لقد كانت أعظم رحلة في الوجود أنها رحلة الى الله تعالى والى المدينة التي ولد الاسلام في بطنها والى البقعة التى خرجت جيوش الاسلام منها تخترق الدنيا وتفتحها من مشارقها الى مغاربها ومن ادناها الى أقصاها،وكانت رحلتي هذه برفقة إبن عمي حسام،وجمع ممن أضناهم الشوق لمدينة الحبيب المصطفى ،و ماإن أعلن سائق الحافله بإنا نقترب من مدينةالرسول بحوالي 20 كيلو حتى انتابني شعور لايوصف وبدأت دموعي تسح على خدي دون سابق انذار بعد ذلك دخلنا المدينة واتجهنا نحو المسجد النبوي فكان خيالي لايكاد يرى الاسفلت والبناء بنمطه الحديث واعمدة الانارة وإنما كنت أتخيل أن مايحيط بي عبارة عن صحراء وكثبان رملية وعلى امتداد الطريق باسقات النخيل وكنت أتخيل المحركات والسيارات الحديثة عبارة عن النوق والإبل والخيول في اسطبلات معدةلها كنموذج لجاهزية جيش المدينة الإسلامي وان الصحابة عند مداخل المسجد حذرين يعملون من أجل توطيد الأمن والحفاظ على الاسلام ونبي الاسلام اتجهت نحو فناء المسجد فتخيلت فراشه من الحصباء وسقفه من سعاف النخيل وشدني خيالي نحو ذلك العهد النبوي وعظمة رجاله العظماء وماان وصلت إلى الروضة المباركة وسلمت على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه عندها تخيلت كأن روحي خرجت عن عالم الدنيا ودخلت في عالم الأخره،بعدها شعرت واذا بأبن عمي ومعه دليل الرحلة ،ينطلق بنا لزيارة (بدر )المكان الذي وقعت فيه أول منازلة بين الحق والباطل، وفي طريقي شعرت بأني أعيش في غيرزماني حيث حسيت بأني فوق جواد مسرع،وحولي قوم عزموا على الخروج الى بدر لمناجزة الباطل ،فمضيت معهم ،وأنا في غاية السعادة،أن أمضي مع قوم فيهم-الصديق -والفاروق- والحمزة والزبير وغيرهم،وصلت بدر فرأيت بأم عيني روعة ذلك النزال،وتلك الرؤوس التي تتطاير ،والجثث التي تتناثر،فوق قليب المعركة،وقوى الباطل تخور،أمام قوى الإيمان،ورايةالحق تعلووترفف خافقة في إرجاء المكان،وإذا بالحمزة يحصدهم فيتساقطون أمامه ،كذباب أختنقت فيها الأنفاس ،كانه مطهرصاعق مبيد،هنا صحت وأنا أعيش تلك اللحظة مع من يصيح --الله اكبر،الله أكبر--أحد ،أحد-وبينما أنا شامخ الراس،مرفوع الهامة،اذا بشخص ،يضرب على رأسي، فكانت ضربته تلك خروج لي عن الأحداث التي أعيشها، التفت يمينا، فوجدته أبن عمي، يقول لي: أنهض ، فقدأنتهى موعد الزيارة ، هنا عرفت أني أعيش بعدالف وابعمائة سنة مما أعيشه في خيالي، وأن في زمن الأقصى فيه مكبل بالأسر،والعراق مهيض الجناح ، واليمن لم يعد سعيدا كما كان ، عندهالم استطيع أن أتمالك ، نفسي ، بل ضربت بيدي الأرض، راجيا أن أعود إلى حلمي ،وهكذا أنهلت بالضرب على التراب، وبتحسر أنادي تلك الجثامين الطاهرة ،علها تسمع ندائي وماحل بالأمة من ويلات ،ووقتها كان دمعي غزير يبل الثرى، ويدي تضرب الأرض ، وصوتي يردد صداه صحراء المدينة وجبالها ، ان لم يكن ضمير كل مسلم يسمع صوتي المدوي المختلط بدموعي المدرارة، الحمزة --- أياحمزة --قم ياحمزة --حمزة - حمزه -أجب ياحمزه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق