الخميس، 21 يوليو 2016

طفلتك
==============
نبراتُ اللومِ
 تخاطبُني
قد تعلو وتطلبُ
تفسيراْ
لكنَّ هواهُ
يعاتبُني
ليداري وخزاتِ
 الغيرةْ
ينكرُ بالقولِ
 يحاسبُني
يتحدثُ فتطولُ
السيرةْ
إن تعبَ القولُ
 يكاتبُني
فيزيدُ حكايتَنا
حيرةْ
لو يعلمُ عشقي
 ذَوبَني
لاختصرَ الساعاتِ
 كثيراْ
لا داعيَ خوفُك
يتعبُني
خلجاتي بالحبِّ
أسيرةْ
حتى لَوْماتُك
 تطربُني
ألحانٌ في القلبِ
 أثيرةْ
لا أنكرُ حالُكَ
يعجبُني
في عرشِ العشاقِ
 أميرةْ
لُمْ-اغضبْ- عاتبْ
أنّبني
طفلتُكَ وإنْ كنتُ
كبيرةْ
...........................
إيمان أبو الهيجاء
وقفة متسارعة مع الآدمي:
***************** ما أعجبني في هذا النص اولا وقبل كل شئ.. همة الشاعر العاليه.. هذه الهمة العزوم التي لم تترك شطرا من اشطر هذه القصيدة المميزة الا وأحدثت في بنيته نوعا من انواع الانزياح ..
ولا شك ان روح الانزياحات الواردة ذات نفس كلاسيكي واضح الملامح..
ولمن يسأل ..فإن كل غرض بلاغي معروف  في علم البلاغة  حاوله الشاعر هنا هو في حقيقته انزياح بالاصطلاح المعاصر ..
هذا يعني ان الاستعارة انزياح والكناية  انزياح والتورية انزياح.. وجميع المجازات
من دون استثناء هي كذلك ايضا.. واما اطلاق هذه الصفة عليها فذلك من منطلق زحزحة اللغة بدء بمفرداتها وتمددا الى سياقها عن المعاني المعجمية المعروفة  الى معان توليفية جديدة من خلال الاغراض البلاغية ذاتها والتي تزحزح المفردة من خلال دخولها  بنوع التركيب المستجد ..
وكمثال تقريبي عل ذلك اننا حين نقول:
كتب الشاعر قصيدة بليغة ..
فهذا كلام مستقيم يعبر عن المعنى بشكله المعتاد من خلال السياق المعتاد والمتكون من مجموع المعاني المعجمية للمفردات التي يتكون منها..
اما حين نقول مثلا ما قاله الشاعر غسان الآدمي:
لقد شق بدر السماء الظلام
وفجر صباح الضحى مظلم
فهذا النضيد اللغوي تجاوز بكل تأكيد جغرافيا المعجم الي جغرافيا اكثر اتساعا زحزحت الكلم عن معانيه التقليدية الى افق بلاغي جديد يبدو  فيه الظلام مشخصنا يملك قدرة غريبة على الواقع ،بحيث يشق بدر السماء،وهذا معنى معاكس تماما للمعتاد الدارج..
ولا يختلف عنه ابدا عجز البيت الذي يتحول فيه الفجر والصباح والضحي تصاعديا كمتلازمة نورانيه راسخة في الذهن البشري الى متلازمة ظلاميه عجيبه..
حصل هذا بفعل اسقاط الحس السيكولوجي طبعا على مجمل التركيب ..الشعور الحزين القاتم الاحاسيس ،يحول الافق برمته الى ظلام دامس..
وكل ما اشرنا اليه في حقيقته فعل بلاغي ،وهو بذاته زحزحة وانزياح في ذات الوقت..
*****
هذا الفعل الذي حاوله الآدمي اعانه مرة بشكل واضح خياره الموسيقي الرائع،وأعني بحر المتقارب،الذي كتبت عليه جملة قصائد خالده في نفس الموضوعة او في نفس اطارها  على وجه الدقه.. وكلنا يتذكر ابا فرات الجواهري وعبد الرزاق عبد الواحد..
كما ولا بد من الاشارة الجديرة الى  أن هذا الخيار ..واعني الخيار  العروضي..حاصر الشاعر في اكثر من موضع بضيق مساحته الايقاعيه..
ولربما يضطر الشاعر ..اي شاعر.. الى بنى او تراكيب لغوية عليها كثير من المقترحات البديله.. ولولا فطنة وخبرة وارادة الشاعرلاصابها بعض القلق المعنوي.. ولكن شاعرنا تمكن بروية وحنكة من لي الازمة في اكثر من موضع لكي يقود مهرته الاصيلة الى مبتغاه الطيب..
من هنا اقول ختاما..
ان روحية المغامرة اللغوية القوية التقحمات تعدنا ببشائر لماحة  من السياق التجديدي،او التحديثي الصافي ،وتشي ايجابيا بتراكيب وصور  اكثر رسوخا ،وهذا ما نتأمله  بثقة من الاستاذ غسان الادمي.. وأملنا فيه كبير جدا.. والسلام..

*******
        *              
                         *          
                                          *نص الشاعر غسان الآدمي.. جرحُ النوى الاعظم
........................
غيابكُ جرْحُ النوى الاعظـــــمُ
ألا ايها الحجــــــــــةُ القـــــائمُ

لقدْ شقَّ بدرَ السمــــــاءِ الظلامُ
وفجْر صباح الضحى مُظــــلمُ

فمازالَ يشخبُ نزْف الذبيـــــحِ
وانتْ لخيرِ الورى بلســــــــــمُ

تجولُ نداءاتُ ارض البقيــــــعِ
لتجْتثَّ بالسيـــــــفِ من هدّموا

ومكّةُ في عطشٍ للغيــــــــــاثِ
تعطٌش يبغـــــــي الندى زمزمُ

تباريحُ بعدكَ جمرُ الجـــــــوى
وجلجلَ في شفتــــــــــي العلقمُ

وأيام دَهريَ عصْفُ الفحيــــحِ
ومعنى حوادثُ دَهري الســــمُ

وبين السنادينِ والمطــــــْرقاتِ
فبالضرْبِ تنهــالُ لا ترحــــــمُ

تشظّى الانيـــــنُ من الثاكلاتِ
ودمع المحـــــــاجر فاضَ الدمُ

فيا شبلَ حيدرةِ المرتضـــــــى
متى للطغــــــــــاة تُرى تقصِمُ

وريثٌ الرسالاتِ والانبيــــــاءِ
واسمكَ اســـــــمُ النبيْ الاكرمُ

وَيَا ابن فاطم يكفي النـــــــوى
أتشكو وما اُنجِدتْ فاطــــــــــمُ

لواؤكَ مازالَ جنبَ الفـــــراتِ
ومازال يحرسهُ المعصـــــــــمُ

اناملُ عمّكَ مطبــــــــــــــوعةّ
فهل يمسحُ الخـــــــــالدَ المعْدمُ

هنالكَ جودٌ بكى عيـــــــنَ ماءِ
لكي يشربَ الرمحُ والاســــهمُ

ذحولكَ في الطفِّ ظمآنــــــــةٌ
وتنظرُ يوم اللقا هاشـــــــــــــمُ

احرّتْ رزيتهُ الْمُـــــــــــؤْمِنِينَ
رضيــــــعٌ بنبلتــــــهِ يُفطـــــمُ

شبيهُ لطه علي الأكــــــــــــبرِ
وشبل كريمِ العُلى القاســـــــــمُ

فسبعونَ سبعاً هزبراً كمــــــي
حموا للحسين وفيــــــه احتموا

توسّدتِ الرمْل تلكَ الكمـــــــاةُ
بحبِّ الحسينِ همُ اُلهِمــــــــــوا

اتنسى وحاشــــــــاكَ يا سيدي
بناتَ الرسولِ سبى المجـــــرمُ

اناديكَ غوثاً من النـــــــازلاتِ
يهزُّ بذيل الردى الارقـــــــــمُ

عراقكَ دارتْ عليه الطغــــــاةُ
وفاض على الرافديـــــــنِ الدمُ

حنانيكَ ان العيـــــــــــونَ قذى
ويعقوب فـــــي حزنهِ عـــــائمُ

فيا صاحبَ الامرِ هل من لقاءِ
بهِ تضحكُ العيــــــــنُ والمبسمُ

جناحُ انتظاريَ أمسى كســــير
فان لم يطرْ يقتلِ القّشْــــــــــعمُ

متى تشرقُ الشمسُ من مغربٍ
ونورُ الامـــــــــــــــام لنا يقْدمُ

بيومٍ يحينُ انتصارُ الســــــماءِ
ويأتي الصباحُ فلا يَظـــــــــلمُ

بيومٍ تزولُ ربى الكــــــــبرياء
ويكشفُ عن علمهٍ المنـــــــجمُ

بيومٍ سيشبعُ فيهِ الفقــــــــــــيرُ
ويرجعُ عن غيّـــــهِ المُتــــــخمُ

ويرتسمُ العدْلُ في الخافقــــينَ
إذا صالَ صمصـــامكَ الهَيْصمُ

ترتّقَ دلْوَ الثريّا الحزيــــــــن
وتضحكُ اسنـــــــانهُ الانجـــــمُ

يصلي ابن مريمَ خلفَ الامـامِ
وتخدمُ فاطمـــــةً مريــــــــــــمُ

الاثنين، 18 يوليو 2016

لا.. يا أيها القاسم.. •بقلم- الشاعر والناقد- غازي أحمد أبو طبيخ •مجلة-آفاق نقدية



الرياح التي 
في تخوم الكلام
ٱستدارت
مع الفجر
صارت
تغني عزيفا
بغير شفاه!!
كأن الذي اطلق الجن
من محبس الشر
الف قطام ?!
والف قطام?!
لك الله
يا أيها الرجل المستهام
…………
والبحار التي
في صدور الكلام
حيث الكلام المدام
استفاقت
وصارت
تدمدم بالموج
يا صاحب الحوت
يا من عرفت فنون اليراعة
عصفا فعصفا
بغير كلام…
أفق…
فالحزانى بلا عدد
والثكالى زحام
………
وكل اللغات التي
هبطت ها هنا
حيث وجه الفجيعة
يصدمنا
عجزت
عن فتوح الكلام..?!
………
الف مرثية
في الجوار القريب
مسكونة بالنحيب
بل ألف عين
تسح الدموع الثقال
على ذكريات العذارى
التي ما ٱرتوى حلمها
كان يأمل
بالليلك المشتهى
بالمصابيح
وهي تقشع وجه الظلام
…………
ترى
من ترى
(يركب الريح واليم)
غير الذي خبر البحر
والنهر
والساقيه
سفينا من الشعر
والنثر
والأبنوس?…
ترى..
من سيوقف
هذا الهزيع الملبد
والقلق المستحم بالنار
…………
أرى وجه أم
تخاطب رأس ٱبنها
عند جسر المعلق
زوجة ذاك الذي
قطع الموت اوداجه
تحت انظارأطفالها
والحبيبات..
ليت الحبيبات يقرأن
مرسال
عين الذي
مات شوقا وحزنا
وما لا يقال
من الكمد السرمدي
الطويل
الثقيل المسار
فمن يا ترى
يركب المآل
ويستنطق الفلك?!
من يا ترى
يكشف الحلك..
………
ليس غيرك
من ينفخ الصور
أو يخرق المعترك
أي صديقي
الذي في دمي
سلك