الأحد، 6 نوفمبر 2016

شتـاء الطفولـــــة بقلم / منشد الكناني

شتـاء الطفولـــــة
.........................
تستفيقُ الشواطىءُ
حين يأتي اليّ
يبادلني لهفتي
ويمتدُّ في ناظريّ
فتخرجُ منه الجداولُ
والنخلُ
وآهاتُ ابنائِه الفقراءْ
ولكنه
كان يأتي وحيداً
كغناء الفواخت ِ
يوغلُ في الحزن ِ
حدّ البكاءْ
وكنا معاً
نستفيقُ على جرس ِ
المدرسة ْ
على عشبها
اذ يكون نديّا ً
على صبية ٍ
ينشدون بساحتها
( موطني..موطني )
فتمنحهم نخلة ٌظلها
وشيئا ًمن الطلع ِ
وتعلو العصافيرُ
مأخوذة ً بالغناءْ
وكنّا
شتاءَ الطفولةِ
اذ تتوغلُ فينا
طيورُ الزرازير ِ
تنشرُ الوانَها
في السماء الجنوبيةِ
. المستحمّة ِبالدفءِ
لاهثة ًمن زحام ِ مسرّاتِها
نقاسمُها ماءَ نا
الاخضرَ الطحلبيّ
ورائحةَ َالقصبِ المتطاول ِ
بين البيوتِ
ونغفو
فتوقظنا سطوة ُ القار ِ
تكسو وجوهَ الزوارق ِ
بالحزن ِ
تمنحُها شارة ًللرحيلْ
في الجنوبِ الملبّدِ
بالأسوَدِ المستفزّ
يورقُ الحزنُ
مختبئاً في شقوق السواقي
وفوق التلال البعيدةِ
تحمله طفلة ٌ
رضعتْ حسرةَ اليُتم ِ
واستبدلتْ وجهَ دميتها
بالترابْ
تخبّئهُ سدرة ٌ
فارقتها الطيورُ
أحقاً تضلُّ الطيور
اتجاهاتها ؟
ام تراجع ماء الطفولة
عنا
فأسلمَنا للخراب
 
 
تعقيب غسان الحجاج
 
غسان الآدمي فتوقظنا سطوة القار تكسو وجوه الزوارق بالحزن تمنحها شارةً للرحيل

لقد أرجعتني بهذه القافيات المعبأة بنسيم الأهوار الى زمن الطفولة حيث كانت صبغة الفطرة سائدة

لقد استمعت بهذا النص الرائع ولم اشبع من قرائته
احسنت شاعرنا
 
رد منشد الكناني
 
منشد الكناني الصديق العزيز الاستاذ غسان.....انحني تحية لذائقتك الرائعة شاكراً تواصلك الجميل
 
تعقيب غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه شاعر انت يا ا.منشد..وشاعر من طراز سبعيني يعرف ماذا يجري في زمنه فيستوعبه بل يشتمل عليه ..
ثم هذا النفس الدرامي الحكائي الذي تعالى رغم مجسه المفعم بروح القص تعالى على الوقوع في السردية ..فقد امتشق لغة شعرية وعروضا متسعا منحته دائرة المتفق فيضا ايقاعيا مرنا خاصة والمتدارك اكثر مرونة من صاحبيه المتقارب والخبب ,فاذا بنا بأزاء (كونشرتو) باذخة الحميمية شديدة التذكير بعماليق خالدين ..امثال سعدي يوسف وبلند الحيدري ويوسف الصائغ على وجه التخصيص..
ا.منشد الكناني ..كنت ذكيا في استدراجنا بشغف الى ضربتك الاخيره ..
...
وفوق التلال البعيدة.
تحمله طفلة..
رضعت حسرة اليتم
واستبدلت وجه دميتها
بالتراب..?!
تخبئه سدرة
فا قتها الطيور..
احقا تضل الطيور اتجاهاتها?!
أم تراجع ماء الطفولة عنا
فأسلمنا للخراب..?!!!
........
هذه الضربة هي ما وفر ذروة الاقناع الابداعي ,وابعد عنا الإحساس بآنتماء المناخات والعوالم الى الهاجس الخاص او الزمن الخاص او لربما الزمن الماضي..
من هنا نشد على يديك صديقنا العزيز الشاعر المرهف..ا.منشد الكناني الجميل..تحياتنا ..والسلام..


رد منشد الكناني

منشد الكناني استاذي الفاضل بوافر الاعتزاز المحبة والتقدير تلقيت فيض ابداعك وانت تقرأ هذا النص المتواضع قراءة نقدية واعية نحن بحاجة اليها. شكراً لما تبذله من الجهد والوقت لاجلنا .دمت قمة عالية وقيمة كبيرة
 
تعقيب أحمد البدري
 
أحمد البدري سافرنا معك يا منشد عبر التلال وبين قضبان القصب وعلى شواطئ النخيل حيث لا يسمع الا هديل الحمام وهي تبشرنا بقدوم موطني على مراكب العز والفخر… ..لله درك ولا فض فوك شاعرنا البليغ في المعنى والمبنى

رد منشد الكناني

منشد الكناني الصديق الاستاذ احمد اسعدني مرورك الجميل.دام نبض احساسك المرهف
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق