الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

حوار مع الذات الجزء الثالث والأخير (تحت سحابة سقراط) بقلم أحمد ابو الفوز

حوار مع الذات
الجزء الثالث والأخير (تحت سحابة سقراط)
 
كانت السماء ... ذات مطر خفيف ..
والسيدة ...صاحبة الثلاثين من العمر ...
يانعة كغصن البان. .. هرولت مسرعة. ..
غير مكترثة بأخذ مظلتها ...عند خروجها من البيت ... لتقيها المطر إن اشتد ....
فظلال زخاته الخجولة ...
هي الوحيدة ...المنعكسة على وجنتيها بكاءا...
فتلألأت ببريق أخاذ
وراقصت.... غزالات فاتنها ...
والوحيدة ... التي تكتب ...
عنوان روايتها...
( عبقرية المرأة في قلبها)
... هكذا... قطرة ...من سحابة سقراط ...
أخبرتها ...
........
........
لقاء صديقها الشاعر هذه المرة ...
لم يكن مثلما سبق ...
كان مختلفا. .....
متلاطم المشاعر. ...
رومانسي المظهر. ...
ليلكي الإحساس. ....
فستانا أسودا منقطا بألوان بيضاء ...
وشالا أحمرا من الحرير ...
يلف شعرها والأكتاف ...
بدون حقيبة يد كعادة النساء ...
ولم تزين جيدها ... بقلادة ...
قد اعتاد على رؤيتها ...شاعرها...
وهي محشوة ... بين نهديها ...
ومعصميها ...خلوا ... من الحلي والأساور ايضا...
فقط ... حلقة الزواج بإصبعها ...
وساعة يد ... هي. .. هديتها الأولى ...
من زوجها ....ودفتر ... وقلم ....
مع خطى تقودها ...
تقول ......
( كل ماأعرفه أني لا أعرف شيئا) .
دخلت. ...كمذهلة. ...
تجوب بسحر نظراتها الحديقة العامة...
رأته هناك ...تائه الفكر. ...
لوحت له ...
ليراها ...
متقوقعة تتهادى. ..
تلف مشيتها هالة ساحرة من الحزن. ...
.........
.........
و عيناها الخضراوتان ...
تشعان. .كرذاذ عطر. ...
مرشوش على لهيب شمعة. ..
تزيل أثر الغبار ... الملاحق ... لخطواتها ...
بمروج أمل ...
يضع وردة ... قرب خدها ...
وبأرق متمدد ... فوق حاجبيها.... تناظره ...
مصحوب ... ببحة حياء ...
- كيف حالك شاعري... ...!
وبنظرة تخترقها. ....
يضع جورية قرب وجهها. ...يبتسم. ....
- أحببت أن أرى الجورية ... كيف تغار من نعومة خدك ...
أزاح لها الكرسي...
جلست ...
بشفاه تبتسم مرتجفة تقول ...
- و هل غارت مني وردتك ..!
يقابلها الشاعر في الجلوس قائلا ...
- غارت لدرجة ..
أرادت أن تسرقك مني لحظة ...
ولحظة بين بيديك. ...
تساوي العمر عندي ...
بأكمله ...
صمت قليلا. ...وقلبه يتنهد. ...
وأخذ يبحر معها ... ليؤنسها ...
فتارة يرتحل بها ...
لأول نظرة ...
لأول همسة ...
لأول رسالة ...
كتبت على عجالة من خوف ... فتضحك ...
وتارة يؤلمها... حالما تقلب حلقة زواجها ...
متمتمة من ذات فقد ...
( ليس من الضروري أن يكون الكلام
مقبولا, من الضروري أن يكون صادقا ) ...
أحس الشاعر أنها ليست معه ...
مستغربا من جديتها ...
ومن تلك النظرات المنصتة...
لصوت هارب ... من أعماقها. ..
والقلم بين أناملها يريق على ورق ...
( المرأة سيدة للرجل حين تساويه) ...
إقترب منها ... مناديا ...
- فاتن ... فاتن ...!!
- اووه ... آسفة يا صديقي ...
فكلامك ... سحابة ...... ...
كانت قد. ...
أعلمتني كيف أكمل روايتي ...
لازال مستغربا ...
- أ هذا عنوانها ... أشار لما كتبت ...
- لا... بل هذا. ...
( عبقرية المرأة في قلبها ) .
وكأنها قد أخبرته ... وهي مودعة له ...
أن المرأة المعجونة من الألم ...
لا يطيب مذاقها ... إلا مع ذرات ملح ...
.........
.........
وفي الطرف الآخر ...
هناك. ....
زوجها بين حروف كلمة( طلقني)
أدرك ... أن وجوده مجالسا حبيبته ...
ماهو ... إلا هروبا من افتقاد ...
وإستسلاما ....لليأس ...
ووهم شفاه... بالسعادة ...
كلمة ... أشبه بصفارة قطار ...
تخبره ... عليه أن يبقى مدى العمر ...
في محطات إنتظارها ...
حبيبته ... تلوح بإصابعها ...أمام عينيه. ...
وهو شارد الذهن ...
تحدثه ... لا يسمع كلامها...
أو يناظر حتى ...
- حبيبي, مابك!
- عذرا حبيبتي ...
يقلب هاتفه ...محتارا. ....
هل يتصل ... أو لا ...
شعورا إنتابه حسسه بالذنب ... تارة ...
وأخرى ... بالكبرياء ...
قرر أن يتصل ...
زوجته ...
في جهة الأخرى تسير ...
حيث لاتدري ....
لعلها تختم ... روايتها ...
من قطرة بكاء ... أو رقصة حلم ...
يرن هاتفها ... زوجها ...
هو ....
بصوت الفاقد المذنب ...
- ألووو
هي ترد ... بلكنة المطر ...
- اشتقت إليك
هو ... كان واقفا .... خارت قواه ...
جلس مرميا ... على الأريكة
- وكيف أزعم ... أني لديها ... وأنا لديك ...
هي ... بإهتزاز أوتار شجن ...
مبللة ... بالغيرة والشوق ...
- سأنتظرك ... فهلا تأتيني ...
- سآتيك .... فهلا تمطريني ..
 
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه كل ما يمكن أن نطالب به القاص (احمد ابو الفوز)..موجود هنا..نص قصصي واضح الملامح حدثا مركزيا..حوارا..اطروحة.. وسردا بليغا..بدء ..تصعيدا..ازمة ..وخاتمه..كل شئ كما يتوجب ان يكون..
ولست بعيدا عن الدقة اذا ما قلت أن هذا الجزء..يكفي كنص مستقل..بل هو في غنى عن
الجزء الاول والثاني..اذا أحب الكاتب ان يكتفي به..
لكن طبيعة الحوار ستأخذ شكلها المتكامل من خلال مداخلات الزملاء النقاد وعلى وجه الخصوص الأخوين الاستاذ Jamal Kyse والاستاذ اسامه حيدر..الفاضلين..
تبقى اشارة أجد من الضروري الإلماح اليها موجزها أن كاتبنا يعيش مخيلة خارجية البيئة..وأعني أن طبيعة الحدث ونوع الشخصيات لاتنتمي الى بيئة الكاتب الاصليه..وكأن واقعية (همنغواي)الخارجية في الشيخ والبحر التي اشرنا اليها في مقال سابق قد فرضت طقوسها هنا على بيئة هذا الحدث -مدار البحث- بغض النظر عن نوع الحدث بكل تأكيد لأننا هنا نتحدث عن المنهج وليس عن مفردات الحدث ..وهذا امر -مع جمال النص الذي اطلعنا عليه في اعلاه توا-ولكنه منكفئ عن واقعه بعيدا ,وهذا امر يسترعي الانتباه..ويستدعي الاستفهام عن اسبابه ودوافعه..
وإذا كان الحافز الفلسفي هو الماوراء الخفي الذي يدفع بآتجاه الإيغال في الاغتراب الوجودي والواقعي للحدث المحوري بجميع تفاصيله ,فلست ادري بالضبط ,هل يكفي ولو (براغماتيا)لتفسير هذا الخيار المنهجي ?!..
أ.(احمد ابو الفوز).. احسنت صديقي العزيز..املنا أن تتحفنا بالمزيد المجيد ..دعنا ننتظر معا ما سينورنا به الزميلان الناقدان أ.جمال..أ.اسامه..تحياتي وتقديري..والسلام..
 
رد احمد أبو الفوز
 
أحمد أبو الفوز شكرا أستاذنا الحبيب لروعة وجمال متابعتك
لما نثرت أنا من نص متواضع وأسردته ,ليليق بمقام إطرائك, وحسن مداخلتك, التي أغدقتني من الفضل أحسنه وأجزله...


أما بخصوص النص...
واقعي هو ... أم خيال ...

فماذا لو قلت لك يا سيدي .. أنه من الواقع وألبسته كثيرا من مخيلاتي....

فواقعها مرير جدا, لأنها تخص صديقة لي ..
طلبت مني أن أكتبها ... ولو ببسمة من خيال..

ونعم ماوراء ماكتبت فلسفة ...
أحبتها بتلك الطريقة, لتستذكر فيما أخطات..
ولم لم تكن نهايتها, مثلما وردت في نهاية السرد....

أستاذي الغالي ... ليشرفني انها نالت اعجابكم واستحسانكم, واعدك ماهو قادم سيكون الافضل بإذن الله تعالى ...

#تلميذك ... تحياتي وعبق المساء
 
تعقيب منية درة الاوراس
 
منية درة الأوراس سحابة عابرة....فترة جفاء عاطفي...احساسٌ ما غطاه لبس وغموض....البحث عن الأنا في الآخر...ليكتشف أنه في شغاف القلب....هو السكن والمستقر....نهاية جميلة جدا..وهذا هو الأصل "مودة ورحمة"....دمت مبدعا صديقي أحمد أبو الفوز
 
رد احمد أبو الفوز
 
أحمد أبو الفوز " مودة ورحمة " ...
صديقتي الفذة... أو تعلمين كلما كتبت سردا, لأعلم يقينا, أنك ستوجزيه بكلمتين ...
وهاانت تعودين مرة اخرى بذلك ...

فهنيئا لي برفقتك صديقتي ...

مساؤك مكلل بالورد
 
تعقيب أسامة حيدر
 
أسامة حيدر أخي الأستاذ أحمد أبو الفوز : استمتعت بقراءة ما كتبت ولكنّي على يقين أنّ ما تحمله في جعبتك أجمل .
1- اختلط السّرد بالحوار وذلك بسبب الاستخدام العشوائيّ لعلامات التّرقيم . وهي ضروريّة جدّاً في العمل القصصيّ كما هي مهمّة في أيّ عمل أدبيّ .
2-في أيّ عمل
قصصيّ لابدّ من تحديد البيئة الطبيعيّة أو المكانيّة و الزمانيّة ووووو لأنّ ذلك يعدّ جزءاً من العمل وعنصرا هامّاً من عناصره .
3- لا أدري سبب شعوري أنّي أقرأ مشهداً مسرحيّاً لا عملاً قصصيّاً .
4-الأغلاط النحويّة مازالت موجودة وإليك بعضاً منها . وللحقيقة أنّ الغلط النّحويّ يربك القارئ ويجعله في حيرة من أمره
(هي محشوّة بين نهديها ... ومعصميها ) في هذا الغلط يجد القارئ نفسه يعطف المعصم على النّهد وأنت لا تريد ذلك . بل أردت ( معصماها ) لأنّ الكلمة مبتدأ خبره جملة ( خلوا ) .
وفي قولك ( عيناها الخضراوتان ) تثنية عجيبة لكلمة خضراء فالكلمة تثنّى ( خضراوان ) .
وفي قولك ماهو إلاّ هروباً ...) الصحيح ( هروبٌ) فالكلمة خبر للضمير (هو) .
هذا إضافة إلى أغلاط إملائيّة كثيرة .
5-استخدام الضمير (هو -هي) للتعبير عن تناوب الحوار يعيدنا للنقطة الأولى وهي عدم استخدام علامات التّرقيم المهمّة في هذا الموضع ولو كنت تمتلك زمامها لأراحتك من عبء استخدام الضمير .
ولكن كلّ ماقلته لا يعني بحال من الأحوال أنّك لا تمتلك ناصية القصّة على العكس تماماً فأنت مجيدٌ حقّاً ولكنّ ما أشرتُ إليه لا بدّ منه لتكتمل القصّة على الوجه الأمثل وهذا عيبي ومأخذٌ عليّ من أخي الحبيب Jamal Kyse.
دمت بخير صديقي أحمد أبو الفوز وأنا أنتظر مع المنتظرين عملاً جديداً تكون قد تلافيت فيه ما أشرنا إليه .
 
رد احمد أبو الفوز
 
أحمد أبو الفوز أ. أسامة المحترم..
أرى أنني أتعبتك بما أسردت ...
كيف لي أن أشكرك لدقة متابعتك ولتلك الإفادات والإضافات التي تفضلت بها علي...


ياسيدي العزيز ... كل حروفي المتواضعة ينحني قلمها حبا واحتراما ..


لكن ... بخصوص النقطة الخامسة فقط ...
الضميران ( هو - هي) .. أرد على ماذكرت من وجهة نظري المتواضعة لإستخدامهما في النص, فإن كانت وجهة نظري خطئا ... أرشدني أكثر وأطمع بذلك ... وإن كانت صوابا ... فأيدني بذلك طمعا أيضا ...

إستخدام الضميران ...
كان المغزى منه ... أن أجعل القارئ يتخيل مشهد
اتصال الزوج بزوجته .. بتلك السرعة المتنقلة في الحديث
فلو لم اذكر الضميرين ... لخيل للبعض
ان حوارهما كان وجها لوجه وليس إتصالا ...

وأخيرا وليس آخرا ...
أشكرك جزيل الشكر أ. أسامة عزيزي
ولثقتك بما أحمله من أدب متواضع

تحياتي وارج الورد لمسائك ...
 
تعقيب ليث الدخيل
 
Laith Aldakel نص ..حوار مع الذات ..امتعنا حقا ..المأخذ على الكاتب انه كتب النص بلغة الراوي العارف كل شيء عن شخصياته ...وكتاب الحداثة تنبهو ا لهذه التقنية التي غادرها اكثر الكتاب ..جمالية النص ان يكون حياديا ..هو يتكلم عن نفسه ..شكرا لاحمد ابو الفوز ..
 
رد احمد أبو الفوز
 
أحمد أبو الفوز أ. ليث المحترم...

هناك نصوص يتوجب على الكاتب أن يكون حياديا فيها ...

مثل نص سياسي او ديني
او فلسفي بحت ...

لكن ... هناك نصوص من الواجب على الراوي ان يلم بأدق تفاصيلها وخاصة إن كانت تتحدث عن نفس الإنسان وشخصه بجنسيه, لا إلى ماينتمي إليه ...

وياليت الوقت يسعفني, لذكرت تفاصيلا أدق مما هي في السرد ..

أستاذنا الغالي ليث ...
شكري وتقديري لإعجابك بنصنا المتواضع
مع تحياتي ونشوان عطر المساء ...
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق