الأحد، 18 سبتمبر 2016

سر الايقاع ،،،والصورة،،،قراءة لقصيدة وسام الأحمد بقلم الناقد/جمال قيسي


سر الايقاع ،،،والصورة،،،قراءة لقصيدة وسام الأحمد
في عينة بسيطة من شعر الخالد ،،ابو القاسم الشابي ،،نأخذ بيتين ،،كعينة،،بأنتقاء عشوائي،،،يقول
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
...
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
ونؤشر كم الصور،،التي وظفها ،،في التماهي معها في بعده النفسي والوجداني ،،هو ضجر. و تنتابه حالة من السأم،،،ولكنه يتغلب على حزنه ،،من خلال نشوته ،،حتى ينقلها الى كل عالم الحزن،،،وقبل كل هذا صنع مسرح احداثه من خلال توظيف صور الواقع ،،ليجعل ابطاله وهنا نقصد مشاعره،،،تتجول وتاخذ مداها،،،ليلة خريفية وسماء مرصعة بالنجوم ،،وسكر وغناء،،،ونشوة ،،وانتصار على السأم والحزن،،،،نجح الشاعر بأن ،،بان ينقل كل ما يعتمل نفسه الى المستمع،،،واذكر وصف طيب الذكر الكبير جبران،،،إنما الناس سطور ولكن كتبت بماء،،،اي توظيف هذا،،،،هنا ،،اريد ان ألفت نظر الشاعرة وسام الأحمد ،،الى قضية الصورة،،،حيث يجسدها الشاعر ،،بمحتوى مشاعره،،ولنرى الكبير نزار قباني
يا كل الحاضر والماضي
ياعمر العمر
هل تسمع صوتي القادم
من اعماق البحر
نداء استغاثة ،،معبأ بالمشاعر المصورة في اروع ما يكون،،،،
في قصيدتك الجميلة،،من ناحية الايقاع،،،لم تظهري الصورة الا في المقطع الأخير،،وانا أشد على يديك،،،ولكن وظفي الصورة واجعلي الواقع والزمن،،مسرحاً،،لتحرك وجدانك،،،، في المقطع الاول ،،نرى البعد الوجداني المتمثل بالإشارات ( رغبة،،نرجسية،،شوق ،،وحنين الحلم،،شغف،،طواف ) ،،لاتوجد صورة متماهية مع الواقع ،،وفي البعد الحركي،،،( متعبة،،وجع،،،ركود خدرة ترنح ،،جسد مسجى،،يلفظ الانفاس الاخيرة ،،أهداب السماء ،،كتف الليل ،،يكبل،،يلغي،،سديم الانتظار ) ،،انها حركيّة ساكنة ( استاتيكية ) ،،ولا تتماهى الا في المقطع الأخير،،والذي عندي يعيد للقصيدة رونقها وقضيتها بحركية جامحة ( النهوض،،التعثر ومن ثم التوهج ) تحياتي سيدتي،،
 
رغبة نرجسية
 
رغبة نرجسية
تحلق بدوائر
من شوق وحنين
تسرق من الحلم
مقدار ذرة من شغف
تشهق لهفة الحياة
متعبة من وجع الركود
خدرة
تطوف طواف مترنح الحواس
بجسد مسجى من ارق
يلفظ أنفاس الخلاص
ليعلق بأهداب السماء
ويحط رحاله
على كتف الليل
يكبل ضوء القمر
ويلغي سديم الانتظار
ويسترد
من الوقت لقاء اليقين
متعبة بك
من غياب يأكل أجزائي
من وجع يستلقي على أوصالي
أود لو أنتزع قشور الوقت
ليقف عند لحظة كانت لنا
لفها الصمت
ورددها البوح
واستعصت عليها لهفة العناق
لأنتزع منها ما وجب لي
ف أنهض لك
أتعثر بك
أتوهج فيك
و أخرج منك .....
 
تعقيب الناقدة /ندى الادب
 
ندى الأدب يقيني كبير أن قامة أدبية كجمال القيسي لا تناقش رؤاه النقدية ، لكني وطمعا في سعة صدرك أورد رأيي البسيط وقد يكون مخالفا لما ارتأيت.
منهجيا يا أيها القيسي الكبير بدأت بالاستشهاد بالشابي ثم نزار .وهما قامات شعرية تختلف من حيث المدارس .وقد ارتأيت أن الاستشه
اد بهما هو من باب التدليل على الصور الشعرية .
أولا الشاعرة من حيث التجربة ليست هذا ولا ذاك فكان لابد من خفض مستوى المقارنة أو التشبيه
ثانيا يبدو أن الشاعرة تكتب القصيدة النثرية وهنا النقطة الفاصلة فأنت تعلم أيها الناقد المشهود لك بتعدد التجارب الفنية أن قصيدة النثر تحتمل ما لا يحتمله العمودي أو الحر من استثناءات يعدها غيرنا خروقات. ولهذا أرى أن ببعض المقاطع توفر بالقصيدة ما يحيلها إلى خانة الصور الشعرية الملهِمة ربما لا تتأكد بالقراءة الأولى لكن تظهر بوضوح ان تعددت القراءات. وكان بودي لو استشهدت بهذه القصيدة للشابي : الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب
أنت سرُّ وُجودي وحياتي
وعِزَّتي وإبائي وشُعاعي
ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري
وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ
فيـ ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال
يَا أَيُّها الحُـ ـبُّ حنانَيْكَ بي
وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري يَا أَيُّها الحُبُّ
قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ
أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
فهنا نلمح التشابه لكن طبعا قيمة الشابي تجعلنا لا نقارن
برأيي البسيط ارتقت قصيدة الشاعرة درجات محترمة في سلم التقييم لدرجة اني لا استطيع فصل مقطع عن الآخر لأدلل على الصور الشعرية المتوفرة وانت العالم بأن قصيدة النثر في الغالب تحب الاسترسال والتواصل ليصل المعنى في قالب توليدي توليفي مترابط .
أيها الناقد السامق نعم أنا رجوت منك التحليل ولفت انتباهك للنص إعجابا مني به .ولم أندم حين اختلفنا في التقييم .أتعرف لمَ؟لأنه كان لي شرف الحوار معك .ولأن الاختلاف مدعاة لمزيد من النقاش وكله لصالح النخبة المتواجدة بمجموعتنا.
أعلم صدق ووفاء ميزانك النقدي لذلك احترم وجدا وجهة نظرك .
احترامي الكبير
 
رد الناقد/جمال قيسي
 
amal Kyse حتى في هذا لم نختلف،،انا أضفت بعض الملاحظات ،،أرجو ان تعيدي قرأتها لأنني ،،شعرت بردك قبل ان اقرأه،،ولذلك أضفت للمنشور،،،فقط انظري كم الصور في النص الذي استشهدت فيه،،،انا اركز على هذه النقطة،،والقصيدة وجدانية بإيقاع موسيقي أخاذ ،،لكن كل عمل بحاجة الى مسرح احداث،،،خذي تجربة زكية المرموق،،او عادل سعيد،،واخرين،،،وبالمناسبة انا أكون في غاية السرور،،عندما اسمع رأي مخالف،،فهو مؤشر على نبض الحيوية،،،وليس هناك كبير وصغير في الادب،،إنما هناك ابداع ،،وتذوق،،،تحياتي سيدتي
 
رد الناقدة /ندى الادب

ندى الأدب أولا شكرا لسعة الصدر وقد توقعتها من أديب بقيمتك. كل ما أشرت إليه اقتنعت به .
فقط هناك ملاحظة بعيدة عن قصيدة الشاعرة وسام أود أن أسوقها لك وللأخوة النقاد .بخصوص الشاعرة زكية المرموق هي فعلا قيمة واضحة سعدنا بتواجدها و هناك خصوصية متوفرة بالمغرب العربي خاصة وهي قرب قصيدة النثر منهم بصفة تجعلهم أحيانا منبع لها وذلك لوجود عوامل ثقافية مرتبطة بالغرب وانت تدرك أن قصيدة النثر مستوحاة من الأدب الغربي .
احترامي مرة أخرى .
 

رد الناقد/جمال قيسي
 
Jamal Kyse ندى الأدب وسام الأحمد،،اظنها من الشام،،،ويالها من بيئة زاخرة بالصور،،انا عندما اقرأ عمل،،وأي عمل،،اتمنى له درجة عليا،،قريبة للكمال،،وانا لم اقرأ نص وسام ،،كناقد،،وإنما. كمتذوق،،ونقلت ما شعرت به،،تحياتي لك سيدي وللرائعة وسام،،،
 
 
تعقيب الاديب/ أسامة حيدر
 
أسامة حيدر أرجو أن يتّسع صدركم الرّحب لهذا المتطفّل . أنا أرى أنّ الشّاعرة قد أشبعت النّص بالصور منذ بداية نصّها (رغبة نرجسيّة تحلّق )( الدوائر من شوق وحنين )(تسرق من الحلم )(تسرق مقدار ذرة من شغف )(تشهق لهفة الحياة )(متعبة من وجع الركود )(يعلق بأهداب السماء )(يحط رحاله على كتف اللّيل)(يكبّل ضوء القمر )......لا أدري لم كانت الملاحظة على عدم وجود صور في المقطع الأوّل رغم وجودها بكثافة . ثمّ إنّ النصوص النثريّة وشعر التّفعيلة تجاوزت الصور التّقليديّة من استعارة وكناية وتشبيه إلى الصّورة الرّمز . أعتذر لتطفلي مرة أخرى أخي جمال وأختي ندى . دمتم بخير .
 
 
تعقيب الناقدة/دنيا حبيب
 
دنيا حبيب أ.أسامة.. برأيي البسيط، لم تكن الملاحظة في عدم وجود صور. بل أظن أن أ.جمال.. قصد عدم وجود صورة في إطار فكري أو شعوري. مثلا يمكننا أن نأتي بآلاف؛ بل بملايين الصور الجميلة، لكن الحرفية تكون في وضع تلك الصور في قالب فكري وشعوري. ما الفائدة من اصطفاف صور جميلة دون هدف معين؟؟ كيف إذن سنفرق بين قصيد وقصيد؟ الصورة الجميلة وحدها لا تكفي؛ بل يجب دعمها بحدث شعوري وحدث فكري، ليكون النتاج جيد، وقابل للجدال من قبل المتلقي أو من قبل الناقد.
وبالغ تحياي للجميع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق