الأربعاء، 11 أبريل 2018

قراءة مستحقة لابداع جميل في وجه جديد.. الشاعرة سارة فؤاد.. بقلم الناقد/ شاكر الخياط

النص.. (قل لي) ... 
......
قلْ لي بربِّكَ كيـــــــــــفَ لا أشتاقُ
وبألفِ صوتٍ تصــــــرخُ الأعماقُ
قل لي بربِّكَ كيــــفَ يصبرُ عاشقٌ
ام كيفَ فيـــــهِ تصمــــتُ الأشواقُ
قل لي بربِّكَ كيــفَ هامـتْ مهجتي
بينَ الهوى فأصــــــابها الإحـــراقُ
يا سيّــــدي ما مــــرَّ طيفـُـكَ لحظةً
الّا وفاضـتْ بالبكا الأحداقُ
إنّي ملأتُ الكـونَ فيـكَ قصائداً
حتى تلظـــى جمـــرها الآفــاقُ
خلفتني مثلَ الخــــــــريفِ بلوعتي
لا زهــــــرُ يؤنســـــني ولا أوراقُ
البعــدُ أوجعني وقربُـــــــكَ غايتـي
وَدَمي على نصـبِ الوفــــاءِ مُـراقُ
أهَو الغــــــــرامُ إذا توغّــلَ مهجـةً
تمضي إليــكَ بطـــــــوعِها وتُساقُ
ام طرفُـــكَ الفتّــاكُ من أسرَ الحشا
حتى غــــدوتُ لآسِـــــــري أشتاقُ
قـدرٌ عليَّ بــــأن اعيــــــشَ بغربةٍ
ليمـرَ بي بـدلَ اللقـــــــــــــاءِ فراقُ
قـدرٌ عليَّ بــــأن أقـــــــــــولَ لعلّنا
ولعـــــــــلَّ يومـــــاً تلتقـي العشّاقُ

....
سارة فؤاد، شاعرة عرفناها على صفحات التواصل الاجتماعي، قريبة منا نحن محفل المتابعين والمهتمين بالشأن الادبي، ولقد ابدعت في اعمال كثيرة ويوما بعد يوم يسجل المنحنى الابداعي لها تصاعدا ملموسا، ومنجزا بيِّنا للمتابع، وهذا بطبيعة الحال يتبعه جهد ليس بالهين ولا البسيط وانما الجد والجهد المبذول على صعيد المتابعة لما يكتب بصدد اعمالها او ما تستسزيد به على ما لديها من حصيلة مدعومة اكاديميا بتفوق مشهود وموثق...
هذه العوامل بالاضافة الى تملكها اذنا صافية تخضع للموسيقى والايقاع الصافي وانصاتها وتعلمها ممن تشاء التعلم هي بعد ان تتعرف على جاهزيته لكي يمنحها ما تريد، وتتبعها الدؤوب للمصادر والمراجع والقراءات المستمرة، جعلتها تخرج من شرنقة التقوقع الاجتماعي الى فضاءات النشر وتصدر المجموعة تلو الاخرى وربما هذا الدفق كان له السبب الحي لان تكون، وانا هنا عندما اتوقف لكي اشير الى هذا المنجز الابداعي في قصيدة وجدانية صادحة دون اي تغليف للمشاعر بمفردات طيِّعة لاذن المتلقي على اختلاف مستوى التلقي، واشيد بهذا النص، انما يدفعني مايمتلكه من فصاحة ونظم سليم وخلو من الخلل الفني والنحوي مضافا اليه جمالا تجسد ذلك جليا في ركوبه جناحي ( الكامل) الكامل كبحر بايقاع منسجم تلازم مع قافية انتخبت القاف المقلقلة المرفوعة، كنغم متكامل واعي، وهي تدري وتعلم ماتقول، وكأني بهذا العمل قد خضع للنقد وشذب مما عليه فكان كل مافيه له، ولمصلحة الشاعرة...
ان الحديث عن الجماليات في الشعر تحكمها ضوابط ومتممات لها اعتبارها في بناء نص جميل ونص ناجح، وهي كثيرة واضافة الى ماتقدم من حسن اختيار للمتممات تلك، اختيار القافية التي اسس لها الاف قبل حرف الروي وهذا يحسب للشاعرة وهو من المجملات التي توحي للمتلقي المتابع ذي الدراية ان وراء القصيدة شاعر، مبدع، متمكن مما يقول..
اللشاعرة المبدعة والمثابرة بشكل سليم ومنتجة للنص الشعري بشكل حلو المذاق استطاعت ان تقول بشكل متجانس غير منقوص ماتريد باحد عشر بيتا تضمنت توطئة او تقديم مستهل بتساؤلات طيبة، ثم وسط وشرح وعرض، ثم خاتمة، مستمرة بالتساؤل حتى نهاية القصيدة.. يقينا انا اطلب اكثر عددا لكي تكتمل الموضوعة في اي عمل شعري ولكي يأخذ رحابته ووسع مساحته لكي يقول مايريد، هنا اراها قالت الذي تريده، وهي بوح شديد الالم حزين كحزن صاحبة النص الظاهر الذي يتناول من بعيد بشكل معرفي متقن الداخل والنفس وما تتمنى والماحول الذي يحيط بالشاعرة ودعوة او رجاء هو للتمني بان تنتقل من الغربة اية غربة تعيشها الى الواقع الذي تتمناها وتريده بارض تستقر عليها حالها حال اية امراة تعيش كانت معها صديقة او قريبة او جار، وصولا الى الاستقرار الذي يمنحها الطمأنينة في حياة خاصة وعامة..
اعجبني النص، واجبرني ان اتناوله بهذه العجالة والسرعة لانني اريد لاكثر الناس ان ترى هذه الانسانة الشاعرة المبدعة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق