الخميس، 23 نوفمبر 2017

البُنى الاستدلالية الواعية، في اامنجز الشعري للشاعرة زكية المرموق،(لست سواي انموذجاً): دراسة نقدية بقلم / الناقد غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

البُنى الاستدلالية الواعية،
في اامنجز الشعري للشاعرة زكية المرموق،
(لست سواي انموذجاً):

*******************




دراسة على وشك الصدور :
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لمعاينة النص ننشره اولا:
...............................

لست سواي
فلا تفاوض النار على صفاتها
الشجر لا يحاسب على أسباب
الحريق
ولا لأنهم صنعوا الفأس
من ضلعه
الحطاب لم يكن يوما
ابن الغابة.
ذا الغريب يحمل نعشنا
فلمن الرصاصة
أيها الخراب؟
وحده الصمت يقول الحقيقة
فلا تعتصم بحبل اليقين
وتفرق بالتساوي على المشهد
قبل أن تدهس الخيل
سنابل الضوء
ولا تحمل العين ما لا يراه
القلب
كناسك تاه عن مناسكه
فتحنط في مسبحة
وامسك بكم المواسم
قبل أن يأكل السؤال
الكفن.
أنا غيري إذا غبت
وأنا أنت إذا عدت
لنرفع سقف الكلام بيننا
كي نخرج من قفص اللغة
برئة ثالتة.
لست سواك
فلا تتدحرج كطفل أضاع لعبة
ألوانه
فتجعد في الإطار.
أنا لست سوى ما اقترفته
من شرود
فلا تبحث عن المعنى
في الضباب
أنا انت
فلا تنكث بالمجاز
كي تخرج سليم الموقد
من المحبرة
واترك للخيال حظه في الصحو
الحكاية أضاعت طريق العودة
إلى البيت
فكيف لا يشرد السارد
وهو يسير في الريح
مأخوذا بمنطق المحو
والجمهور طين عجوز
لم يعد يصلح للنحث
فأين الباب
ايها الخشب؟؟؟
النص رغيف يابس
كلما تحرش بفكرة قاصر
انكسر غصن على سرة قافية
الشعر
شجرة ماء
من شرب منها
أصابه هوس التحليق
الجغرافيا لعبة أرقام وأرصدة
فلم هذه الخرائط ياصاحبي؟
الحلم مسافة ترانزيت
بين شهقتين
واحدة على خد زيتونة
في أقصى الأطلس
وثانية على شفاه نخلة تنزف
صلصالها
على صدر بويب
فاتركوا لي بياض الاستعارات
ريثما يأخذ الرماد حصته من دمي
قلبي سفينة
وقلبك منارة
فاشعل دمك
إني قادمة بجحيمي
رقصة واحدة تكفي
كي يتوحد العطش بالعطش
اقترب
شفاهي غابة قبل...
زكية المرموق
المغرب
::::::::::::::::::::::::::::::
مدخل:
........في البدء ارى من الواجب ان نقرر امرا بالغ الاهمية هو ان دراسة الشاعر الناضج الذي استكمل ادوات سفره عدة وعددا،وأسّس لنفسه حضورا مميزا،بمعنى تحقيقه لمشهده الشعري الخاص ،وبالتالي تجلي اسلوبه الواضح الملامح،والذي يجعلنا نتعرف عليه بمجرد قراءة نصه حتى اذا لم يوقع بأسمه تحته..بالضبط كما يعرف ملامح احدنا الاخر،من خلال سيماه وجها وجسدا..تختلف عن ساع اخر في طريق الابداع باحث عن التحقق اختلافاً كثيرا..
اما من نتحدث عنها الآن فهي شاعرة مميزة واضحة الخصوصية لكل من خامر نتاجاتها وعايش انجازها،لهذا وجب ان نؤكد ذلك ليكون منطلقا سليما للحديث..
فمعلوم ان هذه السيميوطيقا تشتمل على الاداة التعبيرية للانسان كما اشتملت على ملامحه الشخصية التي تحدثنا عنها آنفا..
وهذه في الواقع ظاهرة شديدة الاهمية لا بد من تحققها ولو بالحدود الدنيا ،وهي على وجه التخصيص ما اطلق عليها الباحثون والنقاد قديما وحديثا اصطلاح (الاسلوب) ،ولقد كررنا عبر كثير من متابعاتنا المقولة النقدية التي ذاع صيتها حتى امست على كل لسان ذي علاقة بعالم الابداع فالامر يتسع ليشمل جميع الادوات التعبيريه اللغوية والحركية والفنية ونعني بها مقولة( الاسلوب هو المبدع) -في افضل ترجماتها غير الحرْفية-..
من هذه المنطلقات نقرر مقدما ان شاعرتنا - موضوع الحوار- قد تمكنت منذ زمن ليس بالقصير من تحقيق الاسلوب البالغ الخصوصية والذي بات معروفا ومشهودا من جبال اطلس حتى باب المندب..
وعليه فنحن حين ندرس نتاجا لاحد زملاءنا المتحققين ابداعيا،فليس من قبيل التقويم وانما من قبيل كشف تفاصيل هذا الاسلوب المتحقق الذي اشرنا اليه..
وقد يحصل ان نقترح على زميلنا او زميلتنا بعض ما نراه اجدى او احرى ،فتلك هي زاوية نظرنا،وله زاوية نظره،حتى انه ليس ملزما على الاطلاق بما نقترحه عليه ،الا اذا احب الالتفات ،او اقتنع بالاقتراح او رغب في خلق مدمج جدلي او مزاج حيوي بين مايراه ومايراه الباحث،ولكن بلغته وبادائه وبالتالي بإسلوبه الخاص الذي يعبر عن سيميائيته ،بل وحقيقته الابداعية المائزة...
هذا الكلام لايخص القصيدة الانموذج التي اخترناها كمثال لدراسة ادب زميلتنا المرموق الفاضلة،وانما هو حديث تنظيري عام فقط
++++++++++++++
مضمون العنونة الخاصة بالدراسة:
........................................
مفهوم البُنية:
................
لقد شاع هذا الاصطلاح في عالم الادب وعموم المشهد المعرفي والثقافي منذ فترة ليست بالقصيرة ،ولكن جذورها العربية ترتبط بالمفهوم النقدي العربي الموروث ونعني به ( المبنى والمعنى) فالمبنى لفظا مشتق من الفعل الثلاثي كوفيا والمصدر بصريا ،ولوضوح فكرة الاشتقاق من الافعال،نقول ان جذر البنية او المبنى او البناء كلها من الفعل: ( بنى) ومعلوم ان دلالته الاولى متعلقة بفعاليات البناء او التشييد العمراني ،ولكن البنبة تعني في ذات الوقت الفكرة المنهجية او الطريقة (المتبناة) اوالتي اقتضى الحال او طبيعة المشغل الذي تحت ايدينا ماديا عمليا نظريا كتابيا ان نتمنهجها كافضل وايسر واكثف الوسائل للوصول الى هدفنا في التشييد او التفكير..
..
من هنا توسع استخدام هذا الاصطلاح بحيث امتد الى مساحات فكرية وعملية مادية ونظرية في جميع انماط الفعل والفكر العلمية منها والادبية في الاقتصاد والسياسة وعلوم الحياة والهندسة والنقد الادبي والفلسفة لانه مفهوم ممكن وميسر الى حدود المرونة..لا يرينا طبيعة الوحدة المتماسكة فحسب ،وانما من منطلق كونه منهجا او طريقة سيرينا طبيعة التحولات التصعيدية او المتلاحقة وصولا الى المبنى الكلي او(البنيوية) الاجمالية للمشيد او للفكرة او للنظرية او للنص الابداعي الفني اوالادبي ...الخ..
انما يمكن ان تكون هذه البنية وحدة تفصيلية في اجمالي عام ويمكن ان تكون هي الاجمالي ذاته،لكنه في كل الاحوال وحدة تتكون من تفاصيل متحدة او متماسكة او نسيج شبكي في وحدة تشبه الى حد كبير الكتلة المصغره..ومن مجموع هذه الوحدات يمكن ان نشيد او نبني عمارة كاملة اونظرية اقتصادية كاملة او قصيدة
اولوحة كامله..
هذه الوحدات الصغيرة او البنى التفصيلية هي التي عرفتنا على طبيعة منهجية المرموق التي رصدناها منذ زمن ليس بالقصير عبر منجزها الاجمالي العام،فهي تخلق وحدات بنيوية صغيرة وتراكمها على بعضها لسببين بالغي الفطنة والذكاء،
*اولهما البرهنة من خلال ضرب البنى الصغيرة كامثلة دلالية ذات اثر فكري لاثبات المنظور او وجهة نظر المبدعة من خلال فعلها الابداعي ذاته ..
* وثانيهما خلق الاسلوب الابداعي الخاص الذي انتج عبر جميع مزاولاتها الشعرية خصوصا صبغة او اسلوبا يكاد يتعرف عليه الجميع ومن خلاله على مبدعته،وهذا ما سنتوجه -بالتفصيل الموجز الشديد التكثيف- اليه..
وخلاصة هذا التقديم نقول:
ان البنية والمبنى ومنهما البنيوية نسبة الى البنية او تحصيل حاصل البنى..ذات مرجعية معجمية عربية يغلط كثيرا من يظنها غريبة علينا حتى لقد شاع قدما مفهوم ،ان الاديب الحاذق،هو الذي يجيد تفصيل المبنى على المعنى،حتى ان اية زيادة هنا لاريب ستؤدي الى زيادة غير ضرورية هناك..
*****
فبنى ..الفعل..شيد..بنى المنزل..اما مجازا فيمكن ان ينسحب على التاسيس والتنمية واقامة المجد،وبنى موضوعه حسب معلوماته ،انشاه،كوّنه،ومنه التفكير الذي يبني ويعمر (نظريا او وعمليا)،
*كما ورد في معجم المعاني الجامع ..
وقد تاخذ معان لاحصر لها ولاضرورة لاستحضارها هنا بحسب ما تضاف اليه من الحروف..مثل بنى ب..او بنى على..وغير ذلك كثير..
..
انما لو تساءلنا ،هل توجد حقيقة مرئية او ملموسة على مستوى المادة او الصورة لاصطلاح البنية ،لكانت اجابة ..شتراوس ..هي الاكثر قربا من الحقيقة،حيث يؤكد ان البنية (مجرد طريقة او منهج يمكن تعميمه على كثير من الدراسات العلمية او الادبية او الفنية..او هي كما اشرنا في اعلاه نسيج يؤول الى وحدة بنيوية متماسكة..
..
وقد يتساءل احد ما،ترى لماذا تستخدمون المنهج البنيوي تحديدا في دراستكم لقصيدة المرموق او ربما هناك من يعترض اصلا ،انحيازا منه الى الطريقة الكلية -اذا جاز التعبير- والتي تدرس النص ككل اجمالي اعتقادا منه ان احالته على التفاصيل او الوحدات الصغرى سيقود الى هلهلة قد تكسر الجمال الكلي للنص ،وربما هناك دوافع ذات جذر ايديولوجي ما،يدفع بهذا الاتجاه ،ولكننا نقول مايلي:
نحن ندرس النصوص وفقا لما يفرضه منهج بناءها بعيدا عن اية مازومية فكرية او موقف مسبق..فلسنا في خصومة مع اي انجاز منهجي يمكن ان يسهم اكثر من غيره في معالجة او قراءة او تحليل النص ،وقد نلجأ الى غيره من المناهج النقدية المتكاثرة في مشروع ابداعي اخر..فالغاية هي الكشف وتبيان الاسلوب والطريقة والمباني ،شكلا،كما والاستدلال بها لكشف المضامين والافكار معنىً..وقديما قيل ( ان لكل مقام مقال ،ولكل حادث حديث) ..
:::::

جديدا: مع البنى الاستدلالية في قصيدة
( لست سواي) للشاعرة المغربية زكية المرموق:
(ح2 )
------------------
ملاحظة تمهيدية:
::::::::::::::::::::::
في كتابه الشهير ( اثر المبنى ) يثير الجاحظ اشكالية كبيرة بخصوص مايتوجب علينا التركيز عليه في عالم الابداع المكتوب مؤكدا على الشكل باعتبارة محور شغل المبدع الاساس ،بينما يظن ان المعاني مطروحة في الطرقات ،ونحن هنا لا نذهب مذهبه هذا وانما نعتقد بأهمية المبنى في الدلالة على المعنى وربما نستصعب كثيرا احداث شرخ لانجد له ضرورة قصوى بين الشكل والمضمون لأن كلا منهما يؤدي الى الاخر،وربما يعنيه من باب اولى ..من هذا المنشا فإن ماسيراه المتلقي الكريم من الفواصل التي احدثناها بين فقرات نص الشاعرة زكية المرموق التي لم تكن موجودة في اصل النص وانما نحن من وضعها لبيان كل مثال او شاهد او بنية على حده..
وان اهتمامنا بهذا الجانب يتاتى من قوة حضوره في هذا النص المتواتر الدقيق البناء،مستذكرين مقولة عزرا باوند المعروفة القائلة ( ان الشعر هو نوع من الرياضيات الفنية) ،واننا مهما اطلقنا لانفسنا كمبدعين حرية التداعي ،فأن قيمة واعتبار شاعريتنا ستتعرض الى الكثير من الربكة والانفلاش احيانا اذا اهملنا آلية ( اشراف الوعي ) ولو من بعيد..
وعليه نقول ليست هذه الفواصل- التي افترضناها اعتباريا لغرض التحليل والتفكيك والبحث - حاجزا عن وحدة النص الموضوعية ابدا،انما لابد من الاشارة الضرورية الى ان طبيعة الصلة بين هذه الشواهد الاستدلالية او البنى البرهانية فكرية ذهنية هاجسية،وهذا مايعزز امكانية نشر كل بنية بشكل مستقل ،ذلك لانها
ملفوظ ومحمول متسق ومكتنز بذاته مع امكانية اتصاله بما قبله وما بعده..وسوف نختار في سياق دراستنا بعضا من هذه البنى للدلالة وللايضاح ولضربها كمثال اختصارا،فاستعراضها جميعا يدخلنا في الاسهاب ،ونحن نريد ايضاح طبيعة المنهج الذي اشتغلت عليه شاعرتنا قبل كل شئ..
::::::::::::
لست سواي...
*
لست سواي
فلا تفاوض النار على صفاتها
الشجر لا يحاسب على أسباب
الحريق
ولا لأنهم صنعوا الفأس
من ضلعه
الحطاب لم يكن يوما
ابن الغابة.
:::::
ذا الغريب يحمل نعشنا
فلمن الرصاصة
أيها الخراب؟
:::::
وحده الصمت يقول الحقيقة
فلا تعتصم بحبل اليقين
وتفرق بالتساوي على المشهد
قبل أن تدهس الخيل
سنابل الضوء
:::::
ولا تحمل العين ما لا يراه
القلب
كناسك تاه عن مناسكه
فتحنط في مسبحة
وامسك بكم المواسم
قبل أن يأكل السؤال
الكفن.
:::::
أنا غيري إذا غبت
وأنا أنت إذا عدت
لنرفع سقف الكلام بيننا
كي نخرج من قفص اللغة
برئة ثالتة.
:::::
لست سواك
فلا تتدحرج كطفل أضاع لعبة
ألوانه
فتجعد في الإطار.
:::::
أنا لست سوى ما اقترفته
من شرود
فلا تبحث عن المعنى
في الضباب
:::::
أنا انت
فلا تنكث بالمجاز
كي تخرج سليم الموقد
من المحبرة
واترك للخيال حظه في الصحو
الحكاية أضاعت طريق العودة
إلى البيت
فكيف لا يشرد السارد
وهو يسير في الريح
مأخوذا بمنطق المحو
والجمهور طين عجوز
لم يعد يصلح للنحث
فأين الباب
ايها الخشب؟؟؟
:::::
النص رغيف يابس
كلما تحرش بفكرة قاصر
انكسر غصن على سرة قافية
:::::
الشعر
شجرة ماء
من شرب منها
أصابه هوس التحليق
:::::
الجغرافيا لعبة أرقام وأرصدة
فلم هذه الخرائط ياصاحبي؟
:::::
الحلم مسافة ترانزيت
بين شهقتين
واحدة على خد زيتونة
في أقصى الأطلس
وثانية على شفاه نخلة تنزف
صلصالها
على صدر بويب
فاتركوا لي بياض الاستعارات
ريثما يأخذ الرماد حصته من دمي
:::::
قلبي سفينة
وقلبك منارة
فاشعل دمك
إني قادمة بجحيمي
رقصة واحدة تكفي
كي يتوحد العطش بالعطش
:::::
اقترب
شفاهي غابة قبل...
:::::
زكية المرموق
المغرب
..........
******
تحدثنا في المدخل السابق عن معنى البنية بشكل عام،وعلمنا بانها يمكن ان تعبر عن وحدة مصغرة تفصيلية في سياق النسيج العام ،كما ويمكن ان تعبر عن الاجمال ذاته ..
هذا يعني انها يمكن ان تكون مقصورا شعريا واحدا،او صورة تفصيلية ،او سطرا فكريا دلاليا..الخ....بالضبط كما هو حال اللبنة العمرانية..
هذا الحال هو الذي يهمنا في رحلتنا مع المرموق..
ذلك لان وحدات الشغل الشعري عندها قد تراكمت بشكل عمودي نازل او صاعد بحسب فهم المتلقي وقدراته من اجل واحدة من اثنتين:
* البرهنة..من خلال غزارة الامثلة..لاثبات المنطوق الاول ..
( لست سواي فلا تفاوض النار على صفاتها)..
هذا هو المطلوب اثباته بما يحتاج الى ادلة ذات مرجعية واقعية او فكرية او سيكولوجية..
فكانت روحية الاستدلالات ذات نكهة خطابية توجيهية صادرة من دكة معرفية عالية المقام ..اروع مافيها انزياحها الكامل عن اية مباشرة تقريرية في الوصف وطريقة التفكير بل ومفردات الاستدلال ذاتها،كونها جميعا من بنات الفكر الفني المخصب بالنشاط النفساني الذي يمثل البحيرة التي تسبح في امواهها الشعرية الحقيقية..
شاعرتنا اذن استلهمت الموروث الخطابي ( الحِكَمي) ولكنها حولته بحكم وعيها الابداعي الى حكمة فنية جمالية اشراقية المجس والدلالة والمشاعر..
(الشجر لايحاسب
على اسباب الحريق..
ولا لانهم
صنعوا الفاس من ضلعه..
..
ولنا بعد ذلك ان نفتح بوابات المخيال على مصراعيها،فنجعل من كل بنية او مثال او شاهد او دليل رمزا استعاريا واسع النطاق بدلالات فيضية تتصل وثيقا بخصوبة خيال كل منا على حده..
وعلى سبيل المثال يمكن تحميل البنية السابقة بكلية نسيجها المصغر هذا الى استعارة تنوب عن الحاكميات والشعوب بكل سلاسة واتضاح..
فالشجر..هو الشعب..
وليس هو سبب الاحراق،
انما السبب من قطعه وحوله الى حطب ثم اشعله مجرد وقود مستلب الارادة..
هذا الفهم لايحصر هذا المثال الذي اختارته الشاعرة بعناية فائقة وتوظيف ذكي بجغرافيا الحاكم والشعب،انما اردنا القول انه بذاته ممكن التفسير مستقلا،كما ويمكن الاستدلال به على المنطوق والمفروض والمطلوب اثباته الذي اوردناه في البداية..
هذه الامثلة التفصيلية هي ذاتها البنى او اللبنات التي ستشكل برمتها البنية العامة للنص في بعدي الشكل( المبنى) والمضمون ( المعنى) ،فالفصل هنا في حقيقته اعتباري او افتراضي لكون مآله البنيوي الى التصير باتجاه او في اطار البنية العامه..



 .لست سواي
في ح3
مع زكية المرموق
***************

لان الفكرة باتت واضحة كما نتصور،سنختار امثلة او بنى استدلالية اخرى من باب الاكتفاء بالنموذج او الشاهد الاول..
* (الحطاب لم يكن يوما ابن الغابة)???..
ابن من هو اذن..بل من هو اصلا?!
*ذا ..الغريب..
يحمل نعشنا..
فلمن الرصاصة
ايها الخراب?!
لايمكن في مثل هذه الحال الاكتفاء باعتبار ما تم اجتزاؤه من النص مجرد شاهد جامد،يدخل في سياق الدلالة على المعنى العام..انما كان مثلا حيويا ديناميا حركيا يقبل الانضمام مع الكل ،كما ويقبل التفسير الحركي المستقل..
.من هو الغريب..
هذا الذي يحمل نعشنا
كل تاريخنا
كل موروثنا
كل مجدنا
كل وجودنا..
كل حبورنا وسعادتنا
من هو
من هذا المنطلق اطلقنا سمة الوعي على البنية المصغرة لتشكل في مجموعها وعيا دعويا تفجيريا واسع النطاق..
وهذه في الحقيقة احدى اهم مسؤوليات الشاعر النبيل..
كل الاستدلالات الرائحة باتجاه اثبات المطلوب،قصائد..!!!
..
لان جميع البنى الداخلية لو قدر لها ان تحضى باطارها المنسجم لاريب عندي انها ستكون نجوما شعرية مميزة لأنهاومضات داخلية
وبنى توعوية مبدعة وبالغة الاثر..
*
الذي لاحظته وفق منظور خاص ان شاعرتنا زكية المرموق قد خلقت ظفيرة جدلية معنوية وبنيوية في ان واحد،ولكنها وظفت في السياق اكبر قدر من احوال الاستلهام الايجابي للخطاب التاريخي للموروث الحي الذي عرجنا عليه انفا..
وهي بذلك قد خلقت حداثتها الخاصة المتجذرة..
ان اصطلاح الحداثة المتداول قد حجز الجغر افيا التي يتوجب ان تكون لما بعد الحداثة ..فقد وصلتنا اغلوطة نقدية منعت عنا رؤية الاصطلاح الاجدى،والادق في التعبير عن معنى التحديث السليم،وليس القافز على الحقائق..
مابعد الحداثة -تكرارا-هي فعاليات التحديث التي تنطلق من الموروث الايجابي الحي،وليس ركله او رفضه بكل مافيه..هذا يعني ان ما بعد الحداثة هو جوهر الحداثة...
ولهذا فإن مفردة او اصطلاح الحداثة بالمعنى السابق يجب ان تتم ازاحته ،من اجل الترويج لمابعد الحداثة باعتباره هو الحداثة كما اسلفنا..هناك اصطلاح زائد بحكم معناه الشائع المتداول وهو محض اغلوطه..في حين اضطر النقاد والباحثون عموما الى استخدام هذا الاصطلاح الجديد واعني مابعد الحداثة من باب ايجاد الحل الممكن،ولكن الحل الاصح يكمن في تصحيح المفاهيم،واعتبار ان الحداثة الحقيقية هي مابعد الحداثة وكفى..
ولقد استلهمت الاستاذة زكية المرموق مفهوم الحداثة الشعرية من الموروث الايجابي الذي تحدثنا عنه ..لاداعي كما ارى الى مصطلح مابعد الحداثة..وانما من الضروري جدا تعديل معنى الحداثة المتداول خطأ بالمعنى الجديد الذي يشتمل عليه مصطلح مابعد الحداثة..فننتهي من ترف المصطلحات غير المجدي،في نفس الوقت الذي نقشع اغلوطة كبيرة مقطوعة الجذور..
( وحده الصمت يقول الحقيقة..
فلاتعتصم بحبل اليقين
وتفرق بالتساوي على المشهد
قبل ان تدهس الخيل
سنابل الضوء)..
مازالت شاعرتنا تستلهم حكمتها الفنية ذات النفس الاشراقي والتصوير البلاغي غير المجوف او المسطح،وانما المكتظ بأدق مفردات حياتنا الواقعية،فضلا عن استلهامها لروح العارف
او العراف احيانا،مع تحوله على يديها الى هذا الرائي المثخن بجراح الوقت والخارح منها بعشبة جلجامش ومسلة الناصح اوالراشد الرؤيوي العابر للمرحلة الزمكانية وعيا،من دون التنكر لها او القفز منها الى حيث وصل وعيه،وانما ترك راسه النوراني يرتحل باحنحة الوعي النوعي بعيدا،مع ابقاء قدميه هنا على ارض الواقع من اجل ان يغترف ويتعايش ويستنبط ،ليقدم حكمته لمن حوله على بساط ابداعي بليغ وجميل..
لكن قد يتوهم احد ما ان الشاعرة حين تطلب مغادرة حبل اليقين هنا بمعنى اليقين المتعلق بالايمان ..كلا ..هي تدعونا الى حسن التخلص من الاستسلام والخضوع للسكونية الموات ،وللسائد المتردي وليس اليقين المعرفي الخلاق..اصلا هي تدعو للثورة على الغفلة والركون الى مالاتحمد عقباه من الهزيمة الحضارية التي طال عليها الزمان..
كل بنية مجدولة با حكام لانتاج او استنطاق او استلهام بنية جديدة فوقها لتكون جميعا بحسب هذا المفاد الاول شواهد وامثلة للاستدلال نثبت من خلالها المنطوق الاول،وهكذا دواليك حتى اخر شواهد هذا النص المبتكر بكل تفاصيله..ولامجال عندنا لعرض كافة البنى المتلاحقة ،ربما يكون ذلك فيما نحن بصدده من كتاب ،تم اختيار هذا النص لكي يكون في اطار جزئه الاول بعونه تعالى..لان جميع البنى الداخلية لو قدر لها ان تحضى باطارها المنسجم لاريب عندي انها ستكون نجوما شعرية مميزة لأنهاومضات داخلية
وبنى توعوية مبدعة وبالغة الاثر..
*...... تكرار توكيدي......*
ان شاعرتنا زكية المرموق قد خلقت ظفيرة جدلية معنوية وبنيوية في ان واحد،ولكنها وظفت في السياق اكبر قدر من احوال الاستلهام الايجابي للخطاب التاريخي للموروث الحي الذي عرجنا عليه انفا..
وهي بذلك قد خلقت حداثتها الخاصة المتجذرة..
ان اصطلاح الحداثة المتداول قد حجز الجغر افيا التي يتوجب ان تكون لما بعد الحداثة ..فقد وصلتنا اغلوطة نقدية منعت عنا رؤية الاصطلاح الاجدى،والادق في التعبير عن معنى التحديث السليم،وليس القافز على الحقائق..
مابعد الحداثة -تكرارا-هي فعاليات التحديث التي تنطلق من الموروث الايجابي الحي،وليس ركله او رفضه بكل مافيه..هذا يعني ان ما بعد الحداثة هو جوهر الحداثة...
ولهذا فإن مفردة او اصطلاح الحداثة بالمعنى السابق يجب ان تتم ازاحته ،من اجل الترويج لمابعد الحداثة باعتباره هو الحداثة كما اسلفنا..هناك اصطلاح زائد بحكم معناه الشائع المتداول وهو محض اغلوطه..في حين اضطر النقاد والباحثون عموما الى استخدام هذا الاصطلاح الجديد واعني مابعد الحداثة من باب ايجاد الحل الممكن،ولكن الحل الاصح يكمن في تصحيح المفاهيم،واعتبار ان الحداثة الحقيقية هي مابعد الحداثة فننتهي من ترف المصطلحات غير المجدي..

الوجه الاخر لمرايا
الاديبة زكية المرموق
ح4 والاخيره:
*******************

***
التراكم الديالكتيكي المنتج :
........................
بعد ان اوضحنا امكانية النظر الى البنى المتلاحقة من زاوية اعتبارها امثلة او شواهد برهنة واستدلال،حتى الناتج الرائع الذي ختمت به قصيدها باعتباره تحصيلا لحاصل او سقفا لجميع التاسيسات السابقة،ذات السمات الحضارية العامة والابداعية الخاصة بما فيها التاسيس لمنهجية شعرية شكلت في النص غلافا او قناعا او تمظهرا بينما عبأت مبدعتنا تحته رؤى ومضامين تضرب على اوتار الحياة في جانب واحوال الترقي المعرفي والسيكولوجي والقيمي في جانب اخر،وصولا الى ضربة النص المدهشة الخاتمة الاخيرة:
(تعال...
...غابة من قبل)..
ويالها من نقطة للبداية في ذات الوقت..
وانطلاقا من كل ما عرضناه نتصور امكانية وجود زاوية نظر اخرى او هو
الوجه الثاني للمرآة الذي يمكن ان يتم تفسير محطات النص ذاته على اساسه باعتباره بنى تراكمية منتجة..
او هي كما يقول انجلز مامعناه ،تحول الكم الى كيف جدليا انطلاقا من قاعدة الهرم وصولا الى الختام الاشمل او الاكمل،فاذا كان نص شاعرتنا بدا بعرض التفاصيل فوق بعضها في متراكم جدلي فقد انتهى بالنوع الاشمل والاكمل بصيغته الفنية المتكاملة التي امامنا ،نصا مبدعا بليغا عميق الدلالات والتلميحات والايحاءات ..
هذا النص وان كان قد استوعب التجربة الغربية لقصيد النثر بكل وضوح،فانه ضرب بجذوره الاصيلة في اعماق الذاكرة المعرفية العربية خاصة والاسلامية عامة كروح دعوية فكرية اشراقية مثالية القيم واقعية المنطلقات..
الاديبة الاستاذة زكية المرموق المبدعة ،كان يمكن ان يكون هذا المبحث اكثر تفصيلا واعمق تاويلا ،انما نكتفي بالامكان املين تمام البيان ،والسلام..
 
تعقيب الناقدة نائلة طاهر
جريدة آفاق نقدية ماذا بعد الحداثة ؟أستاذ غازي لمح إلى أن نص الرائعة زكية المرموق يؤسس لمرحلة ما بعد الحداثة وبرأيي هو في مقدمة المسيرة التي تجاوزت مصطلح الحداثة بعد أن ركبت قطاره حين تأثرت بالموجة الغربية في الأدب .ونحن نعلم البصمة الغير متكررة في الأدب المغاربي في مجال قصيدة النثر .وبدون إطالة في هذا الموضوع نذكر ان كتاب النثر في المغرب العربي الكبير استلهموا الفكرة الوجودية والرمزية بمختلف اتجاهاتها اللغوية والتعبيرية من الأدب الغربي تماهيا مع طبيعة الثقافة في هذه المنطقة الجغرافية القريبة من أوروبا .لذلك أستاذنا تبقى ميزة حرف المرموق في نجاحها في التوفيق ما بين المكونين الأساسيين لثقافة الشاعر المتأتية من بيئته والمتأثرة بالحضارة الأقرب إليه .وهذا النص نفسه مثال جيد لتحقيق هذه المقاربة والمقارنة الأدبية .وقد كنتَ أستاذ غازي أوردت كل التفاصيل المهمة وحتى الهامشية المتعلقة بأسلوب وصور التعبير في النص مع إضافة منهجية من الأستاذ كريم القاسم.
ماذا بعد الحداثة أجابت عنه المرموق بعدة قصائد وحجج اثابتية أكدت أن الزمن الثاني لرواد قصيدة النثر قد بدأ من حيث انتهى بودلير و واندريه بريتون ومن بعدهم انسي الحاج و الماغوط وادونيس ما بعد الحداثة هم شعراء العراق بعد الغزو الأمريكي هم شعراء ما بعد الربيع العربي هم الشعراء الذين قال عنهم "أندري بريتون:(لِمَ أقفُ صامتًا ولي فم
لِمَ أقفُ ساكنًا ولي قدمان
لِمَ لا أنظرُ ولي عينان
لِمَ لا أصرخُ وأنا غارقٌ في هذه التَّعاسة
لأنَّي مِن حجر.
هم الشعراء الذين لا يمكن أن يكونو ابدا حجرا مهملا في الطبيعة أو في القصور أو في السجون المهترئة جدرانها .
ما بعد الحداثة لها ضرورة أخرى رديفة وهي ما بعد النقد ؟النقد كان دائما هو المنظر للأدب عامة والمحرك الأساسي للعملية الإبداعية .قلت كان والآن له موجة جديدة تجسدت بأقلام عدة نقاد ومنهم الأستاذ غازي كمثل قريب مني الآن .النقد صار على يد المجددين أمثاله فرصة لعرض ملخص مناسب للنظريات المتناسبة مع النص وفرصة لتأريخ الفترة الحاضرة واستذكار السابقة لأن من يرتاد فضاءاتنا الاكترونية لا تتوفر له غالبا الإلمام بتلك المعارف .هذا الأسلوب الجديد الذي طبعا يكون رديفا للنقد الشكلي والبنيوي،والنقد الوظيفي،و النقد الاجتماعي والنقد النفسي دون أن ننسى النقد الوجودي .فأي ناقد يجمع كل هذه الأدوات حين يباشر نصا ما هو ليس ناقدا فقط وإنما هو ناقد ما بعد الحداثة .ناقد عصره، أي مؤسس لفترة تاريخية أخرى في النقد الأدبي الحديث .من أجل كل هذا قيل لكل فرس فارسها ولكل عصر رجالاته.
وهنا اكتفي .
تحياتي للجميع
 
 

 



الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

قراءة في نص ( هيا اقترب) للشاعرة رنا صالح بقلم / الاديب الناقد اسامة حيدر

قراءة في نص ( هيا اقترب) للشاعرةرنا صالح:
__________________




لارجل في حياة المرء له مكانة الأب فوحده الأب من يحمل همّ أبنائه في نومه وصحوه ويرشدهم لما فيه خيرهم . فهو السّور المنيع الذي يحفظ العائلة وبرّ الأمان وعمود البيت وخبرة الحياة .
ورنا صالح هذه الشّاعرة البارة بوالديها أتحفتنا مرةً بنصّ عن الأمّ وهاهي اليوم تمتعنا بنصّ جديد في غاية الروعة عن الأب .
النصّ على البحر الكامل ,وهذا البحر يعطي الشاعر مجالاً واسعاً فسيحاً أكثر من غيره في نظم واختيار معانيه والتنويع في الموسيقا الدّاخليّة بين ألفاظه وعباراته , وهذه السّعة والإيقاع يرتبطان إلى حدّ ما مع المشاعر الجيّاشة والأحاسيس المفعمة بالأحزان والتي غلبت على النصّ رغم مايبدو أحيانا على خلاف ذلك في بعض مفردات النص .
تبدأ الشاعرة نصّها ب ( ياوالدي ) والتي تتكرّر في النصّ أكثر من مرّة , وهو ليس أيّ والد بل والدها الذي عرفته عن قرب مستخدمة أداة النّداء ( يا) وهي أداة للنداء تستخدم للقريب وللبعيد ؟ هو قريب لأنّه يسكن في قلبها وفكرها وهو بعيد مكانياً بسبب السفر . هو من تعب ليواسي جرحها وفي عينيه فرح أحلامها , وعذابات كلّ كلّ الآباء والخير كلّ الخير للأبناء . وتبدو علائم الزمن تفعل فعلها بهذا الصلصال من طول المعاناة ولكنّه مع ذلك يعيد الأمل بالحياة أملها هي ويدفعها للحياة تاركة خلفها اليأس ( مازلت تلتحف الحروف ........ لتردّد الأصداء حيّ على العمل ) .
هو الأب يحاول أن يعيد ترتيب الأشياء من حوله دائماً وحياة أبنائه ليؤمّن مساحة من الطمأنينة والدفء وفي حالات الألم ( يبكي المساء ) يحمل على عاتقه كلّ الأعباء ( من أجل أن يأتي الصباح مكللاً بندى الربيع ) بل حتى إن ضاق الكون به يجترح المعجزات ( لم تبتئس .. لم تسترح .... وظللت تعرج صاعداً نحو السحب ... لتدق مسمار الوجود أمام آلاف الحقب ) وتردّد رنا مع المردّدين على مرّ الزمن أن الأبناء فلذات الأكباد لكنها هنا أجمل بإضافة ياء المتكلم وأداة النداء وضمير المتكلّم معا ( يا كبدي أنا ) .
الملفت حقاً أكثر من غيره " والنصّ كلّه ملفت " الإيقاع الذي تتمايز به شاعرتنا رنا في كلّ نصوصها وهذا النصّ واحد منها .
- حروف المد ( الحالمين . الكادحين . الأمواج . الآلام . الصلصال . جراحنا . آلاف . ياكبدي) . والتي تفرض إيقاعاً على إحساس السّامع وهو إيقاع مديد بطيء ينسجم ونبرة الحزن والتوجع والنداء وتجتمع مع تكرار الأحرف الأساسية الطاغية على النصّ ( كالراء مثلاً ) ممّا يمنح النصّ السلاسة والخفّة والنطق الرهيف بعيداً عن الوعورة والجفاف وائتلافاً جميلاً مع المحتوى الذي يركّز على النواحي الوجدانيّة والإنسانيّة .
- النداء ب ( يا ) : وهولإثارة الانتباه ولفت النّظر وهذا الأمر لا يتحقّق إلاّ بالإعلان وارتفاع حدّة الصوت ووضوح النطق على المستوى السمعي . والنداء هو صرخة من الشّاعر للمتلقي كي يشاركه في مشاعره أو غيرها .
- القافية السّاكنة ( حالمينْ ..كادحينْ | المطرْ .. الأثرْ ...سفر ْ | الطرقْ .... الشفقْ .............) .وهذا السكون يعبر عن حالة من العجز واستلاب الإرادة وشعور القلق وإحساس الغربة وصعوبة الحالة التي يمر بها الشاعر .
-وللأفعال في النصّ حكاية أخرى . في المقطع الأوّل بدأت بالجمل الاسميّة التقريرية لأنها راحت تسرد من مخزونها الواعي بعضاً مما طفا على ساحة الوعي وهذه الصفات التي أتت عليها تؤهّل هذا الأب أن يكون نصف إله أو ملاكاً يستطيع أن يجترح المعجزات ولذلك استخدمت أفعال الأمر( اسحب . اخلع ) وهي على ثقة بإنجازها لما تحمله في وعيها من صفات أبيها ( اخلع خطى الآلام من كلّ الطرق | واسحب وشاح الحزن من وجه الشفق ) . وهي على يقين أن السعادة تأتي بعد الشقاء .
وفي المقطعين الثاني والثالث استخدمت الأفعال المضارعة ( تفضي وتبوح وتصيح و تغازل...........)وقد أكثرت منها وهي أفعال تدل على الحيوية والحركة والاستمرار كما تدلّ على التطلع نحو المستقبل . وهي ترسم بهذه الأفعال ماهية الأب ودوره في الحياة مع أسرته . وقد بدأت المقطع بالفعل ( مازال ) وهو ماض زمنياً حاضر بالدلالة .
وفي المقطع الأخير ( الثالث ) عادت لتستخدم اسماء أفعال الأمر وأفعال الأمر ( هيا اقترب ) فربطت بذلك بين المقطع الأول والمقطع الأخير وكأن أفعال الأمر الطلبية هنا جاءت ردّاً على الأفعال الطلبية في المقطع الأول واستجابة لها مع تبدّل المتكلّم بين المقطعين . وهنا لابدّ من الإشارة إلى الحوار والسّرد الذي بدأ به النصّ ثمّ انتهى بحوار وسرد لمتحاور آخر ممّا منح النصّ تكامله وانسجامه وحركة متصاعدة بدأت في المقطع الأوّل بمشهد دراميّ رائع لتنتهي في المقطع الأخيربهذا القرار .
هذا غيضٌ من فيض النصّ الجميل . والذي تعددت جمالياته حدّ الاكتنازوهو نصّ يتمايز بانسجامه وتآلفه.

\هيّا اقتربْ/
ياوالدي..
...رغمَ التعبْ
-تعبٌ يواسي جرحنا-
في مقلتيكَ غناءُ كلّ الحالمينْ
، وأنينُ كلّ الكادحينْ....
، ورعود ماقبل المطرْ
وعلى جبينكَ سجدةُ الأمواج ِيتبعها الأثرْ..
.وتآكل الصلصال من طول السفرْ..
فاخلعْ خُطى الآلامِ من كلِّ الطرقْ
واسحبْ وشاحَ الحزنِ عن وجهِ الشفقْ
إذ هدأة اﻷيام ِمن رحم الصخبْ ....
ياوالدي...
مازلت تلتحفُ الحروفْ
وتعيدُ ترتيبَ الأماكنِ والرفوفْ
وتشاركُ العصفورَ تغريدَ اﻷملْ ....
وتخيطُ للعشّاقِ أثواب الغزلْ ...
لترددّ اﻷصداءُ حيَّ على العملْ....
..ياوالدي...
...مازلتَ رغم جراحنا ....
تفضي بسرّ الدفءِ في ضوء ِاللهبْ...
وتبوحُ للفجرِ الجديدِ ببعض آيات البقاءْ....
وتغازلُ الليلَ المُعنّى عندما يبكي المساءْ
من أجل أن يأتي الصباحُ مكللاً بندى الربيع
..لم تبتئس ْ
لم تسترحْ
وظللتَ تعرج صاعداًُ نحو السحبْ
..لتدقّ مسمارَ الوجود أمامَ آلاف الحقبْ
وتصيح:ُ ياكبدي أنا
...إني هنا.
..لا ترتجفْ
لاتبتئسْ
هيا اقتربْ....
هيا اقتربْ..
متطلعاً نحو الشهبْ
متوضئاً بالصبرِ إذْ يغشى التعبْ..
R.Sبنبض رنا صالح الصدقة
 
التعليقات
 
Jamal Kyse عاشت الايادي ،،ما أروعك حينما تغرد،،،تحية للشاعرة الرائعة،،،
 
أسامة حيدر أخي جمال القيسي ممتنّ لك وأعتزّ برأيك.
 
Abdul-Hadi Al Mahairi لاادري كيف اعبر عن اعجابي بقراءتك التحليلية التي جعلتنا نرقى..لمستوى اعلى من المتعة في قراءة النص الرائع للمبدعة رنا صالح.
 
أسامة حيدر ممتنّ لرأيك أخي عبد الهادي وأقدّره من متذوق ذي رأي ثاقب.
 
آفاق نقديه اين غبت عنا كل هذه الفترة اخي الاستاذ أسامة حيدر الناقد الاكاديمي المبدع ..لقد احزنتنا بهذا الابتعاد ياصديقي العزيز..المهم نحمد الله على سلامتك وعود احمد ان شاء الله تعالى ..احسنت واتحفت كعادتك..واحسنت شاعرتنا استاذة رنا صالح المبدعه..تقديرنا الكبير لكما معا..والسلام
 
أسامة حيدر أستاذي الغالي :
أبعدتني المشاغل عن الكتابة لكنكم في القلب دائماً وفضلكم عليّ كبير.
وأجبرني هذا النصّ الجميل على الكتابة فالشاعرة
رنا صالح من الشاعرات المتميزات على الساحة العربية. وكنت أحب جداً لو علقتم على النص أنت وأخي جمال فالنص فيه مافيه من جماليات أعلم أني لم أحط بها لضيق المجال، بل وأعلم أنكم تملكون آراء نتعلم منها دائماً.
دمتم بألف خير جميعاً.
 
 آفاق نقديه اولا ..لقد تعلمت شخصيا مما قراته لك توا،فانت يا صديقنا الغالي تعيد الامور الى نصابها العلمي المحترف الجليل..وكنت والله يشهد قد نويت السفر مع نصها المذخور عندنا في افاق ،ولكننا مثل حضرتك مشتبكون ومزدحمون بالمشاغل..انما انت تامر ،وسيكون بشرط الحياة،واظن ان اخي الاستاذ اباسرى الغالي على مشهد من الحوار،وكذلك اخي الاستاذ الناقد كريم القاسم والاستاذ شاكر الخياط ولا ننسى الاستاذة نائلة طاهر والاستاذة بلسم الحياة ،وكل ساع في هذا الحقل المعرفي الجميل..كلنا جميعا نكن لجنابك الود والاحترام الكبير والسلام..

منهل حسن عظيم تقديري لكما
نص شف كالجوهر أضاء عليه فيض نور فتلألأ

أسامة حيدر وأنت أنت من الجواهر أخي منهل حسن. أسعدت بمرورك
 
.Soso Salem سلم مداد القلم غاليتي
 
أسامة حيدر شكرا لمرورك العطر Soso Salem. دمت بخير
 
نائلة طاهر مساء الخير ناقدنا القدير الأستاذ أسامة .حضورك والطيب ولا يكتمل المشهد بآفاق إلا بك .انت ومن ذكرهم الأستاذ غازي وعلى رأسهم الأستاذ شاكر والاستاذ كريم والأستاذ جمال والعزيزة بلسم والباسلة الغالية نور ،المحيط الحيوي لآفاق.وكل واحد منكم يمثل واجهة نقدية خاصة تتكامل بوجود الآخر .
مقال ثري أستاذ أسامة وقد عهدنا منك حرصا على إيلاء العمل الأدبي الذي تحلله كل اهتمام وتجدد طروحاتك كل مرة محدثة فائدة أعمق .
تحياتي للشاعرة القديرة رنا ذات النبض الشعري الدافق الذي أقنع وتميز .
أسامة حيدر الأخت نائلة طاهر: صباحك خير إن شاء المولى.
شكراً لطيب مرورك ولرأيك الذي أضاف لي ما أسعدني.
والحمد لله أن هذا الاجتماع الطيب بإذن الله جاء حول هذه القراءة لنص الشاعرة
رنا صالح. و أتمنى عليكم جميعاً أن تدلوا بدلوكم حول النص، وقد وعدني كبيرنا الناقد الفذ غازي احمد ابوطبيخ بمراجعة له وأنا أنتظر بفارغ الصبر مع علمي بمشاغله الكثيرة.

دمتم بألف خير جميعاً.
 
Jamal Kyse اهلًا بالسيدة الغالية،،،،اليوم المشهد يذكرني،،،بيوم الحساب،،كما هو في مخيلتنا،،،على حين غرة،،ظهر معظم جنود افاق نقدية ،،،وكأن الاستاذ اسامة،،،يتقمص دور إسرافيل ،،،هو الذي ايقظنا من رقدتنا،،،لكن المسرح سيكون في فوضى،،من تراه سيمسك السجلات،،ومن هو الذي سيحاسب ،،،وكبيرنا رقيق القلب ،،،وعطوف،،،تحياتي للجميع
 
أسامة حيدر ليتني كما وصفت أقلّه سأهرب من الحساب. ههههه يسعدني ظهوركم جميعاً ونعدكم بألاّ نبتعد عنكم وسنكون حاضرين دوماً و بأمركم.
نائلة طاهر الحمد لله الذي جمعنا على مودة لا تتكرر في أماكن أخرى ا. جمال وا. أسامة
 
رنا صالح ماأسعدني بهذه القراءة اﻷكثر من رائعة لﻷستاذ أسامة حيدر .....إن كل نص يحظى باهتمامك وقراءتك يمثل نقطة إضافية لصالح النص وصاحبه فكيف إن جاءت هذه القراءة بعد غياب أحزن الجميع وأثر على الساحة اﻷدبية ....وهنا يحضرني بيت ﻷحدهم:
أنا إن قلت عن شعر جميل
فثق بي أنه شعر جميل .......

...وإن كان اﻷستاذ جمال شبهك باسرافيل فأنا أشبهك باﻷب الروحي لﻷدب واﻷدباء والذي بوجوده نشعر أن اﻷدب مازال بخير
 
أسامة حيدر تستحقين يا رنا أن تحظى نصوصك باهتمام نقدي، بسبب تميز هذه النصوص بصدق عاطفي قل مثيله وبإدارتك لمفرداتك التي تأتي طائعة للمعنى الذي تريدين وإيقاع خارجي وداخلي يرتبط بانسجام وتآلف مع النص وهذا أمر- لعمري- قليلا ما نجده.
Amal Hajhamoud اي شو هاد يااستاذ ولله العظيم اشتقنا لكتاباتك لبتجنن سلمت يداك رائعه جدا يسعد صباحك
 
أسامة حيدر شكرا ام مصطفى. سعيد برأيك.
 
Thaer Salhab أجمل ما في النقد أنه يدني النص من ذائقة الناس وهذا ما تفعله يا صديقي العزيز وبخاصة أنك تمتللك ناصية النقد وأدواته
شكرا للشاعرة رنا الصالح التي شاغبت كسلك وأعادت إلى الكتابة
 
 
 
 

الأحد، 19 نوفمبر 2017

نص نقدي مقارن ( وقفة بين الحبيبين) الشاعر غازي ابو طبيخ الموسوي والشاعر غسان الحجاج بقلم/ الناقد شاكر الخياط

وقفة حب بين الحبيبين
..
الشاعر غازي ابو طبيخ
..
والشاعر غسان الحجاج
 *******************




يذكرني هذا الموقف الشعري النقدي بين العزيزين على نفسي والغاليين على قلبي الاستاذ غازي ابو طبيخ والاستاذ غسان الحجاج فلكل منهما منزلتان اثنتان في صدري، الاولى انسانية اجتماعية والثانية ابداعية ثقافية وهي التي تستدعيني في كل مرة وتوقظني في كل بارقة يبرقانها من رقادي المميت الذي خيم على قلمي بعد تلك الالاف من الاميال التي اضحت بيننا والتي جعلتني بعيدا جسدا لكن روحي بين ذراعيهما بل نصب اعينهما، وكلما همسا حديثا او نطقا شعرا قام الفؤاد كأن ولي امره ماعاد من يحتضنه بين ضلوعه انما هما من يحركان المواجع ويثيران القرائح ويمدان الشرايين بدماء الحياة واكسير وجودها...
الموقف هذا الذي انا فيه يذكرني بوقفة حب كنت وقفتها بين عملاقين كبيرين فيما مضى مثلما وقف العشرات بينهما قبلي، يوما حين وقفت بين الشيخ البوصيري (رحمه الله ) وبين الشيخ الامير احمد شوقي (رضي الله عنه)، كنت حينها قلما شابا يافعا لم يبلغ من الخبرة او الدربة مايؤهله ان يقف بقلم ناقد بين البردة الثانية ونهجها، لكن احدا من المعنيين اشاد بها فكانت ان سجلت في محضر ملتقياتنا آنذاك،،
تلك الوقفة تعلمت منها كيف يجب ان يكون القلم بين قلمين، كبيرا بين الكبار ومتالقا بين المبدعين والا فسيضيع القلم وحامله، ها انذا استعيد اللحظة بوقفة ما ابلغها من جمال وما اروعها من محاكاة، وكأن الامس هو اللحظة التي استميح فيها الكبيرين اخي الاستاذ ابو طبيخ واخي الاستاذ الحجاج لكي اعطي هذه المشاعر التي تولتني حقها بل ولكي القي بها اليكم لعلي اوفق في جمع الطرفين المبدعين في مغنى واحد وفي انشاد واحد كانهما لشاعر ومبدع واحد ،،،،
وما يشجعني على ذلك علمي بدواخل الرائعَين قبل المباشرة بالسرد....
القصيدتان رغم البعد الزمني بينهما من ناحية التاريخ وزمان الكتابة ناقشتا بتناولهما لموضوع واحد لبا واحدا وقطبا واحدا هو الرسول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، وكان اجمل ما في عمودي الغازي والحجاج هو عطف كلاهما على المنادى المقصود بحبهما له وبنفس الود استنهاض الماضي كزمن لسؤالهما عن الحاضر العناء والمأساة القائمة، وبطبيعة الحال لقد كانت الابيات في تلك القصيدتين متقاربتين من ناحية المضمون وقد ازالا بتوافقهما ذلك البعد والفارق الزمني بين زمن الاولى لابي طبيخ وزمن الثانية للحجاج، وانا هنا تتملكني نشوة غريبة، وسعادة مكشوفة لا استطيع اخفاءها، ان القصيدتين ورغم اختلافهما في البحر وفي حرف الروي عروضيا، لكن جولتهما كانت متعاضدة وسردهما كان متمساكا حيث وخزت الاولى الثانيةَ فكانت الحافز والمحرك، ولم تكن الثانية مضاربة للاولى ولا مقاطعة، انما كانت الثانية مولودة بمحفز الاولى، وهذا اعطى للثانية صدرا رحبا القى على سفحه كلمات الاولى حاضنة لها في ذلك الدفء الوجداني الحميم، وهذا مارأيته لامعا في قصيدة الحجاج، ولست هنا بصدد استعراض الابيات ومدى اعجابي بالقصيدتين ابدا، لكنني اقول واثبت حقيقة قد يحتاجها غيرنا بعد حين" ان ما استوقفني في قصيدة الزميل ابي طبيخ استوقفني كثيرا في قصيدة الزميل الحجاج" وهذا اعتراف لابد منه لحقيقة ماشدني في العملين...
وبالتقاء الرؤى في سيدنا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام، وهو المحرك الاساس للعملين، كان هو المحفز الاوحد للقصيدة الاولى، في حين امتلكت القصيدة الثانية محفزين ومحركين، فالاول كان ذات الرؤية للقصيدة الاولى، في حين كانت القصيدة الاولى محركا ثانيا للعمل الثاني قصيدة الحجاج، وهنا اجتمع الشمل في بنائية مختلفة النظم والقافية موحدة الهدف والمغزى وهذا مايسجل للشاعرين لا لشعرهما فحسب انما لانسجام روحيهما في روح واحدة الغت البعد الزمني لكتابة الاولى عن الثانية في نفس الوقت الذي ازالت فارق العمر بين الكبيرين ابي طبيخ والحجاج ...
اثبت اعجابي بالعملين وتقديري الكبير لكليهما، كما كنت اتمنى على صديقي المبدع الحجاج وبعد ان ثارت براكين مشاعره مستلهما من قصيدة الشاعر ابي طبيخ الحس المحفز لكتابة اطروحة كانت منذ زمن تدور في مخيلته حتى حان موعد الطلق وميقات الوضع ان يسير في مسيرة من سبقوه ( وهو ليس الزاما ولاشرطا) بان يكون النظم يوائم المنظوم ( البحر) عروضيا في الاولى ويقابله كذلك في القافية، هذا كنت اتمناه شخصيا وليس فيما ذهب اليه الحجاج اي خلة او مدعاة للخوف من مستوى التالق على الصعيد الابداعي اطلاقا...
اعتمرت تلكما القصيدتين بالنفح المبتلى بمأساة واحدة التقت روحهما في بث الاسى الواحد والحزن الواحد الى المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم حتى اظهرتهما بالجلالة في الوصف وعطرالبوح في التغني بصفاة الاكرم خلقا من العالمين قلبا واحدا بحب رسول الله وهما اللذان اثبتا ان لا شكوى بعد الله الا اليه...
لا اود الغور بعيدا فيما سيسري بالملل على المتلقي خشية الا يضيع المنشود من هذه الزيارة الكريمة لمضيفي الموسوي ابي طبيخ والحجاج الحميمين...
مودتي

( أنتَ فوقَ الإطراء)
الشاعر غازي احمد ابو طبيخ
نشرت في بغداد عام 2000 م
****************
غادةُ. الجنِّ غَرَّةٌ زوراءُ
راودتْها الاطماعُ. والاهواءُ
كلّما جَنَّ حَولَها الليلُ غنّتْ
بعزيفٍ. يرتاعُ منهُ. الغناءُ
ما الذي تخطُبينَ يا ٱبْنةَ صدري؟!
وحَصادُ المُغامرِ الارزاءُ
ما لِعَينيكِ. لا ترى ما اُرِيها؟!
دونَ مَرقاكِ. أفْلُكٌ جَمّاءُ
حَدِّقي الطّرْفَ هَلْ تَرَيْنَ خِتاما؟
خسِئَ الطَّرْفُ إنّهُ ٱلأرجاءُ
ليتَ بحراً كانَ ٱلْمُرَجّى عُراماً
كنْتُ فيمَنْ لِغُرَّةِ البحْرِ جاؤوا
( سَلْم’ إنَّ الذي ترومينَ شأْنٌ)
اطْرَقَتْ عَنْ سَمائهِ الغَبْراءُ
أفَمَدْحاً!! والمادحون جميعاً
عَلِموا أنَّ صَوتَهم أصداءُ
هُوَ فَوْقَ الاطراءِ ما عَكفَ النّثـــ
-ــرُ على البابِ أو شَدا ٱلشُّعراءُ
هو فوقَ الاسماءِ..ما خلقَ اللهُ
على الارضِ..او طوتْهُ ٱلسَّماءُ
ظاهرُ القولِ في خفاياهُ تيهٌ
وعظيمُ. المقالِ. نارٌ وماءُ
وَطَّنَ الشمسَ في الفؤادِ وأعلا
قمَراً تستنيرُهُ الانبياءُ
كانَ والمُنْتهى طُلوعاً نبيّاً
سَرْمَدِيّاً أسْفارُهُ عَصْماءْ
ذاتُهُ ٱلمجْدُ..والكتابُ المُعَلّى
فيضُ اسرارِ قلْبهِ ..والسناءُ
فاستوى مُذْ دَنا سراجاً مُنيراً
وتدلّى.. براقُهُ. ٱلاجواءُ
سارياً والفتوحُ بعضُ خطاهُ
مُعْرِجاً لا تطالُهُ الانباءُ
سيدي موطنُ الجمالِ المصفّى
ابداً حَولَهُ يطوفُ البهاءُ
انا إنْ رُمْتُ وصلَهُ فلأنّي
دنِف شَفَّهُ. النوى والعَناءُ
أَبْرَقَ الحبُّ في حشاشةِ قلبي
فهُيامي. مُضَمّخٌ وضَّاءُ
وبصدري مِنَ ٱلطِّماحِ رياحُ
سَيَّرَتْها مِنَ ٱلْعُروقِ. دماءُ
كُلّما ٱسْتَوْحَشَتْ مِنَ ٱلهَجْرِ حيناً
وٱسْتغاثَتْ .. هَما إليها العطاءُ
أَ يَرِدُّ. الملهوفَ. وهْوَ حبيبٌ
أمْ يصدُّ الآمالَ وهْوَ الرجاءُ؟!
سأُناجيهِ يا شفيعَ وِدادي
عطشَ المُبْتَلى وجفَّ الاناءُ
شارَفَ العُمْرُ والعيونُ حَيارَى
شاخصاتٌ أزْرَى بهِنَّ البُكاءُ
يا رفيعَ الجَنابِ رِفْقاً بقلبي
إنَّ قلبي. ممّا. بهِ. أشلاءُ
يا ابا القاسمِ البهيِّ نِدائي
ودُعائي يسعى بهِنَّ الرِّداءُ
أَمَّني مِنَ ٱلحُزْنِ كلُّ قديمٍ
وجديدُ الأسى هُوَ البلواءُ
شبَحاً مِنْ مَجَامِرٍ صَيَّرَتْني
غُصَّةُ الانتظارِ , والإبطاءُ
ومِنَ الصَّبْرِ عَبْرةٌ يَجْتَبيها
الفُ. عامٍ. ورِحْلةٌ. وعثاءُ
فأَجِرْ. مُهْجَتي يَراعاً أريباً
إنّ كَفِّي مِنْ دونِكمْ جَذَّاءُ
ايُّها المُصْطفى ونورُ البَرايا
وفنارُ. الاسْفارِ ، والسّقَّاءُ
مُدَّ جُنْحَيْكَ فالعراقُ حَزينٌ ..
أحْرنَتْ في ربوعِهِ الأدواءُ
وطنُ الخَيرِ مُستباحُ الحَنايا
والربايا انٌتْ (وغِيْضَ الماءُ)
يا شفيعَ المحزونِ هذا دعائي
بينَ كفَّيكَ لنْ يضيعَ الدعاءُ..
********
براق الشوق...
الشاعر غسان الحجاج

فيكَ انتماء شعوري راسخٌ أبدا
من عالم الذرِّ فاضَ الحبُّ واتّقدا
ومن نسيج صلاتي حكتُ امنيةً
صارت براق اشتياقي للسما صعدا
امنْتُ إِنَّكَ في الأفلاك أجمعها
تبثُّ نوركَ والأكوان منك صدى
بوركتَ من مرسلٍ أرسى ببعثتهِ
قواعد الدين في كل القلوب هدى
يا ايها الحيُّ في وحي الضمير رؤى
لا لن يحدّكَ في افقٍ الحياة ردى
لانك الخالد المزروع في رئتي
متى نطقتُكَ فالانفاس قطْرُ ندى
محمدٌ صنوكَ الآلاء فارتسمت ْ
في نور وجهك ابعاداً لكلِّ مدى
لبيّتَ َ ربك مُذ تكوين سبعتهِ
فنلتَ حقَّ العلا يا خير من عبدا
لآلئ الحكمةِ الكبرى جرتْ سوراً
باتتْ ترتَلُ من اسراركَ المددا
ماغبتَ عنّا على الإطلاق انت هنا
في نبض قلبي وفي فكري الذي شردا
يهمهمُ الامنياتِ البيض ماطرةً
حتى يعانقَ من جيدِ السماء يدا
يا رحمةَ الله يا بابَ النجاةِ اذنْ
فمنْ احبَِّ خصالَ المصطفى سُعِدا
لم يكفِ قلبي مداداً يجتلي صوراً
حتى اضفتُ لهُ الاحشاء والكبدا
ورحتُ في نشوتي الوطفاءِ مجتهدا
لمّا دَنَا النور من عينيَّ وابتعدا
فكيف احظنُ امواجاً تساورني
من فرط اعدادها كم افلتتْ عددا
لولاكَ في الطور ما اعطى السنا قبساً
بل ربما الضوء اضحى دونكم رمدا
نفختُ في ابجديات اللغات شذىً
من روح معناك حتى حرّكتْ جسدا
لكي تحييكَ في اصلاب لحظتها
ثمَّ استقرتْ على قرطاسها أمدا
في لحظةِ الشعر كان السحرُ ملءَ فمي
كأنهُ سربُ غزلانٍ رأتْ أسدا
اسرجتُ خَيل قوافي الشعر معتقدي
فليس غير اعتقادي فيك معتقدا
منذ اقتفيتُ خيوط الفجر ملتمساً
هل تلكمِ الشمس ام نور الرسول بدا
حتى تيقّنْتُ انّ الخلقَ اجمعهُ
من دون نور سناكَ الهاشميِّ سدى
فأقبلْ نذور حروفي وهي قانتةٌ
لتذبحَ الو جْد ما بين الدعاء فدى..
**********


التعليقات
آفاق نقديه الاستاذ الناقد ابا عبدالله الاديب شاكر الخياط الكبير..
تحية الاخوة والزمالة والصداقة ورفقة العمر لجنابك الكريم اولا..
ثم لابد من القول ان اية وقفة دراسية بين عملين ابداعيين لايطيقها ولا يتمكن على خوض غمارها الا امثالك ايها الغالي..

كنت مرفرفا بجناحين واسعين مثل فسطاط فخم يليق بايمانك ومقامك ونبوغك وعراقيتك ،ولقد كان اختيارك لمنهج السفر الودود راقيا حميميا وعميقا..وليس بالغريب عليك..خالص الوداد وعظيم التقدير،حفظك الله ومن تعلق بك في غربتك داعين الله ان يعيدك الينا سالما غانما بحق صاحب المقام محمد الامجد عليه وعلى اله الاطهار وصحبه الاخيار افضل الصلاة واتم التسليم..شكر الله مسعاك النبيل الكبير ،وقبلة منا على جبينك الباسل الاشم،والسلام..


Shakir AL Khaiatt سيدي الفاضل لم يكن ماقدمناه الا من سليل لحنكم وبنات نسجكم، فانتم الموضوع المبنى وانتم الغاية المعنى، هنيئا لنا بكم ايها الرائعون، ومرحى لهذه الهامات التي تعانقها الشمس على الدوام لعلوها وشموخها... لك من قلبي بقايا ضياء، ومن مدامعي خيط الرجاء، فانت سيدي، كنت وما زلت البهاء، لك مني تحية لقلبك الآي المعلا للملا باب العطاء... تقبل غاية احترامي استاذ ابو نعمان

بلسم الحياة والدي الحبيب ؛
الناقد والشاعر والأديب الانسان ...
الاستاذ الفاضل / غازي الموسوي

ستظل مناراً متوهجاً ...
يسلط على العالم الكوني الأشعة الذهبية
باشراقاتها النورانية ...
القادمة من عالم اللامنتمي ...
هناك يكمن سر الاتصال الروحي ...
مع عظمة الوحي ...
هذا الوحي السماوي المنهمر ...
يابى ان يروي الظمأ دفعة ً واحدة ...
حتى يبقى السلسبيل العذب ...
يضخ في الاوردة والشرايين ...
أنشودة الحياة بكل مرارتها وحلاوتها .
تحيةً من الأعماق ...
لهذا العلم العراقي الأصيل ...
الراسخ المبادىء والفضائل والقيم ...
رسوخ الجبال الشَّماء .


آفاق نقديه رعاك الله يا استاذة بلسم الحياة الفاضله..لا حدود لتقديرنا وبالغ اعتزازنا سيدتي..انت متفضلة بهذا التقييم الكبير الذي نامل من الله السميع المجيب ان يبلغنا عشر معشاره،وان لابخجلنا معكم ومع جمبع السالكين في حقل الابداع والسلام..

كريم القاسم اهلا وسهلا بـ (عصبة الحبايب المتحدة )... بما ان القصيدتين مازالتا خضرتان نضرتان في وجداني لقرب العهد بهما ، لذا انصب اهتمامي على عبارات الوجد الممزوجة بنقد ادبي قد غاص يثنايا عبارات الحنان والاشتياق حتى طغت على المقال لغة العاطفة الجياشة ولاذنب ــ لحبيبي وأخي الاستاذ شاكر ــ في ذلك ، فالبعد والنوى والغربة يصرخان في الذات الانسانية النبيلة لتحيلها الى مادة اثيرية مبركنه ، ـــ في الوقت الذي انا بصدد مقال عن هذا الامر لاحدى شاعراتنا العربيات وابحرت بهذا الشعور الوجداني الجارف ــ ولو لم يأتِ هذا المقال من قبل الاستاذ شاكر بهذا النثر اللذيذ الذي جاء مملوءً بالخواطر الرشيقة ، لكان اللقاء النقدي خالي البصمة ومنزوع الدسم مهمش الجانب مشوش الطبع ، وهنا عبارات ومعاني قد استوقفتني لجمال نثرها ( وتوقظني في كل بارقة يبرقانها من رقادي المميت الذي خيم على قلمي ) وعبارة اشد جمالا (وكلما همسا حديثا او نطقا شعرا قام الفؤاد كأن ولي امره ماعاد من يحتضنه بين ضلوعه انما هما من يحركان المواجع ويثيران القرائح ويمدان الشرايين بدماء الحياة واكسير وجودها) ... امنيتك ايها الناقد الحصيف في ان تتوافق قافية الاستاذ غسان مع قافية الحبيب استاذ غازي لم تتحقق للأسف ، ولوتحققت لكانت اجمل وابلغ لاسيما والنصان يصبان في نفس المضمون لسيدنا (محمد) صلى الله عليه وعلى آله الطيبن واصحابه المنتجبين ــ لكن يبدو انهما اتفقا بحرف (الغين) في اسميهما ــ مهما يكن لاعلينا ــ انما عطاؤك اللغوي قد ضخَّ اوكسجينا جديدا ليشترك الثلاثة بنَفَسِ منعشٍ واحد ، وهذا الذي ادهشني وجعلني اعيد القراءة مستذوقاً بنكهة لم تكن مستوردة من (مولات او سوبر ماركت)عبر الاطلسي ، بل مازالت النكهة ذاتها معتقة مخزونة بجرار الفخار التي طبخت بافران الرافدين ، وهذه (الماركة المسجلة) هي الاقوى ثباتاً غير قابلة للتقليد ، فمصنعنا واحد ، واليد العاملة ذاتها ، والخبرة هي سر الخلطة والتصنيع ... وافر الاحترام للجميع ، وحياة طيبة ايها الناقد الاستاذ اباعبدالله الحبيب .

آفاق نقديه اي مجمع للرائعين هذا،يحفظكم الله العظيم بعين رحمته ورعايته،وخيره العميم ..استاذ كريم القاسم..غاية الاحسان واللطف..ايها الغالي..تقديري..

Shakir AL Khaiatt الحبيب ابو عمار، الى متى سابقى ضعيفا امام افتضاح مدامعي؟ والى متى ساظل طفلا لا يستطيع مجاملة المآقي ابدا، كنت اظنني بعد المعاناة سيقسو قلبي، وستجف مدامعي لكنها تخونني في كل موقع كبير وتهرب من سيطرتي كلما التقت بهاء نوركم ورقراق نسجكم... بماذا ابدا ومن اين استلهم لقلمي توطئة تمهد لمجابهة انثيالكم الساحر؟ لا ادري ولست متاكدا ان كنت ساستطيع لذا ساترك لك هذا القلب المعنى فاكتب على الوتين ماشاء لك الله ، فلم يعد قلبي ملكي ولم تعد دموعي تمتثل لما اريد... خالص اعتباري ابو عمار ايها الطيب

غسان الحجاج سحائبك الغراء من ابجديةٍ
بها فلسفات الفكر تسقى وتورقُ
فللناقد الخياط اُسلوب عارفٍ

ترى انهُ الخمر القديم المعتّقُ
حداثتهُ التحليق في افق نجمةٍ
كمثل جبين الحبِّ فيه التدفقًُ

سر الإكسير هو مكنونك الانساني النقي الذي ندر وجوده في هذا الزمان ايها الناقد الرائي والإنسان النبيل فنحن نشبه المعادن ونحتاج الى عامل التحفيز ليبدأ التفاعل على المستوى الوجداني فالكواكب مهما ابتعدت سيحين تراصفها من جديد لتلبس الكون حلة عصر جديد ..
كلما حاولت ان اخفي بريق دهشتي لا استطيع فهذا الكم الهائل من المشاعر التي تُلِّح على الدموع بالنزول لحظة القراءة يدل على تخاطر لا يمكن ادراك ماهيته هذا التخاطر الذي يشبه المناسك الصوفية الى حد كبير في لحظات الصفاء التي تتدفق فيها أسراب البوح محلقةً باجنحة الفلسفة والوجدان الصادق .

كم انت عميق ايها البحر العبقري الاستاذ شاكر الخياط
تحياتي ومودتي

بلسم الحياة تحية إجلال واكبار ...
الى عمالقة النقاد والاُدباء الشعراء
الأساتذة الافاضل / غازي وكريم وشاكر وغسان .

على هذا الفيض الأدبي الوجداني ...
الذي له ابلغ الأثر في نفوسنا ...
والذي نكن لهم كل اعتزاز وتقدير ...
لما يقدموه في خدمة الأدب والإنسانية سواء .


Shakir AL Khaiatt المبدعة المتألقة، سيدة الشموس الشامية، تحية كبيرة لمقامك الجليل وشكرا بحجم حبنا لك لهذا النفح الوجداني الراقي... تمنياتي لك بالصحة والسلامة.. ادامك الله... مودتي

Shakir AL Khaiatt العزيز ابو فاطمة طيب الذكر، ايها الغالي، شكري وتقديري الكبيرين لهذا الانشاد الراقي، وحقا انها قصيدة اشم منها رائحة الانتماء الواضح، والتجذر الصارخ، والامران شرعة يتمنى ايا منا ان يديمها الله عليه، ها انت تخطو صوب المجد كما كنا نتوقع، ولهذا انا مطمئن لما كتبت ( وما ستكتب) وهذا ان جاز لي، فانما يستند على مداليل كثيرة وهي اعمالك التصاعدية الابداع، وهذا يشعرنا بل ويجعل كل متتبعيك ومحبيك بالانتظار لما تفرضه عليك روحك وليس ماتفرضه انت على القلم، وهنا النجاح، في هذه القصيدة كنت هكذا ولهذا فانا اراك انت اولا راضيا عنها، وهذا ايضا سينقلك الى ان تكون الناقد المتفحص قبل غيره لاعماله وهي قمة الرقي وحالة ابداعية لايرقى اليها كثيرون.... اتمنى لك اخي الكريم كل التوفيق... تقبل مودتي

مخلص الشمري يبقى الابداع ملازم المبدعين في كتاباتهم ونقدهم فطوبى لهم على هذا التالق

Shakir AL Khaiatt يامرحبا بالعزيز الغالي ابو عمر ايها الرائع وانت تحل ضيفا على منصة الادب العريقة... مروركم يسعدنا .. تقبل مودتي

جلال سعد شكراً لهذا البهاء
قمران يفيضان بنور النور محمد عليه افضل الصلاة وأتم السلام فتدخلنا فى رحاب حضرته نرتشف حتى الثمالة من كأس محبته
شكراً للاستاذ الكبير شاكر على ما اتحفنا به من جمال

شكراً للاستاذين الكبيرين غازى و غسان
لكم جميعكم وارف المحبة وكامل التقدير


Shakir AL Khaiatt ولكم سيدي الكريم كل المحبة والثناء لمروركم البهي... تحياتي

آفاق نقديه المبدع الرائع الاستاذ جلال سعد الغالي..كاني اتخيل مع كل اطلالة لجنابك لونا ذا ملامح لشعريتك..هذا يعني خصوصيتك..وهي اهم مايسعى اليه الشاعر على وجه الخصوص..تحياتنا جميعا..والسلام..

إحسان الموسوي البصري وأنا
أقرأ وأتأمل لهذا الفكر المحفز لكوامن الوجدان
أستلهمت النقاء من لدن ذلك الرائي الكبير..

لقد رأيت من الجمال مالايمكن السكوت عليه ..
صرخات بيضاء تتعالى بأعماقي
اننا لازلنا بخير..
كيف لي أن أعبر عن فرحي الغامر
وعن مشاعري التي لاتوصف بقول وفعل
ولكن جل ماأستطيع فعله أن أقبل جبهتك الناصعة بسمار تراب العراق
أستاذنا المبجل شاكر الخياط
ولك أيضا
أيها الأب الأستاذ
تحية من الأعماق
أيها الراسخ في القلب رسوخ الفرات على فؤاد العراق.
الكبير غازي أحمد أبو طبيخ.
ولأخي الشاعر القدير المبدع
غسان الحجاج
تحياتي وتقديري.


Shakir AL Khaiatt ولك منا على البعد استاذ احسان كل التحايا ووافر التبجيل لشخصكم الكريم، وانه لشرف لنا ان نلتقي على اديم الحرف وعلى وقع الابداع الراقي الذي يحتل مكانته بين ثقافات الشعوب وابداعات الامم بكل فخر، ها انتم اعمدة هذا الابداع وانتم من تقودون ناصية الخلق الجديد لعراق لا يمكن له ان يموت ابدا... تقديري وعظيم احترامي اخي الفاضل

حسين ديوان الجبوري .والله أنها مفخرة كبيرة ومفرحة حيث أن الشاعر العميد المعتمد والشاعر المهندس الغيور يجمعهما قلم الغائب الحاضر اﻻستاذ الكبير شاكر الخياط فتصور كم هي صورة مشرقة وفريدة من نوعها إنها تحفة اثرية نفيسة جدا بمقياس اﻷرث والعمق الثقافي وتراكم الخبرات لقد اسرني هذا الثﻻثي المكتنز كل هذه اﻵفاق اﻻدبية الشعرية النقدية .لقد اضاف شيخنا الخياط بعدا ثالثا لهما فأكتملت ركائزه القويمة لينطلق نحو المتلقي وكأنه عرس ادبي ونصر كبير فﻻ ادري ﻻي منهم ادير بوجهي اليه ولكني جمعتم كلهم في كفي مرآة اتشوف به مستقبﻻ زاهرا يحكي من الماضي ليفرح الحاضر ويفرح قلبي الحاني والمتلهف ليستعير جناحي الغازي وجناحي الحجاج ليلحق بجناح الخياط حتى يقبل جبين المجد المحلق دائما بجبين الخياط ...سﻻم للغازي بالعنفوان والسؤدد وسﻻم للحجاج بالحب والعزة وسﻻم للخياط يحمل كل معاني السﻻم ..

Shakir AL Khaiatt ولا ادري كيف سالملم فتات ماتبقى من مفردات ضاعت امام لئلاء هذا العرض الاخلاقي والوجداني الطافح بالحب والاخلاص لشخصكم استاذنا الغالي ايها المبدع الحبيب حسين الجبوري، لعل التعبير يقف صامتا احتراما لقامتك العالية ولجبينك الاغر.... تقبل خالص احترامي وتقديري ايها الكبير

حسين ديوان الجبوري سﻻما ابا عبد الله يحمل كل معاني الشوق والعرفان لشخصك القامة العليا ورئة النقد المقوم الحاني ابدا ليقبل جبين ارض العراق الطاهر لك مني قبلة على الجبين المشرق ﻻخي والصديق الوفي اﻻستاذ الكبير شاكر الخياط

آفاق نقديه هل تعلم يا استاذ حسين ديوان الجبوري الحبيب..انني مندهش من دقة سياقك النثري وروعة فهمك وجميل نسجك ،وقوة سبكك واكتناز افادتيك الجمالية والمعنوية،وذلك ما يهمني في تعليقك شخصيا،لانه يبشرني بوعي نقدي قريب جدا باذنه تعالى..فتقدم ايها الغالي..ولتكن لغتك جميعا بهذا المستوى من الاتساق والعمق،والسلام..

نائلة طاهر تمنيت الغور أكثر ولن نمل .المقارنة بين منجزين شعريين أستاذنا العزيز شاكر من أوكد اهتمامات النقاد الآن خاصة مع شاعرين تخطى كل منهما مرحلة الاحتياج إلى إبراز القيمة الشعرية والأدبية .وكونك عمدت إلى الاهتمام بهما من خلال مقارنة نصين فهو عين الذكاء والعقل ومثلك أخي فوق المدح كصديقيّ الأستاذ غازي وأ. غسان الحجاج .الذكاء أستاذ شاكر هو أن تلفت الانتباه إلى مواطن التشابه بين الأستاذ وتلميذه وبين مرحلتين شعريتين مختلفتين وكل ذلك بعيدا عن الاطراء المجاني الذي لا لزوم له في هذا النوع من المقارنات .وكنت أود أن تسترسل اكثر حتى أرى مقارنة أدبية نقدية بقلم من شاركني علمه و أثرى مخيلتي النقدية خاصة في الشعر العمودي وشعر التفعيلة وهو المجال الذي احتكم فيه لدروسك دائما .
الإنجاز الكبير لك أستاذ شاكر هو أنك أثبت وجود تشابه وتماه بين نصين حتى وإن اختلف البحر والروي وبذلك تكون قد ساهمت في إثراء القواعد الخاصة بالمعارضات الشعرية برأي جديد مدلل عليه ،خاصة وأنك خبير بالشعر عامة وعلى دراية كبيرة بتجربة الشاعرين .لذلك كنت أود استرسالك لنستزيد من اثباتاتك.
تحياتي للثلاثي القدير .
سلامي للأستاذ شاكر معلمي وتمنياتي له بالتوفيق في المهجر .


نائلة طاهر بعد سنوات من التعامل الأدبي المثمر أرى أن الشاعر احسان حامد البدران وتجربته الشعرية تستحق الآن الاهتمام من الإخوة النقاد الاساتذة شاكر ،غازي،كريم .واقولها على العام لأنه ليس لدي خاص😊 الأستاذ إحسان لم يأخذ اهتمامنا الكامل رغم وجوده معنا كأخ متعاون ورغم تطوره ونجاحه الأدبي 😊

كريم القاسم الاستاذ إحسان حامد محط عيوننا ، واي نص يُنشر انا من زائريه وقارئيه ، ولدي معه مشاورات كثيرة ، وهو قلم مثابر قد سبح بين تيارات مختلفة كي يرسو عند مرفأ يعجبه ويناسب ذائقته ، عتاده قوي ، ولحنه شجي ، ورغم جودة ما ينشره ، فانا شخصياً أنتظر هالة تشرق من بين انامله ، وما زلت منتظراً ... تحياتي واحترامي للجميع .