الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

حدثني الغاب بقلم / محفوظ فرج

حدثني الغاب
------------
١
حَدَّثني الغابُ
...
عن امْرَأةٍ ليس تُروّضُها القوّةُ
لن يوقِظَ فيها الحُبَّ سوى الموسيقى
غَنِّ لها في قيثارِكَ باسمِ الرّحْمن
أسْمِعْها كَيفَ يموتُ العاشقُ
يُبعَثُ في نقلِ خُطاها
تَحْتَ ظِلالِ النَّخلِ السّامَرّائِي
سَتَعودُ إلَيْكَ قُبَيْلَ غُروبٍ نَجْهَلُهُ
وَعَنْ بُعْدٍ يَبْرُقُ ناصِعُ قَدَمَيْها العاجيينِ
مِنْ بَينِ شُقوقِ الكوخِ وَراءَ شِباكِ الخُضْرةِ
وَتقٌُوُلُ تَمَتَّعْ في عَبَقٍ قُدْسِيٍّ من أنْفاسِي
هذا شالي الوَرْدِيُّ تَركْتُ بهِ إكْسيرَ رَحيقي
تِلكَ جِناني اقْطفْ ما لذَّ وطاب باشجار بساتيني
أنْت حبيبي
مُذْ أوَّلِ صِلْصالٍ نَبَضَ الشَّجَنُ الآشُورِيُّ على هَضَباتِهْ
مُذْ أَوَّلِ سارِيَةٍ تَمْخَرُ دجلة في عِيدانٍ شَكَّلَ مِنْها الماءُ زوايا
قائِمةً سَتَعودُ إلَيْك
٢
حَدَّثني الغابُ عن امْرَأةٍ ليس تُروّضُها القوّةُ
لن يوقِظَ فيها الحُبَّ سوى الموسيقى
تُطرِبُها أعراسُ عَصافيرِ( العَرموشيّةِ)
حينَ يَبوحُ الفَجْرُ على أعْطافِ النارنج
ببعض نداه
يشجيها صوت حفيف الريح المارق من خلل الزيتون
يدعوها نوح ( الورّيج ) على ساحل نهر الغرّاف
تأتي طافحة كي تتعمدَ في السفح يباركها دمعي في
رائحة( لِكشِيَّة )
وحين مررت بها قالت :
أتذكرُ حينَ مررْتُ (بجيزانَ)
لَمَحتُ بِعَينيْ طِفلٍ
يعبر بستان أبيه إلى مدرسة القرية
لحنا يَتواترُ في أهدابِه
غَّنتْه له أمُّه
أتذكرُ أنّي كُنتُ مَعَ الزُرّاع الأكديينَ
وهم يذْرون القمحَ على الأرضِ المحروثة
كنتُ أذودُ عَن الحَبِّ زرازيراً قادمةً
من خلفِ سلاسل حمرين
محفوظ فرج
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه نص كبير..وعروض واسع النطاق..هكذا هي دائرة المتفق ..وهكذا هو الخبب العجيب اذاعزفت على وتره روح نظيرة..وروضته أصابع خبيره..
كنت رائعا حميما وأنت ترسم اعماق الانثروبولوجيا العراقية وجغرافيتها الحية التي ترفض الموت ابدا..
شكرا لانك اريتنا عملا رائعا فعلا..اخي الاستاذ محفوظ فرج العزيز..تحياتي..
 
رد محفوظ فرج
 
MA FA أعزك الله ووفقك وأدام تألقك وابداعك ورقيك تحياتي واحترامي آفاق نقدية شكرا جزيلا لكم علي هذه القراءة النابهة للنص
 
تعقيب جمال قيسي
 
Jamal Kyse يا سيدي هذه ملحمة،،،ونص مفتوح يصل مسرحية وقصة ،،وتاريخ،،،،سلمت يداك سيدي
 
رد محفوظ فرج
 
MA FA الله يسلمك ويحفظك الصديق المبدع الرائع النبيل Jamal Kyse تحياتي واحترامي
 
تعقيب غسان الحجاج
 
غسان الآدمي كم ينبض قلبي غبطةً وهو يترنح شغفاًعلى هذه الموسيقى الجغرافية حتى انني احسب نفسي اتنقل داخلها كدجلة وهو يقبل النخيل بضفافه ... ايها المبدع الاصيل شكرا على هذه التحفة الرائعة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق