الاثنين، 26 ديسمبر 2016

عن الحب أتحدث
:::::: 
بقلم / ثروت مكايد 
(3-3)
خلق الله آدم كما تعلمون.. خلقة متكاملة أي كان كاملا كمخلوق كمالا إنسانيا.. 
ولما شاءت إرادة الله عز وجل أن يأتي النسل الإنساني كنتيجة للتزاوج بين ذكر وأنثى فقد خلق حواء - الأنثى - من ضلع آدم،  ومن ثم نقص أي شعر بالنقص بالقدر الذي أخذ منه أو فقد منه فهو يسعى حثيثا لاستكمال هذا النقص حتى يشعر بالكمال الإنساني.. 
ولكل آدم حواؤه التي يبحث عنها وبها يكتمل إذ لا تغني حواء عن حواء كما لا يغني جزء عن جزء.. 
ولما كان الكمال تسام في مدارج السلوك.. مدارج الكمال جاء الحب من السمو بحيث يتناسق مع هذا البحث عن الكمال.. 
وقد يظل المرء عمره باحثا عن ذلك الحب دون أن يظفر به،  وتظل المرأة كذلك عمرها باحثة عن آدمها بل قد يقبر المرء ويصير جيفة دون ظفر به.. 
ويأتي عدم الظفر هذا من أمور شتى أذكر لك منها ياقارئي ثلاثة أسباب كيلا يطول بنا الأمر لكونه - أي أمر الحب - يحتاج إلى المجلدات ذات العدد ولا يوفي هذا حقه من البحث.. 
وأول هاته الأمور: 
تعلق الحب بالجانب الوجداني / القلبي وهو جانب غائم وفي مثل هذه الضبابية لا تبدو الأمور،  ويصبح الخطأ واردا ومن ثم يظن حبا ماليس بحب حتى إن المرء ليعيش عمره كله متوهما أنه يحب إلى أن يموت أو يعثر على الجزء المفقود منه فيتبين أنه كان واهما.. 
الأمر الثاني: 
لما كان الحب ضرورة حيوية وأمر ملح فالمرء يتخيل حبيبه تخيلا،  ويخترعه اختراعا،  ويشكله تشكيلا في أم رأسه ومن ثم ظهر في دنيا الحب فتى الأحلام وفتاته وهذه الاندفاعية تؤتي أكلها بالاتجاه الخاطيء.. 
وثالث هذه الأمور: تلبس الحب بغريزة الجنس وهي غريزة ذات سلطة،  وتتطلب شبعا بل هي الأهم في عرف الجسد ومن ثم يكتفي بها المرء من قبيل الاكتفاء بالقليل عن بحث قد لا يجدي......... تم 
.................ثروت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق