الانتصار الكاذب.
ذلك الوجه الحزين وتلك العينان الغائرتان يكمن سر عميق. لا نعرف عنه شيء, يحضر للعمل بصمت, ويذهب بصمت, ينجزعمله على أكمل وجه, أشبه بآله تعمل, وليس بشراً, من لحم, ودم. لا يشاركنا الحديث, العجيب انه وضع مكتبه تجاه الجدار, من أول يوم له بالعمل,وأعطى خلفه لمن معه في المكتب. أعترض على هذا الفعل بعض الزملاء, لكنه لم يرد عليهم, بعد إن ينهي عمله, يخرج من حقيبته رزمة ورق, ويطلب فنجان قهوة ساده, وهو فنجاله الأول, وتبدأ معه طقوس غريبة. تجده مطأطئ رأسه, ينظر للورق, وتارة... شاخصاً ببصره للجدار الذي أمامه, نظرة مطوله, رافعاً رأسه للأعلى قليلا, تتسع حدقة عيناه, يحرك يديه وكأنه يتكلم مع شخص ماء, ثم ينخرط في ألكتابة, حتى إذا شارف وقت العمل على ألانتهاء, أتاه الخادم ,بفنجان قهوته الثانية ,وهي سكر زيادة, يضعها على المكتب, فيترك القلم بجانب الأوراق, ويسند ظهره للكرسي, ويرتشف فنجاله, وهو يقلب تلك الصفحات التي سودها, يقرأ ما كتب, يشطب ويعدل, يحذف ويزيد بعض الكلمات, بعد ذلك يأخذها ورقة, ورقة فيضعها في آلة تقطيع الورق.هنا فقط تشاهده وهو يبتسم, ابتسامة المنتصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق