الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

بلادي العراق بقلم الشاعر الاستاذ سنان الخلف

الذي يدهشنا اننا بإزاء واحد من اعرق مهندسي العراق الحبيب،مدنياً تخصصاً ومعمارياً خبرةً،فتعامله بحكم الاختصاص مع الحديد والحجر،ولكنه على رغم ذلك ارق من الحرير فناناً واعذب من الشهد شاعراً...
وها هو ذا يكتب لمعشوقه الوطن مستلهماً من تاريخه وطبيعته كل جميل عبر قصيدة من الماء المشعشع بالضوء والمتضوع باريج التراب المقدس..انه الاديب الفنان المهندس Cinan AH Al Khalaf شبل ال الرشيد القماقم الكرام..القصيدة على مرفل الكامل،مع التقدير..
Cinan AH Al Khalaf
قصيدة جديدة :
بلادي العراق
تزهو البطاح وتزدهي فخرا وتبوح أربعُ مرجها عطرا
خطّي بلادي سفر حاضرنا بحرٌ يريك باثره بحرا
فلئن خطرتِ عليَّ في جذلٍ طربت عيون بلادنا طُرّا
فلَمى شفاهك في تألّقه منح الدنى أطيافها الحمرا
واخضرّ في عينيكِ نرجسها وعلى الربيع يصير مفترا
يا سحر غانيةٍ ومطلعِها بين الحسان يزيدها سحرا
بيني وبينك يا مدلهتي وعدٌ وقد اخلفته دهرا
وعد وقد أخلفتُ أوله وإذا نسيت تعودني الذكرى
ومضت تلوِّح تارة مرحا وتعود تأفل تارةأخرى
قلبي عليك ذرىً وأودية نسرٌ يعانق في الفضا نسرا
كل العراق فوارسٌ غرر بعضٌ لبعض في الوغى ظَهرا
شهدت لهم سوح الوغى وعلى رغم الدواعش سطروا النصرا
لله درُّ أسود باديةٍ هممٌ على هممٍ بها تترى
لا نال أهلك يا مرابعنا ضيمٌ ولا أزرى بها ضَرا
يا جنة ملأت زنابقها كل الوهاد وأثمرت تبرا
شطرا يؤجج لونها لهب ومعبر من ثلجها شطرا
الرافدان وشط دجلتها حوراء تمنح سرها الجهرا
كل يريد بنهرها نسبا وورودنا شمسٌ بها كبرى
يا سائلا أنسابنا عبثا أنسابنا لا تقتفى ذكرا
كالشمس تعرفها وتدركها وبياننا أعلى بها قدر
ما قيل :حقٌ أن تصدقّه قد بلّغت في أمرها أمرا
يا روضة ورياض مبدعها ليست باكرم في العلا خيرا
جل الأئمةعطروا وطني وسقت مكارمهم لنا البرا
في هذه الأكمات منزلنا نسج الألى من صخرها شعرا
يا بنت دجلةأشتكي ولها فعسى أرى في ليلك البدرا
كم من رياض قد شرفت بها حتى نعمت بأرضك الغرا
بنت الفرات يشوقني كلفا طول الفراق فهل نرى يُسرا
إني أعد دقائقا ذهبت وثوانيا حتى أرى أخرى
لقياك يا حبي وملهمتي وأحب ما في أرضنا نهرا
ليت الزمان يجود واحدة عند الرصافة أو أرى الجسرا
هذي النجوم تضئ وامضة ً فمتى نرى من بينها الشعرى
لهفي على أم الرشيد وقد لَقِيتْ زمانا مزريا مُرّا
يا حسن غانية على جذل بين الجنان تغازل الثغرا
فأذا صحوتِ صحا بنا وَلَهٌ وهواك من أهل الهوى أحرى
بلدي العراق أحب لي بلدا وقِراه من كل القرى أقرى
......................................
سنان في 20 كانون الأول 2018


-ضيف كتابات الشاعر والناقد عباس باني المالكي بقلم / الاديب قاسم محمد مجيد الساعدي

ضيف كتابات  الشاعر والناقد عباس باني المالكي
الثلاثاء 04 أيلول/سبتمبر 2018
حفظ طباعة
https://kitabat.com/wp-cont…/uploads/…/06/kitabat-logo-1.png
قاسم محمد مجيد الساعدي
يكتسب الحوار مع الشاعر والناقد عباس باني المالكي أهمية خاصة كونه من الشعراء المرموقين والنقاد الذين لهم بصمة واضحة في الادب العراقي ومثال متميز على مستوى عال… ومنذ بدايته الادبية في العقد الاخير من القرن الماضي أتجه نحو الكتابة بأسلوب متجدد ومغاير ومتفرد
واتذكر ما قاله الدكتور. مصطفى الشاوي أستاذ النقد الحديث مكناس/المغرب
قي قراءة لديوان “حين يهدأ الصمت” للشاعر
يحظى الشاعر عباس باني المالكي بمكانة أثيرة بين الشعراء العراقيين، لما يتميز به شعره من عمق ورصانة وتأمل وتوقع، مقارنة بما هو سائد. وقد اختير الشاعر إلى جانب ستة شعراء عراقيين ضمن ما سمي ب”جماعة وثيقة في الهواء” و هي حركة مناهضة ورافضة للسائد الشعري المبتذل، و حركة تمثل أحدث تفريعات الشعرية العراقية، وتسعى لطرح البديل الرافض للواقع الثقافي الراهن.
كما اختيرت للشاعر ثلاث قصائد شعرية ضمن أضخم أنطولوجيا للشعر العربي المعاصر صدرت باللغة الإنجليزية وتحمل إسم “قلائد الذهب الشعرية” احتوت على 420 قصيدة من مختلف البلدان ومن أجيال مختلفة لأشهر الشعراء العرب التي من المتوقع ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية.
ولآن الشعر دائما يحتل المكانة الرئيسية في الثقافة الانسانية , حاولت في هذا الحواران اركز عن انطباعاته الشخصية عن الشعر وهموم النقد والمشهد الثقافي في العراق وعن طقوس الكتابة وانحسار الاساطير في النصوص الشعرية الحديثة
نص الحوار الشامل
س1 لنبدأ من موضوعة الشاعر والناقد هناك مفهوم شائع ان الشاعر ناقدا قاسيا لأشعاره كيف واذا كان الشاعر ناقدا صدرت له العديد من الكتابات النقدية ؟
قبل كل شيء أن يكون الناقد موضوعيا في طرحه النقدي أتجاه أي نص من النصوص وليس قاسيا لأن القساوة تعمي البصيرة والتبصر وأول شروط النقد أن يكون الناقد في حالة استقرار ذهني وأدراكي .وثانيا أن يكوم ملم بكل جوانب المعرفة الشمولية التي تحدد رؤيته النقدية، أي يجب أن يمتلك ثقافة اجتماعية ونفسيه وتاريخية وحتى ميثولوجيه حتى يستطيع أن يتقن أدواته النقدية ، وكذلك عليه أن يعرف أو يطلع على كتب النقد والنظريات النقدية ، من أجل يكون قادر على سلوك الطرق النقدية ، لكي تتسع بصريته النقدية ولا يبقى خاضع لجرف واحد في تحليل النصوص ، بل عليه أن يكون كما قلت شمولي، حتى يعرف حدود النص وشفرته الاستعارية رموزه لكي يتمكن من تحدد الحالة التأويليه ، أما بالنسبة الشاعر الذي يصبح ناقدا يصبح النقد على نصوصه تلقائيا لأنه يمتلك الوعي الإدراكي الذاتي ، وتكون نصوصه حسب وعيه النقدي ، فلا فرق بين يصدر عدة كتب نقدية أو لم يصدر أي كتاب ، لأن النقد وعي أضافي للشاعر الناقد .
س2 تناولت في دراساتك النقدية اكثر من ثلاثمائة وخمسون شاعرا … ما هو المعيار النقدي الذي تم به التعامل مع هذه النصوص ؟
المعيار عندي أن أجد موضوع أو فكرة في النص ، وأنا أعتبر كل نص هو من يحدد طريقة النقد ، أي أن الناقد لا يفرض وعيه النقد عليه ويتيه من خارج حدود النصوص، ويبقى يعيش الظاهر لا في عمق النصوص وهذا ما نلاحظه عند الكثير من النقاد الطارئين على النقد والثقافة النقدية ، لأن النقد ليس القدرة على الكتابة أتجاه النص بل الكتابة من داخل النص وهذا ما يجعلهم بعيدين كل البعد عن فكرة النص و الرموز داخله ، فالنقد هو القدرة على أدراك التأويل في ما يريد الشاعر أن يقوله من خلال نصه ، وليس تراكم بالكلام الذي لا دالة عليه في موضوعية النصوص ، أنا أعيد قراءة المجموعة أو النص مرات ومرات حتى أصل الى مكنونه و أعيشه ويسكنني في كل تفاصيل فكري النقدي عندها أكتب عنه ، وأعتقد أنت نفسك جربت هذا بكتابتي على مجموعتك ونصك، وكم كنت قريب من ما تريد أن تقوله من خلال نصوصك.

س3 في مجموعتك الشعرية البكر ( كوميديا النار ) هل تعتقد ان الشعر يبحث عن منطقة امنة تجاه قلق الروح مادام الشاعر كما يقال يتقلب في جنبات العالم بين ما هو حقيقي وما هو وهم ؟
الشعر هو القلق الدائم في ذاتية الشاعر ، لأن أصلا الشعر سؤال لا جواب له ، لهذا يستمر الشاعر الحقيقي بطرح سؤاله على كل ما يدور حوله من الكون والحياة والوطن ، ويحدث هذا من خلال تحسسه الشعوري أتجاه كل المسميات التي يعيشها ، لأن الشعر هو الفعالية النظرية لعقل الإنسان فقبل أن يتوصل الإنسان الى مرحلة تشكيل العموميات ، صاغ فكرا خاليا ، وقبل أن يفكر بذهن واضح أدرك الأشياء بمقدرة مشوشة ، وقبل أن ينطق أستطاع أن يغني ، وقبل أن يتكلم بنثر أستطاع أن يقول الشعر ، وقبل أن يستعمل المصطلحات الفنية أستطاع أن يستعمل الاستعارة ،وكان الاستعمال المجازي للكلمات لديه طبيعيا ، ولكي يتخلص الشاعر من هموم الأسئلة الوجودية في ذهنه الشعري ،يكتب كل ما يراه في الحياة بأسلوبه الخاص وبطابع سامي من الكلمات والتناسق الواعي والتشكيلة النادرة والمنطق المنغم ، وكل هذه السمات هي التي تجعلنا نتعرف على الشعر ، وليس ما موجود الآن من ثرثرة ولغو ذاتي لا صلة له بالشعر ، هو مجرد هموم ذاتية بعيدة عن التناسق الواعي للكلمات ، والشاعر الحقيقي لا يعيش الوهم ، بل يعيش الخيال الذي يمكنه أن يرى الحياة بزواياها الحقيقية والمختلفة ، والشاعر حين يصل الى المنطقة الآمنة ينتهي الشعر لديه . وكانت مجموعتي الأولى كوميديا النار هي السخرية من الأوضاع التي نعيش .

س4 وسط هذا العدد الهائل من الشعراء تحضرني مقولة الشاعر عدنان الصائغ ( هل لنا قراؤنا ) الى اي حد نتفق مع هذه الاشكالية في المشهد الشعري العراقي ؟
الذي حدث في حاضرنا هو كثرة الشعراء بسبب سهولة النشر والمجاملات الفوقية التي لا أساس لها من الأبداع وقول الحقيقة ، كما لا توجد دور نشر رصينة تحترم ما تنشر في مطبوعاتها من الأدب الرصين المبدع ، بل مع الأسف أغلب الدور تعتمد على المال في النشر ولا علاقة لها بالبحث عن الأبداع وإيصاله الى القراء ، هي المشكلة ليس في توفر القراء بل أصبحت المشكلة أكبر حتى الأدباء أصدقائك يلحون عليك من أجل حصولهم على مجموعتك الشعرية ، وحين يحصلون عليها يرمونها أو يركنوها على رفوفهم ، ومن النادر تجد من يقرأ ما تصدره من كتب، كما أنتشر الأدب الرخيص وكثر الطارئين والذين ينشرون خوائهم المعرفي والثقافي من خلال الفيس بوك، ويصدقون أنهم أصبحوا أدباء وخصوصا في المجاملات الفوقية التي يتبادلونها ، فالإشكالية تمتد حتى الى أتحاد الأدباء ، والذي لا يرعى الطاقات الإبداعية الحقيقة بل أصبح خاضع الى الأخوانيات والمجاملات الفوقية ، وهذا ما وسع هذه الإشكالية وجعلها تأخذ منحنى واسع من الإخفاقات والتردي في كل مسالك الثقافة والأدب .

س5 يعرض للأسف بعض (النقاد ) تفسيرات ليست موجودة في النص كما يبخسون حق المبدعين وتلميع صور لشاعرات او شعراء يحظون باهتمام لا يستحقونه … الا يؤثر ذلك على الذائقة الشعرية وانحسار للجهد الابداعي ؟
نعم أنا أتفق مع في هذا وقد تكلمت عن هذا في جوابي على سؤالك الأول ، وسبب هذا كما قلت النقد ليس القدرة على الكتابة ، بل النقد وعي معرفي شامل وقدرة على فك شفرة النصوص والوصول الى المعنى الخفي الذي يطرحه الشاعر من خلال نصوصه ، صدقني أنا أقرأ المجموعات أو النص مرات ومرات حتى أصل الى الجوهر الدلالي فيها ، وأتهيب منها لأن النقد مسؤولية كبيرة ، ولا أريد أن أسقط في شرك الأخوانيات والمجاملات الزائفة بل أن لا أجامل لأني أحترم نفسي وأحترم تاريخي النقدي ، طبعا أنا معك ، أن النقد غير الصحيح يقتل الذائقة الشعرية والأبداع التي تنتجه .
س6 هل لديك طقوس معينة في كتابة القصيدة ؟
ليس عندي طقوس معينة ، لأن الشعر يقتحمني اقتحاما وليس له وقت في هذا الاقتحام لكي أتهيئ له وأحضر له الطقوس لمجيئه ، ، والشعر هو فعل هاجسي ذاتي أتجاه كل الحدوسات التي يشعرها الشاعر والتي يكون في وقتها خارج ذاته ، وكما قال ستاروبنسكي (أن الكاتب في عمله الأدبي ، ينكر ذاته ليتجاوزها ويتحول الى اللحظة التي يرغبها ) فالعمل الأدبي قبل أن يكون إنتاجا أو تعبيرا هو بالنسبة الى الذات المبدعة وسيلة للكشف عن الذات .
س7 كيف ترى مستقبل الشعري النسوي ان جاز التعبير وهل تشعر بانحيازك كناقد للمرأة الشاعرة ؟
أن ألاحظ وأرى أن العنصر النسوي أخذ يلجأ الى المجموعات الأدبية أو الثقافية كحالة اطمئنان على اعتبار الأدباء هم عنصر متطور في الوعي الاجتماعي أو الثقافي ، علما أن هذا الانتماء ليس من باب الأبداع ، لأني أرى الكثير من الشاعرات ليس لهن حظ في الأبداع أو الثقافة لكننا نجدهن يأخذن مكانة واسعة وسط هذه المجموعات ، لأنهن عنصر نسوي ليس إلا ، وأنت أعرف بفعل الرجل الذكور ي وعلاقته بالمرأة ، ما يقومون به من مديح للكثير منهن ، وكأنهن مبدعات كبيرات والشاهد على هذا، مرة عرفني أحد الأصدقاء على أحد الشاعرات ووصفها لي على أنها مبدعة ورائعة بالأبداع ، ولكني حين قرأت مجموعتها لم أجد هذا ولا ذلك ، شعر هزيل جدا لا صلة له بالشعر من قريب أو بعيد بل حتى لا يصلح أن يكون خواطر ،والمشكلة الأكبر أن أحد النقاد كتب لها مقدمة يكيل المدح لها وعلى أبداعها ، ووجدت ما كتبه لا علاقة له بالمجموعة بل مجرد مدح زائف جدا بعيد جدا عن نصوص المجموعة ، مع كل هذا هناك شاعرات أحترمهن جدا وهي مبدعات حقيقيات ،وأعتقد لهن مستقبل يبشر بالخير ،وهن قليلات لكن الأغلب كما قلت في أول كلامي هذا.
س8 على اعتبار الاسطورة ( هي الشكل الاول للشعر ) كيف تنظر لانحسار الاساطير في النصوص الشعرية الحديثة
قد يكون هذا بسبب عدم الثقافة بالميثولوجيا سواء العراقية أو العالمية ،لكن يوجد الكثير من الشعراء يستخدمونها في شعرهم مثل السياب وعبد الوهاب البياتي ، وبلند الحيدري والكثير من الشعراء العراقيين والعرب ، ولكن الشعراء في هذا الزمن ، لا يستخدمونها كما قلت لعدم ثقافتهم التاريخية والأسطورية وعدم معرفتهم ما تمثل الميثولوجيا من ارتقاء بالخيال والرموز الاستعارية في نصوصهم ، وأنا ألاحظ الجهل يخيم على الكثير من يدعون الشعر وهم لا علاقة لهم به .
س9 هل في المستقبل القريب نقرا لكم دراسة تفصيلية عن ادب الحرب المقاوم للاحتلال وعن شعراء ما بعد 2003
ولما لا حين تتوفر النصوص التي تتحدث عن الحرب وما سببته من مآسي بسبب وجود الاحتلال ، لكني لغاية الآن لم أعثر على هذه النصوص لأكتب عنها ، وأنت تعرف أنا أبحث عن كل جديد في الشعر ، لأني لا أريد أن أتوقف عند حد معين من ألوان الشعر وأنساقه

السيرة الذاتية
الاسم : عباس باني المالكي
– عضو نقابة المهندسين العراقيين / مهندس كهرباء استشاري
— عضو اتحاد الأدباء و الكتاب العراقيين
— عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب
— عضو مجلس السلم والتضامن العالمي
–عضو مجلس الثقافة الحرة
— عضو جماعة ( وثيقة في الهواء) التي أصدرت لها أول مجموعة شعرية من دار جان في ألمانيا
– – فزت بالجائزة التقديرية للشعر في مسابقة المفكر عزيز السيد جاسم لعامي 2006، 2007 التي تقيمها جريدة الزمان الدولية
– – فزت بالجائزة الثانية للشعر في مهرجان الإبداع/ العراق لعام 2006
– – فاز نصي ( المساء الأخير من الفردوس ) بالمرتبة الأولى لجائزة آيرس وبرتبة امتياز والذي يقيمها المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتجية
– فاز نصي (كل عام وأنت بحب ) بالجائزة الثالثة بمهرجان همسه الدولي لعام 2016و الذي أقيم في مصر/ القاهرة
– – نشرت في أغلب الصحف والمجلات العراقية والعربية وبدأت النشر في الصحف العراقية منذ السبعينات من القرن الماضي…
– شاركت في الكثير من المهرجانات الأدبية في داخل العراق وفي الكثير من الدول العربية –
-ترجمة الكثير من قصائدي إلى اللغات الأخرى ( فرنسية ، ايطالية ، أسبانية، انكليزية ) –
– – حصولي على لقلب فارس الإبداع في موقع انانا الأدبي الإلكتروني
— حصولي على وسام التميز للإبداع ووسام العطاء لملتقي الفينيق الأدبي الإلكتروني
– حصولي على وسام الإبداع والعطاء الأدبي من موقع نبع العواطف العراقي
– كلفت بالأشراف على ورش النقد في أغلب المواقع الالكترونية الرقمية التي أنتمي إليها -.
— حصولي على شكر وتقدير من أكاديمية الفينيق للأدب العربي بتاريخ 30/7/2013 لتقديمي القراءات والدراسات النقدية في موقعها من قبل اتحاد الأدباء الدولي(بتاريخ 11/12/2015 تم تقليدي ( وسام الثقافة.-
– – درج أسمي ضمن انطولوجيا الشعر العربي المعاصر ( القلائد الذهبية)حيث ترجمة لي ثلاث قصائد ضمنها …علما أن أغلب الشعراء ترجم لهم قصيدتين فقط .. والذي نشر باللغات الأوربية
– والرومانية ..
– أقيم مهرجان شعري باسمي في المغرب / مكناس تحت شعار ( الشعر نبض الحياة)-
– كما أعملت جائزة شعرية باسمي في المغرب تحت نفس الشعار ( الشعر نبض الحياة )
– – اشتراكي مع مجموعة من الشعراء العرب بإصدار مجموعة شعرية باسم (مراتيج باب البحر) صدرت عام 2008 من تونس
– اشتراكي مع مجموعة من الشعراء العرب بإصدار مجموعة مشتركة-
باسم ( قبس من أرواحهم ) وقد صدرت من دار العنقاء للنشر والتوزيع عمان / الأردن
-الكتب المطبوعة
– -كوميديا النار – ديوان شعر طبع في العراق/2003
– -اعترافات رجل مات مبكرا- ديوان شعر صدر من دار الفارابي بيروت- لبنان 2006
– -صفير خارج الأسماء-كراس شعر
– -إجابات في معطف الفراغ-كراس شعر
– الذاكرة المعطلة-كراس شعر-
– -التسول في حضرة الملك – ديوان شعر صدر من دار الفارابي بيروت-لبنان 2008
– – قراءات في مسارات الرؤيا – كتاب إلكتروني ورقي نقدي حول الشعر صدر من موقع إنانا الأدبي 2008 في تونس/ الجزء الأول
– -الصعاليك يطرقون أبواب النهار- ديوان شعري طبع في مؤسسة الأروقة للدراسات والنشر/القاهرة 2011
– -سوف يأتي من الأمس- ديوان شعر طبع في العراق /2008
– -حين يهدأ الصمت- ديوان شعر طبع في دار الكلمة /القاهرة
– فشل في ذاكرة الأرقام ..صدرت من المغرب العربي ..مكناس2012 –
وأعدت إصدارها من دار ميزوبوتاميا / العراق2014
قبل أن تغتالني زهرة الغروب .. صدرت من المغرب العربي…مكناس/2012 –
– -قراءات في دفتر الجنون …مجموعة شعرية للنص المفتوح ..صدرت من دار العنقاء للنشر والتوزيع عمان /الأردن /2013
– – الموسوعة النقدية الرقمية العربية : كتاب نقدي صدر من دار العنقاء للنشر والتوزيع عمان / الأردن وهو يتحدث عن نظرتي النقدية الجديدة في قراءات النصوص الشعرية مع مجموعة مع لنصوص الشعرية لشعراء عرب من كافة أقطار الوطن العربي /2014
-أبو ذر جاء متأخرا .. مجموعة شعرية صدرت من دار فضاءات /عمان الأردن/2015-
مجموعة شعرية …صدرت من دار ضفاف للطباعة والنشر/الشارقة2015 – – -وحيدا دون العصور
تونس- -شواطئ الغيم .. مجموعة شعرية مترجمة إلى اللغة الفرنسية.. صدرت من دار رسلان
– (مكاشفات رؤيوية في النص الأدبي) – كتاب نقدي صدر من دار ضفاف للطباعة والنشر /تركيا – 2016-
– (ليلة سقوط القمر ) مجموعة شعرية صدرت من دار ضفاف للطباعة والنشر / تركيا 2017
– (هكذا كنت في دفاترهم ) مجموعة من الدراسات النقدية التي كتبت عني- صدر من دار متن للطباعة والنشر / بغداد 2017

مقالات سابقة للكاتب المزيد من مقالات الكاتب
عَدٌّ فِي لُعْبةٍ خَاسِرَةٍ
سيدتي … سيدي …
ضيف كتابات الشاعر والناقد علي حسن الفواز
زهايمر مبكر
ضيف “ كتابات “ الشاعر غزاي درع الطائي
مشاركة عن طريق: صفحة الاديب والاعلامي الاستاذ قاسم محمد مجيد،وهو الذي اجرى هذا الحوار،مع التقدير..

حيرة( الأنا ) / قراءة في نص الشاعر لورانس. جان ،بقلم / الروائي الناقد جمال قيسي

حيرة( الأنا ) / قراءة في نص الشاعر لورانس. جان ،
أ.جمال قيسي Jamal Kyse مع التقدير:
،،،
هذا النص المتفرد للشاعر لورانس جان يمتاز بقضيتين أساسيتين الأولى ،الإيقاع والتنبير الحزين والقضية الثانية المحمولات ذات الشحنات الصاعقة لحظة تصارع الشاعر مع جملة من الاسئلة ،،هو يدخل المعترك ببسالة ،،لا بأس ان حاول وهو يعرف مسبقًا ان لاجواب هناك فنراه يتمايل على سلك دقيق يفصل بين الإيمان وعدمه ومع دقة السلك الا انه ينجح بعدم السقوط لكن النجاة في مثل هذه الحالة ليست سارة اذا سيبقى بلا انتماء ، سيحمل معه أسئلته النارية ،،
ينجح لورانس جان بدمج القضيتين مع أن وظيفة كل منهما مختلفة، لنرى لعبته الجميلة في مقطع الاستفتاح الأول، يبدأ بسؤال وجودي على أنغام موسيقى الكبير جبران خليل جبران الشعرية
أَذَاتُ نُورٍ أَنتَ مِثلِي بِزَاوِيةِ الوُجُودِ؟
هذا النفس الصوفي اللذيذ الذي اختص به شعراء المهجر هو اجمل دفق موسيقي. شعري في تاريخ الشعر العربي، الشاعر هنا يتجول في نفس الغابة والسهول وذات الأجواء ، نوع من الاستحضار لنفس المراسيم المشوبة بالحزن ، لكنه حزن جميل ، وألم صوفي ،،
وشعراء المهجر وعلى رأسهم جبران خليل جبران ،ويمكن اضافة الكبير الأخطل الصغير ،،انا شخصيًا أشبههم بالمدرسة النيوكلاسيكية، للفن التشكيلي ، التي انتفضت على الانطباعيين وتأثيرات بول سيزان التي افضت الى التكعيبية والسوريالية والتأثيرية ، ومع عظمة بيكاسو وسيزان وفان جوخ ومونيه و غوغان وإدوارد مونش ورينيه ماغريت ودالي وفارو،،،الا ان اعمال تيدما، وغودورد ، وبراغوية هي معيار جمالي بالغ الجودة ومنتهى الاستطيقا ، والذروة ، في الشعور المتناغم بين الإنسان والله،،
لورانس جان يضع في اعتباره هذه المعيارية التي تفوق بها شعراء المهجر لكن محاكاته لهم بأسلوب حداثوي ،،هو يغوص في العمق ليلتقط أنوية الحلاج ويعيد تشكيلها بمعطيات جديدة ،،هو قضية معلقة ، يقف في زاوية غير متوقعة يثقل عليه التراث وتراكمه وبنفس الوقت نزاع للتمرد ينكر كل المرويات ويعترض على السرديات مع أنه يتكلم بلغتها،،و المقطع التالي يوضح الأمر وهو بمثابة الإجابة على السؤال ،في الاستفتاح ،،
أَنَاالزَّاوِيَةُ اللَّامُتَوَقَّعَةُ مِن رَشقَةِ الضَّوءِ عَلَى عَتمَةِ الأَشيَاءِ
وَاللُّغَةُ الرَّسمِيَّةُ لِآَلَةِ التَّصوِيرِ -اللَّامَعكُوسَةِ - بِمُختَبَرِ الثَّبَاتِ
وَأَنَا الحَدسُ الخَارِقُ فِي فَكِّ شِيفرَاتِ الحَوَاسِ
كَذَلِكَ أَنَا الفَيرُوسُ المُختَرِقُ لِجِدَاريَّاتِ النِّفَاقِ
أَنَا السَّهمُ المَفتُولُ بِالشَّكِ ، المُندَفِعُ ، المُحَدِّقُ بِالصَّوَابِ
أَنَا ظَاهِرُ الأمرِ المَاحِلُ المُقفِرُ
أَنَابَاطِنُ الأَمرِ المُوحِي المُمطِرُ
أَنَا المُتَعَدِّدُ الوَاحِدُ المُختَلِفُ المُتَشَابِهُ
وَأَنَا العَدَمُ المُورِقُ بِالوُجُودِ
كَذَلِكَ أَنَا الوُجُودُ القَابِلُ لِلمَسحِ السَّرِيعِ
أَنَا المَحسُوسُ المُنطَوِي المُتَكَامِلُ
وهَذَا المَزَاجُ الأَسوَدُ سيِّدِي
لاسُلطَةَ لِإِلَهٍ كَمَا لِإلهِ الشِّعرِ وَهُوَ يَجلِدُنِي
وَأَعتَقِدُ -غَيرُ مُتَحَفِّظٍ بِالجَزمِ- بِأَنِّي ؛
ظَنُّ وَحيُ اللهِ فِي بَعضِ القَصِيدِ
في المقطع التالي والذي اقتطعته من النص لأهميته البالغة، يتطرق لورانس جان الى قضية الزمن ، ومع انه يلبس علاقته بالزمن بالعبث والعدم ويبرر ( أناه ) ، يوضح أن قضية الزمن هي سؤال لاجواب عليه،،
سأتكلم عن قضية الزمن ، وفق رؤية خاصة بي،،وربما هناك من لايتفق معي بها،،
الزمن انا اعتبره المحارب الذي لا يقهر ولا تأخذه رحمة بضحاياه ، هو فاتك لكل تكوين مورفولوجي، الزمن ليس الماضي ولا المستقبل،،إنما الحاضر ، لحظات وعينا هو الترهين لكل الوقائع بشكل مباشر،،الترهين الذي يعطي امل لما بعده ،،
ولا يمكن فهم هذا الترهين الا بتبلور الأنا من أحاسيس ومشاعر حول المغزى من الحياة ،،ولا اريد ان اطيل حتى لا اسرق حلاوة النص لكن أودّ أن أشير الى نصين لفتا انتباهي وكل منهما يقف على طرفي نقيض،،الأول نص أرثر شوبنهاور الذي يعتبرنا مجرد ظواهر عارضة تفرزها إرادة الحياة من اجل الحفاظ على النوع والزمن عنده متلاحم مع المكان في لحظة الإدراك ، اذا لا معنى لهما بدون ذات واعية او مبدأ العلة الاولى لدى عمانؤيل كنت وهذا هو منحى فلسفي اي بمعنى ادق منحى بمحمولات على شكل أسئلة لم يتم التيقن من أي اجابة لها
أما النص الثاني ،،
هو القرآن وهو يمثل اجوبة يقينية لمن يؤمن به، المهم ما اريد ان الفت. الانتباه إليه هو قضية الزمن في القرآن والترهين الزمني فيه،،لست أعني الزمن بتفصيلاته البشرية أي التحقيب للماضي إنما الصيغة العميقة للنص القرآني والشاملة ، إذ كل الخطاب هو بزمن الفعل المضارع والمضارع المستمر ، هو يمثل الاتجاه إلى الأمام بترهين مستمر حتى في القصص عن الماضي ينهيها بشاعرية كترهين للحاضر باتجاه المستقبل،،
الغرض من استحضاري للنصين. هو ان جان لورنس في هذه القصيدة عالق بينهما ومع انه يبدو قد حسم أمره باتجاه الا ان في هذا تضليل الشعراء،،
إِذ لَا هُوِيَّةَ لِلوَقتِ ، وَ لَا وَقتَ لِلهُويَّةِ ،
فِيمَاتَبَقَّى مِنَ بَدَلِ الضَائِعِ مِنَ العُمرِ ،
وَبِسَبَبِ هَذَا - يَابنَتِي - لَا أُمَارِسُ حَالِيَّاً فِعلَ التَّذَكُّرِ ،
عَلَى أَنَّ اتِّسَاعَ الزَّمَانِ - عَلَى هَيئَةِ تَأَمُّلِي - هو امتِدَادُ أَنَايَ
ومُطلَقُ هُويَّتِي
على العموم النص ،،عميق في محمولاته،،مع جمالية بالغة في الموسيقى الشعرية،
جمال قيسي / بغداد
………………………………………………………………
أَذَاتُ نُورٍ أَنتَ مِثلِي بِزَاوِيةِ الوُجُودِ؟
أَنَاالزَّاوِيَةُ اللَّامُتَوَقَّعَةُ مِن رَشقَةِ الضَّوءِ عَلَى عَتمَةِ الأَشيَاءِ
وَاللُّغَةُ الرَّسمِيَّةُ لِآَلَةِ التَّصوِيرِ -اللَّامَعكُوسَةِ - بِمُختَبَرِ الثَّبَاتِ
وَأَنَا الحَدسُ الخَارِقُ فِي فَكِّ شِيفرَاتِ الحَوَاسِ
كَذَلِكَ أَنَا الفَيرُوسُ المُختَرِقُ لِجِدَاريَّاتِ النِّفَاقِ
أَنَا السَّهمُ المَفتُولُ بِالشَّكِ ، المُندَفِعُ ، المُحَدِّقُ بِالصَّوَابِ
أَنَا ظَاهِرُ الأمرِ المَاحِلُ المُقفِرُ
أَنَابَاطِنُ الأَمرِ المُوحِي المُمطِرُ
أَنَا المُتَعَدِّدُ الوَاحِدُ المُختَلِفُ المُتَشَابِهُ
وَأَنَا العَدَمُ المُورِقُ بِالوُجُودِ
كَذَلِكَ أَنَا الوُجُودُ القَابِلُ لِلمَسحِ السَّرِيعِ
أَنَا المَحسُوسُ المُنطَوِي المُتَكَامِلُ
وهَذَا المَزَاجُ الأَسوَدُ سيِّدِي
لاسُلطَةَ لِإِلَهٍ كَمَا لِإلهِ الشِّعرِ وَهُوَ يَجلِدُنِي
وَأَعتَقِدُ -غَيرُ مُتَحَفِّظٍ بِالجَزمِ- بِأَنِّي ؛
ظَنُّ وَحيُ اللهِ فِي بَعضِ القَصِيدِ
...
وَيحَ نَفسِي ! قَد قَطَعتُ عُنُقِي بِيَدِ أَنَايَ
وَيحَ إِيمَانِي ! لَقَد حُقَّ لِلمُؤمِنِينَ أَن يَحثُوا فِي وَجهِي التُّرَابَ
أَقُولُ: (أَنَا) ، وَأَعُوذُ بِاللّهِ مِنهَا كَمَا عَلَّمَنِي النَّبِيُّ
بِتَوَاتُرٍ عَنهُ عَلَى ذِمَّةِ رُوَاتِنَا الثُّقَاتِ / ذَوِي الذِّمَمِ الوَاسِعَاتِ
...
عموماً ؛
أقولُ للزَّمَنِ : لَستُ عَابِرَاً
فَلَا تُوَارِينِي بِتُربَةِ مَاضِيكَ المَجِيدِ
أَقَولُ لِلنِّسيَانِ : لَم أَشبَع مِنَ الذِّكرَيَاتِ بَعدُ
فَلَا تَقذِفنِي مِن ذَاكِرةِ الأَحيَاءِ
أَقُولُ لِلعُمرِ : أَلَا انعَطِف صَوبَ الرُّجُوعِ ،
فَإِنِّي أَخَافُ لُغمَ المَوتِ حِينَ لَهوٍ
وَأَقُولُ - عَلَى وَجهِ السُّرعَةِ - لِلسَّمرَاءِ :
وَأَنتِ -أَيضَاً- أَيَّتُهَا السَّمرَاءُ أَلَا انعَطِفِي
لَقَد حُقَّ عَلِيكِ أَن تَجِيئِي إِلَيَّ ،
فَأَمُوتَ فِيكِ كَمَا أَشتَهِي -عَلَى مَهلٍ- قُبَيلَ انفِجَارِ اللُّغمِ فِيَّ
...
وَفِي بَابِ ذِكرِ مَايَسُوءُني
وَعَلَى سَبِيلِ التَّوَجُّسِ -لَا فَألَ عَلَيكِ - أَقُولُ :
إِن حَدَثَ وَمَازَحَنِي اللُّغمُ مُنفَجِرَاً فِيكِ
سَأُكمِلُ صَفقَتِي مَعَ النَّارِ - عَاقِدَاً نِيَّتِي - أن أُقِيمَ لَكِ
مَأَتَمَاً مُلُوكِيَّاً ، إِذ سَأَرمِي لَهَا مَاتَيَسَّرَ لِي مِن مَكَاتِيبِكِ المُحَمَّلَةِ
بِالعِطرِ والشَّوقِ وَالقُبُلَاتِ ، ثُّمَ أَجمَعُ رَمَادَ كَلامَكِ فِي الحُبِّ
كَمَا يُجمَعُ العِطرُ مِن جُثَثِ الوُرُودِ ، ذَلِكَ لِكِتَابَةِ أُولَى مَرَاثِيِكِ
...
غَدَاً أُسَافِرُ يَابنَتِي ، وَفَوُقِي سَمَاءٌ رَحِيمٌ يُظَلِّلُ قَلبِي
عَينَايَ ذَاكِرَتَانِ مُتَزَامِنَتَانِ تَتَّسِعَانِ لِنَسخِ كُلِّ تَجَاعِيدِ الطَّرِيقِ
وَتَحتَ مِقعَدِي أَربَعُ عَجَلَاتٍ ، يَدهَسنَ الوَقتَ ،
وَلَايُوَازِينَ الجِهَات ،
إِذ لَا هُوِيَّةَ لِلوَقتِ ، وَ لَا وَقتَ لِلهُويَّةِ ،
فِيمَاتَبَقَّى مِنَ بَدَلِ الضَائِعِ مِنَ العُمرِ ،
وَبِسَبَبِ هَذَا - يَابنَتِي - لَا أُمَارِسُ حَالِيَّاً فِعلَ التَّذَكُّرِ ،
عَلَى أَنَّ اتِّسَاعَ الزَّمَانِ - عَلَى هَيئَةِ تَأَمُّلِي - هو امتِدَادُ أَنَايَ
ومُطلَقُ هُويَّتِي
...
فَبِسمِ الجَلدَةِ الأُولَى بِسِيَاطِ الدَّهشَةِ
وَبِسمِ أَنَايَ المُتَوَجِسَةِ لَا مِن أَنَاهَا
أُغَلِّفُ قَلبِي بِهَديِّ القَصِيدَة
أَحُومُ كَطَائِرِ القَلَقِ حَولَ سَعِيرِ الشِّعرِ
أَقُولُ لِلشُّعَرَاءِ :مَاااا أَنتُمُ ؟
وَأَهبُطُ بِخِفَّي حَنِينٍ لِقَاعِ حِيرَتِي :
مَن أَنَا ، لِأَقُولَ لِلشُّعرَاءِ مَا هُمُ ؟!



متى يستطيع الكاتب أن يكون مبدعاً؟.. بقلم /د. هاشم عبود الموسوي

نقلاً عن صفحة اتحادالادباء في البصرة ننشر هذا الموضوع الذي تفضل به الزميل الاديب الدكتورهاشم الموسوي مشكوراً لاهميته في جانب ولانه يحمل دعوة مفتوحة للحوار بقصد الإثراء والتعميق ،في جانب اخر،مع التقدير والعرفان :،
،،،
متى يستطيع الكاتب أن يكون مبدعاً؟..
د. هاشم عبود الموسوي
،،،
بالرغم من أنني أُمارس الكتابة الأدبية والعلمية منذ فترة ليست بالقصيرة.. إلا أنني طرحت هذا السؤال على نفسي من زمانٍ بعيد، وتحرّجتُ أن أخوض فيه.. لشعوري بأن الوصول إلى شواطئ آمنة ليس مضموناً.
وعندما أطرح هذا السؤال مرّةً أخرى، آملاً في مساهمة القارئ والمتلقي.. في إغناء الموضوع.. بحيث نستطيع أن نضع زمنيات، ربما تدلنا إحداها على منهجية مختارة للكتابة الإبداعية.
أنا ليس لديّ وصفة جاهزة، لكنّي سأُحاول أن أعرض بعض الطروحات.. وأترك المجال مفتوحاً للجميع للمشاركة..
أرجو ألا يكون السؤال المطروح صعب الإجابة...
تقع إشكالية العلاقة بين الكاتب وسلطته المعنوية في نطاق فاعلية النص لا خارجها، وبالدرجة الأولى يكتسب كل نص أهميته وضرورته من قدرته على جعل سلطته المعنوية خارج الإغراء أو الخضوع أو الامتثال.
كان الروائي السويسري "الألماني الأصل" هيرمان هيسه، يردد دائماً أنه يرفض الامتثال بكل أشكاله: الديني، المذهبي، العقائدي، وباستطراد أكثر، كل سلطة أخرى تُعيق فاعلية النص الروائي وتُحبط دينامية سلطته، أو تفرض عليه القيام بوظائف مباشرة.
هذه النظرة إلى العمل الإبداعي، ربما تكون طبعت بطابعها سلوك معظم الكتاب الطليعيين في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد تكون أسهمت في التأسيس لتيارات أدبية وفكرية وفنية، وضعت النص الكتابي الإبداعي في مستوى موازٍ لسلطة المؤسسة السياسية والدينية، ويفهم من رفض "هيرمان هيسه" كل امتثال ديني أو عقائدي أن الكاتب ينشد وقبل كل شيء تحرير نصّه من كل ما يُعيق حريته في الوصول إلى الملتقى.
طبقاً لهذا المفهوم نشأت النظريات الأدبية الشمولية التي تقول بأن ما يُسمّى بـ"الإلتزام" إنما هو نمط الامتثال لسلطة العقيدة السياسية أو الدينية، وأن ذلك أفضى في النهاية إلى ظهور أدب دعائي همّه الترويج لشعارات وأهداف وأفكار محددة. لقد طوّر "رولان بارت" مفهوم حرية النص هذا، في الثقافة الفرنسية على نحوٍ خلاق،لكافة المفاهيم وذلك عندما جعل من "الامتثال" نوعاً من الخيانة الأدبية للنص.
وفي ثقافة اليسار العربي المعاصرة يفهم الالتزام أو "الأدب الملتزم" على انه التبسيط الشديد ليصبح فى متناول الجميع وجعله من بين الاهداف المهمة للنضال السياسى ، بحيث غدا كل كاتب لايتّخذ من هذا المفهوم مرشداً في عمله الأدبي والفني، كاتباً منعزلاً غير "ملتزم". ويبدو أن ثقافتنا العربية قولبت منذ الخمسينات من هذا القرن، وعلى يد مجموعة مرموقة من الكتاب والنقاد العرب، هذا المعيار الغريب حتى أصبح كل نص جديد وطليعي ومبشّر بالحداثة، نصاً مضاداً ومناوءاً، وجرى رفضه بالتالي من دون مسالمة نقدية، ويكفي للتدليل على ذلك، التذكير بمصير الكثير من النصوص الأدبية الفنية الطليعية التي قدّمها أدبنا العربي منذ وقتٍ مبكّر، إذ تم النظر إلى هذه النصوص "الحداثية" على أنها مشبوهة وهدّامة.
فهل كانت هذه النصوص حقاً، مناوئة للالتزام بالمعنى الضيق الذي فُهم به؟ وهل أفضى هذا "الأدب الملتزم" إلى أية نتائج خلاقة في أدبنا العربي؟ سوف نفحص هذا المفهوم ونعاين الطريقة التي تم فيها استخدامه، إذ على مثل هذا العمل سيتوقف وإلى حدٍ بعيد كل تصور لنا عن إمكانية نهوض ثقافتنا العربية المعاصرة بواجبها الحقيقي حيال الثقافة أولاً، وحيال مجتمعها ثانياً.
لقد تكرّس مفهوم الالتزام و "الأدب الملتزم" في ثقافتنا العربية المعاصرة تحت التأثير المباشر لصعود تيار "الواقعية الاشتراكية"، هذا التيار الأدبي الذي انتصر جزئياً وعلى نطاقٍ واسع مع ذلك، في عالم منقسم إلى معسكرين، بحيث جرى تقبّل الواقعية الاشتراكية بوصفها التعبير الأدبي عن المعسكر الاشتراكي السابق، وفي الآن ذاته، جرى تصوير كل تيار آخر، خارج هذه الواقعية، على أنه التعبير الأدبي عن المعسكر الرأسمالي. وهكذا فقد فهم الأدب الطليعي على أنه مجرد نتاج رأسمالي لا أكثر، وبالتالي فهو مرفوض سلفاً، بينما كان "غوركي" و"شولوخوف" و"بريشت" وسواهم مقبولاً من دون تحفّظ على السوية الفنية.
لا شك أن أدب هؤلاء، ألهم الأدب العربي الكثير من النماذج والأفكار والشخصيات الأدبية والفنية، ويصعب في الواقع، نكران قيمة وأهمية الأعمال الروائية والقصصية والأشعار والمسرحيات التي استلهمت الكثير من واقعية "غوركي" و"شولوخوف".
ولكن يصعب مع هذا الجزم بأهمية إنجازاتها على الصعيد التقني، إذ ظلّت هذه الأعمال متّسمة على الدوام بكونها خالية من أية وعود فنية. وباختصار، كانت أهميتها تنحصر في جانب واحد: هوالتبشير بأفكار سياسية وعقائدية.
على هذا النحو، اتخذ مفهوم "الأدب الملتزم" الذي صاغه الناقض المصرى الدكتور محمد مندور ، مفهوماً مماثلاً وقريب الشبه بمفهوم "الامتثال" الذي يتحدّث عنه "هيرمان هيسه".
اليوم نكتشف ثقافتنا العربية المعاصرة، أن ما ظنناه نوعاً من النضال الأدبي والفكري، متضمناً في مفهوم "الأدب الملتزم" لم يكن في واقع الحال، سوى أنموذج مكبّر من ذلك، "الامتثال" لسلطة أخرى غير سلطة النص، فهذا الأدب لم يُسهم عملياً إلا في التمهيد لرواج سياسات وأفكار عقائدية بعيدة كل البعد عن اشكالات الواقع العربي، والسؤال المطروح الآن: هل على الكاتب العربي أن يتخلّى عن "الامتثال" ويخرج إلى المواجهة مسلحاً بسلطة نصّه الجديد .
يُجيب الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن هذا السؤال بصراحة يندر مثيلها: "كان يصعب علينا في نشاطنا الوطني العام، أن نضع الفروق الواضحة بين الثقافي والسياسي، لأن زخم المشروع كان يجرفنا إلى درجة نعتبر فيها الأدب ترفاً وإلى حد نقمع معه مفهوم التخصص".
بهذا المعنى، يُشير محمود درويش إلى نمط من الالتباس يكمن اليوم في "امتثال" النص الأدبي لسلطة الخطاب السياسي.
إن "امتثال" النص الأدبي لسلطة المؤسسة أو الخطاب السياسي او العقائدى لا تعني سوى أن هذا النص لم يعد ممتلكاً من الناحية الوظيفية "لسلطته" التي يتوهمها الكاتب، بل أضحى هو نفسه ملكاً لسلطة أخرى: سلطة الخطاب السياسي.
بكلامٍ آخر، فإن النص الأدبي إذ يتماهى داخل المضمون السياسى او العقائدي ، يغدو مجرد أداة لنمط من العمل الدعائي، أي – في نهاية المطاف – مجرد ممثل لهذا الخطاب، ينوب عنه في أداء وظائف وأغراض محددة. وبدأ يفقد هذا النص أهم مزاياه على الإطلاق: البراءة. وميزة الاستقلالية في كل نص هي الشخصية المستقلة التي تعلي من الفارق بينه وبين أي نصٍ آخر، سياسي أو عقائدي ، وتجعله متفرداً بالفعل.
إننا لا نجد هذه الاستقلالية في نصٍ سياسي أو عقائدى، لأن النص مصمم لأداء وظائف محددة، بينما نجد مثل هذه الاستقلالية في نصٍ قصصي إنساني أو في قصيدة أو عرض مسرحي، وبأمعان النظر في طائفة من الأعمال الأدبية التي وضعت نفسها في خدمة خطاب سياسي أو عقائدي، وعلى نحوٍ مباشر،نرى كيف أنّ تبدلاً حاسماً قد طرأ على طبيعة الوظائف وطرائق عملها، فبينما ينشد النص الأدبي ان يكون هدفا بذاته ، في الحالة التي يكون فيها متمتعاً بسلطته الخاصة به، نراه في الحالة الثانية، وقد أصبح وسيلة تؤدى خدمات لسلطة أخرى تدفع به نحو شكلٍ من العمل لا يعدو أن يكون ثانوياً، نعني به التبشير بمقاصد وأهداف الأيدولوجيا السياسية أو العقائدية.
هذه الإشكالية لا تنحصر، حقاً في إطار العلاقة بين "الثقافي" و"السياسي" وحسب بل تتعداها إلى إشكالية أخرى لا تزال تلازم ثقافتنا العربية المعاصرة، وهي بإيجاز شديد، إشكالية تصورنا لمفهوم الإلتزام في الأدب والفن.
إن هذا المفهوم الذي صاغه النقاد الماركسيون العرب منذ خمسينات القرن المنصرم، وجعلوا منه شرطاً حاسماً ومعياراً ثابتاً يُحدّد قيمة كل نص أدبي، أفضى في النهاية إلى نمط من الخلط بين وظيفة "السياسة" ووظيفة الإبداع. بل أن هذا الخلط تسبب فعلاً في نشوء "واقع ثقافى" واسع النطاق تربى فيه جيلٌ أثر جيل من القراء العرب، على قيم فنية وأدبية صارمة، بحيث بات من الصعب حقاً تقبّل كل محاولة جديدة أو طليعية لاختراق هذا الجدار أو تبديل شروطه، ونشأ من ذلك نمط من القراءة المشروطة للنص. ولكن إذا كان مفهوم الالتزام في الأدب والفن قد تسبّب بشيوع قيم فنية وأدبية في الكتابة والقراءة على حدٍ سواء، تقوم فيما تقوم على أساس أن النص الإبداعي يجب أن يكون في خدمة الهدف الأيدولوجي، أو الوظيفة المذهبية والعقائدية، فإن محاولة الكتاب العرب لاختراق هذا الحاجز اصطدمت أيضاً بمشكلات من نوعٍ لم يكن مألوفاً من قبل. إذ فهمت "الطليعية" على أنها حداثة مع أنهما تتضمنان معنيين مختلفين.
لاشك أن ثقافتنا العربية المعاصرة، استعارت من الثقافة الأوروبية في مطلع القرن الماضي مفهومها الخاص بها (الطليعية). بيد أنَّ هذه الاستعارة جاءت متأخرة كثيراً، فبينما كان مفهوم "الطليعة" يخبو ويتراجع ويُخلي المكان لمفهوم الحداثة كانت ثقافتنا العربية تلتقط بداية الخيط لانتاج ما بدا لها أنه (أدب طليعي).
في الواقع نشأ مفهوم "الطليعة" في أوروبا (فرنسا) منذ العام 1848، ولكن الاستعارة لم تجر إلا في ستينات القرن المنصرم. لقد كانت هناك مسافة زمنية تمتد إلى أكثر من مائة عام تقريباً. والحال ذاته ينطبق جزئياً على فكرة الحداثة. لقد لاحظ الناقد الفرنسي (انطوان كامبانيون) أن لفظة "الطليعة" كانت في الأساس تعبيراً عسكرياً استخدمته الجيوش والفيالق إبان الحرب. ولكن هذه اللفظة أصبحت ذات مضمون أدبي ثم جمالي. ثم جرى الانتقال الهام في تاريخ هذه اللفظة بعد ثورة 1848م عندما دخلت القاموس الفني، وظهور المدارس الفنية الجديدة في الرسم.
لقد كان فن الطليعة في البداية – كما يرى كامبانيون – فناً في خدمة التقدم الاجتماعي، ولكنّه غدا من الناحية الجمالية فناً متقدماً على عصره.
لقد اتخذت هذه "الطليعة" مضموناً "ملتزماً" في البداية عند جماعة "سان سيمون" الاشتراكية الطوباوية، وهذا ما تجسّد في أشعار "سان سيمون" نفسه، الذي كان يدعو من أجل هذا التقدّم الاجتماعي إلى وحدة رجل العلم ورجل الصناعة، وإلى جعل الفن في خدمتهما. عنى ذلك وبصورة مباشرة، أنّ الفنّ عند الاشتراكيين الطوباويين قد أصبح وسيلة دعائية وآلة للعمل، وهذا ما كرّسه انتصار الواقعية الاشتراكية في روسيا بعد عام 1917م، حيث تكرّس هذا المفهوم نهائياً بصيغته التي تلقّاها أدبنا العربي؛ ولذا فإن شيوع عبارات مثل: الأدب الملتزم، والفن في خدمة الحياة... الخ. قد صادفت هوى في قلوب القراء والكتاب على حدٍ سواء.
يُميّز "كامبانيون" بين نمطين من الطليعية: طليعة سياسية وأخرى جمالية، وبدقة أكثر، طليعة الفنانين والكتاب والأدباء الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الثورة السياسية، وطليعة الفنانين والكتاب القابلين لمشروع "ثورة جمالية" وبكلامٍ آخر: طليعة تُريد استخدام الفن من أجل إعادة إنشاء العالم وتخيّله سياسياً، وأخرى تُريد أن تجعل من الفن مجالاً للتغيير والثورة، بحيث أن العالم نفسه سوف يتبع في النهاية هذه الثورة وذلك التغيير.
إنَّ المعادلة الآنفة بين عمل "الثقافي" و"السياسي" لا تزال فاعلة في أدبنا العربي المعاصر.
يقول بولدير أنَّه كان يكره الاستعارات الطنانة من قبيل "الأدب المناضل" و"الصحافة المناضلة" و"شعراء المعركة"، ويرى فيها مجرد استعارات نضالية فارغة، ثم يُضيف: إنَّ هذه العادات تُشير إلى عقول خلقت للانتقام أي للامتثال للأعراف، ويُعلّق "كامبانيون" قائلاً: الفن الطليعي لم يكن نهائياً في الطليعة، ومع ذلك فقد راهن الفنانون الطليعيون على القوة الثورية للفن في إحداث التغيير، بدلاً من أن يضعوا أنفسهم في خدمة السياسيين!!
اليوم نجد ثقافتنا العربية المعاصرة نفسها والعراقية بشكلٍ خاص وهي تمرّ في مسارٍ حرج أمام السؤال القديم: هل يُمكن لها أن تنهض بوظائفها فعلياً من دون التخلّص أولاً وقبل كل شيء من عقلية الامتثال لسلطة الأيدولوجيا السياسية أو العقائدية على حدٍ سواء..

الإبداع الأدبي بين الحرية والالتزام :بقلم الاديب أ. أسامة حيدر:

الإبداع الأدبي بين الحرية والالتزام :
أ. أسامة حيدر:
……………………….
دفعني لهذا الموضوع مقالٌ نشر في (آفاق نقدية) وهي منبرٌ حقيقي عراقي الصبغة عربي الانتماء أصيل يؤسس لأدب ونقد حقيقيين والمقال للدكتور هاشم الموسوي يطرح فيه جملة من التساؤلات في هذا الشأن.
وهذه المشاركة ههنا رافدٌ للموضوع المشار إليه أو أرجو أن تكون كذلك.
مما لا شك فيه أن الإبداع والحرية وجهان لعملة واحدة، ولكن هل حرية الأديب تسمح له بالولوج إلى كل الدوائر أم عليه أن يقف عند حدّ ما لا يتجاوزه، وهل هذا يضيق من مساحة الحرية تلك؟
يقول أحدهم إن هناك ثوابتَ لا ينبغي للمبدع أن يقترب منها، وهي ثوابتُ الدين والقيم الإنسانية، وإذا حدث ذلك فإن المبدع لكونه رائداً مجتمعياً يهدم في نفوس الناس المتلقين لأعماله هذه الثوابت والقيم، فيكون الضياع والتيه والخواء.
وفي اعتقادي أن الحرية هي التزام، وليست انفلاتاً من كل قيد. وحرية التعبير هي نوع من أنواع الحرية التي يجب أن يكون لها ضوابط تمنعها من أن تكون أذية لا إبداعاً.
وأغرب ما قرأته قول أحدهم ( لماذا الالتزام؟ أكثر ما يمقتني الالتزام).
أقول لهذا الشويعر : كم عدد الأبيات أو القصائد التي حفظها الناس عنك؟ لا يغرنّك جموع المطبلين خلفك والمعلقين على نص من نصوصك الشعرية فهم لا يدركون ما يقولون، وربما لم يقرؤوا ما كتبت.
ومن جملة الضياع والتيه ما نقرؤه لأشخاص ظنوا أنهم حين يتحدثون عن كبار في الشعر أو الفن عموما يحصلون على منزلة ما فالبعض لا يخجل من شتم الكبار من الشعراء أو الإساءة إليه. وأرجو ألاّ يُفهم من كلامي هذا أن الكبار هؤلاء بعيدون عن دائرة النقد أبداً ولكن أن يكون نقدا حقيقياً مبنيا على الدليل والمنطق، ويجب أن يكون الناقد هذا أهلاً لهذا النقد.وفي ظني أنّ هذا جزءٌ من الخراب الذي وصلنا إليه على الأصعدة كافة ومنه توزيع شهادات الدكتوراه والألقاب على المنابر والمنتديات الثقافية والفكرية والأدبية.
ماذا يعني الالتزام في الأدب؟ :
____________
يعني مشاركة الأديب الناس في همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية والوقوف بحزم لمواجهة ما يتطلبه ذلك إلى حدّ إنكار الذات في سبيل ما التزم به الشاعر أو الأديب.وقد عرّف سارتر الأدب الملتزم بقوله : " ومما لا ريب فيه أن الأثر المكتوب واقعة اجتماعية، ولا بدّ أن يكون الكاتب مقتنعاً به عميق الاقتناع حتى قبل أن يتناول القلم. إن عليه بالفعل أن يشعر بمدى مسؤوليته وهو مسؤول عن كل شيء، عن الحروب الخاسرة أو الرابحة، عن التمرد والقمع، إنّه متواطئ مع المضطهدين، إذا لم يكن الحليف الطبيعي لهم ".

ويشير سارتر إلى دور الأدب الكبير الذي يلعبه في مصير المجتمعات" فالأدب مسؤول عن الحرية، وعن الاستعمار، وعن التطور، وعن التخلف..... " هذا إن كان أدباً حقيقياً.
ويحضرني قول للشاعر الصيني ( لوتشي) :" نحن الشعراء نصارع اللاوجود لنجبره أن يمنح وجوداً، ونقرع الصمت لتجيبنا الموسيقا. إننا نأسر المساحات التي لا حدّ لها في قدم مربع من الورق، ونسكب طوفاناً من القلب الصغير بقدر بوصة ٍ. "
هل الالتزام ينافي الحرية؟
___________
أغلب الأدباء العرب يؤكدون عدم وجود تناقض بين الحرية والالتزام فهذا توفيق الحكيم يقول :" إن الأديب يجب أن يكون حراً، وأن حرية الأديب لا تتنافى مع مبدأ الالتزام " وفي هذا الصدد يشير شوقي ضيف إلى أن" الأديب لا يكتب لنفسه، وإنما يكتب لمجتمعه وكل ما يُقال عن فرديته المطلقة غير صحيح، فإنه بمجرد أن يمسك القلم يفكر فيمن يقرؤونه، ويحاول جاهداً أن يتطابق معهم ويعي مجتمعه وعياً كاملاً بكل قضاياه وأحداثه ومشاكله لسبب بسيط هو أنه اجتماعيّ بطبعه، ومن ثم كانت مطالبته أن يكون اجتماعياً في أدبه مطالبة طبيعية. "
وفي رأيي كذلك أن التزام الأديب لا ينقص من حريته شيئاً إن كان التزامه إيماناً منه بدوره في الحياة وقضيته.
ماهمّي أن تتحدث أيها الأديب عن قضيتك الخاصة وتنسى شعباً جائعاً يبحث لقمة العيش فلا يجدها... أتظنه سيتفاعل معك ويقرأ عن حبك لليلى؟! أم تُراك تكتب لأولئك المترفين؟ فإن كان الأمر كذلك فلتعلم أن هؤلاء أيضاً لا يكترثون لما تقوله ولا يشعرون به.
قال أدونيس عن نزار قباني :
" كان منذ بداياته الأكثر براعةً بين معاصريه من الشعراء العرب في الإمساك باللحظة التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة من أكثرها بساطةً وبخاصةٍ تلك المكبوتة والمهمشة إلى أكثرها إيغالاً في الحلم وفي الحقّ بحياة أفضل....."


الالتزام والابداع بقلم / الاديبة عليا عيسى



 الاديبة الشامية فينيق علياعيسى علياعيسى بصدد موضوعة الالتزام والابداع قائلة مايلي :
،،،
سلام عليكم و رحمة الله وبركاته...
شكرا استاذ
آفاق نقدية
للطرح المثمر...فاسمحوا لي بهذه المداخلة الكثيفة:
،،،
أبدع الخالقُ
بخلقِ كونه و كائناته،
ونحن على نهج إبداعه ماضون...
،،،
الابداع فضاء مترامي الأسرار ... يغيم حينا،
ويبرق ذات وحي، 
ثم يهطل كمطر السماء مغداق المغايرة.
أما الالتزام ... 
كذلك هو حيز مترامي المسارب والحيثيات،
هو....
كمسطحات مائية،
منها برك أنهار بحار و أخرى محيطات،
والبعض مستنقعات.
الالتزام جانب من جوانب الابداع.
فليس كل مبدع ملتزما،
وليس كل ملتزم مبدعا.
للكون معزوفته المتآلفة بأنغام كائناتها،
جميل أن يؤدي كل منها نغمته الخاصة ويتلاءم معها.
لتكتمل هذه الموسيقا الكونية وتغدو بأزهى حللها.
والاجمل...
ان يبتدع الكائن خطوة انتقالية،
لا نوعية،
تجعله صاحب نغمة مغايرة عن استحقاقه،
و معتاده.
وأن تكون بجمال بصمتها، قد اضافت للسيمفونية الكونية، لمسة سحر رفعت به نسبة الدهشة لأقصاها.
فالإبداع مفهوم مطلق،
لا حد له ولا ضابط ولا قانون يضبطه.
لأنه نابع من خروج عن انتظامه الكوني .
والإبداع الأدبي هو مجال كوني خاص،
ضمن هذه الاختلافات المدارية و المجالية الكونية المذهلة.
شخصيا...أجد أن
العلاقة غير مباشرة بين الإبداع و الالتزام،
تظهر تبعا للمريد،
الابداع هو الرحم الام
والالتزام احد ابنائه
و تسعفني مخيلتي لتصوره
كإلكترون انفصل عن مداره المنتظم التابع للذرة الام،
واحدث تبديلا في نظامها الداخلي،
قد يؤدي لانفجار خارج المتوقع والمألوف بسبب تأيُّنه.
والقصد هنا...
أن الحالة الابداعية أيا كانت، ستؤدي عند حدوثها،
ولأنها مغايرة و خارجة عن كل مألوف، 
لخلخلة نظام المدار االذي كانت تسبح في مسراه بشكل معتاد.
أرجو فقط، 
من حضراتكم، عدم خلط الابداع الادبي، بالالتزام.
وهذا بالمطلق لا يعني ...
أن الأدب الملتزم لا يشمله الإبداع.
بل هو أدبنا الذي تربينا عليه، وننتهجه في نواحٍ عدة،
الاخلاقية والوطنية والعقائدية ووو.
لكن
لكن
لكن أن تبدع أي أن تخلق جديدا
مخالفا او مختلفا مع ما سبق..
ذلك هو الامر الذي يتوجب ان يكون
محط الاهتمام..

في الأدب و الالتزام بقلم / الاديبة ريم البياتي

في الأدب و الالتزام
…………………………
انطلاقاً من كل ما قراناه حول هذا الموضوع خلال الايام الثلاثة الاخيرة في افاق ،من مقالات وتعليقات موقرة احببت ان ادلي بدلوي عل وعسى نقطف مع جميع المتداخلين بعض ازهار المناقشة الجميلة..
ولعل مقولة ماكس أوبريت أبلغ ماسأبدأ به مقالي تلك التي يقول فيها:
(علينا أن نساعد في صنع الواقع وتحمل مسؤولياته بدل أن ننتظر حيارى مدهوشين)..
هذه المقولة تجعلني اتساءل : هل انقطعت صلة الأدب بالحياة والمجتمع ولم يعد أكثر من بناء لغوي مميز.؟!
وماهوالادب الملتزم اساساً؟…
يقول سارتر:(هو الوقوف مع الشعوب تجاه قضاياها
مهما كلف ذلك .وتحمل كافة التبعات)
حركة الالتزام الأدبي بدأت مبكرا جدا في تاريخنا فقد كان الشاعر يلتزم كل مايتعلق بقبيلته فهو لسانها الناطق الذي ينشر مآثرها ويفاخر بغزواتها ويدفع عنها ألسنة الأذى لأنه يعتبر ان كل مايلحق بها فهو جزء منه.
ومع تطور حركة المجتمعات تطور الأدب وتوسعت دائرة الرؤية لدى الأديب فأصبح مفهوم المجتمع أعم وأشمل ونشأت الوان من الأدب اختلطت فيها الرؤى بين الالتزام والالزام
الملتزم حر والملزم مُسَيّس مستعبد مباع،والالتزام ليس قيد بل هو حرية مطلقة واعية تحمل رسالة نبيلة تساهم في تطور المجتمعات بعيدا عن املاءات الحكام وماهو واقع
يقول الاديب العربي الكبير توفيق الحكيم
(إن الادب يجب أن يكون حرا لأنه اذا باع رأيه وفقد وجدانه ذهبت عنه صفة الاديب)
فالالتزام يحتاج لارواح كبيرة ونفوس أبية تعلم أن اللغة هي التي تحمل وعي الإنسان بعالمه فلكل أمة خصائصها ولغتها التي قد لاتناسب أمما أخرى ولكنها بالمطلق تساهم في تطوير العالم ككل..
فكل شاعر حقيقي معلم..كما قال( وردز ورث):(كل شاعر عظيم معلم.وأحب ان يراني الناس معلما)..
فالالتزام لايعيق الإبداع ولايتعارض معه لأن الشعر هو في الاساس خلق عوالم جديدة ورؤى بعيدة لأن الشاعر هو أكثر من يرى ويتحسس الواقع
لااحد يستطيع القول أن أدب درويش والنواب والقاسم وووو.... كان خاليا من الابداع والدهشة
يكفي أنهم استطاعوا أن يصلوا الى ضمير شعوبهم وأنهم أحدثوا فرقا في مراحلهم .وليس علينا ان نكون صورة عنهم لان الادب كيان متحرك يواكب عصره ومتغيراته
اما من كان هناك من يعتبر الأدب هو خلق عالم من الفوضى الغير واضحة المعالم لمجرد الاختلاف فتلك مشكلة.
من أعظم خصائص الادب الصدق .ليكون الاديب صادقا عليه أن يتكلم عن الواقع والظروف التي تحيط به ويغوص في تفاصيله ،بلغة تقترب احياناً من افهام الشارع البسيط، ولاسيما أن كل حركات التغيير قامت على أدمغة المفكرين وسواعد العامة الذين هم خزان الامم وعتادها في الحروب والاقتصاد وبناء قواعد المجتمعات . وقد تنبه الماركسيون لذلك فأرادوا للأدب بالإضافة الى الجمال والمتعة أن يحمل هدفا ثوريا يساعد على تغيير العالم بطريقة عملية.
وقد نجحوا في ذلك ..
ونحن في هذا المفصل العصيب من تاريخنا، حيث يتشكل وعي جديد شئنا أم أبينا ، في عصر السرعة الهائلة لكم المعلومات والأفكار التي تستهدف العقل .يبرز دور الأدب وقدرته على التأثير في هذه المعمعة الكبيرة.

قدرته على المساهمة في التشبث بهويتنا كشعوب
والتصدي لتلك الايديولوجيات الغريبة التي تستهدفنا كوجود 
يحضرني قول للباحث تقي الدين المدرسي حيث يقول مانصه:
(لقد أصبح الالتزام الأدبي تيارا ثقافيا وفكريا يهدد الايديولوجيات والافكار المستوردةويقف في وجه الهجمة الشرسة على هويتنا)
هذا يعني أن الالتزام الأدبي واجب..على الأديب أن يقف بين الموت والحياة..ويغني...ليحفظ الآخرون النشيد...ولايهم..لأي جهة مالت قدماه..فالأدب في نهاية المطاف ليس ترفا..بل هو القنديل الذي ينير الطريق.. 
لهذا علينا في كثير من ابداعنا كأدباء أن نشهر أقلامنا باسلوب يقارب لغتهم وبما يتوائم مع وعيهم لانهم يمثلون غاية من نوع ما..
ولايعيب الأدب أن يكون جماهيريا مالم يبلغ مرحلة الإسفاف..ولكنه سيفقط قيمته ايضاً بحسب تصوري حين ينأى بنفسه عن مقاربة ارواح الجماهير وخاصة اولئك المعذبين في الارض،وشعوبنا خير مثال ..
ختاماً اقول ان لكل لون من ألوان الأدب احترامه عندي والالتزام لايخرج أدب الوجدان من الحديقة الابداعية..فالحب التزام أيضا.وما اروع ان نكتب عنه ،ذلك لان التراصف مع الانسانية الطيبة ينطلق من هذا الحب بالاساس.. كل ماهناك انه يجب أن نبني الإنسان الذي يؤمن أن الحياة يستحقها الجميع وأن هناك مايكفي للجميع . عندها فقط نستطيع أن نقول إننا أدينا الرسالة بحب
وأروع مااختتم به مقالي قول الناقد الفرنسي
ماكس اوبريت:
(على الأديب_وهو رائد لايكذب أهله_أن ينظر حوله ويحدد موقفه بدقة ووضوح)..


...أ.ريم البياتي..




السبت، 22 ديسمبر 2018

نَهْرُ الْأحاسيس للشاعر السنغالي أ.عبد العزيز لوح



نص الشاعر:
...............
كَمَا هُدُوءُ الْمَرَايَا كَانَ ..
كَانَ لَهُ
نَهْرُ الْأحاسيس صُوفِيًّا...
فَمَنْ جَرَحَهْ؟!!!
...
مَنْ جَفَّفَ الْغيم فِي أَعْمَاقِهِ؟
فَتَوَارَى فِي عُيُونِ الصَّبَايَا
يَحْتَسِي فَرَحَهْ
...
يُهَدْهِدُ اللَيْلَ مَحْمُولًا عَلَى لُغَةٍ
تَضُجُّ مِنْ شَهْوَةِ الْحُبِّ الَذِي
فَضَحَهْ
...
مَا بَيْنَ صَمْتَيْنِ
رَفَّ اللَيْلُ مُحْتَشِدًا
مِنَ الْهَوَى وَعُيُونُ الضَّوْءِ
مُنْفَتِحَةْ
...
تَقُولُ سَمْرَاؤُهُ :
تَدْرِي سَتَفْضَحُنَا الشِّفَاهُ
قَبْلَ انْسِكَابِ الْقُبْلَةِ الْمَرِحَةْ

...
فَلَمْ تَعُدْ شَفَتَاهُ تَسْتَرِيحُ
مِنَ الْجُنُونِ نَشْوَى ، وَبِاللذات
مُتَّشِحَهْ
...
تَشْتَارُ شَهْدًا
، تُنَاغِي كَأْسُهَا قَمَرًا
تَفِيضُ مِنْ سَكْرَةِ الضَّوْءَيْنِ
مُنْشَرِحَهْ
.....
أ.عبد العزيز لوح

الاثنين، 17 ديسمبر 2018

مرايا المحبة بين القاسم في التقديم النثري... واحمد بخيت في التسجيل الصوتي :

مرايا المحبة بين القاسم
في التقديم النثري...
واحمد بخيت في التسجيل الصوتي :
،،،
ملاحظة ( لقد وصلنا هذا التسجيل الصوتي عن طريق الزميل أ.حسن الحيدري مشكوراً):
،،،
( سيدي الحسين )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياسيدي الحسين عليك سلام الله تعالى وصلواته .. والصلاة والسلام على جدك وابيك وامك وبنيك .
أَمليتُ ضمير الشوقِ على لسانِ القلم معتذراً عن قصورٍ وفتور ..... ومزجتُ دموع الحزن ِ بمدادِ القلمِ مُقرّاً اقرار الغيور ....
اكتبُ عن حزنٍ اندّمجَ في سرّ الخلودِ درّه ... وتبلّجّ في أُفقِ الزمانَ بدرُه .... وسالَ على صفحاتِ ثنائكَ مِسكُه .... وصار في قلب سِنانكَ ملكُه ...
يا أنشودة الدهر الذي جلّ قدره .. وسارَ مسيرَ الشمسَ ذكرُه ..
شانئك أَبترْ .. وحوضُكَ كوثرْ .. وقَطعُكَ مرٌ .. ووصلُكَ سُكرْ .. وبُغضك َزائل كالاشباح .. وعشقك باقٍ كالارواح ..
لقد خرجتَ من البلاد خروج السيف من الجَلاء ... وبرزت الى الشهادةِ بروزَ البدرِ الى الضلماء ..
لكَ ارضٌ كادت الارض لاتَسعها .. وكادت الملائكة ترفعها ..
عند قبتك تزاحمت وفود الكلام .. وعند قبتك انحنى ملوك الأنام ..
قد ملَّ الطُغاة ُ حصارها ... ففارقوها بمذلةٍ وانكسار... وَسئِمتِ الجيوشُ ضِلّها .. فغادرتها بعد قنوط ٍ وانحسار .. فهيَّ بحرٌ بِلا قاع .. ومعقلٌ لايُستطاع ..
كلّ الملوكِ يتنازعون الفضل .. فأذا انتهوا اليك اقرّوا لَك .. ويتنافسون المنازل فأذا بلغوكَ وقفوا دونَك ..
ياسيدي الحسين ..
عندما اكتبُ في ذكراك .. فكأنني أُحرّك المسك من مكامِنهِ .. وأنزع الطيبَ نزعاً من معادنه ِ..
فكأنما السماء أغرورقت مقلتُها ... وانفرطَ من الدموعِ عِقدُها ..
وكأنما الشمس استترت ببرقعٍ مضرجٍ في دماء .. واستترَ القمرُ بنورِ وجهكَ الوضّاء ..
فكيفَ يصيب النبلُ طرفاً من اطرافِ الكمال .. وكيفَ يهوي السيفُ على وجهٍ تكللَّ بالجمال ..
أنتَ الذي ينبو عنكَ سيفُ الزمانِ مثلوما .. ويرجعُ عن ساحتِكَ عسكرُ الطغاةِ مهزوما ..
ولايزالُ ذكراكَ يُلبِس الأيام ويبليها وهو جديد ... ويزلزل عروش البغيّ وهو سعيد ..
ولا زالَ لوائكَ آمراً ناهيا ... ولا زالَ ... ذكراكَ قاهراً عاليا ..
ياسيدي الحسين ..
ياعرصة ُالعدلِ .. وساحةُ الفضلِ .. ومربعُ الحسدِ .. ومَشرَعُ المجدِ .. ومطلعُ الجودِ .. ومنزعُ الأصلِ .. ومَشعرُ الدينِ .. ومَفزعُ الشكرِ ..
لكَ أيادٍ عَمّتْ الآفاق .. وأذرعٍ قد طوقتْ الأعناق ..
ولكَ علينا مِننٌ توالتْ تواليَّ المطر .. وفضائلٌ كفضائلِ السماءِ وقتَ السحر ..
فحبُكَ في طيِّ الجوانحِ ثابتْ وإن نزحتْ الدار .. وعيناكَ في احناءِ الضلوع بادٍ وإن بَعُدَ المزار ..
فالنفس فائزةٌ بك بأوفرِ الحظ ... والعينُ نازعةٌ الى رؤياكَ بظفرِ اللحظ ..
لكنَّ في القلبِ لوعة .. وفي العينينِ دمعة ..
ياسيدي الحسين ..
انَّ شخصَ جلالكَ بين ضلوعي نازل .. ونور هيبتك في خواطري حافل ..
لازالتْ الألسن عليكم بالثناءِ ناطقه .. والقلوب على مودتكم متطابقه ..
لكم أيادٍ تثقل الكاهل .. ومننٌ ُتتعِبُ الأنامل ..
مِننٌ لها أثرٌ أحسن من الغيث .. في أزاهير الربيع .. واحلى برَكة من البحرِ الوسيع ..
ياسيدي الحسين ..
جعلتُ الاعتراف .. بالتقصيرِعن حقكَ هدية اليك .. والاقرار بالتقصير عمّا يجب لكَ براً أتوصلُ به اليك ..
لان الاعتراف بالتقصير بين يديك فضيلة .. والأقرار بين يديك وسيلة ..
فأنَّكَ أهل الجودِ والكرمُ .. وأنتَ لواء السخاء الباذخ العلمُ ..
أنالُ مِن جودِكَ نبعُ زمزمٍ صافي .. وأطمعُ في سخائِكَ لاْنكَ البلسم الشافي ..
ألاديب ألأستاذ كريم القاسم
..................................................
،،،

قراءة بشذرات Noune Ahmad الشيء أو الوجود ، ولماذا ليس العدم ؟ بقلم الاديبة نور السعيدي

قراءة  بشذرات Noune Ahmadالشيء أو الوجود ، ولماذا ليس العدم ؟
العدم مفردة دوغمائية * بطابعها الصارم لا تقبل التأويل لِما تمتلك من مقومات صمودها الذاتية على إحداث معنى بين الأنطلوجيا وبين ثراءها الفلسفي الهرومونطيقيا كحضور وبزوغ ــ لهذا تناولها كل الفلاسفة الغرب لتَجْسير الهوَّة بينها وبين الوجود ،، لكن الفلاسفة العرب الصوفية سبقوهم بقرون فوصلوا لأقصى مدى للبُعد المفقود ( كناموس دائري ) ممنوع من التشظي بسيمائيتها القادحة الغير قابلة للتدجين .
{ رأيتُ العدم في منامي ،، أستنكر لُعبتي بلغتهِ }
حوار رؤيوي لعالم موازي للحال لا للذوات بإستدرارٍ مُتأني للواعج الذات ، تموقع الشاعر مع بن عربي( الوجود المطلق يقابل العدم المطلق ) لأرضنة العدم رافعاً فأسهُ الجليدي لمهاجمتهِ ورافضاً ،، أن العدم إنكار غير مشروط بل هو أتصال كما لا إنفصال ،، مع إستحواذه على الأنا بمقصاتهِ الحادة العاملة بحرفية لدياليتك قوامهُ اللاتصالح ( أستنكر ) ،، هذه المفردة المُحصنة بالدال لتسحب المدلول المتعالي بحراسة مُشددة منه والشاعر لا يكفْ عن التمرد والإستبسال على أرضية الإستخفاف ( لعبتي ) مما يُحيل مبدأ العبث الغير قابل للذوبان بينهُ ( كوجود ) وبين العدم كمجاز لعالمه المُقرف ــ سيادة الذات مع كامل الأحقية له بقانون اللعبة ،، الذات التي لا تُضطرب الآ بقدر ما يُسرق منها ــ وهو الجامح بإستخاف كرياحٍ بالشوارع الخلفية لا يمكن قياس سرعتها ليُبقي النص بين التبعيض ( حلم جزء من الشاعر ) وبين التبغيض ( أستنكر ) ،، وهذا ما يحوم حوله الشاعر للتموضع على مَحك مُنصف كيلا تتصدع الذات المُريدة ( كانط ) ،،، الوجود ( ساخر ، متمرد ، يلعب ) والعدم كعالم غيلان والشاعر ليس بحلم أركيلوجي* بل إمتصاص لواقع ليس بالمدينة الفاضلة بل كحائط نائحات والأثنان يتصارعات حد التساوي .
{ أكسر أي شيئ بالمرآة وأشعر ببرودة العدم }.
عند مارتن هايدغر ( العدم ـ صميم الوجود بحالة القلق هو سيد الموقف المتعلق بأحوال الوجود ) ،،
يفجر الشاعر بمكيدة العقل المُستبد لحظة متنمرة مع سبق الإصرار ( أكسر) لتطفح الموتيفيا* لعالمهُ الشاخص أمامهُ ـ مرآتهُ المشاكسة ـ المتصاعد منها نشيد قرينهُ الساخر منا وعلينا ،، هنا هيكل خصوصيتها لا نِدْ له ولا عالم فانتازيا * بل مأزق وجودي لخلاصٍ جامح بمَلَكةٍ جسورة للإنقضاض على لحظة ميكانيزميا* أراد تصدعها بصولجان سلطان كيلا تتوالد الى مالانهاية ،، ليس صراع أضداد بل عالمين لوصول لنقطةٍ ما لفتح نافذة على( سؤال ) أين العدم إن كان الوجود هو الجواب الجاهز بزمنكانيتهِ وهنا الأبداع ( بمجرد النزول للعالم الحسي ينكشف العدم ـ أفلاطون ) ،، اشعر ببرودة ــ ومن خلف ستائر غير مرفوعة كغوصةٍ أخيرة ينقل النص من طمأنينة التناقض لمبدأ الغائية* ،، أن العدم يتسلطن علينا لما نُثرثر على أنهُ اللاحضور ـ الموت ـ الفناء ـ اللاشيئ بل هو ثبوت للأعيان ، شاهد ومشهود وهذا ما أطلق عليه بن عربي العدم الثبوتي ،،،
ــ وجهك المجهول يجعل عالمي مخيفاً تجري برأسي كل دماء القرابين
ــ كنت أود ان اشرح لك العدم ـ لكنك تصرين على الغناء بحناجر الأموات
ــ أيتها البعيدة ، كل الطرق اليك مقطوعة بالكوارث .
ــ مثل كل الآلهة تزدادين جمالاً عند الغياب
ــ في لغتي لك أقدم السجون
ـ أحتاج الى ضجر كبير ـ الضجر الكافي لمعرفة سر جناحيك الحديديتين
ــ بعينكِ صمت الجزر الفارغة ـ فواكة معلقة بأشجار تشبه الدموع
أن الولوج لعالم هذا الشاعر ( لا تلمسي قصائدي أنها بجلد ميت مليئة بالليل والنمل ـ للشاعر) كالتحرش بطقوس الهنود الحمر الراقصين حول النار والراسمين على الرمال ،، هو يُدرك تماما اين يضع مفردة العدم بكامل كينونتها ـ درسها دراسة تيماتيكية حيث شجرة نَسبها وقَوْمانيتها القاموسية لتدخل صيرورة فوكو ( الصيرورة هي هوية العدم والوجود وخلالهما الزمنكانية ) حيث الحصيلة الأصفى وقد عبر الوجود للعدم ، عاد وكأنهُ قادم من هَوَل ـ رأى كل شيئ صح ، وفهم صح ، ألآ احتوائها ،، فلا هو يصمت ( كنت أود أن أشرح لك العدم ) ولا ألمها ينطق ( غناء بحناجر الأموات ) لأنها ،،،،،
كفيضان أعمى لا تُمسكها أصفاد تساؤلات كحلولٍ فاترة وكأن لهفتها سلكت طريق الجلجلة كنارٍ حاقدةٍ ببيادر الفقراء لموت مؤجل من شروخ دالقةٍ دماء الغياب وهي المَشْبوبة وغير قادرة على نَجاعة تضاريس أقدم سجونها ــ ولأن الأكتفاء أسوء الأعداء ،،، أكتفتْ بإيماءةٍ بين طغراءها النوستاليجي وبين ديمومة التوق بعيداً عن الجنسسانية ( بعينك صمت الجزر الفارغة ) لترحل بهمهمةٍ ،،، إن طائر القطا غير الغربان كما المسافر غير القضبان .
ــ أنا الجرس الوفي للساني المقطوع
ــ تغرد على حائطي طيور من طباشير
ــ أجلسُ في بيتي ـ أوقع لأشباح إهداءات ولا أدري لِمَ يبكون
ــ كلما نظرت في المرآة تسآلت من أين يأتي هؤلاء الغرباء
ــ يركض في رأسي كل فجر بغلٌ سكران
ــ أضع على قبوري العديدة أزهار من غبار
ــ تدق في أحلامي قلوب من زنك
ــ الألم ،، هو العطر العطر المصنوع من جلودنا .
كل هذه الأبيجراميات* وكم ضغط على المفردة ليُقلص الخطاب بفلسفة وبُعد راقي وهو المحتال القادر على الإحتماء أينما يريد وكيف يتحرك بعيداً عن الأسلبة ( الخطوط العريضة ) ،، لتأطير النصوص بمحايثة* ضاربة أطنابها بفضاءٍ جَوّاني حيث الأرتقاء لهالة التَسَيّد بخيال يُباغت القارئ والشاعر المغزو من العدم وقد صاغهُ بحرفية عبر شسوعاتهِ التي لا تُحد على أنهُ ( الوجود السديمي الأكثر عقلنة ) وغازياً الفن الأوقياني* وقد وضعنا على عتلة توازن الرعب ( أشباح ، طيور من طباشير أزهار من غبار ، بغل سكران ) لفوضى بأستمطار غرائبي عارم مع تراجع حَرون منه بمعية قرينهُ الأنذهالي وشاعرنا البرزخي هو شاهد عيان يَشهدُ ويُشهد أن العدم هو ( الموجود نُزِعَ منه عين الوجود ) ،،،
{ وقفتُ على قبر لا يرقد فيه أي أحد ـ قرأتُ عليه بعض آيات العدم }
نور السعيدي 2 / 11 / 2018
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دوغمائية ،، حالة من التعصب
أريكلوجي ،، عودة صفات السلف
الموتيفيا ،، الفكرة الرئيسية بدلالات وإيحاءات
صيرورة ،، دخول قضية ما بتطور وحركة متتالية
ميكانيزما ،، آليه الدفاع النفسي يستخدمها العقل رغماً عنه لمواجهة المخاطر
فانتازيا ،، تناول الواقع برؤية غير مألوفة
مبدأ الغائية ،، الأيمان بأن العالم معنى وغاية
الأبيجرام ،، نص قصير بكثافة معنى وكيان متكامل
المحايثة ،، التغلغل بجوهر الظواهر
الأوقياني ،، فنون لا تفقد قيمتها مع الوقت