الاثنين، 10 يوليو 2017

العروض والضرب في الشعر العربي بقلم / شاكر الخياط

العروض والضرب في الشعر العربي
*****************



والعروض هنا لا نقصد به (علم العروض) انما سناتي الى شرحه لاحقا..
الفرق بين كلمة (العروض ) و( الضرب) في الشعر العربي فرق كبير وكل له هويته التي يجب ان يتحلى بها، والعروض هو الكلمة التي ينتهي بها الصدر( آخر تفعيلة من الشطر الاول اي الصدر)، والضرب هو الكلمة التي ينتهي بها العجز وتحمل القافية ( آخر تفعيلة من الشطر الثاني اي العجز)...
وقد لاحظت من خلال متابعتنا لبعض الاعمال الشعرية المنشورة هنا في ( آفاق نقدية) الميمونة وفي بعض الصفحات الخاصة قصائد جميلة ومحاولات شعرية اخرى جميلة وفيها ملامح ابداعية وجمالية عالية بل ان بعضها يستهوي الناقد في ان يقول فيها وبشكل دراسة لبعضها، الملاحظة هي عدم انتباه الشاعر لمسالة غاية في الاهمية وهو التشابه بعض الاحيان وفي بعض القصائد بين الضرب والعروض وهذا ينسحب على الشاعر بالضعف بل يوحي بان الشاعر الكاتب للنص في عدم مراعاته لهذا الموضوع قد المح انه قليل الاطلاع على خصوصيات وحيثيات الشعر العربي وخصوصا العمود منه...
ولكي لايلتبس الموضوع بالفهم على الآخرين نقول:
من الامور المستحسن اتباعها في الشعر العربي ( القريض) هو اتباع االضرب للعروض في البيت الاول وهذا مانسميه التصريعكما في :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ ..... متيم اثرها لم يفدَ مكبولُ
فالقصيدة هنا لامية، لان حرف الروي او القافية جاءت لام مرفوعة ، بعد هذا المطلع اي في البيت الثاني يستحسن ان تتغير تفعيلة العروض وهذا ما اتفقت عليه العرب وهو من الناحية الفنية اجمل واقرب للابداع من الابقاء على نفس التفعيلة، وبعدها ستأخذ باقي الابيات تفعيلة العروض للبيت الثاني الى نهاية القصيدة...
اذا اين الاشكال او باب الضعف فيما نريد توضيحه:
هناك من القصائد ما اعتمد الالف المطلقة مضافا الى كلمة الروي مثل جبالا، وبالا، مآلا... الخ، او اختار واو الجماعة على سبيل المثال لا الحصر لتبسيط الشرح، مثلا : كتبوا، ذهبوا، نهبوا، وهلم جرا، هنا مثلما لايخفى على العارفين خصوصيات هذا التشكيل وهو يعني ان القافية الاصلية للبيت الاول هي اللام في ( جبالا، وبالا، مآلا) وما الالف الا للاطلاق، وما القافية في الثاني ( كتبوا، وهبوا، ذهبوا، نهبوا) الا الباء وما الالف وهي مع الواو الا للاطلاق..
مما تقدم اود ان اشير الى الفرق بين العروض والضرب، ان البيت الشعري في القصيدة وبعد البيت الاول ( المصرع او المطلع) وهو كما يقال المُقَفَّى: وهو البيت الذي وافقت عروضُه ضربَه في الوزن والروي دون لجوء إلى تغيير في العَروض.
ومن أمثلته قول الشاعر:
السيفُ أصدق أَنباءً من الكتبِ ** في حدِّهِ الحدُّ بين الجِدِّ واللَّعِبِ
لايستحسن في الابيات التي تلي الى الخاتمة ان نطلق فيها الحرف الاخير من الكلمة او من التفعيلة الاخيرة في العروض، لانه من وجهة نظري يعتبر ضعفا فنيا يستحسن ان يبتعد عنه الشاعر ولو انالملاحظة هذه لم تكن عند الشعراء ذوي الخبرة العالية لانهم يتجنبون هذا، في حين ان كلامي وعلى ما اعتقد سيشمل بالنصح من هم لازالوا في طور النضوج وهو ليس عيبا وليس محرما كما ان ماذكرته ليس الزاما او تشريعا يعتبر من خالفه غير مبدع اطلاقا...
والملاحظ ان الامر تواجد اكثر في المقطوعات الشعرية التي تزيد عن بيتين ولا تتعدى الستة لبعض الكتاب، وبعض القصائد القليلة في الحقيقة،،
وهنا بودي ان اشير الى ان هذه الملاحظة ربما شملت من استخدم التقفية المتباعدة بالنسبة للشعر الحر، حيث ان القطع والتنوين للحركات الثلاث والسكون هم الابلغ والاجمل في الاستخدام من الاطلاق، على ان صفة الاطلاق هي اجمل بالنسبة للروي في عجز البيت كقافية افضل منها في صدره ،
ماذكرناه هو نصيحة واجبة الانتباه...
مع خالص اعتباري

هناك تعليق واحد: