الخميس، 17 نوفمبر 2016

تجربة النداء الميتاحسّي 
في تجسيد معاناة  الأنا 

قراءة نقدية 
أحمدالمالكي 

،،إرث،، نص الشاعر العراقي الدكتور انور غني الموسوي.

يقول ابن منظور :  

( نادى بسره. ...أظهره )  
هنا الصوت الذي يكشف عن رغبة المكاشفة بين الحضور الداخلي والآخر الحاضر، ومن منطلق هذه التجربة النثرية السردية نرى التعبير الشعري الحديث يتجلى بمظهر المنادى،  والمنادى عليهِ هنـا هو ذات المقصود وهذا طرح يأتي عبر حوار الذات مع الذات في آن واحد، الذات المنفعلة تقدم لنا هذه الأسئلة عبر الشواهد المجازية التي تقـف هنا في حيادية من الدلالة الأنطوبلاغية للتجربة الندائية القادمة من أنين النداءات الداخلية وشهقات الأنكسارات،  إرث.  يكشف لنا هذا النص ومعنى الخطاب مع الكينونـة عبر الاشتغال الأنطوبلاغي لهذه التجربة المميزة،  
المجازات الافتراضية تؤكد هنا وتعبر عن مفاهيم سلب الدفء المنشود،  الذي لا يجيد سوى ظل كسيح،  إقرار بعدم اسـتمرار القدرة،  وريث الضحكات الخضراء، إيمان شـخصي بما سلب منهُ الزمان ما كان امتداد لذلك الإرث معنـى تجذر  ، واضـح الجفاف، الموسوي هنا وعبر إرث،  يعـاود الكشف عن مستوى الأنين عبر هـذه الصرخة الأدبية،  فالصرخة كما هي معروف عنها هي درجة قصوى فـي مفهوم الاستنجاد بالحيـاة والتشبث عبر التشـعب فـي واقعيـة هذا الوجع الصدئ،  نـص إرث تسلسل عالي الجودة وصور وتصاميم لغوية رفعية الشعر ... مجازات حديثة جدا ( الطرق الحافية )  (  ثيابي مزقتها الحكايات )  ( يكبل جزري الضائعة ) ، نعم من المتعارف عليه أن فلسفة النداء تأتي على الآخر في أغلب الأصوات. .هنا الموسوي قلب النداء بذكاء سردي حديث النثر ، عبر هذا النص  نرى صور النداء ذاتية المناداة،  وكأن الشاعر يتبادل الكلام بكل بمعنى المعرفة  عبر الذات ، حيث يتجسد للمتلقي صوت الآخر المقصود وهو صوت الداخل، أو حوار الذات مع القرين  كما تصفة الأنظمة الرمزية في هذا الطرح الشعري نرى قوى فلسفة الأنعكاس الدخلي الجديدة يترجمها لنا الموسوي عبر هذا الطرح،  بل اكاد اقول عبر هذا التأسيس الجديد من النداء والخطاب الذاتي الشعري الذي يحقق معايير الجودة السردية ، لغة السرد هنا كما متعارف عند شاعرنا هي اللغة الغير معتادة،من  المعاني والمجازات الحديثة اللا مطروقة وهي سمة الكتابة لدى شاعرنا صوره التي تكاد لا تفارق الحدث تدل على خياله المكتنز بكل ماهو ثمين من ابهار وابتكار لغوي شعري رصين، الوعي المجازي وسدود اللفظ التي نراها تتسلط بقوى على حكم مجريات هذا الحدث الأدبي بكل معنى التخييل الشعري،  نعم نص  ،،إرث، ، يبدأ من هنا التأمل من تحت عباءة العنوان ثم بنفس قوة حضور المعنى الأول نرى اتصال الذات المحاولة بمقام التساؤلات الأزلية،  النص عند الموسوي لا يحمل جمال المعنى فحسب، بل يحمل معنى أخر معنى ماهية الحقيقة والخيال. .والوجود والعدم، نص الذات بلا منازع نص يترجم لنا الحكمة الوجودية رغم كل تضاريس 
الصرعات الواضحةوالخفية،  رغم شبح الزوال،  يبقى هذا النص المكتظ بالمخلوقات المجازات الحديثة هو نص الكينونـة الباحثة عن الفجر. ...رغم الانغماس في الظلمات،

النص .

إرث 
يا للخيبة ، بعد كل ذلك الدفء الذي غمرتني به شلالات الضوء ، لا أجدني سوى ظلّ كسيحٍ للحرب . أنا ؛ وريث الضحكات الخضراء ، هذا قلبي أنظر اليه ، هل ترى فيه شيئا سوى الجفاف ؟ هذا أنيني يخترقني كأقدام الغزاة التي رسمت وجهي الصدئ . أنا تلك الجثّة التي تعصف بها حمى الموت، أستلقي غريباً وسط الطرق الحافية، لا يعرفني سوى البرد .  روحي المظلمة لا أرى منها سوى هذا الأنين ، ثيابي مزّقتها الحكايات ،  صنعَت منها قيداً رثّاً يكبّل جزري الضائعة . هذا أنا كتلة ميتة لا أحلم  بشيء . أسلافي أورثوني الجنون . إنني - و بفضلهم - كومة بقايا مظلمة، يمتطيني شبحها حصاناً أعمى لا أجيد سوى الارتطام بكلّ نخلة يسيل من ثمراتها عسل من نسيم . و أنا لا أرى كل ذلك البهاء ، لا أرى سوى حجر يدمي قدمي و جذع قاس يشجّ رأسي، و حكايات أجدادي الذين أخبروني بما رأوا حينما غطّسوا رؤوسهم في مياه كدرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق