الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

تمارين روائية -5- بقلم جمال قيسي

تمارين روائية /٥
 
- هنا تكمن مشكلتكم انتم الرجال - وتسمح لي استاذي اتكلم بصراحة - لاتنظرون الى المرأة الا وفق مصلحتكم اما راعية وحامية كأم او جسد لإفراغ الرغبات - اما كأنسان يفرح ويتألم ويحلم - هذا اخر مايخطر ببالكم - طبعاً ان خطر
- هذه النظرة فيها قسوة وبعض التجني - المرأة ام واخت وحبيبة وبنت،،،،،وهي تعني كثيراً للرجل واكثر مما قلت انت
- يبدو انك استثنيت الزوجة من المعادلة استاذي ولاتقل انك شملتها بالحبيبة
- ولم لا
- الكلمات التي ينطقها الانسان بتلقائية تصدر من العقل الباطن مباشرة - أليس هكذا الامر في علم النفس
- لايجوز بناء الأحكام جزافاً- دائماً الامور ليست كما تبدو لنا وفق الصورة الاولى او مثلما نحب ان نتصورها
- آسفة استاذي- هذا الكلام انت قائله في احدد قصصك المنشورة قبل اكثر من عشرة سنين
- جيد ان كنت تتذكرين - لكنها مجرد قصة - بالمجمل عالم افتراضي ومختلق- واصل كلمة قصة تعني الكذب او مجافاة الواقع fiction وهذه الكلمة مشتقة من جذر لاتيني يعني التشكيل والابتكار - وها انتِ تلاحظين ان تكوين صورة عن الكاتب من خلال أعماله شيء غير حقيقي - وبالمناسبة انا أحب زوجتي ولكن ليس بالمعنى المتعارف لديكِ
- لدي ؟!
- اقصد النساء بصورة عامة ومنهم زوجتي وانتِ
- الحب شعور واحد ولا يتجزأ منذ آدم وحواء وحتى اللحظة
- عجيب امر النساء - تفسير واحد لديهن لكل مناحي الحياة تحكمه الغريزة الهرمونية ليفضي الى الأمومة - تلك هي وظيفتهن البايولوجية
- كما قلت لك استاذي .. هذه مشكلة الرجال تستكثرون عليها ان تمتلك وعياً وعقلاً وقبل هذا وذاك انها انسان وربما اكثر إنسانية من الرجل لرقة عواطفها وحكم وظيفتها كما قلت
أنقذه رنين هاتفها،،لأنه شعر بأنه حشر في زاوية ضيقة ،اشبه بتلميذ لم يحسّن تحضير واجباته،،امام معلم قاسي
ارجع كرسيه وشبك كفيه خلف رأسه،،وقرر قطع تداعي أفكاره ،،حتى لا تشكل عليه قوى مسلطة،،،وهو ما يعمله عادة في مثل هذه المواقف ،،اذ يحسّن الهروب،،بأن ينفصل عن الواقع ،،وأخذ يجول ببصره عما حوله ،،وتشكيل عالم افتراضي عن الشخوص والاشياء التي يراها،،،استرعى انتباهه رجل متوسط العمر،،جالس في الزاوية التي أمامه من جهة اليمين فيما تجلس فتاة أمامه على نفس الطاولة ،،لم يستطع تقدير عمرها لانه لا يرى الا ظهرها،،،( انها نفس القصة منذ آدم وحواء - أخمن انه يكذب عليها - وسرعان ما ينقلب ويخرج البدوي الذي في داخله - مجرد ان تمنحه قلبها - صه ،،يا رجل انت لست بافضل منه - بل ربما اسوء لأنك تدعي الثقافة ) محدثاً نفسه،،،
حاول تخمين شخصية الرجل من خلال حركاته وهيئته ،،مفترضاً انه محتال،،،وميسور الحال من طريقة تصفيف شعره وملابسه ،،بشكل عام هندامه وقور،،،ولكن هيهات ان قطار عمره قد قطع محطات عديدة وبلغ مسافات قصية،،،ولكن وجههه يبعث على القلق،،،،
( لم ارى مثل هذا الوجه- مكتض بالتعابير- لا تستطيع ان تكون انطباع معين عنه- سرعان ما يتنقل من تعبير الى اخر- ما كل هذه الحشود ؟! ،،اكاد المس صدقه وفي اللحظة عينها ،،هو لا يوحي بالثقة بمطلق الاحوال،،،،،يا الله،،،لقد أربكتني هذه اللعينة ،،يجب ان نبرم اتفاق بيننا - ( صفقة القنافذ ) *يجب ان أوقف تفوقها،،ربما على اقل تقدير،،اضللها ،،)
- آسفة استاذي،،،( احكيلي )
- يا ستي انا تكلمت كثيراً،،الا تعتقدين انه دورك بالكلام
- ماذا تريد ان تعرف ؟
- اي شيء - ماذا تُحبين او تكرهين - اين انت من الدنيا ؟
- انا هنا أمامك - ان كنت تراني
- لم افهم
- امرأة بعمري- أتمت عقدها الخامس - يدفعها شغف بنت العشرين لتأتي لمثل هذا اللقاء - اين هي من الدنيا- فاتها الكثير ، وانتبهت لأنوثتها بعد سنين عجاف ،حولتها الايام الى ظل ثانوي،،انت ترى الأجسام استاذي عندما يسلط عليها اكثر من مصدر ضؤي ،،تتشكل ظلال عديدة بعضها باهت،،هكذا انا - متمسكة بانوثتي رغم اعتراضي على الموقع الثانوي
- وأي موقع ثانوي ؟!
- المكان الذي توضع فيه المرأة في المجتمع الشرقي - كأنها سبة او مثلبة في المجتمع
- لديك موقف متطرف وحساسية مفرطة ازاء جنسك
- اعتقد يا سيدي انك صدمت بي،،وربما خاب املك لأنك كنت تتمنى ان تلتقي بأمرأة اكثر اثارة ليس في العمر والشكل،،وإنما في خضوعها واعترافها بسيادتك الذكورية المطلقة
لأكون صادقاً معك،،صدمت بك ولكن ليس مثلما تتصورين - لم أتوقع ان تكون امرأة لها مثل هذه القدرة في الوعي والثقافة - صحيح ان منشوراتك على ( الفيس ) فيها أفكار تدل على ثقافة رفيعة وكذلك تعليقاتك على منشوراتي او غيرها،،ولكنِ حسبت ان هناك من يساعدك او انك تنقليها من مواضع معينة وتجيدين توظيفها _ وها انت تبددين افكاري المسبقة عنك
----------------------
* القنافد تتصرف فطرياً بالحفاظ على مسافة فاصلة بينها،،في الإنفاق التي تعيش بها،،حتى لاتوغز بعضها البعض
يتبع،،،،
 
تعقيب أسامة حيدر

أسامة حيدر شخصيّة المرأة يا أخي جمال إشكاليّة بحدّ ذاتها . إذ كيف لامرأةٍ في مثل وعيها ولن أقول في مثل عمرها وتملك ما تملكه من وعي باعتراف الرّجل والّذي صدمه ذلك . أقول كيف لمثل هذه المرأة أن تنزلق. - وهذا الّذي يبدو - لموعدٍ كمثل هذا الموعد وهي تعلم مسبقاً رأي الرّجال بها وبالمرأة عموماً ؟!! وهل يمكن لامرأةٍ مثلها أن تكون في حالة إحباط شديد لتأتي وتجالس رجلاً عرفته عبر صفحات التواصل الاجتماعيّ ؟ .
ولن أتحدّث عن جملة الأفكار التي طرحتها على لسان شخصيتيك في العمل الروائيّ هذا فهي تلخّص واقعاً حقيقيّاً تعيشه النّاس أغلبهم في هذه الفترة العصيبة من حياة مجتمعاتنا العربيّة .
أخي أبا سرى تحيّة من القلب لك . وننتظر البقيّة فربّما تجيبنا عن كثير من تساؤلاتنا .
 
رد جمال قيسي
 
Jamal Kyse تحياتي استاذ اسامة،،،لو تصبر على اخيك بعض الشيء،،،واؤكد ،،لك هذا الحوار فيه الكثير،،من الواقع،،،وجرى فعلاً،،
 
تعقيب  ليث الدخيل
 
Laith Aldakel يجب ان اوقف تفوقها..ثيمة محورية في تكوين الرجل الشرقي ..اراد منها Jamal Kyse..وضع يده على الخلل البنيوي في تركيبة الشرقي والانكى الشرقي المحسوب على النخبة..شكرا لاناقة روحك ابو سرى..
 
تعقيب سهير خالد
 
Suhair Khaled هذا الانزلاق ...هو نقطة ضعف ...لااحد يكون قويا ابدا ...تذكر هذا اخي الفاضل اسامه أسامة حيدر...
ومن ثم هو ليس بموعد غرامي ..فلماذا اسميته انزلاق ..
 
تعقيب سوسو سالم
 
Soso Salem وفهمت من المنشور استاذ جمال ازدواجية الشخضية المريضه للرجل الشرقى فى بداية العلاقة يرسم نفسة بالرجل الحقيقى لمعنى الكلمة من تحمله المسؤلية وبانه يحترم عقلها وفكرها الى ان يتأكد ان الصيد وقع فى الشباك سواء ذالك بقصد او بدون قصد فطبيعة الرجل الفطرية ان صح التعبير يطلق الرجل الصياد
وبعدما يتأكد من رمي الشباك والفريسة استسلمت يخرج المارد البدوى بكل تخلفة ورجعيته ولكن بعد ايه خلاص الفاس وقعت فى الراس
قليل منهن يغير الواقع والاغلبية العظمى من النساء يستسلمن لأقدارهن وخصوصا بعد انجاب الأطفال ويعيشون فى محاولة لإنكار الذات لسلامة اولادهن ولكن للاسف الشديد كثير منهن عندما يبلغ العمر منتهاه تصبح المراة حطام غير قادرة حتى للإبتسامة بعدما ولت زهرة العمر فى خدمة اسرتها
 
رد جمال قيسي
 
Jamal Kyse مرحى ،،سيدة سوسو،،سليم،،،ها قد دخلت الحلقة النقاشية،،وهذا اكبر تكريم لي،،،حياك الله شاعرتنا
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق