الخميس، 15 ديسمبر 2016

خارج المألوف بقلم /جاسم السلمان

كلما تباهيت بفرط ذكاءأرجع لروحي فتخل لي وأقرأ لأبي الطيب وأبن عربي ارتعش وأصفع حالي وأرتد غبيا أصنع تابوتي من ترس سلحفاة)
--------------------------------------------------------------------خارج المألوف"
كطفل؛
أمضغ بكائي
وأعانق الحياة ...

يرتديني عنقي المشرأب
يبحث عن نصل صياد
وقلبي
بين عينيه يضحك من
الظلام
ويصرخ قلقي
يصبح جسدا
دنست خطواته
مدائن الخوف
وبعثرته صهوة الريح
والأنفس الصماء
أنبتت سنن النبؤات
ضيعت ذاكرة وطني
ودحرجتني
بين سنين حرم جامحات
وواحات وجع تيبست في شفتيي،
الم الصراخ
لعل الله يفقد أثري
وأمد جسوري
لتعبر المسافات ويخضر دمي
ويزداد جشعي كيل بعير،
فالدنيا أمرأة مجنونة
بين ساقيها
مشنقة تمد الرقاب
ووجهها بازار للمتعة،
ضيفتني في خدرها
ولملمت لحمي من موائد الحروب،
انا الحلو والمر
فلا تتركيني
وأنزعي من خاصرتي عواءالسكاكين
لأبتعد من أقصى الجحيم
الى أقصى النعيم
وننهمر لوعة هنا ولوعة هناك
وصهيلا بربريا
يترعنا قبلة قبلة
ومؤنةلعقد طويل،
أعشقها
ويعشقني فرحها الشهي
يسترد مني الغياب
ويصهر اسراري الناصعة،
حتى أضعت الله ساعة
ويعثر عليي
فيتذوق فرط شروري
ويصنع من جلدي آخر الأحذية
فسالت هزيمتي
اهرب من دون خبز ولاخمر
والليل تغتاله المصابيح،
ثمة متسع للرؤوس
هذا انا وليس من مناص
لاتثبت بين اقدامي المسافات
كمواسم احلامي
وهبتني آخر التيه
وآخر ماتساقط من العمر
وبقيت وحدي
بقيت أعوي
من حفاوة الوجع
والضياع هادئ
هادئ جدا
والبلاهة بلا هوادة،
فعلام أوقد حزني
ودم الروح في دفء سكين
وعلام لاأكون زعيما
لثلة من الأوغاد
والأضرحة اللامعة
أصطاد الشمال والجنوب
انا الطفل الرزين
أطفر جاهلية الموت
وليس للموت من
أدعية
أو حجاب!!
 
تعقيب نائلة طاهر
 
ندى الأدب أنا الحلو والمر
فلا تتركيني
سلمتكم مفتاح مدينة جاسم السلمان فادخلوها بحذر وانتظروا عودتي احجزوا لي مكانا في جنات الغوص فيها بمقدار الفجيعة المنتهية بها الحرب الكونية القادمة .

مرحبا بالجاسم الشوط الحاسم هنا فمن سينهيه لصالحه.
لي عودة دون تذكرة سأكون....
 
رد جاسم السلمان
 
Gassim AL-Salman ان للكلم الطيب انبهار من نوع آخر وفعلا مساويا أو على الأقل مساهما يعضد دور الذات ويخصب البسمة ويشفي الغليل فيسترح لحظة ويندس في الخطى والخطايا قابعا أمام مراياه الضريرة لايهم ان كان مترهلا او حجرا للهداية..
سيدتي الأخت الحنون مودتي وتقديري
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه الشاعر جاسم السلمان وظاهرة التنامي الشعري المتصاعد :
**************************
في كل نص شعري جديد -وكل ما يقدمه السلمان مدهش وجديد-أحس عميقا انه ..وبرغم خبرته ورسوخه ونضج تجربته التي يعرفها زملاؤه جيدا وانا منهم..احس أنه حتى الآن قابل للتطور والتقد
م..يذكرني هذا الحال بمقولة حفظتها عن ظهر قلب قالها مرة سكرتير اللجنه المركزية للحزب الشيوعي العراقي الاسبق عزيز محمد حفظتها من ساعة تفوهه بها في نهاية خطابه حول الجبهة الوطنية العتيده..حيث قال:
(ما أن ينتهي طموح المرء ,حتى ينتهي أن يكون ثوريا)...
ما يهمني شخصيا من هذه المقولة العميقة امكانية تطبيقها على اكثر من صعيد فكري وميداني..ولاريب ان الابداع من بينها ,ولربما من أكثرها موائمة وانطباقا..فمصافحة الذات بمعنى عقد صفقة سلام معها يعني ضمنيا اعلان موت المبدع سريريا ..اذا جاز لنا التعبير.. خاصة والسلمان المبدع ثوري بطبعه أصلا مبدعا وإنسانا ..فكيف لا يكون نموذجا مميزا لمثل هذا الترقي ..
ولو سألني سائل ماسر هذه القدرة على التنامي اللافت?..أقول:
إن أعظم الشعر ما كان صادرا عن القلوب الباسله..ذلك لان الشاعر الشجاع لايقول الا صدقا,والمصداقية هي الأم الولود للشعر الحيوي الجميل..فهي وليس غيرها من تجعل الشاعر يكتب (بجسده كله) كما شخص ذلك ناقد انجلترا الكبير ارنست فيشر..
الاستاذ
Gassim AL-Salmanيكتب بطريقة التيار..بل يندلع اندلاع السيل في كل مرة نقرأ له..بيد انه هذه المرة مازج بين دقة السياق ودقة المساق في سلامة مثيرة للإنتباه..
الشاعر معلوم بثقافته الكبيرة وأفقه الواسع..بيد انه من الشعراء الذين حولوا كل حصادهم( الانثروبولوجي) الى مخزون دفين ينسكب انسكابا تلقائيا مع كل نص جديد على شكل دفعات تتلائم وموضوعة القصيد وأطروحته المحوريه..
إن جديد شاعرنا يكمن الآن في ثلاثة مظاهر بالغة الأهميه :
1-السماح بحضور الوعي الي الحد الذي لا يقطع الطريق على الدفق الشعوري ..وهذا يعني قدرته الفطينة على الجمع بين (البراءة والنضج)التي طالب بها ذات يوم احد المفكرين المغمورين واعني به الأستاذ صفاء محمد علي التميمي الكاظمي ,وهو زميل جليل مشترك لكلينا ..نرجو الله القدير ان يحوطه بالسلامة والامان..
2-العناية الواضحة بتصاعد الحدث الشعري وفق بنائية متناسلة متوالده..
3-العناية الفائقة بالأفادة المعنوية والإفادة الجمالية للمقصور او السطر منفردا ومجتمعا علي كل المستو يات الحرفيه والمطالبات اللغويه..
كان نصا مدهشا اباليث العزيز..
ولكم كنت اتمنى سفرا طويلا معك ..ولكن وقتي محاصر ايها الغالي..
كل التقدير والود الذي تعرف زميلي وصديقي العزيز..تحياتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق