الاثنين، 5 ديسمبر 2016

-ذاكرة رملية - ربا مسلم

-ذاكرة رملية -
بلى
يأكلني الفراق
ويدك تطوق خصري
يحتسيني العدم نبيذاً...

طاعنا ًفي الوحدة
تقضم أصابع الغيرة فساتين أحلامي
وتوقظ أغنية حزينة
رغبة حارة
في احتضانك عمرا آخر
لكني
أراوغ شبهة النسيان
بقرنفلة زرعتها فوق غيمة آخر موعد
أشاكس مطر صوتك
بمعطف يقي جلدي من وخز العطر
لا تترع الحرف
لهوس كان
ذاكرتي غدت رملية
لا تنادي حنينك في وجعي
في سمرة شفة أشقاها لماك
في كحل عقر الجفن لما غبت
لا تستصرخ حبات المطر
لتهطل بأرض نسياني
وتنبت عشبا له رائحتك
سل الدروب كم أكلت من قدمي ّ
وأنا أنتظرك
سل شعري الأشقر الطويل
كم قصصته قرابين ليوم عودتك
ما زال من لهفتي بقية تدنيك وتقصيك
في حلم واحد
فكيف لا يعزفني القلق نوتات غريبة حتى عن ذاتها ؟
ما عاد البحر يشبهنا
ولا موجه خفق جنوننا
ولا ملمسه ثورة عشقنا
لا تتطاول على حكايتنا بحنين الفراغ
حزينة كانت حزينة
مات أبطالها يوم ولدت
لا تشرع بابك لأحضاني
عوضتني بألف حضن
ولم أعوضك ولو خيالا ً
.........
ربا مسلم 

تعقيب غازي احمد ابو طبيخ
آفاق نقديه لقصيدك ذات الخصوصية التي أعتدنا عليها أ.Ruba Msallamالفاضله..هذه الخصوصية التي ربما يجهد الكثيرون طويلا بغية حيازتها ,ولكنها بعيدة المنال ,لا تتأتى الا لثلة قليلة من اصحاب التجارب الابداعيه..
لقد تابعناك منذ زمن ليس بالقصير..وما زلنا نحتفظ بهذه المتابعات مع النصوص على صفحاتنا الشخصية إعتزازا وتقديرا لهذه الخصوصيه..
هناك رسالة مميزة يحملها نتاجك الشعري على طول المسار..رسالة تعيد الحياة لما يوشك أن يموت..بل تمنحه معنى حيويا فريدا وسعيدا في نفس الوقت..هذه العلاقة التي تعرضت الى اخطر مراحل التهشيم بخاصة في واقعنا الشرقي والعربي تحديدا ,مع انها سر الجمال ومحور المضمون الاجتماعي للحياة السعيده..
هنا تكمن اطروحة المبدعة ربا مسلم بالضبط..(إعادة خلق مقترحة لطبيعة العلاقة بين عنصري الحياة الاجتماعية الاكثر اهمية ,من منطلق أن كل شئ سيكون سويا وجميلا وأخاذا اذا كانت هذه العلاقة صورة نموذجية عن الاماني الكبار للمبدعين الكبار)..ذلك لأن كل ما سينشأ عنها سيكون بحكم الضرورة جميلا ايضا..
من هنا يبدا مشروع الحوار الشعري..حوار يحاول استنطاق مناطق الجمال والمسرة وعرضها بطريقة بارعة مبدعة وذكية تحمل في طياتها مضمونا كبيرا موجزه أننا يجب ان نخصب ونفعل كل عناصر المناخ الايجابي الذي يمنح الحياة الانسانية بهاء جديدا ومعنى مضاعفا يحضى بأكبر قدر من الديمومة والديناميه..
الزميلة ربا الراقية..تقديري..

تعقيب Mohamed Dewair

Mohamed Dewair لقد حقّقتِ في هذا النصّ الطبيعة الشعريّة من حيث الفكرة والهمسات والومضات وكنت با رعة في توفير ايضاءات شعريّة وتوائمت الألفاظ مع المعاني إلّا قليلاً وأتّفق معك في مسألة الحوار والجدل مع سلامة اللّغة والصور الفنّية ولكنّني أرى أنّه كان هناك حشداً من التعبيرات الشعريّة وهذا الحشد لا يستطيع إقامة علاقة شعريّة أو عالماً شعريّاً مستقلّاً ويظهر أمام المتلقّي بالضدّ ...وكنت أتمنّى أن يجتمع في نصّك الرافد الصّوتي بجوار الرّافد المعنويّ ...تحيّاتي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق