السبت، 3 ديسمبر 2016

الإبداع داء ملهلب بقلم/ عبد العزيز الحيدر

عندما تتحرك أفاعي الفكرة , الأفاعي الماكرة , السامة منها وغير السامه بين تجاويف النفس , والقلب, والعقل... يتحرك شيطان القلق .. يرفع ذراعيه الطويلتين ويفتح عباءة سوداء يفترشها ويرمي بها على سرير العقل, يغطي بها على كل ما يمكن أن يرى أو يسمع ....ثم سرعان ما تسري حمى في المفاصل والعضلات وتبدآ رجفة خفيفة من الخوف, والفزع ,محورها القلق من الفكرة ونضوجها من عدمه ....؟ موعد البدا... قلق التأجيل.. وضياع التفاصيل.. ضياع الصياغات اللغوية والإبداعية, فلحظة الإبداع.. ليست اللحظة التي تليها ولا هي اللحظة السابقة لها ,أنها لحظة اللحظات , تحمل خصوصيتها , إمكانيات توغلها في كل الزمن صعودا وهبوطا .. أمكانية توغلها في كل المسامات الميكروبية أو امتدادها كونيا ... أنها لحظة سمو وارتقاء .. وترفع للعقل, والعاطفة, والفلسفة, حقا وجمالا وخيرا .... لحظة لا تقبل المشاركة في الزمن مع أية لحظة أخرى لشعورها بأهمية ذاتها .. اى وعي ذاتها لذاتها كما يقول الفلاسفة ... أنها لحظة مذهلة حقا , أن تترك مثل هذه اللحظات لعدة مرات تتكرر دون احترامها وتقدير مواعيدها وأعداد مجلس اللقاء بها ...سيجعلها تنفر منك في المرات القادمة ... وستكون عندها أكثر تعاسة مما أن أنت علية هذه الأيام ؟؟ فاحمد الله أن هناك معشوقة تنتظر لقاءك بلهفة المحبين وتثير ما بين جلدك وقلبك عواطف الحب .. وبراكين الرغبة السرمدية بامتلاك العالم في صورة واحدة ..مذهلة جامعة .. احمد الله على نعمة الحب ( المرض ) هذا ولا تضيع الفرصة فربما لن تعود عن قريب !!
 
غسان الآدمي هي اذن لحظة لا تقبل التأجيل فكل ثانية لها اهميتها هي كأس ماء معين في يومٍ حار من الصيف اللاهب فأن لم تشربه سوف يتبخر وهكذا الافكار ان لم تلتقطها في اللحظة المناسبة فسترحل او تفقد بعض خواصها الاصلية ولن تكون جميلة كحالتها العذرية الاولى لحظة انثيالها ...لقد امتعتنا بهذا العرض المشوق تحياتي استاذ عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق