آفاق نقدية

قراءة في نصّ ( قابيل وهابيل) للشاعر منهل حسن .
________________
الرّمز الأسطوريّ أو الدّينيّ قد يكون مجرّد رمز عابر داخل النص الشعريّ الحديث وقد يكون هو النصّ كاملاً . وفي نصّ ( قابيل وهابيل) كان الرّمز الديني هنا هو النصّ . وثمّة إسقاطات كثيرة إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على ثقافةٍ واسعةٍ امتلكها الشّاعر منهل حسن.
عتابٌ جميلٌ بين المقتول المغدور به وأمّه . يخبرها أنّه لا يكره أخاه لكنّ الأخير يأخذ كلّ شيء حتّى حياته بل تعدّى على الثديين ( رمز الخير ) الممتلئين غذاء فنال م...نهما . والمفروض أن يكون لأخيه نصيباً من عطائهما . كلّ ما يهمّ هذا الأكرش المالُ والتّمرُ فالمالُ إلهه والتّمرُ غذاؤه ...... وتبدأ التساؤلات : هل قدري أن ألعق جرحي وأعيش مظلوما حزيناً؟؟ إلى غير ذلك من التساؤلات التي تعبّر عن الحيف والجور الواقعين عليه .
وهو ( هابيل الشهيد ) من أضاء ظلمة الليل بقطع جسده المتشظي . وهو من روى الأرض بدمه الطّاهر . هنا يدٌ خمس مواسمُ غنّاء . وقدمٌ هنا سنديانةٌ خضراءُ وأشلاءُ الجسد الأخرى سنابلُ شمسٍ في السّماء . وقابيل فوق ذلك من ترك السّفينة تسير إلى المجهول وترك أخاه كبش فداء ٍ. ثمّ يعود منهل حسن إلى جملة البداية ونفيه كره أخيه ( أنا لا أكره أخي يا أمّي /
لكنّه ( هابيل ) يعودلإظهار أسباب عتابه لأخيه أمام أمّه سورية ( الأرض) .
( إنّه لا يراني إلاّ وجبة غذاء / حين يشاء / يقطع من لحمي )وربّما بعد ذلك سيختطف منه كلّ انتصار أو مجدٍ ( لا يا أمّي ...هذا نجمي حصاد جوعي وألمي )
- ثمّ يبيّن منهل حسن سبب عتابه كلّه ألاّ تكون أمّه غاضبة أو حزينة .
في كلّ خلاف ومشاداتٍ وعراك هناك طرفان أحدهما يملك الحقّ والآخر معتد آثم .وهذا النصّ الرائع لمنهل حسن يحكي هذا الخلاف الذي حصل بين طرفين أخوين أساساً لا يكره أحدهما الآخر ولكنّ الأفعال تومئ بالأفكار .
إنهما طرفا المعادلة الخاسرة في سورية الحبيبة .
______________________
 نص منهل حسن

........قابيل وهابيل................

أنا لا أكرههُ يا أمي
لكن أخي يقتات من دمي
كان ثدياك ممتلئين
لبناً وخمر
نهش الثديين
انتزع الحلمة من فمي
ربه يا أمي
مالٌ وتمر
التهم الله عند الظهر
وعند العشاء أكل حلمي
وتركني عارياً نحيل
لما يا أمي يستشهد هابيل
هل قدري يا أمي
أن ألعق كلمي
كمن يلعق مبرد
أن أولد وأحلامي تولد
أن أتجرع ظُلمي
أن أستف حزني
أن يُزكم أنفي برائحة الشواء
في عظمي
لا يا أمي
أنا من غرس الليل نجوماً وأشلاء
أنا من سقى الغراس فيض دماء
هنا يدي بُترت
خمس مواسم غناء
هنا نبتت قدمي
سنديانةٌ خضراء
وهنا تشظى جسدي
سنابل شمس في السماء
قابيل يا أمي
من ترك السفينه
في عصف الأنواء
قابيل من تركني كبش فداء

أنا لا أكره أ خي يا أمي

لكنه لا يراني إلا
وجبة غذاء
حين يشاء
يقتطعُ من لحمي
فهل بعد هذا سيعتلي متني
سيجني نجمي
لا يا أمي... هذا نجمي
حصاد جوعي وألمي
....................
كل هذا لا يعنينا
جلُّ همي يا أمي
أن لا تكوني حزينه

 

تعقيب حسين ديوان الجبوري

حسين ديوان الجبوري يا سيدي ليس هناك ظلم وقع على قابيل إنما هو حسد اخاه ﻻن الله سبحانه وتعالى من منحه من مكرمات. اغاضت قابيل فسولت. له نفسه فقتله والحوار الذي دار بينه واخيه بما ما معناه ان بسطت يداك لتقتلني انا ما باسط يداي ﻻقتلك يعني فكرة القتل عند قابيل كانت موجودة مع سبق الإصرار والترصد كما يقولون
اما ما جاء به الشاعر المحترم ﻻ يمت بصلة لحكاية قابيل وهابيل الذي يحب ﻻ يكره ابدا الحقد وحده من ينجب القتل وﻻ ادري من اين اتى بهذه الحكايات عن ندم. قابيل قتل اخيه يعني تصور ليس هناك احد على ارض المعمورة سواهما ومع هذا قتل اخيه .
هذا إذا قلنا القتل بحد ذاته هو يدخل النار اكيد وﻻ يفعله اﻻ قاتل
تحياتي لك مع التقدير

 

رد أسامة حيدر

 

أسامة حيدر أستاذي حسين ديوان الجبوري:
الأستاذ الشّاعر ما أراد حرفيّة القصّة أو الدّخول في متاهات التفصيلات . كلّ ماهنالك أنّه أراد الأخوّة التي انتهت إلى قتل أحد الشقيقين كما هو الحال بين الأشقّاء في سورية أبناء البلد الواحد .
تحياتي ودمت بخير .