الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

البحث عن مولاني ،،قراءة أولية. لنص ملكة نرجسية بقلم/ جمال قيسي

البحث عن مولاني ،،قراءة أولية. لنص ملكة نرجسية ،،
الى اي عالم تنتمي،،ملكة نرجسية،،شيء من الصعب الامساك به،،وهنا نذهب الى عوالمها السردية،،من الصعب ان نشخصها،،على كونها محاكاة لتجربة محددة،،لكن اقرب نموذج لها،،رواية في بلاد الأشياء الاخيرة،،لبول أوستر،مع ملامح لأجواء كافكا،،نوع من التداعي الروحي الحزين ،،لوقائع ،،تقصيها بمهارة،،اي اننا نتعامل مع ميتا- سرد،،ومنازع لتجربة اتمنى ان تتوسع في سردها ،،لنحصل منها على رواية،،،لانها تبني او تؤسس لمنظور روائي ( الراوي - المروي - المروي... له ) ،،مع تبئير فخم لايوازي مسرح الأحداث الذي تشكله ،،فالحكاية،،متكاملة اي توفر القص،،لكنها تكثف السرد،،مع انها تمكنت من السيطرة على زمن الحكاية ،،حيث تبدأ ،،بالاسترجاع ،،اي تنطلق بنسق زمني نازل،،وتنتقل برشاقة الى النسق الصاعد،،وهي هنا تتصرف باحتراف كامل ،،مع مورفولوجية ( بنية ) ،،متكاملة الأركان ،،وانا لا اعرف الكاتبة الى اي بيئة تنتمي ،،لان اسلوبها العدمي،،يتواءم ،،مع النزعة العدمية الغربية ،،فان كانت ،،في الشرق فلها الف تحية على هذا التداعي والسرد الجميل لعالم استطاعت ان تشكله بوعي ،،وهي خارج الواقع،،
خلاصة القول،،انها تجربة متميزة،،،وقدرة فذة،،،في بناء الحكاية،،ومقدمات لسردية أوسع ،،ربما تخرج علينا في يوم وهذا ما ،،اتوقعه،،بعمل روائي،،،متفرد،،،،لان هذه التجربة وغيرها للكاتبة،،تبين لنا ،،مبدعة واعدة،،،،
جمال قيسي



نص عائشة عبد العليم (الملكة النرجسية)
بالأمس كنت أتشبث بصورة ما لمعالم وجود غير مقنع ، وأفسد الحقيقة لسبب غير واضح ، محاولة خلع الكوابيس من رأسي في كل ليلة، و كنت أحمل علي كتفي تلك الساعة الثقيلة وألقيها بإحدي صناديق القمامة ، وربما هذا الذي دفعني لخلق "مولاني" تلك الرفيقة التي صنعها خيالي فهي مثلي من أوراق ودماء فاسدة.
لكنها مسكينة فهي مصابة بالأرق وعندما تجوع تتغذي علي جسدي، لم يكن ذلك الأمر منصفا لكنه طبيعي وهذه دورة الحياة.لم يتبق مني الكثير فأنا لست ميتة تماما ولست اصطنع العيش.
و في ذلك الوقت الذي طال...
الحديث فيه مع ملابسي دخلت الممرضة تتساءل مع من كنت تتحدثين سيدتي؟ قلت لها "لا أحد فقد حان وقت الرحيل وأخذت ألملم أغراضي وأتمتم بعيدا عنها " انا قلقة بشأن (مولاني) يبدو انها جائعة او ربما ستجد ما تأكله .وهنا تدخلت الممرضه مرة اخري قائلة ومن هي (مولاني) إذن ،رددت عليها بصوت منخفض وأنا منشغلة بمص حامض الليمون" لا علاقة لك بالامر مثلما لا علاقة لرادءك الابيض بلون الشفاء."
فحاولت جذب الحقيبة لتظهر مساعدتها لي وقالت "كنت سأفعل اتركيها لي سأتولي أمرها" نظرت لها بإستغراب قائلة "لا عليك فلا اجد ما يجب أن تفعليه لأجلي فكل شئ مفتعل كل شئ حتي المرض أو ربما لا أصدق .وفي تلك اللحظة رسمت علي وجهها تقطيبة وقالت " اتمني لك الشفاء الدائم" ،ابتسمتُ لها ونهضت علي الفور حاملة حقيبتي ،حتي ابتسامتي في الوداع كانت مفتعلة .
غادرت المشفى ولست متذكرة مم كنت أشكو ولا أدري إن كان لديهم مسكن للصداع أم لا، كل ما اتذكره
أن هناك نقص ما في مطهر" دانتي" غير كاف لجحيم ألف نفس وربما يتجاوز ذلك العدد ،واعتقد أن ذلك لا يهم أيضا .
وقفت في الشارع انتظر الحافلة ،وكان كل شئ علي مايرام ،فالشمس مازالت بلونها الذهبي ،والفضلات بحجمها الطبيعي،والبشر بوجوههم المنتفخة ،حتي التربة كانت مالحة بعض الشئ.
وأخيرا وصلت الحافلة ،لكن لم أجد مكان بها فالمقاعد جميعها مشغولة بكائنات دقيقة .ثم ظللت واقفة متعجبة لهذا العدد الهائل من الجراثيم
ورأيت بالمقعد الأيسر خلف السائق مباشرة واحدة منهم ممسكة بجريدة وتحدق بي في غيظ وحولها مجموعة من فصيلتها تقول "إن هؤلاء البشر سيئون للغاية ،ولهم وجوه منتفخة تصيبني بالإعياء ،إنهم كذبة العالم الكبري ،فقد رأيت احدهم قبل ذلك يضع الله تحت الطاولة ويقول أن الله سرق خبزي ".وأخذت واحدة أخري تشير إلي أحد المارة وتقول أرأيتموه يدهس الطريق دون مراعاة لبقية المخلوقات ، واندهشت جدا من احاديثهم لكنها اعجبتني بشدة كانت رحلة قصيرة جدا من العمر.
عاودت إلي المنزل بعد قلق رهيب ولم أعثر علي "مولاني " ،ربما وجدت رفيقاآخر تتغذي عليه ،أو ربما كنت طُعما للجراثيم الناطقة ،ولكن من المحتمل لم يتبق مني شئ ،لأنني كنت أفسد الحقيقة لسبب غير واضح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق