الوظيفة الاجتماعية للشعر عند اليوت
في أكثر من مناسبة يعاود ت. س .اليوت الحديث في أهمية ودور الشعر في البناء الاجتماعي من خلال تطرقه الى الدور الاجتماعي الأساس للغة في البناء الحضاري (بناء الوعي بكل تفاصيله الفنية والأدبية والفكرية عموما) وفي مقالته الأولى التي يفتتح بها كتابة الشعر والشعراء1956 يحدد الوظائف العامة للشعر محاولا تجنب الحديث في الوظائف الخاصة للأنواع أو ألأصناف المختلفة للشعر باعتبار أن هذه الخصوصيات النوعية تقع تحت عباءة الهيكل الأساس للشعر مؤديةً الدورين العام والخاص معا , ويقول بهذا الصدد(أذا كان لنا الآن أن نتبين الوظيفة الاجتماعية للشعر فعلينا أن ننظر أولا الى وظائفه الأكثر وضوحا, وهي تلك التي لا بد أن ينجزها أذا كان له أن ينجز أية وظيفة)وستكون أولى وظائف الشعر عند اليوت ,(المتعة) المتحققة من وجود الشعر إبداعا وتلقيا(واعتقد أن أولى وظائفه التي نستطيع أن نكون على يقين منها, هي أن الشعر يجب أن يمنح المتعه).أن الوظيفة الاجتماعية تكون أكثر وضوحا وارتباطا بالفائدة المباشرة التي يمكن الحصول عليها في المجتمعات البدائية أي أن الشعر يكون في أدنى مستويات الاستخدام الفني الجمالي(في الأشكال الأكثر بدائية يكون هذا الغرض على الغالب شديد الوضوح) ومن هذه الأغراض استخدام الشعر في عمل الرقي وطرد الشياطين وأبطال السحر وتجنب الحسد والشفاء من الأمراض ويلاحظ هنا مدى ارتباط الشعر كغرض بالدين وكذلك استخدام الشعر بشكل مباشر في التراتيل والأناشيد الدينية وكذلك لدى العرب بشكل خاص في المديح والهجاء تكسبا آو استهدافا لسياسة وهو ما ظل يلازم الشعر العربي على سبيل المثال لغاية التحول التاريخي الثوري بالتحول الى الشعر الحر أول مراحل التطور الواضح للشعر العربي شكلا ووظيفة ومحتوى, والعقلية العامة للشعوب العربية ما زالت قريبة من ملاحم المديح التي كيلت لزعمائه ودكتاتورياته بكل السماجة والسذاجة والافتضاح اللغوي ومباشرتها التي تطعن الشعر في صميم وظائفه الاجتماعية التي هي السمو باللغة لتكون ماكنة للتعبير عن الشعور والوجدان والصدق والعفوية والجمال وهي إغراض واضحة وصريحة.
يضيف اليوت الى وظائف الشعر التي رصدها الوظيفة التعليمية Didactic poetry , وهي عنده نقل المعلومات,فكلمةDidactic يمكن ان تعني: نقل للمعلومات, أو يمكن أ ن تعني((مزوداً بالتعاليم الأخلاقية أو يمكن أن تعني شيئاً يشمل كلا المعنيين.
(أما الشعرالمسرحي فله وظيفة اجتماعية من نوع غريب بحد ذاته, فبينما يكتب أكثر الشعر اليوم ليقرأ في خلوة, أو ليقرأ بصوت عال في جماعة قليلة تتمثل وظيفة الشعر المسرحي وحدة في أحداث انطباع جماعي لدى عدد كبير من الناس يجتمعون معاً ليشاهدوا أقصوصة خيالية تمثل على المسرح) والمسرح الشعري العربي نهض ويكاد ان يكون انتهى خلال نصف قرن من الزمن لان الخصوصية المسرحية من حيث التلقي السريع للحدث والحوار لم تتح وباستخدام الفصحى ناهيك عن بلاغة اللغة وبيانها وهي من أدوات الشعر لم تتح للجمهور العربي ارتياد مثل هذا المسرح الى جانب مسرح أسهل هضما من نواحي عدة ,ولكن كل ذلك لا ينكر الاستخدام القديم للشعر في الحكاية الملحمية المروية شفاها , وهي من تجذرات المسرح عند العرب.
(أما الوظيفة الخاصة للشعر الفلسفي فمسألة تقتضي تحليلاً وسردا تاريخياً على جانب من الإسهاب) ويتحاشى اليوت التقدم والإسهاب في هذا الموضوع .
ونقول بان الشعر العربي الحديث بعودته الى الحياة في سيرورتها والمجتمع والفرد في حركته استلهم وما يزال الكثير من المفاهيم التي هي في جوهر البحث الفلسفي كالاغتراب والوجود والعدم والزمان والمكان والموت والمدخل الفلسفي للشعر عند العرب ليس حديث عهد بل هو يقع في الصدارة من شعر العرب من امرؤ القيس الى المتنبي والمعري وبشار وصولا الى ايليا ابو ماضي والجواهري.
يضيف اليوت الى وظائف الشعر التي رصدها الوظيفة التعليمية Didactic poetry , وهي عنده نقل المعلومات,فكلمةDidactic يمكن ان تعني: نقل للمعلومات, أو يمكن أ ن تعني((مزوداً بالتعاليم الأخلاقية أو يمكن أن تعني شيئاً يشمل كلا المعنيين.
(أما الشعرالمسرحي فله وظيفة اجتماعية من نوع غريب بحد ذاته, فبينما يكتب أكثر الشعر اليوم ليقرأ في خلوة, أو ليقرأ بصوت عال في جماعة قليلة تتمثل وظيفة الشعر المسرحي وحدة في أحداث انطباع جماعي لدى عدد كبير من الناس يجتمعون معاً ليشاهدوا أقصوصة خيالية تمثل على المسرح) والمسرح الشعري العربي نهض ويكاد ان يكون انتهى خلال نصف قرن من الزمن لان الخصوصية المسرحية من حيث التلقي السريع للحدث والحوار لم تتح وباستخدام الفصحى ناهيك عن بلاغة اللغة وبيانها وهي من أدوات الشعر لم تتح للجمهور العربي ارتياد مثل هذا المسرح الى جانب مسرح أسهل هضما من نواحي عدة ,ولكن كل ذلك لا ينكر الاستخدام القديم للشعر في الحكاية الملحمية المروية شفاها , وهي من تجذرات المسرح عند العرب.
(أما الوظيفة الخاصة للشعر الفلسفي فمسألة تقتضي تحليلاً وسردا تاريخياً على جانب من الإسهاب) ويتحاشى اليوت التقدم والإسهاب في هذا الموضوع .
ونقول بان الشعر العربي الحديث بعودته الى الحياة في سيرورتها والمجتمع والفرد في حركته استلهم وما يزال الكثير من المفاهيم التي هي في جوهر البحث الفلسفي كالاغتراب والوجود والعدم والزمان والمكان والموت والمدخل الفلسفي للشعر عند العرب ليس حديث عهد بل هو يقع في الصدارة من شعر العرب من امرؤ القيس الى المتنبي والمعري وبشار وصولا الى ايليا ابو ماضي والجواهري.
وتاخذ المحلية اللغوية والعرقية عند اليوت مكانا بارزا لا من حيث هما في المفاهيم السياسية، ولكن من حيث دور الشعر كشكل محدد للاستخدام اللغوي في المحافظة على الوجود القومي والمحلي في اطر الزمان والمكان المغلفين للوجود الجمعي للأمة , واللغة كأبرز أدواة التعريف الوجودي للأمة وهنا يكون للشعر القيمة العليا من حيث هو لغة(أننا نلاحظ أن الشعر يختلف عن كل فن آخر في أن له قيمة بالقياس الى الشعب الممثل لعرق الشاعر ولغته لا يمكن أن تكون لفن آخر) ولكن ذلك يجعلنا إزاء إشكالية كيفية التفسير العام لوظيفة الشعر, فاذا كانت وظيفته عامة فهي بالتالي وظيفة إنسانية في الجوهر, اي تتجاوز الأنسان من حيث كونه عرق أو امة معينة، وبذلك فان للشعر وظيفة إنسانية الجوهر, اي وظيفة جوهرية , فالجمال من حيث هو جوهر ,واحد لا يتجزأ في كل أشعار الدنيا مثلما هو واحد في كل موسيقى الدنيا وكل رسم الدنيا والخصوصية للشعوب هي في مستوى الذائقة فقط .....هذا المستوى يمكن أن يبقى في المستويات المادية الدنيا والإحساس أو الاستخدام للأدب والفنون للحصول على المكتسبات المادية أو السمو بالفن الى مستويات المفاهيم والمبادئ ونمو الوجدان والقدرة على بعث مكامن الجمال المستمر.
ولكن الذي يرمي أليه اليوت هو ما تحمله لغة الشعر من خصوصية المحلية من حيث هي تعبير وجداني عن النثر من حيث انه عمومية في الكلام وتداول للاستخدام العام والمشترك بين عموم الناس وليس اشتغالا خاصا ضمن لغة المبدع( أما أن الشعر أكثر محلية من النثر فذلك أمر يمكن أن تراه في تاريخ اللغات الأوربية, فخلال العصور الوسطى, وحتى مئات قليلة من السنين ظلت اللاتينية لغة الفلسفة واللاهوت والعلوم. وقد بدأ الاندفاع نحو الاستعمال الأدبي للغات الشعوب بالشعر. وهذا يبدو طبيعيا تماما عندما يتبين لنا ان الشعر يتعلق بالدرجة الأولى بالتعبير عن الشعور والانفعال, وان الشعور والانفعال يتسمان بالخصوصية بينما يتسم الفكر بالعمومية)
أما التاريخ العربي القديم والحديث فقد شهد تماسكا لغويا وتمسكا باللغة الواحدة بالرغم من اللهجات المحلية ,وبالرغم من وجود الاستخدام الأدبي في الشعر خاصة باللهجات المحلية ( العامية والشعبي والزجل ...الى آخر المسميات) الى أن هذا الاستخدام لم يرق الى المستوى الفني والبلاغي والتعبيري المتجذر والمتأصل والمتجدد معا للغة الأم, اللغة العربية الفصحى حيث الامتداد الفني الأدبي الموغل في القدم. وتأتي حركات التجديد ومنها حركة تجديد الشعر العربي منذ الأربعينيات من القرن الماضي وصولا الى تعدد أشكال التجديد في الشعر خاصة لتضيف قوة الى استخدام اللغة العربية الفصحى الجامعة للعديد من الشعوب العربية, وفي هذا الصدد لا يمكن اغفال عامل الدين وغلبة لغة القران من حيث أعطائه للغة طابع القدسية والرسوخ.
وتكون المحصلة من وظيفة الشعر اجتماعيا أبراز الجانب الشعوري للأمة(العواطف والأحاسيس والجمال وما يرتبط بها من البناء الأخلاقي والسياسي......)) ومن هذه الناحية فانه الضمانة لديمومة التنوع القومي ووسيلة الارتباط المثلى بين الأمم من حيث عكسها للجوهر الانفعالي العاطفي الذي يجد بالضرورة من حيث الخصائص الإنسانية صدا للتحاور والتجاذب والتعاطف بين الأفراد والشعوب عبر الحركة المتنامية للترجمة وتبادل الاتصالات والمعلومات والحاجة الى التنوع والتفاهم بين الشعوب والتمتع بفنون الشعوب بعضها لبعض,أليس جديرا بالشعر أن يكون في مواقع الصدارة بين الفنون لكل هذا الدور الذي يؤديه في الحياة الاجتماعية للأفراد والشعوب.
ولكن الذي يرمي أليه اليوت هو ما تحمله لغة الشعر من خصوصية المحلية من حيث هي تعبير وجداني عن النثر من حيث انه عمومية في الكلام وتداول للاستخدام العام والمشترك بين عموم الناس وليس اشتغالا خاصا ضمن لغة المبدع( أما أن الشعر أكثر محلية من النثر فذلك أمر يمكن أن تراه في تاريخ اللغات الأوربية, فخلال العصور الوسطى, وحتى مئات قليلة من السنين ظلت اللاتينية لغة الفلسفة واللاهوت والعلوم. وقد بدأ الاندفاع نحو الاستعمال الأدبي للغات الشعوب بالشعر. وهذا يبدو طبيعيا تماما عندما يتبين لنا ان الشعر يتعلق بالدرجة الأولى بالتعبير عن الشعور والانفعال, وان الشعور والانفعال يتسمان بالخصوصية بينما يتسم الفكر بالعمومية)
أما التاريخ العربي القديم والحديث فقد شهد تماسكا لغويا وتمسكا باللغة الواحدة بالرغم من اللهجات المحلية ,وبالرغم من وجود الاستخدام الأدبي في الشعر خاصة باللهجات المحلية ( العامية والشعبي والزجل ...الى آخر المسميات) الى أن هذا الاستخدام لم يرق الى المستوى الفني والبلاغي والتعبيري المتجذر والمتأصل والمتجدد معا للغة الأم, اللغة العربية الفصحى حيث الامتداد الفني الأدبي الموغل في القدم. وتأتي حركات التجديد ومنها حركة تجديد الشعر العربي منذ الأربعينيات من القرن الماضي وصولا الى تعدد أشكال التجديد في الشعر خاصة لتضيف قوة الى استخدام اللغة العربية الفصحى الجامعة للعديد من الشعوب العربية, وفي هذا الصدد لا يمكن اغفال عامل الدين وغلبة لغة القران من حيث أعطائه للغة طابع القدسية والرسوخ.
وتكون المحصلة من وظيفة الشعر اجتماعيا أبراز الجانب الشعوري للأمة(العواطف والأحاسيس والجمال وما يرتبط بها من البناء الأخلاقي والسياسي......)) ومن هذه الناحية فانه الضمانة لديمومة التنوع القومي ووسيلة الارتباط المثلى بين الأمم من حيث عكسها للجوهر الانفعالي العاطفي الذي يجد بالضرورة من حيث الخصائص الإنسانية صدا للتحاور والتجاذب والتعاطف بين الأفراد والشعوب عبر الحركة المتنامية للترجمة وتبادل الاتصالات والمعلومات والحاجة الى التنوع والتفاهم بين الشعوب والتمتع بفنون الشعوب بعضها لبعض,أليس جديرا بالشعر أن يكون في مواقع الصدارة بين الفنون لكل هذا الدور الذي يؤديه في الحياة الاجتماعية للأفراد والشعوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق