الأحد، 4 سبتمبر 2016

قصيدة -عرفت الليل يا هذا - بقلم /الشاعر غسان الحجاج

 
أتسألُني لماذا الليلُ يحكمنا بقضبانٍ بعيداتٍ قريباتِ
هو النهرُ البهيم رسى على جرف المسافاتِ ...

بهِ سككّ من الاشواقِ تهدر في رعود النفس انغاماً وآهاتِ
قطارات الهوى سبلٌ من الماضي الى الآتي
عرفتَ الليل يا هذا ..
لقد أمسى بقول الشمسِ ان دارت لأهل الشعر أستاذا ..
لديه عصا لمن يعصي
فيقصي من يشأ يُقصي
بهُ تخفى شياطينٌ تُمارس لعبة الإغواء
تلبّدَ في ثناياهُ لصوصٌ تسرقِ الغزلا
ولصٌّ يسرق الأموال والفللا
ولا تَخْشَ لصوص الليل يا هذا
فان الخوفَ كلَّ الخوف ممن يدعي العرفان تحتَ عباءة العرفان في جلبابهِ حرباءُ كم لصِّ
أمازالَ الفضول لديك كي تعرفْ
أتدري سفْر هذا العمر قد أمسى يقسّم في مدار الشمس بين النصف والنصفِ
ألمْ تصجرْ سنين العمر من ذَا اللصْقِ والقصِّ
ومن اخلاق هذا الليل يمسح دمعة الثكلى
ويسكبُ دمعةً خرساء
في اردان عاشقةٍ
وهذا الليلٌ مضيافُ
بهِ للناس اطيافُ
خيامُ ضيوفهِ السوداء تشعلُ من نجوم الضوء قافيةً وكأساً تثملُ الأنداء
ومن هجرتهم الابخات لا خلٌ يسامرهم كمثل الرمْل في الصحراء
يقطّعهم صليل السهْدِ أفلاذا
ويرميهم بوادي الوجْد يسحقهم سراب الماء
عرفتَ الليل يا هذا
سفائنهُ بلا بحرٍ وتسري في شتاتٍ من رؤى الأنواء
بهِ لامين..أوسطهُ تبخترُ نقطتيِّ الياء
فلاماهُ حبال تسلّقِ اللبلاب في مرجوحة الحسناء
وحرف الياءِ آنسةٌ بها غنجّ من الغيداء
نجوم الليلِ أقراطٌ تشعُّ ضياء
وبدرُ الليل محبرةٌ لقد كانت ولازالت تمدُّ قرائح الشعراء
يدندنُ قي مسامعهم جنوناً من نبيذِ اللحْن مثل الخمرة الحمراء
ويفتكُ في قلاعِ النوم والصرعى بلا اسماء
ويسكبُ في كؤوس الصمت الف قصيدةٍ عصماء
يعربد في تناهيد المزامير الحزينة ثم ترتعشُ الخفافيش اللعينة في الظلام
جوى وتبحث عن بحيراتٍ ونبع دماء
فلا تسألْ فأنّي قد تَرَكْتُ العشق كي أحظى بنعْش سلام
ولكن أسألِ العشاق بالإيحاء
لديهم موطن الاّراء
واسرارٌ تفيض غرام 
 
تعقيب الناقد/ شاكر الهيتي 
 
 في قراءة بسيطة لكنها مركزة على هذا النص الشعري المتكامل ( عرفت الليل يا هذا) التقي قلما طافحا بالحب وممتلأ بالرؤى التي تصل الى هامات السماوات لشاعر ارادان يكون وهذا حقه الطبيعي، وهو كان قد ابتدأ بالصحيح، مستفسرا عن هذا ومتابعا ذاك ومصححا هذا ومتجنبا ذاك، فهو انسان
في قراءة بسيطة لكنها مركزة على هذا النص الشعري المتكامل ( عرفت الليل يا هذا) التقي قلما طافحا بالحب وممتلأ بالرؤى التي تصل الى هامات السماوات لشاعر أراد ان يكون وهذا حقه الطبيعي، وهو كان قد ابتدأ بالصحيح، مستفسرا عن هذا ومتابعا ذاك ومصححا هذا ومتجنبا ذاك، فهو انسان ذو روية سيكولوجية رزنة، لكنه حين يبدأ الانشاد يتحول الى كائن آخر، الشاعر غسان الآدمي أتوقع له يوما ان يكون الحجاج الثاني بعد الكبير كاظم الحجاج، وان قفز امامنا سؤال من كائن من كان وهذا أيضا حق للجميع بالسؤال أقول وانا متيقن من اجابتي بل ومقتنع بما أقول حد الإصرار، نعم سيكون، غسان شاعر يسمع ويستمع، ومن يصغي للأخرين يعي، ومن يعي يفقه، ومن يفقه يبدع، ومن يبدع يكون.. هذا ما التقيت عليه وعرفت عليه الشاعر غسان الآدمي، كثير من النصوص امر عليها انا او غيري لكنها لا تستوقفنا، لماذا؟ في رأيي المتواضع ان النص ( أي نص) هو الذي يفرض نفسه على الناقد، بغض النظر ان كان صاحب النص ذا علاقة بالناقد ام لم يكن، فانت عندما تتناول تشيخوف على سبيل المثال او طه حسين او المعري او او، فهل كانت لك علاقة مع احدهما؟ الجواب يقينا بالنفي، اذا المهم هو النص، وما اجمل واهم ان كان صاحب النص قريبا من الناقد او على معرفة به، سيكون النقد اكثر وضوحا في رؤى الناقد وليس المعرفة والقربى ستعطي للناقد الحق في التغاضي عن الضعف او الخلل الذي يكون عليه النص، من هذا الأساس بناءً على معرفتي الشخصية بهذا الانسان الكيان الرائع الذي اثقلت كثيرا عليه وفي أحيان أخرى اظن انني قسوت كما غيري من محبيه، لكي يكون هكذا، اليوم في هذه القصيدة الجميلة رأيت المطاولة وطول النفس والصبر في اشطر القصيدة وما المد الذي ابتغاه السيد الآدمي ( عن قصد) الا لكي يقول ها أنذا هنا وهذه قصيدتي، وهذا حق له وللجميع وانا هنا اثمن هذا الجهد وما ذهب اليه الشاعر غسان هو إمكانية توحي لنا ان البحور التي تناولها ومازال كلها آتت أكلها ثمرا يانعا، على انني كنت اود ان يحذو الاستاذ غسان حذو الكبار وهو سيفعلها في قادم الاعمال انا واثق، كنت اود ان ارى المقاصير في إيقاع عالي فخم وواضح يقول ( انا المقصور) وهذا بوح اغنيتي، وبالمناسبة سيدي الكريم أستاذ غسان ليس هناك اجمل من تلك الضربات التي يؤهلها لنا مثل هذا الوافر الكريم لأنه متشابه التفعيلة والمقصورات فيه هي عذوبة وملح العمل الشعري، فانا هنا لا اثبت مثلبة ولا اؤشر منقصة انما انا ابغي من الشاعر غسان الاصح والأجود، وهو مقتدر عليه.. استطيع ان اقتطف من هذه السلة التي تزهو بزهور جميلة فواحات عطورها الكثير ولا اريد ان افرز من النص ما يجعل الغير يقول ان هذا افضل والباقي لا، ابدا ............................. (( يعربد في تناهيد المزامير الحزينة ثم ترتعشُ الخفافيش اللعينة في الظلام
جوى وتبحث عن بحيراتٍ ونبع دماء
فلا تسألْ فأنّي قد تَرَكْتُ العشق كي أحظى بنعْش سلام
ولكن أسألِ العشاق بالإيحاء
لديهم موطن الآراء
واسرارٌ تفيض غرام )) ............................. هنا رغم روح القص التي بنى عليها الشاعر نصه لكنني اتلمس هذه الجرأة في استلهام الأصعب لكي يلوي عنان القصيد ويطوعه لما يريد وهذا اجمل ما شدني اليه ، كان بإمكانه ان يستسهل الامر وينحى منحى آخر يبعده عن المد والاطالة لكنه كان ذا قوة مقتدرة على الخروج بهذا النص بثوب جميل غير فضفاض... القصيدة في واقع الامر انشودة وغنائية رغم ان الشاعر أراد لها ان تكون قصيدة وقد وفق فيما أراد، ومع كل ما تقدم انا كلي امل في ان يكون القادم لهذا المبدع افضل، ربما يرى غيري غير ما رأيت، أتمنى، لان الأمر سيصب في صالح الشاعر وهذا ما ابحث عنه انا شخصيا، انا أيضا يسعدني ان أرى غسان الان من خلال هذا العمل في مرآة غيري من الاجلاء النقاد الاحبة....

 
 غسان الآدمي عندما يقتنص الناقد النص اقتناص الصقر للفريسة فهذا يعني ان النص يحتوي على الدسومة المغرية للانقضاض ..
وها هو الاستاذ شاكر رفرف بأجنحته المزغبة بالحكمة والرصانة ليقف على تخوم هذه القصيدة ذات التفعيلة السيابية الوافرة الحظ .
وافر امتناني لما أبديته من مل
احظات قيمة تجعل مسيرتي الشعرية تصب في الاتجاه الصحيح للوصول الى ضفاف النجاح وبفضل الأساتذة النقاد اصبحت القفزات تأخذ مسافةً ابعد مما سبق.
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم ايها الاديب الأريب الاستاذ شاكر الخياط.

 
تعقيب الناقد/غازي احمد أبو طبيخ
 
البحث الشرعي عن النفس الشعري المموسق الطويل..
ظاهرة شاعت في عصر السياب فالستينات فالسبعينات ،حتي شاعت المطولات التي تجاوز عدد اسطرها الالف او يزيد..
هذا الامر يحتاج في الواقع الى دعامتين مهمتين..

*الموضوعة المكتملة النضج.. والا ستحصل (دربكات )ادائية مهما حاول الشاعر لملمة صفوفها..
* الأسلوب الخاص في عرض الحدث الشعري ومنه طريقة البناء والمعمارية وحتى خارطة او منهج الكتابة الذي لا يقطع الطريق على التلقائية والانسيابية.. وهذا الحديث طبعا يختص بالأعمال الطويلة المشار اليها آنفا..
ولو تعلم يا أ.غسان كم كانت فرحتي كبيرة وأنا اقرأ النص النقدي للأستاذ  Shakir Al hitلورود ما يتعلق بمادة بالغة الاهمية تتصل بمعرفة الناقد بشخص الشاعر ،وهذه موضوعة مازلت انتظرها منه بفارغ الصبر..
وبالتأكيد لا مزيد على ما تفضل به في الشأن النقدي..خاصة وقد أجرى بخبرته الكبيرة مسحا ايحائيا شاملا للنص عليك يا ايها الشاعر الجميل استلهام اشاراته البعيدة ذات الأثر المستقبلي الإيجابي الكبير. تحياتي..

غسان الآدمي الاستاذ الغالي غازي احمد ابوطبيخ
شكراً بحجم محبتي لكم لما تبذلونه من اجلنا من جهود حثيثة للارتقاء بِنَا الى منصة التتويج الإبداعي
تحياتي لشخصكم الكريم


 
تعقيب الشاعر/احمد البدري
 
لا يسعنا هنا في هذا المقام المشار اليه بالرفعة والبنان من حسن النظم ورفعة البيان الا الانحناء اجلالا واكبارا لاخينا العزيز الشاعر غسان الحجاج ولا انسى ابدا ان الكتابة والقوانين والحضارة وبداية الابداع في كل شيء كان ولا زال في العراق ..فسلام على القمر الذي عرّف الليل ابن العراق الراقي وعلى العلمين الناقدين الكبيرين الهيتي والغازي بما اتحفونا به من نقد وتحليل ..تحياتي للجميع
 
 غسان الآدمي الاستاذ الشاعر أحمد البدري انما انحناءك لانك محملٌ بالسنابل الملئى من القصائد التي نكتها رائحة الهور .
وافر امتناني و خالص تقديري لجمال كلماتك التي غمرت قلبي بضفاف نبعك الصافي

 
تعقيب الشاعر/حسين ديوان الجبوري
 
توا أدركت أن الليل هو الحياة رغم الظلام فيه العاشقون يلتقون بالعيون وفيه السارقون يتلصصون وفيه القمر يغازل النجوم وفيه الكأس تدور والخصر كلناعور
يتلوى في ثغر الفجور اي ليل هذا يشعل البخور فيه ساجد لله يرجو مغفرة وفيه من يرتمي بأحضان ربات الحجول وفيه ن
فس تخرج وأخرى تولد وفيه كم حسين يذبح وكم ضلع يكسر للبتول ..
يا ليل أمسك علينا السماء فقد كثرت في الخفايا كل أثام العصور

نص قيم جدا استاذ
غسان الآدمي تسلم ايدك واشكرك ﻻني تفاعلت معه واخذت مقصور الليل فقط تحياتي لك


غسان الآدمي الاستاذ الشاعر الاديب حسين ديوان الجبوري
جميل جدا هذا التفاعل حيث انسياب الكلمات كانسيابية مياه الشلال رائع المنظر هذا لانك طاقة كامنة مكتنزة الوجدان


شكرًا لحضورك الراقي الذي يملؤني بهجةً وسرورا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق