الاثنين، 21 نوفمبر 2016

أسانيد زكية المرموق،،،في اعادة جغرافية الحدث 
(دراسة نقدية بقلم الناقد جمال القيسي )
::::::

تمتاز تجربة الشاعرة المغربية الكبيرة زكية المرموق،،بفرادة عجيبة،،سواء في بناء المحتوى وتشكيل الصورة الخارجية،،أو في طريقة توظيفها الأسانيد ،،فهي تعكس دراية عالية ،،في التكنيك والرؤية ،،مع اضافة لها في كل عمل ،،الى رسالتها ،،هناك خط شروع وأخر للنهاية،،هي من جنس الأدباء ،،الذين تمكنوا من فهم ثقافة الغرب،،لكن هموم الوطن لم تغادرهم،،عرفوا اولاً واخراً ،،ان معطيات نتاجهم الثقافي ،،هي البيئة الام ،،العالم العربي،،وميزة هؤلاء الأدباء ،،والمفكرين،،ان عدسات نظرهم ذات زوايا أوسع ،،،هم فهموا العالم كيف يسير ( العالم الغربي ) ،،وأدركوا مركزية الغرب في طروحاته الثقافية،،وشمروا السواعد لانتشال ،،أوطانهم ،،او ما تبقى منها،،،
وخصيصتهم المتفردة،،انهم يتعاملون بأنساق،،متعددة ومتداخلة،،وهي مهمة ذهنية ،،تثقل الوعي،،بألم ،،على شكل سخرية،،يدركون ان اول خطوات التغيير تكمن في عملية النقد والتشريح ،،للعقل العربي،،،وللمغرب العربي قصب السبق في هذا الامر،،وهو ماتم من مشروع خطير ومهم على يد المفكر الكبير محمد عابد الجابري،،لذلك امتلك الحيّز الثقافي للمغرب العربي ،،الريادة في هذا المضمار،،،منذ ان باشر المؤرخ الفيلسوف عبد الله العروي ،،ودشن ،،قضية النقد ،،،والأسماء اللامعة كثيرة،،،وزكية المرموق ،،يمكن ضمها الى هذا الحقل الثقافي،،بتجربتها الشعرية،،،،

من الناحية الوظيفية للنص،،،انت تلمس الأسانيد ،،من الثقافتين الغربية والعربية،،،وكذلك الهوية العربية ،،وفق نظرة عالمية ،،مع تركيزها على التكنيك المبسط في الوصف،،والعميق في مدلولاته،،،وإذا صحت هناك تسمية لنصوصها،،فأنا ،،اطلق عليها قصيدة السيناريو ،،،فهي تتحكم ب( الزوم ) ،،و ( الكادر ) ،،والمشاهد الداخلية والخارجية،،،لتخرج لنا ،،في نهاية القصيدة،،خطاباً درامياً،،،متقن،،،
تذهب في احد أسانيدها ،،الى مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم،،،الى اكثر عمل ادبي رمزي،،استطاع تشخيص الحياة السياسية والاجتماعية العربية،،الا وهو رواية حين عبرنا الجسر لعبد الرحمن منيف،،وكل الإسقاطات النفسية ل ( زكي النداوي ) بطل الرواية،،وكلبه ( وردان ) ،،رغم ان الجسر كان بمثابة التيه للاجيال العربية التي امتطت الحداثة على نمط الاستبداد ،،انها قصة اجيال ضائعة،،،في سيناريو فقد وظيفته من خلال تناقض الحوار مع الوصف،،،وانفرط عقد الممثلين ليبقى هناك مسرحاً،،باكسسوارت ،،لاقيمة لها،،
وتعيد الصورة من وجهة نظر غربية وهي ميزة تحسب لها،،،عندما تستشهد بأحد اهم الكلاسيكيات السينمائية ،،الغربية،،( فيلم صمت الحملان ) ،،وشخصية ( كلاريس ) التي جسدتها ( جودي فوستر ) ،،وشخصية الدكتور ( هانيبال ليكتر ) ،،والذي جسده السير ( انتوني هوبكنز ) ،،،في إسقاط بالغ الدقة عن صمت القطيع،،وهي حال الشعوب العربية ،،لانتهاكات الأنظمة الاستبدادية،،للانسان ،،والثقافة ،،وعندما ،،قامت الثورات تحت يافطة الربيع العربي،،كانت عبارة عن تعرية لتاريخ هذه الشعوب،،لتسفح نفسها بالارهاب والطائفية،،،حتى ذكاء وفطنة وقسوة ( هانيبال ) ،،ضاعت في هذه اللوحة الهجينة،،،

وتعود وتربط المحاور،،بشكل حذق،،،وريشة فنان متمكن ومتمرس،،،،بل ومؤرخ دقيق في تحليله ،،لفعل الحراك ،،،لهذه المراحل ( الاستبداد،،،الربيع العربي ،،،الاٍرهاب ). 
انه موسم الصيد،،ولكن ليس على طريقة زكي النداوي و وردان،،الغامضة ،،بل على طريقة ( هانيبال ) المعاصر ،،بواسطة drone ،،،تدار من مركز قيادة في واشنطن،،،لنكون طرائد،،بلا قيمة،،،مجرد حفلة صيد،،جماعية،،
لقد ابدعت سيدتي،،،، نص مبهر ومتألق رغم مرارته،،

جمال قيسي / بغداد

نص القصيدة للشاعرة زكية المرموق
:::

كعب عال... وبندقية

الوطن معادلة بين الضوء
والظل
السناريست أضاع ازرار
المشهد
فتحنطت الشخوص على الجسر
لن يعبر أحد يامنيف
وقد أعلن حظر التجول...

لم يبق هنا إلا كومبارس
بأحصنة من خشب في سيرك
للهواة
والخشب أجنة قوارير
لايتذكر الأصل.

كيف للقطيع ياجودي فوستر
ألايصمت
كيف
وانطوني هوبكينز تائه
في زغب اللوحة؟

اللوحة
لعبة شطرنج بين كعب عال..
بندقية..
وعري عربي
عفوا
ربيع عربي
وقد أعلن موسم الصيد..

نحن الطرائد
والآخر:   drone
(طائرة بدون طيار)
خرج عن السيطرة.

زكية المرموق

المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق