الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

الاسلوبية والنقد الادبي.. إعداد الأديبة- أ.بلسم الحياة .. مجلة- آفاق نقدية

تطرح مسالة العلاقة بين الاسلوبية والنقد الادبي ... وجهات نظر مختلفة ، تضع هذه الثنائية في معرض جدل مستمر في التنافر احياناً ، والتوافق احياناً اخرى .
فمعظم الدارسين الذين حاولوا ان يتلمسوا هذه العلاقة ...
يميزون بداية بين نوعين من الاسلوبية :
احداهما لاعلاقة لها بالنقد الادبي ...
هي التي صاغ معالمها ( شارل بالي )
والأخرى ذات علاقة وطيدة بالنقد ، وهي التي أنشأها
( ليوسبيترز )
يقول ( رينه وليك ، واستين وارين ) في هذا الصدد :
يمكننا تسهيلاً لما نحن بصدده ان نقسم الدراسة الاسلوبية
الى حقلين منفصلين الى حد ما :
اولاً - دراسة الأسلوب في كل المنطوقات اللغوية
ثانياً - دراسة الأسلوب في الاعمال الإبداعية
- ويقول ( أندرسون ) :
لا يجب ان نخلط بين الأسلوبين ...
وتوجد مصادر وفيرة العدد عن مشكلات الاختلاف ...
بين أسلوبية اللغويين ... واسلوبية النقاد
- وقد عمل ( عبد السلام المسدي ) على مناقشة هذه القضية بنوع من التفصيل ، مشيراً في البداية الى ان :
الاسلوبية من حيث هي علم الأسلوب ...
ثم من حيث هي متصور مقترن بمعطى الظاهرة الادبية ...
تستوجب بالضرورة علاقة ما بالنقد الادبي ...
سواء كانت علاقة إجراء ام علاقة إذعان ...
وسواء كانت علاقة إثبات ام علاقة انتفاء ...
فالاسلوبية والنقد الادبي مقولتان ...
لا يخلو أمرهما اصولياً من احدى وقائع ثلاث :
اما ان تتواجدا ، واما ان تتطابقا ،
واما ان تنفي احداهما الاخرى .
وبغض النظر عن هذه الخيارات الثلاث التي تحدد العلاقة
بين النقد الادبي والاسلوبية ...
- يؤكد ( عبد السلام المسدي ) :
ان الاسلوبية منهج علمي في طرق الأسلوب الادبي ...
فهي اذن نظرية شمولية فيه من حيث انها تحدده ...
وتضبط السبل العلمية لتحليله اختيارياً .
كما ان الذي لا ينازعنا فيه احد هو :
ان كل نظرية نقدية في الادب ...
تقتضي الاحتكام الى مقياس الأسلوب ...
باعتباره المظهر الفني الذي به قوام الابداع الادبي ،
وهذا المعطى هو صورة لحتمية حضور الظاهرة اللسانية
في الحدث الادبي .
- نستشف من خلال هذا القول :
ان الاسلوبية في نظر / المسدي /
هي الجسر الذي يصل النقد الادبي باللسانيات .
- قام ( محمد الدغمومي ) تبعاً لذلك ...
في نطاق تتبعه للعلاقة بين النقد الادبي وعلم اللغة ...
بالتاكيد على ان :
أقوى مظهر اكتسبته علاقة النقد الادبي بعلم اللغة ...
كان مقروناً بعلم الاسلوبية ...
هذه الاخيرة التي تطلعت في اصلها الغربي ...
الى ان تكوِّن لسانيات نوعية :
لسانيات الكلام ، كما اراد لها / شارل بالي
او لسانيات المتكلم ، كما شاء لها / ليوسبيترز
- وباعتبار ان النصوص الادبية هي تمثيل للكلام والمتكلم
فقد ارادت كذلك ان تحتل موقع النقد ...
في صورة بديل ... او في صورة رديف .
- وهكذا فالنقد الادبي في علاقته بالاسلوبية قد اصبح على حسب تعبير الدغمومي موضوع نقاش :
فتارة يكون شاملاً للأسلوبية ...
وتارة مانعاً من الدخول فيها ...
او مانعاً لها من اقتحام مجاله .
واتسعت أمامه اختيارات ...
ارتسم نتيجة لها أفق اخر للنقد وللنص الادبي ...
يتوجب على الناقد ان يعيه ويعمل به .
- ويخلص / الدغمومي في ضوء مطارحته لعلاقة النقد الادبي بالاسلوبية الى ان :
- مفهوم النقد يتاثر بعلاقته بالاسلوبية ...
فهو تارة يحتدم معها خلافياً ...
وتارة يكسب منها خاصيات تعريف ...
وتارة ثالثة ينتسب اليها ...
واُخرى يحتويها ...
ومعنى ذلك ان النقد من خلال هذه العلاقة ...
لا يجد صيغة تعريف واحدة ...
وخاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ...
وضع التفسير والحكم والذوق في صياغة هذا التعريف
ولعل الاختلاف الذي يحدد علاقة النقد بالاسلوبية ...
يفضي الى القول :
بان وضع تلك العناصر يظل غير واضح ...
ويتراوح بين الغياب والإثبات ... وبين التبرير والإنكار .
- ورغم ما عليه حالة العلاقة بين النقد الادبي والاسلوبية ...
فانه يجب الا ننكر ان :
- علم الأسلوب والنقد الادبي يتعاونان ويتكاملان ...
واذا كان علم الأسلوب قد اشتد عوده اليوم ...
وأصبح اقرب الى الموضوعية من شقيقه الأكبر / النقد الادبي
فانه يسيء الى نفسه .
- ان ( النقد الادبي ) في طريقه الى ان يصبح بدوره علماً ...
وهو قادر على ان يستعين بعلم الأسلوب ...
دون ان يتنازل عن حقه في الوجود .
- وأقصى ما يمكن ان تصل اليه ( الاسلوبية ) في علاقتها
بالنقد الادبي وتعاونهما هو :
- ان تكون رافداً موضوعياً يغذي النقد ...
ويمده ببديل اختياري ....
يحل محل الارتسام والانطباع ...
حتى تسلم أسس البناء النقدي .
- فالاسلوبية اذن دعامة انية حضورية ...
في كل ممارسة نقدية .

هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا ع المعلومات البيمه

    ردحذف
  2. السلام عليكم اولا نشكركم جزيل الشكر على هذه المعلومات القيمة لقد كلفني استاذ بانجاز بحث تحت عنوان ( النقد الاسلوبي) و الصراحة انني لست ادري هل ابدا بحثي بالتحدث عن النقد و تعريفه و الاطالة فيه تم الانتقال الى الاسلوبية و الاطالة فيها هي ايضا ام انني اجمع ما بين المصطلحين و اتحدث عنه كمصطلح واحد دون ان افصل بينهما ارجو منكم النصيحة جزاكم الله كل خير

    ردحذف