الاثنين، 21 نوفمبر 2016


 الناقد  جمال القيسي :العراق 
يقظة ،،ماشا،،

كل من له ،،باع في أدب الأطفال ،،او هو ضليع به،،يدرك صعوبته،،لأنك ان اقدمت عليه ،،تدرك خسارتك لك ماهو محتم في صياغة خطابك،،اي بمعنى انك خارج المنطقة الآمنة ،،في اجراء الكتابة،،الادب بمعناه العميق،،هو عكس الواقع،،المعيش،،اي بمعنى ان تخلق واقعاً،،جانح في المخيال ،،تعيد وتركب وتصيغ عوالم جديدة،،هي عملية كذب صرفة،،ولكنه كذب مشروع،،،والمتلقي على دراية بهذا الامر،،وربما لا يقبله ان كان عكس ذلك ،،هذا عندما تتعامل مع متلقي ،،لديه درجة من الوعي الناضج ،،لكي تحصل عملية التناص ،،وهنا العملية اذا أردنا ان نحللها بنيوياً،،هي في غاية العسرة،،فهناك النسق السايكلوجي،،والنسق الميثالوجي ،،والنسق الفيزيقي،،،الخ،،عدا انساق اللغة والخطاب ،،ومن ثم تجاور البنى لبعضها ،،والعلاقة سواء بالتظايف ،،او التبادل او التنافر،،الخ،،،إذاً هي عملية في غاية التعقيد،،لذلك المنجز الأدبي ،،يبقى موضع الاهتمام ،،والدراسة ،،ولاتحده نتائج حتمية،،مثلما يحصل مع بقية العلوم التي تخضع للتجربة والاستدلال والاحصاء ،،البياني او المختبري،،،،
مما سبق نعتبر ان عملية التناص ( اي تفاعل كاتب النص مع المتلقي ) ،،تزداد صعوبة في أدب الأطفال ،،لما يتطلب من الكاتب ان يتخلى في خطابه،،عن كل اُسلوب  تواصلي معهود ،،ويرضخ عملية وعيه الأدبي ،،لصياغة نصه ،،بمحددات ،،ربما ان لم يكن متمكن من هذه الصياغة،،يفقد  الغرض،،من خطابه،،وهنا يتطلب منه تبسيط  مفرداته ،،وتفريغها من اجل محمولات تتناسب مع ،،عقلية ووعي الأطفال ،،مع المسؤولية الاخلاقية البالغة الخطورة،،من هدف خطابه،،،خلاصة القول  ان ممارسة أدب الأطفال ،،هي اعلى مراحل نضوج الأديب ،،،
واليوم تفاجئنا السيدة سهير خالد،،بهذه الإمكانية ،،والقدرة الفذة،،،وفي نص ممتع،،،سحبني شخصياً الى منطقة الطفولة الكامنة ،،في وعيّ ،،لدرجة اني قرأته وكأني دون الخامسة من العمر،،،استطاعت ان تقصي ،،مني منطقة  التراكب في الوعي ،،لاتخطى التكلسات،،التي تراكمت عبر السنين  والمرارة،،،فقط هناك ملاحظة،،في المقطع الأخير ،،في رسالة ماشا،،عادت الست سهير بمرارة ،،شخص تخطى الأربعين ،،مثقل بكل الهموم،،،اتمنى ان تعيد صياغتة هذا المقطع وبنفس الروحية،،،ولكن بعمر ماشا،،،،

صدقاً،،انا تصورت النص مترجم او منقول،،،لدرجة اني استفسرت من السيدة الفاضلة،،،عن الامر،،،والسبب لان النص،،في يعد في مصاف الادب العالمي للأطفال ،،،،تحياتي الأديبة الكبيرة السيدة سهير خالد،،ونتمنى ان نرى ،،منك الكثير

جمال قيسي / بغداد




:::::::::::::



 النص لسهير  خالد :كاتبة من العراق 
"""-"""-
ماشا والدب 
ايها الطفل الامير المدلل 
اغمض عينيك
ولكن لاتسند راسك على صدري 
ساروي لك حكاية ماشا والدب 

كان هناك دب 
ينعم بسلام العيش وحيدا 
حتى جاءت ماشا 
كيف ..لايدري 
عبثت بكل الاشياء 
بعثرت كل الكلمات 
قلبت كل الموازين رأسا على عقب 

اصبح الدب مرعوبا 
ترجاها ان تصمت 
ان تكف عن العبث 
اهداها لعبة ..وقطع حلوى
روى لها قصصا ..
وكتبها اجمل قصيدة 
قد تكف ماشا عن العبث 

وحين عجز الدب 
اخذها الى مكان بعيد 
تعالي ياماشا نلعب 
اختبئي خلف تلك الرابية وساعود 
اختبئت ماشا ولم يعد الدب 

بكت ماشا وكتبت له : عزيزي الدب ..هل جربت معنى الحنين اذا فاق ..حزن ينتابني ..ولااعرف ماهو السبب ..ربما هو الاحساس بالخذلان من كل شئ ..اضحينا بلا وطن ..وبلا رفيق ...واحبة لانضمن لهم غدا معنا .فالموت يترقبنا في كل لحظة ..(واحساس بالم يخبرني ان مامضى ماهو الا تمهيدا لألما اكثر مرارة واكثر وجعا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق