السبت، 21 أبريل 2018

قصيدة ( أسفي على شعرٍ بكى متحسرا) بقلم /الاديب الكبير الاستاذ محمد الدمشقي مدير ( حديث الياسمين)

الاديب الكبير الاستاذ محمد الدمشقي مدير ( حديث الياسمين) وهذا النص الهادف،مع التقدير الكبير:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أسفي على شعرٍ بكى متحسرا
و غدا غريباً تائهاً متحيرا
....

من سخفِ قومٍ أورثوهُ جهالةً
وسقَوهُ ماءً آسناً فتكدرا
.
خذلوهُ واقتحموا عليه صلاتَهُ
قد كان فيهم ناسكاً و مبشرا
.
نفحاتُهُ تَهَبُ النفوسَ سماحةً
وعبيرُهُ يهدي سلاماً للورى
.
و يضيءُ في أحداقِهمْ أشواقَهُ
ليظلَّ دربُ الحلْمِ عشقاً أخضرا
.
قد كان مرآةَ القلوبِ وصوتَها
وضياءَها إذْ ما سناها أدبرا
.
ياليتهم قرؤوا شذاهُ ونورَهُ
فهو السبيلُ لِمَنْ سَما وتفكرا
.
لم يقرعوا أبوابَهُ بتدبُّرٍ
فلربما كان العبورُ ميسَّرا
.
دخلوا عليهِ من النوافذِ عنوةً
نفثوا عليه دخانهم فتقهقرا
.
عاثوا فساداً في قوافي عطرِهِ
حتى بدا متكلِّفاً وتكسَّرا
.
ألقوهُ في جبِّ الضياعِ و أقبلوا
يبكونَهُ كذباً جليَّاً مفترى
.
سلبوهُ نغمتَهُ وسحرَ خيالِهِ
فغدا لتجارِ التهافتِ منبرا
.
وتسلَّقوهُ بلهوهمْ ومجونهمْ
حتى الرويبضةُ السفيهُ ٱسْتشعرا
.
تباً لهم جعلوا المشاعرَ سلعةً
في سوقِ رغبتهم تباعُ و تشترى
.
الشعرُ مرآةُ القلوبِ وعطرُها
لا ليس إنشاءً ونظماً مقفرا
.
هو نزفُ صبٍ مُدْنفٍ ذاقَ النوى
و أنينُ شوقٍ في جوى روحٍ سرى
.
وجدٌ تدفَّقَ من فؤادٍ ظامئِ
دمعٌ على خدِّ الليالي قد جرى
.
موتٌ لذيذٌ نحتسي أنخابَهُ
فنرى ربيعاً بالأماني أزهرا
.
إن لم يكن في ذاتِنا متأصلاً
فلسوفَ تنجبُهُ المحابرُ منكَرا
.
من يبتغِ منه التفاخرَ خاسرٌ
فالشعرُ دون تجرُّدٍ لن يُعبَرا
.
لا يصنعُ الكبرُ المزيَّفُ شاعراً
و الوهمُ يمضي في التلاشي مبحرا
.
و الدرُّ يبقى ساطعاً متوهجاً
شتانَ ما بين الثريَّا و الثرى
*
أ.محمد الدمشقي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق