الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

في العملية السياسية الجارية في العراق الاكاديميون المثقفون الاعلاميون هم الغائبون عن الحلول!! بقلم/ محمود الهاشمي

في العملية السياسية الجارية في العراق
الاكاديميون المثقفون الاعلاميون هم الغائبون عن الحلول !!
الكاتب والمحلل السياسي محمود الهاشمي
نظرة سريعة على كل الدول التي شهدت نهضة سياسية واقتصادية ، تجد انها استفادت من النخب المثقفة في ادارة الدولة وصناعة القرار، بعد ان تكون هذه الدول قد وفرت لهم الامكانيات المتاحة من مراكز دراسات ومؤسسات ثقافية ومشاركات عالمية لغرض المواكبة والاطلاع ، وبين يدي اكثر من عشرين كتابا عن التجربة اليابانية والصينية والماليزية والهندية ،وفيها اجماع في الاستفادة من صناع الراي في بلدهم ،فقد بدأت التجربة الصينية باربعين مركز دراسات وانتهت حتى الان ب 649مركزا بمختلف التخصصات..لقد تحولت الجامعات في اليابان الى ورشة تعمل ليل نهار بعد ان ربطت الدولة مؤسساتها الاكاديمية بمشاريعها وخططها المستقبلية ، وحين تتحسس اي مشكلة تذهب بها الى هذه المؤسسات بمختلف ارائها ومشاربها لتجد الحلول فيما مؤسساتنا العلمية التي تضم نخبا قل نظيرها في بلدان كثيرة لم تعد نافعة بسبب ،عقدة السياسيين من هذه المؤسسات ومحاولة تجاهل رأيها فبدت هي ونشاطاتها في واد والدولة وطبقة السياسيين في واد فافرغتها من فاعليتها وواجباتها وبدت مجرد ابنية ودوام لاغير ولو كانوا قد اذنوا لها بالعمل لتحولت هذه الطاقات الى مصادر فكر وعطاء .
الجزء الخامل من البلد ايضا هم النخب المثقفة ( سياسيون ،كتاب ،مفكرون، شعراء اعلاميون، فنانون،وجهاءقوم، رجال دين الخ) هؤلاء بقوا خارج المعادلة فلا هم دعوهم للانخراط معهم في مشروعهم السياسي ولا دعوهم للمشورة ،فقد خنقوهم اذ أمروا عليهم الاميين والانتهازيين في دوائرهم فيما اوصدوا ابواب المؤسسات التي تظمهم بشكل مباشر اوغير مباشر ، ولم يقربوا منهم الا الذي فضل ان يكون جزءا من ترهلهم وفشلهم .
كيف تم التعامل مع السياسيين خارج العملية السياسية . هل تمت الاستفادة منهم مثلما تفعل الدول المتقدمة انها تجعل من هؤلاء السياسيين ذخيرة الدولة في الراي والمشاركة واسناد المناصب؟
ان اكبر نكسة مني بها الوسط الثقافي كانت في المؤسسات الاعلامية ،فبعد ان كانت السعادة كبيرة في هذه الفسحة الاعلامية التي حظينا بها بعد سقوط النظام البائد حيث تجاوز عدد الصحف المحلية لاكثر من 150صحيفة وعدد الفضائيات ل 60 فضائية و100اذاعة
ناهيك عن عدد الوكالات ووسائل الاعلام الاخرى لكنها فشلت جميعا في ان تكون مشاركة في صناعة القرار ، والسبب ان هذه الصحف ووسائل الاعلام الاخرى غرقت بالمحلية وافرغتها الاحزاب من محتواها وحولتها الى مجرد وسائل اعلان وليس اعلام حتى انتهت الى بضعة صحف لاقاريء لها ولامتابع ،واذا كان باعة الصحف قبل اعوام يملؤون الشوارع فهم الان يعدون بالاصابع وهم في الطريق الى الزوال!!
اما قنواتنا الفضائية فقد غلبت عليها الاثارة وهي دون ادنى استراتيجية ،ومن سجل نجاحا بهذا الموقع اوذاك فيها سرعان ماتسرقه القنوات المعادية وتسخر موهبته لصالح مشروعها (المعادي) .ولذا فان جميع الحوارات التي تجرى على شاشات هذه القنوات تجرى مع المسؤولين والسياسيين الفاقدين للراي وايجاد الحلول ، حتى بات الجمهور لايطيق رؤيتهم ..وهذا مما دفع جمهورنا ان يتابع الشأن العراقي عبر قنوات معادية بعد ان فقد ثقته بقنواتنا المحلية وضاق ذرعا من سماع المكرر من الكلام .
في الجانب الاخر نسأل :-اين هي منظمات المجتمع المدني ؟ وهل سمعنا باحدها وهو يشارك في صناعة القرار؟ هل استعانت الطبقة السياسية باحدها في مجال التعاون المشترك في هذا المجال او ذاك ؟ ان اشد مايزعج سياسيينا هي هذه المنظمات التي يعتقدون انها تطارد اخطاءهم ..فبقيت خاملة ومجرد اسماء وعناوين تملأ رفوف وحواسيب الجهات الادارية المسؤولة فيما تشكل هذه المنظمات الشريك المهم في ادارة الدولة في البلدان المتقدمة.
ونقول ايضا :-اين هم رجال الدين الذين يحملون هم الوطن ويسخنون الساحة السياسية بخطبهم وافكارهم ؟ من عطلهم واوقف شحنتهم الثورية التي طالما كانت الشعلة التي تصنع الثورات خاصة في بلدان الشرق؟ كيف اختفوا وسط صخب (الاخرين) من زملائهم الذين انخرطوا بالعملية السياسية واصبحوا جزءا كبيرا من فشلها حتى كان هتاف المتظاهرين(باسم الدين باكونا الحرامية) فاضطرت العمامة(الخيرة) ان تصمت على مضض !!
اين هو صوت المرأة العراقية التي طالما ناصفت الرجل القرار السياسي وشاركته
بناء الوطن ..لقد اصمتها الصخب وفشل السياسيين والمحددات الجاهلة..حتى ان احدهم عندما اعلنت الراحلة المعمارية زها حديد ان تزور العراق قال(هاي شلون دوخه ..هم راح تجي مدلعه وتعال سلم عليها.ووووالخ)
لقد اضاع سياسيونا علينا طاقاتنا وهدروها دون ادنى حيف على ذلك . وبعد ان اطمأنوا انهم امسكوا المال والمنصب ،رغم فشلهم الكبير ،هاهم يديرون ظهورهم للشعب بكل وقاحة ويلغون وجوده تماما ويطرحون مشروع (التسوية التاريخية) ليعيدوا انتاج وجودهم السياسي ثانية ووجود من حالفهم ولو كان من كان!!
اقول هل اطلعتم الاكاديميين على وثيقة التسوية ،؟هل استكثرتم على الجامعات
بما في ذلك من طلبة الصفوف المنتهية للدراسات السياسية ذلك؟ هل طالعها المثقفون . اعلاميون ..رجال دين معممون ؟ كيف تطلعون ملك الاردن عليها
لم يرها ملوك الثقافة العراقيون ؟ ماهذا الاهمال للشعب . وهل انتم زاهدون فيه
وهل تعتقدون انكم في هذا ستكررون انفسكم رغما على انوفنا؟
هل تعتقدون انكم باشراككم الولايات المتحدة والامم المتحدة بهذه(التسوية) قد استغنيتم عن الشعب؟
راهنوا انتم على ماانتم عليه وسنراهن نحن على الشعب وسنرى لمن الغلبة ؟
نقول ان الامم التي نهضت نهضت بكل مفردات الوطن من ارض وسماء وماء وثروات وشعب بكل تفاصيله ..ومن لم يطالع تجارب هذه الامم فلا يحق له ان يحكم
اذكر ان احد ابناء الملوك دخل على ايوان والده فوجد عنده كبار الفلاسفة والمفكرين والكتاب والشعراء وحين انفض المجلس سأل والده :- كيف لك ياابتي ان تدير شؤون الرعية وسط هؤلاء ؟ فرد عليه والده الملك:-ويحك اذا ما آل الامر لك وجلست على عرشي هذا فاملأ مجلسك منهم وشاورهم في الامر فان في رضاهم رضاء للرعية!!
..اين هويتنا ايها السادة ونحن نستورد حتى ابرة الخياطة ورواتبنا تذهب الى تركيا والصين وايران بما تردنا من بضاعة؟
اما يكفي انكم صنفتم العراق الثاني في الفساد الاداري والمالي عالميا؟
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه ما اروع أن تخلق لنا طباقا صامتا ناطقا بهذه الجلسة العفوية الرائعة التي تعكس حقيقة المشهد الثقافي العربي عموما والعراقي خصوصا ايها المحلل السترتيجي الكبير الاستاذ محمود الهاشمي الرائي البعيد النظر والشاعر المبدع ,والإنسان الموقف المجاهد الكبير..
لقد وضعت إصبعك على وسط الجرح بهذا المقال البعيد المدى اخي ابا محسن المعمق ..ولعلاقة هذه المداخلة المتحضرة الواعية بعالمنا الثقافي علي اوسع نطاق فسنقوم بمشاركتها علي صفحتنا آفاق نقديه..وسنوثقها بعون الله تعالى في مدونتنا على كوكل..وهدا اقل ما يمكن ان نقدمه لجنابك الكريم.. غاية الاحسان استاذ ابا محسن الغالي..تحياتي وبالغ شوقي وتقديري..


تعقيب كريم القاسم
كريم القاسم نفوسنا عطشى لهكذا مقال يصرخ صراحة وحرقة حال .. حين ينهض القلم ، سيرتجف العرش ، هذا الخوف مازال خالداً في نفوس الطغاة رغم التجارب التي لاعبرة فيها عند اصحاب الصولجان ، وكأنهم قد اصابهم الصمم ... المشكلة انهم يحكموننا بأسم (علي) وما درو ان علي عليه السلام أوصى مالك الاشتر : ( وأكثر مدارسة العلماء ومنافثة الحكماء، في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك، وإقامة ما استقام به الناس قبلك. ) اين هم من هذه التربية السياسية ،واين هم من هذا الجبل الاشم ، فهل ياترى شمروا عن سواعدهم لدراسة معارفة وادراك اسراره ... اقسم لقد فاتهم الكثير ، وقانون السماء واحد لايتغير ، ودورة الحضارة آتية لامحالة ... وهذا ما أنا اجتهد في تأليفه ان شاء الله ... فالقيادة علم .... تقديري الكبير للاستاذ محمود الهاشمي وتقديري الكبير لاخي العزيز الاستاذ غازي ابو طبيخ لهكذا اختيار ونشر ... محبتي
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه وإن بينكما لوشيجة قلم متنوع محترف اخي الاستاذ الكاتب والناقد كريم القاسم العزيز..فزميلنا بل اخونا الحبيب الاستاذ محمود الهاشمي علم مثلك وله حضور اعلامي وابداعي كبير وراسخ..رفع الله قدرك ايها الغالي ..وبانتظار مانوهت عنه بفارغ الصبر فقد اصبح واضحا لكل ذي بصيرة رائع ماتكتبون وفريد ماتقدمون ..خالص الود الذي تعرفه والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق