للحبّ نكهةٌ خاصّة في سنّ الخمسين إذ تذبل المشاعر على مرّ الزّمن وينسى المرء حديث العشق والحبّ أو يكاد إلاّ في منسبات خاصّة يبثّ فيها المرء بعضاً من بقايا مازال ينبض فيها الحياة . ولكنّي على يقين أنّ الحبّ هو الحبّ في العشرين أو الخمسين أو الثّمانين ويبدو أنّه أكثر تعذيباً للنفس من هوى العشرين لأنّ المرء حينها يدرك أشياء فيه لا يدرك كنهها ابن العشرين ويعرف للحبّ ماهيّةً غير ماهيته عند ذاك ويصير له طعمٌ مختلفٌ ونكهةٌ خاصّةٌ .
وأشعار ا...لغزل والحبّ كثيرةٌ جدّاً في القديم والحديث من تاريخما الأدبيّ وعلى صفحات الفيس والدواوين تطالعك مئات القصائد ولكنّ أغلبها لا نكهة فيها وفي اعتقادي يعود ذلك لسببين أساسيين :
1_ عدم وجود تجربة حقيقيّة في هذا الموضوع .
2_ عدم القدرة على التعبير عن هذه التجربة .
وقد كنت تناولت هذا الموضوع بشكل واسع في مقال سابق كتبته عن الحبّ . ولكنّي اليوم أمام نصّ شعريّ للشاعر أمين حربا ويبدو أنّ شاعرنا قد تحقّق عنده الشرط الأوّل أما الشرط الثّاني فهو متحقّق بالضرورة لأنّنا نتحدث عن شاعر متمكن من أدواته مشهودٍ له بشاعريته تلك وهو مجيدٌ في هذا الفنّ أيّما إجادة .
فهذه كلمات الحبّ قد نفذت من الأذن وراحت تتراقص خيالاتٍ وبدأت الشرايين تنبض بالحياة وبعطفٍ تهزّ كيانه. الذي هدّته السنون أو كادت ونقلته إلى مداراتٍ واسعة وهو معلّقٌ في الفضاء ضمن هذه المدارات مشدوداً إلى من يحبّ . تسير به إلى حيث لا يعلم ولا يعرف أيّ مصير ينتظره ولكنّه على يقينٍ أنّه الحبُّ والشّوق إلى من يحبّ . يذهله فتارةً يضحك وتارةً يبكي وتارة وتارة . لقد كان حربا مصوراً بارعاً للحالة بصدقٍ فهو يشعر أنّ الحب قد عاد به إلى طفولته وأنساهُ عمره الخمسينيّ في جرأةٍ يخشى الكثيرون البوح بها .
فما الأدوات التي ساهمت في كشف التجربة :؟
------------------------------
_ حرف الهمس السين الذي شارك في تكوين عدد من المفردات وله ما له من دلالة في هذا الموضوع . ( تهمس . أحسّ . أحسبها . أنسى . خمسيني ... )
_ الكلمات التي تخدم المعجم اللّغويّ الذي يصبّ في الموضوع ( عشق . ترقص . مجنون . شرايين . أحسّ . أحلام . تجذب . مشدود . الشوق . تفرح . الحبّ . شغف )
_ التضاد الذي خدم النصّ فأبرز المشاعر المتناقضة بين رفض وقبول أو تصديق وتكذيب أو الحقيقة والخيال : ( تجذب وتنفي . تجذب وترخي . ألحقها وتأتيني . تحزن وتبكي )
_ شكل النصّ بين قصر الأسطر الشّعريّة وطولها جاء ليعبّر عن حالة السّكون والحركة ؛ عن حالة الرفض والقبول عن الإحجام والإقدام والتي أشرت إليها سابقاً وهي تعبّر عن قفزات القلب العاشق الذي ينبض بالحياة .
أمين حربا شاعرنا الجميل لقد أجدت في نصّك هذا في التعبير عن حالة وجدانيّة سامية ومهما حاولنا لن نصل إلى تأطيرها بكلماتنا لكنّا نحاول مقاربتها والإشارة إلى بعض مظاهرها في النصّ الشّعري لكنّ ما خفي أعمق بكثير وتقف الكلمات حرنى أمام عظمته .
----------------------
يقول الشاعر أمين حربا :
تهمس لي
حروف العشق في أذني
فترقص مثل مجنون
شراييني
وتجذبني بكل محبة حينآ
وأحيانآ
أحس بأنها همت
لتنفيني
بوسع مجرة في الكون
أحسبها
مدارات من الأحلام
تجذبني وترخيني
أدور مدارها كالجرم
مشدودآ بتكويني
إلى المجهول تأخذني لألقاها
فألحقها
وأحيانآ
أفاجأ أنها بالشوق
تأتيني
بنفس الوقت تفرحني
فتضحكني
وتحزنني فتبكيني
أحس بأنني طفل يذوق الحب
أول مرة شغفآ
وأنسى أنني بالعمر
قد جاوزت خمسيني
وأشعار ا...لغزل والحبّ كثيرةٌ جدّاً في القديم والحديث من تاريخما الأدبيّ وعلى صفحات الفيس والدواوين تطالعك مئات القصائد ولكنّ أغلبها لا نكهة فيها وفي اعتقادي يعود ذلك لسببين أساسيين :
1_ عدم وجود تجربة حقيقيّة في هذا الموضوع .
2_ عدم القدرة على التعبير عن هذه التجربة .
وقد كنت تناولت هذا الموضوع بشكل واسع في مقال سابق كتبته عن الحبّ . ولكنّي اليوم أمام نصّ شعريّ للشاعر أمين حربا ويبدو أنّ شاعرنا قد تحقّق عنده الشرط الأوّل أما الشرط الثّاني فهو متحقّق بالضرورة لأنّنا نتحدث عن شاعر متمكن من أدواته مشهودٍ له بشاعريته تلك وهو مجيدٌ في هذا الفنّ أيّما إجادة .
فهذه كلمات الحبّ قد نفذت من الأذن وراحت تتراقص خيالاتٍ وبدأت الشرايين تنبض بالحياة وبعطفٍ تهزّ كيانه. الذي هدّته السنون أو كادت ونقلته إلى مداراتٍ واسعة وهو معلّقٌ في الفضاء ضمن هذه المدارات مشدوداً إلى من يحبّ . تسير به إلى حيث لا يعلم ولا يعرف أيّ مصير ينتظره ولكنّه على يقينٍ أنّه الحبُّ والشّوق إلى من يحبّ . يذهله فتارةً يضحك وتارةً يبكي وتارة وتارة . لقد كان حربا مصوراً بارعاً للحالة بصدقٍ فهو يشعر أنّ الحب قد عاد به إلى طفولته وأنساهُ عمره الخمسينيّ في جرأةٍ يخشى الكثيرون البوح بها .
فما الأدوات التي ساهمت في كشف التجربة :؟
------------------------------
_ حرف الهمس السين الذي شارك في تكوين عدد من المفردات وله ما له من دلالة في هذا الموضوع . ( تهمس . أحسّ . أحسبها . أنسى . خمسيني ... )
_ الكلمات التي تخدم المعجم اللّغويّ الذي يصبّ في الموضوع ( عشق . ترقص . مجنون . شرايين . أحسّ . أحلام . تجذب . مشدود . الشوق . تفرح . الحبّ . شغف )
_ التضاد الذي خدم النصّ فأبرز المشاعر المتناقضة بين رفض وقبول أو تصديق وتكذيب أو الحقيقة والخيال : ( تجذب وتنفي . تجذب وترخي . ألحقها وتأتيني . تحزن وتبكي )
_ شكل النصّ بين قصر الأسطر الشّعريّة وطولها جاء ليعبّر عن حالة السّكون والحركة ؛ عن حالة الرفض والقبول عن الإحجام والإقدام والتي أشرت إليها سابقاً وهي تعبّر عن قفزات القلب العاشق الذي ينبض بالحياة .
أمين حربا شاعرنا الجميل لقد أجدت في نصّك هذا في التعبير عن حالة وجدانيّة سامية ومهما حاولنا لن نصل إلى تأطيرها بكلماتنا لكنّا نحاول مقاربتها والإشارة إلى بعض مظاهرها في النصّ الشّعري لكنّ ما خفي أعمق بكثير وتقف الكلمات حرنى أمام عظمته .
----------------------
يقول الشاعر أمين حربا :
تهمس لي
حروف العشق في أذني
فترقص مثل مجنون
شراييني
وتجذبني بكل محبة حينآ
وأحيانآ
أحس بأنها همت
لتنفيني
بوسع مجرة في الكون
أحسبها
مدارات من الأحلام
تجذبني وترخيني
أدور مدارها كالجرم
مشدودآ بتكويني
إلى المجهول تأخذني لألقاها
فألحقها
وأحيانآ
أفاجأ أنها بالشوق
تأتيني
بنفس الوقت تفرحني
فتضحكني
وتحزنني فتبكيني
أحس بأنني طفل يذوق الحب
أول مرة شغفآ
وأنسى أنني بالعمر
قد جاوزت خمسيني
تعقيب سهير خالد
Suhair Khaled خمسون سنة ..
ايها القادم
كيف بعثرت كل الاشياء المرتبة
دمت استاذنا الفاضل أسامة حيدر
ايها القادم
كيف بعثرت كل الاشياء المرتبة
دمت استاذنا الفاضل أسامة حيدر
رد أسامة حيدر
أسامة حيدر جنون الشعراء سيدتي يبعثر كل مرتب ويعيد ترتيبه كما يحلو له .
دمت بخير سهير
دمت بخير سهير
تعقيب رنا صالح
رنا صالح رائع ورائع ورائع ....لقد وفق اﻷستاذ بالقصيدة بحرا" ورويا"وقافية ومضمونا"....الكلمات كانت تتراقص بين يديه حتى جعلت من قلوبنا تتراقص معها....وأما تقديمك للقصيدة أستاذ أسامة فقد كان رائعا"وموفقا"لك كل الشكر على اختياراتك الرائعة وعلى تسليطك الضوء على كل ماهو نفيس....أغبط اﻷستاذ أمين حربا على تلك القصيدة من جهة وعلى هذه الدراسة الرائعة من جهة أخرى
رد أسامة حيدر
أسامة حيدر شاعرتنا الرائعة رنا صالح شاعرة الياسمين .
كلّ الشّكر لك . تزدان الكلمات بمرورك .
كلّ الشّكر لك . تزدان الكلمات بمرورك .
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب مقال جدير بأن نتعلم منه أسلوب التحليل والنقد الأدبي أديبنا
رد أسامة حيدر
أسامة حيدر سيدتي كلّ الشكر لك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق