الجمعة، 9 سبتمبر 2016

نص دنيا حبيب.. مع متابعات نقديه موجزه.. مجلة: آفاق نقدية

جميل هذا التداخل بين الكامل والرجز.. مع ان الرجحان للكامل طبعا عند الفرز ،وعند اطلاق الصفه ،ترى لأي بحر تنتمي هذه المقطوعة ?.. حتى وإن كان فيها تفعيلة واحدة على وزن الكامل،فإن تعتبر من البحر الكامل ،وقد يسميه البعض بالكامل الرجزي،لكثرة ورود تفعيلة الرجز في النص ..مستفعلن.. بيد أن ذلك لايمنحها في مثل هذه الحال حق الزحاف الي ..متفعلن.. او مستعلن.. مثلا.. وهذا هو سبب بقاء التسمية في خانة الكامل،حتى وان كانت تفعيلات الرجز اكثر بكثير.. علما ان تفعيلة الكامل ستظل بنفس الحروف والمتغير هو الحركات فقط.. اذ أن تفعيلة الكامل يمكن ان تزحف بتسكين التاء.. وهذا ما يعادلها مع مستفعلن..لكن هذا حدها فقط الا في المجزوء.. كماهي حال هذا النص الذكي الهادف ،الذي يعبر عن وعي يرفض ان يهبط الى ساحة الابداع الا بهدف فطين..
اما الفاء الساكنة هذه فهي زائدة تعودت عليها الاذن العربيه منذ القدم..
طبعا من الضروري جدا الاشارة الى ان مفردة ..مسكين مرفوعة غير منونه لكي يستمر العروض سليما.. مسكين يا/متفاعلن.. ساكنة التاء.. معادلة ل..مستفعلن.. /
قلبضضعي/كذلك
الفاء.. زائده
***
وننبضنا/متفاعلن.. ساكنة التاء..وهي تعادل مستفعلن ايضا..
معلررصي/متفاعلن.. متحركة التاء.. تفعيلة الكامل التامه..هذا يعني انها لاتعادل ..مستفعلن الرجزيه..لوجود الحركه فوق التاء كما اسلفنا..
الفاء.. زائدة كذلك..
ولبيان الفارق في التقطيع العروضي بين ..متفاعلن ..ومستفعلن.. لمن يحتاج من المتابعين فإننا نكتب (متفاعلن المتحركة التاء بالشكل التالي( ---0--0)(يعني ثلاث متحركات ثم ساكن،ثم يليها متحركان فساكن)..اما تفعيلة (مستفعلن التي تعادل متفاعلن ساكنة التاء فنكتبها بهذا الشكل (-0-0--)0..يعني متحرك فساكن ثم متحرك فساكن ثم يليها متحركان فساكن)..
بالمناسبة ..تعارف العروضيون على ان تكون هذه الزيادة ملزمة ..يعني ليس مقنعا ان تكون في بيت ولا تكون في الاخر.. خاصة وهي قافية هنا..ومن الامور التي تجدر الاشارة اليها اننا نلحظ وجود ساكنين متلاصقين ،وكلاهما ساكن ،لكننا نحتاج الى نوع نن المد في الياء ،وصولا بها الى لحظة الوقف على الفاء..
لقد اقتطعنا هذا البيت كنموذج ،مكتفين به لان الحالة ستتكرر في بقية الابيات.. عائدين الى هذا الخيار الابداعي الذي يبدو ان شاعرتنا قد تبنته قاصدة ايصال مفاهيم فكرية في حقيقتها ،لكن سر نجاحها يكمن فيما يلي:
1-عدم التنازل عن الشجن الشعري الذي هو ماء الحياة الشعريه،
2-طرافة وظرافة الاسلوب وطريقة التناول وطبيعة التعاطي مع مفردات الحدث الشعري الذي ركب على موجة المشاعر ،لكن كوسيلة ذكية تعرف شاعرتنا اهميتها جيدا،بغية الوصول الى غاية او حاجة في نفسها..هذه الغاية بانت رويدا حتى لحظة الانكشاف في البيت الاخير..
هناك اذن محاولة جادة للكشف عن الخبيء المستور..
هناك حذر او تحذير، تريد ان تنقله الى الآخر..
الطريف انه حذر عقلي محض،قادم من ارشيف الذاكرة الإجتماعيه.. ولربما قد اوغل عميقا بٱتجاه الذات العليا نفسها..
هذا يؤكد لنا أنه حذر من خارج التجربه..
ترى ماهي مديات الاقناع التي يوفرها هذا المسلك الابداعي الواضح الفراده..
الشاعرة الواعية الواعدة دنيا حبيب.. الذي اظنه ،ان تطوير هذه الاسلوبية المستقلة الشخصية الابداعية،امر بالغ الضروره،لأننا من الممكن أن نتصور أنك بعد كذا سنة من الآكتناز بالخبرة التعبيرية ،كيف سترتقي ذات المفاهيم وكيف ستخلق لها بنية حمل ذات متسعة كبيرة وجميلة في آن واحد..
أ. دنيا حبيب.. كل التقدير ،سيدتي..
(الناقد/ غازي أحمد أبو طبيخ)

النص:


مسكينُ يا قلبي الضعيف
والنبض نامَ على الرصيفْ
-
قد كنت تحسب أنهُ
الحب ذا-- شيءٌ ظريفْ
-
وظننت أنك مبــــصرُ
-والعقل معصوبٌ كفيفْ-
-
ففتحت باب جـــــــهـنمٍ
ووجدت -فعلا- ما يخيفْ!

(دنيا حبيب)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق