السبت، 31 ديسمبر 2016

إضاءة على نصّ (هل) للشّاعر منهل حسن . بقلم: أ. أسامة حيدر .. مجلة: آفاق نقدية


عندما يموت العدل يسير الضّعفاء على غير هدى باحثين لهم عن لقمة عيش تسدّ الرّمق وتمسك الحياة . وستلتصق بهم عشرات الصفات من ذلّ وجوع ومسكنة وتشرّد.....( سأل الفأر / قابض على جمر / خانع جائع / يبحث عن حلمه الضّائع .... متى يأتي المنتظر ؟؟
والمُنتظر هنا ليس إلاّ العدل الجديد أو ربّما شيء آخر لا مجال للحديث عنه الآن لكنّه من ينفّس الكرب دون فائدة على أيّة حال في زمن ولّى فيه الخير إلى غير رجعة ورحل معه مشتقّاته من عدل أو غيره . وهنا يأتي دور رجال الدين دور التّبرير والتعليل ؛ رجال باعوا ما باعوه بأثمان بخسة لغرض في نفس يعقوب ( مأمأ تيس ملتحٍ / الصبر الصبر / ثمّ الصبر ) ثمّ يأتي دور الهررة في هذا المشهد الكوميدي التراجيدي وهم يمثلون من يعيش على فتات الغير . ثمّ الأرنب الضعيف الجبان الخائف الضعيف والمُستضعف والذي يسأل بدوره عن المنقذ وقد ناله من العذاب ما ناله فيأتيه الثعلب ( رمز للخداع والمكر) ولا يجدي الأرنب نفعاً كثرةُ مفردات الاعتذار .
وبعدها يحاول الشّاعر أن يعطي الفكرة بشكلها الواضح لمن لم يدرك بعد ما أراد : هي حكاية الإنسان المسلوب للحريّة والكرامة يجمع ما يجمعه ( حصاد النحل ) ليقدّمه بعد ذلك للكواسر من أبناء البشر : ( في عزاء العدل / ينتهي على موائد الكواسر / حصاد النّحل ).
والحقيقة المرّة التي يأتي عليها منهل حسن بعد ذلك هي بناء الأحلام على الأحلام . لكلّ منّا حلمه ؛ وأحلام الفقراء تختلف بضرورة المكان والزّمان والحالة عن أحلام الأغنياء . والبعض يحلم بالمستحيل وآخرون يحلمون أحلاماً عظيمة. وعلى كلّ حال تغدو الأحلام هنا ( في مجتمعنا) واقعاً : ( حلُم /وحلم / وحلم / بالإنجاب بغل / استبشرت بقرة / بوضع الحمل / استبشر آخر بحليب ولحم العجل )
وفي نهاية المطاف يأتي دور أبي جهل وهو من اسمه قد نال نصيبا ليشرح لنا القضيّة الشائكة ( المصير جهنّم ) ولكن إنّ مع العسر يسرا . للإشارة إلى أشخاص بأنفسهم يتلوّنون حيث شاؤوا ومتى أرادوا لينالوا مبتغاهم .
ويسأل الشّاعر في نهاية نصّه : هل يأكل العقل وهو آلة التفكير عند الإنسان من فراغ أم خلاص الإنسان يأتي بإرادة الإنسان وبسعيه فعلاً إليه . ؟؟
وأردت أخيراً أن أشير إلى ثجموعة من النّقاط في النصّ :
1_ شكل النص ( الحوار الرشيق والأسطر القصيرة ) يدلّ على انعدام الحوار الجادّ المبني على التحليل والمنطق والعقل بين المتحا ورين الذين رأيناهم داخل النصّ وهنا جاء الحوار لخدمة النصّ وكشف مضمونه .
2_ استخدام أسلوب التّكرار في اللّفظ للتّعبير عن حالة يريدها ( حلُم وحلم وحلم بالإنجاب بغلٌ )والتكرار هنا للتعبير عن حالة الزّمن الشبيه بحلم البغل في الانجاب واستحالتها .
3_استخدام الموسيقا المتنوّعة والتّي جاءت تارة من تكرار الحروف كالسين مثلاً أو المفردات أو الجمل أحياناً إضافة للموسيقا القادمة من القافية المتنوّعة .
4_استخدام الفراغ للتعبير عن حالة نفسيّة وهي سمةٌ قليلاً ما يحترما الشعراء فيما يبدعون ( أهون ... ألف ... مرّة .... من القتل )
5_ استخدام مفردات ترسم حالةً شكليّةً أو صوتيّة ً مصدرها الحالة النفسيّة :
- تشدّق : لوى فمه أثناء الكلام .....
- ارتعد : اهتزّ ؛ ارتجف ؛ اضطرب ....
- ضبح : الفعل من الضبح وهو صوت الثعلب والبوم والأرنب .......
- تجشّأ : أخرج من فمه صوتاً مع ريح عند الشبع .
- مأمأ : التّيسُ صوّت .
وكلّها أفعال تشير إلى السخرية والاستهزاء وعدم الرّضى من قبل الشّاعر .
شاعرنا منهل حسن : نعم لن ننتظر المُنتظر لأنّنا عند ذاك كمن يريد أن يجرّب المُجرّب .
بالفعل والإرادة ( إرادة الحياة التي تحدّث عنها الشّابيّ يوماً )نحقّق الهدف .
___________________
يقول الشاعر منهل حسن :
أصدقائي:بين القانون الوضعي والقانون الشرعي
بين حمورابي واسرافيل
بين تخمة الجعجعة وجوع الطحين
وُلِدت نثريتي بعنوان
؟؟؟ هل ؟؟؟
.........................
في تأبينِ العَدلْ
ومواساةِ طبل
سأل فأر
قابضٌ على جمر
خانعٌ جائعْ
يبحث بين أكياس القمامة
عن حلمه الضائعْ
متى يأتي المنتظر؟؟
مأمأَ تيسٌ ملتحي
الصبر الصبر
ثم الصبر
حتى تجشَّأت
حاوية القمل
بهرٍ نذل
قال أرنبٌ تورم خداه
الجوع أضناه والصفع أبكاه
هل ؟؟
هل سيأتي المنتظر؟؟
نبحَ الثعلب وضبح
لعن الله من كفر
ارتعد الأرنب في خطر
الصفح الصفح
ياسيدي
الصفع
أهون ألف مرة
أهون .. ألف.. مرة .. من القتلْ
في عزاء العدل
ينتهي على موائد الكواسر
حصاد النحل
حَلُمَ
وحَلُمَ
وحَلُمَ
بالإنجاب بغلْ
استبشرت بقرة
بوضع الحمل
استبشر أخر
بحليب ولحم العجل
استفسر من حزنه
طائرٌ حائر
فقصت بيوضه في فم
ثعبان غادر
هل هناك منتظر ؟؟؟؟
تشّدق أبو جهل
مصيرك سقر
وما أدراك ما سقر
إن بعد العسر يسر
واليسر ..كهل
مثّقلٌ بالجراح والذل
يمشي في
مستنقعاتٍ من وحل
هل
هل يأكل العقل
من جوف طبل
أم يأتي الخلاص
بصولجان الفعل
؟؟ هل؟؟

خلود.. بقلم: أ.علاء ذيب .. مجلة: آفاق نقدية



يسألني ؟؟
ظلً ليس لي
أتكن لي جسد !
بعد ما أختلفةُ مع جسدي 
أيها أشد قتلاً
حباً للوجود
أم حباً لبلد !!؟
وسرة مع السائرين
خلفةُ
أحمل جثمان
ككل الظلال
مسرعين إلى مثواه 
علمة لغز الرواية
و حقيقتها 
هوَ عيدها شهيداً
و أنا بعد ما ختمت جزء قراني
وتممتهُ بجدال الا منتهي
أصبحت ظلً بلا جسدي ؟؟!

أعظم رحلة.. بقلم: أ. العمراني أبو قصي حاتم .. مجلة: آفاق نقدية


لقد كانت أعظم رحلة في الوجود أنها رحلة الى الله تعالى والى المدينة التي ولد الاسلام في بطنها والى البقعة التى خرجت جيوش الاسلام منها تخترق الدنيا وتفتحها من مشارقها الى مغاربها ومن ادناها الى أقصاها،وكانت رحلتي هذه برفقة إبن عمي حسام،وجمع ممن أضناهم الشوق لمدينة الحبيب المصطفى ،و ماإن أعلن سائق الحافله بإنا نقترب من مدينةالرسول بحوالي 20 كيلو حتى انتابني شعور لايوصف وبدأت دموعي تسح على خدي دون سابق انذار بعد ذلك دخلنا المدينة واتجهنا نحو المسجد النبوي فكان خيالي لايكاد يرى الاسفلت والبناء بنمطه الحديث واعمدة الانارة وإنما كنت أتخيل أن مايحيط بي عبارة عن صحراء وكثبان رملية وعلى امتداد الطريق باسقات النخيل وكنت أتخيل المحركات والسيارات الحديثة عبارة عن النوق والإبل والخيول في اسطبلات معدةلها كنموذج لجاهزية جيش المدينة الإسلامي وان الصحابة عند مداخل المسجد حذرين يعملون من أجل توطيد الأمن والحفاظ على الاسلام ونبي الاسلام اتجهت نحو فناء المسجد فتخيلت فراشه من الحصباء وسقفه من سعاف النخيل وشدني خيالي نحو ذلك العهد النبوي وعظمة رجاله العظماء وماان وصلت إلى الروضة المباركة وسلمت على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه عندها تخيلت كأن روحي خرجت عن عالم الدنيا ودخلت في عالم الأخره،بعدها شعرت واذا بأبن عمي ومعه دليل الرحلة ،ينطلق بنا لزيارة (بدر )المكان الذي وقعت فيه أول منازلة بين الحق والباطل، وفي طريقي شعرت بأني أعيش في غيرزماني حيث حسيت بأني فوق جواد مسرع،وحولي قوم عزموا على الخروج الى بدر لمناجزة الباطل ،فمضيت معهم ،وأنا في غاية السعادة،أن أمضي مع قوم فيهم-الصديق -والفاروق- والحمزة والزبير وغيرهم،وصلت بدر فرأيت بأم عيني روعة ذلك النزال،وتلك الرؤوس التي تتطاير ،والجثث التي تتناثر،فوق قليب المعركة،وقوى الباطل تخور،أمام قوى الإيمان،ورايةالحق تعلووترفف خافقة في إرجاء المكان،وإذا بالحمزة يحصدهم فيتساقطون أمامه ،كذباب أختنقت فيها الأنفاس ،كانه مطهرصاعق مبيد،هنا صحت وأنا أعيش تلك اللحظة مع من يصيح --الله اكبر،الله أكبر--أحد ،أحد-وبينما أنا شامخ الراس،مرفوع الهامة،اذا بشخص ،يضرب على رأسي، فكانت ضربته تلك خروج لي عن الأحداث التي أعيشها، التفت يمينا، فوجدته أبن عمي، يقول لي: أنهض ، فقدأنتهى موعد الزيارة ، هنا عرفت أني أعيش بعدالف وابعمائة سنة مما أعيشه في خيالي، وأن في زمن الأقصى فيه مكبل بالأسر،والعراق مهيض الجناح ، واليمن لم يعد سعيدا كما كان ، عندهالم استطيع أن أتمالك ، نفسي ، بل ضربت بيدي الأرض، راجيا أن أعود إلى حلمي ،وهكذا أنهلت بالضرب على التراب، وبتحسر أنادي تلك الجثامين الطاهرة ،علها تسمع ندائي وماحل بالأمة من ويلات ،ووقتها كان دمعي غزير يبل الثرى، ويدي تضرب الأرض ، وصوتي يردد صداه صحراء المدينة وجبالها ، ان لم يكن ضمير كل مسلم يسمع صوتي المدوي المختلط بدموعي المدرارة، الحمزة --- أياحمزة --قم ياحمزة --حمزة - حمزه -أجب ياحمزه ؟

أوغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى؟ .. بقلم- أ. سهير خالد.. -مجلة: آفاق نقدية





كنت تقسو فيما مضى ...كنت ابكي لذلك ..أوليك ظهري احيانا غضبا....وامضي بعيدا عن دروب تماديت انت فيها بقسوتك وتماديت انا فيها بوجعي ..ولكن في اللحظة التي كنت اوشك فيها أن أوصد كل الابواب بوجهك ..اجدك تشرعنها على حين غفلة من الزمن وفي ليلة شتاء باردة ممطرة .. ..تعتذر لي مبتسما للالم وتهبني بعض من اماني الامس والتي كنت قد ركنتها مهملة في درج ايامك حين لم تلق صدى..ومن ثم تودعني وترحل وتعدني ان القادم سيكون احلى ...كنت مؤمنه بطيبتك رغم القسوة .
كنت تتوالى علي ...ومابين مدك وجزك كانت ايامي تشهد طيبتك تارة وقسوتك تارة اخرى ولكني  تيقنت انك ابعد من ان تخذلني فكنت تقترب مني عند نهاية المطاف تهمس في أذني : تذكري دوما وكوني موقنة ان حتى الاماني الصغيره لاتموت ..اني اخبئها لك دوما في اللحظة المناسبة . فأحببتك اكثر مما كرهتك
والان ..كيف تغيرت وكيف اضحيت بهذه القسوة والهوى منا ما مال عنك يوما ما ؟؟؟!!!
 عد طيبا كما كنت..كما عهدتك شهدا حتى في مرك ..ثلاثة عشر عاما وانا افتقد حضورك ...مذ غادرتني مات الوطن واضحى الاخضر يابس وحتى الجراح ماعادت تبرء كما في الامس ..عد وشرع ابوابك وعُدني ان القادم سيكون احلى ..عد ولو بتلك الاماني التي اخبرتني عنها ذات يوم انها لن تموت وإن كانت صغيره ....نتنازع مابين الموت والحياة ...اتعبنا الاحتضار الذي اربك حتى نبضات القلب فينا .....عد وخذ بيدي بعيدا عن غياهب النوى والثرى التي وأدنا فيها جلم اللقاء بكل الذين احببناهم .. عد طيبا ياعامي كما عهدتك ودعني اقول لمن بقى من الاحبة دون خوف او وجل ( كل عام وانتم بخير )
الى وطني ..لانك وطني وكفى
الى عائلتي ..لانكم اغلى ناسي
الى الصديق ..لانك الجانب المشرق في عتمتي.
تعليق أ.جمال القيسي:
لا اعرف هل اواسيك،أم أصمت كمداً، ليس باليد حيلة، لو تحجرت قلوبنا حالها حال الأيام،لما كان هذ ا حالنا. قطعة نثرية جميلة بقدر الحزن الذي فيها. عندما تصلين الى درجة البوح،فتعزفي،كما أنها اندمجت بمقطع من روائع أم كلثوم، ومحمد الموجي، وهادي آدم.



سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ ( الحلقة الثالثة ) بقلم /جمال قيسي

سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ ( الحلقة الثالثة )
مع كل هذا ،،هو كيان مثير للدهشة،،لا تستطيع ان تنسبه وفق اي تصنيف ،،حتى لو اختلقت جدولاً جديداً للتصنيف الدوري ،،ربما امتلك الحكمة ،،وبالطبع هي اعلى تجليات الانسان ،،ليس بالضرورة ان من يمتلكها يكون مثقفاً ،،. حتى لو تشرب،بالعلوم أجمعها ،،هي اشبه بالومضات الإلهية،،،عتبة تتخطى فيها المتلازمة الظرفية،،تمتلك حينها رؤية بعدسات ،،تغطي المكان اجمعه وفِي الوقت نفسه كل جزء منه على حدة،،في زمن مطلق،،يتحد فيه الماضي والمستقبل برهونية حضورك،،ولاتعرف كيف تأتي،،،شرارة الهية،،تعتريك،،والا كيف تفسر ،،توصل ألبرت أنشتاين ،،الى الكون الاحدب،،او فان كوخ الى رسم ليلة النجوم،،في عام ١٨٨٩ ،،ولم يكتشف العلم هيئة المجرة ( مجرة الزوبعة ) الا في عام ٢٠٠٤ ،،بواسطة المسبار هابل،،
وعصفور،،لديه ملمح بسيط ،،من هذا الامر،،فأنت عندما تسأله عن الوقت في اية لحظة،،،يعطيك الجواب في منتهى الدقة،،دون ان يرتدي ساعة، ولا اظنه امتلك واحدة في حياته،،او انه عرف الترقيم،،لكنه يجيبك بالضبط حتى بأجزاء الدقيقة،،في جانب أخر،،لديه ذاكرة فوتغرافية،،لاينسى اسم او شكل او موضوع،،ولو لم يكن اجتماعياً على طريقته ،،لحسبته يعاني من التوحد،،،لكن كل هذا ليس هو المهم في شخصية عصفور،،وإنما جانب اخر،،هو موضع تسأل عندي،،لأكثر من عقدين من الزمان ولا ادعي،،انني عرفت الحقيقة في نهاية الامر،،لذلك ما تكون لي من رأي هو بالتأكيد فيه من القصور،،والرؤية المشوشة،،وما استخلصته من التجربة العصفورية ،،وعملت به،،لاحقاً،،
كان كلامه بشكل عام يفتقد الى المنطق،،هذيان لاتستطيع ان تمسك بجمله على الإطلاق ،،يعيد الى ذهني احدى شخصيات مسرحية مدرسة المشاغبين،،والتي جسدها الفنان الراحل ( يونس شلبي ) ،،عندما كان يقول جمل غير مترابطة ،،بمفرداتها،،اتذكر احدى الحوارات معه،،وهي كثيرة على امتداد سنين،،رغم انها لاتتجاوز العشر دقائق او أقل بكثير،، لأنه من المؤكد لدي لو تجاوزت النصف ساعة،،لانتزع مني كل منطق معقول،،بل ربما لاختلطت عندي الملفوظات ومعانيها،،بشكل اخر،،كنت قد فقدت الملكة اللغوية،،،
- مرحبا جمال،،،
- أهلاً عصفور
- سعدون رحم الله والديه أعطاني اليوم دينارين،،ووجبة العشاء
- عصفور الوقت الان قبل الظهر،،تقصد الفطور
- العشاء،،وأعطاني دينارين،،بعد ان سافر الى الاْردن
- كيف اعطاك وهو مسافر؟!
- وفاروق،،سافر معه
- من هو فاروق ؟
- ورزاق لم يعطني الملابس ؟
- عصفور،،من هو سعدون،،وفاروق ورزاق ؟ ماذا تريد ان تقول ؟
- بس اني،، ذهبت للشورجة،،وسلمت على ابو محمد
- طيب عصفور نكمل حديثنا لاحقاً،،أبق هنا وسأعود بعد دقائق ،،وانتبه للكتب
- اذا رأيت رزاق،،اخبره باني انتظره،،،
عشرات من هذه الحوارات ،،كانت كفيلة بان تفقدك الصواب،،لو تجاوزت الدقائق ،ولا اخفي سراً اني كنت افقد عقلي المنطقي لدقائق بعدها،،وتذكرت احدى قرائاتي،،عن التجارب لعمليات غسل الدماغ الذي كانت تجريها وكالة المخابرات الامريكية بأن يجعلون مجموعة من الشباب للجيش الامريكي،،يشاهدون فيلماً سينمائياً،، يرفعون منه لقطات قصيرة جداً بحيث لاتشعر بفقدانها،،على طول الفلم،،وكانت النتائج مخيفة،،بحيث خرج الجميع بحالة مزرية. بين كآبة. او،،متعكري المزاج مع رغبة عدوانية،،،تم بناء حقيقة في علم النفس عليها،،ان هناك للانسان في منظومة وعيه،، منطقة تسمى العقل المنطقي،،وهو الذي يحفظ التوازن للشخصية،، أما في حال مواجهة شيئاً غير قابل للتفسير،، لايستطيع العقل المنطقي ان يصنفه ،،،في حينها يميل الانسان الى تعليل حدوث الأشياء الغير منطقية،،بالخرافة او العامل الميتافيزقي ،،هذا كله اذا واجهت موضوعاً غير قابل للتفسير وفق تجربتك،،او تجربة الآخرين ،،
اما اذا تم التلاعب بك بشكل غير محسوس،،فالنتائج كارثية،،على المدى البعيد،،ومن هنا يتم التلاعب بالوعي الجمعي من خلال وسائل الاتصال،،كان عصفور هكذا يعمل مع اي شخص يتحدث معه،،هذا من جانب بالاضافة إلى هذه التجربة النفسية اللعينة نبهتي الى أسباب تعكر مزاج الكثير منا وزيادة شعورنا بالكآبة ،،دون سبب مباشر،،وهو حدوث الأشياء الكثيرة والصغيرة الغير منطقية ،،دون ان ننتبه لها،،،او فقداننا بعض الأشخاص او الأشياء التي نعتبرها ثانوية في محيط حياتنا اليومي،،كانت الرطوبة التي اصابت لوحة فان كوخ وفقدان جزءً بسيطاً من معالمها هي التي اثارت هذه الذكريات،،وكذلك اكتشاف عبقريته في دقة ملاحظته للتوازن المحيطي ،،و هي التي نبهتني الى احاديث عصفور،،او حتى خروجه من حياتي اليومية دون ان اشعر به،،،،
في سنوات لاحقة،،بعد ان انتقلت الى مهنة اخرى،،ورغم الفارق المادي في المدخول،،الا انها بعيدة عن العالم الساحر للكتب ،،والزمن المطلق ،،في ذلك الرواق الساحر ،،ما ان تغادره تضل في حسرة ،،ولا تعلم مالذي خسرته،،الا بعد فوات الوقت،،
في المهنة الجديدة ،،تجارة الانتيكات،،رغم الجمال الآخاذ،،للقطع واللوحات المتميزة الا ان ما يسئ للمهنة،،انها قائمة في الكثير من تعاملاتها ،،على النصب والاحتيال بدرجة او اخرى ،،فبقدر ما تحاول ان تتجنب هذا السلوك،،الا ان كل مهنة لها أصولها وأسرارها في التعامل سواء بالبيع او الشراء،،وخلاصة مهنة التجارة للانتيكات،،ان هناك شخص ما ،،سوف يخسر مادياً بفداحة،،طبعاً ليس التاجر،،،كانت الظروف التي مر بها العراق من احتلال الكويت ،،الى خروجه ومن ثم الحصار،،الذي جعل الناس تبيع الأشياء الثمينة لاستمرار المعيشة الى الاحتلال الامريكي ،،وانتهاك ممتلكات القصور الرئاسية والدوائر،،معيناً لاينضب لتزويد سوق الانتيكات بالبضائع الثمينة وبأسعار زهيدة ،،
في هذه المهنة ،،كان سلاحي الأمضى ،،فكرة استوحيتها من عصفور،،ففي احد الايام عثرت في سوق ( الباب الشرقي ) على ساعة جميلة تعلق على الحائط ،،برونزية بأرقام لاتينية،،لكنها بدون ماكنة او عقارب،،وكان مايميزها،،ان أرقامها ذات تسلسل عكسي اي أن اتجاه عقرب الساعة من اليمين ( ١٢ - ١١-١٠ ... الخ ) ،،ونجحت بالعثور على ماكنة تعمل بشكل عكسي،،وعقارب ذات لون جذاب،،،ووضعتها بمكان بارز في المحل ،،يقابلها مقعدان وثيران،،بحيث لايستطيع الجالس تجاوز النظر عن الساعة،،وكنت اجعل الزبون سواء كان بائعاً او مشترياً ،،يجلس في المكان المطلوب،،وما ان يجلس،،حتى أستأذنه لدقائق،،وعندما اعود يكون قد امعن النظر بالساعة لغرابتها،،وانشغل بإعادة ترتيب الأرقام في عقله المنطقي،،عندها يعيش عقله في فوضى الأرقام ،،بعدها اعقد الصفقة وفق طريقتي،،مع استسلام الزبون الكامل لي طواعية،،،لذلك كنت أسميها الساعة العصفورية،،،،
في لاحق الايام ،،كسرت الساعة،،لانها كانت ترهق ضميري،،،و كانت تشكل أساءة لذكرى عصفور،،ذلك الانسان النقي ،،الذي حولته الى مسخ ،،وأيقونة. للأحتيال،،،،بعقلية مريضة،،،،
للحكاية بقية،،،،،،
تعقيب أسامة حيدر

أسامة حيدر أيّها القيسيّ من الجميل بعد الذي سردته لنا أن نراك بهذا الاتّزان .
قلت إنّ عصفوراً هذا قد خرج من حياتك دون أن تشعر به لكنّك تحدّثت عنه مطوّلاً ومنحك الكثير من الأفكار حتّى أنك أسميت طريقة عمل ساعتك باسمه . السّاعة العصفوريّة .
يبدو أنّك لم تشعر بأنّه
قد ترك أثراً في نفسك لا يُمحى .
الكثير من الأشياء تختفي فيما حولنا ونظنّ أنّها لا تقدّم ولا تؤخر في مسيرة حياتنا ولكنّها في اعتقادي قد تركت أثرها البيّن في اللاوعي عندنا حتّى التّخمة ونقوم بأشياء لا تفسّر منطقيّاً ويبدو ذلك من ظلالها في أعماقنا أيّها القيسيّ الرّائع .

تعقيب  مروة السمكري

Mona Al Sokary لايستطيع الزمان ان يمحو من عقلنا الباطن انسان ما كليا لابد ان ياتيك موقف ما يذكرك بالذي مضى ودون ان تدري تنهمر دموعك ويفيض خاطرك فتتذكر حتى ادق التفاصيل ان كانت سعيدة او مؤلمة وتحس بتحقن في حلقك وكانها ستنفجر ان لم تبك
هي حياة بحد ذاتها تقودنا احيانا للجلوس ساعات نتفكر لم حصل ذلك.
رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعاتك القيسي نجومك متلألئةة

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

خواطر ... الى صاحبة الجلالة ..(كـش مـلـك) بقلم / كريم القاسم

خواطر ... الى صاحبة الجلالة
كـش مـلـك
...............

وَشَمْتُ حروفَها بين جفوني أُقَـلّبُها تارة وأنسجها تارة أخرى فأجد فيها عَبقَ الصدق
...
ورحلة العمر وحزن مكتوم ينفجر من بين الكلمات في مساءٍ لاعبتها الشطرنج كالملك
الذي لايعرف مراتب الهزيمة أو ينتظر من مهزومٍ غنيمة راحَتْ أناملي تَصُفّ جَناحَيّ
العَسكَر وتُداعبُ هامات بيادق عطشى للتطاحن والأشتباك مُتَملقاً لَهُم فَهُم درع الصَّد
وجَوشَن الرَّد تَبسَمَتْ مشرقة وحَرَّكتْ بيدقاً مِن وسطٍ قابَـلـتُها بذات الحركة ثم أَخطَأَتْ في
نقلةٍ فأنكشفَ الجَناح فَـتَـكْتُ بتلك الجموع ودارَ رخٌ مِن هُنا وفيلٌ مِن هناك فتزاحَمَتْ
الأكتاف فوق الخيول والكلّ قَد أصابهُ الذهول إِنكَـفـَأَتْ أفيالها وَفَرَّ وزيرُها وتَهدَمَتْ قلاعُها
وتَشابكَتْ الرماح فوق مربعات بِطاح حتى إنزاحَ الفجرُ عن صباح وأنهزَمَتْ بيادقها
وَخَفَتَ صهيلُ خيولها وتَكَـشَّفَ عرشُها وأهتَـزَّ سلطانُها وتَصَدَّعَتْ حصونُها واكـتَنزَتْ
عَويلُها وهي تلاعب شعرَها وتَعضّ شفاهها من فَرطِ ما أصابها وحسرةٍ على حالها لكنها
انثى لعبتها الشطرنج كَزنوبية في تَدمُر وبلقيس في سَبأ تَأمَـلَتْ حركات وزيرها النَكِرَة
وبيادقها المأمورين وسط قلاعها المُهَدَّمَة وأفيالها التي أَنهَكَها كثر الوقوف بلا حَراك والكلّ
ينتظرُ مِنّي كِشّ مَلِك كي يسقط الشّاه ليرتاح البال ويسكن الحال رَمَقـتـْني من تحت ساتر
الرِمشِ تَعَـثّـَرَ فَرَسي وَظَنوا بي الظنون فَتَبعثرَتْ آمالي وإندَحَرَ وزيري بين بيادقي
وافيالي فلا قلاعي تَرِّدُ طَرفَها ولا خيولي تطيحُ بلَحظِها وما أن نَهَضَ حصاني من كبوتِه
حتى نَطَقَتْ بلسانِها المعسول كِشَّ مَلِك فَلَمْ أَرَ طريقاً أزلفُ اليهِ ولا حامياً استندُ عليه
فَرَفعتُ عُذري على طبقٍ من ذهبٍ يا أيتها الروح لكلِّ حصان كَبوَة ولكلِّ فارس غَفوَة .
(كريم القاسم)

في العيد / بقلم مروة السمكري

في العيد. بقلمي :مروة السمكري
على ذيل القمر تارجح
ومن ظله
اسرق الفضة ...

واصنع
من سنا ضياه خاتما
وعلى رؤوس اصابعك
تحجل
وانثر عطر الاقاحي
على وجنتيه
وتامل
خمرةتنهل
من الخدين
كالحنظل
وابصم على افواهه
بعتم ابكم
وتطاير في الهواء
كريشة
وانظر الارقام
على خوذتك
اكسجينا
يملؤ صدرك
واطلع من الاعالي
على كوكب الفوضى
فهنا حرب
وهنا قتل وهنا مرسم
وهناك طفل بلا ماوى
وهنا ام ثكلى
وجد ابكم
وطفل ظمآن
يحمل حلة
وطفولة جائعة
لاتاكل مجلة
وعجوز بردان
قد تغطى بظله
مات الانسان
والكوكب مظلة
مثقوبة
تخلخل الماء
وتكسر القلة
ليرحل الارهاب
بميزان الزئبق
قرب الاقصى
عند الغروب
والباب مقفل
 
تعقيب غسان الحجاج
 
غسان الآدمي اطلالة من شرفة القمر على كوكب الفوضى بتلسكوب اللاوعي هي طريقة مبتكرة لاخذ المسقط الافقي للاحداث المأساوية ..ربما القمر هنا يمثل بصيص الامل المتبقي بعد ان اخذ الظلام يأكل الانسان من الداخل ليفقده انسانيته ..نص جميل يغري القارئ بأن يقف بين السطور للتأمل....تحياتي

نجوى بقلم / خالد حميدة

نجوى
على قلبي وضعتُ يداً ونحوكِ قد مددتُ يداً، سرى ليلي بغير هدى وتختزلُ سماواته بحار الأسى، تطوف بي الذاكرة لتعود إلي فواتح حبّنا حين كنتُ أُهمل الحب وأنتِ تَدُعّينه بأيام العمل فأبى القدرُ إلّا وأن يضعنا تحت عرش الوداد لنخِرّ ثمِلين والغرام ينضح من فؤادينا، وإذ بنا اليوم نفترق وكُلٌّ منّا يصبو الإياب، ها أنا ذا أناجي ورقتي – مرآة قلبي وملاذي الأخير – وأخط عليها كلمات ليست كالكلمات واكتب: سويعاتٌ وسويعات وسويعات هي ما بقي لي منكِ، بها من الوله أحلاه ومن الغرام أشهاه يا درّتي العطِرة، أيا جنتي النضرة رحماكِ والرجوع، أنهكتني الدموع.
فجأة تحولت كلماتي إلى سحابٍ ثقال وتقاربت فيما بينها وأمطرتِ الأمل في فؤادي وعلا هزيم الرعد، في سنا البرق قرأت عينيّ آية فحواها أن القدر الذي تدخل ليجمعنا سابقاً سيعاود الكرّة ويلُمَّ شمل قلبينا من جديد لننثر الخصام في مهب الريح ونعود سيرتنا الأولى ينزوي العشق منّا خفراً، فكفى للحب فخراً أن ضم هيامنا بجناحيه.

في فترة الاستراحة يتصاعد الدخان بقلم / علي ابو ضحى الجعفري

في فترة الاستراحة يتصاعد الدخان
من الات موسيقية في ذاكرتي
-------------------
سنصل الشمس بمنطاد النفايات
سنمر امام المرايا فيتصاعد الدخان ...

والمتاهة معه
-----------------
على امتداد الطريق شجرة تتأكل
المكان بائس مثل وجوه شاحبة
وببغاء يقلد سكين تحد قرب قفصه
------------------
انجز الكل غايته وتكسرت الساعات الهادئة
مهمة وينفصل عنا شكل القلب
مهمة اخرى وينفصل شكل القلب
ونحن في منطاد النفايات

المعاصرة،،،وتحديث وظيفة الشعر،،قراءة في قصيدة ( ما العشق ؟ ) ،،لدارين نور بقلم / جمال قيسي

المعاصرة،،،وتحديث وظيفة الشعر،،قراءة في قصيدة ( ما العشق ؟ ) ،،لدارين نور
لعلنا نرفض الاعتراف،،بالتغييرات الجوهرية،،التي طالت أعماقنا الوجودية،،وتقالب تنميطات تعيشنا،،في تفاوت معرفي مفارق،،بقطيعة أقصائية،،الاصل في الموضوع،،مكانة الشاعر والمفكر والمشتغل بالأدب ،،والفنان ،،في هذا التقالب،،الانتقال الجامح ،،لفضاء المعرفة،،ببناء معطيات ابستمية،،قائمة على زوال مايسبقها ،،وهنا نذهب الى معطيات التواصل في الفضاء المعرفي،،ووسائل تناقل المعلوماتية بسرعة مخيفة،،،لابد ان يرافقها تغيرات في المزاج الثقافي،، وحتى لا تضيع الهُوية الثقافية،،اي السمة الوجودية للانسان ،،وهي شرط ضروري على التموضع في عالم اليوم،،لابد من الحركة الثقافية ان تتماهى مع هذه السرعة مع احتفاظها بشروطها الاولية ،،وفِي خلق خطاب ( قول ) ،،ريادي،،حتى لاتزول الأمة ،،من صورة المستقبل،،وقبلها تتحجر،،بالزمن ،،او تعلق في لحظات التمظهر الماضية،،
هنا نرجع الى دور المشتغل بالخلق الثقافي،،وعلى رأسهم الشاعر،،،وضرورة استيعابه للمتغيرات السريعة،،ودوره في سيرورة الخطاب،،المحايث للمتغير،،
وتاتي تجربة دارين نور،،على هذا النسق،،في موائمة ،،تستوعب ثقافة الديجيتال ،،كمنظومة تواصلية ،،وما يحايثها من مجال يمس الشاعرية،،،لان الثابت في هذه المعادلة ،،هو المتخيل،،مهما تقلص ،،او تنوع ،،او تخلق ،،هو أسير ،،الهوية،،وتعريف للماهية،،ودارين ،،نجحت بامتياز،،ربما بحكم عمرها،،( وانا لأعرف عمرها،،وإنما اقصد استيعابها لعصر المعلوماتية ) ،،فهي وظفت الجمل السردية الطويلة،،مع مفردات الديجيتال ،،مع اجواء فانتازية ،،قائمة على البعد السوريالي،،نلاحظ الملفوظات ( البنى ) ،،مثل ( التحديث ، نقطة ، كهرباء ،شفرة ،،ألي ،معدومة ) ،،وفِي سياق متلاحم معها نلمس الإسقاطات النسقية ،،( يقظة حلم جاري ،،تنصهر أناك،،شهد الريق،،ترتدي عطورك ،،أظافر حدود ثوبها،،مسافر دائماً،،قاموس أبجديتها ،،الخ )
هنا دارين تنهج بتجربتها التحديثية،،الومضات النيتشوية،،،جمل ممتلئة بمحمولات،،ورغم انها جمل سردية،،تطول أحياناً ،،الا انها لاتصيبك بالملل،،،مع الامساك الفعّال ،،بعمق الدلالات ،،المنتجة ،،فقط أقول لها انك على الدرب الصحيح،،واتمنى ممن يزاول الشعر او النقد،،ان يستوعب هذه السياقات،،ربما ان تجربتها لم تبلغ درجة الكمال حتى اللحظة،،،،لكن السياقات،،التي اتبعتها هي فهم كامل لوظيفة الشعر بأستيعاب العصر،،ولغته الرقمية ،،وانا أشد على يديها ،،واتمنى ان أرى تجارب اخرى لها،،،،
جمال قيسي / بغداد
 
نص الشاعرة دارين نور
ماالعشق؟
------------
لا تجيد الحديث
يقظة حلم جاري التحديث!
مسافة دبيب نقطة لحلم يقظة...
تنصهر اناك بها
إين التدليس؟
ماهوياأنتِ؟
مشي وردة متعرية الشوك شاحبة النظرة مائلة الرنة. ليل يأكل شفتي نفسه ليصلب النهار تأخير
ثغر القمر يبتلع رشوة إسورة نجوم فيغتشي ليتورد بؤبؤها
شرب شهد الريق من أهداب البَرد
لتسجد الخلايا ركعات دفء يحمدالرخام ربه
أن تقشر رمانة حبوبها تعزف كمان
أن تصبر تصبر تصبر فينضب كأس الصبر
تستعين بصبر الألام الأربعة
(ولادة. شيخوخة. مرض. موت)
يقبل بوذا دشداشة النسيان
ترتدي عطورك
تمشط أسنانك
تقطف شوك دراقك
تبني جدار عازل قميص وبنطلون أسود/لبساطة قالت
أعشق الأسود عليك
تقبل أظافرك حدود ثوبها
تغار عين القلب تردها واحدة فتوثق مشارط شفتيها
القبلة ويحيكها اللسان إثنين
تراك حديث الولادة تعصر سرسوب إهتزاز
برتقال الزمان
تصطحبك فيها لاتهرب لاتتأثر لاتمل شفا ربيع جلدها
ذقذقة قبرة قفصها فترقص مقابض أوتارك في الفنتو
ألف عام
مسافر دائما حافي القدمين لكهرباء عقلها
مهاجر دائما بدون تسكرة لمملكة جسدها الفرعونة
تحمل شفرة لغتها الوراثية أصوات أنفاسك
قاموس ابجديتها أنا فقط
بتحديث ألي لأبجديتك أنا لي أنا
بشاشة معدومة الزمن

الخميس، 29 ديسمبر 2016

* سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ -2-( الحلقة الثانية ) بقلم / جمال قيسي

* سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ ( الحلقة الثانية )
جميعنا نعيش في هذه الفوضى،،المتضاربة ،،لكننا نتكيف وفق دوافعنا الاولية،،نبحث عن التوازن والعقلانية،،لتبرير فداحة الامر،،نعم الحياة مخاطرة،،كبرى،،ان تعمقنا في النظر،،نحن في كل لحظة نكافح للبقاء،،وكأننا نسير على سلك رفيع ،،سقوطنا منه تحصيل حاصل ،،لكن محيطنا اليومي ،،وتكيفنا معه ،،هو اشبه باللوحة المتوازنة،، غير ان التفاصيل الصغيرة،،عندما تخرج من إطار هذه اللوحة،،تشعرك بالاحباط،،حتى عندما لاتشخص ،،هذه القيمة الخارجة،،،
الكثير ممن هم في حياتنا اليومية،،سواء نحبهم او نكرههم،،جزء أساس ،،من هذه اللوحة ،،ولا نقدر أهميتهم ،،الا بعد زوالهم ،،من لوحة الحياة اليومية،،
هناك أناس ،،نحسبهم ثانويين ،،لانهم ببساطة في قضية الأخذ والعطاء اليومي،،ليسوا أطرافا مباشرين،،معنا،،ولاتعرف كم انت مغفل،،الا بعد،،،ان يذهبوا،،بعيداً،،لتكتشف حجم غرورك وضعفك،،بدونهم،، ومقدار خسارتك الانسانية،،انا أتصور العالم تحكمه شبكة من الموجات المتعامدة،، اشبه بتعامد المجال الكهرومغناطيسي ،،مع التيار الكهربائي ،، فتيار الحياة النابض،،يتعامد معه مجال هرموني وانساني،،، كلنا مترابطين بآواصر غير مادية سواء شئنا ام ابينا،،،
في نقطة شروع،،مَن زمن ما ،،لا اعرف متى،،من زماني الشخصي،،وفي الاطار الكوني الأصغر ،،لوحتي اليومية،،عندما تخطفتني،،دوامة الترزق،،لأفترش الارض لبيع الكتب،،بعد خيبات متوالية،،تشجعت وقبلت الامر،،بنوع من الاعتداد بالنفس،،ليس لان العمل معيباً،،ولكن بيع الكتب يشعرني بالألم ،،اذ اني مهوس بها،،اعتبرها كائنات ذات حضور وجودي،،وعملية بيعها نوع من الخيانة ،،لكل اعتبار اخلاقي ،،بالنسبة لِي نوع من ممارسة المحرمات،،لكن المعيشة تضطرنا،،لان نسلك دروباً،،تدوس فوق الامنيات والعواطف ،،
في هذا الحيّز الزماني الذي لايعني شيئاً من تاريخ هذا الكون الفسيح،،كثير من الأشخاص ممن نصنفهم بالثانويين ،،اتعامل معهم ،،بحكم تواجدهم ،،مثلما ان تكون في زنزانة ،،عليك ان تتعايش مع من فيها،،حتى السجان ،،وهؤلاء ،،الثانويين في حياتي منهم ،،( خالد ) و( اكرام ) و( عصفور) ،،،عفواً - يجب ان اذكرهم حسب زوالهم من اللوحة- فاللتاريخ حرمته - عليه يجب ان يكون تسلسلهم،،عصفور،،خالد،،اكرام،،،لانه ببساطة ،،أظنهم تروس او نوابض لماكنة كونية،،تتفوق على قدراتنا الذهنية،،ولايجوز العبث بموضوع تسلسلهم،،،ايً كان الدافع،،،،
عصفور،،،واسمه الحقيقي عبد الامير،،طبعاً عرفت هذا بعد حين،،،لايتجاوز طوله المتر الا ببعض السنتمترات ،،ويقلل هذا الطول تحدّب ظهره ،، أشبه بالقوس ،،ربما هو قوس ( أرتميس ) قذفته بعيداً عن أعين( هيرا ) ووزنه ربما أربعين كلغم،،زائد نصف كيلو او ربع نوع من زيادة البركة،،ولا أستغرب ذلك ،،لانه حتماً من اتباع ( ليتو ) ،،بعد ان حولها ( زيوس) الى طائر سمان ،، لذلك أحسب ان له من المكانة والرفعة الكونية لأسباب موجبة ،،أسباب لاعلاقة لها بمفاهيمنا،،،لأننا عندما نعجز عن تنسيب الأشياء ،،نوعز ذلك الى اللامعقول ،،واللامنطق،،دون ان يأخذنا الحياء،،ونعترف بأن عقولنا قاصرة وجل معارفنا نسبية،،حتى نحكم على الأشياء التي تتفوق علينا ،،بارتباطات مبعثها الجنون،،او الماورائية،،
كنا،،مجموعة من باعة الكتب الأوائل الذين دشنوا ،،شارع المتنبي لبيع الكتب أرضاً،،لايتجاوز عددنا العشرة،،انا وصديقي الكاتب عبد الناصر والشاعر زيارة والمترجم عباس الكعبي والمؤرخ قيس الشيخلي ،،وآخرين،،ستمر علينا قصصهم لاحقاً،،
عندما ينتهي عملنا نخزن بضاعتنا في احدى غرف البناية التي نفترش تحتها،،وهنا يأتي ،،دور عصفور ،،لانه الحمال الوحيد المتوفر ،،او بالأحرى ،،يقف قربنا قبل الموعد بنصف ساعة،،هذا عدا مروره علينا في النهار عدة مرات لتأكيد ،،صفقته،،عندها لا مفر من الامر،،كان يرزم كتبنا بشوال كبير،،وعندما يرفعه،،لاتكاد ترى عصفور،،وحالما يتسلق السلم الضيق،،وشواله يضرب الجدار،،يميناً ويساراً،،كأنها أرجحة بندول عملاق ،،نسارع خلفه مباشرة،،لكي نخفف عنه الحمل،،او خشية ،،من تدحرجه ،،والتي ان حصلت ،،ربما لايتبقى منه،،الا الربع كلغم،،،وكان عندما يلقي حمولته أرضاً يذهب مع سقوطها بعيداً،،بحكم قوة الطرد المركزي ،،بين وزن الحمولة،،وخفة جسمه،،كانت هذه المعاناة يومية بالنسبة لنا،،الا انها لم تشكل شيئاً مهماً،،له حتى اقترحنا عليه،،ان نعطيه اجرته،،دون قيامه بهذا المهمة ،،الا انه أبى،،لان النقود لم تكن تعني له شيئاً،، مجرد إنجاز عمل،او ربما هواية،،ويالها من هواية،،،وعرفت لاحقاً من صديقي المرحوم المؤرخ قيس الشيخلي،،بأنه الوريث الوحيد لعقارات عديدة،،وان تواجده في شارع المتنبي ،،هي مهمته الأساس ،،لعل تواجده في هذه الرقعة،،يعود لزمن سحيق،،،
أشعر ان تنقلاته في هذا الرواق الكوني،،تسبق اي تواجد،،ربما ألتقى بابو حيّان التوحيدي،،عندما كان ينسخ الكتب في سوق الوراقين ( سوق السراي حالياً) ،،او سلفه الجاحظ في نفس السوق،،ربما عرج على مجلس ابو الحارث المحاسبي،،في ايام المِحنة ،،،
عندما تنظر اليه ،،عيناه أشبه بالزجاج ولا ترف،،وعندما يتكلم معك،،لا تشعر بأنك ضمن رؤيتها،،، مسمرة بأتجاه أفق ،،يتخطاك ،،يرتدي الملابس العسكرية،،تبعث على الشك في انتماءها،،ربما هي عثمانية،،او بريطانية،،المهم انها قيافة ،،احدى الجيوش المحتلة،،وربما الان يرتدي زي المارينز،،ان عاد الى رواقه المقدس،،،وأجمل ما في قيافته،،انه كان يرتدي جوارب ،،بلونين في كل رجل لون،،وتصل جواربه لحد الركبة،،ولا اعرف من اين يحصل عليها،،من المؤكد انها من احد الازمنة التي يتفقدها،،،وكان يحمل معه دائماً ( مكوار) ،،يدسه في حزامه من الخلف،،تشعر بأنه محارب ،،منضبط،،ويقظ ،،بأنتظار خصومه،،او المنازلة المكلف بها،،،
للحكاية بقية،،،،
----------------------------------
في الميثولوجيا الإغريقية ،،ان كبير الالهه زيوس تزوج من ليتو دون علم زوجته الاولى هيرا،،وقد حاول اخفاء الامر بان حول ليتو الى طائر سمان،،وقد ولدت ليتو تؤم هما ارتميس وابولو،،وارتميس هي إلهه الصيد،،كانت دائماً تحمل القوس والنبال،،،،
المكوار/ عصا خشبية يوضع في احدى نهايتها ( قير) على شكل كرة،،وهي تماثل النبوت المصري،،كانت عشائر الجنوب تعتمدها كسلاح،،
جمال قيسي / بغداد

سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ -1- بقلم / جمال قيسي

سقوط النجوم ،،من لوحة فان كوخ -1-
أليس عشقاً غريباً ؟ ..عندما لا تعرف من تحب،،تحيط بك هالة من الشغف،،وتتضارب مشاعرك،،نوع من العمق الأثيري ،،هذه المسرّات البالغة تنشط دورتك الدموية،،
من أين يأتي كل هذا ؟،،،وانت تعيش في حيّز معتم،،ولم تعطك الحياة ما ترغب ،، ربما توهم نفسك - سبق ان قرأت ولا اتذكر اين،،ان للعقل نوع من الدفاع الذاتي،،يعمل على تعويض الرغبات المقموعة - لكنها بالتاكيد اوهام -
سمها ما شئت - المهم انها حماية لك من الجنون
- يالك من حالم ،،كَبِير ،،بل متبطل كَبِير
- وما علاقة العمل بالخيال
- علاقة جدلية
- كيف ذلك
- عندما تعمل،،وتحب ما تعمل سوف تستقيم مشاعرك - ومن ثم رغباتك واحلامك
- انا سعيد بأحلامي ،،ومشاعري لا اشتكي منها
- رجعت الى الاوهام - لو فتشت في دواخلك لاكتشفت مجرات. من الاحزان والآلام ،،بعضها يمتد الى أزمان سحيقة ،،انها رسائل مودعة في جيناتك ،، بريد البؤس الذي كتبه الاجداد،،وانت أهل لنشر نجواهم
يا الله،،يجب ان تتمالك نفسك،،وتتخطى هذا الانفصام،،وتترك هذه الجلسات الحوارية الإفتراضية ،،التي تأسر وعيك،،أظن ان الامر يستدعي الذهاب الى طبيب نفسي،،انه ذهان متشعب،،فوضى هذه الأصوات بداخلك معظمها،،لا تعرف متكلّميها ،،على الأغلب انها فصامات متعددة،، لعل علم النفس لم يفلح بالتوصل اليها،،ربما أرض بكر في اللاشعور لم يجوسها ،،الكاهن سيغموند فرويد،،هذا التكاثف في الصورة يُعتمها،،لدرجة العطب ،،كم احسد المجانين والكلاب والقطط - مهلاً ! - وهل انت غير مجنون لعين ؟! - لكنك غير كامل - الجنون بالتأكيد درجات ،،أشبه بالتصوف ،،ليس كل السالكين ،،يحظون بدرجة الانسان الكامل،،نعم عرفت ذلك الان،،وتذكرت ما قرأت لعبد الكريم الجيلي - لكن انظر اين آلت به الامور،،مهما كان الأقدام. عظيماً،،،فالأمور. بخواتيمها ،،انه سجين وسط الباعة السذج المأبونين في أنسانيتهم ،،،يرقد وحيداً في ( العبخانة ) * لا يكاد يعرفه احد،،لانه تشبث بالامل،،لكنه لم يبلغ مراده ،،انها قضية تنسيب اجتماعي،،لا اكثر ولا اقل،،خذ مثلاً الغزالي،،او الشيرازي،او السهروردي،،،من يعرف الجيلي،،غير بعض المحطمين،،من أشباهه - رجال عرفوا الحقيقة- هراء - بعضنا يولد وحظه معه - ينمو بنموه،،،والآخر يتم اسقاطه ،،اشبه بالجنين الغير شرعي،،هكذا بعضنا يولد نصف انسان،،بلا حظوظ تُذكر - آه - لو عرف الشيخ الجيلي هذا الامر- ربما عاش مرتاحاً هو أوالحلاج وغيرهم - يجب ان اذهب واجلس امام حضرتها الهيولية،،حتى أوقف هذا التداعي الجنوني،،لطالما نجح الامر،،في أشد الظروف عسرة،،كانت هي المنقذ،،هناك علاقة آسرة بيننا،،الامر الذي اوقعني،،بأحراجات كثيرة،،بعد ان ناصبتها العداء زوجتي - أن تغار المرأة ،،أمر طبيعي،،وربما اذا لم تشعر بالغيرة،،يجب أن يُقلق عليها،،لكن ان تغار المرأة من لوحة،،أمر مربك ،،
فيما مضى،،تأثرت بها،،لا اعرف لماذا ؟
لعل اطلاعي،،على حياة فان كوخ،،وكثرة اللغط عن عظمته ،،هو الذي جعلني اشتري بوستراً للوحته ( ليلة مرصعة بالنجوم ) ،،لأضعها بأطار فخم،،وأعلقها قبالتي في غرفة النوم ،،واستسلمت في اخر الامر ،،لتغيير مكانها بحكم الإجراءات التعسفية لزوجتي،،لكن هذا لم يغير من الامر شيئاً،،حتى بعد ان قالت بأنها بشعة،،،الحقيقة إطلاقها ، لمثل هذا الحكم على اشهر لوحة لفان كوخ ،،كان مدعاة لأن أعيد النظر في تفسير اللوحة وخطابها،،،لا أدعي انني سأضيف شيئاً على ما قيل بحقها،،لكني اتذكر في يوم ماطر،،نفذ اليها بعض الماء ،،من سقف الغرفة التي وُضِعَت فيه ظلماً وعدواناً - جاست الرطوبة زاوية اللوحة اليمنى وفقدت جزءً من ألوانها ،،تحولت الى شيء غير مكتمل ،،يبحث عن الاستقرار،،،
( ياالله ،،كيف تمكن من هذا الكمال - كأنه ذهب برحلة الى أقاصي السماء،،وهو في حالة هذيان واضطراب ذهني في غرفة صغيرة للمصح الذي يقبع فيه منعزلاً،،عن ترهات العالم الذي هو بالأساس ( العالم) غير أهل لفان كوخ،،ومن يقول لي انه ليس بمتصوف بلغ مرحلة الانسان الكامل،،لدرجة تحول الكون كله أشبه بالكرة الزجاجية بيديه ،،انها الروح العظيمة التي تتوحد بالاشياء بتماهي إلهي ،،شيء ما بعد الحكمة ،،ربما أدركها ،،أرثر رامبو ،،ولكن ليس بسمو فان كوخ،،عرفها الحلاج،،ونطق كفراً وفق مسامع العالم ،،وكيف لهذا الانسان ان يجعل من نافذته ،،تستوعب الكون كله،،كيف شكل الألوان ،،لا أظن ان الوادي المقدس غير ( سان ريمي دي بروفانس ) ،،تبارك الشاطئ بالنور الالهي المنبعث من عين فان كوخ ،،،)
قبل ايام قليلة،،استرجعت الحالة المأساوية التي حلت باللوحة،،والتداعي الجنوني ،،لأفكاري الغريبة،،تذكرت ،،بعض الأشخاص ،،في حياتي،،شعرت بفقدانهم ،،بأن اللوحة ،،التي تشكل يومياتي فقد بعض عناصرها،،،،
للحكاية بقية،،،،،،
* - عبد الكريم الجيلي متصوف ،،حفيد الشيخ عبد القادر الكيلاني،،عرف بسعة معرفته الصوفية والفلسفية ولديه توجه شبيه بابن عربي،،في التوحد ،،عرف بكثرة ترحاله حتى قيل انه توفى ودفن في الزبيدة باليمن،،وأشهر كتبه الانسان الكامل،،،وهناك مرقد في محلة العبخانة ،،في منطقة السنك من بغداد ،،يقال انه لعبد الكريم الجيلي،،تحوّلت العبخانة الى سوق لبيع الأدوات والعدد،،وفِي توسع محلاتهم ،،قضوا على اغلب معالم المحلة ومنها المسجد،،،
 
 

طفلةٌ حقاً أنا ؟؟ بقلم /محمد سلمان الوالي

طفلةٌ حقاً أنا ؟؟
لا تدعْ وهمَك يتلو مستحيلهْ
إنني احرقتُ
عشريني بالامسِ
فهل ظلَّ رمادٌ للطفولة ؟؟...

ماردي أنت أنا لا تتجمل
بالكهولة
أنت مثلي .. ربما تصغر ني
هكذا أخبرني حرفكَ
ما أصدقه حين يشي السحرَ باسرار
الخميلة
لا تدع سوط الرجولة
يشتهي النكهة من عمركَ
كسّرهُ على رغم الرجولة
وخذ الحكمة من قلبكَ
مجنوناً
أما قيل باسفار النجاة ؟؟
شاعري
لا أرى عمراً قصيراً مثلما عمر الحياة
فالى موعدنا المحشو بالغيم تعال
لتراني مثلما يطمحُ للآتي خيال
ربما تلثمُ عمري
ربما تبرأُ من وهم الكهولة ....
.

أنتَ معي بقلم /محفوظ فرج

أنتَ معي
------------
أنتَ معي
...
حِلٌ لكَ أنْ تستغنيَ
عن كلِّ بساتين الدنيا
عن تفاحِ الجبل الأخضر
عن رمان الشام
عن أكواب الشاي
عما عُتِّقَ منذُ سنين
حَدِّ في عينيَّ ستنفذُ فيك إلى جناتٍ لم تعْهَدْها
ويدورُ بمركبِنا السامرائي
المدُّ إلى ماشاء الله
أمواجي المعجونةُ بالشَّهدِ
بسمرةِ سحنةِ بنت البصرة
تُلْقيكَ إلى ضفةٍ أخرى
يتمنّى العشاقُ المهووسون مرابَعها
يسبُقُكَ حناني
نحو المنتجعاتِ الحنطيةِ فوق إهابي
لن توقد سيجاراً
أو تشربَ باردةً
نارُ اللهفةِ بين مكامنِ أنفاسي
تملأُ رئتيك
بمسكٍ يتناسلُ في أعماقِك
ولذيذُ رضابي
يُلقيكَ على أكتافِ سواقي
سوسة
لن تشتاقَ لأغنيةٍ بوهيمية
أو رقصٍ وحشيٍّ
بَثَّتْهُ فضائياتُ الكونُ
في نجوايَ وفي همساتي
يتسلَّلُ في دورتِكَ الدموية
جِرْسٌ لا تُتْقِنُهُ الموسيقى
في نقلِ خطايَ على ساحلِ دجلة
تضربُ قدمايَ الورديّانِ رمالَ الشاطئ
يتعطلُ طقسُ الرقصِ الشرقيِّ
على دورةِ خصري
أنتَ معي خذْ من مجرى
نهرِ خريسان الحمرة
في دورانِ الشفتين
على رمان خدودي
المركبُ لايكفي إلّا اثنين
يميلُ بنا حيثُ يشاء
تركناه على ماتهوى الريحُ
فلا تتردّدْ في الإيغالِ
وراء الخلجان
هناك ستلقاني
أمسحُ عن كفَّيكَ خشونةَ
آثارِ المجذاف
وأرقيكَ بآياتِ الله
المقروءةِ
في أوصالي
محفوظ فرج

أنى وليت وجهي...ثمة وجهك بقلم / زكية المرموق

أنى وليت وجهي...ثمة وجهك
كيف لي ألا أكون كل هذا
الغرق
ولا أغوص في عشب قصائدك...

انا المزمنة بالشمس
منذ شجرة بقلب اشيب
احرس نمش العطش
نكاية في الصبار.

في محار عينيك
تعلمت حكمة الأعماق...
فصاحة الصمت
وكلما اندلقت يدي في يديك
صرت موجة
بين مدك وجزرك
اغزل من قماش الرمل اساور
للماء...
من أسمال الليل اهدابا
للأرق...
ابلل جفون وسادتي بعسل
الحلم...
اطرد من حقيبتي
اصابع الطرقات...
انى وليت قلبي
كنت هناك
يا انت
وأنت اول السفر
وآخر المحطات..
اسمك اول النداء
وآخر الشهقات...
شفاهك اول الاشتعال
واخر حقول الاستعارات...
على ضفافك
أتعرى من الغيوم الرابضة
في أعشاش الأمنيات...
أرتديك غابة نخل
تزقزق على شرفة جائعة
تموء بك يا اول الأوطان...
أرش عرينك بحليب ملامحي
أعشب في قلبك كآخر معاقلك
يا أول اللجوء
وآخر المنافي..
تعال...
الليل لنا
والنهار لايحتاج لمن يوقظه...

أعيدوا فرحتي بقلم / جمال العامري

.........أعيدوا فرحتي ؟......
وﻓﺠﺄﺓ ﺍﻧﻬﻤَﺮﺕ في ﻳﺪﻱّ
ﻏﻴﻤﺔُ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ
ﻭﺟﻠّﻠﺘﻨﻲ ﺭﻋﺪﺓٌ ﻛﻮﻣﻴﺾ ﺍﻟﺒﺮﻕ
ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ...

ﻏﻄّﺖ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﺑﺎﻷﻟﻖ
ﻟِﺴﺖُ ﺍﺩﺭﻱ !………….
ﺃﻫﻮَ ﺣُﻠﻢٌ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﺏٍ
ﺍم ﺃﻧﻬﺎ ﻇِﻞُّ ﻏﻤﺎﻣﺔ
ﺳﻜﺒﺖْ ﺫُﻧﻮﺑِﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻱ
وغفَتْ ﻋﻠﻰ ﺷِﻔﺘﻲّ
ﺍﻟﻤﺤﺸُﻮّﺓ ﺑﻨﺪﻳﻒِ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ
ﺗﺘﻮﻫّﺞُ ﺟﻤﺎﻻً
ﺃﻧﺼَﻊُ ﻣﻦ ﺣِﻨﻮﺓ ﺍﻟﺜّﻠﺞ ……..
ﻋﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ،
ﺗﺄﺳﺮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻔﺘﻨﺘِﻬﺎ
ﻳﺘﺒﺨﺘَﺮُ ﺑﻴﻦ ﺍﻋﺮﺍﻗِﻬﺎ ﻧﺴْﻎِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﺷﻌﻠﺖ ﺣﻨﻴﻨﻲ ﺑﺨﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮِﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﺧﺪّﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺿِﺮ
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺧﻠﻌﺖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻬﺎﺀ
دثّرتني ﺑجلبابِ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻭﺭﻣﺖْ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻟُﺠّﺔِ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ
ﻣﻸﻧﻲ ﻫﺎﺟِﺲٌ ﻓﺎﺟِﻊ
ﺣﻴﻦ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸُﺤﻮﺏ
ﻣُﻔﻀّﻀﺔً ﺑﺎﻟﺬُّﺑﻮﻝ
ﻏﺰَﺕْ ﺍﻷﻏﻀﺎﻥ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬِﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﺃُﺳﺎﺋﻞُ ﻓﻲ ﻗﻠﻖِ ﺍﻟﺸّﻚِّ
ﺃﺗﻜﻬّﻦ ﺑﺎﻷﻧﻮﺍﺀِ
ﺃﺗﺒﺼّﺮ ، ﻭﺃُﻣﻌِﻦُ ﻓﻴﻬﺎ ألنّظر
ﻛئيبُ ﻟﻤُﺤﻴّﺎ ﺫﻟﻴﻼً
ﺗُﺤﻴﻖُ ﺑﻲ ﺍﻟﻈُّﻠﻤﺎﺕ
ﺗُﺨﺎﻣﺮﻧﻲ ﻫﻮﺍﺟِﺲ ﻗﺎﻫﺮﺓ
ﻭﺑﺈﻋﻴﺎﺀٍ ﺃﺳﺮﺩُ ، ﺑﻠﻮﻯ ﺗﻠﻮ ﺑﻠﻮﻯ
ﻭﺃﻧﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﺭِﻳﺎﺽ ﻋﺬﺭﺍﺀ
ﺃﺧﺘﻔﺖْ ﻭﺗﻮﺍﺭﺕْ ﻓﻲ ﻳُﺒﺎﺏ ﺍﻷﺣﻼﻡ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﺭﺍﻫﺎ
ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢِ ﺗﻞٍّ ﺑﻌﻴﺪ
ﺍﻭ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ
ﻻﺷﻴﺊٌ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺳِﻮﻯ ﻧﻘﻴﻖ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ،
ﺍﻭ ﻧﻌﻴﻖ ﺍﻟﻐِﺮﺑﺎﻥ
ﺫﺍﻙ ﺩﺃﺑُﻨﺎ
ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻦ ﺫﺭﻑِ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻼﺫﺍً ﺁﻣﻨﺎً
ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺟﺮﻳﺢ
ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣِﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ ،
ﺗﺘﻨﺎﺯﻋﻨﻲ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ
ﻫﻜﺬﺍ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺗﻸىء ، ﺛﻢّ ﺗﻐﻮﺭ
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻞّ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺳﺮﺍﺏٌ
ﻭﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗُﺴﺘﺮَﺩ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ
ﺃﻋﻴﺪﻭﺍ ﻓﺮﺣﺘﻲ ،
ﻟِﺘُﺰﻫِﺮ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﺤﻠﻢ ؟
............................جمال العامري

الحجر بقلم / عبد العزيز الحيدر

الحجر
السكون المخيم فوق الحجر
صورة للجمال المثير
القلوب التي كتل من حجر
صورة للموت ...

والحجار الذي ثقل الوقت
والوقت يسحقه الوقت تحت الحجر
قصص تتماوه فيها الكيانات
زرقاء.. خضراء.. صفراء
الكرات ...السماوات... النهود الكواعب
كفوف توسع في صفحة المفرش الخبز
كيف يمضي بنا نحو السفائن
ريح القدر ..
جوابون ...صيادون..مغتربون
عالم للتقلب...صورة للتأمل
أنما صورة للحزن
عمق سواد...
بحر من الغضب الأسود
يمزقه البرق بين حين وحين
ولكنه سيدي سوف يبقى هو البحر
موجة ..
ساحله...
سفاءنه.....
والبشر
وان أنت لم تشرب(1)..........كأنك ما أنت في زمن لست منه
وأي زمان له مثل طلك طل
وأي مكان يرتجي من مقامك فيه غير البشارة
هادئ الخطو تخطوا
بين كفيك سحر التشكل
حلو الصور
أغنية للحنين
أغنية للتزاوج بين العصور
رؤىً في عيون الطفولة
شيخ تجاوزت مرحلة الحكم الى حكمة تستقر
بالعمق لؤلؤة
من سكون الحجر
هيكل يمسكه الحب عبر الزمان
حجرا فوق حجر
(1) وان أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

ما العشق ؟ بقلم / دارين نور

ماالعشق؟
------------
لا تجيد الحديث
يقظة حلم جاري التحديث!
مسافة دبيب نقطة لحلم يقظة...

تنصهر اناك بها
إين التدليس؟
ماهوياأنتِ؟
مشي وردة متعرية الشوك شاحبة النظرة مائلة الرنة. ليل يأكل شفتي نفسه ليصلب النهار تأخير
ثغر القمر يبتلع رشوة إسورة نجوم فيغتشي ليتورد بؤبؤها
شرب شهد الريق من أهداب البَرد
لتسجد الخلايا ركعات دفء يحمدالرخام ربه
أن تقشر رمانة حبوبها تعزف كمان
أن تصبر تصبر تصبر فينضب كأس الصبر
تستعين بصبر الألام الأربعة
(ولادة. شيخوخة. مرض. موت)
يقبل بوذا دشداشة النسيان
ترتدي عطورك
تمشط أسنانك
تقطف شوك دراقك
تبني جدار عازل قميص وبنطلون أسود/لبساطة قالت
أعشق الأسود عليك
تقبل أظافرك حدود ثوبها
تغار عين القلب تردها واحدة فتوثق مشارط شفتيها
القبلة ويحيكها اللسان إثنين
تراك حديث الولادة تعصر سرسوب إهتزاز
برتقال الزمان
تصطحبك فيها لاتهرب لاتتأثر لاتمل شفا ربيع جلدها
ذقذقة قبرة قفصها فترقص مقابض أوتارك في الفنتو
ألف عام
مسافر دائما حافي القدمين لكهرباء عقلها
مهاجر دائما بدون تسكرة لمملكة جسدها الفرعونة
تحمل شفرة لغتها الوراثية أصوات أنفاسك
قاموس ابجديتها أنا فقط
بتحديث ألي لأبجديتك أنا لي أنا
بشاشة معدومة الزمن

الوظيفة الاجتماعية للشعر عند اليوت بقلم / عبد العزيز الحيدر

الوظيفة الاجتماعية للشعر عند اليوت
في أكثر من مناسبة يعاود ت. س .اليوت الحديث في أهمية ودور الشعر في البناء الاجتماعي من خلال تطرقه الى الدور الاجتماعي الأساس للغة في البناء الحضاري (بناء الوعي بكل تفاصيله الفنية والأدبية والفكرية عموما) وفي مقالته الأولى التي يفتتح بها كتابة الشعر والشعراء1956 يحدد الوظائف العامة للشعر محاولا تجنب الحديث في الوظائف الخاصة للأنواع أو ألأصناف المختلفة للشعر باعتبار أن هذه الخصوصيات النوعية تقع تحت عباءة الهيكل الأساس للشعر مؤديةً الدورين العام والخاص معا , ويقول بهذا الصدد(أذا كان لنا الآن أن نتبين الوظيفة الاجتماعية للشعر فعلينا أن ننظر أولا الى وظائفه الأكثر وضوحا, وهي تلك التي لا بد أن ينجزها أذا كان له أن ينجز أية وظيفة)وستكون أولى وظائف الشعر عند اليوت ,(المتعة) المتحققة من وجود الشعر إبداعا وتلقيا(واعتقد أن أولى وظائفه التي نستطيع أن نكون على يقين منها, هي أن الشعر يجب أن يمنح المتعه).أن الوظيفة الاجتماعية تكون أكثر وضوحا وارتباطا بالفائدة المباشرة التي يمكن الحصول عليها في المجتمعات البدائية أي أن الشعر يكون في أدنى مستويات الاستخدام الفني الجمالي(في الأشكال الأكثر بدائية يكون هذا الغرض على الغالب شديد الوضوح) ومن هذه الأغراض استخدام الشعر في عمل الرقي وطرد الشياطين وأبطال السحر وتجنب الحسد والشفاء من الأمراض ويلاحظ هنا مدى ارتباط الشعر كغرض بالدين وكذلك استخدام الشعر بشكل مباشر في التراتيل والأناشيد الدينية وكذلك لدى العرب بشكل خاص في المديح والهجاء تكسبا آو استهدافا لسياسة وهو ما ظل يلازم الشعر العربي على سبيل المثال لغاية التحول التاريخي الثوري بالتحول الى الشعر الحر أول مراحل التطور الواضح للشعر العربي شكلا ووظيفة ومحتوى, والعقلية العامة للشعوب العربية ما زالت قريبة من ملاحم المديح التي كيلت لزعمائه ودكتاتورياته بكل السماجة والسذاجة والافتضاح اللغوي ومباشرتها التي تطعن الشعر في صميم وظائفه الاجتماعية التي هي السمو باللغة لتكون ماكنة للتعبير عن الشعور والوجدان والصدق والعفوية والجمال وهي إغراض واضحة وصريحة.
يضيف اليوت الى وظائف الشعر التي رصدها الوظيفة التعليمية Didactic poetry , وهي عنده نقل المعلومات,فكلمةDidactic يمكن ان تعني: نقل للمعلومات, أو يمكن أ ن تعني((مزوداً بالتعاليم الأخلاقية أو يمكن أن تعني شيئاً يشمل كلا المعنيين.
(أما الشعرالمسرحي فله وظيفة اجتماعية من نوع غريب بحد ذاته, فبينما يكتب أكثر الشعر اليوم ليقرأ في خلوة, أو ليقرأ بصوت عال في جماعة قليلة تتمثل وظيفة الشعر المسرحي وحدة في أحداث انطباع جماعي لدى عدد كبير من الناس يجتمعون معاً ليشاهدوا أقصوصة خيالية تمثل على المسرح) والمسرح الشعري العربي نهض ويكاد ان يكون انتهى خلال نصف قرن من الزمن لان الخصوصية المسرحية من حيث التلقي السريع للحدث والحوار لم تتح وباستخدام الفصحى ناهيك عن بلاغة اللغة وبيانها وهي من أدوات الشعر لم تتح للجمهور العربي ارتياد مثل هذا المسرح الى جانب مسرح أسهل هضما من نواحي عدة ,ولكن كل ذلك لا ينكر الاستخدام القديم للشعر في الحكاية الملحمية المروية شفاها , وهي من تجذرات المسرح عند العرب.
(أما الوظيفة الخاصة للشعر الفلسفي فمسألة تقتضي تحليلاً وسردا تاريخياً على جانب من الإسهاب) ويتحاشى اليوت التقدم والإسهاب في هذا الموضوع .
ونقول بان الشعر العربي الحديث بعودته الى الحياة في سيرورتها والمجتمع والفرد في حركته استلهم وما يزال الكثير من المفاهيم التي هي في جوهر البحث الفلسفي كالاغتراب والوجود والعدم والزمان والمكان والموت والمدخل الفلسفي للشعر عند العرب ليس حديث عهد بل هو يقع في الصدارة من شعر العرب من امرؤ القيس الى المتنبي والمعري وبشار وصولا الى ايليا ابو ماضي والجواهري.
وتاخذ المحلية اللغوية والعرقية عند اليوت مكانا بارزا لا من حيث هما في المفاهيم السياسية، ولكن من حيث دور الشعر كشكل محدد للاستخدام اللغوي في المحافظة على الوجود القومي والمحلي في اطر الزمان والمكان المغلفين للوجود الجمعي للأمة , واللغة كأبرز أدواة التعريف الوجودي للأمة وهنا يكون للشعر القيمة العليا من حيث هو لغة(أننا نلاحظ أن الشعر يختلف عن كل فن آخر في أن له قيمة بالقياس الى الشعب الممثل لعرق الشاعر ولغته لا يمكن أن تكون لفن آخر) ولكن ذلك يجعلنا إزاء إشكالية كيفية التفسير العام لوظيفة الشعر, فاذا كانت وظيفته عامة فهي بالتالي وظيفة إنسانية في الجوهر, اي تتجاوز الأنسان من حيث كونه عرق أو امة معينة، وبذلك فان للشعر وظيفة إنسانية الجوهر, اي وظيفة جوهرية , فالجمال من حيث هو جوهر ,واحد لا يتجزأ في كل أشعار الدنيا مثلما هو واحد في كل موسيقى الدنيا وكل رسم الدنيا والخصوصية للشعوب هي في مستوى الذائقة فقط .....هذا المستوى يمكن أن يبقى في المستويات المادية الدنيا والإحساس أو الاستخدام للأدب والفنون للحصول على المكتسبات المادية أو السمو بالفن الى مستويات المفاهيم والمبادئ ونمو الوجدان والقدرة على بعث مكامن الجمال المستمر.
ولكن الذي يرمي أليه اليوت هو ما تحمله لغة الشعر من خصوصية المحلية من حيث هي تعبير وجداني عن النثر من حيث انه عمومية في الكلام وتداول للاستخدام العام والمشترك بين عموم الناس وليس اشتغالا خاصا ضمن لغة المبدع( أما أن الشعر أكثر محلية من النثر فذلك أمر يمكن أن تراه في تاريخ اللغات الأوربية, فخلال العصور الوسطى, وحتى مئات قليلة من السنين ظلت اللاتينية لغة الفلسفة واللاهوت والعلوم. وقد بدأ الاندفاع نحو الاستعمال الأدبي للغات الشعوب بالشعر. وهذا يبدو طبيعيا تماما عندما يتبين لنا ان الشعر يتعلق بالدرجة الأولى بالتعبير عن الشعور والانفعال, وان الشعور والانفعال يتسمان بالخصوصية بينما يتسم الفكر بالعمومية)
أما التاريخ العربي القديم والحديث فقد شهد تماسكا لغويا وتمسكا باللغة الواحدة بالرغم من اللهجات المحلية ,وبالرغم من وجود الاستخدام الأدبي في الشعر خاصة باللهجات المحلية ( العامية والشعبي والزجل ...الى آخر المسميات) الى أن هذا الاستخدام لم يرق الى المستوى الفني والبلاغي والتعبيري المتجذر والمتأصل والمتجدد معا للغة الأم, اللغة العربية الفصحى حيث الامتداد الفني الأدبي الموغل في القدم. وتأتي حركات التجديد ومنها حركة تجديد الشعر العربي منذ الأربعينيات من القرن الماضي وصولا الى تعدد أشكال التجديد في الشعر خاصة لتضيف قوة الى استخدام اللغة العربية الفصحى الجامعة للعديد من الشعوب العربية, وفي هذا الصدد لا يمكن اغفال عامل الدين وغلبة لغة القران من حيث أعطائه للغة طابع القدسية والرسوخ.
وتكون المحصلة من وظيفة الشعر اجتماعيا أبراز الجانب الشعوري للأمة(العواطف والأحاسيس والجمال وما يرتبط بها من البناء الأخلاقي والسياسي......)) ومن هذه الناحية فانه الضمانة لديمومة التنوع القومي ووسيلة الارتباط المثلى بين الأمم من حيث عكسها للجوهر الانفعالي العاطفي الذي يجد بالضرورة من حيث الخصائص الإنسانية صدا للتحاور والتجاذب والتعاطف بين الأفراد والشعوب عبر الحركة المتنامية للترجمة وتبادل الاتصالات والمعلومات والحاجة الى التنوع والتفاهم بين الشعوب والتمتع بفنون الشعوب بعضها لبعض,أليس جديرا بالشعر أن يكون في مواقع الصدارة بين الفنون لكل هذا الدور الذي يؤديه في الحياة الاجتماعية للأفراد والشعوب.