وجع أنثوي:
*******
و سارا معا.. في صمت و وجوم، كأنما يودعان عزيزا راحلا. توقف الزمن بها فجأة هاهنا، حيث توارى الأحلام و النرجسيات..
*******
و سارا معا.. في صمت و وجوم، كأنما يودعان عزيزا راحلا. توقف الزمن بها فجأة هاهنا، حيث توارى الأحلام و النرجسيات..
هم واحد يسكنها، يشتت فكرها، يقذف بها الى هوة اللا انتماء.. إحساسها بالضياع.
...
الظلام يخيم في هدوء، و دروب المدينة خالية إلا من ذئاب بشرية، أدمنت عشق هذا المكان؛ حيث تموت و تختلس البسمات، و في عمر الزهور يقتطف الفرح قبل أوانه، فهاهنا لا رحمة و لا ذرة التفات.
شيء ما بداخلها قد تمزق، و شرخ ما يحاول قلبها الجريح لملمته..
ها هو الوجع يتألم، و الضعف الأنثوي يتوارى خجولا أمام كل الكلمات؛ فتاة لعوب من وراء البحار، جرتها، لطخت عرضها، مرغت كرامتها في التراب، ثم رحلت..
تلك لم تخسر شيئا.. أما هي فقد خسرت كل شيء. لتجد نفسها بين أنياب من لا يرحم، و براثن منسلب من الشيطان جرأته حين وقع ثم وقع، ليدفع بها إلى غياهب الظلام و ظلمات المجهول، ثم يختزل همجيته في “نزوة عابرة”
و خلف أسوار الذكرى، تقبع كل المبكيات.. يوم قدومها الحي الجامعي رفقة الأحضان الدافئة،
حين أصرّ والدها ألا يذهب حتى تتفقد أمّها الغرفة وما ينقصها من احتياجات. ثم عادا وما توقفا
عن السّؤال عنها، وفي كل حين.
ويقطع حبل الذكريات متسكع ثمل يحاول معاكستها، ثم يولي متمتما بأقبح الكلمات..
الكرامة، العزة، الأنفة.. مفردات تساقطت فرطا من قاموسها الجديد.
الحبّ، الحنان، الدفء.. كلمات هي الآن على الشاطئ الآخر من حياتها. ترمقها وتحسد كل
من لا يزال هناك مستمتعا يغترف منها غير مكترث بما هو فيه من النعيم.
أحست بالدّوار.. مال عليها و أسندها إلى صدره، صدره الذي كان دافئا منذ حين، ومحموما بوجع من نوع آخر.. أما الوجع الذي يسكنها الآن فهو لا يعرفه. وأنى لمثله وكيف أن يحس بوجع الأنثى.. ؟
أيها الضعف الأنثوي لملم شتاتي فقد بعثرتني الأيام.. ارحم حيرتي، انتشلني من ألمي، استل خناجر الغدر المغروزة في خاطري.. آه كم ستعييك كفكفة دموعي، لكم سالت سخاءة فأوجعت كبدي.
أيا ضعفي الأنثوي.. ردني إلى دفء عائلتي وحنو أيامي، أرسم لي لوحة الماضي، أعزف على أوتاره البكر، لأغرق فيه وأنتشي.. فهو البلسم الشافي لقروحي و ألمي.
كان الوقت قد تأخر حين وصلا نحاس نبيل**، ذلك الحي الجامعي المنتصب في إباء و شموخ، هو الآن يغط و من فيه في سبات وأحلام، نام الجميع إلا أضواء خافتة تشع من بعض الغرف، فهناك دوما من يتابع في ألم وصمت وهدوء.
اختلست النظر إلى وجهه، و قبل أن يسلمها للعذاب، و من وراء حجب ضعفها الأنثوي وجراحات قلبها، حيث تختبيء كل المواجع، يسائله صمتها؛
” احترت يا من حسبتك حبيبا كيف أصنفك، أوحش بشري أم أيقونة غدر ومجون “
قرأ ذلك في عينيها، لا قدرة له على تحمل العواقب، مال عليها و همس في أذنها مودعا؛ لا تخافي لازلت العذراء الكاملة.
بقلم: أم وفاء خناثة قوادري
** ** **
نحاس نبيل: حي جامعي للبنات بالشرق الجزائري
بقلم: أم وفاء خناثة قوادري
** ** **
نحاس نبيل: حي جامعي للبنات بالشرق الجزائري
تعقيب الناقد/جمال قيسي
Jamal Kyse جميلة جداً سيدتي،،،ولكن نفس السردي بحاجة الى انفتاح أوسع ،،،مكثفة ورمزية كانها قصيدة شعر،،،،لكنها تحمل كل بذور السرد،،،أتمنى ان أراها قصة او رواية،،،وفق هذا النفس الإبداعي ،،،تحياتي
تعقيب الناقد/ شاكر آل هيت
Shakir Al Hit السيدة قوادري المحترمة، نص قصصي يقع في تصنيف القصة القصيرة، لازمته شدة رغبة السيدة الكاتبة بان تقول ماتريد على لسان الفتاة من بوح لمشهد او واقعة عامة وممكنة الحدوث بالشكل الطبيعي لصراعات المجتمع وما يحمله من تناقضات من ناحية والنظر والتطلع بل محاولة ارتداء قميص الانفتاح الفضفاض الذي يعكس لنا من خلال قلم السيدة الكاتبة نتائج تلك الانفتاحات المتوقعة، النص قال مايريد، والاسلوب الذي تناولت به الكاتبة النص ليس ضعيفا ولا هو بالحالة العليا للقص، لكنه كما ارى وقف في المنتصف بين التلتين، فالحديث عن القوة والضعف والمراس والخبرة والدقة في تناول الموضوعة من عدمها لايمكن ان تؤتي ثمارها من نص مستعجل في سرده وتتابعه للاحداث وكأن السيدة الكاتبة ارادت فقط ان تلقي به كيفما يكون دون ادنى مراجعة واجبة ، لماذا؟ لاننا في القصة القصيرة والقصيرة جدا نتعامل مع حالة واحدة فقط نتلاعب بها كيف شئنا دون القطع والذهاب الى موضوعة اخرى ثم مانلبث ان نترك تلك الموضوعة التي ولدت اثناء الكتابة ونعود الى النص في اوله ونواصل الموضوعة التي كتبنا وابتدأنا بها النص، هنا يسجل اخفاق في تكنيك الربط والترابط وقوته وحبكته وهذا مالانتمناه للمبدعة قودري، من وجهة نظري الشخصية المتواضعة ان النص يمكن اعادة كتابته ثانية والبدء من (( اختلست النظر إلى وجهه .. )) وترحيل كل المقدمة التي كانت اشبه بالتهيئة لكي نقول مابعد المقوس اعلاه، اذا من الافضل والمستحسن ضمن اسلوب القص القصير اننا نمسك بالقاريء دون ان يفلت منا ودون الحاجة منه الى السؤال، ونعيد النص بعد الكتابة المقترحة ونرى كم سيكون النص جميلا ويقترب من الرمزية المبسطة وليست المبهمة، حينها سترى السيدة المبدعة قوادري الفرق في الاسلوب الاول عن الثاني، وبما اننا دخلنا في اطار القصة القصيرة ونقاشها، فاحب هنا ان اؤكد ان ليس من الضرورة ان نأخذ القاريء معنا الى حواشي وهوامش لا طائل منها ولا تضيف لروح النص اي فائدة، انا اشد على يد السيدة قوادري باعادة النص وهي محاولة ولا باس ان نجرب ونرى وهي محاولة، وهي بنفس الوقت خيار ومقترح ليس لنا سلطان على القلم الذي يكتب ، وتبقى كل مقترحااتنا وآراؤنا مجرد هدية منا متواضعة للاحبة الادباء كافة، اعتقد ان الموضوعة واضحة الاهداف وما كان يدور في خلد السيدة الكاتبة اوصل المفهوم والمقصود الى غايته، الى انني ومع بالغ احترامي للسيدة قوادري اتمنى معالجة العنوان من ( انثوي الى انثى) هذه وجهة نظر فقط... خالص اعتباري وتقديري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق