم وبالمرأةالانثى.اذن فنحن من هذاالثالوث نكون الوجودونصنع الحياة ونعدل المناخ.المهمةبسيطة فالانسان صيرورةالوجود وكينونةالاستمرارفرغم الخوف والبأس والتواءالطرق والعمل واللعب والجدوالفقروالغنى والسياسةودهانقتها والموت ومابعده الاانناومع سبق الاصراريجب ان نحب ونعشق وقبل كل هذا ولكي نحب يجب نفهم ونقدرالمرأةالام والاخت والزوجةوالابنة والحبيبةونكرس كل الاحساس والمثل والشفافية والحرص من اجل تمسيدمجساتها والاستمتاع بمسكها والتعامل معها بالرقةوالاحسان فأن لم تكن كذلك فأنت مريض ولن تتعافى نفسياوجسديا وان استطعت ان تحب بصدق وبمجانيةمفتوحة الشهيةكنت انسانا ويجب ان تحيا وبعكسه ستكتشف انك مقتولا لا محال.
الحب يغسل اوساخك الجسديةوالنفسية ويطهرك وتفوح منك رائحتك وتقل آهاتك والمرأة المرآةتعرف انك متوجهااليها بكل كيانك فتسكب عليك كل مافيك وتعطيك المطلوب والتفوق والرغبة والخيروحتى الهيمنة وان تكون انسانا كاليقين مأهولا بالزاد والامكنةوالحلول وتتجلى القدرة لديك على الفعل والعمل حتى تصل الى ذروةالشجاعة وخلص النقاء..وهكذاهي المرأة اذا أعطيتها أخذت المضاعف فهي دائما تعيش وتخدم بعيداعن عالمهاهي أمينةواسطوريةمن اجل الحفاظ والتشبث بأقل الأمنيات وابخس الفنطازيا ..
وعليه عندمانتوجه نحوها ليس من اجل ان نثأرجنسيا ونتهيج عضويا ولاعاطفيا بمعنى الرغبةوالتسميات المختلفة.اننا نحتاج الى شروط لكي ننضج وبدون هذا النضوج نعم يكون هناك حماسا جميلاومثيرا لكن النتيجة والثمرةتصبح شئ مختلف حيث يكون الجنس عنوانا ويكون الحب متهمابالاشتهاءوابرازاسلحةالرجولةفي جبين النساء والصفات الشاذة.اما هلوسةالمجتمع البراق بالبراءةوالأخلاق فماهي الا مآرب وغايات تعتاش على يومها المباشروفق هرم محكم لتوزيع السلطة واستخدام السياقات المتخلطةوالقبض بيدمن حديدعلى ناصية الرغبةوادارة عجلتها بالروتين المعتاد وتحويل الحياة الى فضاء فضفاض يلتقي فيه الموتى بالاحياء ويظل اللهاث وراءمذاق باهت مجردمن مواصفات البسالة يخلع البعض بعضه عنداول لافته أومزاج متعكر ويتهلوس عندهم الفكروتتضبب الاحلام ويتوغل الغموض ويخيم الحزن والأسى ويصارالى الفناءالبديل والانحدار الى مستويات بغيضةتجعلنا نهرب الى حتفنا ..اذن تلك اللذةالمستعرة السائدةوالتي يجب اعادة تشكيلها وفق نظرة جمالية مختلفة.ان الزمن يسرع والعمر كل يوم يقضم ونحن يلتهمنا الضياع مفعلين حالات الأحباط وتعطيل الذاكرة وانغلاقها عن العطاءحتى نصل الى اليأس وهو مطلب الأيدلوجيات المتميزةبالنزعةالذكورية الطافحة والتحديات السوبرمانيةالمتسلطةسيمافي ظل ضعف وغياب الثقافةوالافكاروالاجتهادات والرؤى التي دائما ما تتجنب الخوض في هكذامواضيع رغم تعرض المجتمع لهزات عنيفةوتأخرالنمووالتطوروخلق الازمات ابتدائامن العنف العائلي والتدهورالاخلاقي والجريمةالمنظمة والفقر اضافةالى مشاكل البطالةوالادمان وتعقد الاموروتصلب الافكار الديماغوجيةالتي كرستها وبجدارةالهيئات المتزمة بأسم الدين وعنجهيةالأفكارالغيرشرعية وأثنيتها الاخطبوطيةوفسادفرسان السياسةواميةالمجتمع وعسكرةالحياة.ان المرحلةتكاد تخلومن اي برمجة فكرية متماسكةعلى مستوى التنظيراو التطبيق مع ان الجميع يتقافزويصرخ من اجل التغير وفض الأزمات لكنهم علمونادائما على الفوضى وان نلعق عسلهم المسموم مع اننا نعلم علم اليقين انه سم زعاف ..
وفي نصفنا الأخر تظل النساءرفيف الحمائم وسرها النجيع نريدها صقيلةمتألقة متنأقة عاكسة كالمرآة واحات خضراءلقوافلنا المتعبةوخيولنا الجامحة ونحن مسلحون بالكراهية ضد الحب وما من أثم الاوارتكبناه وباصرار لأننا اعتدنا عليها منقوصة عادية مأمونة حميدة العواقب وطازجة تحمينا من جوعنا الخفي وبها هكذا تستمر ديمومة دنيانا وهواءنا المنعش نأخذ منها الثمرة وننسى ونتناسى ان الثمر يحتاج الى بيئة خصبة لكي ينضج ..في هذا الصراع تبقى المرأة هي الواقع المادي والمثالي البديل لاستراحة اوجاعنا وفحوى العلاقةمعها وهوالمسافة الفاصلة بين السعادة والشقاء والوصول الى اختيار النقاوة سواء مع المرأة أو مع الجسدستكون بمثابة المطهر حتى تتجردالروح من الادران وتحافظ على العهد بعيدا عن العربدة ونكران الذات ..!!!
Gassim Alsalman
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق