الاثنين، 31 يوليو 2017

(لسان العرب) سلسلة صناعة الكتابة ... (الحلقة السابعة) بقلم / الاديب كريم القاسم

(لسان العرب) سلسلة صناعة الكتابة ... (الحلقة السابعة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




 لسان العرب /
..................
اللسان في (المعجم الوسيط) هو اللغة .
لسان العرب أي لغة العرب وكلامهم بكل فنونه وضروبه .
اللغة في (المعجم الوسيط) هي أصَوات يُعَبِّر بها كل قوم عن أغراضهم .
ـــ واللغة هي النظام الذي استقر ورسخ بنوع من الاتفاق الاجتماعي بين أفراد الجماعة المعينة حيث انهم يتفاهمون فيما بينهم من خلالها ، ولا يتم هذا التفاهم إلا بالكلام الذي هو صورة اللغة حيث انه يطابق نظام اللغة العام ، لكنه يختلف في تفصيلاته من شخص الى آخر ومن موقف الى آخر .
ــ الكلام في (المعجم الوسيط) هو قَوْل او حَدِيث او خِطَاب يَتَضَمَّنُ مَعْنىً او أصوات متتابعة مفيدة او مجموعة ألفاظ يعبِّر بها الإنسانُ عمّا بداخله .
وهذا الكلام يحوي على كم هائل من الالفاظ والتي يستعملها المتكلم في التعبير عن حالات ومواقف مختلفة. والكلام هو صناعة ، وليس غريبا ان نقول صناعة . نعَم فالكل ينطق ، ولكن هل يستوي كل النطق في اسماع المتلقين ؟
بالتأكيد لا ، إذاً هو صناعة وحرفة تحتاج الى المران المستمر والعمل والمثابرة والبحث للوقوف على اسراره ، حتى يتمكن المتكلم منه ، كي تتولد لديه الخبرة والمَلَكَة . والكلام هو العبارة والخطاب ، والسر في جودته هو في تقديم المعاني ورسوخها في الذهن ، ولايأتي هذا الرسوخ الا بالبلاغة . وإن صناعة الكلام نظما أونثرا هي في (الالفاظ) لا في (المعاني) ، فالمعاني تبعاً للالفاظ . والذي يريد أن يزيد مهارته في هذه الصنعة ، عليه ان يكثر من استعمال الالفاظ ، حتى ترسخ وتتولد لديه المَلَكة .
والنطق يكون بالالفاظ ، اما المعاني فمستقرة في الضمائر . والمعاني موجودة يمتلكها كل شخص فلايحتاج الانسان الى التكلف والجهد في تأليفها .
وتنقسم استعمالات الالفاظ الى قسمين :
.............................................
1- استعمال اللفظ الجزل /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويُستعمل هذا اللفظ في الحروب والتهديد والتقريع والترهيب .
ولانعني بـ (الجزل) ان يكون اللفظ وحشيا متوعرا غريباً غامضا ، ، بل المراد من الجزل هو اللفظ المتين ، عذب في الفم ، لذيذ في السمع ، ومستحكم القوة .
وخير حكم ودليل لنا في هذا المجال هو كتاب القرآن الذي فيه مافيه من البلاغة والجزل والفصاحة والرقة والعذوبة ، ويكفينا انه كلام الرب تعالى . فلو تمعنا في آيات التقريع والترهيب ، نرى بجلاء الفاظ الجزل .
مثلا : في قوله تعالى (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)
وفي قوله تعالى (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَر)
وفي قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا )
• ولننظر في هذه الالفاظ للإمام علي ــ كرَّم الله وجهه ــ ولنتحسس قوة جزلها واستحكام مخارج حروفها حتى تحيل القاريء الى عالم آخر :
" مِن عبدالله أمير المؤمنين الى عبدالله بن قيس : أما بعد ، فقد بلغني عنكَ قولٌ هو لكَ وعليك ، فإذا قدِمَ عليك رسولي فأرفع ذيلك ،وأشدد مِئزرَك ، وأخرج مِن جُحرك ، وأندب مَن معك ، فإن حَقَّـقتَ فأنفذْ ، وإن تَفَشَّلتَ فأبعدْ ، وأيمَ الله لَتؤتيَن حيثُ أنتَ ، ولا تُترَك حتى يختلطُ زُبدُكَ بخاثرِك ، وذائبكَ بجامدِك ، وحتى تُعجَل َ عن قَعدَتِك ، وتَحذَر مِن أمامك ، كحذَرِكَ مِن خَلفِك ، وما هي بالهوينى التي ترجو ، ولكنها الداهية الكبرى ، يرُركَبُ جَمَلُها ، ويُذَلُّ صَعبها ، ويُسَهَّلُ جَبَلها ، فأعقِل عقلك ، وأملك أمرك ، وخذْ نصيبكَ ، وحظَّكَ ، فإن كَرِهتَ فَتَنَحَّ الى غير رَحْب ولا في نجاة ، فبالحَريِّ ، لتُكفيَّنَ وأنتَ نائم ، حتى لايُقال : أينَ فلان ؟؟ والله إنه لحقٌ مع مُحِق ، وما أُبالي ماصنعَ الملحدون ، والسلام "
ـــ هل لاحظت اخي القاريء الكريم كيف تنساب الالفاظ وهي نفسها التي بين ايدينا ، لكن انتقائها بما يناسب الموقف والعناية برصفها واختيار معانيها بدقة هو الذي يجعلها بهذه المتانة والقوة والاستحكام .
• ولنتأمل ابياتا من معلقة عنترة بن شداد وهي تشع جزلا :
" ولقد ذكرتكِ والرماح نواهل .... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فطعـنته بالرمح ثـم عـلـوتـه .... بـمهنـد صافي الحـديد مـُخــذَمِ
في حومة الحرب التي لا تشتكـي .... غمراتها الأبطال غير تـغـمغـمِ
مـا زلت أرميهم بثغرة نحره ..... ولبانه حتى تـســربــلَ بـالـدمِ "
ـــ وحتى اختيار القافية هنا جاء مقصودا كي يُحرك المقصد ويُشعِر المتلقي بقوة السبك ، لتصل الفكرة الى السمع والفهم والادراك . فاختيار عنترة لحرف الميم قافية لقصيدته هو الذي يناسب الفخر والحرب والطعان والترهيب ، فالميم من حروف الجهر وهو حرف (إذلاق) ليوضح حدّة اللسان وطلاقته وبلاغته .
وهكذا فعلى المؤلف أن يحضّر كل عتاده التأليفي ليوجّه مَلَكَته بالأتجاه الصحيح والمدروس ، ليأتي النص مُحَمَّلاً بالبلاغة والابداع .
2- استعمال اللفظ الرقيق /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويُستعمَل هذا اللفظ في الاشواق والفراق واللوعة والمودة والاشجان .
ولا نقصد بــ (الرقيق) ان يكون اللفظ ركيكا مبتذلا ، بل ماكان رشيقا ناعما ، يأخذ بالاسماع ، وينساب كرقيق الماء ، وكالثوب الناعم الملبس والملمس .
• ومن اللفظ الرقيق في القرآن مثلا :
في قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وفي قوله تعالى (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ )
وفي قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَ‌قٍ مُّتَقَابِلِينَ )
• ولنتأمل هذا الوصف لـ (حديقة غنّاء) ، ولنتفحص البلاغة والفصاحة والسلاسة والاسترسال للمفردات والالفاظ الرقيقلة ، وجمال النسج للعبارات :
" روضة رقت حواشيها ، وتأنَقَ واشيها ، روضة كالعقود المنظمة ، على البرود المنمنمة. روضة قد نشرت طرائف مطارفها ، ولطائف زخارفها ، قد راضتها يد المطر ، ودَبَّجَتها أيدي الندى . رياض كالعرائس في حليها وزخارفها ، زاهية بحمرائها وصفرائها ، تائهة بعوانها وعذرائها ، كأنما احتفلت لوفد ، أو هي من حبيب على وعد. "
ــ ويختلف لفظ وقول من سكن الفلاة والبادية عن لفظ وقول من سكن المدنية والحضارة . فَمَن تَنعَّم برغد العيش وحيثيات الحضارة لايمكن ان يأتي بوحشي الالفاظ وشظف العبارات ، والذي يخلد الى ذلك أما ان يكون عاجزاً عن سلوك الفصاحة او جاهلاً باسرارها .
• إذاً وكما قال العرب (لكل مقام مقال) .
فالافاظ تؤتى حسب مقام المُخاطَب ، وحسب نوع المناسبة ، وما شذّ عن ذلك ، فهو يدخل في باب السذاجة والجهل.
ــ وبعد تنقيب ارباب الخطابة والشعر بالالفاظ ، وجدوها تنقسم الى ثلاثة أقسام
( قسمان حَسَنان ، وقسم قبيح ) :
القسم الاول (الحسن) /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو ماتداول استعماله منذ الزمن القديم وحتى عصرنا الحالي ، ولايطلق عليه لفظ وحشي .
القسم الثاني (الحَسن) /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوماتداول استعماله قديما ، ولو استعمل حاضراً لكان لفظه غريبا . ويختلف استعماله حسب زمنه .
ــ وقد يتوهم الكثيرمن الكتّاب عند إستعمالهم الغريب من اللفظ ، معللين ذلك كون العرب قد استخدمته سابقا ، وهو رمز قوة السبك ورصانة اللفظ ، وهذا من دواعي الغفلة وعدم الدراية ، فالذي نستحسنه الآن قد استحسنه العرب سابقا ، والذي نستقبحه الآن استقبحته العرب سابقا .
وليس استعمال الكاتب لـ (اللفظ الحَسن) ممكن في كل الاحوال ، الا الذي كان عارفاً باسراره وكوامنه . والكثير يظن بأن اللفظ المُستحسن والمُستقبح ماكان مشابها لما أتى به العرب ، وهذا الشيء لايأتي بالتقليد ، انما له خصائصه وعلاماته التي اذا وجِدَتْ دَلَّتْ على حسنهِ وقبحهِ .
وما نقلد به العرب في الاشعار وغيرها هو من باب الاستشهاد بمواقف معينة او الاستشهاد باقوالهم في الاوضاع النحوية من رفع ونصب وجر وجزم وشرط وغير ذلك . وما عدا ذلك فلا .
فحسن اللفظ لا تُنسب الى فلان دون الآخر ، إنما هو ما استحسنه السمع والذوق السليم عند العامة ، فإننا عندما نستعمل لفظة (مُزنة) نجدها كثيرة الاستعمال ، ولا تنفر منه الاذن لحسن لفظها ، وهي بمعى السحابة التي تأتي بالمطر ، ولكن لو استعملنا لفظة (البُعاق) وهو المطر المفاجيء ، لكانت منكرة عند السامع لقباحتها ، وهذا ماوجده العرب . فاذا ما أُستُعمِلَتْ هذه الالفاظ ، لاتعاب لقبح لفظها ، انما يُعاب مستعملها . فاللفظ الوحشي هو النادر والغريب الذي يقل استعماله ، فتارة يخف على سمعك فلا تجد فيه كراهة ، وتارة يثقل على السمع فتجد فيه الكراهة وتنكره الاذن .
ولذلك فإن لكل لفظ عيبان :
...................................
الاول :
ـــــــــ
إذا كان غريب الاستعمال .
الثاني :
ـــــــــــ
اذا كان ثقيل على السمع وثقيل على اللسان وينكره الذوق السليم.
• كقول ابو تمام :
" قد قلتُ لمَّا إطلَخمَّ الأمرُ وانبعثتْ .... عشواءُ تاليةٌ غُبْساً دَهاريسا "
حيث ان لفظتي (اطلخمَّ ، دهاريسا) هما من الالفاظ المنكرة والغليظة على السمع والكريهة على الذوق .
ــ وإذا كان اللفظ يتصف بهذين الصفتين سمي بـ (اللفظ الوحشي) وقد يسمى بـ (اللفظ المتوَعّر) ولايأتي بعد هذا اللفظ لفظ . وَعَدَّ اصحاب الاختصاص ، بأن الذي يستعمل هذا اللفظ يُعدُّ من اجهل الناس في معرفة ضروب هذا الفن . فالعرب الاقدمين (اهل البادية) لايُلامون على استعمال الغريب الحسن بل يلامون على الغريب القبيح .أما اصحاب المدينة والحضر ، فهم يلامون على القسمين معا ، وفي احدهما اشد ملامة على الآخر ، وللأسباب التي بَيَنّاها سابقاً.
ــ إن الكثير من الكتّاب ــ وللأسف ــ يتصورون بأن الكلام الفصيح ،هو الذي صعب فهمه وبعيد ادراكه . واذا وجدوا كلاما وحشياً ذو الفاظ غامضة متوعرة ، وصفوه بالكلام الفصيح واعجبوا به .، وظنوا بأنه من لسان العرب ، وما دروا بأنهم في غفلة من الامر. وهذا من دواعي عدم الاطلاع وعدم البحث والتنقيب عن استعمالات الالفاظ .
إن لسان العرب وكلامهم ينقسم الى فنين :
................................................
1- فن الشعر المنظوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وهو الكلام الموزون)
2- فـن الـنـثــر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وهو الكلام الغير موزون)
ــ وكل نوع من هذين الفنيّن يحوي فنوناً ومذاهباً متنوعه في الكلام .
فالشعر منه المدح والفخر والهجاء والغزل وغير ذلك .
والنثر بكل فنونه وضروبه ، وهو ماسنستطرد فيه لابتعاد الكثير عن حيثياته .
وإن فني الشعر والنثر لكل منهما اسلوبه الخاص يستعمله اصحاب الشأن ولاتصلح للنوع الآخر .
النثر على نوعين :
.........................
1- السَجْع /
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ويؤتى به قطعاً تنتهي بقافية .
2- المُرسَل /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويطلق فيه الكلام اطلاقا ويُرسَل أرسالا من غير تقطيع أو تقييد بقافية. كـ (الخطابة والدعاء والترغيب والترهيب)
3- القرأن الكريم /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو كلام الله تعالى ، وإن كان من المنثور إلا انه خارج الوصفين ولايسمى مطلقا مُرسَلا ولا مُسَجّعا . بل تفصيل آيات تنتهي الى مقاطع .
السَّـجْـع /
.............
والجمع : اسجاع ، وسجوع
وهو الكلام المنثور والمقفى غير الموزون ، وله فواصل .
وفيه تتوافق أواخر الكلمات في الجمل المتتالية في الحروف الأخيرة ، وتستريح لـه النفس إذا جاء غير متكلف. ولا يكون السجع إلا في النثر فقط ، فإذا جاء في الشعر فإنه يسمى (تصريعاً) .
وينقسم الى ثلاثة اقسام :
...................................
القسم الاول/
ــــــــــــــــــــ
ان يكون الفصلان متساويين لايزيد احدهما على الآخر .
كقوله تعالى : (فأما اليتيم فلاتقهر وأما السائل فلاتنهر) .
حيث تأتي اجزاء الكلام متساوية وكأنها افرِغَتْ في قالب واحد .
القسم الثاني/
ـــــــــــــــــــــ
ان يكون الفصل الثاني اطول من الاول . بحيث لايخرج الطول عن الحد المعقول ، فيُستقبَح ويُعَد عيبا . كقوله تعالى :
(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا
إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا )
ــ نجد إن الفصل الاول يحوي ثماني لفظات ، والفصل الثاني والثالث تسع تسع .
وفي قوله تعالى :
(وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ)
ــ نجد هذه السَجَعات تتكون من لفظتين لفظتين ، ولو جُعِلَتْ الثالثة منها خمس لفظات او سِتَّاً لما كان ذلك معيباً .
القسم الثالث /
ـــــــــــــــــــــــ
أن يكون الفصل الثاني اقصر من الفصل الاول ، وقد اعتبره بعض اصحاب الشأن ، عيب فاحش كونه يشبه الكلام المبتور عن السمع .
وخلاصة القول ان السجع بكل انواعه هو نوعان لاغير :
.............................................................
النوع الاول (السجع القصير) /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو الذي يتكون من سجعتين قصيرتين ، وكل منهما تحوي الفاظ قليلة ، وكلما قَـلَّتْ الالفاظ كان اقرب وامتع لسمع السامع . وهذا النوع من السجع يعتبر من النوع الصعب التناول ولايستعمل الا نادراً .وافضله مايكون من لفظتين لفظتين كقوله تعالى : (والمرسلات عرفا . فالعاصفات عصفا)
والبعض يتكون من ثلاثة الفاظ او اربعة او خمسة وكذلك العشرة ، ومازاد على ذلك يعتبر من السجع الطويل .
كقول الامام علي (كرم الله وجهه) في خطبة تشتمل على قدم الخالق وعظم مخلوقاته:
" إذ لا سماءَ ذات أبراجٍ ولا حُجبٍ ذات أرتاج ولا ليلٍ داجٍ ولا بحرٍ ساجٍ ولا جبلٍ ذو فجاجٍ ولا فجَّ ذو إعواجٍ "
النوع الثاني (السجع الطويل) /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو عكس الاول . وهوماكثر استعماله لكثرة الفاظه .
كقوله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) .
ومن السجع الطويل مايكون تأليفه من العشرين لفظة .
ــ وهكذا نجد إن السجع يعتبر أحد الفنون البديعية اللفظية التي تميّزت بها اللغة العربية ، والذي اصبح أحد الفنون الادبية البديعية التي تزين كلام العرب لما هو معروف باشتهارهم بالبلاغة والفصاحة ، فهو يأتي بجرسٍ موسيقي له القدرة على جذب انتباه المتلقي (السامع والقاريء) ويجعل للكلام والتعبير قوة واضحة وتاثيراً بليغاً يساعد على ترسيخ الفكرة في الذهن . حتى جاء على لسان العرب في الخطب والمقامات والرسائل وغيرها من الفنون النثريه

(الشاعر فرحان سعدون في مزرعة الصمت) بقلم / الاديب كريم القاسم

(الشاعر فرحان سعدون في مزرعة الصمت)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




" أنا في صحارى قاحلاتٍ بُعادِ ... حيران حتى في ربوعِ بلادي
واجدٌ فيها والظلام يحوطني ... أنَّى شأوتُ فما وجدتُ رشادي
ألقَتْ عَليَّ الوارداتُ كلاكِلاً ... ولَكَمْ ظَننتُ بها الدليل الهادي "
ــ هذه الابيات من نظم الشاعر العراقي فرحان سعدون ــ مواليد محافظة ميسان 1944م ، بكلوريوس آداب ، كتب الشعر منذ عام 1962م ــ عندما قرأتُ هذه الابيات عرفت بأنه يعيش غربة الحرف وصمت الذات ، وتذكرتُ كلمات الشاعر محمود البريكان :
" في أقبية المنسيين
لا صوتٌ هناك ، وما في الليلِ سِوى الحزن "
ـــ ثم وضعتُ اصبعي على كلماتٍ أخرى للشاعر فرحان سعدون في ديوانه الذي صدر مؤخراً عام 2016م من ضمن مجموعة (مزرعة الصمت) ، وهي تُلَخِصُ الحال :
" لاتعلنْ عن صَمتِكَ
فالصمت يُخيفُ الجَلّادِ
للصمتِ لسانٌ يخشاهُ الجلادِ
وطني وطني
ألقَوا بالرُعب على أعتابِكَ ياوطني "
ـــ هذه الكلمات ستلقي بظلالِها على ما سيغص به المقال من حروف وكلمات .
ـــ هذا الوطن الكبير المُترَف بالاقلام والعقول التي لو ثُنِيَتْ لها الوسادة ، لأتتْ بما لَم ولَن تستطيع أن تأتي به الامم الاخرى من أدبٍ وعلم . فالعقل مازال عندنا يرتدي القناع الحديدي للملك لويس الرابع عشر ، والقلم مازال وريث الصمت ، ومايُنشَرُ للبعض على قارعات الصحف ، ماهو إلا رذاذ ماءٍ آسن متعفن . أما الراعفون بالحروف الكريمة فهم في زوايا الوطن المرحوم أو خارجه ، تتلاقف حروفهم صفحات الفيس او اقلام الاصدقاء والمقربون .
هذه الرؤية الشخصية قد يطابقني الكثير في صحّتها ، لان بركان الثورة لابد ان يُغَيّر ماحوله من عقول ونفوس قبل المناصب والفؤوس . وعندما تكون هنالك ثورة فكرية متحررة ، لابد أن يشرع العقل بالفرز والافراز ليأتي بما يعين البلاد على التقدم والرقي ، فثقافات الأمم لاتقاس بالمناصب وقناطير الذهب والفضة ، انما تقاس بثقافة اقلامها وتحقيق احلامها .ولولا نعمة (الفيس بوك) لبقيَّ مَنْ بقيَّ من عمالقة الادب تحت ركام ذكرى منفردة تضمحل ذات يوم ، ويكون ذكراها كالرميم لاتُعرَف ولاتُزار.
فكم من كاتبٍ حديث يسألني عن (البريكان) ، وهو لايعلم من هو ، وكم من شاعر شاب قد تسائل عن (الحصيري) عندما نُشِرَ مقال عنه ، ولولا النشر المستمر لهكذا أقلام ملتزمة صادقة مع ذاتها ، لضاع ذكراها كالآخرين الكثر .
ذنب هؤلاء الرواد في الادب انهم لا يمتطون صهوة الكذب والدجل ، فلا حَلَّ لهم إلا الانزواء والاعتكاف مع حروفهم في كهوف (الصمت) ، أوإطلالة على صفحات الفيس قد يغفل عنها الكثير . فلا صحيفة تُعرِّفُ باعمالهم ولا مؤسسة تحتضن نتاجاتهم ولاهم من اصحاب الاقلام المتسلقة والمتزلفة ، فالاعلام مازال مُسَيَساً ويعمل بمدأ النفعية ، وهذا سبب هبوط سمعة صحفنا واعلامنا ، لانها باتت بأيدي من لايمتلك الحرفة والخبرة ولا يعانق الصدق .
ــ الشاعر فرحان سعدون من أؤلئك الذين لايعرفه الا المقرّبون ، يمتلك الحرف الملتزم الرصين ، ويكتب الشعر بكل انواعه وبات كـ (رهين المحبسين) الصمت ومرض القلب الذي يصارعه بقوة وكبرياء رغم كبر سنّه .
زرته ذات يوم في مسكنه في بغداد ، حاورته بذكريات الشعر والادب ، فكانت كلماته مليئة بالحسرة والتحسر ، ومقارنته بين شاعر الامس وشاعر اليوم .
ـــ من جملة الذكريات التي استوقفتني ، يقول :
" كنتُ اقف تحت المطر فترة طويلة ، اتحمل البرد والبَلَل ، لأنظر بدقة وعمق ، وأتلذذ بالصورة التي تتكون من لحظة اصطدام قطرة المطر بسطح ماء النهر لتتشكل هالة قمعية الشكل من ماء متصاعد وقطرات ماء متناثرة . "
أقول : كم هي عظيمة روح الشاعر عندما يقتنص الجمال في كون الله الفسيح ؟؟؟
وكم يتحمل من مشقة فكرية من أجل اقتناص صورة ، كي يحيلها الى قصيدة ؟؟
وهذا مانقصده بالعمق الشعري وصدق الحرف .
ــ أهداني نسخة من ديوانه الذي صدر مؤخراً . طالعتهُ بعمق ، وهو يشكر فيه استاذه (الدكتور مالك المطلبي ) ثم لايلبث ان يضيف عبارة عتب على الصحف والصحافة ويستهزيء بمقولتهم : (انك قلم غير معروف) .
يالسخرية القدر ، ويا لها من لحظة بائسة في ميزان الصحافة . عندها تذكَّرتُ قول الشاعر ابوهلال العسكري :
" ولا خير في قومٍ تُذَلُ كرامهم ... ويُعَظَّمُ فيهمُ نَذلَهُم وَيسودُ "
ولو زرنا صفحته الفيسبوكية لعجبنا منها ، فلا تكاد تصدق انها تخص هذا القلم العتيد ، فمازال ينشر كل ما يخص هموم الوطن كأي قلم عادي ، رغم احتضان قلبه لتلك البطارية المنبهة ، وانك لتعجب لهكذا قلب يأتي بهذا النظم وهذا القريح .
ــ يَستهّل ديوانه (أرج العصمة) من مجموعة (مزرعة الصمت) بابيات يناجي فيها ربه:
" بيني وبينكَ لاسَدٌّ ولاحُجُبُ ... وإنما باحة يَحلو بها اللعِبُ
ولـُعبتي صلواتٌ رِحتُ انشدها ... أنَّى تأذّنَ لي من فُرصةٍ سَببُ
وأيّما عمل ياربُ تشهده ُ .... مِنّي اليكَ بهِ أدنو وأقتربُ "
ولابد لمن يمر بشدة الالم والوجع ، ويصارعه بقوة الايمان أن يأتي بهذا السبك الوجداني الممتع .
ـــ ثم يبدأ ديوانه بقصيدة ميمية رائعة بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين . ويخاطب فيها العرب :
" غيري برَبْعٍ أو بحانٍ يرتمي .... وأنا بحُبِ العُرْبِ جِدُّ تَهَيُّمي
هذا وليدكِ فترَقَّبي آلاءهُ .... الله مِنكِ قد اصطفاهُ لتكرمي
حتى مَ سيفكِ مُغمَد فإشهَري ... وإلى مَ صبركِ ياعروبةُ دمدمي
معنى الهدى ألّا تخافي ظالماُ .... مُرّي على الأصنام دونكِ حطّمي
عفواً أبا الزهراء لستُ بغافلٍ .... فأنا أداري بالخشوعِ تلعثمي
كيف السبيلُ الى مديحِكَ سيدي .... والله خَصَّكَ بالمديحِ الاعظمِ "
ــ هكذا سبك هو الذي ترفضه صحافتنا ، وهكذا صدق في المعاني والاحاسيس هو الذي لايليق باعلامنا .
نقول : نعم ، انه لايليق بهكذا صحافة هزيلة يرتادها المتطفلون على الادب .
ـــ وكعادة العقول الرصينة ، تنساب الى (عليٍّ بن ابي طالب) كرَّم الله وجهه في كل معظلة او مشقة او طلب حق او استلهام شجاعة فهو كالفيتامين في الدم يُحفّز الحق ليهدم الباطل .
فقرأت له قصيدة جميلة عنوانها (ابو تراب والناس) نقتطف من شذاها هذه الابيات:
" شرفُ النفسِ ان تكونَ هواها .... مثلما أنتَ رُشدُها ومُناها
مَنْ أذلَّ اليهودَ وهيَّ عَصيٌّ .... ومنيعٌ على المُغيرِ حِماها
مَنْ سِواهُ تَتَرَّسَ البابَ حتى ..... وَلَجَ الجيشُ حُصنَها وغَزَاها "
ــ وكان يقول : مِن سنين وددتُ أن أكتبَ في مدح فاطمة الزهراء بنت المصطفى عليهما السلام ، حتى اكرمني الله بعد مخاض طويل بهذه القصيدة .
لو نلاحظ هذا القول للشاعر ، نجد ان ولادة القصيدة ليست بالعمل الهين او السهل ، كالجلوس في مقهى او باص سياحي او ينشر اصابعه على ازرار الحاسبة في دقائق لينشر كلمات عقيمة يعج عليها ذباب لايكات الإعجاب ، انما هو الصدق في النيّة والعزيمة ، وحضور كل متطلبات القصيدة ، مع الاحساس الوجداني الفياض ، فهو رغم امتلاكه الحرفة والمَلَكَة الشعرية ، واحترافه للنظم ، وبمقدوره ان يكتب مايشاء وقت ماشاء ، الا انه لايؤمن بهكذا قصيد .. فالقصيدة ولادة ، كولادة الكائن الحي . لنقتطف جواهر من هذه القصيدة اللامية الرائعة :
" حوريةٌ من جنانِ الخُلدِ في الأزَلِ .... روحٌ مِن الله أهداها الى البطَلِ
في صُلبِ أحمدٍ ألقاها وصَوَّرَها .... كهيئةِ الناسِ في أنقى مِن المُثِلِ
يابنت خيرِ أبٍ يازوج خير فتى .... يا أم خير شبابِ الجنة الفُضُلِ
ذا مستطاعي فهل أدركتُ مُعتصماُ .... بحبكمُ فاشفعي قد حانَ مُرتَحلي "
ـــ كلما قرأت لاصحاب الاقلام الحرة الشريفة الثائرة ، اجد ارواحهم ملاصقة لروح الثائر الهاشمي (الحسين بن علي بن ابي طالب ) الذي جعل الله شهادته هي الفيصل بين الحق والباطل ، وما قرأتُ لمناضل شريف على مستوى العالم كله ، إلا وكان (الحسين) عتاده النضالي ومَثَلَه الاعلى ، والقائمة طويلة جدا لو اردنا الاستطراد بها لجاءت بالمطولات من الاسماء ، فكانت قصيدته نقتطف منها هذه الشَذَرات :
" الناسُ تولَدُ أو تموتُ بداهةً .... ما استحضروا أو أشخَصوا الأمثالا
إلا الحسين فكلّ مَثلٍ دونَه .... هو فوقَ كلِّ الرمزِ شَبَّ جَلالا
هذا عراقكَ قد غَزَتهُ فواجعٌ .... مِن كُلِّ صَوبٍ أرسَلَتْ ضُلّالا "
أقول : يالروعة هذا السبك ، ويالروعة هذا الحضور في اللفظ الفصيح . والجميل انه جاء بكلمة (الرمز) مُعرَّفة بأل التعريف وليس نكرة وهذا من جمال الموافقة والانسجام مع القصد والمقصد ، وذكاء وشهامة خاطر ، وبلاغة معنى .
ـــ وكعادة الشعراء ، لابد أن يكون للحب ركن اساس في القلم الشعري ، فلنقرأ الحب من وجهة نظره ومن نظمه الجميل :
" قالوا أَحَبَ الفتى ، والعشقُ أحوالُ .... حالٌ يُذيقُ الهَنا والبعضُ قَـتّالُ
حالُ يُحَطّمُ قلب المرءِ يَهدمهُ .... رُكناً فَرُكناً كما لو هَدَّ زِلزالُ
وحالُ عِشقٍ لهُ سحرٌ لهُ أَرَجٌ .... لهُ نشيدٌ بعمقِ الروحِ يَختالُ
يغذو القلوبَ رَخيّ العيشِ مِن رَغَدٍ .... عَذِبُ اللقاءِ رقيقُ المَسِّ سِلسالُ "
ـــ وما يمر به العراق من ألم وجرح ، يتحسسه قلم الشاعر فرحان سعدون ، بانامل خبير ، وبحرف لاذع ، فيقول في احدى قصائده :
" لقد قتلوا أمل السُنبله
وللنارِ حَدٌّ لصنعِ الرغيفِ
وآه ، فأحلام أطفالنا مُهمله
وكلّ الأماني دكاكينها مقفله "
ــ كم اعجبني الشطرين الاولين ، ولو تأملنا قوت السبك وفصاحة اللفظ والبلاغة الناصعة في الشطر الثاني عندما يقول (وللنارِ حَدٌّ لصنعِ الرغيفِ) فياله من وصف مبهر، قليل ما نقرأ مثله في هذه الايام . وهذا الذي يبحث عنه الناقد ، وهذا هو الذي يجعل الكلام قصيدة .
ـــ وهذه ابيات شعرية رائدة اقتطِفُها من قصيدة طويلة بعنوان (أوان الفتح) وهي تترجم صولة ابناء العراق في طرد الدواعش وتحرير الارض ، وقد سبكها بأنبل وأجمل نظم ، بل وجاء باللفظ الصريح الفحل الذي يوائم الهدف المرجو من القصيدة ، فلنستمتع بهذه المقتطفات :
" حَشدوا القلوبَ على السلاحِ كأنهم .... في موعدٍ مِمّا أرادَ وَشاءا
مزجوا التشيّعَ والتَسَنُنَ لـُحمَةً .... فهوَ العراق بها يَشِعُّ سَناءا
ياموصل الأحرارِ لا تتذمري .... فالقادمونَ تَعهّدوكِ إخاءا
بوابةُ التاريخِ لا عِشتِ الأذى .... فَلَكِ النجيدُ مِن الجنوبِ تَراءا
هَبّوا الى داعي الجهادِ كَتائباً .... تَترى تُسابقُ في المدى النُظَراءا
يادوحة الانبارِ يادرع الحِمى .... حَيّيتُ فيكِ الفِتيةِ النُجباءا
هذي حِياض الرافدينِ بِرَحمِها .... تَلِدُ الفُحولَ وتَلفِظ ُ الجُبَناءا
سِمَةُ العراقيّ الغيورِ إذا انتَخى .... ثارَ الحياءُ بهِ وَشَبَّ بَلاءا
حَسِبوا سُكون الليثِ وهوَ مُكَبَّلٌ .... بالصبرِ يُذعن للسكوتِ رِضاءا
ها قد أفاقَ الليثُ أضحكَ نابَهُ .... مَنْ ذا سَيصمدُ لو أرادَ لِقاءا
هو ذا العراق فكمْ على أعتابِهِ .... نُكِسَ الغزاةُ واُركِسوا أُ ُسَراءا "
ـــ ولنختم مقالنا هذا بما ختم به ديوانه بقصيدة رائعة يرثي فيها الطقل السوري الغريق أثر غرق سفينة للمهاجرين ، والذي رمته الامواج على الساحل ، فينظم ابياتاً غاية في الروعة ورقيق اللفظ ، سالتقط منها ما أراه وافر المعنى والرقة والجمال :
" ياموجة الشاطيء لا توقظيهِ كي لايفرّ الحلمُ مِن مُقلتيهِ
يانسمات الريحِ مُرّي بهِ ورَبِّتي خَدَّيهِ أو دَغدغيهِ
دَعيهِ وَسْنان بحضنِ الرَدى قد هالَهُ الخَطب فلا تَفزعيهِ
رَقَّ لهُ البحرُ فألقى بهِ للشاطيءِ الرمليِّ يَحنو عليهِ
الشمسُ لاتبصر مَن تَحتَها فربما آذتهُ ، فلا تتركيهِ
هذا صغيرٌ ليسَ في رأسهِ سوى ذراعٍ آمنٍ يَحتويهِ
سوى حليبٍ دافيءٍ يرتويهِ سوى لُقَيماتٍ تَلِذُ بفيهِ
أسرفتموا فليس مِن حولكم إلا قتيل أو خؤون سَفيهِ
أهكذا تُقامُ أمجادكم أم هكذا يصنعُ حُكمٌ نزيهِ "
ــ وبعد هذا المجاز والتشبيه والبلاغة والجمال ، نقول :
الى متى تبقى ارضنا لافظة لابنائها البررة ؟؟
وإلى متى يبقى القلم الرصين في صيام طويل ؟؟
متى يفطر ويهنأ بعيدٍ يترقبهُ أو بهلالٍ بازغٍ لايتوارى ؟؟
فمازال زادهُ قصيدةً عصماء او حرف غيور ، أو وريقات تأنس غربته .
ــ كل المحبة والتقدير لشاعرنا الكبير الاستاذ فرحان سعدون ، ولحروفكَ الخلود والشَمم. دعاؤنا لكم بوافر الصحة وطول العمر ، ويكفيكم فخرأ إن حروفكم تشع صدقاً ووطنية ، وما يشعُّ به الإعلام البائس ، فهو في خانة الذبول والتيبس والاندثار .
﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ

البنية اللاشعورية ،،في النص الأدبي وتدوين حقائق الحياة ،،،بالانزياح -تطبيق بحثي على قصيدة ( الى عقيل مهدي ) للشاعر رسول الحاج عبد الامير التميمي بقلم / الروائي جمال قيسي

البنية اللاشعورية ،،في النص الأدبي وتدوين حقائق الحياة ،،،بالانزياح
تطبيق بحثي على قصيدة ( الى عقيل مهدي ) للشاعر رسول الحاج عبد الامير التميمي
 
 
 
يتهالك التاريخ البشري ،،في مسعى اندثاري ،،في لحظات الحقيقة ،،التي تمسك الوعي ،،في جانبه الشعوري واللاشعوري ،،معظم المحفل التاريخي إنما ،،هو تدوين للحراك الانساني ،،في تمظهره المادي ،،او تأطير جانبه الوجداني ،،وفق انعكاسات ،،مادية محسوبة،،ومع عدم اعتراضنا ،،على هذا الجانب العلمي في التاريخ ومنهجه البحثي،،،
لكن مالذي يتم فقدانه ،،من حقائق ،،وليس الوقائع،،،وحتى الاخيرة ،،عندما تأخذ بمعزل ،،عن الدافعية ،،والجانب الشعوري ،،العاطفي ،،او اللاشعوري المكتسب ،،توريثاً من العقل الجمعي ،،،
هذا بالأخذ في الاعتبار ان الوقائع هي المجريات الحركية والافعال التي تتم ،،وبالتالي تقيد توثيقيًا ،،،اما الحقائق فهي النتائج التي يتم التوصل اليها تجريبيًا ،،او تكراريًا ،،في المنهج وربما هي محايثة للوقائع ،،او ما يتم استنباطه وفق أسس معيارية يتم افتراضها ،،مثل علم الرياضيات ،،،او معظم العلوم الانسانية التي تعتمد في مناهج بحثها على المنهج الاستقرائي ،،وليس مثل العلوم الفيزيقية التي تعتمد المنهج التجريبي المختبري ،،
فالوقائع هي ما تخضع للتجربة ،،او التدوين ،،،ربما هي تحدث ومن ثم تثبت ،،،لكن ميزتها الحركة الفيزيقية،،،والتي تنعكس حتى على العلوم الانسانية ،،مثل الحراك التاريخي او المجتمعي،،او السايكلوجي ،،،المحسوس والمؤشر،،،
حتى لا تتعقد الامور لدينا على اعتبار ان موضوع بحثنا ،،ينحصر في قضية ،،نفسية بحت ،،،
نقول ، ان الذات الفردية هي الحقيقة ،،،الكبرى لدى الانسان ،،وأعلى اليقينيات ،،وما يجري خارجًا ،،،بشكل موضوعي ،،او مانسميه الواقع،،،هو ظاهرتيًا ،،،والرابط بين الذات والموضوع هو الوعي ،،،فنحن نعرف الواقع ،،من خلال الوعي،،،
نستطيع تشبيه الوعي بالمرآة،،،التي تنعكس فيها صور الظواهر ،،وفِي سلسلة مركبة ومعقدة سيميائيًا ( الإشارات والعلامات والرموز ) ،،تم الاتفاق الضمني بين البشر على مقاربة متشاركة،،،بين الناس عبر التاريخ ،،او الجماعة الواحدة ،،والتي كان احدى نتائجها ،،اللغة ،،،
في مقال سابق شبهت ،،عملية الادب ،،بالصورة المموجة،،،في المرآة ،،،اي انه الاديب يعمد على تغير ملامح الواقع ،،في الاستطالة او التكثيف،،او التشظي ،،،بعملية كبرى،،هي الانزياح ،،،
علم التاريخ لايوثق المشاعر،،او الأوجاع او الآلام ،،او انتهاك الآدمية ،،،او جملة العواطف ،،التي تدفع الانسان للحراك ،،او الانكفاء ،،،وكذلك علم الاجتماع،،،او علم النفس،،او سائر العلوم الانثربولوجية الاخرى ،،
إذن الادب،،،او العملية الأدبية ،،،هي نشاط ثقافي ،،متميز له مشتركاته العالمية ،،،والجمعية ،،،وقد افضت الجهود الكبيرة للشكلانين الروس ،،،الى عزل النشاط الأدبي عن بقية العلوم،،بخصائص متفردة فيه ،، وعلى رأسها خصيصة ( الأدبية = بوطيقا ) او ما تسمى بالشاعرية ،،،مايميز النص الأدبي الانزياح او التخييل ،،،فهو يتعامل مع الواقع ،،بالتهويل او الترميز ،،في الشعر خصوصًا والتخيل ،،في السرد ،،او الحبكة في جنس اخر او المحاكاة ،،في تطوير لاحق لجهود الشكلانين ،،تأسست البنيوية ،،ومن ثم التفكيك،،او البنيوية التوليدية ،،،
لقد لامس الجانب الذي نحن بصدد بحثه ثلاث من القامات السامقة ،،كل في جانب تخصصه ،،،وهم كل من الفيلسوف هيجل وكارل ماركس وسيغموند فرويد ،،،،
ذهب هيجل،،الى ان سعي الفرد،،او الجماعة ،،هو التمثل ( فينومينولوجيا ) ،،او التمظهر ،،بمعنى الظهور الواضح والفاعل على مسرح الحياة ،،ومحاولة انتزاع اعتراف الاخر،،،،في صيرورة يسعى الفرد الواعي التاريخي بما سماه ( حياة الروح ) ،،،
فيما ذهب ماركس ،،الا ان مايحرك الناس عاملين لا غير،،،المصلحة والأيديولوجيا ،،،تتفاوت الاولوية حسب تطور الجماعة ،،،،
وكانت أبحاث فرويد،،منصبة على العمق الانساني،،وكانت الدافعية لديه هي غريزتي البقاء والحفاظ على النوع،،،،،وهي أبحاث تعززت مرجعياتها، بالجهد الكبير الذي شكل نتاج نظرية التطور لدارون ،،،
مما تقدم أعلاه ،،نتبين الجهود الجبارة التي بذلها الشكلانين الروس ،،،في عملية ثورية على مستوى الفكر،،،بتمكنهم،،من فرز الادب ،،عن سائر العلوم،،،
على العموم ،،افضت الأبحاث الى ان النص الأدبي ،،متكون من بنى ،،متجاورة ومتعالقة تنتظم في انساق ،،بوظائف تفضي ،،الى معنى ،،او رسالة ،،وهذه الوظيفية هي الانزياح والتخييل ،،،،
وانا ارى ،،وبتواضع شديد،،ان للنص بنية لاشعورية ،،،أشبهها بأن لكل نص ذاكرة وجهاز عصبي،،،،ذاكرة تحفظ تاريخ الانسان،،،في جانبه الشعوري واللاشعوري ،،،اي بمعنى تاريخًا للمشاعر ،،،وجهاز عصبي متمثل بفعالية تأويلية ،،،تفتح شفرتها ،،عند كل ممارسة تداولية ،،،ومن هنا يمارس النص الأدبي ،،تاريخًا حقيقيًّا ،،،لما يفوته التاريخ الوقائعي ،،وخلاصة القول قبل الشروع في التحليل سنورد أدناه ،،،مقال سابق كنت قد كتبته بهذا الصدد،،وبالذات عن تجربة الشاعر الكبير رسول عبد الامير التميمي،،لارتباط ،،ما اريد الذهاب اليه،،،وسوف نعمل حلقة ثانية نكتفي فيها ،،بتحليل النص الخطير للشاعر،،،،،
فاعلية التاريخ،،،ارتبطت بمقايسة الحركة المادية وانعكاسها في الوعي ،،،قوامها التغيير او الجدل ،،في هذا الجانب الفيزيقي والميتافيزيقي ،،ولان الحدث اجراء مادي ،،، تكون المسافة بيننا وبينه،،مدى القناعة الحاصلة ،،بمؤثراته،،وتموقعنا أزاءه ،،،من هنا ،،تتوازى او تتقاطع ،،مفاهيمنا كوعي ،،لظاهريته ،،،،المسافة الواعية،،عند الشاعر،،او الفنان ،،غيرها ،،عند الآخرين ،،لانه مرهف ،،وتهويلي،،،ربما الوثائق المادية ،،،تؤرشف للحدث ،،،او للفعل،،،وتخمن الدافعية ،،لكن الشاعر ،،باعتباره بناء للواقع وفق تصور رؤيوي،،يذهب الى كل الدوافع وأصولها ،،من جانب الوعي ،،يدون التاريخ ،،السايكلوجي للروح والمشاعر لحظة تقاطعها مع الحدث المادي،،،هو يعمل بمنطقة ( حياة الروح ) التي أشار لها هيجل ،،لحظات التمظهر للانسان ،،في جانبها الجواني ،،،وقد نجحت البنيوية كمنهج ،،من خلال التحليل المورفولوجي ( الشكل ) للنص،،من استنتاج البعد الايديولوجي الداخلي ،،للنص،،،وكذلك ارتباط النص بالسياقات الخارجية،،،بعد التفكيك الذي يتخطى التحليل البنيوي ،،من خلال تقويض البناء ،،وإعادة ،،تشكيله من اجل الاستكشاف ،،للمضامين والشفرات التي يبثها المرسل ( الشاعر) ،،،عندها نكون،،بمكان المرسل اليه،،،كمتلقي،،رهوني ،،او ضمني ،،،،ومنها سنمسك ،،بالتاريخ الجواني للظاهرة ،،عند انعكاسها بوعينا ،،،ومدى التأثيرات التي تستحدث من جرائها ،،،فالشعر اصبح هنا ،،الارشيف السايكلوجي والساسيولوجي والتاريخي،،للوعي ،،وفق الواقع كما يجب ان يكون،،،وليس كما حدث،،،من هنا تكمن أهمية الشاعر،،انه الصداح ،،بالمظالم ،،،وصوت الروح المعذبة،،،والمعترض على التعسف والاستغلال،،،،،
هذا ما توشي لنا به قصيدة الشاعر رسول التميمي ،،،من خلال رواية تاريخ ،،صديقه الشاعر ( عقيل مهدي ) ،،،،
من منا يعرف عقيل مهدي،،،،رقم ،،ضائع بين الارقام ،،في مجتمعاتنا ،،النافية للانسان،،والقاتلة للشاعر والفنان،،،في روحه،،،لقد امسك عبد الرسول التميمي،،،بتاريخ الروح،،،،والوعي الجواني،،،للمجتمع،،،عندما تناول محمولات الشاعر الراحل عقيل مهدي،،ليطرحها كقضايا،،،،،كاشفاً،،البعد الإقصائي من تاريخنا الظالم ،،،والمتهالك،،،،
وكذلك اثث النص،،،بدلالات المكان والزمان،،،،متنقلًا برشاقة بالتبئير ( مصطلح سردي يوضح وجهة النظر لصوت الراوي وطريقة رؤيته للحدث وتموقعه ) ،،،مع كشفه للعملية التغريبيّة المركبة ،،التي يعانيها المثقف،،،غربة الوطن وغربة الروح،،،،،
جمال قيسي / بغداد
الى عقيل علي
الشاعر الضاج في الزمن الصعب
رحلت وعلى شفتيك شكوى
لم يك في الطريق سواك
وقصائدك المعلقة
ما بين السر واليقين
وأنت ما بين طول المسافة
وليلك المخمور
تشكل جرحا وظل
يأتيان من وجع
يا عقيل علي
أثملتك تناقضات الحياة
أيها التعب النائم في الليل الشقي
بمدينتك الشغيلة بالثرثرة
مددت لها قلبك صديقا
وشعرك المسافر مع فصولها المهربه
ولذاذ خبزك الأشقر
من نار تنورك الهلالية
وحلمك المكرور أنكسارا
فكان طريقك معتما وطويلا
أيها السجيع المصلوب
على عتبة الألم
ها انت تنشر مناديلك البليلة للريح
وتبدأ الغناء ماشيا دونما رفيق
في شارعك المألوف
تتهجئ أرصفته المتربه
هو وحيدا علمك كيف ترافقه
وتمنح موسيقاك الهادئةمن كاساتك
للبرد المتأخر
والمأوى بعيد
والشوارع كوجهك
ملتويه خرساء صعبا أن تحاورها
فكان طوافك في الرصافة
يصك أضلاعك والصمت برد حزين
كما جراح قلبك
وأحتراق مقلتيك
والوجع الليلي لن ينطفأ
وظلك البغيض يلامس
أيامك المعتلة
ايها الغرائبي في الملامح واللغة معا
وهذا الشعر الذي يجتمع في رأسك
صوت قاس مجروح
بعيدا عن الشهوة والنزهة
ايها الشاعر الضحية والغريب المكسور
أقصتك غربتك الداخلية عن الهناء
وكان غيابك مأساويا
كما عيشك الذي كان كالضباب
ايها المجنون الباحث في المستحيل
أسفي وقعت في مطب النسيان
والرخويون وجوه بأقنعة
لم يكونوا لطفاء
محو علاماتك
بأرائهم الرثة
لم ينصفوا حتى ساعاتك الأخيرة
لم تعد نقود الشتاء يلمعن ليلا
خبا ضوأهن
وأزداد صمتك
فأتيت الى الرب متهالكا
فترت أنفاسك
بعدما تنفست ريح الندأء
وبصمت
هويت
وعبر بغداد الضباب مت
دون بيت
رسول الحاج عبد الأمير التميمي
العراق/ بغداد
 
تعقيب عازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه في البداية ،خالص تقديري اخي ابا سرى الناقد البعيد النظر الذي ننتظر اطلالاته العميقة المباحث والكبيرة الاثر..
كما واقدم من ناحية اخرىعظيم شكري وعرفاني لكونك خففت عني كثيرا اذ كنت اتمنى دراسة هذا النص من كل قلبي ولكنني منشغل جدا..ولا ريب ان ماتفضلت به مو
ضع اعتزازنا الكبير،وبه نكتفي عن السفر مع النص ،خاصة وقد احطته بكل مانتمنى قراءته قبل الشاعر الكبير نفسه..
زادكم الرحمن علما ،ومنحكم خيره وعافيته وصحته بما نفعتنا به من غزير فكر وجليل معرفة انه سميع مجيب..الاستاذ الناقد جمال قيسي ،الاستاذ الشاعر ابا طيف التميمي ..كلاكما حلق بعيدا في الاعالي، احسنتما ،والسلام..

 

تعالي نلتقي ( في عيون المبدعين ) بقلم / محمد الدمشقي

تعالي نلتقي ( في عيون المبدعين ) :
أسرة الياسمين الرائعة ... عندما بدأت مسيرتي الأدبية كنت أركز على التعليق و متابعة الأصدقاء و الغوص في أعماق نصوصهم .. حتى أنني لم أكن أهتم بشعري كثيرا .بقدر اهتمامي بقراءة نتاج المبدعين و التعمق في معانيها .... و اليوم بعد أن حققت كل ما أتمناه كشاعر و بعد أن أهداني الله أسرة حديث الياسمين ... صرت أباهي بكم يا أروع المبدعين .. لأقول للكون ... هذا هو حديث الياسمين ... هذه هي أسرة الياسمين و هذا إبداعهم و هذه تعليقاتهم المدهشة التي لا ترون مثلها في أي مكان ... اخترت عددا من التعليقات الراقية المحلقة حول قصيدتي ( تعالي نلتقي ) و رغم أن كل تعليقاتكم كانت رائعة و أدخلت السرور و الأمل إلى قلبي بعد تجربتي الجميلة في عالم قصيدة النثر .... لكنني اخترت تعليقات حملت صبغة نقدية مثقفة ترينا كيف نتعامل مع النص الأدبي و هي عينات سأقف عند عدد منها كل فترة و ليس فقط فيما يتعلق بنصوصي لكنني سأبدأ مني إليكم و لن أنسى أحدا أبدا
العينة تضم :
 
 
 
 
 
الأديب و الشاعر و الناقد العراقي الكبير الدكتور : غازي أبو طبيخ ( آفاق نقدية )
درتنا الشاعرة و الناقدة المدهشة : فضيلة ذياب
السندباد المدهش الشاعر و الناقد الأستاذ : هيثم رفعت
سيدة البحر الشاعرة و الأديبة التي نعتز بها : ماجدة حسن
الشاعر العذب صاحب الحس الأدبي الراقي و القارئ الممتاز : زكريا عليو
الشاعر العذب السريالي المحلق الأستاذ : وليد العايش
شاعر الحنين الفنان الأستاذ : محمد الحلبي
شاعر الحب و الجنون و التحليق الغالي : منذر مرشد
شاعرة الندى و ملكة الهايكو الرائعة : هالا الشعار
طائران من البلور
بين اضلاع الدمشقي الكبير:
الدكتور : غازي أبو طبيخ ( آفاق نقدية ) ( العراق )
***************************
اخي وزميلي الاستاذ محمد الدمشقي المبدع النبيل ..
بعد استكمال قراءتي للنص المحكم ،كان اول من حضر من المجازيين القدامى،شيخ المجاز البحتري الكبيرطبعا،
انما اسست انت بهذه النقلة العصرية لمشروع مجاز بلاغي بارع في طراز شعري مختلف لم يعتد مبتكروه ولم يقصدوا اصلا ان يربطوا بجدل وثيق قديم الشعر بجديده عبر جواهر البلاغة العربية والعالمية من دون اخلال بالسياق او هلهلة بالمساق..
والذي ارى انه كان سببا رئيسا في وقوف هذا النص ..موضوع الحوار..على دكة الذرى الشعرية المعاصرة لكبار الشعراء في هذا الطراز بالذات جانبان:
1-نضج الاداة التعبيرية الى حدود الوعي الاستبطاني لمادة خطيرة جدا واعني( فقه اللغة)..هذا الوعي المهم للغاية لانه يمنح المبدع القدرة على تطويع المفردات والجمل والمقاصير والصور كلها وفق مشيئة الخلق بشكل تلقائي خال من التعسف اللغوي او التقعيب او التقعير الناشزين..لهذا جاءت لغة النص محكمة البنى، قوية الاداء،تتحرك وفق ارادة شديدة الإصرار على ضخ الفن بروحه كلها في كل سطر من دون استثناء،وهذا يعني الايمان بان الصورة الشعرية هدف وغاية وليس وسيلة وحسب،يحميها من التمنهج بالبرناسبة ما اكتنزت به من المعاني الانسانية الكبيره..،مؤمنة بأن الشعر يتطلب الانتماء الى الجمال بكل تفاصيله في نفس الوقت يتطلب ان يكون شديد الارتباط بالماحول المباشر وغير المباشر..وهذا كله لا ياخذ مداه الاعمق والارحب الا بعد ان تتحول اللغة والمعرفة الفنية الى حقائق جوانية يزدحم بها صدر الشاعر..
2-على الرغم من الرواحات البلاغية المتراكمة الانزياحات ،لم يقع الشاعر ابدا في اية مغامرة لغوية بعيدة عن الجدوى او الضرورة الابداعية ،والسبب الاهم هو أن شاعرنا الدمشقي كان قد احتشد بالمعاني ،حين امسك بيراعه ليباشر بالتحويل الفذ..
هذا يعني اننا نلاحظ كثيرا ممن يزاولون الكتابة هذه الايام وهم لايعلمون ماذا سيقولون،او ربما لايعرفون كيف يقولون ،او ..وهنا تسكب العبرات..ليس عندهم ماسيقولون ،فينهرقون في صخب لغوي معترك مع بعضه مغامر بطيش بحثا عن معنى ما علهم سيصادفونه في طريق الدربكة اللغوية المنفلشه..
من هنا سيتحول نص الدمشقي الكبير الى قدوة حسنة ،ونموذج تربوي وتوجيهي لكل من اراد ان يفهم عمليا كيف يكتب الشعر الفني المغرم بالمجاز ،ولكن مع الاصرار في ذات الوفت على التعبير الواسع المعمقرعن اوسع الشرائح الاجتماعية وطنيا وانسانيا..
هذا النص اذن.. يشرح لكل متلق ذكي كيف ان المجاز بلا معنى لاقيمة له..وكيف انهما معا سيرتبكان ويتهلهلان بلا بيان منسبك محتبك واضح وسلس شفيف ووارف الظلال على كل طبقات الوعي الجمعي..
*
البيان..
*
البديع..
*
والمعاني..
كلها كانت في عناق مخملي خلاق ونموذجي،في هذا النص البارع الجميل..
انما لابد هنا من الاشارة الجديرة الى ان وصول هذا القصيد الحيوي الى هذا المقام الرفيع ،لم يكن ليحضى بكل هذه الجاذبية لولا هذا الحبل الموسيقي الرابط بين اجراس جميع المفردات منذ المدخل وحتى مسك الختام..
كاني بالشاعر قد اختار لنفسه موقع ضابط الايقاع..او المايسترو..ليحكم سيطرته الموسيقية البالغة العذوبة بتناسل وتوالد واضح الحرفنة والسلاسة الممتنعة الا على من بلغت به قدراته التحويلية بكل طواقمها مبالغ الرشاد ،وعيا فنيا مبدعا،ورؤية فكرية واسعة الافق،بعيدة النظر ،صافية المنطلقات ،جمعية الاهداف..
كما ولابد من الاشارة ايضا الى ان هذا المنشآ التعبيري الباسق،يمثل لونا بالغ الخصوصية ،ليقف بكل جدارة بجوار الوان تعبيرية اخرى على دكة الرقي المشبع ب( شعرية) طاليس،و( ادبية ) الإنتماء الى هذا المدخل الكبير على رحلة البحث المعرفية الواسعه..
..........................................................................................
فضيلة ذياب ( تونس ) :
كلماتك العِذاب ..آهك المحمّلة بجمرات الانتظار والقلق واللهفة .. نفَسك الطويل في التصوير وفي بثّ الآخر مناجاتك ودعوتك للقاء .. نفَسك المسافر بين صخب الشعور والتعابير المتقنة والمعبرة والمتوهجة ... كل ذلك ألف قصيدة تلج القلب والذائقة وصدر الزمن الساكن الذي أخر موعد اللقاء ...قوامها الخيال والانزياح والموسيقى الهادئة وأسلوب تصويري جامع بين السرد والنداء وكأن الذات تبحث عن كل البدائل لدحض فكرة البعد وبناء فكرة الوصل ولحث الحبيبة للاسراع به لما يعتمل بالنفس من قلق وحيرة وخوف وحنين ...
وكأن الذات تستغيث .. تتمرد .. تصرخ في وجه اليأس والمعاناة والحرب والخراب لتبث بالاخر الأمل وتدفعه للقرب اكثر والتمسك بخيط الشعر ... هكذا قصائد الحب في زمن الحروب والماسي والتناقضات فالحب يسمو بالذات الشاعرة والعاشقة ويجعل منها طائرا نورانيا يحلق في فضاءات الشعور المرهف وفي افاق الكلم النبيل والعميق لذا تخرج القصيدة من اطارها الوجداني لتحمل ابعادا اعمق واشمل كشفت عنها المعاجم اللغوية المتعددة واللغة التصويرية القائمة على الاضداد بين ما يامله الشاعر وما يواجهه في الحقيقة لذا تقوم بنية النص كلها على المقابلات والمفارقات ... فالنص الشعري الدمشقي متاثر بما يحدث حوله من معاناة انسانية خلفتها النزاعات فنرى الظلام ونرى الريح والغربة والاشواك والحريق والنحيب واللعنات والموت ونرى الماذن والصباحات تسقط في العتمات ونرى النيران وكانها تندلع من كل فجوة في الروح كما يحدث في ارض الوطن ... ويغيب الشعور بالامان ويطغى القلق الوجودي وتدس الحيرة اسئلتها بين السطور ...
....
محمد الدمشقي .. أخضر قلبك كثير النضارة والجمال ..نادر النبض في زمن تجردت فيه القلوب من رهافة الشعور ونبله
أما قصيدتك الرائعة البديعة هذه فهي خير دليل على أنك شاعر الحب والرومانسية الاكثر براعة في التعبير عن اختلاجات الذات الانسانية وعواطفها .. لذا اقحمتنا نداءاتك الخفاقة بالحب والشغف و بكل عفوية في صلب النص ومعانيه ودلالاته النفسية .. ولم تكتف بذلك بل حثتنا على تخيل الابعاد اللامرئية الاخرى السياسية والوطنية والانسانية التي قامت عليها الصورة فنجد النص برمزيته يعبر عن ذات خاصة جدا ,, تلك الذات الشاعرة العاشقة الباحثة عن احلامها بين خرائب الواقع ورماد الحروب وامتداد المسافات بين المحب والحبيب
...
سأمر من هنا يا محمد كلما وجدت نفسي واقفة على أرض جدباء لا يحركها عشب ولا ترقص فيها الفراشات ولاينشد فيها عصفور ...
تحياتي أمير الشعر والشعور
..............................................................................................................................
هيثم رفعت ( مصر )
على مقربة من شفاه الغروب جلس الرسام الماهر يرسم لوحته الشعورية بألوان الرمز والانزياح والعذوبة والوهج ...الخ حقيقة لوحة شعرية فاخرة الألوان هنا يجلس بجواره القارئ ويراقب بعين اليقظة تشكيل وعبق هذه الريشة الحسية عند قراءة النص وهذه خاصية عصية المنال بل وهي أمنية كل شاعر في أن يشاركه المتلقي لذة النص ولهيب الحبر.
وهنا بدأ شاعرنا نصه أو خارطته الكتابية برمز الليل ، الليل الرمز المتربط دائماً بوجع القصيدة :
قبلَ أن يغرزَ الليلُ شحوبَهُ
في خاصرةِ الضوء ،
و يسدلَ صمتَهُ الأجشَّ
على نوافذِ الهديل ،
لتنزفَ النهاراتُ و الأزهار ،
و تغرقَ المدينةُ في النحيبِ و اللعناتْ
تعالي ... نلتقِ
...................
ونلاحظ هنا بداية النص بأداة خطيرة للمعني بـ ( قبل) إنه ذكاء نصي نلمس وجاهته في :
- أولاً : في قدرة النص في ادخال القارئ مباشرة في عمق المسرح أو المعرض الشعري
أنها حيلة خطف القارئ وبسرعة الضوء ، ثانياً: الدور الوظيفي الهام في تحذير المخاطب أو المحبوبة إنها كصافرة انذار الحرائق تماما ، ثالثاً ايقاعها الموسيقي الذي ارتبط كل مرة بمشاهد حسية مؤلمة لا يتمناها السارد ولا محبوبته وهنا قامت بدور المتوالية الذكية الخاطفة والتي تربط جسد النص وبكل وجاهة ثم ننتقل للتجسيد الرائع في (يغرز الليل شحوبه ..) انزياح مرواغ هنا نشعر بالأظافر ولكن دون أن نقرأها أو نجدها في النسج .
وهنا نعود لما ذكرته أن شاعرنا كأنه كان يرسم لوحته قبل أو في لحظات الغروب وهنا صراع كبير بين الضوء والليل الضوء إنه تقابل مبهر وتضاد شعري خلق حالة من التوتر الدلالي ومنذ بداية النص هكذا استمرت الحالة الشعورية في (نزيف النهار ) ، ( تغرق المدينة في النحيب ) هذه الرموز ومند بداية النص هي اشارة أننا أمام معزوفة شعورية فاخرة
النهار هو رمز للمشاعر الصادقة وللذكرى التي يستمد منها الضوء هذا الأمتداد والربط خلق حالة حسية كفيلة بأن تشعر بها مدينة كاملة !
هكذا هو الكون يفرح بفرح الشاعر ويحزن بحزنه بل يبكي مع دموع قصيدته .
قبل أن تجلدَ الأسئلةُ نفسَها
بسياطِ التأويل ،
و تذرفَ الحمائمُ صباحاتِها و مآذنَها
على أسطحِ الحريق ،
......................المحطة النصية الثانية :
بالمثل أيضا وبذات الايقاع الدلالي والموسيقي والربط أيضاً احتفظ النسج بذات العزف غير أنه يقترب أكثر من أنين الجراح حيث استحضر لنا شاعرنا رمز السياط وهنا هذا الرمز يفتح باب التأويل على مصرعيه حيث يشمل عتاب النفس وجحيم التساؤلات المضني هنا تنفرد بنا أنياب الأسئلة إنه شعور كابوسي لأي عاشق .
هكذا ظل الايقاع الدلالي الرمزي فنجده هنا يستحضر لقطة فنية تشير الى اتحاد الكون مع مشاعره في تذرف (الحمائم ) وهنا نلمس بعض ملامح التورية في خلق معني ظاهر ومعنى خفي للحمائم الأول يتعلق أو يرمز للأنين وصداه الكوني والثاني يرمز الى الذكريات ( دفاتر التحليق ) أو المشاعر الحالمة التي تتأهب وتخشي غروب الحكاية وهنا يرواغنا شاعرنا بهذا التوظيف لكلمة ( حمائم) بل أن استطاع أن يتخلص من استهلاكية الفكرة واعادة نسجها من جديد في ثوب مبهر و تصاعدي أيضاُ لتزداد حدة التوتر الدلالي لتشهد مرحلة النداء بعد مرحلة الخوف من العتمة ( في رمز الليل ) ومرحلة الأنين في سياط الـتأويل
فيظهر لنا أول نداء للوريد :
تعالي نرتّبُ موعداً مع الآه ،
نقايضُها بدمعِنا
فيتلقفُنا الوجد ،
نلملمُ شظايا القصيدةِ
بوردةِ عناقٍ
تقطفُنا من بين أشواكِ الوجع ،
ليستنشقنا العبير ،
يُلبسُنا رعشةَ نجمةٍ
توقدُ ذاكرةَ الدفء ،
و توقظُ لهفةً ...
نامتْ بلا قمر ! .
وهنا بكل ذكاء انتقل شاعرنا للطلب والنداء إنها استغاثات قارب النبض وهو يغرق في يم الوله والحنين ونلاحظ أولاً : الشكيل الدائري في كل مقطع على حدة وتصاله ببعضه ليشكل حلقات متوالية محكمة البناء ونلاحظ في هذا المقطع استمراية مرواغة التورية الشعورية ، ( الآه ) هنا تحمل ايضا معنى ظاهر ومعنى خفي الأول يتعلق بوجع الشوق والثاني يتعلق بشقهة
اللقاء ، وثانياً : استبدال متوالية (قبل ) بــــــ( تعالي ) التي ظل يرددها حتى آخر صوت القصيدة ، ثالثاً : ربط فكرة اللقاء بتجميع ( شظايا القصيدة ) المشاعر الذائبة حنيا وعشقا
رابعاً: استخدام أفعال حركية ( نقاضيها ، يتلقفنا ، تقطفنا ، يلبسنا ..الخ ) للخروج من حالة الترقب و الخوف والحزن في بداية النص إلى حالة اللقاء والتمني وبكل يسر وسهولة رغم صعوبة هذا التدرج الشعوري ن خامساً : التوظيف المذهل للجمل الأسمية وهذا ريشة خطيرة في الرسم قد تكلف القلم الكثير إذ قد يقع في فخ ازدحام الأفكار أو التكلف أو حتى هروب الفكرة ذاتها وبالتالي نحن هنا أمام مغامرة كم أعشقها وكم غرقت في بحرها ، غير أن هذا الربان استطاع ان يصل بقاربه إلى بر المعنى و من خلال رحلة شعورية لا ينساها القارئ ، أنها لذة النص .
هكذا كان هذا النص هذا النص وحتى آخر قطرة في قارورة "الفودكا " الشعرية
والحقيقة أن هذا النص الفاخر بحاجة إلى الحديث عنه في اضاءة مستقلة أكثر وجاهة من هذه الاطلالة المتواضعة علنا نستطيع الغوص أكثر و اخراج كل كنوزه الفنية .
دمت سراجا منيرا في سماء الحبر
........................................
ماجدة حسن ( سورية )
مع كل نص نثري جديد للدمشقي يتبدى لنا أفق لم تلمسه قبل رؤانا ، كأنه يترك لنا مع نص سابق أجنحته لنحلق بها ونكتشف ونشعر ، وسرعان ما يحوك لمدى حرفه القادم أجنحة أخر...
تعالي نلتقي قبل....
هذه ال قبل فتحت لدى شاعرنا ذاك الأفق المتلبس بمشاعر تبحث عن معوقات اللقاء وما أكثرها..
هنا ليس على القارئ أن يتعب ويحزن ، فقط عليه أن يستمتع بالصورة الفريدة التي حملت المعنى إلى أقصى الضوء وينشد مع حس الكاتب ترانيم الجمال وأغنياته...
لاحظوا هذه الصورة الرائعة : يغرز الليل شحوبه في خاصرة الضوء ويسدل صمته على نوافذ الهديل..ليستدرك النتيجة :نزف النهارات وغرق المدينة في النحيب..
أيضا هذا التفرد في قوله : قبل أن تذرف الحمائم صباحاتها على أسطح الحريق وتشطب سماء أجنحتها من دفاتر التحليق تعالي نرتب موعدا مع الآه...والنتيجة : نلملم شظايا القصيدة بوردة عناق...! إلهي ما أرق وأرقى هذا الشعور يا شاعرنا المجيد...وما أبلغ هذه اللغة أيها المتمكن الرائد ..
تعالي نشعل شموع أمنية على غيمة الأرق الراكدة لتنهمر الصلوات : وهل هناك أجمل من هذه الصورة لتعبر عن معاناة القلب ؟
......................................................................
زكريا عليو ( سورية ) :
تعالي نلتق… يا لهذا النداء الجميل ،وكأن هناك ، عائق ما ، او اختلاف رؤى لتقول تعالي نلتقي ، لنبحث عن نقاط التقاء،وتجيبنا بصور من اجمل ما قرأت ، وهو خوفك من الآت ،
قبل أن يغرز الليل شحوبه
في خاصرة الضوء ،
ما حجم المسافة ، وبعد خطوات اللقاء، ماهذا الحب الذي تتكلم عنه ،
..
قبل ان تجلد الأسئلة نفسها
بسياط التأويل ،
عميق وجميل يا دمشقي وأنت تنادي دمشق الفيحاء ، وتدرك بخلدك ، ان كثرة التأويل والقال والقيل ، يقف حاجزا امام الفجر الذي تبحث عنه ،
تعالي نرتب موعدا مع الآه ،
نقايضها بدمعنا ،
..كم جميلة هذه الدعوة للسلام والمحبة وكم نحن بحاجة اليها ، وكم نحن بحاجة لنقاء هكذا ارواح ، هنا أفصح عن سر حبي لك واحترامي لاني ارى بك انسانا غير كل البشر ، متسامح محب ،
..
قبل أن يختنق العطر
في كلماتنا
ويذبل الحنين ،
لنحافظ على ما تبقى من جمالنا ومحبتنا ، قبل أن تصلب أرواحنا اسى على الباقي من الجمال ،
دمشقي أنت بامتباز بار جدا ، دعوة سامية نطمح اليها يا صديقي
… .
تعالي نترجم التنهيدة
إلى لغة بيضاء
ياسلااااااام عليك ما اروعك ما أنقاك ما أطهرك ، ﻻ تقل لي أنك تخاطب روحك بهذا القصيد ، بل انت تهب روحك محبة هنا ، تحمل حمائم السلام ، تمتلك قدرة على التسامح وما أحوجنا إليه
.....أستاذ محمد الدمشقي هنيئا لهذا اليراع بين اناملك ، كيف يحتمل كل هذه المشاعر الدافئة ولا يذوب عشقا وحبا
..نض نخبوي بامتياز ، لن ادخل بتفاصيل الانزياح والاسقاط ، واختيار الكلام الجميل الشاعري بمكانه المناسب ،،
لان هذا مشهود لك به
يكفيني أن أتعرف أكثر على الانسان السوري الدمشقي الذي يسكنك ، إليك تنحني الهامات والأقلام يا صديقي
كل المودة والتحية لابداعك
............................................
وليد العايش ( سورية )
أولا أقول بلا مجاملة بأنني منذ زمن لم أقرأ أجمل او اروع من هذا النص .
ثانيا بالنسبة إلى النص بشكل عام فقد استمد قوة خفية مخفية بين تراتيل عميقة تم توظيفها منذ البداية إلى النهاية ... فكما انطلق النص قويا انتهى بقوة أكبر دون أي تراخي أو هنات رغم الاسهاب إلا أنه حافظ على رتمه من حيث قوة الصور وجزالة التعابير ومكانة الاستعارات التي جاءت كما حمائم الصباح لتهدينا مزيدا من الروعة والامتاع والاشباع ... أسلوب ممتع جدا سلس جميل جدا من السهل الممتنع مزج كثيرا ما بين الرمزية والمباشرة والوجدانية إضافة إلى انزياحاته الأدبية القوية المشبعة بعبق معتق ... نص ارتقى إلى مستوى العمالقة بجدارة أخي الحبيب ... وأنا من جهتي ارشحه لمرتبة تفوق الروائع .
أخيرا أنصح كل ذواق بقراءة هذا النص والاستمتاع بما احتواه من صور بيانية شعرية رائعة جدا فإنه يحقق اشباعا وامتاعا للقارئ ...
لن ادخل في تفاصيل الصور والتحليل لأنها كثيرة جدا لايمكن إظهار صورة على أخرى ... سلمت يمناك أمير الياسمين ولك مني باقات الياسمين .
..............................
هالا الشعار ( سورية )
مجازات هائلة واستعارات متفردة وخاصة ، على سبيل الاستئناس وليس الحصر
يغرز الليل شحوبه في خاصرة الضوء ، كناية عن الغروب
اللغة البيضاء كناية عن النقاء والمواقف الغير متطرفة
تتطور مجازاتك محمد بحيث تسهم في اغناء قاموس الاستعارات صديقي
نص متفوق
......................
منذر مرشد ( سورية )
كلما حاولت أن أفتش عن مقطع او جملة لأستشهد به... أرى ما بعده لا يقل جمالا... يعني عليي أن أنسخ النص وأضعه كاملاً لأستشهد به...يطفح بالصور المذهلة .. بعيد عن الحشو والتكلف والتصنع...نص عالي الفنية ...لشاعر متمكن ومحترف يدرك حق المعرفة ماذا يقول وإلى أين يذهب..
برأيي المتواضع ..نص عالمي بامتياز
وأفخر بشباب من أبناء بلدي
لهم نتاج شعري بهذا الحجم وهذه القوة...أهنئك أيها الغالي ..
محمد الدمشقي ... أنت شاعر فنااااان وعبقري.
.............................
محمد الحلبي ( سورية )
هي دعوة منك شاعرنا
لنبذ الخلافات
والتخلي عن الفتن التي دسَّها الأعداء بين أخوة التراب والوطن
للالتقاء تحت الياسمين الناصع كقلوب محبي السلام أمثالك
قبل ان تحترق المدينة بأكملها
وتأتي النار على ما تبقى من روابط العلاقات وباقي خارطة الوطن
روحك أطلقت دعوة السلامِ والياسمين فهل من مجيب
والجانب الفني والشعري من قصيدك
فهو غني عن المديح
دمت صوت الحب والإنسان
وسفير الفراشات العاشقة للجمال
شاعرنا محمد الدمشقي
سلال من الحب لقلبك الطيب
كم أعتز بكم يا أسرة الياسمين و أباهي بكم النجوم
 
النص
تعالي نلتقي : ( جديدي )
قبلَ أن يغرزَ الليلُ شحوبَهُ
في خاصرةِ الضوء ،
و يسدلَ صمتَهُ الأجشَّ...
على نوافذِ الهديل ،
لتنزفَ النهاراتُ و الأزهار ،
و تغرقَ المدينةُ في النحيبِ و اللعناتْ
تعالي ... نلتقي
...................
قبل أن تجلدَ الأسئلةُ نفسَها
بسياطِ التأويل ،
و تذرفَ الحمائمُ صباحاتِها و مآذنَها
على أسطحِ الحريق ،
و تشطبَ سماءَ أجنحتِها
من دفاترِ التحليق ،
تعالي نرتّبُ موعداً مع الآه ،
نقايضُها بدمعِنا
فيتلقفُنا الوجد ،
نلملمُ شظايا القصيدةِ
بوردةِ عناقٍ
تقطفُنا من بين أشواكِ الوجع ،
ليستنشقنا العبير ،
يُلبسُنا رعشةَ نجمةٍ
توقدُ ذاكرةَ الدفء ،
و توقظُ لهفةً ...
نامتْ بلا قمر ! .
.....................
قبل أن يختنقَ العطرُ
في كلماتِنا
و يذبلَ الحنين ،
فتصلبُ الخيبةُ ندى أحداقِنا
على أوتادِ الأنين ،
لتعربدَ بنا أنخابُ غربةٍ مثقوبة ،
تتسربُ منها المرافئُ و الأيام ،
تعالي نشعلُ شموعَ أمنيةٍ
على غيمةِ الأرقِ الراكدةِ في حيرتِها
لتنهمرَ الصلواتُ و الأحلام،
نسكبُ أشواقَنا فوقَ كمَدِ التراب ،
فتتفتحُ الأغنيات ،
و تنتشي الدروب ،
نرى خطواتِنا الهاربةَ من الريح !
الباحثةَ عنا
بين أشباحِ الرحيلِ
و رقصاتِ الدخان !
نتْبعُ ظلَّنا الخائفَ
من قهقهاتِ العتمة ،
و حكايا الرمادِ الذي ...
أيقظَ لهبَه !!
..................
تعالي نترجمُ التنهيدةَ
إلى لغةٍ بيضاء ،
لا تتخطفُها طيورُ الجراح ،
و لا تهوي بها الآلامُ
في صمتٍ سحيق !
نقصُّ على الطريقِ شذانا
علّهُ يدركُنا
يرممُ أفقَه ،
و يسقينا ترانيمَ الوصول !
أنت المعنى الضائعُ مني
خلف الآه ...
و أنا الرجفةُ في نغمتِكِ
رجعُ نداءاتِكِ
بين وديانِ التلاشي
نظرتُكِ الشاردةُ
في هذيانِ البحر !!
تعالي ..
نفرغُ حقائبَنا منا
على ضفافِ قبلةٍ
ترتشفُ منا صباحاً ...
خبّأَ في غفوتِهِ الطويلةِ عصافيرَه
نحررُ الوقتَ من عقاربِهِ
ليتخلى عن حذرِهْ
و يجريَ خلفَنا
تعالي ...
نخمدِ البعدَ و النيرانَ ......
.....
........

و نلتقي .
محمد الدمشقي من ديوان حديث الياسمين 3

 

الخميس، 27 يوليو 2017

الروائي جمال قيسي في حوار الاقنعة والاسقاط المتبادل بقلم / الناقد غازي احمد ابو طبيخ الموسوي

الروائي جمال قيسي
في
حوار الأقنعة والاسقاط المتبادل:






 .............................
.............................
لم ينجح ناقد متخصص بالشان الابداعي الادبي والفني في تأويل الأحداث واستبطان الشخصيات والكشف عن الدلالات الفكرية والنفسية والإجتماعية كما نجح عالم النفس المعروف سيجموند فرويد عبر تحليله الفذ لروايات الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي ( الاخوة كارامازاوف وراسكولنكوف والرجل الصرصار) مثالا..
بيد اننا سنسلط الضوء هنا على تاويله العبقري لشخصيات واحداث ( الجريمة والعقاب ونعني ..راسكولنكوف..) لما لها من علاقة بدلالات شخصيات واحداث ( يوميات اسماعيل) التي نحن بصدد متابعتها للروائي الكبير جمال قيسي..
فقد اشتغل فرويد مع الجريمة والعقاب بمنهجية معاكسة او موازية لمنهجية دوستويفسكي ،ذلك لان الاخير عمل على منهج تفكيكي استعاري يستعصي كثيرا على المتلقي الإعتيادي،بل واستعصى كذلك على المحترفين من النقاد كما اسلفنا آنفا،حتى وضع فرويد راس سبابته على اسلوبية هذا الروائي الفذ في السرد من خلال فعلين باهرين:
1- التحليل الدقيق لكل شخصية من شخصيات راسكولنكوف المختلفة الى حد بعيد ظاهرا..ولسنا بصدد التفصيل هنا..
2-البحث الفاحص الدقيق عن الجذر (السيكولوجي والسوسيولوجي) لكل شخصية على حده ..
*فبماذا خرج في النتائج النهائية ?
خرج فرويد بالنتيجة المحورية التالية:
إن جميع الشخصيات الفاعلة في النص الروائي ليست الا تجليات للشخصية المحورية التي تحوم حولها كل الاحداث وكل الشخصيات ،ونعني شخصية ..راسكولنكوف نفسه!!..
بمعنى انه اشتغل بهدف لملمة صفوف الشخصية التي قام الروائي بتفكيكها بشكل عبقري بارع وغامض جدا ،فخرج بما لم يتوقعه احد من الباحثين اللهم الا خالق النص وحده..
وقد اثبت هذا الكشف الكبير عمليا بالادلة والمتابعة الحثيثة الثاقبه..
*فماهي الصلة بين المنهجين اذن :
...................
ونعني منهج الجريمة والعقاب ومنهج يوميات اسماعيل?..
وبعيدا عن الاسهاب غير المجدي في مثل هذا المجال المحدود نقول:
ان حلقة الوصل بين المنهجين تكمن في ان جميع الشخصيات الاساسية ذات صلة بالبطل المركزي بشكل او اخر..كما وان لها صلة اكيدة بالمؤلف نفسه في ذات الوقت..
فإذا كان دوستويفسكي قد عمّى علينا صلة شخصياته ببطله اولا وباعماقه الدفينة وذاكرته العميقة ثانيا،فإن القيسي قد اعلن عن وجوده بل وحضوره الفاعل والحيوي باعتباره الراوية المحوري،وإن كان كل من اسماعيل وحنبص مرايا شرائحية بالغة الذكاء يرى فيها كل ما امكنه الوصول اليه من اعماق نفسه في جانب ،واعماق مجتمعه بكل حيثياته وتفاصيله في جانب اخر..فكل منهما يمثل شرائح واسعة من المجتمع المحلي والعالمي ايضا..
ولكنها في كل الاحوال..واعني شخصيات واحداث اليوميات القيسية..شديدة الإرتباط بدخيلة الكاتب واعماقه الدفينة ..بحيث بات يتبادل معها المشاعر والاحاسيس والافكار من خلال حوارية شاءها ان تكون مشهدية تعج بالإسقاط المتبادل فكريا ونفسيا..فهو ..غير المسمى بأسم محدد في النص..عنصر الروي السارد،اما مراياه وعناصر حواره واستنطاقه فهما كل من اسماعيل وحنبص..ليخرج من كل ذلك بخطاب تحليلي معاصر بالغ الحداثة وفق منهج سردي بعيد كليا عن منهجية دوستويفسكي ذات الحبكة الروائية التحليلية النفسية ولكنها لم تخرج عن بنيوية القص المعروفه في ( المقدمة والتصعيد والازمة والانفراج والحل حتى الخاتمه) ..في حين كان منهج القيسي مختلفا تماما ،معتمدا بالاساس على اسلوبيتين بارعتين متوائمتين ومتوازيتين يتحركان معا سويا وفق بنيوية متقابله ومتحدة في نفس الوقت ،متقابلة في السرد ومتحدة في الغاية وهما:
1- ترجمة الحياة المُحدَّثة التي تقارب اسلوبية المجس الصحفي التي عمل عليها ذات يوم عميدنا الدكتور طه حسين في ..حديث الاربعاء..انما هنا عند القيسي فهي مشبعة مفعمة بانفاس ..ميللر.. مرة و..جويس.. مرة وكل مخزونه الثقافي الثر مرات ومرات..بما يخلق لنا فرادة جامعة مانعة قوية الحضور ،شاخصة للعيان..
2- القص الانثيالي الكاشف لكل ماحوله سلبا وايجابا بشكل باسل وجرئ من خلال الدفق الرؤيوي وحركة الشخصيات و(البيئة السردية الواصفة الحداثوية الاسلوب)..
شخصية الباحث المفكر ومرايا الحوار:
.............................
رب سائل يسال عن السر الذي يقف من وراء دخول شخصية الراوية بهذا الثقل الكبير المعبر عن الكاتب نفسه ?!.. نجيب بالقول:
ان وجود مثل هذه الشخصية في يوميات اسماعيل ..موضوع البحث..تستدعيه ضرورتان فكرية وابداعية في ذات الوقت:
1-محاولة جادة لتجديد فن السرد المعاصر من خلال اسلوبيات مبتكره..
2-إدارة الحوار الروائي من خلال خلق ( ربننة او كونترول يمسكان بدفة السفينة منذ البدء حتى الختام وفق نوع من ( الديكتاتورية المبدعه) حرصا على جانبين:
الاول: محاولة ضخ كل ما امكن من المخزون الثقافي الانسكلوبيدي عبر فعاليات الروي ذاتها ،وفق منطلقات فكرية وغائية يحرص الكاتب الكبير على ايصالها بدقة فكرية عاليه..
الثاني: الحذر الشديد من اية حالة للتشظي او التسيب في الخطاب السردي او امساك الشخصيات اوتصعيد الاحداث ،بحيث تتحرك جميعا وفق حرفنة جامعة مانعة وهادفة في نفس الوقت..
* مطالبة واحدة كنا نتمناها تتجسد في ضرورة بث اكبر قدر ممكن من الحركة والحيوية والفاعلية في شخصيتي الحوار المركزيتين الساندتين واعني اسماعيل وحنبص ،بحيث لانكتفي بالروي والوصف ونقل فكرة عنهما وانما ان يدخلا عمليا في مجمل الفعاليات الحركية الميدانية بما فيها الحوار المقابل..
مع اننا نلتمس العذر هنا للكاتب الكبير،كونه حريص على الايجاز في محاولة لعرض وجه التحربة الاول،موقنين ان اعادة خلق النص قبل طباعته ستمنحه الكثير من الاضافات التعميقية والحركية والتوسيعية ايضا..
كما ونعلم ان غايته الاساسية من طرح النص هنا هي محاولة لتلمس هاجس المتلقي نخبة واعتيادا،بحكم وعيه الكبير وصدره الحضاري الواسع..تقديري وبالغ اعتزازي..
غازي ابوطبيخ الموسوي



 
 
التعليقات
 

علي.ابو.ضحئ الجعفري تحليل عميق. لنص الاستاذ جمال.
 
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه الفنان المبدع والكاتب المسرحي العميق الاستاذ علي.ابو.ضحئ الجعفري العزيز..لو تعلم كم يسعدنا هذا التواصل الحميم..خالص الوداد وعميق الاحترام ،ايها الغالي..تحياتي..
 
جلال سعد استمتع بالقراءة التحليلة النقدية الكاشفة لمزيد من طبقات النص دائماً فلماذا لا تشبعونا بمزيد من هذه القراءات لمزيد من النصوص ولكم كل الشكر.. ؟
تقبلوا محبتى والتقدير
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه في حضور الوعاة المعمقين امثالكم حافز كبير يجعلنا نشعر بوجود ضرورة وجدوى لمثل هذه الحوارية الثقافية عزيزنا المبدع المميز الاستاذ جلال سعد الغالي..تحياتي وبالغ تقديري..
 
غسان الحجاج مقارنة تحليلية رائعة بين الأسلوبين لدوستويفيكي والقيسي في حوار الاقنعة والإسقاط المتبادل كما جاء بالعنوان الجاذب للمتلقي ولا اعتقد ان احدا سوف يكتفي بقراءة واحدة للاغتراف من السلسبيلُ الفكري النير الذي أجريته هنا من هتون وعيك الأدبي ...
دمت عميد افاق آفاق نقديه
مع فائق التقدير وأرق التحيات
 
Naim El Moallem الاستاذ الكبير الناقد/غازي الموسوي/سعيد انا بمعاصرة قامة عالمية عميقة الثقافة. تاخذناالى رواية//ديستوفسكي/الجريمة والعقاب. ويحيطنا الموسوي بدقائق نفسية كما انه يربط سلوكيات اسماعيل/عند /القص الكبير//القيسي///دون مجاملة نحن بحاجة الى امثال ///الافاق النقدية//فمن خلالهم نطل على العالمية. عند الواقعية الاشتراكية بمقارنتها بالا داب البورجوازية. في العالم ايضا. نتمنى ان يفسح المسؤولون عن القطاع الثقافي في العراق وغيره من تمكين /غازي الموسوي//من نشرهذه الاراء المؤسسة والتي تقعد لنقدنا العربي في قابل الايام/
 
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه الصديق العزيز والزميل الفاضل الاستاذ Naim El Moallem صاحب الرؤية المعمقة للمشهد الثقافي العربي ..اسعدنا كثيرا هذا الحضور المضئ ايها الاخ النبيل..نحن في الواقع ننتفع كثيرا بتواصلكم الواعي والمحترف معنا ،داعين لجنابكم بالخير العميم..كل الاحترام والمحبة ،والسلام..
 
حسين ديوان الجبوري جميل أن تشعر في الظﻻم هناك من يحمل المصابيح ليعطي اطﻻلة ضوء حتى ﻻ يتعثر من امثالي بعض منخفظات الطريق الطويل
هكذا ارى جهود السيد اﻻستاذ شيخ اﻻدباء غازي احمد ابوطبيخ عالية الجودة بالغة الدقة تشعر وانت تقرأ الكم الهائل من الجهد والتعضيد والمقارنة بين اﻻف
كار الفرويدية وبين افكار مؤلف الجريمة والعقاب وكيف استطاع ذلك العالم الكبير فرويد ان يفند الشخصيات اللاعبة في الرواية وكأنه هو من كتبها وليس من نقدها.
اما اخونا الكبير ابو سرى روائي من الطراز اﻻول ولكن حين تلتقي به شخصيا تجده متواضعا جدا ومن حسن حظي اني التقيته ذات يوم وسوف التقيه مرة اخرى لعملي القادم طبع ديواني اﻻول الخاص.
نرجع لما للرواية من تأثير على المتلقي وخاصة عندما تشعر بقرب هذه الشخصيات من المجتمع .
وهنا او من هنا يأتي دور الناقد الفصيح ان يزيل الستار عن بعض الغموض في الرواية فنينا وبناءا واستكماﻻ لشروط الرواية وهذا الفن النقد هو عباءة خاصة كما القاضي يرتديها في حالة النطق بالحكم وهذا انت سيدي الغازي الناقد الكبير.
تحياتي لعمﻻقي العمل راويا وناقدا
 
 
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
             آفاق نقديه
الاستاذ حسين ديوان الجبوري الذي يحلو لي كثيرا ان اختصك بتسمية ..الشاعر الطيب..وربما ستسنح لنا الفرصة لتبيان غايتنا من هذا المركب الجميل..شكرا لهذا التواصل ايها الاخ الحبيب والصديق الغالي..
 
Jamal Kyse ان تكون ناقدًا ،،تلك مشكلة كبيرة عندما تحاول ان تقرأ ،،احد نصوصك،،،وخصوصًا اذا كان النص من جنس السرد،،فمن من اين لك ان تمتلك الحيادية الصارمة،،،وهذا ما ما قام به ستاندال ،،وبروست،،،وحتى اليوت،،،انا وربما ،،دراسة استاذي غازي ابو طبيخ لبعض المقاطع من عمل روائي ،،في طور التشكل ،،كانت السبب لأفصح عن هويتي،،فأنا ناقد ادبي روائي بالدرجة الاولى،،تخصصي النقد السردي،،وعندما أعكف على قراءة بعض النصوص الشعرية،،،فانما اقرئها ،،وفق نظريات السرد،،من هنا عندما اكتب نصًّا روائياً ،،أبقى مثل التلميذ ،،لان شخصية الناقد الروائي تقبع في داخلي،،وانتظر،،رأي الآخرين ،،لكن يعتريني الخوف،،عندما يتصفح او يقرأ ناقد محترف ،،نصي ،،او روائي،،،ولا اخفي سرًا اني منذ ايام افتح ،،صفحة الاستاذ غازي ،،لأرى ،،درجة أدائي ،،والحمد لله يبدو اني نجحت،،وبدرجة لا احلم بها،،اما فيما يخص ،،الملاحظات التي ابدها،،،فحتمًا ستكون في الحسبان ،،
شكرًا سيدي،،،انا صاحب مشروع عراقي روائي ونقدي،،،أنحت أسلوبي ،،من اوجاع كل العراقيين،،،مع رؤية لكل الإبداعات العالمية،،سواء في المنلوج لدى الكبير ديستوفسكي،،او تيار الوعي لدى جويس ،،وفرجينيا وولف،،مع استحضار لأسلوب الرواية الحديثة التي تعتمد على الوصف،،،وفِي الرواية الكثير من الحوارات ،،ربما سأنشر مقاطع منها،،او عند الطبع،،،
كانت دراستك إكليل ورد،،توجت بها رأسي ،،وزادني شرفًا ورفعة ،،
 
  
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه
نحن محاصرون جدا بالميقات والمجال يا ايها الزميل المفخرة استاذ جمال العزيز..وتالله ما اخذنا من نصك الكبير الا شريحة واحدة حاولنا فيها الإجمال وليس التفصيل..فالاصل في المشروع كتاب كامل يختص بك وحدك..ليس لانك صديقي لا ..على الإطلاق..ولكن لانك تستحق ايها النابغ الخلوق الطيب..اساله تعالى ان يمنحك فرصة استكمال مشروعك الكبير الذي افهمه عميقا..لقد بذلت مجهودا هائلا في استكمال عدته وعدده..واظنه الان اصبح جاهزا للتحقق بإذنه تعالى..اسعدك الله الواهب بإنجازه كاملا اخي
وصديقي وزميلي الذي افخر به من كل قلبي،والسلام..
 
إياد الشاوي ليس هناك لحظة اروع من لحظة اقرأ ما تكتب استاذنا العزيز ، بهذا البيان واللغة المنسابة بلا تعقيد او تشتيت ، فقد امتزج ابداعك بابداع الاستاذ القيسي فكنتما بحران تلتقيان.
دمت بالف خير
 
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه الغالي الودود الاستاذ اياد إياد الشاوي العزيز..ولا اروع من هذا التواصل الغالي على قلوبنا صديقنا المبدع الحميم..

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

جديلة انتشاء بقلم / سوزان المصري

جديلة انتشاء
 
 
أي كوكب دري هذا؟؟
يكاد أريجه يضيء
لو لم يمسسه رهام
أيدرك الموج عقله عند جنون البحر ؟؟
سحر اللقاء
حطم أنف الصمت
استباح لجة الشوق
موائد القدر تجتذبنا
تغمد حسام الليل في طي دمعة
عمدت أصقاع الغواية
بخمر الياسمين
تتلو شغف الطين للماء جدارية الشوق
تطاول عنان الحلم
دثار سحر
في لحمة الشعر يتقد
#############
مشرئب عنق النهر
والبوح يخط نبضه البياض
سحر أسكر حانات القصيد أنداء الخيال صوفية الهوى استوفاها الشعر حلبا
و زق المزن قدح نظم
نثيث العشق
رسم الأرواح لوحة تكعيبية
ارتد الموج عن تبتله
والشمس عارية الوله
تسترق السمع
لثورة السنديان
الغيم أيل للسقوط
في رعشتين وأمنية
##############
في دائرة التوهج
يترنح العشق المراق
يحيلنا جديلة إنتشاء
نوافير الصدى تتسع دوائر
كموج إنزياحات بوهيمية
ترصد قلق السغب
سال لعاب الشعر
طاف بالحلم سبعا حولنا
أسبغ ثوب اللقاء
بقصيدة نافرة من جيوب الإنفعال
إشتعال يلج المرايا
يلتهم فجاجة الإنتظار
###############
الأثنين 24 /7/2017
 
Souzan Almasri

 
 
 
التعليقات
 

ام رامي وأي قلم خط هذا كله ؟
في منتهى الروعة والألق
محبتي والجمال 
Souzan Almasri هو جمال عينيك غاليتي...كم أسعدني عطر مرورك نثر أزاهير البوح على ضفاف القصيد

ابو حازم الشاعر واى ابداع وجمال سيدتى خطه قلمك الفذ دائما القراءة لك متعه حقيقية وابحار فى بحور النغم لك تحية تليق بك صديقتى القديرة

Souzan Almasri بحضوركم تسمو القصائد وتورق الكلمات وتفوح الصفحات بعطر مروركم....كم أعتز بك صديقي الراقي ....اشكرك جدا ....تحياتي وامتناني

كرومة فراشة الياسمين أي إبداع دري سكب هنا
حروفك تبرق في
سماء قلبي

تنير خلجان روحي
يدثرني إحساسك
في كل همسة
أثمل من عبق محبرتك
نجمات تغار من عطرك
تتسكع وراء مرآتك
من أي كوكب أنت ؟!
من أي بحر جئتي؟!
يسكبني رحيق قوافلك
في مساء بعد كل
همسة و رعشة
يراقصني أبداعك
لتكتمل قصيدتي
.....
الله الله الله ما أروع الغرق بين حروفك الرائعة و الأبحار في ثنايا إحساسك المدهش يا ملكة الإبداع .. ظلال سطورك ترسم البسمة على وجه تنعش الروح قصيدتك تعكس ظلال روحك النقي ما أروعك يا أروع ياسمينتي


Souzan Almasri الله عليك كرومتي الغالية اي ابداع سطرت هنا وأية كلمات عاطرة تفوح رقة وجمالا ....كم يطربني عزفك الرقراق يهز كل مشاعري بجماله الفياض ....لحضورك ألق كم أحبه كرومتي الغالية....شكرا بحجم روعتك ...محبتي وسلال الجوري فراشتي المحلقة

غازي احمد أبو طبيخ الموسوي آفاق نقديه ما وصلت اليه من البلورة التعبيرية الكثيفة أ.Souzan Almasry اجزم أنها تقرب من المركبة الملكية المطهمه..
لا بأس ان نتخيل كما نحن عليه في لحظة المتابعه..فالنص بالغ المرونة ومعطاء جدا لعدة اسباب محوريه:
1-الهارموني الموسيقي الداخلي غير المنقطع حتى آخر النص
.ولهذا مبحثه الخاص الذي لايتحمله مجرد التعليق..
2-بنية الحمل العنقودية الإنزياح ..وهذا ايضا يحتاج الى ما يدل عليه ويستنطق دلالاته البلاغية المركباتية في كل مقصور على حده..وفي عموم النص على الإجمال..
3-ولقد لاحظنا نوعا من النماء التعبيري الذي يعتمد على مخيال فذ،وحيوية استشعارية ذكوانة تطرق على اعمق مجسات الشعور الإنساني المشترك ،فتستجيب اليه النفس بانجذاب غير مالوف ،بسبب الاحساس بالدهشة التصويرية،والتذكيرية، والتحفيزية،لكل مراكز النشاط ،بسلاسة وبراعة جاذبتين متلازمتين..
إن الدربة والمران الطويل على الأمساك الفاعل بالسياقات الحداثوية للاداء اللغوي التحليلي المحكم حدث كبير في حياة المبدعة سوزان المصري ،بل وحياة اي مبدع وصلت به الملكة والمكنة الى هذا المدرج البليغ الجميل..
واقول انه حدث كبير لانه يقف الآن على دكة يغبطها عليه الكبار ولكن.......
هي دعوة مخلصة ومن الضمير يا سيدتي الشاعرة الباهرة ساصوغها على هيئة سوال كبير هو آخر الحديث والامر عائد برمته بعد الواهب إليك:
ماذا لو خصبنا هذه البنية الجليلة المقام بما يليق بها من الاطاريح المعمقه..?!
وجدانا كانت
ام إشراقا
ام ادانة
ام احتجاجا
ام رؤية
ام اضافة بهاء جديد على الحياة كما تفعلين الان برونقك الهفهاف هذا،ولكن مع ايغال في الاعماق ،على مستوى الفرد او المجتمع..
كيف سيكون قصيدك وانت بهذه الرفعة البلاغية والجمالية المبهجه?!
هو مجرد سؤال...
بشرط اساسي لا يجوز نسيانه على الإطلاق هو ..
ان رواحنا الى الاعماق في كل الاتجاهات يجب ان لايجعلنا نتهاون بما وصلنا اليه من البنى والمركبات الجمالبة العاليه..
لاحدود لتقديري
سيدتي..


Souzan Almasri دعني أتهجد نافلة شعر
لعل القصيد يبلغ الأسباب
دعني أتلو الحسن آية

أرقي بها وجه الغياب
ألثم قبلة النور
وأسعى سبعا
بين المطر والتراب
الله على حضورك وارف الظلال ينثر عطر المداد يضوع إضاءة عطرة تتباهى بجمالها الكلمات ...قلادة عز تزين معصم القصيد بنقد باذخ بالعطاء مترف العبير ...في ربوع الشعر ينبلج الضوء من حضور فاق الخيال ...سحر أنس الروح فغدا الرد ضرب من المحال ....كم يلزمني من الشكر لأوفيك حقك لهذا الحضور الماتع والكلم المضيء والنقد الأدبي البناء صديقي الفاضل....كم أعتز ببصمتك القيمة المضافة واثرها المشع في سماء الروعة يأتلق
مودتي وتقديري وفائق احترامي

Aqeel Alhasnawy لاتزال رمزيتك تستهويني وانتشي بين جنباتها
سلمت

Souzan Almasri سامق كعهدك ياصديقي...سررت جدا بعطر المرور ...لك أجمل تحاياي وباقة فل دمشقية العبق

علي عمر الحسين هو الابداع في أجمل صوره والنهل من أعذب انهار اللغة العربية في التعابير المركزة والقوية والسير بالشعر من ركاكة من يدور حولنا من كلمات مصفوفة يسمونها الشعر
صور مذهلة وظواهر مدهشة
أيدرك الموج عقله

عند جنون البحر ..
ما أعمقها وأروعها شاعرتنا ..
الغيم أيل للسقوط
في رعشتين وأمنية ..
الله الله عليك
نص كبير يقال فيه الكثير لشاعرة كبيرة لها تاريخ طويل مع الابداع والنجاح الصديقة العزيزة
سوزان المصري

Souzan Almasri نطل من شرفات الألق لنصافح الإبداع السامق ...لنرتشف من كأس الجمال كلمات ينداح لها اشتياق السوسن..
باشق في صيدك لرهف المعاني وزرقة الكلمات طوبى لمد جمال بلا جزر .....
عطر البوح يضوع ألقا ورقة شاعرنا الشذي ...

كم افخر ببصمتك القيمة صديقي الصدوق ....
كل الشكر لك وفائق الاحترام والتقدير للحضور الراقي....
سلال الورد لرقيك وأطيب المنى


يوسف ضميري مهرجان جمال يزدحم بالتحف اللفظية والتصاوير واللوحات الجدارية والتكعيبية لترسم أو تحكي لنا عن نشوة لقاء هو أكثر من ذلك حالة ما تسمى بالذوبان أو الانصهار والاندماج .. لذلك كان الحب من آيات التقديس وكان عنوانا لأهل الجنة ... تحياتي وأكثر لهذا النص الذي يجمع نصوصا كقلادة من در ..

Souzan Almasri الله كم استمتع بقراءتك البهية شاعرنا القدير ...الفنان الشامل لأجمل ألوان الفن....
الدرر هي انتم أسمى أصدقاء وبكم أنا كنز ثمين ....كل الشكر لك وكل التقدير....تحياتي وسلال الياسمين


يحيى رستم أي فنان يستطيع عزف سمفونيةالعشق هذه ...
أكسترا صاخبة وأضواء ساحرة
وشجن يسحر الروح.. ....


تحيتي ايتها المبدعة

Souzan Almasri دونت على أكف الجمال بوح ضمخ الكون بشهقة العطر لقلبك حدائق النسرين وتحايا تليق أيها الراقي

 
سميحة مذبوح كعادتك تكتبين القصيدة بلغة صادقة جملها تعزف ألحان الداخل بنبض متواتر الحروف يصغي إليك بعمق .

 
Souzan Almasri وها أنا أصغي لعزفك السامق على أوتار الجمال قيثارتي الشجية
شكرا جزيلا...محبتي وعقد ياسمين
 
محمد الحلبي حرفٌ قوي يسير بثبات
يعرف كيف يزهر وينثر ضوءه الزُّلال
صديقتي الشاعرة سوزان

إبداعك عميق الجمال والرقي
تقبلي تحياتي


Souzan Almasri زينت جيد القصيد بقلادة فخر ....كم أعتز ببصمتك القيمة شاعرنا المبدع.....لك شكري وامتناني وتحايا الياسمين
 
حسين الموسى تكتبين كما لا أحد قرأت مرات ومرات لأعيد الشعور بنكهة الحرف مرة تلو الأخرى
لن أضيف أكثر مما تفضل به الأخوة قبلي فالصورة والمشاهد وكأنها منحوتات من أجمل التحف الانزياحات بمكانها وأخذت كل الدهشة من العقول. ...
معطاءة حد البذخ سيدتي
 
Souzan Almasri فخورة أنا بقناديل الجمال التي أضاءت بين السطور ألقا ورقة ...
أشكرك جدا لروعة الحضور ....دمت ناصعا ...تحياتي القلبية
 
Viina Moead سال لعاب الشعر
وطاف بالحلم سبعا بعد العجاف
ارتق ازرار المساء

بخيط من لقاء
يدهش انتظار مل السراب
الله الله ياسمينة الحرف كم اشتقنا لياقة حروفك ملحمة من الشعر سطرتيها لنا ...
 
Souzan Almasri الله على حضورك الوردي ياغالية...كم أسعدتني كلماتك الباذخة فيينا الإبداع والتألق...شكرا بحجم روعتك محبتي ياغالية
 
همس الحروف بعد قراءة حرفك نويت الصوم شهرا عن قراءة اي حرف لا يقتات من ينبوع ابداعك المدهش..
من أي محارة تلتقطين لآلئ جنونك..
دائما أقول أنك صديقة الحرف الابدع..

صديقتي سوزان..
 
Souzan Almasri حين يغمرني العطر أدرك أنك هنا تفوحين ببوحك السندسي...حضور تأتلق بجماله الصفحات ....كم أحب إطلالتك الوردية غاليتي ....شكرا بحجم الكون....محبتي وحقول الأقحوان


 
محمد يزن الله الله ياعبق الكلم والوانه ورونق الحرف واشجانه وجواهر النص وتيجانه ... ثلاثة مقاطع مترفة العاطفة رقيقة المشاعر جميلة النسج تعزف على وتر الصور الشعرية المجازية المتقنة الصنع في معان مركبة بعناية فائقة ويحمل ارث لغوي بارع ومتمكن وهذا طبعا قلم سوزان المصري ذات النبض الساحر اينما تكوني اشكرك جدا صديقتي الراقية على امتاعنا بعذب حرفك وجمال نسجك واحتراف صنعك لما قدمتيه لنا على طاولة الابداع بنصك المترف هذا واشد ما الهمني وشدني بلوحتك تلك هذا المقطع البداية (جديلة إنتشاء
أي كوكب دري هذا؟؟
يكاد أريجه يضيء
لو لم يمسسه رهام
أيدرك الموج عقله عند جنون البحر ؟؟
سحر اللقاء
حطم أنف الصمت
استباح لجة الشوق
موائد القدر تجتذبنا
تغمد حسام الليل في طي دمعة
عمدت أصقاع الغواية
بخمر الياسمين
تتلو شغف الطين للماء جدارية الشوق
تطاول عنان الحلم
دثار سحر
في لحمة الشعر يتقد) لا اقووول الا ابدااااع ياسيدة الابداع
 
Souzan Almasri أي رد يليق بهذه الإضاءة الخلابة .....أخال أن الكلمات أطرقت خجلا من جمال أضاء على شرفات القصيد.....
مهرت قصيدتي بخاتم الإبداع ونثرت رؤاك الأدبية ربيعا من ألق ...كم أعتز بشهادتك شاعرنا المبدع ....مدائن شكر لسمو الحضور
لك مودتي وعقد فل دمشقي صديقي الراقي ....


عبدالرحمن بكري نص باذخ يكاد يملأ أرجاء الواحة ماسا وياقوتا .. يستبيح كل حروف الشوق والترياق ..
عبرت بنا كل المجرات يتقاذفنا في الوله والحنين أمواجا أمواجا ...على سبيل انتشاء واقتداء ..
يسلم نبضات يراعك
 
Souzan Almasri ربيع من ألق حضورك الفتان شاعرنا النجم المبدع ....انحناءة ورد تنثر في أكفك زهور الشكر وزنابق الإمتنان...دمت على شاطئ الجمال نورسا محلقا بأجنحة الضوء ....لنقاء روحك أجمل تحايااااااي
 
أحلام ملحم الله ياشاعرة المساءات المضيئة أي سحر تعزفينه هنا
فعلاً هو جديلة انتشاء للقارئ
عمدت أصقاع الهواية بخمر الياسمين فاختالت القصيدة سحراً

هكذا أنت دوماً تكتبين الروائع نثراً وموزوناً أيتها البنفسجة التي تتكئ على كتف النسيم
 
لحن السماء جمال أيوب أبدعت ابداعا ذاع بين الكواكب شعاع مجنون تهافت على الأرض مرجان سماوي الألوان
 
Noureddine Hayoun اي حرف يخط على وجه الشمس الوان قزح ويغمد في قلب البحر عنفوان المشاعر توظيف جميل وخيال بديع
سافرت الكلمات على جناحيه لتكون لوحة رائعة الجمال
هيام صعب اي سحر هذا الذي سكبته هنا شاعرتي الحبيبة. هذا الابداع الذي فاق الوصف وليس بجديد على حرفك شاعرتنا الرائعة
حديقة انتشاء لكل من يقرأ حرفك بل ويثمل بهذه اللغة القوية والصور الغنية
هي انت سوزان صاحبة الحروف المحلقة الى ما وراء المجرات

دمت للابداع عنوان شاعرتي الغالية جدا
 
 
هيثم رفعت أبدعتِ ورب اللهب تحيتي صديقتي الأنيقة