الأحد، 13 نوفمبر 2016

تقالب المشهد السوريالي عند نور السعيدي بقلم / جمال قيسي

تقالب المشهد السوريالي عند نور السعيدي

ان كنت تبحث عن شواهد للجحيم،،سوف لن تجده عند غير نور السعيدي ،،ولكنه ليس اي جحيم ،،،شيء ما يتخطى ،،كل تصوراتنا،،عالمها رحيب وواسع ليس له هناك حدود،،،هذه السوريالية التي تصنعها بالكلمات ،،تتفوق بها على اي لوحة تشكيلية ،،،هذا اذا احكمنا ،،عليها في قضية الخطاب،،،واللوحة خطاب ،،لكنه بدفعة واحدة ،،ومعنى متمخض عنه،،ربما قابل للتأويل المتعدد،،،ولكن هناك قضية واحدة وثابتة،،،في الفن الحديث،،منذ ان اوغل بول سيزان ،،بفرشاته التي تعد مثل المشرط... الذي عمل على تشريح جثة عريقة ومتصلدة ،،، هي رؤية العالم وفق تصور الفنان والذي يعيد تشكيله ،،،وليس مهما ان فهمه. الآخرين. ،،،وانفلتت الامور بعده،،لدرجة اللامعنى،،،مع ذلك ان ما يهمنا هنا الفن السوريالي الوليد،، الغير الشرعي للفن المعاصر من زواجه بمدرسة التحليل النفسي الفرويدية،،،بشكل عام ما يهمنا هنا ،،ان الفن التشكيلي السوريالي ،،لم يكن اكثر من ترف فكري ،،الذي يستلذ بالالم ،،ويجنح نحو منطقة اللاشعور،،،الا انه لم يكن خطاباً للوجع الإنساني ،،،لم يستطيع سلفادور دالي وجون ميرو،،ورينيه ماغريت،،او ألفارو ،،ان ينتجوا عملاً بمستوى الجرنيكا لبيكاسو،،،التكعيبية ،،او إعدام الثوار لغويا،،
نعود على تجربة نور السعيدي،،،هي تخطت كل الاطر في سورياليتها ،،خطابها الشعري نابض بالصور والالوان ،،لا يمكن تغطيته بعشرات اللوحات،،،مع تقالب فريد بين الذات والموضوع،،هي منهمكة بين اتصال وانفصال،،،مع نفسها ،،مع العالم ،،الذي تشكله بركام من الفجيعة والوجع ،،لكنها من طراز نادر،،،مقاتل إسبارطي ،،لا يخبر من الحياة غير الحرب،،،مع عقل اثيني بارد ،،وهنا مأساتها ومأساتنا ،،،
أن كان هناك،،،من يحصي احلى مطلع قصيدة،،،بعد ( قفا نبك ،،،) لامرئ القيس،،،وحتى يومنا هذا ،،هي قليلة ،،ومطلع قصيدة نور السعيدي يمكن ضمّه ،،الى هذه الجردة،،لقد أعطت صورة ثلاثية الأبعاد ،،ولا اروع ،،لنرى ذلك ،،( انا،،،،
أسير وحدها )
هذا التقالب ،،والاتصال والانفصال،،،أضاف ،،بعد الزمن والعقل الى الصورة الثلاثية الأبعاد ،،،انها تجربة متفردة ،،

جمال قيسي / بغداد
 
نص نور السعيدي
 
انا،،،،
اسير وحدها
جحيم مقيد بسكان الجسد
محاربة،،،،
تمائم النسيان
لحلم كجورب
مثقوب
وفتات ظل تؤرم
تحت الشمس
هل ستمطر بعد اليباب
بجوقة من ماء
ام نسد الجوع
بالعطش؟؟؟
؟؟؟؟
؟؟؟
؟
 نور السعيدي
 
تعقيب ليث الدخيل
 
Laith Aldakel السريالية نتاج عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية ..الجيل الضاءع..تزامنت مع مسرح اللامعقول لبكيت ويونسكو واخرين..لم تكن ترفا صديقي Jamal Kyse..بل ادانة لعالم الالة وسحق الانسان وحسبك لوحة الساعات لدالي تشير الى توقف الزمن وعطله..جميل منك ربط نص نور السعيدي..بالسريالية..اذن لا بد ان نعترف ان نصها لم يكن ترفا ..محبتي ابو سرى..
 
رد جمال قيسي
 
Jamal Kyse هناك فرق في الانتماء والتخصيص،،بين العبث ،،والسوريالية ،،ولوحة الساعات ذات قيمة فنية،،وليست خطاباً ،،بمستوى المرحلة الزرقاء لبيكاسو،،او الجرنيكا،،،،،والسوريالية التي تمت على يد دالي ،،إنما هي بوح من منطقة الأحلام ،،،،وسقوط الزمن في عالم اللاشعور ،،تحياتي صديقي
 
تعقيب ليث الدخيل
 
Laith Aldakel نعم انا معك ..لكن في الاخر النص التشكيلي او الادبي او الفلسفي ..هو خطاب معرفي كما يشير اليه شيخنا فوكو..سلطة المعرفة..والا مثلا ماذا تعتبر نص المغنية الصلعاء ..ليونسكو..اليست خطابا احتجاجيا لماءساة الراءسمالية..مودتي صديقي..
 
تعقيب نائلة طاهر
 
ندى الأدب نور السعيدي أوجدت صيغة جديدة وهي المتكلم بالغياب أو الحاضر المنسي فحاولت رتق الثقوب ولملمة الشتات لتنتج من جديد جسدا غير محدد لظل متفتت وتلك هي فلسفة العقل المفصول عن المادة وتلك هي أيها القيسي السيريالية المتجددة التي تتفوق كما قلت على الرسم السيريالي لأن عالم اللغة أرحب يأتيه الكاتب الذكي فيجده طائعا.
انت يا قيسي العنصر المكمل لرسوم نور السعيدي والمرآة العاكسة لنصها.
 
تعقيب الناقد تحسين
 
الناقد تحسين يبدو أن الظاهرة الأدبية- عند ريفاتير- ليست النص فحسب، بل هي القارئ أيضاً، وردود فعله إزاء النص. ولهذا ركز ريفاتير اهتمامه على النص وسلطته على القارئ الذي ليست له الحرية في التأويل، وإنما الطواعية للنص .وقد اجد لزاما ان اكون شعاعا الزمنا به من قبل الكاتب بابعاد ه الادبية التي نثرة على رومانسية الكلمة وهو نص في اعتقادي مشبعا بالظاهر الانطباعيه اذ ان الفكرة من المراد به اتت مستحسنة المعنى غير قابلة للتاويل من جهة القارى بل الزمه الحجة على تشبع البيان بقيمة الايحاء المرافق لماهية النص وقد يبتعد الايحاء المباشر باللغة السوريالية حيث تاتي الخطوط التي يضعها الاديب بنقاط غير مفصيلة او بالاحرى جملا قابلة للتجزئه لمرادفة المعنى .وهذا النص كما اسلفت في بداية حديث يجعل القارىريتلمس في عمق الضوء روعة هذا الفن
 
تعقيب أسامة حيدر
 
أسامة حيدر أخي Jamal Kyse:
السرياليّة في الفنّ لم يكتب لها النّجاح في اعتقادي كما كتب النجاح لبقيّة المدارس الفنيّة والسبب قربها من العبثيّة . وفي اعتقادي أنّ ثمّة سبب آخر يكمن خلف ذلك وهو أنّ مثل هذه المدارس تخاطب عقولاً بعينها ويأتي النقّاد بعد ذلك ليزيدوا الط
ين بلّة لأنّهم يحومون حول النصّ ولا يقتربون منه إلاّ قليلاً ولذلك أسباب كثيرة لا مجال للحديث فيها الآن .
وأنا - إذأقول ما قلته - لا أعني ضعف النصّ أو قلّة حيلته وإنّما هو بعيد عن النّاس الذين هم همّنا بشكل أو بآخر . وذلك بسبب الإيهام والغموض الذي يكتنفه .
فهذا الرفض للذات الذي يطالعنا به النصّ وتحول الخطاب من المتكلّم إلى المخاطب لهو بداية واضحة لانفصال الذات عن نفسها ؛ ولذلك أسبابه الكثيرة المبرّرة .
وبقيّة النصّ تكاد تكون واضحة لذي عين .
ولكن المطلوب منّا جميعاً عمليّة توضيح لا تغييم للنصّ راجياً من الجميع أن يمنحنا ذلك في أثناء تناولنا لمثل هذه النّصوص وذلك قبل البدء بالحديث عن سلفادور دالي أو ميكيافيلي أو تلستوي أو ...... كتابا او فلاسفة او رسامين .
لكم كلّ المحبّة والودّ جميعاً .
 
تعقيب ليث الدخيل
 
 
Laith Aldakel صديقي اسامة أسامة حيدر..السوريالية كمدرسة فنية في التشكيل العالمي..تطور حتمي لفن الرسم ابتداءت من هنري ماتيس ثم كاندنسكي ومدرسة التجريد..لذا الفشل والنجاح ليس معيارا للتقييم ..وسلفادور دالي احدث ضجة في حداثوية الرسم تأثرت بها السينما ..مودتي..
 
تعقيب أسامة حيدر
 
أسامة حيدر تحيتي لك صديقي Laith Aldakel:
,ولكن ليس هذا هو الموضوع الذي أثرته . ولست هنا في معرض تقييم ولا تقويم . أنا تناولت نقطة أظنّها هامّة وهي انقطاع الصّلة بيننا وبين الكثير من القرّاء بسبب التغييم الذي نمارسه في النقد .
تحياتي لك صديقي العزيز وأشكرك لاهتمامك بما طرحت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق