الخميس، 30 مارس 2017

(إضاءات نقدية خلف الوقت ) دراسة تحليلية مكثفة ومختصرة لقصيدة الاديب غازي ابوطبيخ بقلم / الناقد كريم القاسم

إضاءات نقدية خلف الوقت )
دراسة تحليلية مكثفة ومختصرة لقصيدة الاديب غازي ابوطبيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 ــ هذا العمل الادبي قد تهيكل بعنوانٍ وسبعة مقاطع . وأنا قد تعودتُ أن اقرأ لصاحب هذا النص نصوصاً قصيرة او متوسطة ، لكني هنا وجدت الحال قد بدأ بالبوح المنتفض .
وكعادة المتمرس والخبير بصناعة الحرف ، فمَلَكَـتهُ تضع وتصنع من النسج الشعري الوجداني مايخضع الى جمال البلاغة والابداع والفصاحة.
ــ النص الذي امامنا قد غزاه الشجن الحزين ، والآمال البعيدة عن التحقق ، حتى وصلت الى درجة المحال .
ــ العنوان جاء على شكل عبارة او جملة ، وهنا يبدأ صمام البوح بالانفتاح . وعندما يكون العنوان جملة فانه ينذر بوجود سيل غزير من السبك وفيض من الالفاظ .
( غدي مازال خلف الوقت)
هذا العنوان ابتدأ بلفظة (غَدي) والذي جاء يمثل المستقبل لا الشخصاني بل جاء بالمعنى او القصد الشمولي . لكن الشاعر وضع (مازال) فعل الماضي الناقص الدال على الاستمرار ...
إذاً بدأ الشجن بالوضوح ، وسينجلي هذا المحال واستمرار الحال بتدفق الفاظ الألم . فالشاعر أكدّ للمتلقي بان المستقبل مازال يهرول خلف الزمن لا سابقاً له . وقد جاء العنوان برمَّته مُستنبطاً من فحوى النص ، وهذا من جمال التأليف .
ــ جاءت المقاطع السبعة وهي تحمل شجناً يختص بكل مقطع ، وجاء هذا الشجن مسترسلاً مترابطاً بعناية حتى يغيب عنها مبدأ العشوائية .
المقطع الاول /
احتوى الأمر ، حيث جاء الافتتاح بفعل الامر (خذيني) ثم يعطفه بفعل أمر آخر (ذريني) وهو يخاطب (الغمامة الحمراء) والمعروف بأن الغيوم تحمر لونها عند الغروب وهو من الظواهر الفيزيائية ، والغروب هو موطن الحزن والشجن ثم يُطرِز المقطع بلفظتي (ضَجَّتْ) و(استوحشَ) وهما جوهر الحزن المنتفض .
المقطع الثاني /
احتوى تحديد الهدف المُخاطَب ، وهو الحيز المكاني ، حيث قال (هنا هنا غاب من الكلمات) وكررها مرة أخرى للتأكيد (هنا قلب الحقيقة في مهب الريح) ، اي لامجال للأبتعاد عن هذا الاحداثي . ثم يبدأ السبك الشعري الذي لايخلو من الموسيقى الشعرية المُستساغة ، وجاء الوصف مكتنز المعنى والاشارة حين نشر الاشطر :
" أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت "
ومجيء فعل الامر (اشهد) دليل على تأكيد الذات لماسبق من وصف.
المقطع الثالث /
احتوى وصف حال الهدف وهو (الوطن) وقد بانت مقاساته الآن ، فهو يبدأ بقلب وجوهر الوطن الكبير (القدس) وقد أجاد شاعرنا أَّيما إجادة في وصفه :
" هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج "
اربعة اشطر معبرة وطائرة بقافية جميلة ، وهذا التسلسل المقفى دليل الاثر الانفعالي في ضخ الذات .
المقطع الرابع /
احتوى وصف حال الذات للشاعر ، وهو ينزاح الى مشاعره الدفينة ، ويفرشها على بساط النص ، محملة بكل عناصر الحزن والأسى والجوى فيأتي بقلبه طائعا امام الجمهور (ومالي غير هذا القلب) ويصف حاله بالتفاعل التبادلي وصراع الذات (اجرحهُ ويجرحني ـ واعزف نبضه القاني ويُعزفني) ثم يعطف عليه بتصريح لفظي آخر دال ليجعله القلب الاكبر (ومالي غير هذا الشعب) (اوزعه ويوزعني) ، وهذا التعبير المتوازي مع ما قبلها يعتبر من جمال السبك .
المقطع الخامس /
احتوى الرمزية والتي هي قلب القصيدة ، حيث يأتي بـ (كأن) مرتين ليؤكد التشبيه (كأن مكامن البركان في رئتي - كان الارض والإنسان يجتمعان في لغتي دماً ) ثم يأتي برمزية هائلة قد احتوتها ثقافة الشاعر ورصيده الميداني المُعَـبِّر ليعلن انتفاضة الحرف مرة أخرى كالبركان الزافر من كوامن الرئة ، فيالها من زفرة وهدرة ، فَسطَّر الرمزية الدالة :
" يري مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق "
المقطع السادس /
احتوى التفاؤل الذي لم يستمر حتى بدأ بالانزياح والنزوح الى التشاؤم . حيث تفائل الشاعر بإستواء الوقت والزمن بإشراقة النور الإلهي الموعود لتعم عدالة السماء ، وهنا استوقفني هذا السبك الفصيح الرائع حين يرصف العبارات التي زانتها الفاظ هائلة ورشيقة ترافق هذا الاشراق :
" وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات "
الالفاظ (جدث ـ يمرع – يقعي) ليست بالغريبة او الوحشية النافرة عن الذوق والسمع ، بل هي من رشيق اللفظ وفصيحه ، وأتت ْ موائمة للمعنى وهذا من شروط السبك والنظم والانشاء . فمعانيها على التوالي (قبر- الخصب ـ يجلس على اليته) ونلاحظ كيف اتت المعاني مُقاسة على الالفاظ .
ثم ينماز اهل الباطل عن اهل الحق بظهور هذه العدالة المنتظرة . حيث يأسف الشاعر الى اخوان في الدين والدم ممن اغواهم الشيطان ، مازالوا على عهد الغواية والاثم ومناصرة الشيطان "
" وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!! "
المقطع السابع /
والذي جاء بالخاتمة الاحساسية المرهفة والتي حَمَّلَها رمزية دالة واضحة بتوقف الاسف ، لان لافائدة من صراخ الحرف ، وهنالك من يختبيء تحت عباءة الشيطان . فياتي بالشطر :
" كفى اسفا "
ثم يصف حال من يأسف عليه :
" علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...! "
ــ والقاريء بعمق للنص يجد خفوت البوح والشجن ، لنهاية هذا الزفير البركاني بهذه الخاتمة الدالة .
ــ امامنا نص اتصف بالطول الخالي من الحشو والمبالغة في الرصف .
وللطول دلالة على عمق الألم والتوجع والهمّ والحزن .
ــ رصف الشاعر نظام الاشطر القصيرة القليلة الالفاظ والتي تعتبر من مشاق التأليف .
ــ نجح الشاعر في الإتيان بصور شعرية غاية في الروعة والتي لاتحتاج الى معادلات لفك الرموز والطلاسم ،وهذا يندرج تحت لافتة الوضوح والجلاء وفطنة المؤلف .
ــ استخدم الشاعر الالفاظ التي تناسب معانيها وهذا من جمال الفصاحة في السبك والانشاء .
ــ لم يُزِغ الشاعر عن فحوى الفكرة ، ولم يأتي بما يشوش الذهن والاحساس للمتلقي .
ــ تحية وتقدير للاخ الاديب الاستاذ غازي ابوطبيخ لهذا العرض المشرق الدال ، وليس ذلك بغريب على مشيب احتضن الادب كاحتضان ( البحر للسفان) والذي جاء تعبيراً عن مخاض وإرهاصات ، لزمنٍ غردّ بغير لحن .
ــ الحديث ذو شجون ... لكن هذا مايسمح به الحال لنقد هذا الجمال .
......................................................
(النص)
غدي ...
مازال خلف الوقت
للشاعر غازي ابوطبيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-خذيني....
يا رياح الشرق
صرف غمامة حمرا
وذريني....
على تاريخك المنسي
أو تاريخك المتواطئ الهمجي
امحضه دمي حينا,
واخرق صمته اخرى....
فقد ضجت مدائن مهجتي
واستوحش المسرى
********
هنا غاب من الكلمات
مصلوب كزيد الخيل
فوق جدار آمالي
هنا قلب الحقيقة في مهب الريح
يرقل بين اضلاعي
ويعرض كل احوالي
أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت
مثل طموح اطفالي
*******
دخان من أجاق الحقد
يغشى باحة الوطن
وقاطرة معربدة
تراءت من تخوم الريب
تحمل كل مرتجف ومرتهن
سراج القدس
هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج
والسكين?
والسكين?
يا ويلاه!!!!!
منسوب الى سوق النخاسة في مستنقع الفتن
*******
ومالي غير هذا القلب
اجرحه
ويجرحني
واعزف نبضه القاني
ويعزفني
زمان الخوف
ارقه وارقني
زمان الرعب
يشنق بهجة المدن
ويعلن
مهرجان الشك
والغثيان
والافن
ومالي غير هذا الشعب
اوزعه ويوزعني ..
فنرقص
كالهنود الحمر حول النار
لاندري ....
ابعد الرقصة الخرقاء
من زمن
بلا محن?!!!....
******
كأن مكامن البركان
في رئتي
كان الارض والإنسان
يجتمعان في لغتي
دما...
يضرى بسر النار
دما ...
يعرى علي بوابة الثوار
ويطلق خيل قافيتي
يرج خرائط الموتى
يزلزل وهدة الثاوين
في غيبوبة الافيون
ويدنو من حجاب الموت
يسبق مدلجا
حتى خيول الفوت
يري مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق
فثمة رغم لفح الريح
يشهد ساري البيرق
******
سيشرق
صحصحان الوقت بالأنوار
وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات
وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!!
*********
أحس جوانح التاريخ
تحضن مهجتي
كالبحر
والسفان...
قالت ..والنجوم معي..
سهارى تشهد الميدان...
- هدير البحر
يكشف عزمة البحار
فامخر
ضد مجرى الريح
والتيار
كفى اسفا
علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...!
....................................................................
أجاق : فرن او موقد كبير
يرقل : نوع من المسير المتقلقل المرهق..
تقديري الكبير
...

تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه الاستاذ الناقد كريم القاسم الجليل..
هذا المبحث النقدي في الواقع يرسم لكل متابع لأصول واساليب النقد المحترف طريقا واضحا جليا يمكن ان يفيد منه الجميع..مبدعين ونقادا..وانا اول من افاد واستلهم من هذا الوضوح البارع في تتبع مفردات ومقاطع وموسيقى النص الادبي..واعني اي نص يقع تحت ايدينا للمداولة والحوار..
وتركيزي على الوضوح , لان مهمة النقد الاساسية هي التوضيح اصلا..وليس العكس..
ولقد كان التفكيك المحترف بارعا الى حد الإدهاش ..والذي يغلب على ظني ان السر الذي يكمن وراء هذا النجاح الكبير هو الرؤية الشديدة الجلاء والفهم الواسع النطاق للنص بنية وتصاعدا..شكلا ومضمونا, هذا الفهم الذي شارك فيه الزميل الناقد شاكر الخياط ايضا قد خلق مرآة صافية بوجهين بالغي النقاء..
لاتكفي كلمات التقربض والشكر لهذا الجهد الكبير اخي ابا عمار العزيز..لكن ..لا نملك الا الدعاء لك ايها الغالي بمزيد من البسطتين..ومن خلالك لجميع الزميلات والزملاء الكرام..خالص الود الذي تعرف..صديقي واخي النبيل. تحياتي..
رد كريم القاسم
كريم القاسم الاخ العزيز استاذ غازي ابوطبيخ ، تقديري الكبير لهذه المداخلة وجمال الاحدوثة ... بالغ احترامي وتقديري اخي ابانعمان
 
 
تعقيب نعيم المعلم
Naim El Moallem هذه الدراسة النقدية الممنهجة بسطت بعض الفاهيم للمتلقي. والناقد الفذ يمتاز بتلك الشاهة للثقافة العالمية بعامة والعربية بخاصة. وميزة اخرى لهذا الناقد ان ه فصل في الكثير من الرموز الرائعة لهذا النص. اما التقسيم الى الوحدات. وعنونتها وايحاءاتها كان جيدا يشبع التلقي المتوسط والمفكر على السواء.
هذه الرؤية اشتملت على الحجاج الفكري والتحليل اللغوي الممثل لازمنة الافعال ودلالاتها. واغلب الظن ان التوفق في ذلك ماكان ليتاتى الا لبارع محنك خبر الادب باجناسه. وان دهشة المتلقي توضحت في الكثير من الرموز التي ققد تستعصي على الفهم. شكرا. للشاع الكبير //الاستاذ غازي/ والشكر موصول للناقد الفاضل. ومثله للافاق النقدية. //افق نقدية/////نعيم المعلم. /////
 
رد كريم القاسم
كريم القاسم الاستاذ العزيز نعيم امعلم ... يسعدني جداً هذا الحضور المشع ، وهذا التفهم الدقيق ، ارجو ان نكون عند حسن الظن ... محبتي وتقديري ايها الغالي
تعقيب نعيم المعلم
Naim El Moallem الناقد الف يمتاز بتلك الشراهة. يشبع المتلقي المتوسط والمفكر. ان التوفيق. /شكرا للشاعر
 تعقيب جاسم السلمان
Gassim AL-Salman الاستاذ العزيز القاسم
يالهذا الجمال المرعب يصطاد الناصعة من بين الاشكال ومن الواقع المجسد اعتمادا على النظرة الشمولية النقدية واسقاط العبقرية بقياساتها الفنية الاصيلة ومتاعها المستوعب لكل التراث والموروثات والشخصنة بمعالمها وسماتها وحتى غموضها الجمالي المتنأ نق لاغراء النظام الكوني ..
ان من اهم صفات النقد هو الاصغاء لارادة الانسانية وحرفيتها المتوازنة بين معالجة الحياة ومحاولات فهم الادب والعلم بشكل متوازي مدروس . فليس مهما ان يكون النقد منتميا الى العلم حتى ينشط بجرأة وتمتلئ مستودعاته بالقيم الوظيفية والصيغ القانونية وبالطرق الاكاديمية ..وهكذا انت ايها الكريم تاتي بالنقد ليعمق ويثري رؤى ورؤيا المبدع عندما تنفذ الى لاوعيه وتهيج النوع السريع الانفعال .لان الشاعر والكاتب والتشكيلي يرغب في ان يرى المعنى في كل شئ ويغري الناقد قبل المتلقي ويضع امامه كل الاشياء البراقة والفنية التي لابدان تجلب نظره وتكون الخاتمة ابداعا ناضجا تماما .. كنت ابا شرعيا آخر لهذه التحفة الفنية للكبير اباالنعمان واثبت ان المشهد المتحرك المشوش الضخم لوقتنا وعصرنا لابد ان يترك اثرا واضحا وملموسا على الفضاء الخارجي لان النقد هو مفتاح النص والغوص في روحه ليبقيه حيا .. تحياتي ومودتي لكما ايها الكبيران ولكل مبدعي الجمال ؟؟؟

رد كريم القاسم
كريم القاسم كم شوقنا كبير الى هذا التطلع الواعي ، المنغمس في عمق التجربة ، وكم جميل ان يكون الحضور من اصحاب الخبرة ومن الذين يفهمون قيمة الصنعة والمصنوع ... تقبل مني اخي الحبيب الاستاذ جاسم السلمان باقات شكر وامتنان لجمال الطرح ولنبل الحضور ... فائق احترامي وتقديري
تعقيب صباح المالكي
صباح المالكي هاي مختصره😂… .ابدعت استاذ
رد كريم القاسم
كريم القاسم العزيز صباح المالكي ، الذنب ليس ذنبي ، بل ذنب صاحب النص اتى بها مسبعّة الفصول ، والنقد ممكن ان يلج في أكثر من جانب للنص الواحد ... (وانت مازلت بقوة الشباب .. هههه) ...كل المحبة والاحترام ايها الغالي صباح
تعقيب صباح المالكي
صباح المالكي هههه حقك.. اتمنى لكم التوفيق الدائم

تعقيب ربا مسلم
Ruba Msallam القصيدة باذخة جدا تعودنا عليها من شاعر قدير كالاستاذ غازي وتستحق كل اهتمام وان تسلط عليها الاف الاضواء ......مجهود رائع قمت به أستاذ كريم في تحليل هذه القصيدة السامقة استمتعت بهذه القراءة المبدعة والمتمكنة بوركتما ودمتما عنوانا للابداع كل الاحترام والتقدير لكما
رد كريم القاسم
كريم القاسم الكاتبة الرائدة ست ربى ... يسعدنا حضورك ، ويسعدنا هذا الاهتمام وجميل المتابعة ... تقديري واحترامي



صعودا الى الوراء.. بقلم / غازي احمد ابو طبيخ

صعودا الى الوراء..
---------------------
في الليلة
قبل الأخيرة
أذكر...

لحظة كنا والحمراء معا
في خابية عسل
كثيفة
تمنع الحراك
شيء يشبه الخدر
شييء يشبه عناق الخائفين
صيرنا
مثل أجنة الشقائق
هبت علينا وساوس
من جهة النار
غير المقدسة
لم نكن حينها نعلم
أنها ليلة السرار القديمة
لكننا عثرنا رغم كل شيء
على وردة الذاكرة
كنت خلالها
مثل تفاحة فينيقيا المجنحة
اكثر حلولية
من السكر والماء الفائر
أكثر ذوبانا
في ألوان اللازورد
إذ داهمتنا
رياح المجاهل السبعة
فتدحرجنا معا
الى حيث كنا
في نقطة البداية..!!
قلت:
-هل سنبدأ من جديد؟!
قلت:
-هكذا هوالأمر
فالثائرة
ماتزال نائره
والفتون الأولى
حتى الآن
في مركز الدائرة
مدي الي يديك
وافعليها..
دعيني أقبلهما أولا
ثم تعالي
نهبط
على مدرج بابل القديمة
من جديد أيضا......
الليل كما تركناه
والنهار منكفئ
ليس كما عهدناه
قالوا :
-يفسح الطريق
لخلود اللذة الشريدة
-هل يا ترى
سيكتفي بروحه الفادية
من أجل لحظة عابرة
-ليس هذا مرامه ابدا
إنها فرصته المنتظرة
منذ زمن طويل
لن يضيعها هذه المرة
ما رايك
بالهبوط
على مدرج البرج
تعالي معي
انت أجمل منها
هي أدهي منك
تعرف كيف تشعل الفتيل
نعم..
هي أقدر منك
على الذبح الجميل
نعم
فهذه هي المرة السابعة كذلك
بينا ماتزالين
في دوامة (العود الاحمد)!!!
الى الوراء
دائما ,
الى الوراء
بينا اتوسل اليك
أن تفعليها
ونحن معا
في منتصف اللحظة الذاهلة !!!
لا تتأخري..
ولا تصبري..
ماعاد الصبر...نافعا?!
واحذري كثيرا
قبل ان يفوت الاوان...
لا تحذري..
لا تحذري
فقد فات
بعض
الاوان............
(قضي الأمر الذي .....)
سيكون
...
 


وسام الاحمد شاعرة الياسمين نحيا لان في قلوبنا نفحات من عشق تمدنا بالقوه بالامل رغم مراره الواقع وقسوه الحياه ... لنبقى على قيد التنفس والعطاء ...
صباحك ياسمين النقاء سيد الابجدية
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه سيدتي الشاعرة الطيبة أ. وسام الاحمد شاعرة الياسمين.مرحبا بهذه المتابعة الرائعة المتفهمة والمتفاعله..خالص التقدير..سيدتي..

كريم القاسم .
اخي الحبيب الاستاذ غازي ابوطبيخ ... هذه المرة جاء نصك وهو موغل

بالرمزية ، وقد انحازت الرمزية هذه المرة الى الشخصانية ، فأنتجت لوناً

مؤطار بالخصوصية العسيرة الفك ، وهنا محطة فائدة للمتلقي ، حيث ان هكذا

سبك فيه دلالة التأليف السريع المتزامن مع الارهاصات الآنية ، ومتزامناً ايضاً

مع ومضات الذات ، آي ان هذه القصيدة ولِدَتْ كتلة واحده ، وبصورة فجائية

غير قالبلة للزيادة او النقصان ، وخير دليل على ذلك ، ماجاء في خاتمة

المطاف :

" (قضي الأمر الذي .....)

سيكون "

• هذا الخطاب الحكائي نجحتَ فيه عند رسم الهبوط الى الاسفل من

ابراجك التاريخية _ واني اجدك تضع في معظم قصائدك لمسة من

احداثيات تاريخية ، ان كانت بعنوان اسم الجنس بانواعه او اسم الموقع

الجغرافي ، يبدو انها عشق الذاكرة الذي لاينفك ــــ لكن النتائج حالت

دون ذلك فجاء العنوان عاصفاً برسم لنتيجة (صعودا الى الوراء.. )

محبتي وتقديري اخي الحبيب ابا نعمان
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه لا استغرب ان عينا ثاقبة كعين الناقد الاستاذ كريم القاسم تخرق جلدة النص بهذه الفراسة الحاذقه..
لاريب ان مثل هذا التواصل العميق مصدر سعادة كبيرة ابها الغالي..تقديري ومودتي التي تعلم, ..وصح..هذا ما يحصل عادة..مودتي..
علي.ابو.ضحئ الجعفري نص جميل استاذنا الفاضل

...
Suhair Khaled ابدعت سيدي
لن ينقضي الامر الذي
ستبقى عالقا ..عند الوراء

وستكون اضعف
من انتزاع قلب
كلما عصف به الحنين
لاحت له التفاتة
نحو الوراء
 
 
 
 
رد غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه استاذه Suhair Khaled المبدعه..بالغ التقدير لهذه المتابعة العميقة سيدتي..تحياتي..

Ruba Msallam الله روعة أبدعت شاعرنا القدير من أجمل ما قرأت مؤخرا رمزية مدهشة في نص باذخ سلمت الانامل المبدعة وسلم المداد الرشيق
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه المبدعة الراقية أ.Ruba Msallam..كلي ثقة بوعيكم الكبير الكاشف لكل رمز عميق سيدتي..تقديري وبالغ اعتزازي , سيدتي..
حسين ديوان الجبوري كأني بك غيبت في المنافي
سبعا.
وفي عودتك رجعت تبحث ذكرى

تمسك خيطا يوصلك .
لتمسك بما انقطع
حتى يعود كما كان ما قبل الليلة اﻷخيرة
أمنيات أحسبها محبوسة كما أنت
وعندما تنفست الحرية
خرجت دفعة واحدة كيف تبدأ وبأيهم
عدت الى الوراء
لتصنع منها الحقيقة المملوءه باﻻشواق
واكيد كل اﻻمنيات فاعل مجهول
يقبع في قفص الاتهام
ليدافع عن الليلة ما قبل اﻻخيرة

تحياتي استاذ
غازي احمد ابوطبيخ شيخ اﻻدباء
 
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه الحبيب الاستاذ حسين الغالي..
تحية لك اخا وزميلا اولا..
النص بحياته الشخصية يمكن ان يتحول برمته الى غلالة شفيفة تشي بما هو ابعد علي مستوى المشهد الانثروبولوجي الوطني والقومي معا..

هذا يعني اننا في قصر ااحمراء وتحديدا في غرناطة الجميلة عدنا من اعلى الهرم راجعين الى حيكم الحميم حيث بابل المنطلق الاول. .بحثا عن الأشحونةرالأولى, بحثا عن المفاعل العظيم الذي نفح فينا كل هذا التقدم..لكننا حين اصابنا الخدر..فقدنا غرناطة واشبيلية في طرفة عين غافلة ولحظة زمن كارثية , فانهرقنا من هناك هروبا الى الوراء..الى حيث بدأنا مع حواءنا العر اقية القاتلة جمالا ورغبة عشتروت البابلية السومرية الاشورية الفينيقية القرطاجية..ولرب ذبح يقود الى خلود..او يفتح الطريق مرة اخرى الى صعود..
الف تحية لجنابك ايها الغالي..تقديري ..
 

غسان الآدمي اعرف انه عشقٌ صوفي متجذر في قلبك وفروعه في عنان عيونك حتى وان مرّتْ هذه المجاهل السبعة والتي قالت لي العصفورة انها سنوات الأسر التي ابعدتك عن محبوبتك مكانيا لكن ليس روحيا أبدا فلغة التخاطر تسبق لحظات العيون وهي كانت تنقل البريد اشواقاً لا توصف ولكني اتخيل انك تخاطب القصيدة وتسألها الهبوط ومازلت اتتبع آثارك وهي تضيع وتظهر بين هذه الدوامات حتى وقفت وقلت في نفسي ان القصيدة والحبيبة صنوان وكلاهما نبضة في قلب الغازي .

صباحك مودة عميد
آفاق نقديه استاذ غازي احمد ابو طبيخ الغالي
 

بين محفوظ فرج وغازي ابو طبيخ،،،رحلة نص ونص موازي بقلم / جمال قيسي

بين محفوظ فرج وغازي ابو طبيخ،،،رحلة نص ونص موازي
جرأة كبيرة ان يتناول الاستاذ غازي ابو طبيخ شيخ النقاد،،مثل هذا النص ،،ليس من باب التمكن من صعوبة النص معاذ الله ،،والأستاذ شيخ النقاد والأكثر قدرة على ذلك،،لكن مثل هذا النص هو من المحرمات و في مثل هذه الأجواء تناوله ،،فيه نوع من الفدائية ،،وهذا ليس غريباً عليه فهو القدوة الحسنة ،،
 
 
محفوظ فرج ،،هو ليس سعدي يوسف ولا بلند الحيدري،،ولا البياتي ولا النواب،،،ولكن في نصه هذا هو متفوق عليهم،،،من حيث المصير،،ومحمولات الخطاب ،،نعم لدينا الان شعراء كبار مثل عادل سعيد ،،واسعد الجبوري،،فالأول ،،هو أسير المحمول الايديولوجي ،،بعيد عن معطيات القضية الوطنية بصورتها الراهنة ،،بحكم اغترابه،،وكذلك الجبوري،،هو شاعر متعولم ،،والنواب تزوج القضية الفلسطينية ،،وكذلك سعدي يوسف ،،هو في تيهه الاغترابي ،،،هم كبار في الشعر،،،ولكن معطياتهم ظنية ،،غير معيشة،،،اما محفوظ فخطابه حيوي مرتبط بالأرض والوطن من سرته ،،،،
عندما نبحث عن الإجناس الأدبي ،،في نص ما لزم الامر تناول الشاعرية ( بويطيقا = ادبية الادب ) ،،اي بمعنى البحث في النص ان كان مايميزه كأدب،،وليس خطاباً تاريخياً او اجتماعياً او علماً صرف،،،مع ان كل نص ادبي ينطوي على بعد ايديولوجي ( يتضمن فكر خاص به ) ،،وعندما تتحقق لدينا رؤية البنى المكونة ،،نمسك بالسياق عندها تفضي فعاليته التالية الى عملية التناص،،والتأويل ،،وتحقق محفل الخطاب ،،ومن ثم فائض معنى ،،مايميز الجنس الشعري،،هو التهويل ،،والشاعر كونه مهوال كبير ،،يحاول ان يطوق الوقائع ،،ويحولها الى حقائق بمنظومة مفاهيمية رمزية ،،مكثفة،،يسلط الضوء من خلالها على كل العقد التي يراها بعينه الثاقبة ،،ومن ثم يدون بحقائقه احتجاجه ونبؤته ،،لتشكيل هذا العالم المتهول،،الشاعر ابن جماعته حامل همومها وسردياتها ،،ناطق بلغتها ،،ليس الأبجدية. المقعدة فحسب،،وإنما بمحمولات الملفوظات ،،هو متمكن من شحن الملفوظ،،أقصاه ،،نقاش على مسّلة ،،هي جزءٌ من مخيال الجماعة ،،،،وفِي نص الشاعر محفوظ فرج ،،،لدينا تقولات كثيرة ،،سنوجز المهم منها
١- هل النص موضوع البحث هو من جنس الشعر او حتى من الادب ( عندما نذكر نص،،يعني نؤشر وظيفة ) ،،،
النص هو جنس ادبي بامتياز،،ربما فيه خرق للقواعد التقليدية من عروض او تفعيلة الخ،،،غير انه نص شعري ( قصيدة نثر ) ،،وهذا الأسلوب اصبح راسخاً رغم اعتراض الحرس القديم ،،وكما اشرت ،،مايميز الشعر هو التهويل ،،والرمزية،،والكثافة ،،،والتنبير والموسقة ،،،عكس الجنس الروائي والقصصي الذي يعتمد على التخيل ،،،ربما وردت جمل سردية،،،انها محض سرد ولايمكن تنسيبها للسرد الطويل لغياب القص والحكي والمنظور السردي ( الراوي ،المروي، المروي له ) ،،ولكن الشاعرية متحققة ( واشدد على ان معنى الشاعرية هي ادبية الادب ) ،،وفق نموذج ياكبسون هناك ( مرسل،،ومرسل اليه ،، مرجع وقناة توصيل ،،الرسالة )
إذاً هو نص ادبي من جنس الشعر،،،
٢- في الخطاب وفعاليته الإجرائية ،،،يذهب بول ريكور الى ان الخطاب هو كل نص قيد بكتابة ،،والخطاب عنده يتحقق بمحفل طالما تحققت وظيفتين رئيسيتين ،،هما وظيفة الهوية ووظيفة الأسانيد ،،،فالوظيفة الاولى ( الهوية،،كل الأدوات التي يستخدمها صانع الخطاب ،أهمها اللغة او الصيغة الأداتية ،،للتقول،،بالاضافة الى الامكانات التقنية ) ،،ووظيفة الأسانيد هي المجموعة المرجعية لصانع النص من حيث هو كائن اجتماعي ،،وجوده المتميز مرتبط بوعي،،وهذا الوعي جزء من وعي جماعي ،،لذا تكون صيغة الزمان مؤرخنة ،،وجزء من حراك الجماعة التاريخي ،،فالشاعر حال لسان الجماعة في فعاليتهم الثقافية،،وهو صاحب رؤية استشرافية ،،ان تحقق فائض المعنى ،،او الميتا- معنى ،،اي القصديات ذات الهدف التي تحدد مصير الجماعة ،،خلاصة القول ان الشعر هو خطاب المصير
٣- سيمولوجية الملفوظات والجمل ( سيمولوجية / العلامات او الإشارات ،،عندما تكون الكلمة إشارة الى إطار مرجعي ،،اي عندما نسمع اسم ( ذنون ) ،،هذا يعني ان صاحبه من الموصل ،،،او اسم جمال او عبد الناصر فأننا نعرف حامل الاسم هو من مواليد ١٩٥٧ او٥٦ ،،من العراقيين لكون الأجواء القومية والوطنية في العراق كانت متأثرة بشخص جمال عبد الناصر وتأميمه لقناة السويس في ١٩٥٦ ،،،،وهكذا تشكل الكلمات والجمل عمليات احالة أطارية ومرجعية ) نقول ان سيمولوجية الملفوظات تشكل ،،ستراتيجية المصير في الخطاب،،،في المعنى الأولي للخطاب ( القول ) ربما تشكل الجملة الواحدة خطاب،،،لانها تشكل سياقات تام المعنى ،،ولذلك تلعب كل كلمة دور وتؤدي وظيفة،،ومن خلال العلاقات القائمة افقياً بين الملفوظات بالجملة الواحدة والعلاقات الاخرى في ترابط الجمل بعضها ببعض ،،افقياً ،،نستطيع تصور شكل النص،،وربما هناك من يسأل ،،وما هم القارئ بهذا الامر ،،وما هي الفائدة التي يحصل عليها،،،والجواب في غاية البساطة : ان فهم اللعبة الفنية للكتابة ،،ووضوح طريقة عمل البنى وطبيعة علاقاتها تيسر الفهم ،،والتي تؤدي في نهاية المطاف الى تحديد المسافة بين الكاتب ،،والقارئ،،وتكافئ الطرفين ،،مما يتيح تأويل النص وتحقيق اغراضه ،،،ان عدم فهم الشكل ( البنى،،وعلاقاتها ) ،،يعني تسلط المؤلف،،واضمحلال دور القارئ ،،وبالتالي سيكون الأخير خاضعاً للأول ،،ولا تحدث عملية خلق ثقافي ،،
ان طوبوغرافية ،،الفضاء في نص محفوظ فرج ،،تمتد على جغرافية العراق السياسية والتاريخية المعاصرة،،،وصوت الوطني الشريف المقموع،،،فهو عندما يقول ( بغداد تعوم على رؤوس ابنائها) ،،فهو ينفتح الى ما آلت اليه الأوضاع بعد الاحتلال ،،وعدم ظهور نظام حكم وطني،،،مما جعل العاصمة وهي رمز الادارة للعراق في حالة يرثى لها،،،ويستشهد بمؤسساتها المدنية ،،ومرافقها الحيوية سواء بمرأب العلاوي ،،الذي يشكل العقدة التي تنفتح على اجزاء العراق،،،ومنصة التناقل ،،وكذلك باب الشيخ،،ولما يمثله الشيخ عبد القادر ،،كونه رمز المقاومة الاسلامية ،،وصانع الجيل الذي قاوم الغزو الصليبي،،،وكذلك بفنانيها وبالذات مؤسس الفن التشكيلي العراقي عبد القادر الرسام ،،الفنان الذي دون مناظر العراق وارشفها،،وكل هذه الرموز المنتقاة بدقة،،هي عوامل توحد للنسيج الوطني العراقي ،،وهو ابن الموصل البار،،،الذي يمسك بجماليات المدينة وأطرافها ،،سواء بزمار او منطقة الغابات او ربيعة ،،او سوق الصاغة،،او باب الطوب،،،هو يؤرشف حتى لايتخطانا التاريخ ،،ويبقى ممسكاً باللحظات الجميلة في جامعة الموصل ،،ومنطقة المجموعة الثقافية ،،،،
انه نص متفوق،،،وموجع،،،وبالغ الأثر ،،،،وخطاب ثقيل ،،،امتلك اللحظة الراهنة ،،وعذابات الانسان العراقي الشريف ،،الذي يسعى الاخر،،الى طمسه،،،سواء كان الغرب او دول الإقليم ،،او داعش ،،،،،
هو امتلك الحقيقة،،والتي انا بدوري انادي بها،،،ان عمق العراق ليس دول الجوار ولا الحيّز العربي باستثناء سوريا،،ولا الغرب،،،،،عمقه الحقيقي هو نفسه،،،حياك الله سيدي،،وأعانك وأيانا،،على هذا الامتحان العسير،،،،
جمال قيسي / بغداد
نص الشاعر :
----------------
بلّغوها
بلغوها غيابي عن غبطة المنفيين حين يعانقوا ظلالهم في القيظ
بغداد تعوم على رؤوس أبنائها
لم أغازل الاملاق ولم أنحنِ له يوما كم وكم افترشتُ أرصفة باب الشيخ والعلاوي والكفاح وعانقتُ روحي الحبيبة حين ترتكها تحبو وراء النصب واللوحات كنت أخاف عليها من الحسد وادعوها ثم تعود أدراجها راكضة نحوي
بنت عمري هذه التي لوَّحتْها الانبهارات بقصائد البغداديين وريشة ( عبد القادر الرسام )
كنت دائماً أقع في الأسر وتتوالى على أقدامي الأساور
وتتسلل هي إلى محلات التسجيل تنتقي لي قطعة موسيقية تنقلنا إلى ( غابات الموصل )
ثم تتوارى
اسأل عنها
الغادين ونوار اللوز
جذوع الصفصاف
أدخلُ ( زمار) وألقى الحسناوات
يتحلقن حيال النبع
أرأيتنَّ جوان؟
بين شعاب الطرق الملتوية
محلولة شعرٍ تهفو نحو المسك
الذاكي من متنيها
غزلان ( ربيعة)
أصعدُ فوق النبع
تبهرني موسيقاه
صوت الغربة يلتف على صوت عصافير
بلادي
وجوان أشمُّ بقايا رائحةٍ منها
في عيني طفل آوى تحت خيام البرد
( بتلعفر )
يسأل عن أهليه
المح اشراقتها عند تفتُّقِ أول كُمٍّ
يتخبأُ تحت قميصٍ
في جامعة الموصل
المح منها شيئا في سوق
الصاغة
برقُ قلادتها فوق الصدر
خارطة يتعانق فيها النهرين
يبرق دمعٌ يصّاعدُ من عين
امرأةٍ في ( باب الطوب )
تلتف على جرح في القلب تخبأهُ تحت عباءتها
يرطن في أذنيها جنديٌّ ألفت لهجته
لكن لا تفهمها
محفوظ فرج
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
 
آفاق نقديه هكذا ابا سرى الناقد الكبير..
ذلك لأن النص المهم سيظل مكظوما مكلوما مكعوما اذا لم تمتد اليه الايادي الراسخة من اجل تحريكه وتنشيط دورة استحالة حياته..
ومازلت اتذكر بدهشة كبيرة كيف وقف مايكل انجلو على راس تمثاله الكبير..موسى..في باب الفاتيكان, حاملا مطرقة النحات الاعظم ..ليكشف الستار امام الالوف الشاخصه فيظهر التمثال العظيم..حيث يهوي بمطرقته على راسه صارخا بقوة راحت ترددها جنبات المعبد اليسوعي الاعظم:

- إنطق.........
ولم يتوقف الناس..واعني وعاة الناس, عن الشخوص , ولا عن تحليل الكلمه..
- انطق اذن ايها النص المنيف..وليكن الطوفان..
ومرحبا بزوايا النظر المتنوعة مادامت في خدمة الغرض الحضاري عامة وخدمة النص الجميل خاصة..ذلك ما نسعى اليه دائما..
كل التقدير اخي الناقد المعمق الاستاذ جمال قيسي العزيز..
سننقل النص كاملا..نقدا وقصيدا الى صفحتنا افاق نقديه مع الوداد الخالص..تحياتي..
 

الأربعاء، 29 مارس 2017

من وحيِّ الجامعة العربية بقلم كريم القاسم

 
من وحيِّ الجامعة العربية
 
 
 
 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يَعدْ سِرّاً مِن الأسرار،
الصحافة تقول :
يهوى مُعايشة الأباعر والأبل ،...

يغازل عطر الغرب ،
كي يجلب الشعير لرغيف الخبز ،
ويخزن الدولار .
سيهبط في المطار .
ــ نلتقي بضيفنا
الحمار
إنه يحبُ الشِعرَ
ويقرأُ روايةً عنوانها (الأشرار) .
هوَ لا يفقهُ نَظم القوافي ،
ولايفقه فَـنّ الحِوار ،
لكنه يحب الأدب.
هو الذي صرَّحَ بهذا ،
في ندوة الساعة العاشرة
من ذاك النهار .
***********
الكلُّ مُعجَبٌ بالخُطَبِ
مِنْ على شاشاتنا العربية .
النسرُ شِعار ،
النشيد الوطني ،
موسيقى القِرَب ،
وموجز الاخبار .
نَطقَ بحروفٍ اجنبية ،
إندهشَ الجميع .
هو لايملك الهوية ،
وصوت تصفيق
يدوي في القاعة الكبرى
لروعةِ النهيق .
***********
بعد جلسة الافتتاح العريض ،
أَنهَكَـتهُ السياسة والترويض .
نَزَعَ اللجام .
خَلَعَ عن ذاتهِ مواضع الأكمام ،
ذَرْعها سبعة أشبار.
إتصالٌ هاتفي :
صاحبُ الجلالةِ ، هَجَمَ الأشرار ،
أُحرَقوا النخيل ،
هَـتَـكوا الستار ،
وغابَ النهار ،
يُرجى حضوركم على عَجَلٍ ،
فأنتَ صاحب الحِكمةِ والقرار .
***********
عبادُ الله متجمعون حول المطار .
يصفقون ،
ويهتفون :
اهلاً بحامي الديار .
فضائياتُنا العربية تُهَـدِّد ،
وتطلق الانذار .
نشيدنا الوطني
العزف أَتعَبهُ ،
والخجل أرهَقه ،
فهل بعد النشيد إنتصار.. ؟
ويبرزُ الحمار
في خطبةٍ عصماء ،
يعتذرُ لشعبهِ المختار :
أقولُ لكم ، للمرة (الثامنة والعشرين) ،
لاطاقة لي بالمبارزةِ والحروب ،
لاعِلم لي بقوانينِ المصارعةِ والشجار ،
انتخبوا غيري ،
اما قَرَأتم في كتاب الله
أنا حمار ،
خُـلـِقـتُ لأحمل الأسفار .
تَفَـرَقتْ الجموع ،
لينتخبوا غَيـرَهُ حمار

شاعر من الطراز الاول: قراءة نقدية لقصيدة الشاعر محفوظ فرج(بلغوها) بقلم الناقدغازي احمد ابو طبيخ

شاعر من الطراز الاول:
***************
اخي الشاعر محفوظ فرج المبدع..
الامر معك يختلف كثيرا ليس علي صعيد الموضوعة مع روعتها وجاذبيتها وعمقها الشعوري الانساني المفعم بالبراءات الناضجة النادرة المثال , والمصداقية الحافلة بالذاكرة الجمعية الحية , حد الإكتناز بالحيوات اليومية لكل منا ماضويا وربما حاضرا ايضا..
ولكن ما يذهلني بفرادته هذاالمدور الإيقاعي الخالي من الفجوات الموسيقية الذي ماعاد يجيده الا القليل القليل من شعراء المرحلة المتأخره..
هنا تبرز قصيدة الدائرة العروضية بأبهى واروع اشكالها, فلا حاجز يمنع تداخل بحور المتفق كما حصل هنا الا وحدة الايقاع..
نحن مع هذا النص في الواقع نجد انفسنا وجها لوجه مع شعراء المرحلة الستينية والسبعينية العظام, كحسب وسعدي ويوسف وبلند ودرويش وادونيس ونزارودنقل ووووووكلهم كواكب تلك المرحلة المتخمة بالشعرية الكبيره..
الشاعر محفوظ فرج غريب اذن وسط واقع شعري مصاب بالكثير من التراجعات..حد الدعوة الى مغادرة اي شكل من اشكال الحضور الموسيقي في النص الشعري,وكانه بات نوعا من التراجع الى الوراء..وهذا والحق يقال هو محاولة لإخفاء العجز الكبير في الموهبتين الموسبقية والشعرية..
وها نحن بإزاء نص مفكر بل حر حتى في لغته التي تقارب السرد الروائي, ولا اقصد القص, وإنما اعني تبني الشاعر لشخصية الراوية في داخل النص الشعري المشبع بالشعريه القوية الحضور..
وهذا بدوره يمنح شعورا باكتمال دائرة الوعي الإبداعي لدى شاعرنا المميز..كما وينم عن قدرة النص المموسق على ان يفعل ماتفعله النصوص النثرية من الغور في اعماق النفس والفكر معا..
من هنا , يمكن لنا التأكيد مجددا..ان الشعر هو الشعر, بأية ثياب نزل , ولايجوز , بل من الغريب حقا الدعوة الى التنازل عن اي طراز من طرازاته التي اثبتت نجاحها في تحقيق المعادلة الابداعيه..
فلكل طراز شريحته ودعاته ومحبوه, كما وان كلا منها قد سجل حضورا كبيرا في محفل الخلود الجليل..
وبدلا من هذه الدعوات الغريبة , دعونا نمنح الحرية للشاعر في ان يكتب كما يشاء, وعلى اي طراز يرغب..وقد يكتب ذات الشاعر على علي كل الطرازات بحسب طبيعة اللحظة الراهنة التي دفعت او احاطت بالنص الشعري الراهن نشوء وارتقاء..وقد يكون خياره نثريا وقد يكون موزونا..وقد يكون النثري مموسقا وقد لايكون..
مانبحث عنه في النص الشعري هو (الشعرية)..والشعرية لاتتحقق ابدا بالفكر العقلي المحض, وإنما بالفكر الفني المحض, وهذا بدوره لايعني الا الإشراق, والاشراق تفكير بالروح, مغمس باكثر احوال النشاط النفساني حيوية وعمقا..
هذا يعني انه لاشعر مطلقا بلا مشاعر, مطلقا..لان حقيقة الشعر تنبع من ارتباطه بالمشاعر, بل انطلاقه منها على وجه التحديد..
ايها الشاعر الجميل, لقد اجدت اجادة كبيرة, وهذا خالص تقديري وبالغ اعتزازي..تحياتي..
*****************************
***
*
نص الشاعر :
----------------
بلّغوها
بلغوها غيابي عن غبطة المنفيين حين يعانقوا ظلالهم في القيظ
بغداد تعوم على رؤوس أبنائها
لم أغازل الاملاق ولم أنحنِ له يوما كم وكم افترشتُ أرصفة باب الشيخ والعلاوي والكفاح وعانقتُ روحي الحبيبة حين ترتكها تحبو وراء النصب واللوحات كنت أخاف عليها من الحسد وادعوها ثم تعود أدراجها راكضة نحوي
بنت عمري هذه التي لوَّحتْها الانبهارات بقصائد البغداديين وريشة ( عبد القادر الرسام )
كنت دائماً أقع في الأسر وتتوالى على أقدامي الأساور
وتتسلل هي إلى محلات التسجيل تنتقي لي قطعة موسيقية تنقلنا إلى ( غابات الموصل )
ثم تتوارى
اسأل عنها
الغادين ونوار اللوز
جذوع الصفصاف
أدخلُ ( زمار) وألقى الحسناوات
يتحلقن حيال النبع
أرأيتنَّ جوان؟
بين شعاب الطرق الملتوية
محلولة شعرٍ تهفو نحو المسك
الذاكي من متنيها
غزلان ( ربيعة)
أصعدُ فوق النبع
تبهرني موسيقاه
صوت الغربة يلتف على صوت عصافير
بلادي
وجوان أشمُّ بقايا رائحةٍ منها
في عيني طفل آوى تحت خيام البرد
( بتلعفر )
يسأل عن أهليه
المح اشراقتها عند تفتُّقِ أول كُمٍّ
يتخبأُ تحت قميصٍ
في جامعة الموصل
المح منها شيئا في سوق
الصاغة
برقُ قلادتها فوق الصدر
خارطة يتعانق فيها النهرين
يبرق دمعٌ يصّاعدُ من عين
امرأةٍ في ( باب الطوب )
تلتف على جرح في القلب تخبأهُ تحت عباءتها
يرطن في أذنيها جنديٌّ ألفت لهجته
لكن لا تفهمها
محفوظ فرج
 
تعقيب الناقد تحسين
الناقد تحسين طبعا غزل استاذنا الكبير غازي ابو طبيخ هذا النص واصلنا الى الشعرية التي قد يقاس به النصوص الماتعة لتاخذ حيدانها نحنو القصائد التي يشار لها في البنان .حقيقة قراة غهذا النص فية من النوعية مالا نجده بهذا الكلم في اللغة الشعريه قد يصادف الشاعر عند كتابة النص مفردات بكر يضعها حيث في عين القصيد لتكون له راية يتسمر لها العين والقلب معا وهذا بمتلك تلك الصفات وان كان الايحاء الذي جعله الشاعر فيها يتناقص لان الجديد قد لا تدمنه العاطفة كثيرا ولكن التكرار يفي بالغرض . هناك تكوين بديع في حالة الوصف الوجدانية التي ابدع الشاعر فيها وهي بالمناسبة تعتبر ساحته ليمد حرفه بها ما استطاع ليكون. عاشقا بحق تفوح منه رائحة الارز. ولاريفى في هذا النص الاسلوب السردي المتبع في بعض هذا النص فانه اعتاد عن الابتعاد عنه قليلا ثم مابرحة ان يعاود الكرة ثم الكرة ليكون النص تجريديا بحتا ولكن الحالة العامة تستوجب التوضيح حتى لا تضيع وحدة الموضوع ...جمال خلاق تحيه لك استاذي الماتع غازي ابو طبيح وتحيه للشاعر ....تحسين
 
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه يشوقنا حضورك اخي وزميلي الناقد تحسين الغالي..
اضافات كريمه..جزاك الله خيرا..كل التقدير استاذ..رفع الله قدرك وزادك الهاما, ايها الغالي..
 
تعقيب  غالب العلواني
غالب العلواني استاذي الفاضل تحيه خاصه لك ذكرناك في جلسه مع الدكتور كاتب القصه اخ الشاعر حيث تحدثو عن كرمك ونيل اخلاقك
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه اخي الاستاذ غالب العلواني الحبيب..تحية لك من الاعماق..كما ولا انسى الاخ الدكتور بوافر الاحترام والتقدير..خالص اعتزازي استاذ غالب..
تعقيب  غالب العلواني
غالب العلواني الله كم مشتاق اليك ولكنك سريع الرحيل كطائر جميل

السبت، 25 مارس 2017

ارتبط نشوء الرواية وتطورها بنشوء المدينة الأوربية بقلم / د. عبد الهادي الطعان

ارتبط نشوء الرواية وتطورها بنشوء المدينة الأوربية وتطورها فهي الوليد الشرعي لتلك المدينة التي هي اليوم في حالة تطور وبايقاع مذهل ومتسارع على جميع المستويات .
ف...الرواية بوصفها نتاج قصصي مكتوب ظهر مع ظهور الطباعة بمعنى أنّها ظهرت على الورق بخلاف الشعر الذي نشأ شفاهياً . فالرواية لا تنمو وتتطور إلّا في وسط مجتمع راسخ في المدنيّة وهو الأمر الذي لم يتكون بوضوح في الوطن العربي . استناداً إلى ذلك ماذا نسمي ظاهرة كتابة الرواية في العراق والوطن العربي بشكل ملفت للنظر بحيث " أصبحت الروايات تتناسل كالفطر وأصبح الروائيون الجدد باختلاف مسمياتهم وتصنيفاتهم ومدى جودة أعمالهم وهم أكثر من أن يتم حصرهم عدداَ نجوماً لامعين في سماء الثقافة والمجتمع " ؟ ! .

ثورة من اجل اعلان الولاء / قراءة في قصيدة نائلة طاهر ( ثنائية ) بقلم / جمال قيسي

ثورة من اجل اعلان الولاء / قراءة في قصيدة نائلة طاهر ( ثنائية )
في سماء ذات بروج،،،قصية عن الواقع،،،معراجها الوعي،،لاغير،،،خيال شاعر طاغٍ،،،من شدة الوجد والجنون،،،خيط رفيع وبعد تمسي تلك القصية بمتناول يديه،،وملك قصيدته ،،،بل ربما استطاعت الشاعرة نائلة طاهر ،،من ان تجند الملائكة ،،،الكبار منهم ،،،لانها تتكلم بلغتهم،،،،وتماهت معهم لانها تمارس التوصيف ،،للفعالية التي لايمتلكها غيرهم ،،الان اقتنعت،،ان الشعر كفر ،،عندما يبلغ أقصاه ،،،الشاعر مهوال وخصم عتيد ،،ومحتال كبير،،يخت...بئ تارة بثوب قديس ،،او زاهد منقطع للعبادة ،، ويعلل الامر بالتوحد مع الذات الإلهية ،،،بل ربما هو مؤمن ،،لكن على طريقته،،وغير مبالي بأي رسالة من نبي،،،لانه يعتبر نفسه نداً،،،ومتفوقاً،،على اي نبي،،،ساحر من طراز خاص،،،يتلاعب بالكلمات ،،ويُسخْرها،،ببلاغاته ،،نعم القصائد بلاغات أخروية ،،،لذلك كانت الخصومة بين النبوة والشعر،،،ونائلة ومن تحب،،وضعته بمكان جِبْرِيل ،،واشهرت الولاء ،،لانه اخذها كلها ،،،لم تعد هناك أهمية للتاريخ ،،او الملك ،،حتى وان كانت أميرة ،،لانه قبلتها،،،وتنازلت عن الباقيات الأربعة ( سبحان الله ،الحمد لله، لا اله الا الله ،الله أكبر ) ،،،انها تنهج طريقة استشراقية جديدة،،،وتبلغ عن رسالة تامة بالنسبة لها،،،
اما من ناحية النص ( الوظيفة ) ،،القصيدة دينامية ،،والبنى فعالة،،،بحكم الفواعل الكثيرة ،،المتوازنة في حراكها،،،مع تأثيث وصفي ،،رغم ان الفضاء هو ذاتها ،،وهذه تحسب لها ،،ونجحت في أضفاء الصيغ الحوارية ،،لتنتقل بالنص ،،الى الواجهة السردية ،،مع انها نجوى من الم عميق ،،و اشهار للخضوع ،، نوع من العشق الذي لم يخبره غير المتصوفة،،مع اختلاف الحبيب،،،ولم تتخلى عن ثقافتها ،،ومعرفتها الحداثوية ،،،لدرجة انها ابدعت برسم لوحة ،،بمنتهى النضوج ،،،خطاب هادر،،،ينقل اعلى توترات الوجد،،،والساكن في ثوابته ،،،ثورة من نوع جديد،،غايتها تاكيد الولاء لمن تثور عليه،،

جمال قيسي / بغداد
--ثنائية --
◇نازل
رويدا...
من سماء بعيدة
كل شيء على يدي
كلّ ما لم ترَ العين
أو تسمع الأذن
ها هنا..
في يدي..!!
ليس من غاية في الخطاب
أو ..
صورة في ماوراء الحجاب..
كلّ ما في رئة المستحيل
ها هنا مودع فيك سيدتي
ختم الحواري بصمة
من زمن المثال
استوى في يدي..
قلت...
هذا أول المهر
سفير لما كان
وكل ما يزدحم من حميم
خذيه أميرة قلبي
التي لم تكن
أو ربما لن تكون
على مسرح واحد
هنا في يدي....
~~~~
◇أوَ ترى يدي
تلمح ظلي في كفيك ..؟
إن لم تكن تبصره أنت
فقد رأيتَه
تذكّر و أنت في حضرتي
كنتَ تبرق بانكسار
تترك نَداك والغياب ...
أما أنا...
فلازلتُ أخطو إليك
حتى و إن..
قصفت الحروف أصابعي
التي تكتبك،
لازلتُ أذكر
يوم قلتَ ...
حِناؤكِ كبدي
وشوق جنانك
في قلبي آبد...
يا سيدي....
تَرَاني
أسبق الذاكرة للتاريخ
أبتغي الإمارة الشاملة
أمنع الذكرى ..
مع الملك أشتهيك وِجهة أولى
لست أبالي
بضياع الأربع الباقيات
و لا برمل الفجيعة
إن أخذني منك
...


التعليقات
الناقد تحسين اسال الله السلامة

نائلة طاهر مساء الخير ناقدنا

الناقد تحسين مساء سعيد استاذه نائلة طاهر
علي.ابو.ضحئ الجعفري احسنت استاذ جمال في النقد. وكتبت
قصيده. موازيه. للنص. ومن وجهة نظري. افضل من النص. لان هذا اللون من الشعر فقد مفعوله. واكتسحته قصائد النثر الحديثه. وقصائد فاضل العزاوي. وخزعل الماجدي وزاهر الجيزاني. وكمال سبتي ومحمد جاسم مظلوم واحمد عبد الحسين. وباقي شعراء الحداثه العراقيين. لانهم افظل شعراء الحداثه العربيه

نائلة طاهر

علي.ابو.ضحئ الجعفري ست نائله. انتي شاعره صادقه. وهذا. خطأ ..يجب ان يكون الشاعر. كاذبا. ليقدم. اغذية الخيال. للمتلقي. وثانيا. يجب ان يعالج الشعر الوجود الانساني المجرد من الانتمائات المحليه. والمجتمعيه. ومثال الشعراء. العالمين. مثل سان جون بيرس. واكتفيو باث. واليوت. والرائي العضيم سرفاناس. والعربي ادونيس.
والشعراء العراقين الكبار السياب وخزعل الماجدي. وزاهر الجيزاني. ومحمد تركي النصار وكمال سبتي وسلام كاظم وسهام جبار ونصيف الناصري
نائلة طاهر تناقش فكرتك وبها إضافة ومبحث كامل .هل على الشاعر أن يكون صادقا أو كاذبا ليستحق صفة الشعرية .؟فعلا الموضوع يستحق البحث.
من ناحيتي اخترت الصدق عمدا ولي فيه مآرب .
شكرا عميقا شاعرنا

علي.ابو.ضحئ الجعفري اقرأي لما ذكرت من الشعراء وستجدي الشعر الحقيقي. واقرأي الشعر الامريكي المعاصر ستجدي الشعر واقرأي. لابو القاسم الشابي ستجدي الشعر واقرأي. للسياب وشعراء الواحده. واقرأي لشعراء التربادو او اقرأي للعزاوي. او المعلقات. او سان بيرس

علي.ابو.ضحئ الجعفري هذا مقطع. من قصبدة في بوتقة المبيد/مازال الانسان يأخذ موعدا للتأكل ويخبر الازهار. يقرأ كتب الاحتمالات. ليهذي مع الهواء. المستعمل. ويشارك في سباق الوقوف على الرأس. بعدها يقدم اعتاذرا الى العقل.

علي.ابو.ضحئ الجعفري القصيدة مهداة الى الدكتورة.
 
ايمن حامد الله الله
سلمت الشاعره ودام لنا ناقدنا الفذ منتهى التقدير

نائلة طاهر شكرا اخي .



نائلة طاهر أولا شكرا لاختيارك نصي واخضاعه للتحليل والسفر الموازي العميق شرف لي هذا الانتقاء
لي عودة للحوار ومحاولة الرد على ما تفضلتم به كما تعودتم من فيض فكر ونور .
تقديري واعتزازي بكم ناقدا وأدبيا
نائلة طاهر أخاف أن أقول اني أرى تجليات بالنقد وليس تحليلات فأتهم بالغرور لأن النقد يخص نصي.رايت أحد الإخوة الشعراء يقول ان هذا العمل النقدي هو نص موازي لنصي .في الواقع لا هو ليس نصا موازيا إذ أن هذا التحليل في الصفة هو تحليل أدبي علمي كامل وشامل الرؤى. وإنما الأسلوب الذي اعتمده القيسي الكبير اليوم في التحليل اختلف كثيرا حتى تفوق النقد من ناحية متعة القراءة على النص نفسه . كنت من قبل اقول ان الناقد مثله مثل الجراح الماهر يستعمل مشرطه لإبراز كل مكامن النص الأسلوبية والمضامين ،والقيسي اليوم لم يكتف بتلك المهمة وإنما أقبل على النص بمشرط آخر أظنه مختلفا وهو مشرط طبيب التجميل .صدقا ناقدنا انت من رسم الصورة الفنية لنصي وانت من أرادها صورة تشكيلية زاخرة بالمضامين جالبة للنظر .
وأنا أقرأ تحليلك ناقدنا وسأكون صريحة، صدمت ،إذ القيسي (رغم العشرة الطيبة والتواصل الفكري السابق بمجموعتنا) لا يعرف مراجعي الفكرية ولا قناعاتي ،صدمت بانني أمام عينيه الناقدة صرت شفافة إلى حد أجاد فيه التكلم عوضا عني دون أن يعرف عني ،وقد كان خوفي الكبير أن لا يفهم أحد الأبعاد الخفية لكتاباتي فليس كل ما نهذي به قابل للفهم إلا إذا كان الذي يستمع إليك ساحر .من قبل كنت أطلقت على أستاذي غازي أحمد أبو طبيخ لقب العراف وهو فعلا كذلك ،واليوم انا أمام الساحر جمال القيسي ، ليس مجاملة وإنما انبهار مني بمن تمكن من الوصول إلى أدق التفاصيل الفكرية التي أؤمن بها وأحاول تجسيدها كلمات شعرية غير محدودة بالجهات الأربع .تلك الجهات التي اكتشفت انت بعض مسمياتها كناقد و لكنها مازالت تحتمل مسميات أكثر .
البلاغة سيدي في شعر النثر لا يفقهها الكاتب أحيانا ولا القارئ جل الحين ،يفقهها وبشدة النقاد امثالك .وانتم فقط من تسندون شارة العبور لمن خالف قوانين المرور منا لذلك اكتفيت في هذه المرحلة من مسيرتي الشعرية بكم وركنت إلى هدوء معكم من شأنه أن يتواءم مع صخب العقل والفكر .المسألة وانت أدركتها أيها الساحر مسألة وعي كوني ،الموضوع هو شاعر يكتب الوجود كله مختزلا في شخص واحد أو موضوعة واحدة ،شاعر يمثل هذا الكون الذي يبدو منسجما والحقيقة هو شديد التناقض لذلك اكتبه ولذلك أردت أن أتلمس طريقة للاختلاف تستحدث الحداثة نفسها في ظل استهلاك هذه القيمة نفسها وفي ظل استسهال كتابة قصيدة النثر من قبل البعض .
الوعي سيدي قضيتنا وإني لمحظوظة جدا بأن القدر وضع في طريقي من يشاركني الفكرة ويحاول أن يقرب المفاهيم التي بنصوصي للقارئ وسيكتب التاريخ إن دون التاريخ اسمي فضلكم في ذلك .
تقديري الكبير ليس لأنك تناولت النص بالتحليل فقط وإنما لأنك جئت محملا بالجديد جئت بتأطير نظري لما كتب و بنموذج لنقد أدبي قراءته تحقق متعة روحية وفكرية كاملة وهذا يشكل إضافة للنقد نفسه الذي لا بد أن يبتعد عن الجفاف ليرغب به القارئ ولا تبقى النظريات النقدية حكرا على من احترفها أو لمن كان محظوظا بأن تناولوا نصوصه بالنقد
 

غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه هل من جديد اذا قلنا أن الناقد والروائي الأستاذ جمال القيسي الرائع كان قد وضع يده بحرفنة بليغة وعمبقة على كل الاعماق الرؤيوية للشاعرة الكبيرة نائلة طاهر,?
كان مبحثا راقيا فعلا اخي ابا سرى الكبير..يارب يمنحك الصحة والعافية لكي نستفيد من هدا العطاء الثر ..لطفا اسمح لنا بالمشاركة مع خالص الود وعظيم التقدير..تحياتي ..

نائلة طاهر قلت انه ابهرني
ولم أقل انه فاجأني أيضا ..لأن القيسي أستاذي غازي كان يحجم عن تناول نصوصي وككل كاتبة لها بعض الرهبة خفت من قبل أن لا يكون مستوى نصوصي مستوفيا للشروط الفكرية لدى القيسي .
سعيدة بأن يجد نصي هذا صدى لديه بعد .

Jamal Kyse تحياتي ابو نعمان،،،مشتاقين سيدي،،،
Suhair Khaled عزيزتي نائلة طاهر..ربما كنت اول من قرء ماكتبت .وقد ابهرني انتقاء الكلمات وترتيبها لتتخذ لوحة يمكن النظر لها من كل الجوانب..وكل جانب يحوي تفسير مغاير للاخر ..حاولت ان اكتب لك ولكني عجزت ان استشف الغيب خلف ماكتبت ففضلت الصمت امام روعة ماكتبت ..لاتعتبري صمتي هذا هو قصور في الفهم..لاننا مثلك احيانا ننتهج ذات الاسلوب نفسه (فليس كل مانهذي به قابل للفهم إلا اذا ...)
احيانا نتقصد ان يكون هناك ساحر واحد هو المعني بفك طلاسم اعجاز الكلمه او المشاعر ..
حاولت ان اعلق لك في بداية نشرك للقصيده ..ولكني تراجعت رغم اني وقفت اتأملها اكثر من مرة ..حتى اني عجزت ان اكتب لك (روعة )لاني لم اكن اريد ان اسجل فقط مجرد اطراء بلا روح امام نص يحتمل اكثر من مسمى كما في
لست ابالي
بضياع الاربع الباقيات
ولابرمل الفجيعه
ان اخذني منك
تحياتي العزيزه المبدعه نائله ..وتحياتي للاخ ابو سرى

نائلة طاهر غاليتي صدقيني لا ابحث عن تعليقات وانت ترين صفحتي لا نشاط بها .انا لما نشوف لايك منك فقط نعرف انك قرأت فأفرح لأن هناك أسماء معينة تهمني. واعرف مدى التجاوب الفكري بيننا .وعلى يقين انه لك وجهة نظر قيمة أيضا .اسعدتني بالتفسير لأنه يدل اني أعني لك وهذا يكفي
محبتي، غالية، سهير .🌷

Suhair Khaled كوني على ثقه اخت نائله رغم الفتره القصيره في صفحة افاق نقدية..كان لكم وقع كبير في داخلي

Esam Nasrallah تحليل رائع أستاذنا ونص يضج بوصوف صوفية برؤى شعرية مبتكرة ذكرتني بالفتوحات المكية

نائلة طاهر شكرا شاعرنا

Esam Nasrallah لك خالص احترامنا وتقديرنا لقلمك اللؤلؤي أستاذه نائلة طاهر

Brhan Ha مهنتكم العثور على الدرر قواكم الله وبارك بكم وتحية وتهاني لشاعرتنا نائله


أحمد البدري قصيدة تستحق الابحار الحسي والاندماج الى ما وراء المعاني لاستاذنا القيسي الكبير……لا نستطيع هنا في المقام ان نضيف شيء ولكن لنا التعليق البسيط ان كل قارئ للقصيد يتكون لديه انطباع اولى يطفو على سطح الشعور يتملكه بعد الانتهاء من الابحار في المعاني ..لذا شعرت بأن هناك ألم عميق ودفين في جانب مظلم وقصي عن عيون السفير يمارس ثورة الذات العشقية المتأصلة في جذور الشاعرة لتملّك الحبيب مرة اخرى وأخرى والسير اليه بخطى الحريق وانتشاله منها اليها ليكون في ثنائية روح تحدّث نفسها وهو نفسها كإلهام الأنبياء لتشرق في كل حين في مملكته دون منازع… تحياتي وثنائي لكم…

نائلة طاهر لكم التعليق العميق فكل من يدخل هنا من أصدقاء له الكفاءة الكاملة على التجذيف بين الأمواج الهادئة أو الصاخبة للكلمات.
للقصيدة أوجه عدة انا نفسي لا أعرف أقصاها وبعض ما ذكرت بأسلوبك المميز موجود .لذلك اشكرك على التواجد المثمر وعلى ما اوليت نصي من تحليل عميق .
احترامي شاعرنا


Ahmad Alsheble نعم أبحر الاستاذ القيسي وأنتج نصا مفارقا غنيا ودسما من وحي القصيدة وهو الناقد والأديب لغة جميلة وأسلوب متميز بثقافته الموسوعية فهو يتكلم عن الشاعر من حيث هو مبحر في أعماق الأبدية ينهل من الباب الطافي على الأفق في مغامرته الوجودية . نعم النص حوارية وجدانية جميلة بلغة اشراقية شفافة ورقيقة تعبر عن مكنونات النفس العاشقة المتشبعة بالحب والمنظلقة في آفاق الجمال .شكرا للاستاذ القيسي وشكرا للشاعرة نائلة طاهر .

نائلة طاهر عميق امتناني شاعرنا على الحضور المميز