الأربعاء، 31 أغسطس 2016

الرحيل.. بقلم- علي الجياشي.. مجلة- آفاق نقدية


منذ قليل تعفر الدم بلون الضياء
فأضحت المسافة بيني وبينها بعيدة
ربما تكون اقرب حين تمسكني قبضةالتراب
فأقرأ تراتيل الرحيل
واعمًد ساقية الضوع بالنور
هكذا هو السر
اذا لم نشرع بالرحيل
لم تأت المراكب المحملة بالزهور
ويصير النهارحوذياً بلا عربات 
او غانيةً تبحث عمن يفض بكارتها
النهار لغة المسافة بيني وبينها
والعربات أقفاصً من الطين
تأتي فرادًى
وتروح فرادًى 
ولم يبق ألا عطرها
يغسل الشجر 
وينمو على حافة القمرغصنا من الورد 
الريح
ضيف يكتنز الوجع
ويودع المراياخلف قاطرة النهار
والنهار
ضيف يكتنز الأمل 
ويودع الوجع في ذاكرة الجرح
هي هي
مازالت تسير 
ونحن نسير
وجنبنا يمشي المصير
---------
تعقيب الناقد/ غازي أحمد أبو طبيخ
مع أن الغمام الثقال اكبر من كل حوار ..ومع أن اعماق حزنك ليس لها قرار ،اعلم ذلك جيدا،ويعلمه كل زملاءك وأصدقاءك ،وما اكثر محبيك ايها الشاعر المتغرب الطاهر الاحزان.. الاستاذ المبدع علي الجياشي الغالي.. 
ولكننا لم نستطع الخلود الى الصمت ابدا.. فالحدث جلل ،والمقام بين اياديك هاطل بالودق المبرق بالتراصف والمواساة والالتحام.. 
انا اكتب لك الآن وأخوك ابو عبدالله أ.شاكر يبكي ويبكيني معه.. 
انت يا زميلنا الكبير لم تعرفنا على زوجة عابرة ابدا.. بل عرفتنا على أخت مجاهدة جليلة مثقفة عميقة ،وخسارتها لاتعوض ابدا.. 
موقفها منك شاعرا.. موقفها منك انسانا.. موقفها من الحياة كلها عموما.. امرأة خارقة للمعتاد بما تعنيه الكلمة من معنى ،حتى في لحظاتها الاخيرة ،كانت حكيمة ناصحة فاضله.. 
ولاتعجب.. ولا نعجب اطلاقا.. فهكذا يودع الصالحون الحياة ،مثل قمر مجنح يصعد رويدا الى الملكوت الاعلى وعيوننا تتبعه بشعور هائل من الفجيعة ،ولكننا نغبطها بما حضيت من المحبوبية والرضوان مرددين معا قوله تعالى: 
(يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضيه.. وادخلي في عبادي وادخلي جنتي)..رحمك الله اختاه يا ام سيف النقية الطاهره،واسكنك فسيح جناته ،انه نعم المولى ،ونعم الرحمن الرحيم..
تعقيب الناقد/ شاكر الهيتي
منذ ان اعلمني الاستاذ ابو نعمان بالخبر وليت انني لم اعرف يا علي.. لم اتوقف لا انا ولا قلبي عن البكاء وكم تمنيت لو انني اقف جنبك ايها الاخ الطيب ايها القلب الكبير، كان بودي لكنها الظروف التي اجبرتني ان اغادر الى حيث ليس من السهل الوصول الى مدامعك، فانا اعرف مايختلج في نفسك الان، انا اعرف انها مليكة قلبك وهي امك بعد المرحومة الحجية، وهي الحبيبة، انا اعرف حجمها لديك، اذا كانت عيوني الى حد اللحظة لاتقبل التوقف عن الانهمار وهي تفيض مع حروفي .. اذا كم هي مكرّمة من بارئها؟ اذا كم هي اصيلة هذه الانسانة؟ الله الله في روحها كم تذوقت طيب الطعام من يدها الكريمة؟ يا الهي انت وحدك اعلم كم بكاها فؤادي، يا الهي برحمتك انزلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها، اللهم اغسلها بالثلج والبرد، اللهم انها امتك وابنة امتك فارفق بها يارب العرش العظيم، اللهم ارحمها برحمتك الواسعة وانزلها مقعد صدق عند مقتدر امين.... بكائي انت ياعلي قبل ان اختتم، اسال الله لك الصبر، ان استطعت، الهمك الله السلوان ولو للتمني، سلاما اخيتي ام سيف، سلاما ايتها الفرح المكلل بالمحبة، سلاما ايها القلب الذي لايعرف الحزن، سلاما ورحمة من العلي القدير على روحك التي هي الان بين الانبياء والصالحين، لا استطيع ان اختم يا علي فانت اعرف بي من نفسي، وانت تقدر ما لام سيف من محبة واحترام في قلبي، اسال الله لك ان تكون خاتمة الاحزان( انا لله وانا اليه راجعون) ولا نقول الا مايرضي الله( ان العين لتدمع وان القلب ليخشع وانا لفراقك يا ام سيف لمحزونون ولا نقول الا مايرضي الله..


مع الناقد تحسين.. شاعرا.. بقلم- غازي أحمد أبو طبيخ.. مجلة- آفاق نقدية

مع الناقد تحسين.. شاعرا..
مشكلة المبدع المتصدي للتحليل النقدي كبيرة جدا ايها الاخ الرائع ..
هذه المشكلة تتجسد في انه يمثل شريحة نقدية بالغة الخصوصيه..
النابغة ..كان شاعرا وناقدا..
ت .اس. اليوت.. ،،،عزرا باوند… ،،،د.علي احمد سعيد ..ادونيس… ،،،هؤلاء ،وامثالهم ..مطالبون حين يكتبون ،بإنجاز النموذج الابداعي.. والا فالامر صعب جدا ،بإزاء ساحة ابداعية كاملة تتطلع اليهم كنقاد،ترى كيف وماذا سيكتبون?!
ولقد رأينا الكثير مما يكتب هنا،خاصة عل صعيد النثر الفني المركز.. او قصيد النثر بٱصطلاح آخر..بٱستسهال خطير،وكأن من يكتب يتوهم انه قدم لنا شيئا،بينما هو في الواقع،لا يمارس الا الخديعة المركبة ،وانت ايها الغالي ،ترى وتشهد بأم عينيك الطيبتين..
بل انني عجبت ..حد الدهشة .. والله ..من بعض الذين يملكون اداة تعبيرية واضحة النضج.. قوية الخيارات اللغويه.. ولكنك حين تخضع النص المكتوب الى مجسات التحليل ،او حين تضعها تحت الاضواء الكاشفه،لا تعثر الا على نوع من السفسطة اللغوية الفارغه.. وليس تحت جلدة النص الا الخواء ..نص ..يرتدي ملابس الامبراطور الجديدة ،كما اكدنا سابقا لأكثر من مره.. تلك الحكاية الصينية التي تعرف مضمونها جيدا بحكم وعيك الكبير..
من هنا يتوجب علينا شكرك..
لسنا متفاجئين بموهبتك الراسخه..
فقد انجزت لنا ما يعزز ثقة المبدعين بالناقد يا زميلي العزيز..
هذا النص ..فضلا عن كونه ..قوي الشكل،فإنه ملئ بالمضمون العميق..
لم يكتف الناقد الذي يعرف مسؤوليته جيدا بالابهار ..المبنى مهم طبعا.. وقد كان كما نتوقعه منك..
ولكنك اخفيت ما وراء المبنى الشفيف معنى عميقا،لسنا بصدد بيان تلافيفه ارهاصا ورؤى حاليا..
وكل ما اردناه هنا هو القاء التحية عليك مبدعا،فضلا عن زمالتك النقدية السابقة الحضور..
اخي الاستاذ تحسين العزيز.. احسنت.. وضربت على اوتار النفس والواقع معا في باناروما كثيفة عميقة الدلالات ..افرحتنا بانجازك ..وأحزنتنا بمواضع احتجاجك ،لأنها مواضع ادانة مشتركة ،والسلام..
.
ادناه نص الاستاذ تحسين مع خالص تقديري.. --------
ريشتي...
التي بها
امدد حروفي اصابها النعاس
والزناد بيد سكير
يتارجح بين عينيه
والرحمة فتاة
شغلتها الوان من
اثواب السامبا
لتجد بعضها...
توأمها الوليد
ليس الا تكملة النصاب
لعقد جمعت حباتها
من ثغر افعى
يروق لي ان انتعل الارض
فالطبيعة لم تنتعل صندلا يوما
من جلود مطايا البشر
تحسين
--------


رد الاستاذ الاديب تحسين ..صاحب النص.. مع الاعتزاز.. ------

الاستاذ الكبير غازي ابو طبيخ
ان الذي تقدم من رجزك للنص نقدا مبنيا على تجربتك الفطنه في هذا المظمار انا شخصيا وبدون ادنه مجامله تذكر اعتبره مقدمة لدرس دسم اتعلم منه كيفة ولوج الناقد الى محتى وفحوى النص بل اعتبره مدرسة ابداعيه يحق لنل ان نمخر في هبوب عواصف محيطاتها ...من ابمهم جدا ان تتناول كما تقدم الايجاز الخاص بالمدخل لاي نص وان طال التوسع بحواشيه او سوقه امثلة تالدة او حديثة . افهمها انا ان النقد ابمقارن هو لب لا يمكن لاي ناقد ان يتعداه ان استحضر ادواته التي تزيد تشبثا في ان المعنى في ابتحريد لعمو النص قد لا يرقى كثيرا لمستوى التخبيش للنقد النقارن الذي يرصف ابتدا لمتناول النص.. ان السبابة التي وضعتها على الضعف الكامن بين المعروض من الكم الهائل من ابنصوص النثرية قد وخزتها بالعين الثاقبه لمشرطكم في بتر النشاز الذي نشاهده ونسمعه هنا وهناك ...
ثليس بعيدا على من امتهن النقد ان يبدع في سجال الشعر لانه اقرب للفهم وارق للعبر وامثالكم من يقتدى بهذا الرمز وحقيقة انا اطلعت على اثار الناقد عبد الرحمن اطيمش .وكانت غزولا من نول الحرير والناقدة وفاء عبد الرزاق. ايائل تموج على سرى الاحلام ..وان ما تقدم منى هي بضعه شكوى لها نحيب في وادي الصمت .
انا سعيد لان الحياة منحت لي معلما لا يقهر صره ..تقبل مني استاذي الكريم اجمل التحايا

سارق النار الطوباوي /٢ .. بقلم- جمال القيسي.. مجلة- آفاق نقدية


( ملاحظات نقدية لتجربة الشاعر عبد الوهاب البياتي ،،على ضوء مقال الدكتور عبد الهادي الطعان )
وحتى لا نكون مجحفين فأن غرامشي ،،،بأستثناء الأدلجة ،،هو واحد من المع العقول في التاريخ البشري،،وإذا عزلنا صفة العضوية من المثقف،،نكون قد أخرجناه ،،من دوره في فعالية التغيير والتقدم ،،وهنا العضوية شرط ضروري للفعالية الحقيقية للمثقف،،ونعود الى قضيتين أخريين ،،أشار لهما الدكتور الطعان ،،،ومن ثم نستعرض دور عبد الوهاب البياتي ،،في ريادة الشعر العربي الحديث،،،
وصف الدكتور الطعان البياتي بالتأثر الأيديولوجي الطوباوي ،،وعلينا ان نعزل بين الايديولوجية والطوباوية ،،،فالاولى منظمومة من الأفكار على شكل نسق رمزي لكل معتقدات الجماعة من أساطير ومعتقدات وتصورات،،وهذا النسق ينطوي على تحقق مصلحة المجموعة،،وأحياناً يكون هناك تشويه للحقائق ،،وتحريف في رؤية الوقائع وفق مقتضيات مصلحة الجماعة،،،تتحرك الأيديولوجية ،،في وسط من الممارسة الممنهجة للجماعة،،،وهنا اعتقد ان الدكتور الطعان لم يوفق بوصف البياتي بالمثقف الأيديولوجي ،،في إشارة الى تبني الشاعر الشيوعية،،،
اما بصفته طوباوياً،،نعم لانختلف. معه بذلك،،ولكن هل وجد شاعر كبير بمستوى البياتي ،،لم يكن طوباوياً،،،كل الشعراء الكبار،،هم حالمين ،،بعالم تسوده العدالة والرفاهية كمحصلة لدعاويهم ،،،،،مجرد حالمين كبار
في القضية الثانية تناول الدكتور الطعان،،مصطلح ( إلانا الفولتيرية ) ،،محاولاً تطبيقها على منهج البياتي ،،في شعره،،وملخصها المنهج الاصلاحي الوعظي ،،اي بمعنى الشاعر او المبدع ،،هو واعظ اجتماعي ،،مثل الرصافي او الزهاوي ،،،وشوقي في بعض قصائده،،،ولا أظن شاعرانا يندرج ،،تحت هذا التوصيف،،،ومع ذلك هناك قضية جوهرية أراد ان يطرحها الطعان في بحثه،،وأظنه من شدة أدبه ،،وتحفظه لم يطرحها بشكل مباشر،،الا وهي القضية العراقية ،،كمحور رئيسي للابداع بدل ،،تناول القضايا العالمية ،،مع إهمال واضح للمحلية،،وهذا مؤشر مهم على شعراء ذلك الجيل ،،بأستثناء السياب،،،وحتى الشاعر مظفر النواب أولى القضايا القومية ،،اهتماماً اكبر من القضية المحلية،،،بعد خروجه من العراق،،،إذاً انها قضية تغريب للشعر،،وليس ( إلانا الفولتيرية ) ،،والشاعر مثقف باحتراف ،، وكان تاثير الموجات الفكرية والثقافية الغربية ومدارس الحداثة واليسار ،،،ذات اثر بالغ على هذه الثقافة،،من منا يمتلك ثقافة سعدي يوسف،،،لا أظن بان هناك من يجاريه،،،لكننا جميعاً نتفوق عليه في فهم الواقع العراقي، انها قضية واقع معيش،،،
،،( يتبع )

سارق النار الطوباوي/١..بقلم- جمال القيسي.. مجلة- آفاق نقدية وأدبية


( ملاحظات نقدية لتجربة الشاعر عبد الوهاب البياتي ،،على ضوء مقال الدكتور عبد الهادي الطعان )
في مقاله الشيق يذهب د. عبد الهادي الطعان ،،الى تأطير موضوع بحثه،،عن تجربة عبد الوهاب البياتي ،،وقصورها الذاتي بسبب الأيديولوجية وانعكاسها على الفعالية الإبداعية ،،للمثقف والشاعر،،وقد كشف في مجمل مسيرته البحثية في المقال عن مجموعة من العقد،،التي لايمكن ان تتخطاها بسلام،،بحكم المحمولات التي زُج بها الطعان ،،من اجل خلق أرضية نقدية لتجربة الشاعر عبد الوهاب البياتي،،،ولا أخفي سراً انني لست من محبي البياتي ،،كشخص ،،وليس كشاعر،،،ومع هذا. الجيب النفسي الذي احمله للشاعر،،الا أنني اتذوق شعره ومسيرته الأدبية ،،الإبداعية ،،بنوع من الانصاف،،،حيث ارى ان الموقف الشخصي للفنان والأديب ،،لاعلاقة له بالإبداع ،،،وقبل ان ننخرط في زحمة الأفكار المطروحة في المقال ،،لابد من توضيح ،،ان الموقف الإبداعي في جانبه النفسي هو اشبه بحال الانفصام للمبدع عن شخصه الاجتماعي،،ومن منا ينكر عبقرية أرثر رامبو،،او تسيده لفن الشعر،،،مقابل سلوك شخصي يكفي ان تطلع على ابسطه حتى يندى جبينك،،،او تهتك هنري ميللر،،،او ابو نؤاس،،،وحتى لا تختلط الامور،،لايعني ان البياتي كان متهتكاً ،،او صاحب سمعة سيئة،،ولكني كنت أراه ،،متناقضاً،،وليس لديه موقف انساني واضح،،وهذا على الصعيد الشخصي،،فهو صاحب دعاوى كبيرة في أفقها ،،،مقابل حياة متناقضة مع هذه الدعاوي،،،وسنناقش بحث الدكتور الطعان ،،وفق دعاويه ايضاً،،،
١- يجب التفريق بين المثقف والمؤدلج،،،بمشرط دقيق،،،فالثقافة بمعناها الواسع هو السلوك والمعتقدات وممارسة الدور الاجتماعي للجماعة ،،ومهما كانت درجة تطورها الحضاري،،إذاً المثقف في هذه الحالة ،،يشمل كل البشر وفق التنسيب الاجتماعي مهما كانت درجة بساطته او تعقيده،،،وقد ابدع المفكر اللامع انطونيو غرامشي في وصف المثقف رغم التأطير الايديولجي ،،الامر الذي استوجب مني استحضاره ،،لاعتقادي بضرورة الامر،،طالما كان هناك ربط بين الثقافة والأيديولوجية ،،،مع ما ذهب اليه الدكتور الطعان ،،بقصديته ،،لتوصيف المثقف هو من تكون وظيفته ( شغله ) الادب والفن والفكر ،،،إذاً المثقف هناك هو مهني والثقافة هي الوسط الذي يجمع اصحاب من يمارسون هذه المهنة،،طبعاً لم نتعرض هنا الى وظيفة الثقافة وسنترك هذا الامر الى فقرة اخرى،،للحفاظ على التسلسل المنطقي في المقال،،وليس تعريف تايلر الواسع،،
يشخص غرامشي ويصنف المثقف الى التقليدي والعضوي،،وبطبيعة الحال ان الإطار الذي تنطلق منه نظرته هو إطار ايديولوجي ،،ورغم كل الأفكار التقدمية،،ألانه يخلص بأن المثقف هو الحلقة التي تربط بين البنية الفوقية،،والبنية التحتية للشعب،،وفق نظام هيمنة ،،ينظر له المثقف،،ويظفي عليه الشرعية،،وهنا رغم خطورة هذا الكلام الا انه يكشف الدور الحيوي للمثقف،،وتكمن خطورته ،،ان المثقف في احسن الاحوال ليس اكثر من اداة للهيمنة ،،بيد القيادة ،،وهنا يسميها غرامشي الكتلة التاريخية،،ومع ان المثقف العضوي جزء من هذه الكتلة،،الا انه ليس اكثر من مروج،،،أشبه بعاملة النحل ،،واجبه مهم ،،لكنه غير معني بالقرارات الجوهرية،،الا في جعلها مقبولة ظمن إطار النتاج الإبداعي ،،
،( يتبع )

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

فائدة 7 المتناقضات في النقد.. بقلم الأديب أ. كريم القاسم.. مجلة- آفاق نقدية




ان المتناقضات تسقط بداهةً . لذلك نجدها تكون حاملة للنقد والنقد
المضاد بداخله . فكل العبارات المتناقظة والافكار التي يحويها
النص الادبي تكون باهتة الدلالة إذا ما تأطرت بهذه المتناقظات .
لذا فقد نَبَّهَنا اساتذتنا ــ وهم من أهل العلم رحمهم الله ــ بوجوب
فرز كل الافكار والمعاني المتناقضة ، قبل الولوج في نقد النص ،
وحذروا من نقد كل عبارة متناقظة بمفردها ، مخافة الوقوع في
التناقض أثناء المباحثة والتحليل . وغالباً مَنْ يزّلّ في هذا المجال
يكون إما إنه لم يتبصر فقرات النص الادبي بدقة ، أو أنه يخوض
معركة شخصية لا أكثر . فيحشد لها كل الحطب الجزل الذي
يحرق به أطراف رأيه .
وقد يوهن ويضعف اظهار الصواب لوهن وضعف النقد ، فيزداد
بذلك تعمية الصواب ، وقد يكون الناقد قد أعانَ على شد عضد
الباطل وتعميق الخطأ في العملية النقدية ، وكسر لجانب الصواب ،
فيلتصق بذهن القاريء من الشبهات والاخطاء النقدية ، مالايمكن
ازالتها من تفكيره بسهوله .
لذا فالنقد السليم دائما يتوجه نحو غايات كشْف مراتب الخلاف ،
وعناصر التباين في الافكار ، التي تأتي بمحصلة سليمة مركَّزة في
بؤرة واحدة ، وهذا ما ينصر الحق بالحق ، ويؤزرالصح بالصح .
-----------------------------------------------------------------
رد الناقد أ.غازي أحمد أبو طبيخ 
صعب هذا يا ابا عمار.. ليس كل من درج في محفل النقد بقادر على هذا..
تعلم ان البعض لايمكنه اصلا ان يلج الى النص الا من خلال تبادل الاسقاط.. يحفز النص بذاته او يحفز ذاته بالنص..
والاخر الاكثر تطورا يجيد فنا بالغ الخطورة ،يتجسد بذكاءه في حشر النص ومحاصرته
فقط فيما يبرع فيه،فيغلفه بغير غلافه ويستنطفه بما ليس فيه اصلا ،ويسوقه الى غير مفاداته ومودياته..
أملنا ايها الصديق المبدع المعتق صار معلقا بأصحاب زوايا النظر ،وهم رائعون لكن بشرط ان ننتقل معهم الى زواياهم لكي نرى مايرون.. ومما لا ريب فيه اننا لا نتعارض مع مثل هذا المنهج بشرطه وشروطه،ولكننا بالتأكيد سنكون اكثر انحيازا لاصحاب المنهج الاكاديمي الموسوعي الذي يعالج النص من جميع زوابا النظر..
وهناربالتحديد يمكننا فرز المتناقضات التي تحدثت عنها جنابك الكريم.. فما هي اشراط الناقد القادر على مثل هذا الفعل الكبير بعيدا عن التعسف او قسر المعطيات بأي شكل من الأشكال..
من هنا قلت بدء ..ان هذا الذي تحدثت عنه جنابك الكريم صعب مستصعب ،ولا ينبغ فيه الا النوابغ ،ولا يبرع فيه الا من اوتي بسطة واسعة راسخة في العلم والفطنة. الخبرة والاحتراف..
دائما تأتينا بضوء منير وكاشف اخي وصديقي الاستاذ كريم القاسم.
ومن خلالك ،هذه تمياتنا لأبي نورا العزيز الغالي ،والسلام..

في انتظار غودوو.. بقلم الأديبة- أ. سهير خالد.. مجلة- آفاق نقدية

أن المعتقد والايمان بوجود المنقذ او المخلص او المنتظر من المسلمات التي اثارت جدلا كبيرا عبر مر العصور ..الكثيرمن الشعوب وحتى الاديان استسلمت للفكرة حين وجدت نفسها عاجزه عن احداث تغير للواقع المزري الذي تعيشها لتجد نفسها في النهايه مؤمنة كل الايمان بظهور المنقذ الذي سوف ينتشلها من ذلك الواقع..... وهناك من اعتبرها ليس إلا أكثر محظ هراء وهروبا من الواقع وعجزا عن التغير واستسلاما للظلم
كنت في المرحلة الرابعه ( اداب انكليزي ) حين قرأنا مسرحية في انتظار غودوو للكاتب صموئيل بيكيت ..مسرحية لاحدث فيها سوى الانتظار في مكان يبعث على الرتابه ..لاشئ فيه سوى شجيرة صغيرة بلا اوراق توحي لنا عقم الحياة ..ينتظر كل من استراجون وفلادمير بطلا المسرحية شخص يُدعى غودوو لينقذهما من الواقع المزري
من هو غودوو ......؟ لانعرف
هل سيأتي غودوو حقا ...؟ لانعرف
هل لديهما فكرة من يكون غودوو ...؟ لا
هل ألتقيا به من قبل .....؟ لا
هل هناك ولو ثمة بارقة توحي لفلادمير واستراجون أن غودوو سوف يأتي ولو بعد حين ..كي لايكون الانتظار عقيما ؟ لاندري
وفي لحظة ما يلوح الامل بظهور السيد بوزو ويسأله كل من استراجون وفلادمير إن كان هو المنقذ غودوو فتكون الاجابة بالنفي .. فهو ليس الا سيد مستبد ..يمسك حبل بيده يجر خلفه عبده المدعو لاكي .... ويتوقف الانتظار برهة من الزمن بظهور غلام يخبرهم ان السيد غودوو يعتذر عن المجيء ..وانه قد يأتي غذا وقد لايأتي .. لنجد انفسنا من جديد نعاود البدء من جديد من حيث انطلقنا في انتظار غودوو
كرهت المسرحية في حينها ..فلا حدث فيها سوى الانتظار ..وحوار غير مترابط ...أي عبث جعلني اعيش صموئيل .. أحسست بسخافة الكاتب حين جعلني اعييش انتظار عقيم ...حتى بارقة الامل بوجود المنقذ غودوو تأرجحت مابين الحقبقة.. والوهم ..مابين قد يجيء وقد لايجيء ومابين اذا كان هو موجود اصلا او غير موجود ...اي عبث كتب صموئيل واي سخافة حين لايكون هناك حدث في المسرحية سوى الانتظار هذا كل ماراودني في حينها
واليوم تعود بي الذاكره الى الوراء .. الى ماظننته في يوم ما عبثا ..لاجد ان الكاتب جسد حقيقة مانعيشه اليوم وان كل من حولنا ماهو الا نسخة مشابه لفلادمير واستراجوان ...عاجزين من انتشال انفسنا من الواقع المزري الذي نعيش... عاجزون عن احداث تغير ...لاشيء نفعله سوى النحيب والبكاء ..مستسلمين للظلم و لفكرة المنتظر الذي سوف ينقذنا الذي قد يأتي وقد لايأتي ....عاجزين من تحديد حتى هويته ..فها نحن اليوم نعتقد ان كل عابر سبيل هو منقذنا ..حالنا حال فلادمير واستراجوان حين ظنا ان السيد الاقطاعي بوزو ماهو الا غودوو المنقذ ولكنه في الحقيقه لم يكن الا سلطه غاشمه
قد اكون في حينها عجزت ان اقرء مابين سطور المسرحيه Waiting for Godot لاني لم اكن انظر اليها الا مادة دراسيه ممله علي النجاح فيها والتخلص منها .. ولكن بعد مضي سنوات وحين وقع الكتاب بين يدي مرة اخرى اعدت قراءته من جديد لاجد نفسي امام حقيقة لاتقبل الشك وهو اننا لانقل تفاهة عن استراجون وفلادمير حين نرهن خلاصنا لشيء قد يأتي وقد لايأتي وبذلك نكون قد اعلنا موتنا ونحن على قد الحياة وان علاقتنا مع البعض يجب ان تتخطى حاجز العبوديه وان السيد بوزو ماكان ليكون سيد مستبد لولا وجود ( العبد لاكي ) الذي رفض الاعتناق من ذل التبعية
اشعر ان حياتنا اليوم تتخلص بهذا الحوار المقتضب الذي دار بين فلادمير واستراجون ...واتمنى ان لانبقى في انتظار غودوو
- Let's go
- We can't
- why ?
- We are waitng for Godot





الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

*تحت المجهر التحليلي:الشاعرة والناقدة*دنياحبيب



من بعيدٍ
=====

من بعيدٍ..
قد عشقنا..وهجَ شعرَهْ
رغم نيران الحـــــكايةْ 
.
عند أفلاكِ الجنونِ 
كان سطرهْ
بالبدايــــــــــــــــةْ
.
لم يكنْ باليدِ حيلةْ 
إذ يراوغْ 
في فضولي
إذ جرتْ بالنفسِ غايـــةْ!
.
من بعيدٍ..
رحتْ أرقبْ
أيّ همسٍ خلف حرفهْ
أيَ صمتٍ من أمامهْ
أي آهٍ بالزوايـــــــــــــا!!
.
لم يكن بالقلبِ غيرُ
بعض طيشٍ كالصــــبايا
.
رغم عني.. رحتُ أسهرْ 
رغم عني.. رحت أحلمْ
صار حبهْ..
كالهوايــــــــــــــــــــــةْ
.
من بعيدٍ..
كنت وحدي.. 
كنت أغرقْ 
في غرامهْ
في كلامهْ..
كان يدفعْ
بي هوايـــــــــــا
.
من بعيدٍ..
 لا تلوموا 
لا تلوموا .. من بعيدٍ
هل يلامُ..
من رأى نبضات عشقهْ 
في عيونٍ.. كالمرايـــــــــــــــا؟!
===
دنيا
التحليل النقدي للأديب:غازي أحمد أبو طبيخ

 كلما رأينا نصا يلتزم العروض ،عمودا كان ام حرا،نشعر بفرح غامر.. ليس عجبا ،كلا،وإنما يقينا بأن صاحب النص موهوب شعريا،ويقينا ايضا ،بأنه قادر بلا شك على التنقل من طراز شعري الى آخر بكثير من الحرية المقتدرة ..
من هنا مبعث الفرح،ومن هنا مبعث الشعور بأن مثل هذه الموهبة قادرة على التنامي حتى بلوغ مرحلة الإضاءة المأموله.. 
انطلاقا من هذا الشعور ،ومعرفة بطبيعة المرحلة الابداعية ،نغض الطرف عن بعض الارتعاشات اللغوية ،او توفزات التراكيب،او حتى حدة بعض حافات المقاصير.. 
ذلك لأننا نعلم آن تحقيق الموازنة المطلو بة بين الوزن والانسيابية التعبيرية متعلق بمستويات المحطة الابداعية للشاعر ،ولاشك ابدا في ان هذه الانسيابية ستصل رويدا الي مرحلة التلقائية المنثالة في يوم قريب كلما تراكمت خبرة المبدع ،وتعودت اذنه الموسيقية ،و تطوعت اداته التعبيرية وتوشجت العرى بين الحس الموسيقي والقاموس الشعري.. 
ولكننا ننصح بأمر غاية بالاهمية ،بالغ التأثير في تعجيل الرحلة التصاعدية التنضيجية  المنتظرة،ونعني به جهوزية الفكره.. 
ان الركض باللغة وراء المعنى او بحثا عنه شئ.. وكون المضمون يستدعي شكله شئ آخر تماما..والذي نقصده من هذا ،أن جذر كل شروع ابداعي يجب ان يكون وجود موضوعة تدفع المبدع وتحفزه على التعبير عنها ،فإن تصاعد بهذا التعبير من مرحلة المحاكاة الاعتيادية ،الى مراحل التنظير ،بحيث يحمل النص وجهة نظر او اطروحة او فكرة يرغب المبدع بتوصيلها ،فعند ذاك نكون فد بلغنا مراحل متقدمه من تحققات المعادلة الابداعيه.. 
ومن الجدير بالاشارة ،إن وعي التجربة ..على اهميته معم طبعا،ولكن ممارسة التجربة ذاتها ،ونعني مزاولة الفعل الابداعي بشكل مباشر من قبل المبدع نفسه  اكثر اهمية  وجدوى.. 
وها نحن بإزاء مبدعة تكتنز بالكثير من وعي التجربة ،حد امتلاك رؤية نقدية بديهية ،تشي بموهبة واضحة الملامح على هذا الصعيد.. ولكنها محكومة هي الاخرى بتراكم الخبرة الابداعية ايضا،عند مزاولتها للفعل الابداعي..
ولو دققنا في طبيعة تعاملها مع الاداة التعبيريه هنا في هدا النص ،لرأينا بكل وضوح ،كيف يحاول وعيها النقدي لي عنق التراكيب وجرها بذكاء لكي تتناسب مع الايقاع العام لبحر الرمل الجميل ..ولرأينا كيف كانت تلجأ الى التسكين بنهاية اكثر المقاصير في محاولة واعية لزم ولجم  تفعيلة الرمل.. فاعلاتن.. الراقصة اصلا.. ولتبين لنا ايضا ،كيف كانت الشاعرة الواعية دنيا حبيب ..وزيادة بالحيطة والحذر الموسيقي ..كيف كانت تلجأ الى التقفية العالية التي تساعدها على التقاط الانفاس ثم الشروع من جديد،مع كل سطر جديد.. 
ولقد كنا نضرب بأيدينا على ركبنا ضبطا لإيقاع البحر ،او لربما يحدث أن نغني معه.. 
ولكن كل هذه المراحل ستروض رويدا كلما زاد منسوب الممارسة الابداعية المباشرة،حتى يلتحم المجس التعبيري بالمجس الموسيقي في وحدة تعبيرية تلقائية تطرد سلاستها مع  نضج المرحلة الابداعيه.. 
الشاعرة الو اعدة دنيا حبيب..الى أمام ،سيدتي..

///////////
التحليل النقدي للدكتورة ياسمين محمد الغزالي
دنيا المشاعر اسمحي لي أن أعقب على نصك فأقول:انطلاقًا من علامات النص وعتباته ،والشكل العام للقصيدة يمكن القول بأن النص ينتمي لما يسمى بـ {الشعر الحر } أو {تكسير البنية } إلى آخره من المسميات التي أطلقت على الشعر الحديث ،وتعد نازك الملائكة من رواد هذا الفن خاصة فى ديوانها الثاني :" شظايا ورماد " الذي يعتبره بعض النقاد بداية لهذا التجديد ..

فى هذا النص التفعيلي تعبر الشاعرة عن (معاناة الحب ) آناء الليل وأطراف النهار ،ذاك الحب المتفرد بانفراد العاشق الذي يهوى فى واد ومن يهواه فى واد آخر ،أو مايعبر عنه بعبارتنا الدارجة (حبٌ من طرف واحد ) وإلا فالتجاهل القلبي أزعج المحبوبة وجعلها تعبر عن مشاعره الدفينة تجاه من لايبالي ،وتقف :" من بعيد " وهذا محور بيت القصيد فالجار والمجرور لهما فى سياق هذا النص الكثير من المدلولات البلاغية والتي سنشير إليها بالتأكيد ..

:"من بعيد " حال الشاعرة المغرمة التي تقف خلف أحلامها وآمالها فى زاوية بعيدة تراقب منها المحبوب ،وتفتح نافذة الحب لتطل منها عليه ،ولاكتمال الإيقاع فى شبه الجملة قبيل __التنقيط __ بلاغة غير مقصودة تكمن فى اكتمال الجملة إيقاعًا وبلاغة ومعنى ،وللتنقيط(..) مدلول تفرضه العبارة ويستثيغه الفؤاد المفعم بالحرارة (حرارة العشق ) لتقول الشاعرة بعده :" قد عشقنا" وأعلم بحاستي الأنثوية أنها هي من عشقت وأن __نا __ وضعت فقط للإيقاع ..

قسمت الشاعرة النص إلى أربعة مقاطع كنت أتمنى والله أن أفصل الحديث عنهم تفصيلا لكن المقام قصير ،و يمكن اعتبار هذه المقاطع هي الوحدات الدلالية للنص ،وفى جميعها تؤكد على كم المعاناة الحسية من هذا العشق المتوهج :" رغم نيران الحكاية " وإن كنت أتحفظ على الرغمية للتناقض الدلالي بينها وبين المشاعر المتوهجة ..

 على المستوى الفني، توسلت الشاعرة للتعبير عن تجربتها القلبية والواقعية إلى حد كبير ، بإيقاع خارجي غير معهود في الشعر العربي العمودي، إذ كسرت البنية التقليدية للقصيدة، فلم تلتزم بوحدة البحر، بل التزمت بتفعيلة واحدة هي تفعيلة "فاعلاتن" التي استعملتها تامة ، وهي التفعيلة المكررة في الرمل ، كما أنها لم تلتزم بقافية موحدة ولا روي موحد، فنوعت فيهما . وأكبر دليل على تكسير بنية القصيدة العربية في هذا النص هو استبدال البيت الشعري الذي كان يعتبر وحدة أساس في الشعر العربي بالسطر الشعري الذي يختلف في الطول وعدد التفعيلات بحسب الدفقات الشعورية للشاعرة.

أما على مستوى الإيقاع الداخلي، فقد اعتمدت الشاعرة مجموعة من مظاهره وبخاصة التكرار ببعض أنواعه ومنه:التكرار اللفظي، ومن أمثلته "من بعيد" ، و "أيّ"وغيرهما، والتركيبي ، ومن أمثلته :"رغم عني رحت أسهر"و ""رغم عني رحت أحلم " وغيرهما ...بالإضافة التوازي بكل أشكاله، ومن أمثلة التوازي التركيبي على سبيل التمثيل السطران الخامس والسادس، ويدخل ضمن التوازي التركيبي غير التام. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التمييز، بين وظيفتين في الإيقاع؛ الوظيفة الموسيقية والجمالية، والوظيفة الدلالية، وهذا ينطبق على هذا النص.
واستثمرت الشاعر ة ، على مستوى الصورة الشعرية ، للتعبير عن تجربتها ، مجموعة من المكونات
البلاغية والتخييلية؛ منها : التشبيه ومثاله ما جاء في السطرين الأخيرين(لا تلوموا .. من بعيدٍ
هل يلامُ..
من رأى نبضات عشقهْ
في عيونٍ.. كالمرايـــــــــــــــا؟!)، والاستعارة ومن أمثلتها ما جاء في السطر السادس (أيَ صمتٍ من أمامهْ
أي آهٍ بالزوايـــــــــــــا!!)، وغيره، وكل ذلك من أجل الانزياح عن المألوف في التعبير عن التجربة الخاصة، بتجاوز الصور الحسية ، كما كان الأمر شائعا في القصيدة الكلاسيكية.

دنيا الشاعرة أو الشاعرة دنيا أعجبني نصك ،بالتوفيق .

د.ياسمين

رأي الشاعر :حسين ديوان
لقد قرأت النقد اﻻسطوري حول قصيدة الشاعرة دنيا حبيب انه مبهر ومتماسك جدا ووضعتي النقاط على الحروف احييك من القلب لهذا العطاء الثر وهذه المقدرة المتميزة وهذا الفكر الثاقب ﻻ يترك شاردة وﻻ وارده اذهلتي الحروف وصنعتي سلما نحو الرقي والتألق وبجد وبدون مجاملة عيني باردة عليك لهذا التحفز الفكري والثقافي الراقي هنيأ لك هذا التفوق وهنيأ لك هذا التميز لقد أشبعتي الحروف وظهرت كأنها النجوم ربنا يبارك فيك دكتورة ياسمين وأنك فعﻻ أسم على مسمى امدك الله من عليائه بمزيد من البصيرة المتقدة والفكر المتوهج وأنار دربك الطويل وتحقيق كل اﻻماني بصدق اﻻحساس تحية أجﻻل وأكبار لك سيدتي الملكة نفر تيتي
وهنيئا لنا بك ونحن سعداء بهذا البهاء والنور الساطع شكرا لك امتعتينا بهذا النسيج المترابط .مبضعك ﻻ يسيل دماء بل يخرج ابدانا اصحاء يعطيك العافية مرة اخرى الف تحية للنيل اﻻغر الذي انجب امرأة كالطود الشامخ .سﻻم


"""":::::""""""
تحليل الناقد :محمود المعمار


لا علاقه للفنّان بشعره.. قبل ... وبعد ...اكتمال القصيده .!
انهّا حمّى تكتسح تكوينه وارتعاشه تتركه وَهِناً لايفيق من الحمّى إِلَّا بعد حين ...وآخر من يفسّر قصيدته : هو . ! لأنّه من غير الممكن له ذلك .
إنّه يقول ولايعي مايقول ...لأنّ ذلك الذي كتبته دنيا الشاعره جاء من دنيا وعوالم أخرى .
  الدليل النقدي :
من بعيد استضافت الشاعره العشق الأبدي الروحي
وتلبّسها ...إنّها بداية ترانيم دينيّه من أفلاك النجوم
والسماوات السبع . تقول :
... من بعيد كان سطرهْ : ........إقرأ وَرَبَّك الأكرم علّم الإنسان مالايعلم .
عذابات التسامي الفكري لاتبرح روحها وتتلألأ الغايات امام عينيها ولكن من بعيد ... تقول :رحتُ ارقب ايٌ همس خلف حرفه ... إقرأ !....ولكن الطريق الى الهدايه وعر وبعيد المنال في حرّاء . إنّها صوفيّة وعشقها روحي لأن العشيق لايمكن مناله إلٌّا بأناشيد الروح الملتاعه .

بالبداية !
لاداعي لإكمال النقد لأنّ الأبيات الباقيه تكمّل الطريق
الى الوحي والعشق الأبدي الذي أختطّته الشاعره
بشفافيّه روحيٌه من محراب صوفي .!
أعيدوا قرائة القصيده .!
دنيا حبيب شاعره للعبور الى الجانب الآخر تمكّننا
من النظر الى العوالم الغير مرئيّه إِلَّا في مراياها .!




*تحت المجهر التحليلي:الشاعرة والناقدة*دنياحبيب



من بعيدٍ
=====

من بعيدٍ..
قد عشقنا..وهجَ شعرَهْ
رغم نيران الحـــــكايةْ 
.
عند أفلاكِ الجنونِ 
كان سطرهْ
بالبدايــــــــــــــــةْ
.
لم يكنْ باليدِ حيلةْ 
إذ يراوغْ 
في فضولي
إذ جرتْ بالنفسِ غايـــةْ!
.
من بعيدٍ..
رحتْ أرقبْ
أيّ همسٍ خلف حرفهْ
أيَ صمتٍ من أمامهْ
أي آهٍ بالزوايـــــــــــــا!!
.
لم يكن بالقلبِ غيرُ
بعض طيشٍ كالصــــبايا
.
رغم عني.. رحتُ أسهرْ 
رغم عني.. رحت أحلمْ
صار حبهْ..
كالهوايــــــــــــــــــــــةْ
.
من بعيدٍ..
كنت وحدي.. 
كنت أغرقْ 
في غرامهْ
في كلامهْ..
كان يدفعْ
بي هوايـــــــــــا
.
من بعيدٍ..
 لا تلوموا 
لا تلوموا .. من بعيدٍ
هل يلامُ..
من رأى نبضات عشقهْ 
في عيونٍ.. كالمرايـــــــــــــــا؟!
===
دنيا
التحليل النقدي للأديب:غازي أحمد أبو طبيخ

 كلما رأينا نصا يلتزم العروض ،عمودا كان ام حرا،نشعر بفرح غامر.. ليس عجبا ،كلا،وإنما يقينا بأن صاحب النص موهوب شعريا،ويقينا ايضا ،بأنه قادر بلا شك على التنقل من طراز شعري الى آخر بكثير من الحرية المقتدرة ..
من هنا مبعث الفرح،ومن هنا مبعث الشعور بأن مثل هذه الموهبة قادرة على التنامي حتى بلوغ مرحلة الإضاءة المأموله.. 
انطلاقا من هذا الشعور ،ومعرفة بطبيعة المرحلة الابداعية ،نغض الطرف عن بعض الارتعاشات اللغوية ،او توفزات التراكيب،او حتى حدة بعض حافات المقاصير.. 
ذلك لأننا نعلم آن تحقيق الموازنة المطلو بة بين الوزن والانسيابية التعبيرية متعلق بمستويات المحطة الابداعية للشاعر ،ولاشك ابدا في ان هذه الانسيابية ستصل رويدا الي مرحلة التلقائية المنثالة في يوم قريب كلما تراكمت خبرة المبدع ،وتعودت اذنه الموسيقية ،و تطوعت اداته التعبيرية وتوشجت العرى بين الحس الموسيقي والقاموس الشعري.. 
ولكننا ننصح بأمر غاية بالاهمية ،بالغ التأثير في تعجيل الرحلة التصاعدية التنضيجية  المنتظرة،ونعني به جهوزية الفكره.. 
ان الركض باللغة وراء المعنى او بحثا عنه شئ.. وكون المضمون يستدعي شكله شئ آخر تماما..والذي نقصده من هذا ،أن جذر كل شروع ابداعي يجب ان يكون وجود موضوعة تدفع المبدع وتحفزه على التعبير عنها ،فإن تصاعد بهذا التعبير من مرحلة المحاكاة الاعتيادية ،الى مراحل التنظير ،بحيث يحمل النص وجهة نظر او اطروحة او فكرة يرغب المبدع بتوصيلها ،فعند ذاك نكون فد بلغنا مراحل متقدمه من تحققات المعادلة الابداعيه.. 
ومن الجدير بالاشارة ،إن وعي التجربة ..على اهميته معم طبعا،ولكن ممارسة التجربة ذاتها ،ونعني مزاولة الفعل الابداعي بشكل مباشر من قبل المبدع نفسه  اكثر اهمية  وجدوى.. 
وها نحن بإزاء مبدعة تكتنز بالكثير من وعي التجربة ،حد امتلاك رؤية نقدية بديهية ،تشي بموهبة واضحة الملامح على هذا الصعيد.. ولكنها محكومة هي الاخرى بتراكم الخبرة الابداعية ايضا،عند مزاولتها للفعل الابداعي..
ولو دققنا في طبيعة تعاملها مع الاداة التعبيريه هنا في هدا النص ،لرأينا بكل وضوح ،كيف يحاول وعيها النقدي لي عنق التراكيب وجرها بذكاء لكي تتناسب مع الايقاع العام لبحر الرمل الجميل ..ولرأينا كيف كانت تلجأ الى التسكين بنهاية اكثر المقاصير في محاولة واعية لزم ولجم  تفعيلة الرمل.. فاعلاتن.. الراقصة اصلا.. ولتبين لنا ايضا ،كيف كانت الشاعرة الواعية دنيا حبيب ..وزيادة بالحيطة والحذر الموسيقي ..كيف كانت تلجأ الى التقفية العالية التي تساعدها على التقاط الانفاس ثم الشروع من جديد،مع كل سطر جديد.. 
ولقد كنا نضرب بأيدينا على ركبنا ضبطا لإيقاع البحر ،او لربما يحدث أن نغني معه.. 
ولكن كل هذه المراحل ستروض رويدا كلما زاد منسوب الممارسة الابداعية المباشرة،حتى يلتحم المجس التعبيري بالمجس الموسيقي في وحدة تعبيرية تلقائية تطرد سلاستها مع  نضج المرحلة الابداعيه.. 
الشاعرة الو اعدة دنيا حبيب..الى أمام ،سيدتي..

///////////
التحليل النقدي للدكتورة ياسمين محمد الغزالي
دنيا المشاعر اسمحي لي أن أعقب على نصك فأقول:انطلاقًا من علامات النص وعتباته ،والشكل العام للقصيدة يمكن القول بأن النص ينتمي لما يسمى بـ {الشعر الحر } أو {تكسير البنية } إلى آخره من المسميات التي أطلقت على الشعر الحديث ،وتعد نازك الملائكة من رواد هذا الفن خاصة فى ديوانها الثاني :" شظايا ورماد " الذي يعتبره بعض النقاد بداية لهذا التجديد ..

فى هذا النص التفعيلي تعبر الشاعرة عن (معاناة الحب ) آناء الليل وأطراف النهار ،ذاك الحب المتفرد بانفراد العاشق الذي يهوى فى واد ومن يهواه فى واد آخر ،أو مايعبر عنه بعبارتنا الدارجة (حبٌ من طرف واحد ) وإلا فالتجاهل القلبي أزعج المحبوبة وجعلها تعبر عن مشاعره الدفينة تجاه من لايبالي ،وتقف :" من بعيد " وهذا محور بيت القصيد فالجار والمجرور لهما فى سياق هذا النص الكثير من المدلولات البلاغية والتي سنشير إليها بالتأكيد ..

:"من بعيد " حال الشاعرة المغرمة التي تقف خلف أحلامها وآمالها فى زاوية بعيدة تراقب منها المحبوب ،وتفتح نافذة الحب لتطل منها عليه ،ولاكتمال الإيقاع فى شبه الجملة قبيل __التنقيط __ بلاغة غير مقصودة تكمن فى اكتمال الجملة إيقاعًا وبلاغة ومعنى ،وللتنقيط(..) مدلول تفرضه العبارة ويستثيغه الفؤاد المفعم بالحرارة (حرارة العشق ) لتقول الشاعرة بعده :" قد عشقنا" وأعلم بحاستي الأنثوية أنها هي من عشقت وأن __نا __ وضعت فقط للإيقاع ..

قسمت الشاعرة النص إلى أربعة مقاطع كنت أتمنى والله أن أفصل الحديث عنهم تفصيلا لكن المقام قصير ،و يمكن اعتبار هذه المقاطع هي الوحدات الدلالية للنص ،وفى جميعها تؤكد على كم المعاناة الحسية من هذا العشق المتوهج :" رغم نيران الحكاية " وإن كنت أتحفظ على الرغمية للتناقض الدلالي بينها وبين المشاعر المتوهجة ..

 على المستوى الفني، توسلت الشاعرة للتعبير عن تجربتها القلبية والواقعية إلى حد كبير ، بإيقاع خارجي غير معهود في الشعر العربي العمودي، إذ كسرت البنية التقليدية للقصيدة، فلم تلتزم بوحدة البحر، بل التزمت بتفعيلة واحدة هي تفعيلة "فاعلاتن" التي استعملتها تامة ، وهي التفعيلة المكررة في الرمل ، كما أنها لم تلتزم بقافية موحدة ولا روي موحد، فنوعت فيهما . وأكبر دليل على تكسير بنية القصيدة العربية في هذا النص هو استبدال البيت الشعري الذي كان يعتبر وحدة أساس في الشعر العربي بالسطر الشعري الذي يختلف في الطول وعدد التفعيلات بحسب الدفقات الشعورية للشاعرة.

أما على مستوى الإيقاع الداخلي، فقد اعتمدت الشاعرة مجموعة من مظاهره وبخاصة التكرار ببعض أنواعه ومنه:التكرار اللفظي، ومن أمثلته "من بعيد" ، و "أيّ"وغيرهما، والتركيبي ، ومن أمثلته :"رغم عني رحت أسهر"و ""رغم عني رحت أحلم " وغيرهما ...بالإضافة التوازي بكل أشكاله، ومن أمثلة التوازي التركيبي على سبيل التمثيل السطران الخامس والسادس، ويدخل ضمن التوازي التركيبي غير التام. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التمييز، بين وظيفتين في الإيقاع؛ الوظيفة الموسيقية والجمالية، والوظيفة الدلالية، وهذا ينطبق على هذا النص.
واستثمرت الشاعر ة ، على مستوى الصورة الشعرية ، للتعبير عن تجربتها ، مجموعة من المكونات
البلاغية والتخييلية؛ منها : التشبيه ومثاله ما جاء في السطرين الأخيرين(لا تلوموا .. من بعيدٍ
هل يلامُ..
من رأى نبضات عشقهْ
في عيونٍ.. كالمرايـــــــــــــــا؟!)، والاستعارة ومن أمثلتها ما جاء في السطر السادس (أيَ صمتٍ من أمامهْ
أي آهٍ بالزوايـــــــــــــا!!)، وغيره، وكل ذلك من أجل الانزياح عن المألوف في التعبير عن التجربة الخاصة، بتجاوز الصور الحسية ، كما كان الأمر شائعا في القصيدة الكلاسيكية.

دنيا الشاعرة أو الشاعرة دنيا أعجبني نصك ،بالتوفيق .

د.ياسمين

رأي الشاعر :حسين ديوان
لقد قرأت النقد اﻻسطوري حول قصيدة الشاعرة دنيا حبيب انه مبهر ومتماسك جدا ووضعتي النقاط على الحروف احييك من القلب لهذا العطاء الثر وهذه المقدرة المتميزة وهذا الفكر الثاقب ﻻ يترك شاردة وﻻ وارده اذهلتي الحروف وصنعتي سلما نحو الرقي والتألق وبجد وبدون مجاملة عيني باردة عليك لهذا التحفز الفكري والثقافي الراقي هنيأ لك هذا التفوق وهنيأ لك هذا التميز لقد أشبعتي الحروف وظهرت كأنها النجوم ربنا يبارك فيك دكتورة ياسمين وأنك فعﻻ أسم على مسمى امدك الله من عليائه بمزيد من البصيرة المتقدة والفكر المتوهج وأنار دربك الطويل وتحقيق كل اﻻماني بصدق اﻻحساس تحية أجﻻل وأكبار لك سيدتي الملكة نفر تيتي
وهنيئا لنا بك ونحن سعداء بهذا البهاء والنور الساطع شكرا لك امتعتينا بهذا النسيج المترابط .مبضعك ﻻ يسيل دماء بل يخرج ابدانا اصحاء يعطيك العافية مرة اخرى الف تحية للنيل اﻻغر الذي انجب امرأة كالطود الشامخ .سﻻم


"""":::::""""""
تحليل الناقد :محمود المعمار


لا علاقه للفنّان بشعره.. قبل ... وبعد ...اكتمال القصيده .!
انهّا حمّى تكتسح تكوينه وارتعاشه تتركه وَهِناً لايفيق من الحمّى إِلَّا بعد حين ...وآخر من يفسّر قصيدته : هو . ! لأنّه من غير الممكن له ذلك .
إنّه يقول ولايعي مايقول ...لأنّ ذلك الذي كتبته دنيا الشاعره جاء من دنيا وعوالم أخرى .
  الدليل النقدي :
من بعيد استضافت الشاعره العشق الأبدي الروحي
وتلبّسها ...إنّها بداية ترانيم دينيّه من أفلاك النجوم
والسماوات السبع . تقول :
... من بعيد كان سطرهْ : ........إقرأ وَرَبَّك الأكرم علّم الإنسان مالايعلم .
عذابات التسامي الفكري لاتبرح روحها وتتلألأ الغايات امام عينيها ولكن من بعيد ... تقول :رحتُ ارقب ايٌ همس خلف حرفه ... إقرأ !....ولكن الطريق الى الهدايه وعر وبعيد المنال في حرّاء . إنّها صوفيّة وعشقها روحي لأن العشيق لايمكن مناله إلٌّا بأناشيد الروح الملتاعه .

بالبداية !
لاداعي لإكمال النقد لأنّ الأبيات الباقيه تكمّل الطريق
الى الوحي والعشق الأبدي الذي أختطّته الشاعره
بشفافيّه روحيٌه من محراب صوفي .!
أعيدوا قرائة القصيده .!
دنيا حبيب شاعره للعبور الى الجانب الآخر تمكّننا
من النظر الى العوالم الغير مرئيّه إِلَّا في مراياها .!




الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

الاسلوبية والنقد الادبي.. إعداد الأديبة- أ.بلسم الحياة .. مجلة- آفاق نقدية

تطرح مسالة العلاقة بين الاسلوبية والنقد الادبي ... وجهات نظر مختلفة ، تضع هذه الثنائية في معرض جدل مستمر في التنافر احياناً ، والتوافق احياناً اخرى .
فمعظم الدارسين الذين حاولوا ان يتلمسوا هذه العلاقة ...
يميزون بداية بين نوعين من الاسلوبية :
احداهما لاعلاقة لها بالنقد الادبي ...
هي التي صاغ معالمها ( شارل بالي )
والأخرى ذات علاقة وطيدة بالنقد ، وهي التي أنشأها
( ليوسبيترز )
يقول ( رينه وليك ، واستين وارين ) في هذا الصدد :
يمكننا تسهيلاً لما نحن بصدده ان نقسم الدراسة الاسلوبية
الى حقلين منفصلين الى حد ما :
اولاً - دراسة الأسلوب في كل المنطوقات اللغوية
ثانياً - دراسة الأسلوب في الاعمال الإبداعية
- ويقول ( أندرسون ) :
لا يجب ان نخلط بين الأسلوبين ...
وتوجد مصادر وفيرة العدد عن مشكلات الاختلاف ...
بين أسلوبية اللغويين ... واسلوبية النقاد
- وقد عمل ( عبد السلام المسدي ) على مناقشة هذه القضية بنوع من التفصيل ، مشيراً في البداية الى ان :
الاسلوبية من حيث هي علم الأسلوب ...
ثم من حيث هي متصور مقترن بمعطى الظاهرة الادبية ...
تستوجب بالضرورة علاقة ما بالنقد الادبي ...
سواء كانت علاقة إجراء ام علاقة إذعان ...
وسواء كانت علاقة إثبات ام علاقة انتفاء ...
فالاسلوبية والنقد الادبي مقولتان ...
لا يخلو أمرهما اصولياً من احدى وقائع ثلاث :
اما ان تتواجدا ، واما ان تتطابقا ،
واما ان تنفي احداهما الاخرى .
وبغض النظر عن هذه الخيارات الثلاث التي تحدد العلاقة
بين النقد الادبي والاسلوبية ...
- يؤكد ( عبد السلام المسدي ) :
ان الاسلوبية منهج علمي في طرق الأسلوب الادبي ...
فهي اذن نظرية شمولية فيه من حيث انها تحدده ...
وتضبط السبل العلمية لتحليله اختيارياً .
كما ان الذي لا ينازعنا فيه احد هو :
ان كل نظرية نقدية في الادب ...
تقتضي الاحتكام الى مقياس الأسلوب ...
باعتباره المظهر الفني الذي به قوام الابداع الادبي ،
وهذا المعطى هو صورة لحتمية حضور الظاهرة اللسانية
في الحدث الادبي .
- نستشف من خلال هذا القول :
ان الاسلوبية في نظر / المسدي /
هي الجسر الذي يصل النقد الادبي باللسانيات .
- قام ( محمد الدغمومي ) تبعاً لذلك ...
في نطاق تتبعه للعلاقة بين النقد الادبي وعلم اللغة ...
بالتاكيد على ان :
أقوى مظهر اكتسبته علاقة النقد الادبي بعلم اللغة ...
كان مقروناً بعلم الاسلوبية ...
هذه الاخيرة التي تطلعت في اصلها الغربي ...
الى ان تكوِّن لسانيات نوعية :
لسانيات الكلام ، كما اراد لها / شارل بالي
او لسانيات المتكلم ، كما شاء لها / ليوسبيترز
- وباعتبار ان النصوص الادبية هي تمثيل للكلام والمتكلم
فقد ارادت كذلك ان تحتل موقع النقد ...
في صورة بديل ... او في صورة رديف .
- وهكذا فالنقد الادبي في علاقته بالاسلوبية قد اصبح على حسب تعبير الدغمومي موضوع نقاش :
فتارة يكون شاملاً للأسلوبية ...
وتارة مانعاً من الدخول فيها ...
او مانعاً لها من اقتحام مجاله .
واتسعت أمامه اختيارات ...
ارتسم نتيجة لها أفق اخر للنقد وللنص الادبي ...
يتوجب على الناقد ان يعيه ويعمل به .
- ويخلص / الدغمومي في ضوء مطارحته لعلاقة النقد الادبي بالاسلوبية الى ان :
- مفهوم النقد يتاثر بعلاقته بالاسلوبية ...
فهو تارة يحتدم معها خلافياً ...
وتارة يكسب منها خاصيات تعريف ...
وتارة ثالثة ينتسب اليها ...
واُخرى يحتويها ...
ومعنى ذلك ان النقد من خلال هذه العلاقة ...
لا يجد صيغة تعريف واحدة ...
وخاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ...
وضع التفسير والحكم والذوق في صياغة هذا التعريف
ولعل الاختلاف الذي يحدد علاقة النقد بالاسلوبية ...
يفضي الى القول :
بان وضع تلك العناصر يظل غير واضح ...
ويتراوح بين الغياب والإثبات ... وبين التبرير والإنكار .
- ورغم ما عليه حالة العلاقة بين النقد الادبي والاسلوبية ...
فانه يجب الا ننكر ان :
- علم الأسلوب والنقد الادبي يتعاونان ويتكاملان ...
واذا كان علم الأسلوب قد اشتد عوده اليوم ...
وأصبح اقرب الى الموضوعية من شقيقه الأكبر / النقد الادبي
فانه يسيء الى نفسه .
- ان ( النقد الادبي ) في طريقه الى ان يصبح بدوره علماً ...
وهو قادر على ان يستعين بعلم الأسلوب ...
دون ان يتنازل عن حقه في الوجود .
- وأقصى ما يمكن ان تصل اليه ( الاسلوبية ) في علاقتها
بالنقد الادبي وتعاونهما هو :
- ان تكون رافداً موضوعياً يغذي النقد ...
ويمده ببديل اختياري ....
يحل محل الارتسام والانطباع ...
حتى تسلم أسس البناء النقدي .
- فالاسلوبية اذن دعامة انية حضورية ...
في كل ممارسة نقدية .