الموت على صيغة نهار بلا سماء ،،قراءة في نص دارين نور
لهذا النص ،،محمولات كبيرة،،ومهمة وربما دراسة هذه المحمولات ،،هي هي قضية وازمة الشعر الحداثوي،،ومابعده،،ودارين تشاكلنا،،من نقطة الشروع،،أصلاً ،،،اي من تركيبة اسمها،،وسنحاول ان نشكل مقاربة منهجية ،،من اجل تناول هذا النص الشيق،،،
في احدى رسائله الى اودينيس،،كتب بدر شاكر السياب،،محذراً من مهاوي قد تؤدي بالكتابة الى خرابها وبالشعر الى حتفه ،،ربما لانه شعر بالذنب الاخلاقي والمأزق في المسؤولية تجاه تاريخ الشعر،،بعد خروج المارد من القمقم ،،
هناك في الشعر قضيتين أساسيتين ،،من ناحية الوظيفة ،،هذا من جانب الرؤية النقدية التقليدية العربية ومتمثلة في
في احدى رسائله الى اودينيس،،كتب بدر شاكر السياب،،محذراً من مهاوي قد تؤدي بالكتابة الى خرابها وبالشعر الى حتفه ،،ربما لانه شعر بالذنب الاخلاقي والمأزق في المسؤولية تجاه تاريخ الشعر،،بعد خروج المارد من القمقم ،،
هناك في الشعر قضيتين أساسيتين ،،من ناحية الوظيفة ،،هذا من جانب الرؤية النقدية التقليدية العربية ومتمثلة في
أ- القضية الجمالية،، في جانب المبنى،،اي من ناحية اللفظ من صرف ونحو الى العروض،،والموسقة ،،ذكر ابن رشيق القيرواني،،( جمالية لانها تقلب السمع بصراً ) ،،وهنا جانب احادي،،رغم تضمينه بعداً مدلولياً،،ولو على شكل تلميح،،لان عصر ابن رشيق غير عصرنا الذي توسعت فيه الدراسات اللغوية الى حدود فاقت اي تصور،،وربما علم اللغة على ماهو عليه اليوم هو اكثر العلوم تطوراً في نتاجه،،،وتشعباته
ب- قضية المعنى،،وهي الصور الجمالية التي تتخلق ،،من قلب المسموعات والمرموزات الى صور،،،اشبه بعملية السيناريو ،،التي تحول النص المكتوب الى مشاهد،،
على العموم ان تقويض اي جانب او قضية ،،هي ، هي اهدار للصورة المتعارف عليها ،،والمطلوبة عرفاً من اي نص شعري،،ولكن هذا الكلام ،،هو تبسيط،،وأحياناً تسطيح ،،لفعالية الخطاب،،،والأخير هو كل نص دون بالكتابة،،فبعد الجهود التي بُذلت من قبل الشكلانين الروس،،والتي افضت مع جهود السويسري ،،دي سوسير،،الى ولادة البنيوية وسطوتها على كل النتاج الأدبي ،،ركزت على اعتبار النص ،،كيان مغلق من بنى ،،وعلاقات هذه البنى ،،في هذا النظام،،،دون الاهتمام الى المعنى،،حيث ان مجمل الفونيمات ( اصغر وحدة،،ربما هي من كلمة تؤدي وظيفة بحد ذاتها ) ،،الا ان اهدار ،،قيمة المعنى أوقع هذه البحوث في مأزق،،،لذلك انصبت البحوث اللاحقة على التركيز على البويطيقا ( الشاعرية ) ،،في النص،،اي البحث في أدبية الادب ،،والتي افضت الى علم النص ونظرية الخطاب،،، والتأويلية،،الهيرمونطيقا،والى الطبيعية الإجرائية ،،السيميائية ،،وحتى لا نطيل في هذا الموضوع،،،الشائك،،ننتهي الى ما أسسه بول ريكور،،في الخطاب وبشكل موجز،،،
على العموم ان تقويض اي جانب او قضية ،،هي ، هي اهدار للصورة المتعارف عليها ،،والمطلوبة عرفاً من اي نص شعري،،ولكن هذا الكلام ،،هو تبسيط،،وأحياناً تسطيح ،،لفعالية الخطاب،،،والأخير هو كل نص دون بالكتابة،،فبعد الجهود التي بُذلت من قبل الشكلانين الروس،،والتي افضت مع جهود السويسري ،،دي سوسير،،الى ولادة البنيوية وسطوتها على كل النتاج الأدبي ،،ركزت على اعتبار النص ،،كيان مغلق من بنى ،،وعلاقات هذه البنى ،،في هذا النظام،،،دون الاهتمام الى المعنى،،حيث ان مجمل الفونيمات ( اصغر وحدة،،ربما هي من كلمة تؤدي وظيفة بحد ذاتها ) ،،الا ان اهدار ،،قيمة المعنى أوقع هذه البحوث في مأزق،،،لذلك انصبت البحوث اللاحقة على التركيز على البويطيقا ( الشاعرية ) ،،في النص،،اي البحث في أدبية الادب ،،والتي افضت الى علم النص ونظرية الخطاب،،، والتأويلية،،الهيرمونطيقا،والى الطبيعية الإجرائية ،،السيميائية ،،وحتى لا نطيل في هذا الموضوع،،،الشائك،،ننتهي الى ما أسسه بول ريكور،،في الخطاب وبشكل موجز،،،
لكي يتحقق محفل الخطاب،،يجب ان تتحقق وظيفتين أساسيتين ،،حتى يفضي الى معنى،،ومن ثم الى فائض معنى
الخطّاب = وظيفة الأسانيد + وظيفة الهوية = المعنى < فائض المعنى
الخطاب [ كل نص دون بكتابة او ثبت برموز ]
وظيفة الأسانيد [ اللغة ورموزها وقواعدها،،العلاقة البنيوية للنص سواء في التجاور او التقاطع والتي تنتمي الى انساق حتى تؤدي وظيفتها ] وهنا نذهب الى الملفوظ اي المبنى
وظيفة الهوية [ وهي العملية الإبداعية لكاتب النص في تركيب البنى التي تفضي الى صور او مدلولات ] وهنا تكمن العملية الإبداعية للكاتب وقدرته في صنع عالمه النصي،،ويجب ان نضع في الحسبان ان الشاعر او الكاتب او الفنان ،،هو يبدع بصورة فردية وربما وجدانية الا انه ينتمي الى جماعة،،ويشترك معهم في همومهم ووجدانهم سواء في العقل الجمعي او اللاشعور ،،وغاية نتاجه،،التحرك في الفضاء الثقافي للجماعة ،،،
المعنى وفائض المعنى [ هي العملية التأويلية ،،التي تتمخض من قراءة الخطاب من قبل الاخر
الخطاب [ كل نص دون بكتابة او ثبت برموز ]
وظيفة الأسانيد [ اللغة ورموزها وقواعدها،،العلاقة البنيوية للنص سواء في التجاور او التقاطع والتي تنتمي الى انساق حتى تؤدي وظيفتها ] وهنا نذهب الى الملفوظ اي المبنى
وظيفة الهوية [ وهي العملية الإبداعية لكاتب النص في تركيب البنى التي تفضي الى صور او مدلولات ] وهنا تكمن العملية الإبداعية للكاتب وقدرته في صنع عالمه النصي،،ويجب ان نضع في الحسبان ان الشاعر او الكاتب او الفنان ،،هو يبدع بصورة فردية وربما وجدانية الا انه ينتمي الى جماعة،،ويشترك معهم في همومهم ووجدانهم سواء في العقل الجمعي او اللاشعور ،،وغاية نتاجه،،التحرك في الفضاء الثقافي للجماعة ،،،
المعنى وفائض المعنى [ هي العملية التأويلية ،،التي تتمخض من قراءة الخطاب من قبل الاخر
من هذا نذهب الى ان وظيفة القصيدة بحلتها الجديدة وبعد ان تحررت من قيود القافية والسجع ،،لا يمكنها ان تتخطى المبنى،،او المعنى،،،ولكن فعاليتها تمتاز بدينامية عالية،،،حيث توازي الإحالة ،،المجاز والتورية ،،وتشتغل المزدوجات الاصطلاحية المتناقضة ،،بأحالة على الإحالة ،،وهذه واضحة جداً في قصائد مياسة ( لازلت أقول ) ،،بحيث تؤدي الى فائض معنى،،دون المرور بالمعنى،،،،
وهناك قضية اخيرة وهي ،،المتخيل الأدبي ،،وهو العالم المركب والمجهول الذي يصنعه الشاعر،،ورغم عدم صدقه لانه لا يتطابق مع الحقيقة ،،الا انه واقع يتم تركيبه. بمجمل الإجراءات التي يؤديها النص ،،،
ونعود الى نص ( دارين نور ) ،،وهي مشكورة ،،اذ وضحت لنا مراميها في القصيدة ،،
في عملية تهويلية،،تفصح عن حجم المأساة والفجيعة الناتجة ،،من جراء التفجير الإرهابي على الكنيسة البطرسية في العباسية،،وتقارب صورة التصالب،،للعصافير،،مع الأيقونة الرئيسيّة للمسيحية الا وهي الصليب ،،وبذلك تؤسس احد الأسانيد ،،مع إطار للمعنى ،،
وتقلب صورة النسر الذي يرمز للحكومة ،،،الى البومة،،المرتبطة بالخراب والموت،،والاكتفاء بالتفرج على المأساة ،،وهنا نجحت الى حد بعيد،،في ايغالها الرمزي
وفي ترميز اخر للصلب عن خلاف على هيئة تشظي،،بما يوازي فعل الانفجار،،وهنا تحقق فائض معنى ،،صور إحالة متراكبة ،،وتأويل مفتوح،،،مع تشخيص الفاعلين في المسرح الحقيقي الى فاعلين في الواقع المقترح في متخيل الشاعرة،،على قاعدة محاكاة ،،متقنة وفريدة،،،
القصيدة بمجملها ادانة للحكومة وللإرهاب ،،وتجسيد للمأساة الانسانية التي وقعت،،،،
وهناك قضية اخيرة وهي ،،المتخيل الأدبي ،،وهو العالم المركب والمجهول الذي يصنعه الشاعر،،ورغم عدم صدقه لانه لا يتطابق مع الحقيقة ،،الا انه واقع يتم تركيبه. بمجمل الإجراءات التي يؤديها النص ،،،
ونعود الى نص ( دارين نور ) ،،وهي مشكورة ،،اذ وضحت لنا مراميها في القصيدة ،،
في عملية تهويلية،،تفصح عن حجم المأساة والفجيعة الناتجة ،،من جراء التفجير الإرهابي على الكنيسة البطرسية في العباسية،،وتقارب صورة التصالب،،للعصافير،،مع الأيقونة الرئيسيّة للمسيحية الا وهي الصليب ،،وبذلك تؤسس احد الأسانيد ،،مع إطار للمعنى ،،
وتقلب صورة النسر الذي يرمز للحكومة ،،،الى البومة،،المرتبطة بالخراب والموت،،والاكتفاء بالتفرج على المأساة ،،وهنا نجحت الى حد بعيد،،في ايغالها الرمزي
وفي ترميز اخر للصلب عن خلاف على هيئة تشظي،،بما يوازي فعل الانفجار،،وهنا تحقق فائض معنى ،،صور إحالة متراكبة ،،وتأويل مفتوح،،،مع تشخيص الفاعلين في المسرح الحقيقي الى فاعلين في الواقع المقترح في متخيل الشاعرة،،على قاعدة محاكاة ،،متقنة وفريدة،،،
القصيدة بمجملها ادانة للحكومة وللإرهاب ،،وتجسيد للمأساة الانسانية التي وقعت،،،،
نص الشاعرة دارين نور
ل نهار بلا سماء
انصلبت جالسة عصافير
ذات الوعاء الناضب/
ذادها ملكوت ظن/
إننالتأخذنا فيك رآفة/...
البومة الحكيمة/من
الجوع والوئد/
أجنحتنا أرجلنا نشظيها
خلافا/
لاتأكل بناتك نفسها/
استوا في الحزمة/
الحضور طاغي كاملة
أنياب الفيلة المصقولة/
إذنك مولاتي البومة/
حان موعد التشغيل/الحمدالله/
رأس مولاتي البومه فوق رقبتها المباركة
بمنطق العصافير نهبها الفردوس/
رحمات الإله القدوس
انصلبت جالسة عصافير
ذات الوعاء الناضب/
ذادها ملكوت ظن/
إننالتأخذنا فيك رآفة/...
البومة الحكيمة/من
الجوع والوئد/
أجنحتنا أرجلنا نشظيها
خلافا/
لاتأكل بناتك نفسها/
استوا في الحزمة/
الحضور طاغي كاملة
أنياب الفيلة المصقولة/
إذنك مولاتي البومة/
حان موعد التشغيل/الحمدالله/
رأس مولاتي البومه فوق رقبتها المباركة
بمنطق العصافير نهبها الفردوس/
رحمات الإله القدوس
تعقيب نائلة طاهر
تعقيب أسامة حيدر
أسامة حيدر أحياناً أعاني من قراءة مثل هذه النّصوص لا لأنّها ليست على مستوى جيّد ولكنّها تتغافل التعامل مع اللّغة بالشكل الأمثل وأنا لا أستطيع أن أقرأنصّاً إلاّ من خلال معجمي اللغويّ والنحوي والصرفي لا من خلال ما أراد الشّاعر وما في نيّته .
ثانياً : أريد أن أسأل لو أنّنا ماعرفنا بيئة النصّ هل كنّا استطعنا الإحاطة بمدلولاته ؟؟ثالثاً : عوداً حميداً للقيسيّ الصديق الغالي الذي أشعر في كثير من الأحيان أنّه يعطي النصّ الكثير من فكره وثقافته والأمر طبيعيّ لأنّ مثل هذه النّصوص تترك هامشاً للقارئ كي يشارك في صنع النصّ وعندها يأتي أخي جمال فلا يترك لنا مجالاً لنشارك في صنع النصّ لأنّه يكفينا كلّ شيء .
دام دفق قلمك أخي جمال .
ثانياً : أريد أن أسأل لو أنّنا ماعرفنا بيئة النصّ هل كنّا استطعنا الإحاطة بمدلولاته ؟؟ثالثاً : عوداً حميداً للقيسيّ الصديق الغالي الذي أشعر في كثير من الأحيان أنّه يعطي النصّ الكثير من فكره وثقافته والأمر طبيعيّ لأنّ مثل هذه النّصوص تترك هامشاً للقارئ كي يشارك في صنع النصّ وعندها يأتي أخي جمال فلا يترك لنا مجالاً لنشارك في صنع النصّ لأنّه يكفينا كلّ شيء .
دام دفق قلمك أخي جمال .
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب لاحظت الأخطاء بنصها الأخير واستغربت لانه نصها الأول خالٍ أو يكاد من حكم ظاهر
ولاحظت البناء المختلف والقيسي ذاك جنونه فالعظمة يجدها بمقدار فيحيلها هو إلى فائقة العظمة .
ولاحظت البناء المختلف والقيسي ذاك جنونه فالعظمة يجدها بمقدار فيحيلها هو إلى فائقة العظمة .
رد جمال قيسي
Jamal Kyse ندى الأدب اشرت بشكل شفاف،،الى قضية المبنى ،،والمعنى،،،سيدتي،،،وعن إهمال اي منهما يقوض النص،،،ومن ثم ركزت على المعنى،،،تحياتي سيدتي ندى الادب
تعقيب أسامة حيدر
أسامة حيدر أخي جمال مهمها حاولنا أن نفصل فسوف يعجزنا ذلك . لا نستطيع بحال من الأحوال ( الألفاظ خدم المعنى ) وأيّ غلط في ذلك سيؤثّر على المعنى وربّما لن يصل .
هذا رأيي وأعلم أنّ الكثيرين ربّما لا يشاركونني فيه .
هذا رأيي وأعلم أنّ الكثيرين ربّما لا يشاركونني فيه .
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب انا معك أديبنا أسامة بمسألة اللغة لا اتسامح لكن نأخذ دائما بحسن النوايا ونقول أن هنا هو المكان الحقيقي للتعلم على مستوى البناء واللغة والنظريات ومن يتابعنا بانتباه اكيد سيتجاوز بعض الهنات مادامت هناك موهبة .والقيسي يدرك ذلك .فتراه يغض الطرف عن جانب اللغة أحيانا مركزا على البناء و مساحات المضامين لكن لو اختلف المقام لكان مدافعا شرسا مثلك على الصحة التامة لكل نص جدير بالنقد .
بوركتما
بوركتما
تعقيب دارين نور
رد جمال قيسي
Jamal Kyse دارين نور،،،ايتها الروح السامية،،،الانسانية الحقيقية ،،،تتخطى،،الحيّز الديني،،بل ان الأديان نفسها،،تتوحد في موقفها الإنساني ،،نحن تعاملنا مع نص،،وهموم مثقف مثقل بمجريات الاوطان،،لله درك ،،كيفما كنت سيدتي،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق