الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

ثلاثة هم من يعيشون في غربة زؤّام تفتك بعظام إنسانيتهم بقلم /أم جواد الحامدي

ثلاثة هم من يعيشون في غربة زؤّام تفتك بعظام إنسانيتهم .
الأول هو عالِم .....
يعرف حدود علمه ، يعيش وسط عامة الناس ، يبثهم علومه ومعارفه .. فلا يُلقون لها بالا .
يوجّه لهم نقدا بناء .. فيهدمون به كل صلة طيبة ، يُحيك لهم ثوب الأخلاق والقيم بدقة ورصانة متناهيتين .. فيضيفون عليه زركشاتهم المخدشة للبصر و المنفّرة للمشاعر ....

هذا العالِم يعيش في منفى المجاملات البحتة ، يقتات بالرمق الأخير من كرامته الإنسانية ، بعدما استُبيحت كرامته الفكرية .
الثاني هو النمّام .....
يعرف حدود طاقاته اللّسانية ، نصّب نفسه مديرا لوكالة الأنباء ، يبث خبرا عن هذا لذاك .. بحجة الفائدة والعبرة ، يجني من ذاك ردَّ فعل يصبح عنده مادة دسمة للنشر ..
عند المذياع .. يجمع عناصر التشويق ، ويحيك منها أحداثا تجعله يسرح في قوقعة خياله حتى الثمالة .
هذا النمام يجد نفسه دوما في منفى النبذ والإقصاء ، بعدما فتّت بصوته النشيط كل أداة حساسة في جهاز البث الإنساني .
الثالث هو النرجسي ....
يعرف حدود غيره ، ولا يعرف حدود نفسه
يبث بين الناس مديحا له ولكل ما يرتبط به حصرا ، يحيك لنفسه من ثناء بسيط جلبابا فضفاضا يستر به عيوبا يجهلها
يوجّه ضربات حُرّة لمن يشعر أنه قد يعلوه يوما .. سرعان ما ترتد على مرماه بخسارة فادحة ..
هذا النرجسي يعيش في منفى عشق الذات بعدما خسر منها كل ما يُستحق أن يُقدّر .
 
تعقيب وسام الاحمد
 
وسام الأحمد كل اشكر
نص رائع وشامل
يسعد صباحك أم جواد
 
رد أم جواد الحامدي
 
أم جواد الحامدي وسام الأحمد
شكر من الأعماق لاهتمامك الرائع
أوقاتي تسعد بقربك غاليتي .
 
تعقيب غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه هذا جنس أدبي غاب عنا منذ زمن بعيد..تصعيد رائع لما كنا نقرأه للمنفلوطي في العبرات وفي النظرات ..اهلا ومرحبا بك ,حللت اهلا ونزلت سهلا..ولقد كان مدخلك رائعا , أ. ام جواد الحامدي الفاضله , كل التقدير وبالغ الاحترام ,سيدتي ...
 
رد أم جواد الحامدي
 
أم جواد الحامدي آفاق نقديه
ينصّ قلبي على محبة من يجيدون قراءتي .. و لأنني لم أشهد منذ انضماني لمجموعات ثقافية و أدبية جهداً دؤؤباً أستطيع أن أعتبره منجزاً مميزاً كما شهدته حديثاً ههنا لكم من نبضي حصة الأسد .. سعيدة جداً بوجودي بينكم .. و ممتنة لجهودكم الثمينة
مع شكري و تقديري الكبيرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق