الجمعة، 4 نوفمبر 2016

مِن الرمادي ،، لأُلَمْلم رَمادِ قراءة نص كريم عاشور بقلم نور السعيدي

مِن الرمادي ،، لأُلَمْلم رَمادِ
قراءة نص كريم عاشور ،،،

ظلي ،،
يخلفني في البيت
لذا اترك له المصباح مضاء
وافتح الشبابيك
أدعهُ منشغلاً بترتيب أشيائي
وتنظيف الزجاج لمزيد من الضوء
وتلميع مرآتي العمياء
بعد ان يمسح من عينيها النعاس
يلم أوراقي المتناثرة على الوسادة
وتحت السرير
ويعيد الصور الى حضن الألبوم
جامعاً أشلاءها بشريطٍ لاصق
وساعة تسللت منها العقارب
وحينما أعود متأخراً
في آخر الليل
أسارع لأغلاق الشباك وتعتيم الغرفة
وأفرش لهُ الظلام ،،،
لينام .

نص ضرب جذورهُ بأرضٍ من معدن وحجر ـ صاغَ واقع لم ينجْ منهُ رغم قتامة جَوها لكنها كانت مضيئة وجداً وإلآ كيف وصلتْ ألينا بعدما قَدَّم لنا مَدخلاً تعريفياً لمعادلة عن كيفية تفكك كائن أسمهُ ( إنسان ) ،،
إشارة ، إيماءة = التمزق الإنساني ، الصوت والوقت ( تُرى هل تساوى طرفي المعادلة عند شاعرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
أشارة ألينا مِن أن ظلهُ تركهُ خلفهُ ، الإشارة ـ تميزُها وتفردها التي أكتفتْ بذاتها لمرافقة الإيماءة من ترك المصباح مضاء من خلال قدرتهِ الإيحائية وهو القادر على تفعيل لذاتية الجملة ومُوافقة للتحول من إطار للآخر مع تبدل موقعها لجملةٍ صورية مختلفة عن سابقتها دون الخروج عن جَوِها وهنا دخل فوكو على الخط ( صورة الدال والمفهوم المدلول ) ليكون مع كريم طرف المعادلة وقد حصرنا بلحظة تاريخية وموقع ( غرفة ) بهيمنة على كل فضاءات الجمل الصورية .
الطرف الآخر منها تنظيف الزجاج ـ لملمت أوراقهُ ـ مسح مرآتهُ ( التمزق الإنساني ) هو التمرد للهامش ( شاعرنا ) على الأصل ( الواقع ) وإن كان الهامش بمصافي الخسارة والغير قادر على خلخلة القبول أو الإنصياع ولا حتى الإنطواء تحت لواء ( ضبط الذات ) لا لأنهُ لا يملك مفاتيح إختياراتهِ بل لأنهُ يملك كل الشروط المُتاحة ( لموت إنسان ) سريرياً ليربط بصورة تتمايز ذاتياً مع قيمة الصوت ( شريط لاصق ) وهو المحكوم القانط الآ مُتحد مع مركزية الواقع بهالة من الإنهيار الذاتي والحدْ مِن سجنهِ مع وِزر أفكارهِ والذي لم يُلغي قانون السيادة للأشياء عليةِ ( ساعة تسللت منها العقارب ) لتنزل صورة لم تستأذن ذهنهُ ضمن مدارات بحث وإن كان بحث مُتراخي لأنهُ فقدَ بوصلة الوقت ( وهنا الروعة ) مِن زهدهِ بالزمن المتوقف والمحيط وهي نزعة لا لإنزال الإنسانية من عرشها بل توليفة خطابية لشقاءهِ الواعي ،،،،
أما الأروع هي المرحلة الإرتدادية ( مرحلة التآلف ) لإنعاش الإصغاء بين المكان والأشياء للسعي من محاولة أخيرة لشاعرنا عند ( في آخر الليل ) محاولة عقلية طبنفسية لأستحضار حالات شعورية وإن كانت باردة خالية من الإنفعالات بهاجس يطاردهُ شاعرنا لموقعٍ قَصيٍّ كي يحظى بسيادةٍ داخل حربٍ باردة لمأزق يواجههُ على قدر عالي من منطقية النص وتماسكها الداخلي والمُذهل أنهُ لا يستطيع أن يلعب ( لعبة التمرير) لنتائج مفزعة من رفع لافتة نَعي للثنائي قبل أن يلفظ أنفاسهُ الأخيرة ( الصوت والوقت ) ليفترش للظلام بنوم كنت أتمنى أن لا يكون سرمدياً ولتتساوى طرفي المعادلة لابد من خسف كل المجرات الفوضوية والتحصن من الإيقاظ الشرس ( أغلاق الشباك ) عسى أن يحظى ولو بحلمٍ لينْتَعِلْ الأشياء بطريقة مختلفة .
موسيقى النص أسمعها من بعيد البعيد انصت اليها وهي تتراخي لتعلن عن نومها كظلام شاعرنا بمهدٍ ملوكي .
مجرد قراءة / نور السعيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق