سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ -1-
أليس عشقاً غريباً ؟ ..عندما لا تعرف من تحب،،تحيط بك هالة من الشغف،،وتتضارب مشاعرك،،نوع من العمق الأثيري ،،هذه المسرّات البالغة تنشط دورتك الدموية،،
من أين يأتي كل هذا ؟،،،وانت تعيش في حيّز معتم،،ولم تعطك الحياة ما ترغب ،، ربما توهم نفسك - سبق ان قرأت ولا اتذكر اين،،ان للعقل نوع من الدفاع الذاتي،،يعمل على تعويض الرغبات المقموعة - لكنها بالتاكيد اوهام -
سمها ما شئت - المهم انها حماية لك من الجنون
- يالك من حالم ،،كَبِير ،،بل متبطل كَبِير
- وما علاقة العمل بالخيال
- علاقة جدلية
- كيف ذلك
- عندما تعمل،،وتحب ما تعمل سوف تستقيم مشاعرك - ومن ثم رغباتك واحلامك
- انا سعيد بأحلامي ،،ومشاعري لا اشتكي منها
- رجعت الى الاوهام - لو فتشت في دواخلك لاكتشفت مجرات. من الاحزان والآلام ،،بعضها يمتد الى أزمان سحيقة ،،انها رسائل مودعة في جيناتك ،، بريد البؤس الذي كتبه الاجداد،،وانت أهل لنشر نجواهم
يا الله،،يجب ان تتمالك نفسك،،وتتخطى هذا الانفصام،،وتترك هذه الجلسات الحوارية الإفتراضية ،،التي تأسر وعيك،،أظن ان الامر يستدعي الذهاب الى طبيب نفسي،،انه ذهان متشعب،،فوضى هذه الأصوات بداخلك معظمها،،لا تعرف متكلّميها ،،على الأغلب انها فصامات متعددة،، لعل علم النفس لم يفلح بالتوصل اليها،،ربما أرض بكر في اللاشعور لم يجوسها ،،الكاهن سيغموند فرويد،،هذا التكاثف في الصورة يُعتمها،،لدرجة العطب ،،كم احسد المجانين والكلاب والقطط - مهلاً ! - وهل انت غير مجنون لعين ؟! - لكنك غير كامل - الجنون بالتأكيد درجات ،،أشبه بالتصوف ،،ليس كل السالكين ،،يحظون بدرجة الانسان الكامل،،نعم عرفت ذلك الان،،وتذكرت ما قرأت لعبد الكريم الجيلي - لكن انظر اين آلت به الامور،،مهما كان الأقدام. عظيماً،،،فالأمور. بخواتيمها ،،انه سجين وسط الباعة السذج المأبونين في أنسانيتهم ،،،يرقد وحيداً في ( العبخانة ) * لا يكاد يعرفه احد،،لانه تشبث بالامل،،لكنه لم يبلغ مراده ،،انها قضية تنسيب اجتماعي،،لا اكثر ولا اقل،،خذ مثلاً الغزالي،،او الشيرازي،او السهروردي،،،من يعرف الجيلي،،غير بعض المحطمين،،من أشباهه - رجال عرفوا الحقيقة- هراء - بعضنا يولد وحظه معه - ينمو بنموه،،،والآخر يتم اسقاطه ،،اشبه بالجنين الغير شرعي،،هكذا بعضنا يولد نصف انسان،،بلا حظوظ تُذكر - آه - لو عرف الشيخ الجيلي هذا الامر- ربما عاش مرتاحاً هو أوالحلاج وغيرهم - يجب ان اذهب واجلس امام حضرتها الهيولية،،حتى أوقف هذا التداعي الجنوني،،لطالما نجح الامر،،في أشد الظروف عسرة،،كانت هي المنقذ،،هناك علاقة آسرة بيننا،،الامر الذي اوقعني،،بأحراجات كثيرة،،بعد ان ناصبتها العداء زوجتي - أن تغار المرأة ،،أمر طبيعي،،وربما اذا لم تشعر بالغيرة،،يجب أن يُقلق عليها،،لكن ان تغار المرأة من لوحة،،أمر مربك ،،
فيما مضى،،تأثرت بها،،لا اعرف لماذا ؟
لعل اطلاعي،،على حياة فان كوخ،،وكثرة اللغط عن عظمته ،،هو الذي جعلني اشتري بوستراً للوحته ( ليلة مرصعة بالنجوم ) ،،لأضعها بأطار فخم،،وأعلقها قبالتي في غرفة النوم ،،واستسلمت في اخر الامر ،،لتغيير مكانها بحكم الإجراءات التعسفية لزوجتي،،لكن هذا لم يغير من الامر شيئاً،،حتى بعد ان قالت بأنها بشعة،،،الحقيقة إطلاقها ، لمثل هذا الحكم على اشهر لوحة لفان كوخ ،،كان مدعاة لأن أعيد النظر في تفسير اللوحة وخطابها،،،لا أدعي انني سأضيف شيئاً على ما قيل بحقها،،لكني اتذكر في يوم ماطر،،نفذ اليها بعض الماء ،،من سقف الغرفة التي وُضِعَت فيه ظلماً وعدواناً - جاست الرطوبة زاوية اللوحة اليمنى وفقدت جزءً من ألوانها ،،تحولت الى شيء غير مكتمل ،،يبحث عن الاستقرار،،،
( ياالله ،،كيف تمكن من هذا الكمال - كأنه ذهب برحلة الى أقاصي السماء،،وهو في حالة هذيان واضطراب ذهني في غرفة صغيرة للمصح الذي يقبع فيه منعزلاً،،عن ترهات العالم الذي هو بالأساس ( العالم) غير أهل لفان كوخ،،ومن يقول لي انه ليس بمتصوف بلغ مرحلة الانسان الكامل،،لدرجة تحول الكون كله أشبه بالكرة الزجاجية بيديه ،،انها الروح العظيمة التي تتوحد بالاشياء بتماهي إلهي ،،شيء ما بعد الحكمة ،،ربما أدركها ،،أرثر رامبو ،،ولكن ليس بسمو فان كوخ،،عرفها الحلاج،،ونطق كفراً وفق مسامع العالم ،،وكيف لهذا الانسان ان يجعل من نافذته ،،تستوعب الكون كله،،كيف شكل الألوان ،،لا أظن ان الوادي المقدس غير ( سان ريمي دي بروفانس ) ،،تبارك الشاطئ بالنور الالهي المنبعث من عين فان كوخ ،،،)
قبل ايام قليلة،،استرجعت الحالة المأساوية التي حلت باللوحة،،والتداعي الجنوني ،،لأفكاري الغريبة،،تذكرت ،،بعض الأشخاص ،،في حياتي،،شعرت بفقدانهم ،،بأن اللوحة ،،التي تشكل يومياتي فقد بعض عناصرها،،،،
من أين يأتي كل هذا ؟،،،وانت تعيش في حيّز معتم،،ولم تعطك الحياة ما ترغب ،، ربما توهم نفسك - سبق ان قرأت ولا اتذكر اين،،ان للعقل نوع من الدفاع الذاتي،،يعمل على تعويض الرغبات المقموعة - لكنها بالتاكيد اوهام -
سمها ما شئت - المهم انها حماية لك من الجنون
- يالك من حالم ،،كَبِير ،،بل متبطل كَبِير
- وما علاقة العمل بالخيال
- علاقة جدلية
- كيف ذلك
- عندما تعمل،،وتحب ما تعمل سوف تستقيم مشاعرك - ومن ثم رغباتك واحلامك
- انا سعيد بأحلامي ،،ومشاعري لا اشتكي منها
- رجعت الى الاوهام - لو فتشت في دواخلك لاكتشفت مجرات. من الاحزان والآلام ،،بعضها يمتد الى أزمان سحيقة ،،انها رسائل مودعة في جيناتك ،، بريد البؤس الذي كتبه الاجداد،،وانت أهل لنشر نجواهم
يا الله،،يجب ان تتمالك نفسك،،وتتخطى هذا الانفصام،،وتترك هذه الجلسات الحوارية الإفتراضية ،،التي تأسر وعيك،،أظن ان الامر يستدعي الذهاب الى طبيب نفسي،،انه ذهان متشعب،،فوضى هذه الأصوات بداخلك معظمها،،لا تعرف متكلّميها ،،على الأغلب انها فصامات متعددة،، لعل علم النفس لم يفلح بالتوصل اليها،،ربما أرض بكر في اللاشعور لم يجوسها ،،الكاهن سيغموند فرويد،،هذا التكاثف في الصورة يُعتمها،،لدرجة العطب ،،كم احسد المجانين والكلاب والقطط - مهلاً ! - وهل انت غير مجنون لعين ؟! - لكنك غير كامل - الجنون بالتأكيد درجات ،،أشبه بالتصوف ،،ليس كل السالكين ،،يحظون بدرجة الانسان الكامل،،نعم عرفت ذلك الان،،وتذكرت ما قرأت لعبد الكريم الجيلي - لكن انظر اين آلت به الامور،،مهما كان الأقدام. عظيماً،،،فالأمور. بخواتيمها ،،انه سجين وسط الباعة السذج المأبونين في أنسانيتهم ،،،يرقد وحيداً في ( العبخانة ) * لا يكاد يعرفه احد،،لانه تشبث بالامل،،لكنه لم يبلغ مراده ،،انها قضية تنسيب اجتماعي،،لا اكثر ولا اقل،،خذ مثلاً الغزالي،،او الشيرازي،او السهروردي،،،من يعرف الجيلي،،غير بعض المحطمين،،من أشباهه - رجال عرفوا الحقيقة- هراء - بعضنا يولد وحظه معه - ينمو بنموه،،،والآخر يتم اسقاطه ،،اشبه بالجنين الغير شرعي،،هكذا بعضنا يولد نصف انسان،،بلا حظوظ تُذكر - آه - لو عرف الشيخ الجيلي هذا الامر- ربما عاش مرتاحاً هو أوالحلاج وغيرهم - يجب ان اذهب واجلس امام حضرتها الهيولية،،حتى أوقف هذا التداعي الجنوني،،لطالما نجح الامر،،في أشد الظروف عسرة،،كانت هي المنقذ،،هناك علاقة آسرة بيننا،،الامر الذي اوقعني،،بأحراجات كثيرة،،بعد ان ناصبتها العداء زوجتي - أن تغار المرأة ،،أمر طبيعي،،وربما اذا لم تشعر بالغيرة،،يجب أن يُقلق عليها،،لكن ان تغار المرأة من لوحة،،أمر مربك ،،
فيما مضى،،تأثرت بها،،لا اعرف لماذا ؟
لعل اطلاعي،،على حياة فان كوخ،،وكثرة اللغط عن عظمته ،،هو الذي جعلني اشتري بوستراً للوحته ( ليلة مرصعة بالنجوم ) ،،لأضعها بأطار فخم،،وأعلقها قبالتي في غرفة النوم ،،واستسلمت في اخر الامر ،،لتغيير مكانها بحكم الإجراءات التعسفية لزوجتي،،لكن هذا لم يغير من الامر شيئاً،،حتى بعد ان قالت بأنها بشعة،،،الحقيقة إطلاقها ، لمثل هذا الحكم على اشهر لوحة لفان كوخ ،،كان مدعاة لأن أعيد النظر في تفسير اللوحة وخطابها،،،لا أدعي انني سأضيف شيئاً على ما قيل بحقها،،لكني اتذكر في يوم ماطر،،نفذ اليها بعض الماء ،،من سقف الغرفة التي وُضِعَت فيه ظلماً وعدواناً - جاست الرطوبة زاوية اللوحة اليمنى وفقدت جزءً من ألوانها ،،تحولت الى شيء غير مكتمل ،،يبحث عن الاستقرار،،،
( ياالله ،،كيف تمكن من هذا الكمال - كأنه ذهب برحلة الى أقاصي السماء،،وهو في حالة هذيان واضطراب ذهني في غرفة صغيرة للمصح الذي يقبع فيه منعزلاً،،عن ترهات العالم الذي هو بالأساس ( العالم) غير أهل لفان كوخ،،ومن يقول لي انه ليس بمتصوف بلغ مرحلة الانسان الكامل،،لدرجة تحول الكون كله أشبه بالكرة الزجاجية بيديه ،،انها الروح العظيمة التي تتوحد بالاشياء بتماهي إلهي ،،شيء ما بعد الحكمة ،،ربما أدركها ،،أرثر رامبو ،،ولكن ليس بسمو فان كوخ،،عرفها الحلاج،،ونطق كفراً وفق مسامع العالم ،،وكيف لهذا الانسان ان يجعل من نافذته ،،تستوعب الكون كله،،كيف شكل الألوان ،،لا أظن ان الوادي المقدس غير ( سان ريمي دي بروفانس ) ،،تبارك الشاطئ بالنور الالهي المنبعث من عين فان كوخ ،،،)
قبل ايام قليلة،،استرجعت الحالة المأساوية التي حلت باللوحة،،والتداعي الجنوني ،،لأفكاري الغريبة،،تذكرت ،،بعض الأشخاص ،،في حياتي،،شعرت بفقدانهم ،،بأن اللوحة ،،التي تشكل يومياتي فقد بعض عناصرها،،،،
للحكاية بقية،،،،،،
* - عبد الكريم الجيلي متصوف ،،حفيد الشيخ عبد القادر الكيلاني،،عرف بسعة معرفته الصوفية والفلسفية ولديه توجه شبيه بابن عربي،،في التوحد ،،عرف بكثرة ترحاله حتى قيل انه توفى ودفن في الزبيدة باليمن،،وأشهر كتبه الانسان الكامل،،،وهناك مرقد في محلة العبخانة ،،في منطقة السنك من بغداد ،،يقال انه لعبد الكريم الجيلي،،تحوّلت العبخانة الى سوق لبيع الأدوات والعدد،،وفِي توسع محلاتهم ،،قضوا على اغلب معالم المحلة ومنها المسجد،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق