الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

الاديبة التونسية نائله طاهر (ندى الادب) من الكثافات المرسلة الى الكثافات المموسقة بقلم غازي احمد ابو طبيخ

 
الاديبة التونسية نائله طاهر (ندى الادب)...
من الكثافات المرسلةالى الكثافات المموسقه: :
*****************************
بعد انجازها لديوانها الاول (عاشق النرد) في طبعته الاولى..ها هي تبادرنا توا بنص ابداعي جديد في أكثر من إتجاه..
1-طبيعة الموضوعه..
2-طريقة التناول..
3-مستوى نضج الاداة التعبيريه..
4-الإنتقال من النثر المرسل الذي طبع ديوانها آنف الذكر الى النص الدافق المنساب على شكل (هارموني) موسيقي يحتاج منا الى وعي ايقاعي خاص كان قد اشار اليه الباحث الأستاذ Shakir AL Khaiatt في احد أجزاء بحثه المطول الأخير الجانب الموسيقي في النص.....
من هنا لا بد من التأكيد اذن على أن تفعيل هدا الالتزام الموسيقي في هذا النص ينقله من دائرة النثر الإصطلاحي المعتادة الى دائرة الشعر المموسق ,وهذا يعني انه يدخل في خانة الإتفاق الشعري الإصطلاحي أيضا..ونقصد بذلك أن هذه القصيدة ستكون محطة اللقاء الإتفاقية بين المتعارضبن نظريا فهي من جهة يحتسبها دعاة النص النثري على دائرتهم ,بينا يعرف دعاة الربط بين الشعرية والموسيقى انها تتعامل عبر هذا النص مع قصيدة شعرية ايقاعية منسابة كخرير النهر الجاري..
فهي من لحظة الشروع تتحرك على جسر من الموسقة الدفينة الممتدة عبر اجراس المفردات بشكل متواصل خال من الفجوات,فالرابط الايقاعي يحتاج الى أذن غاية بالرهافة تكشف عن سلسال النغم الموصل بين كل كلمة واخرى من جهة لكي يشكل بالاجمال (سوناتا) موسيقية متحدة تتحرك وفق ضابط ايقاعي واحد من البداية حتى الختام مؤكدين على ضرورة آحتساب الحركات الإعرابية في سياق الايقاع المشار اليه..
*
خبرني,
عن ليل مر بوجنتيك
عن أثر حمرة فنجان الخزامى
عن ثلج الشفاه المهملة
ووعد الصقور للحمام..

موضوعة النص:
**********
ماذا ارادت الشاعرة المبدعة قوله عبر هذا النص البالغ الكثافة والذي أراه مهما جدا على كافة الأصعده?
***
ان الملمح الاكثر تجليا في مقطع النص الاول يتمثل بالتعبير الواضح عن الغربة الوجودية في محيط بلا ملامح ولكنها ليست غربة جمعية ابدا ,وإنما هي غربة الوعاة على وجه التخصيص ,غربة المثقف العميق انطلاقا من البيئة التونسية الى أوسع المديات العربية خاصة ,ولكنها أبعد ماتكون عن الغربة العبثية المعلومة الملامح بشكلها العصري الذي نعرفه جيدا..والمدهش في الامر أنها غربة معاكسة بالضد من الدوائر العبثية التي تمد بأقدامها الاميبية الخانقة على ارض الواقع..
غربة الشاعرة هنا اذن غربة
ايجابية مضادة للعبث السائد والمسلك الاجتماعي والسياسي المجهول الملامح ..هناك مناطق تلف ستقود الى مجاهيل غير محسوبة النتائج..من هذا المنطلق تحاول شاعرتنا استرجاع الأرشيف الجميل ..التذكير والتنبيه الى دوائر الفقدان السيزيفية في مقابل التسيب وفقدان الذاكرة الجماليه..اوربما الذاكرة الحيويه..
ولم المس بالضبط احتجاجات ذات مغزى قيمي او أخلاقي محض,مع أن جنس اللغة وطريقة البحث الابداعية تشي بكل وضوح بأنفاس اشراقية ذات مجس صوفي كأداة او كمحرك للبحث المعرفي الذي تقوده ممثلة الوعي النوعي الأكثر احساسا بمرارة ما يجري في الماحول المسيس..
التناقض الجميل يكمن فيما يأتي :أن روحية المبدعة المتمدنة العصرية التوجهات تقف الآن من عمليات التحديث موقفا مصرا على القيام بعملية إجرائية تشبه الى حد كبير الدراسة الاكاديمية المقارنه..
لكن المرجح عندي أن الشاعرة المثخنة بجراح الوعي النوعي لا تدين التحديث بمعناه الاصيل ..التحديث الإيجابي الناتج عن التنامي الطبيعي للحياة ,على العكس تماما ولكنها ترفض التحديث الغوغائي الفاقد لأشراط الجمال والحيوية ..والدليل انها بالمقارنة وهي تسترجع مفردات الحياة القديمة ,لا تسترجع منها الا مايتعلق بالمفردات الباعثة على المسرة والحبور والسعاده..المفردات التي تشكل في حقيقتها العميقة اركان ومنطلقات الحداثة السليمة الراقيه..
اذن هي دعودة ليس لأعادة النظر بالمتحقق المغلوط وحسب ,وإنما هي دعوة للعودة خطوات ليست قصيرة الى الوراء من أجل ان نبدأ من جديد كما يتوجب ان يكون النمو المتناسل المضطرد..
إن عنصر الخلق المحوري ..عنصر الفاعلية الذي يدير الحوار ويلقي بأحجار البلوتونيوم المشع في بركة هذه الجغرافيا المكتظة بالإعتراك السالب هو عنصر الاكتشاف ذاته..معلنا أن طبيعة الصراع الموجودة الان ليست صراعا لوسائل الانتاج ..وليست صراعا للقديم مع الجديد..اذ لا يوجد جدل سوي هنا ,هناك اضطراب مرضي وظواهر مدانة بالجملة والتفصيل..فالميقات ليل والرائية وأن كانت ترى من بعيد كزرقاء اليمامة ولكنها رفضت التقدم الى أمام بلا خطوات ,رفضت الوثوب الى امام مجهول مظلم ,ولكن قلبها مع المحبوب الذي كان جميلا..تسأله عن هذا الميقات الغريب الذي مر على وجنتيه( الارض والانسان) ,وعن هذا الإخلال الفظيع بالوعود الكبيره..وعود الصقور للحمام وعود الرفاق الدي كانوا أقمارا مضيئة بإخلاصهم ولكنهم غابوا الآن ليسترجعوا انفاسهم تحت سقوف الخيام ..والخيام بدلالتها الاصيلة المركبة ,الخيام وبعد الامة القديم ..والخيام وبعد التأمل العريق ..او أن الحضرة العرفانية الإشراقية ترفض المقاربة التي تنذر باحتمالية الأصابة باللوثة الزمكانية التي تشبه الوباء..
لقد تحولت الشاعرة الى راوية رائية وعرافة في آن واحد..ونحن اذن بإزاء حدث درامي غير عادي ..وأقول عنه أنه غير عادي لأنه لم يتنزل عن صفته الرؤيوية الى السرد الواقعي ابدا ..
راويتنا تتحدث عن كل مفردات الواقع بلغة الرؤيا مجسرة خلال تصعيداتها كل الرموز الشفيفة والاستعارات اللطيفة حد التحول الى الضمير النائب عن الطيور المتغربة الحزينة وهذا النعام الوديع المهجر بالملايين عن الديار..
لسنا بصدد واقعية خارجية على طريقة همنغواي في الشيخ والبحر ,نحن في جغرافيا معلومة تماما من غير حاجة الى التسميات المباشره..بدلالة جميع الرموز التي وردت في النص كحوامل متسعة لمحاميل متسعة ايضا ..
وإذا كانت تونس هي الأم..الفائض بالصيرورة الأولى للفيض الذي كان يجب ان يكون نورانيا ,ولكنه وا أسفاه استحال الى غسيل وليس مغتسلا ..ومستنقع وليس واحة ويا لها من فرصة تاريخية ضائعه..
من كان اذن من وراء صناعة (المتحولين)ومصاصي الدماء بدلا عن خلق الثوار الرؤاة?!من?!..
ثم اية جهة تمثلها ريح الجنوب التي شققت المسيرة ومزقتها بل ادمتها ?!
ولماذا الصليب من جديد?!
ثم لماذا الهلال القديم الجديد?! واية صفقة غير مقدسة قلقلت المسار وحرفته عن مساره واسفاره الجمالية واهدافه الحيويه..?!
***
المرآة الثانية
والاستدلال المنطقي:
**************
وربما يعترض احد ما على مثل هذه العنونة المنطقية الجافة والثقيلة الدم..
ولكننا مرغمون عليها ..بل واقعون تحت ضوءها الكاشف..فلقد كان العرض الاول ..(راوية الطريق..او الراوية التي تسأل الركبان العائدين او الشاردين او المهاجرين او المهجرين الى خارج أحضان الجنة الخضراء ذات التين والزيتون والبرتقال الذي اوشك ان( يتأرج)وما اروعه من اشتقاق لغوي بليغ لم يكن ابن الاختصاص ابدا بل كان ابن الموهبة الحية والسليقة السليمة والبديهية الحاضرة والذائقة الفطينة الراقيه..وأقول الفطينة لأن هذا ?التأرج) ما كان الا استعارة شاملة لأقاح الحياة بكل تفاصيلها الجميله..
فهذا المقطع يشكل مستقلا في مركبه التعبيري الاول مرآة الاستدلال على إثبات صحة الرواية في جانب ,ومصداقية الراوية في جانب آخر..
+++
خبرني
هل تأرج شجر البرتقال
ببشارة بنات نعش
لأعانق كف الصبا
وأستعيد صبر الزواجل
على حربي..!!!
او ارجئ كل مواعيد النصر
لحين الردة عن ضلالي
وقد..
استعير وجه (البدايات )
لحاضر ليس لي
فهل لك علم
بما هو آت?!..
ويا لعجبي من هذه المفردة التي لبت كل ما اريد قوله وجمعته في مركب اصطلاحي جمالي ومعنوي في آن واحد وأعني به (أستعير البدايات)..ودعونا نلتفت الى اداة التمني الرائعة التي سبقت هذا المركب..واعني ..ليتني..ومع ياء المتكلم العائدة على راويتنا الشاعرة وضميرنا الجمعي في هذه اللحظة الكثيفة جدا من الأداء الشعري الفذ..
وليس ذلك وحده ما يسترعي الانتباه ويؤكد سلامة الاستنباط ..فإن حضور بنات نعش بأبعادها الاسطورية البعيدة المدى هنا بالذات هي الدلالة الاكثر قوة عمودا وأفقا ,فدعونا نستعيد فكرة هذه الأسطورة الرائعة لنفهم كيف تم توظيفها ببراعة بديهية فارهه..وهل بعد حضور (بنات نعش)بدلالاتها الواسعة النطاق..اشارة واضحة الى حضور عنصر الخطاب المحوري او( المنتظر ) اذا جاز لنا التعبير?..هل هو العراف الذي القى بهن في روع هذه الشاعرة المدهشه..هل هو الملاك الشعري? ام (الآخر) الشعري?!!
اذ لاريب أننا بأزاء مشهد رؤيوي لا غبار عليه..خاصة وهي تخاطب هدهدا حيا مقابلا غير الاحياء الذين مرقوا على باب فضاءها المفتوح الآفاق مرور السحاب ,فلم تشهد بعد مرورهم وابلهم ولم تر من بعد حين قافلهم..
انه العراف الآن..
استعير وجه البدايات ..
لكي تكون لي عزيمة السؤال فالحاضر المغتصب (ليس لي) ..ومن باب اولى(ليس للجماهير)..صانعة الفعل التاريخي..لتتقدم بسؤالها المنيف:
فهل لك علم
بما هو آت..???!!!
نلاحظ انها لم تسأل عما يجري الآن..فقد بات في عداد المعلوم ..
لكن السؤال كان عن المستقبل تحديدا..هل سنظل هكذا ابدا???!!!..
وهل ستبقى بنات نعش في كأد يحملن جثة ابيهن باحثات في هذا الكون الفسيح عن سهيل القاتل الداهيه ..وهن في الشمال وسهيل في الجنوب الشرقي..وقد اتعبهن المشوار وانهكتهن الاسفار ولكن دون جدوى..أفما آن لجثة الميت أن تدفن..وأن يبدأن رحلة بحث جديدة بفكر ابرع وبوسائل اسرع..?!!!
***
من كان المتحدث بالنيابة عن الجميع إذن ان لم تكن الشاعرة ذاتها..فمن??!
***
أو أخبرك بعد كل هذا
إن عثرت برفاتي
فلاتجعل لقبري شاهدا
ولا تبحث كثيرا عن قاتلي
فعقيق دمي
على عتبات النائحات بموتي..
***
ترى هل هو الشهيد الحي..
ام هل هو الجندي المجهول الذي ما فتئنا نفقده من دون ان نلتفت الى دمه المنهمر على بسيطة الحياة دائما فهو يتجدد عبر الأزمنة, في إصرار عجيب لا نهاية منظورة لتوقف نزيفه المستمر؟!
 
تعقيب أحمد البدري
 
أحمد البدري حسبتك لا تنتهي من الشرح وأنا أقرأ لك اديبنا الغازي لأتصال النص باللامحدود من المعاني العميقة والاحساس المحلق بلا اجنحة بين طيات النص ..فسلمت ناقدا وسلمت اديبتنا وشاعرتنا الكبيرة نائلة طاهر
 
رد نائلة طاهر
ندى الأدب هو فعلا عمل ضخم لقصيدة واحدة لم تتجاوز 24 بيت حتى أضحى المقال النقدي مرجعا بحد ذاته .
سلمك الله يا شاعر.
 
ندى الأدب من ساعة والنص النقدي منشور لقائل ان يقول اينها الكاتبة لم تستقبل هذا العمل النقدي الكبير ولم تعلق .صدقوا من ساعة وآنا نقرأ كلما فضيت شوية من عملي نعيد القراءة .ولي عودة
 
تعقيب جمال قيسي
Jamal Kyse ا نائلة،،،،ألنا بعد هذا مقال،،،قيل قديماً ( لا يفتى ومالك في المدينة ) ،،،اطال الله عمرك استاذ غازي،،،
 
رد نائلة طاهر
ندى الأدب لو تعلم يا قيسي أن المثل في محله تماما 😊....يهمني طبعا رأي الغازي ويكفيني فخرا هذا الجهد العظيم الذي أكرم به نصي.لكن كلكم اساتذتي وعلى راسي
 
تعقيب بلسم الحياة

بلسم الحياة تتملَّكني الدهشة الى حد الانبهار ...
التي تدفعني الى اعادة القراءة لهذه الرواية
الأسطورية ، التي فاقت جميع الأخيلة الشعرية

وما ان انتهي من قراءة كل فقرة الا وتجذبني
النفس مع الرغبة الشديدة للعودة الى التدقيق
والتمحيص بالعين الثاقبة لما انطوى عليه
هذا المجّس النقدي من أفق واسع الرحب والفضاء ...
حتى لينقلنا من خلاله الى أسفار تلو الأسفار ...
آسرة الجمال ...
بديعة البيان ربما لم تكن بالحسبان ...
ليس الا لما انطوى عليه النص الادبي ...
سوى بضع حروف ومعاني لكنها كانت ...
ساطعة الإشراق وكأنها نجوم مشّعة ...
من لآلئ الجِنان ...
من هنا يبرز دور الناقد العملاق كيف يغوص
في مضمون النص غوصَ مهرة الرّبابنة البحّار ...
ليكشف عما وراء الحُجب والأستار
من أحاجي ورموز والغَاز ساقتها الشاعرة
المتمكنة لحظة الانهمار الشعري والتحليق
فيما وراء الملكوت السماوي ...
تاركةً للقارئ الكشف عن الطلاسم وماخفي
من جمال المعاني والمباني من اسرار .
ومهما كتبنا لانستطع الإيفاء بحق كليهما
الناقد الاديب الرائد / غازي الموسوي
والشاعرة المتالقة / نائلة طاهر
حيث سافرا بنا الى عالم ٍ سحري الألغاز
والجمال ورونق البهاء .


رد نائلة طاهر

ندى الأدب بلسمي قلت الذي كنت سأعلق به على العمل النقدي لغازينا قرأت أفكاري حتى قبل ما ادونها. .مش مستغربة لأنه الذي بقلبي هو بقلبك تجاه أستاذنا وكلانا على قناعة انه الفاعل الحيوي الذي يعطي لكل المحيطين به الحيوية اللازمة لينطلق.
حبيبتي والعقد الثمين الذي أتحلى به الأديبة بلسم

تعقيب حسين ديوان الجبوري

حسين ديوان الجبوري نعم استاذ غازي احمد ابوطبيخ انت من ينطق حقا وصدقا مثلك مثل صاحب الحوت عليه السﻻم نتعلم كل يوم شيء جديد وهذا بفضلك وفضل اﻻديبة اللامعة نائلة طاهر كل الحب والتقدير والاحترام لكل من يضع لبنة لبناء هذا الصرح الكبير مودتي اخي العزيز ابا نعمان
 
حسين ديوان الجبوري ايتها السيدة الجليلة القدر سيدة الياسمين اﻻستاذة بلسم الحياة كل التحية والتقدير والاحترام لهذا الفيض اﻻدبي المكتنز اﻻوصاف الصادق باﻻنصاف المسهب بالمفردات الشفافة وكانها ينبوع ماء سلسبيل نبعه صافي ومن يشربه يتعافى من كل علة وترتاح نفسه الله يديم عليك نعمة اﻻفصاح وضخ كل ابجديات الحرف القدير الحرف الذي يبني ويرتقي بمصاف اﻻدباء على مستوى انسانيتهم وعلى مستوى افكارهم وانت يا سيدتي اول من رمى الجهل بحجارة من نور لتبقى معلقة كالقناديل المنورة تزيل كل التباس وكل عتمة تحياتي لك بحجم السماء استاذة بلسم الحياة

تعقيب بلسم الحياة

بلسم الحياة شاعرنا وأديبنا وصديقنا الغالي ، الذي نعتز به ونفتخر
مرج البحرين يلتقيان ...
فباي آلاء ربكما تكذبان ...

كلانا يستقي من ينابع عذبة السلسبيل النمير ...
الفرات وبردى ... لا يفترقان ...
وكل منهما ينشد الحب والامان والسلام للاوطان
ولا ادل على ذلك سوى قصائدك الشعرية ...
التي تعبر عن عشقٍ سرمدي ، لعراقةِ العراق ...
رغم الحزن الذي يسكننا معاً لما آلت اليه الاوطان
على مستوى العروبة ، ومآسي الاحداث ...
تظل الروابط القومية والعرقية والدينية والانتمائية ...
تؤلف بين قلوبنا من غسق الغروب حتى بزوغ الفجر ...
فالى مقامكم الكريم والشعب العريق ...
الدعاء بان ترفرف فوق سماء الاوطان ، حمائم السلام .
وحتى ذلك الحين ...
اديبنا / حسين ديوان الجبوري
تقبل صدق الولاء ، وفائق الاحترام .
 
رد نائلة طاهر
 
ندى الأدب بعد كل الذي قرأته من زملائي بالمجموعة لا اعرف ان كانت مهمة الرد على مقالك النقدي سهلة أو زادت صعوبة إذ لا بد لي أن آتي بجديد .
مشاعر الامتنان مني والاعتراف بفضلك في جعل مسيرتي الأدبية مسألة محسومة سابقا فالكل يعرف أنك معلمي وإني تلقيت منك معارفي النقدي
ة والأدبية وان اسمي توهج منذ تبنيك لي.
بالنسبة للعمل النقدي الذي حظى به نصي الكل أيضا لاحظ أنه عمل ضخم وضعت به كل قدراتك النقدية و اشتغلت على النص بمزاج فنان ، كل الجوانب أتيت عليها تحليلا وتفسيرا وتدليلا ..وخاصة التدليل ..صراحة أستاذي أخاف دائما أن يقول القراء أن الأستاذ يجامل نائلة طاهر لانها تلميذته واكيد لن يتخلى عنها بأي نص...وهنا جاءت قيمة التدليل التي جعلت من التحليل معادلة فيزيائية مقنعة لم اتمالك انا ايضا نفسي على الانبهار بها ..إذ كنت أعلم قيمة نصي ومقاصده القريبة والبعيدة لكن ان يجلو الناقد بك كل العتمة (كلها)بنص رمزي فهذا صعب لأن التأويلات مفتوحة دائما ..وهنا تدخلت خبرتك الكبيرة وثقافتك الواسعة لتفتق المعاني و الأبعاد وتلتقي مع أفكار الشاعرة بنفس الموقع النفسي والفكري لذلك أطلقت عليك صفة العراف منذ أن تعرفت بك و لذلك انا هنا إلى الآن بجواركم رغم انقطاعي عن النشاط الفايسبوكي لأن وجودي معكم هو البناء الفعلي لي بغض النظر عن اسمي وشهرتي كفاية علي علمكم الذي لا تبخلون به إذ لم يعد هناك ما يغريني بهذا الفضاء غيره .
أرسلت لي دنيا تقول انها كلما قرأت نصي كلما بكت وصدقني كلما قرأت نقدك ادخل بالحالة نفسها فقد جعلت من نصي رواية وكتابا كنت مايسترو ترسم بالفضاء الوجود كله انطلاقا من قصيدتي. أيقنت أكثر قيمة الناقد الحصيف الفارس الذي يقود النص إلى مجاهل كبرى ثم يخرج بالحقيقة الخالصة .أيقنت أكثر أن الكاتب دون نقد لا قيمة فعلية لأعماله وان الجهد الذي تقوم به هو جهد انساني قبل أن يكون أدبي. .لأنها معركة ضد النسيان والاندثار. . معركة بناء كلي. ..وما اصعب هذه المهمة الشاقة أستاذي.
أعود لأقول الشكر لا يكفي ولأقول اني مدينة لك ............................

رد غازي احمد أبو طبيخ

آفاق نقديه الأديبة :الشاعرة والناقدة والقاصة والإعلامية ندى الادب (نائله طاهر) الفاضله..
شكرا مقدما لهذا التواضع الكبير والوفاء المنقطع النظير ..وديما قال لي استاذي( البروفيسور)ناصر حلاوي مؤلف كتاب النقدزالادبي الاكاديمي المدرسي الشهير,وأنا بصدد شكره على ماقدمه م
ن جهد معنا نحن طلبته في جامعة البصرة قبل سنين طوال :(ياولدي غازي -من ليس فيه لا أحد يمكنه أن يعطيه-ولو آجتمع على تعليمه العلماء ,وآعلم أن التعليم شئ والتلقين شى آخر تماما)..وصدقيني يا زميلتي الطيبة إنني سأكون مدعيا لو زعمت استيعابي لكامل المقولة حينها ,ولكنني مع تقادم الزمن وتراكم الخبرة علمت أن الكبير حلاوي كان يهدف الى أن الله وحده هو الواهب الكريم , وإن الذي يملك الموهبة وحده من يتعلم ,والموهوب المتعلم لا ريب سيكون فاعلا وفريدا معا,اما غير الموهوب ,فلن يكون قط,ولواجتمع على تعليمه العلماء كما قال استاذي..
لكننا في الواقع مسخرون يا سيدتي..فحاشا القدير سبحانه أن بهب ثم يترك الموهوب هملا حاشاه طبعا..ولهذا يضع في طريقه من يأخذ بيده رويدا حتى يتم تفعيل مركبه الحيوي الموهوب ,بل مفاعله الابداعي المضموم ,لينطلق في اطوارتفاعله وفاعليته حتى يقف مع اساتدته جميعا على دكة التكافؤ والزمالة الابداعيه..
ويالها من لحظة فخار للاستاذ قبل الطالب..
بيد أنني هنا ومن منطلق كون هذا الحوار يشكل في مجمل حيثياته محطة تاريخية أقول:ايتها الاديبة المهذبة النقية والأخت الفاضله,إنك محاطة برعاية الواهب أصلا (وهذا معنى رعاية الموهوب)..فعائلة علمية وبيت مثقف وأب طبيب وعالم تونسي كبير وقنصل علم معروف..انظري معي بحياد لطفا..ثم مالبثت ان رزقك الرحمن بزوج يشبه اباك في المستوى الثقافي الكبير ,استاذ حائز على الدكتوراه ,وقنصل ثقافي ايضا,وبعد ذلك كله فالدكتور مالك أديب تونسي راسخ,وهو أول من رسم لك طريق التطور والنضج الابداعي الذي ارى واثقا أنه ما فتئ متناميا الي حيث كتب الله الكريم من الرزق الكريم..فالشكر له سبحانه هو الواجب الاول..واعلمي سيدتي أننا انا وأخي وصديقي الدكتور مالك ,ماكنا نتمكن من تقديم شئ لجنابك او لغيرك لولا نعمة الله علينا ,شاكرين ذاكرين ..
والشكر موصول بعد. لكل من يرفع رؤوسنا بإبداعه مثلك ..ضارعين اليه سبحانه ان يتقبل منا مسعانا ,(وإليه يصعد الكلم الطيب) والسلام..
 
رد نائلة طاهر
 
ندى الأدب دائما تحب أن تتوارى عن الأضواء مفضلا تقديم الغير . أكرمك الله أكثر أستاذي.
 
تعقيب بلسم الحياة
 
بلسم الحياة اتساءل ...
والسؤال يكاد يتوثب على حافة اللسان ... ؟
هل هناك أديبة كاتبة تستطيع ان تسبر أغوار الضمير

بشفافية بالغة الدقة ، والانسياب المهمار المهماز ...
السلس الثوابت ، والأركان والجِنان ...
حتى تلامس شفاف القلوب والوجدان ...
بتلك الحمِم والبراكين الملتهبة النابعة من الارض الصلبة
وبحيرات تونس الخضراء ... !
لا اجد سوى نائلة طاهر ، الانسانة الطهر ...
بكل ماتحمل هذه الكلمة من معانٍ سامية ...
التي في تحمل في بواطنها جوهر النقاء ، وصفاء الالوان
رغم رمزيتها الإيحائية المكثفة ...
التي اتخذتها منهجاً لتحديد مسيرتها الابداعية ...
ذات الافاق الرحبة ، وعمق الأبعاد
ان لكل كلمة معنى ... ولكل حرف بيان ...
يتجلى لنا ، كالحور الحسان ...
لمصداقيتها ، لثبات مبادئها ، لإيمانها بالعروبة ،
ولعشقها الضاد ، لغة كريم القران ...
لذلك تسعى للانطلاق والتحدي ...
لإثبات رؤيتها الخاصة ...
من منطلق جماعي يمثل جُلَّ المجتمعات ...
بسلبياتها وإيجابياتها من خلال محاورة الذات ...
التي تكشف طلاسم الاسرار ، وكنوز المرجان ...
هي نائلة ، وحسبنا يراعها الذهبي ...
الذي يعزف اجمل الألحان على أوتار الجيتار ...
لم يكن هذا اول أعمالها الادبية ، ولم يكن اخرها ...
فهي تعلم علم اليقين ان جمهرتها تنتظر منها المزيد ...
والمزيد من اسباب التفوق الادبي ، والابداع الامتيازي ...
هذا ولا زلنا على قارعة الطريق نصطف بالانتظار ...
للتصفيق للموهوبين ، واللقاء على مسيرة الابداع .
رد نائلة طاهر
 
ندى الأدب مادمت جوارك اديبتنا فلن اتعلم سوى الطهر والنقاء .وكل نجاح لي أدين له لكم وبفضل حبك صديقتي الأديبة بلسم حرصت على تقديم الأفضل دائما .
محبتي اديبتنا الاغلى
 
رد غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه بارك الله بك استاذة بلسم الحياة الموقره..واقعا ماتفضات به نص نقدي مكافئ للقصيد ..والتكافؤ هنا يعني كامل الفهم وشامل الاستيعاب..فبورك يراعك سيدتي..
 
تعقيب بلسم الحياة
 
بلسم الحياة ولا يزال قصيد اديبتنا نائلة طاهر ...
يتداعى بسلاسة البيان ...
ويتراءى بحجم الآلام ...

التي جسّدت معاناة المجتمع ...
من خلال معاناة الانا الذاتية ...
والتعبير عن مآسي الشعوب والاوطان
كل التقدير والشكر ...
اديبنا الناقد الكبير / غازي الموسوي
على أطروحاتكم النقدية التي تمتزج بافئدة القارئ ...
وهو يقتنص منها الفائدة العلمية والأداة التعبيرية ...
التي اضافت
الى القصيد الشعري ...
مزيداً من الامتاع والابداع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق