اللَّيْلُ أَنبَأنِي بِأَنَّكَ ساهِرُ
فَاُمْرُرْ عَلَى حلْمِي فطَيْفُكَ شاعِرُ
.
وَآقْرَأ عَلَى جفنٍ السِّنِينَ تَوَجُّعِي
نَظَمَتْهُ شعرَاً فِي الدُّمُوعِ مَحَاجِرُ
.
وآهززْ جُذُوعاً مِنْ قَصِيدِ مَحَبَّتِي
تَأْتِيكَ مِنْ رُطَبِ المَحَالِ مَشَاعِرُ
.
أَني آلتماعٌ مِنْ بَوَاطِن مِحْنَتِي
وَعَلَيَّ منْ عُتَمِ السُّرُورِ ظَواهِرُ
.
ظِلِّي يُشَيِّعُنِي وَيَبْكِي وَحدَتَي
وَأَنَا بَقَايَا مِنْ سِنِينَ تُكَابِرُ
.
قَدَماي تَحدُو بَعْضَهاوَتَقُولُ مَهْ
ياحاديَ السِّتينَ حَدْوُكَ جائِرُ
.
أَسْمُو فَتَجْتَمِعُ الجِهاتُ بِراحَتِي
وَتَجُرُّنِي نَحوَ الشَّتَاتِ عَسَاكِرُ
.
وَأَمِيْلُ حِيناً لِلغُرُوبِ تَقِيَّةً
وَأَنَا شُرُوقٌ مُسْتَفِيضٌ ساحِرُ
.
أَكْبُو فَتَنْتَحِبُ النُّجُومُ لِكَبوتي
فأنا وَأَمسي بِالهَزِيمَةِ ظَافِرُ
لَا الصُّبْحُ يَتْرُكُني على وَتَرِِ الدُّجَى
نَغْماً وَلَا لَيْلي جَلاهُ مُسَافِرُ
.
قَل لِي وَقَدْ طَرَقَ المنونُ نَوافِذِي
وَأَنَا عَلَى بَابِ التَّلَاقِي حائِرُ
.
ماذا سينفعُني حُطَامُ مَشَاعِرِي
لوْ قِيلَ أنّي في المَحَافِلِ شَاعِرُ
.
أَوْ يَسْتَفِيقُ الدَّرْبُ يَبْكِي فرقةً
ًوَقَدْ آنتضتْ قَلبَ الطَّرِيقِ مَعابِرُ
.
نُصفي مِن الأَلَمِ المُمِضِّ مُكَوِّنٌ
وَبِصَوْتِ مَوْجِ البَحْرِِ نِصفٌ آخَرُ
.
لَكِنَّنِي رَغْمَ النوازلِ دَاخِلِي
نَهَشَتْ، كَمَا نَهَشَ الغَريرَ كواسِرُ
.
جُرْحِي عَنِيدٌ لَا يُهَادِنُ شَفْرَةً
أَوْ يَسْتَكِينُ إِذَا هَجَتْهُ مَحابِرُ
.
ُيَا قَلْبِيَ المَصْلُوبُ فَوْقَ رَحِيلِهِ
ِوَمُقَيَّدٌ صُبَّتْ عَلَيْهِ مَجامِرُ
.
إِنْ كُنْتَ مِنْ أَلَقِ البُزُوغِ مُتَوَّجاً
فَقَد ٱحتَوَتْكَ مِنْ المغيبِ مَقابِرُ
.
إني وإن مَلأَ الرحيلُ حَقائِبي
فكأني في نظرِ الطريقِ مُهاجرُ
.
ستَقودُني جهةَ الغَمامِ كرائِمٌ
وتُعيدُني جذرَ الحياةِ مَآثِرُ
.
إنْ ساقني سَوطُ المنيةِ ضاحِكاً
تبكي على نعيِ الحُسَينِ مَنابِرُ
.
أو جَرَّنيْ ظَمأُ الحَنِينِ لِغَيْبَةٍ
لَطَمَ الْفُرَّاتَ عَلى خدودِهِ جائِرُ
.
أَو يَبكي دِجْلَةَ مِنْ عُيُونِ نَخِيلِه
وَتُعاتبُ الشُّطْآنَ فيه قَنَابِرُ