الخميس، 15 ديسمبر 2016

قراءة نقدية لنص الشاعرة منية دبة (ذاكرة المرايا) بقلم / أسامة حيدر

رمز المرآة في (ذاكرة المرايا) للشّاعرة منية درّة الأوراس :
_________________
عندما ينشطر الوعيُ بين الواقع والرّغبة ؛ فالأوّل يشدّنا إلى ما بين أيدينا والثّاني إلى ما نحبّ ونشتهي . هنا يأتي دور المرآة في النصّ الشّعري للدلالة على الذّات الثّانية أو الظلّ الّذي يتحوّل إلى مدلول يدلّ على الذّات الشّاعرة ؛ وتغدو المرآة العين المراقبة بين الصّاحب وذاته .
وفي الميراث الفلسفيّ تحتلّ فيه المرآة مجالاتٍ ترتبط بعمليّة المعرفة التي ينعكس فيها العقل على نفسه ليرى بإمعان وجوده .
وتصير ا...
لمرآة رمزٌ للحيرة المعرفيّة . الأنت الذي هو الذات المرغوبة والأنت الذي تريد أن تكونه الأنا أو تشتهيه . فالمرآةُ تشاركنا ذكرياتنا بل نستعيدها معها ونحن ننظر فيها ونتلمّس تفاصيل خيباتنا وتغيّرات الزّمن الواضح على أشكالنا و دواخلنا . تحفظنا بكلّ دقائقنا زمنا وشكلاً ... تراقب كلّ تغيراتنا....تتركنا وقت انصرافنا للزّمن كي يعيد العبث فينا مرّة أخرى ونودع في هذا الوقت في داخلها آلامنا وأحزاننا وصورةً نتمنّاها أو نكرهها حتّى نعود إليها نتفقدُودائعنا مرّةً أخرى .
الذّات الثّانية ( المرآة ) تتمنّى عودتنا ونحنُ نحمل شيئاً من الأمل وتراها تترقّبُ ملامح سعادة وأمنيات وأحلام جديدة وتفتّش في أروقة الروح عن بريق أمل علّه يسعفنا في دروب الحياة الصعبة ويبدّد حزننا بشعاع أمل .
شاعرتنا منية درّة الأوراس أبدعت في استخدام الذّات الثّانية الذّات التي ترتّبُ ما تبعثر فينا من قوىً خائرة وتضيء بعض الملامح وتحمل ثقلها في زمن الانكسارات والهزائم على الأصعدة كافّةً كي نحيا من جديد أو نرى خطّ البداية .
 
نص الشاعرة منية دبة (ذاكرة المرايا)
وحدها المرايا
تشاركنا الذكريات
تعيدها في صمت
مع كل صباح...
ترسم تفاصيل خيباتنا
بدقائق الزمن....
تحفظ أبجديتنا
وترتلها بخشوع..
تظل تراقبنا....
تودعنا لحظة الخروج
محتفظة ببقايا...ألم
مترقبة عودتنا بباقات أمل
ترتعش شوقا لملامح الفرح
تعيد ترتيب ملامحنا البائسة
بريشة من أمنيات
تزيل ضباب الشجن
العالق بها من تنهدات الحنين
وحدها المرايا
تحفظ كل أسرارنا
ترمم رفات أحلام رسمت أمامها..
ذات انكسارات
وحدها المرايا...
تبقى وفية لا تبرح أمكنتها
تضيء مساحات ضيقة...
في دهاليز الروح
تبدد ظلام الوحشة
وتختزل الصمت...
تحمل ثقل الملامح
وتقلبات المزاج...
لتخفف من حدتها
وترتب الخطوط المبعثرة
على محيّاها
وحدها المرايا
تتسع لكل ملامح أحلامنا
وتحفظها في ذاكرتها
بكل أمانة...
 
تعقيب نائلة طاهر
 
ندى الأدب الأديب أسامة حيدر
من مرآتك الخاصة والتي كثيرا ما كانت صادقة امينة نقلت الأبعاد القصوى لنص الكاتبة منية درة الاوراس و هي محظوظة بهكذا دراسة جعلت من ذاكرة مراياها قضية عامة
ندى الأدب لي مع ما قلت نص جديد كتبته أمس قبل أن تنشر دراستك سيكون متصلا بما قلتَ لاحقا هنا بمقالك بشكل غريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق