أسأَلُ عنها
............
أسألُ عنها
............
أسألُ عنها
يا أحبابي
...
قولوا لي
هل مرّتْ أحرفُها بينِ ثنايا الأسطرِ
دارَ العبقُ الفرعونيُّ على طينِ الساحل
تلك المغروزةُ في أضلاعي نبضاً
يسبقُ قلبيَ في اللهفةِ
هل مسَّتْ أطرافُ جدائلِها
بياراتِ الزيتون
فباركهُ الربُّ
قولوا لي
تلكَ الغادةُ تهمسُ في سمعِ الدهرِ
بأنّا كنا وَهَجاً في كأسِ الكاهن
حينَ سقى عشتارْ
كنا أغنيةً تتردّدُ تحتَ شفاهِ بناتِ المعبدِ
في الوركاء
تلك المجنونةُ
ألقتني في منحدرٍ ورأيتُ مصيرَ الأكديينْ
في القرنِ الخامسِ والعشرين
وإذا كنتُ أمَنّي النفسَ بوصلٍ منها
فلأنّي
أقرأُ فيها ما يمليهِ الموجُ الحاضنُ
أوديةَ الزاب
على التوتِ الإحمر
أقرأُ خفقَ جناحِ النورسِ حينَ
يخطُّ بوجهِ الماء
حروفاً يلقيهاالفقراءُ
أقرأ ماتتغَنّى عينا طفلةِ ( رفحٍ )
ببراءتها المعهودةِ
في حيِّ الفضلِ
وفي (الخَمسَميل )(١)
أقرأها كالملهوفين على أرصفة المتنبي
منهم من تبهرُهُ مجموعةُ قصصٍ (للجنداري )(٢)
منهم من يتسمَّر فوق سطورٍ يتملى
ماخط بها (سعدي)(٣)
والآخر يستوحي من لونِ غلاف صدئٍ
ما حلَّ ببغداد يقارنُ بين الماضي والحاضر
ينسربُ الدمع فتخضلُّ الصفحاتُ
ها أنتِ حبيبةُ روحي تجرينَ معي بينَ الجسر
وبينَ عيونِ المسحوقين على أرصفةِ الساحاتِ
المهجورة
الشعراءُ
الفنانون المنسيون
الناسُ البسطاءُ
كلّهمُ في ( المسطر )(٤) منذُ الصبحِ
في ساحاتِ الطيرانِ(٥) و سعدٍ(٦)
وعلى أرصفةِ الميدان
وفي الكرّادة
وجذوع نخيلٍ
مأوى للنملِ الأبيضِ
في أحياءِ الخضراء
محفوظ فرج
................................
................................
١- الخمسميل : مكان في محافظة البصرة
٢- جنداري : هو القاص العراقي الراحل محمود جنداري
٣- سعدي : هو الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف
٤- المسطر : هو الرصيف الذي يجلس به العمال بحثا عن عمل
٥- ساحة الطيران : تقع نهاية ساحة الأمة ببغداد مقابل جدارية الفنان فائق حسن
٦- سعد : هي ساحة سعد في مدينة البصرة
٢- جنداري : هو القاص العراقي الراحل محمود جنداري
٣- سعدي : هو الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف
٤- المسطر : هو الرصيف الذي يجلس به العمال بحثا عن عمل
٥- ساحة الطيران : تقع نهاية ساحة الأمة ببغداد مقابل جدارية الفنان فائق حسن
٦- سعد : هي ساحة سعد في مدينة البصرة
تعقيب غسان الحجاج
غسان الآدمي هذا النسق الشعري المنساب بأمواج الخبب الهادئ هو ملامح ثلاثية الأبعاد تعودنا ان نراها تتشكل على الطريقة الصوفية للشاعر محفوظ فرج
وكأنه يتغنى بما يعانيه من اشتياق لاذع ،فوجه غيدائه منتشر في كل الأشياء والأماكن يتحسسه بشاعريته التي ألقت بظلالها كالحاسة السادسة التي تتحكم بالعقل الباطن هو جنون من النوع الحميد لأنه يفتح للشاعر نوافذ الجمال ويعكسها قصائداً تطرب الوجدان.
وكأنه يتغنى بما يعانيه من اشتياق لاذع ،فوجه غيدائه منتشر في كل الأشياء والأماكن يتحسسه بشاعريته التي ألقت بظلالها كالحاسة السادسة التي تتحكم بالعقل الباطن هو جنون من النوع الحميد لأنه يفتح للشاعر نوافذ الجمال ويعكسها قصائداً تطرب الوجدان.
رد محفوظ فرج
MA FA أعزك الله وأدام رقيك أخي الشاعر الرائع المبدع والناقد النابه الاستاذ الموقر غسان الآدمي شكرا جزيلا على هذا الفيض من الكلمات النبيلة التي وصفت النص المتواضع بقراءة أدبية راقية وواعية في تحليل التجريب عند الشاعر تحياتي واحترامي
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه لا بد ونحن بإزاء نص يتميز بآنتماءه الى جيل الشعراء العظام..هذا الجيل الذي يجيد العزف على اجراس الكلم استنطاقا لاروع انواع الموسيقى الشعرية حيث لايكتفي بالعروض الحرالمبتنى على تفعيلةالخبب المتلاحقة الانفاس وحسب,وإنما تمتد موسيقاه الى اكثر انواع التدوير الايقاعي الناضج والحيوي معا..
ولقد كانت موسيقى هذا النص القشيب مركبة ايقاعية اسهمت في خلق هذه الرقصة الملوية التي حملت شاعرنا عبر ازمنة الحضارة والجغرافيا العربية بحميمية مفعمة بالحب والحزن الشفيف ,فآختار مجموعة محطات تاريخية وجغرافية موحية تشي بكل ماله علاقة بمآلات الحال الذي وصلت اليه الأمه..
ولم يكن هذا النص مجرد بكاء على الاطلال ,وإنما عايش تجربة عصره ونقل الينا هموم هذا العصر ايضا..
امر آخر اود الاشارة إليه هو ان الشاعر برغم افقه العربي الواضح ولكنه ينطلق من ارضية وطنية عراقية واضحه..كما وأنه بعد ذلك يعود بجذوره الى بيئته البصرية الحاضنه.ذلك يلتمع امام عين المتلقي بوضوح من خلال الرموز الجغرافية المحلية التي لايعرفها الا من عاش فيها..
اخي الشاعر المجيد أ.محفوظ فرج المبدع..كان نصا شعريا قريبا من القلب والعقل معا..أحسنت كثيرا..وبارك الله يراعك ..والسلام..
ولقد كانت موسيقى هذا النص القشيب مركبة ايقاعية اسهمت في خلق هذه الرقصة الملوية التي حملت شاعرنا عبر ازمنة الحضارة والجغرافيا العربية بحميمية مفعمة بالحب والحزن الشفيف ,فآختار مجموعة محطات تاريخية وجغرافية موحية تشي بكل ماله علاقة بمآلات الحال الذي وصلت اليه الأمه..
ولم يكن هذا النص مجرد بكاء على الاطلال ,وإنما عايش تجربة عصره ونقل الينا هموم هذا العصر ايضا..
امر آخر اود الاشارة إليه هو ان الشاعر برغم افقه العربي الواضح ولكنه ينطلق من ارضية وطنية عراقية واضحه..كما وأنه بعد ذلك يعود بجذوره الى بيئته البصرية الحاضنه.ذلك يلتمع امام عين المتلقي بوضوح من خلال الرموز الجغرافية المحلية التي لايعرفها الا من عاش فيها..
اخي الشاعر المجيد أ.محفوظ فرج المبدع..كان نصا شعريا قريبا من القلب والعقل معا..أحسنت كثيرا..وبارك الله يراعك ..والسلام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق