المواربة،،في المرآة،،،
للنقد واجهتان ،،من ناحية الوظيفة،،اما التوجه الى المبنى،،والملفوظات،،وهنا يتطلب الامر التحليل البنيوي،،في الكشف عن العلاقات بمجملها بين البنيات ،،وهو امر على مقدار منهجيته العالية الا انه لايفضي ،،الا الى عقل المختص،،بمعنى ادق،،موت المؤلف ،،وهو الشعار الأخير الذي رفعه ميشيل فوكو ،،لكي يجنب المتلقي والباحث في النص،،عن اي علاقة سيسيولوجية ( اجتماعية ) ،،او تاريخية او ايديولوجية،،والحقيقة ان موت المؤلف،،كان تعبيراً مجازياً،،من اجل عدم الابتعاد عن النص ( اي بمعنى الوظيفة ) على اعتبار ان النص نظام قائم بحد ذاته ومكتفي ،،ومن خلال تحليله بنيوياً،،يتم فك شفراته،،،هذا من جانب اما التوجه الثاني فهي اشبه بعملية التناص ،،وتكون على شكل قراءة بنص موازي ،،يحاكي النص الاصل،،ينطلق من تصورات للمعنى،،ربما تكون مقاربة،،وانا شخصياً من ناحية تحليل النصوص اكثر ميلاً للجانب الثاني،،رغم اعترافي ان المعنى لايمكن ان يتطابق مع قصديات المؤلف،،وهو منحى ألجأ له من اجل غاية تعليمية وأستثارة للقارئ،،ولكني في حالة البحث العلمي،،أسلك. المنحى الاول،،وكلنا نعرف،،كم هو ثقيل على القارئ التحليل البنيوي،،و الطبيعة الاصطلاحية المربكة،،ومع ذلك ان الخروج من النص ،،هو إهمال للعنصر الجوهري له،،من حيث يتم إهمال المؤلف او سياقه النفسي او الاجتماعي او علاقته بالتاريخ،،وما اطلق عليه ياكبسون ب ( بويطيقا ) اي الشاعرية التي في النص بمعنى مجمل عناصره الداخلية من بنى وانساق هي التي تجعل من الادب ادباً،،لذلك ما سأتناوله هنا هو قراءة للنص،،وليس نقداً بالمفهوم العلمي،،،
في نص نائلة طاهر الشيق والشاق في آن واحد،،تتمثل نقطة الارتكاز في مفردة المرآة،،كنقطة تأسيس،،،لتبني محاور فضاء النص بكل الاتجاهات،،وهذه المرآة اشبه بالباب المواربة،،بمصراعين تفتح وتغلق بأتجاهين ،،وهنا الشاعرة استخدمت رمزية المرآة بذكاء مفرط،،تعبيراً عن الظرفية الزمانية والمكانية،،،هي نفس الآلة ،،التي تدون تاريخ ،،العلاقات والشاهد على الصور والهيئة العمرية والتجسد،،الا انها باب مواربة لا تحتفظ ،،بصورة،،سرعان ما تعود الى طبيعتها الفيزيقية،،وتبقى الذكريات والمشاعر مجرد رهط،،او قافلة جانحة في صحراء العمر،،او مدينة اشبه بأرم ذات العماد،،،وتنتقل الشاعرة صعوداً،،مع التلاعب بالفواعل،،من رمزية القدم المبتورة،،وكلنا نعرف ان ما يلامس الارض من الانسان هي القدم،،فبدونها وهو ماذهبت اليه الشاعرة ،،انه هائم ولكنه ،،في طور تخلق تجديدي،،ستنمو هذه القدم حتى يرجع الى الارض،،وهنا هي الام والمرأة ( جايا) ،،لان الأنثى هي جوهر الحياة التوليدي في كل الشعب الحياتية ،،لكن مكابدتها تتضاعف مع امتلاكها للوعي،،وهو خصيصة البشر دون الأحياء الاخرى،،وتتضاعف ان امتلكت الشاعرية،،
وفي محور اخر رمزية عالية ،،لقيمة الغيمة،،هي شفافة وقصية في تموضعها السمائي ،،مع انطوائها على سر الحياة،،وهو المطر،،ولكنها عرضة للأهواء ( الحب ) ،،تسوقها الريح حيث تشاء،،مع تقالب المعنى الريح هنا الرجل والغيمة المرأة،،،
وتعود الى مرآتها زاحفة اي ظرفية الزمكان،،بمعنى الخضوع،،والوهن،،في محاولة لاستعادة بعض ما كان من لحظات جميلة وشباب وعنفوان،،لا اعرف من هو الذي يستنطق المرآة ،،فقط من مسه جنون الشعر،،ومخيلة تحلق فوق الشروط المادية،،بشكل عام تُمارس هنا نسقاً استرجاعياً ،،للوصول الى نقطة غارقة في الماضي ،،وكلها خارج الحقيقة المعيشة،،
وفي النسق النفسي،،توظف ( دمع الطفل ) ،،على شكل رغبة للعودة الى زمن الطفولة،،البريئة والحيوية،،بعيد عن رائحة الصديد،،وهو ما يرافق الانسان من افرازات هرمونية ،،تبعده عن خط الشروع البريء،،،
وأخيراً ،،الشاعرة اشبه بالتاجر،،الذي أمسى بلا بضاعة،،او ربما بضاعة كاسدة ،،وبضاعة الانسان شبابه،،والعيون التي في خلف الرأس،،هو الوعي الرهوني،،بشرط الماضي،،،،انه نص فخم،،،يمتلك زخماً رمزياً واعياً،،مع تداعي،،حر للأزمنة ،،تحياتي ايتها المحترفة،،
في نص نائلة طاهر الشيق والشاق في آن واحد،،تتمثل نقطة الارتكاز في مفردة المرآة،،كنقطة تأسيس،،،لتبني محاور فضاء النص بكل الاتجاهات،،وهذه المرآة اشبه بالباب المواربة،،بمصراعين تفتح وتغلق بأتجاهين ،،وهنا الشاعرة استخدمت رمزية المرآة بذكاء مفرط،،تعبيراً عن الظرفية الزمانية والمكانية،،،هي نفس الآلة ،،التي تدون تاريخ ،،العلاقات والشاهد على الصور والهيئة العمرية والتجسد،،الا انها باب مواربة لا تحتفظ ،،بصورة،،سرعان ما تعود الى طبيعتها الفيزيقية،،وتبقى الذكريات والمشاعر مجرد رهط،،او قافلة جانحة في صحراء العمر،،او مدينة اشبه بأرم ذات العماد،،،وتنتقل الشاعرة صعوداً،،مع التلاعب بالفواعل،،من رمزية القدم المبتورة،،وكلنا نعرف ان ما يلامس الارض من الانسان هي القدم،،فبدونها وهو ماذهبت اليه الشاعرة ،،انه هائم ولكنه ،،في طور تخلق تجديدي،،ستنمو هذه القدم حتى يرجع الى الارض،،وهنا هي الام والمرأة ( جايا) ،،لان الأنثى هي جوهر الحياة التوليدي في كل الشعب الحياتية ،،لكن مكابدتها تتضاعف مع امتلاكها للوعي،،وهو خصيصة البشر دون الأحياء الاخرى،،وتتضاعف ان امتلكت الشاعرية،،
وفي محور اخر رمزية عالية ،،لقيمة الغيمة،،هي شفافة وقصية في تموضعها السمائي ،،مع انطوائها على سر الحياة،،وهو المطر،،ولكنها عرضة للأهواء ( الحب ) ،،تسوقها الريح حيث تشاء،،مع تقالب المعنى الريح هنا الرجل والغيمة المرأة،،،
وتعود الى مرآتها زاحفة اي ظرفية الزمكان،،بمعنى الخضوع،،والوهن،،في محاولة لاستعادة بعض ما كان من لحظات جميلة وشباب وعنفوان،،لا اعرف من هو الذي يستنطق المرآة ،،فقط من مسه جنون الشعر،،ومخيلة تحلق فوق الشروط المادية،،بشكل عام تُمارس هنا نسقاً استرجاعياً ،،للوصول الى نقطة غارقة في الماضي ،،وكلها خارج الحقيقة المعيشة،،
وفي النسق النفسي،،توظف ( دمع الطفل ) ،،على شكل رغبة للعودة الى زمن الطفولة،،البريئة والحيوية،،بعيد عن رائحة الصديد،،وهو ما يرافق الانسان من افرازات هرمونية ،،تبعده عن خط الشروع البريء،،،
وأخيراً ،،الشاعرة اشبه بالتاجر،،الذي أمسى بلا بضاعة،،او ربما بضاعة كاسدة ،،وبضاعة الانسان شبابه،،والعيون التي في خلف الرأس،،هو الوعي الرهوني،،بشرط الماضي،،،،انه نص فخم،،،يمتلك زخماً رمزياً واعياً،،مع تداعي،،حر للأزمنة ،،تحياتي ايتها المحترفة،،
جمال قيسي / بغداد
اتمنى ان ينشر معه النص ،،،،
اتمنى ان ينشر معه النص ،،،،
نص نائلة طاهر
-- الرحيق المختوم--
-وعدتني بالعودة ...
كيف يكون،،
وقدمك المبتور
لم يُنبت بعد
زغب أجنحته !
أيّةُ غيمةٍ
ترضى أن تحملَ
جسدَ البراءةِ
إليْ !
أزحف لمرآتي ...
احاول استرضاءها ..
إغواءها...
قد تهبك رأفة..
قد تغفِر
تعفُو
ترحَم ...
تعكس الصّورةَ
التي تشبه ذاك الأملَ
َ البعيد..البعيد....
أو ترسم دمعَ الطفلِ بداخلي
ولا تُظهِر رائحةَ الصديدِ...
ذاك المنبعثِ من الأطرافِ
المدفونةِ في كل ما حولي
ولاتلك العيونُ المحفورة
بسِنان مِنجل خلف رأسي
•••
المرآة يا خلِّي قاتلة
لم يكفِها الشُّريانُ بمعصمِكَ
راهنَت علي النبضِ
الخافتِ في عنقي..
استلمت ودائعنا
وما أودَعتْنا جِنانَها
أدركنَا الطوفانُ يا خِلُّ
قبل أن تسقط التّهَم
قبل أن يرمّمِ النّحاتونَ
ما سُرق من آثارِ وجهي
القابع تحت أظافري
في ضجر...؟
وعدتَني بالعودَة يا خِلُّ
فكيف؟ !....
ومراكبك ضائعة
وأنا اليتيم بلا خلفٍ
أستعجل انفراط أنايَ
ف....
خذ ماتدلّى منّي
لتجمعني.........
كيف يكون،،
وقدمك المبتور
لم يُنبت بعد
زغب أجنحته !
أيّةُ غيمةٍ
ترضى أن تحملَ
جسدَ البراءةِ
إليْ !
أزحف لمرآتي ...
احاول استرضاءها ..
إغواءها...
قد تهبك رأفة..
قد تغفِر
تعفُو
ترحَم ...
تعكس الصّورةَ
التي تشبه ذاك الأملَ
َ البعيد..البعيد....
أو ترسم دمعَ الطفلِ بداخلي
ولا تُظهِر رائحةَ الصديدِ...
ذاك المنبعثِ من الأطرافِ
المدفونةِ في كل ما حولي
ولاتلك العيونُ المحفورة
بسِنان مِنجل خلف رأسي
•••
المرآة يا خلِّي قاتلة
لم يكفِها الشُّريانُ بمعصمِكَ
راهنَت علي النبضِ
الخافتِ في عنقي..
استلمت ودائعنا
وما أودَعتْنا جِنانَها
أدركنَا الطوفانُ يا خِلُّ
قبل أن تسقط التّهَم
قبل أن يرمّمِ النّحاتونَ
ما سُرق من آثارِ وجهي
القابع تحت أظافري
في ضجر...؟
وعدتَني بالعودَة يا خِلُّ
فكيف؟ !....
ومراكبك ضائعة
وأنا اليتيم بلا خلفٍ
أستعجل انفراط أنايَ
ف....
خذ ماتدلّى منّي
لتجمعني.........
(نائلة طاهر)
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب ناقدنا الكبير نعم تفاجأت بان لا شرر ولا هجوم توقعت مثلا الاختلاف او اقل شيء الاشارة الى القبح الشديد للمعاني والتي عادة لم يعتدها القارئ مني .لكن راوغت بنا بفنيات عالية واكتفيت بتحليل النص واعطاء التاويلات المناسبة له حسب وجهة نظرناقد متمرس على كل انواع النصوص .وبنفس الوقت لاحظت ان نصي اشقاك فعلا فالمجهود واضح اديبنا ولي شرف اجازتك لنص واعتباره من النصوص الناجحة .تقديري الكبير ناقدنا وامتناني لكرم حضرتك الشديد تجاه نصي وافراده ببحث عميق شامل
رد جمال قيسي
Jamal Kyse تحياتي ست نائلة،،،لا تعتقدي ان الامر انتهى هنا،،ولا تطمئني جداً،،،،،إنما احتاج لقراءة وتعليقات ،،البعض،،ومن ثم لنا عودة،،،
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب صدقني انا جد فخورة باهتمامك بالنص وبنفس الوقت انتظر الشرر بلهفة خاصة ان نور السعيدي انتبهت للتصدير ولم تنتبه للنص .والتصدير من قصيدة اخرى لا تخصني تقديري ايها القيسي العظيم
تعقيب ليث الدخيل
Laith Aldakel لا شيء هناك خارج النص..كما قال بارت وجوليا كرستيفا..النص كيان مستقل بذاته وديمومته في موت المؤلف وانتاج قراءة مبدعة كما يحدثنا تودوروف في ذلك..امتعنا صديقي Jamal Kyse..في قراءته..دمت محبا للجمال..
تعقيب نور السعيدي
نور السعيدي مساؤك هنا أستاذي Jamal Kyse أينما كنت ،،،
كل ما تفضلتم به منتهى الروعة ، جَمالُ في حَلالٍ في جَلالِ ـ نعم ـ هو نص بويطيقا ـ لكن ،،،،
إن كنا نريد أن نصور الجمال من خلال اللجوء الى تصور العالم اللآمرئي الى مرئي بحت كما فعل دانتي ولجأ الى الرموز لينقل تجربتهُ المُستمدة من عالمهِ ، والناقد التونسي ( عبد الله الغذّامي ) فلهُ رأي بمنتهى الروعة ( الظاهر والمغفول عنهُ ) من الدلالات الموجودة في الجملة والمُستترة خلف البهرجة اللفظية والقدرة على التأويل وما أريد ألآ الربط مع هذين العملاقيين ونص الشاعرة ،،،،،
نص مطلعهُ ( وعدتني بالعودة ) والقفلة ( فخذ ماتدلى مني وأجمعني ) أين المرآة التي ذكرتها أستاذي على أنها نقطة إرتكاز ومركز ثقل للنص ؟؟؟؟
نص يشع بدلالتيين قطعاً لا ثالث لهما ( هي و الخِلْ ) فقط . ديمومة حوار بحضرتهِ أرتضتْ بهِ اُنساً ومُناجات بمحرابها لتُطغي المُخيلة التي يُسيرها العقل والوعي مع تزاوج في التعبير الشعري التأملي والخروج من نفق الشكلانية ليصطف عندها الغياب والآحضور للحاضر المرئي ولخلق فضاء رَنّان بنبرة جداً هادئة ، مسترسلة كمغزلٍ قرب موقد لأنها ركزت على كل الإيماءات من دون أن ترمي بالصورة الشعرية بعيداً لتأخذ فضاءها المترامي كي نصل لجرس المفردة فقط ( حالة يقين الوجود ) للطرف الآخر الذي هو ( مرآتها ) ،،،، هنا المرآة تَفَعلتْ ، مرآتها بمعنى نصفها الآخر ، التعشق الروحي ، المُكمل لذاتِها ، لمّا شَفَّها الوَجد وأضناها شَكَتْ منهُ عندهُ ،، ولو كانت المرآة كما تفضلتم لفهمنا أنها تستجدي مشاعر الطرف الآخر وهذا أبخاس لما تؤديهِ الموسيقى الذاتية للنص ولدلالة الرمز والرؤية الأنسانية التي يتستر وراءها النص كما أن المرآة لا يدخل ضمن ماهيتها الفعلية ( الشريان والنبض الخافت ) .
أن التحليل شيئاً هاماً كما ضرورياً لكن ( المبالغة فيه ) قد تصبح أمراً لا يُحتمل لسبب بسيط لأني لا زلت أؤمن أن في كل عمل فني وأن كان بسيط ( معنى ومفردة وموسيقى ) هناك شيئ يستعصي على التحليل كما لا يوجد تفسير جاهز وفي أكثر الأحيان تأخذنا أستاذي لغَياهب يستعصي علينا الخروج منهُ ، ولا ندري أنحن مُكبلون بالخطايا أم هناك غناء على الضفة الآخرى ولا يسمعها فقط مَن ألهمتهُ الآلهه وجنابكم يُدرك تماماً أن ثورية الشعر المعاصر والنقد أخترقَ كل الحدود ـ والشعرعوناً على الفعل ليستهدف الحقيقة وهل هناك فعل أسمى أو أشد ضرورة من فعل التحرر لنص لما يُفرغ منهُ الشاعر ليُسَلمهُ للقارئ والناقد ليقوم الأخير بإقحامنا بمرايا مُهشمة أم لتحرير الباطن والظاهر من الفوضى والتوحش والتشيؤ والأغتراب !!؟؟ ولأن الشعر هوالأرتفاع بأمرٍ حاسم الى لغة المستحيل والفناء الكلي في الصورة مع كفاح بين الجِناح والأشواك وكياناً يشع دلالات أفتقر النص لها حيث لا وجود لنظام زمنكاني كما نَوَهتم اليه { تعبيراً عن الظرفية الزمنكانية ــ هي نفسها الآله التي تُدون التاريخ ) ،، أستاذي ،، لاتاريخ في النص ـ بندول متوقف تماماً لأن المطلع عند { وقدمك مبتورة } ،،،،
هنا نعود للمألوف الوجداني والتعبير عن الذات الفردية والسكون لوطن النفس ورخاوة العاطفة التقليدية والشاعرة تُخاطب ال ( خِل ) خطاباً مباشراً من شذرات مضيئة وحشود من الصور ونسيج من تآلف لكنها ليست تاجرة بسوق الكسادِ ـ بل ،،،
هو الشِقاق المحتوم بين الذات والعالم بنص بسيط ، الذات التي لا تريد ان تتعذب بالإنطواء على عالمها الباطن وهو ملاذها ، وإن آية الكبرياء هي حالة يقين وجودي وقد تساوى عندها الحاضر ـ الماضي ـ والمستقبل المجهول لأكتشاف مهزلتهِ ( المدفون في كل ماحولي ) وما يُباركها غير ذكرى فاتنة تحولت لأنصال ( قابع تحت أظافري ) لتحكم الشاعرة قبضتها على ذاتِها وكأنها كورالها المُفضل لتُسمِعهُ أنين أن هَدأ لن يضمحل أبداً . مودتي لكم أستاذي جمال قيس وللشاعرة نائلة طاهر
مجرد قراءة ،
نور السعيدي / بغداد
كل ما تفضلتم به منتهى الروعة ، جَمالُ في حَلالٍ في جَلالِ ـ نعم ـ هو نص بويطيقا ـ لكن ،،،،
إن كنا نريد أن نصور الجمال من خلال اللجوء الى تصور العالم اللآمرئي الى مرئي بحت كما فعل دانتي ولجأ الى الرموز لينقل تجربتهُ المُستمدة من عالمهِ ، والناقد التونسي ( عبد الله الغذّامي ) فلهُ رأي بمنتهى الروعة ( الظاهر والمغفول عنهُ ) من الدلالات الموجودة في الجملة والمُستترة خلف البهرجة اللفظية والقدرة على التأويل وما أريد ألآ الربط مع هذين العملاقيين ونص الشاعرة ،،،،،
نص مطلعهُ ( وعدتني بالعودة ) والقفلة ( فخذ ماتدلى مني وأجمعني ) أين المرآة التي ذكرتها أستاذي على أنها نقطة إرتكاز ومركز ثقل للنص ؟؟؟؟
نص يشع بدلالتيين قطعاً لا ثالث لهما ( هي و الخِلْ ) فقط . ديمومة حوار بحضرتهِ أرتضتْ بهِ اُنساً ومُناجات بمحرابها لتُطغي المُخيلة التي يُسيرها العقل والوعي مع تزاوج في التعبير الشعري التأملي والخروج من نفق الشكلانية ليصطف عندها الغياب والآحضور للحاضر المرئي ولخلق فضاء رَنّان بنبرة جداً هادئة ، مسترسلة كمغزلٍ قرب موقد لأنها ركزت على كل الإيماءات من دون أن ترمي بالصورة الشعرية بعيداً لتأخذ فضاءها المترامي كي نصل لجرس المفردة فقط ( حالة يقين الوجود ) للطرف الآخر الذي هو ( مرآتها ) ،،،، هنا المرآة تَفَعلتْ ، مرآتها بمعنى نصفها الآخر ، التعشق الروحي ، المُكمل لذاتِها ، لمّا شَفَّها الوَجد وأضناها شَكَتْ منهُ عندهُ ،، ولو كانت المرآة كما تفضلتم لفهمنا أنها تستجدي مشاعر الطرف الآخر وهذا أبخاس لما تؤديهِ الموسيقى الذاتية للنص ولدلالة الرمز والرؤية الأنسانية التي يتستر وراءها النص كما أن المرآة لا يدخل ضمن ماهيتها الفعلية ( الشريان والنبض الخافت ) .
أن التحليل شيئاً هاماً كما ضرورياً لكن ( المبالغة فيه ) قد تصبح أمراً لا يُحتمل لسبب بسيط لأني لا زلت أؤمن أن في كل عمل فني وأن كان بسيط ( معنى ومفردة وموسيقى ) هناك شيئ يستعصي على التحليل كما لا يوجد تفسير جاهز وفي أكثر الأحيان تأخذنا أستاذي لغَياهب يستعصي علينا الخروج منهُ ، ولا ندري أنحن مُكبلون بالخطايا أم هناك غناء على الضفة الآخرى ولا يسمعها فقط مَن ألهمتهُ الآلهه وجنابكم يُدرك تماماً أن ثورية الشعر المعاصر والنقد أخترقَ كل الحدود ـ والشعرعوناً على الفعل ليستهدف الحقيقة وهل هناك فعل أسمى أو أشد ضرورة من فعل التحرر لنص لما يُفرغ منهُ الشاعر ليُسَلمهُ للقارئ والناقد ليقوم الأخير بإقحامنا بمرايا مُهشمة أم لتحرير الباطن والظاهر من الفوضى والتوحش والتشيؤ والأغتراب !!؟؟ ولأن الشعر هوالأرتفاع بأمرٍ حاسم الى لغة المستحيل والفناء الكلي في الصورة مع كفاح بين الجِناح والأشواك وكياناً يشع دلالات أفتقر النص لها حيث لا وجود لنظام زمنكاني كما نَوَهتم اليه { تعبيراً عن الظرفية الزمنكانية ــ هي نفسها الآله التي تُدون التاريخ ) ،، أستاذي ،، لاتاريخ في النص ـ بندول متوقف تماماً لأن المطلع عند { وقدمك مبتورة } ،،،،
هنا نعود للمألوف الوجداني والتعبير عن الذات الفردية والسكون لوطن النفس ورخاوة العاطفة التقليدية والشاعرة تُخاطب ال ( خِل ) خطاباً مباشراً من شذرات مضيئة وحشود من الصور ونسيج من تآلف لكنها ليست تاجرة بسوق الكسادِ ـ بل ،،،
هو الشِقاق المحتوم بين الذات والعالم بنص بسيط ، الذات التي لا تريد ان تتعذب بالإنطواء على عالمها الباطن وهو ملاذها ، وإن آية الكبرياء هي حالة يقين وجودي وقد تساوى عندها الحاضر ـ الماضي ـ والمستقبل المجهول لأكتشاف مهزلتهِ ( المدفون في كل ماحولي ) وما يُباركها غير ذكرى فاتنة تحولت لأنصال ( قابع تحت أظافري ) لتحكم الشاعرة قبضتها على ذاتِها وكأنها كورالها المُفضل لتُسمِعهُ أنين أن هَدأ لن يضمحل أبداً . مودتي لكم أستاذي جمال قيس وللشاعرة نائلة طاهر
مجرد قراءة ،
نور السعيدي / بغداد
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب أيتها الغالية وبصدق،مصافحتي الأولى لك هذه ومباشرة والتي سأكتفي فيها أن أقول أنك احييت النص .وطبعا لي عودة مطولة مع تحليلك.
تعقيب احمد الشبل
Ahmad Alsheble دراسة شيّقة وممتعة بائن فيها الجهد والتنقيب للوصول الى تخوم النص واستنطاق مابين السطور وماخلفها بالارتكاز الى المختلف فيه المرآة تلك التي تشكل الحد الفاصل وتكون البعد الدلالي العميق الذي يفتح ماغاب من النص أو توارى خلف الظاهر والمظهر لتشف هذه المرآة مينة لنا أبعاد النص الجمالية واحالاته القارة في نسيج الصورالتي استبطنت الحالة الوجدانية والألم الشديد لنفس تهشمت بالبعد والهجر لخل غاب هو الحلم البعيد مناشدة ايّاه بالعودة لجمع هذا التشظي ولملمة البقايا المحطمة .شكرا لهذا النص الابداعي النقدي وهذه الدراسة الجميلة التي وازت جمال القصيدة وهذا لعمري مهمة النقد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق