الأربعاء، 4 أبريل 2018

في دائرة التقويم النقدي .. بقلم أ/ إبراهيم النجار







هل هناك صلة عنصرية موضوعية بين الأدب وحالة الثبات وعدم الثبات في موضوعاته واجناسه وبين باقي المنظومة المعرفية الإنسانية..
هذا يصح اذا اقر العاملون عليه وفيه بضرورة واحده .. وهي وجود الوحدة المطلقة في الاستهداف في كل تفاصيل المنتج البشري .. حينها نقول .. أن ما نسميه دائرة التخصص البنائي والمبنائي لكل فرع من العلوم الإنسانية انما تختص بهيكل الفن أو العلم .. إلا أنها لا تكون خارجة بحال من الأحوال عن ارتباطها بالشبكة الرئيسية للهدف الاعلى الذي تستهدفه العلوم والفنون .. وعليه يكون نجاح كل علم أو فن ومدى اتساع دائرة أثره وتأثيره في الوجود ومقتضياته من اجتماع وغيره رهن قدرته على الانسجام مع باقي المنظومة المعرفية وإلا فهو خارج عن بدن المعرفة..
وعليه فإن كل دعوة للخصخصة المطلقة باطلة وغير صحيحة .. مع انني وجدت الكثير من محترفي النقد يؤيدها ويدافع عنها بقوة .. وهو في هذا الحال.. انما يضع نفسه خارج دائرة المنظومة أعلاه دون أن يعي ذلك ..
كما أنه بثبوت هذا الادعاء يثبت ما لباقي العلوم من سلطة تقييمية وتقويمية على هذا العلم أو الفن لا تقل قيمة عن سلطة البناء والمبنى في داخل التركيب الجنسي له .. والتي من خلالها ينتمي لتلك العائلة وينال كنيتها وينفعل بمحيطها ..
هل هذا الادعاء باطل ؟..
حسنا
هل هناك صلة بين الفكر والشعر والأدب والفلسفة وما تسهتدفه الفلسفة وما يستهدفه الشعر أو قل ما قامت عليه عصا الشعر ؟..
وبما أننا غير محتاجين لاثبات الصلة الوثيقة بينهما في الاستهداف لشدة التصاقهما حتى لنستطيع القول أن الشعر لغير المفكر مستحيل وان الفكر بدون شاعر مستحيل .. حينها يكون الادعاء بتوأمة العلمين ضمن إطار الهدف العام من المعرفة لا مناص منه وان هناك دائرة نقدية لكلا القسمين أكبر من الدائرة الجنسية أو البنائية أو المبنائية لكليهما .. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن اي مقترح أو ادعاء في انفصالهما على مستوى الدائرة الكبرى للهدف المعرفي الإنساني يعني أن هذا العلم أو الفن ليس من نافل الفن المتعارف على مفهومه هرمنيوطيقيا أو المعرفة الإنسانية بشكل خاص ولا يعدو كونه وهما معرقلا لإتمام مهمة المعرفة وليس جزءا مساعدا فيها ..
لكننا هنا نقف عند نقطة رئيسية وهي .. من يكون الحاكم على من . هل أن الآلة النقدية الأدبية بمعناها الاصطلاحي هي الحاكمة على غيرها من مقترنات انية أو دائمية ام غيرها ؟..
ينبغي أن نعرف هنا ما هو النمط الخطابي السائد بحسب السليقة البشرية اولا .. هل هو الأدب بكل تفرعاته .. الأدب بمعناه الاصطلاحي طبعا .. ام الفلسفة.. ام الفكر .. هذا يأخذنا إلى نقطة رئيسية نستطيع من خلالها التعرف على هذه الإشكالية وحلها .. وهي أن المنبر الرئيسي للبناء البشري وتطويره هو النظام السياسي والإداري للدولة .. وما عدا ذلك فهي لا تتخطى رتبة العنصر المساعد في هذا المشروع .. ومن المعروف أن بناء سياسة الدولة وأدارة الدولة والمنهج التربوي الذي تريده الدولة والمنبر الثقافي الذي تدعمه الدولة العصرية انما يعتمد كليا على الفكر والفلسفة ولا يعتمد في استنتاجاته ومقرراته على الشعر أو الرواية أو القصه. وان كان لها دور .. ويكمن دورها في بناء الفكر .. هكذا رجعنا إلى نقطة البدء..
الهدف مما تقدم .. ولكي لا تكون الإطالة مزعجة .. هي أن هناك دائرتين نقديتين لكل علم .. الاولى .. هي دائرته البنائية والمبنائية وادوات ولادته وهويته وجنسه والثانية تعالج قدرته على الانسجام والالتحام بالمنظومة الام .. المعرفة ..
والسلام على أهل السلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق