الجمعة، 9 سبتمبر 2016

نص لــ دنيا حبيب.. مع متابعات نقديه موجزه.. مجلة: آفاق نقدية

مما يبعث على الامل الكبير بالشاعرة دنيا حبيب،انها تملك من الاعتداد والعزيمة ما يجعلها تحاول جادة تحويل تجارب الشعراء الراسخين الى تجربة شخصيه..
تريد أن تنطلق من هناك.. من منطقة اضاءة متقدمة على عمرها في جانب ،وعلى مرحلتها الابداعية في جانب آخر..
هذا التقحم الشرعي لم يأت من رغبة مجردة في القفز على الحقائق ،مطلقا،وإنما جاء ..وهذا محور الكشف.. من وعي فطين وحس نقدي دفين..
هذا الامر لا يعني عدم وجود ما يمكن نقاشه او الحوار حوله في هذا النص.. موضوع الحديث ..فالشطر الاول مثلا يحمل من المغامرة اللغوية الحادة بل النافرة الكثير..
ولكنها.. واعني الشاعرة.. ارادت ان تلج الى النص بضربة قوية شديدة الابهار،تنويها عن الطاقة وتبيانا للملكه..ولهذا فقد تفهمنا هذا الدخول الفاره موسيقيا على أنه كسر ..للقشرة الصلبة.. كما يعبر عنها الاديب حميد الخويلدي..
الشاعرة اذن تحاول بأرادة واعية الانتقال بكل طاقاتها الى مرحلة اعلى.. وليس ذلك فحسب.. بل الى حيث يقف الكبار..
ولا نجد ضرورة هنا للتحذير ،لأن حذرها واضح جدا ،من عدد الابيات ،ومن دقة الاختيار العروضي..وحتى من نوع الموضوعة الإنتقالي هو الآخر.. ذلك لأن موضوعته تجمع بين خفة الظل وروح الشباب ،من جهة بينما تضرب على اوتار النضج واعماق التجربة الانسانية من جهة أخرى..
حتى خيارها العروضي بصب في اتجاه التحول بٱتجاه النضوج.. البحر الكامل التام.. وجهة نظر وخيار بعيد عن الاعتباط ،عن وعي كما قدمنا ،أم أن اللاوعي قد فرضها بحكم الحس النقدي الدفين ،او لنسمها الذائقة النقدية التي لم تكن سوي التعبير الاكيد عن الموهبه..
حتي خيار التسكين مع الراء الاهتزازية ،كان محاولة هو الاخر للتنويه والتعبير بنوع من الات القرع العالية الصدى..أن ..يا معشر الشعراء انتبهوا..يوجد ها هنا موهوب حقيقي بالأدلة والبراهين القاطعه..
الشاعرة دنيا حبيب..هذا اول الغيث ثم ينهمر.. ايتها الواعدة الواضحة التميز.. تحية وبعد.. سيدتي..
(الناقد/غازي أحمد أبو طبيخ)

النص:

عد..لا تعد.. وعدي لوعدك لم يعد
فاضرب كفوفك آسفا.. تحت المطرْ
-
أرأيت إن.. طال الربيع لبرهةٍ
أيفيدُ إن.. جف البَنَفسجُ واحتضرْ؟!
-
في مهجتي عشرون عامًا من أسى
ودقيقةٌ معك المآسي تُختصرْ
-
قد قلت لي: "في البعدِ زيدُ محبةٍ"
يا (زيد) قلبك في ابتعادك كالحجرْ
-
رح.. ثم عد.. وانذر عيونك نادمًا
يا (زيد) حبي موسمٌ.. لا ينتظرْ

(دنيا حبيب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق