الجمعة، 16 سبتمبر 2016

كيف تغيرنا-بقلم الاديبة/سهير خالد

كيف تغيرنا
كيف تغيرنا حتى لم نعد نحن كما كنا ولم تعد انت كما كنت ...من أربك نبضات القلب فينا حتى باتت تتسارع دقاته خوفا من الاتي........؟؟؟؟
أدرك انك لم تكن دائما طيبا معي في كل الاوقات ولكن حتى اشيائك المرة كان لها مذاق الشهد في النهايه ..كنت تمر فينا عام بعد عام ونحن نخوض كل الحروب ....تضع اوزارها حينا وتمتد لسنوات تارة ولكنها ماسلكت يوما ما دورب الانتقام ..كانت دوما تكلل الوطن بالنصر رغم كل التضحيات .
لم نضل الطريق يوما .....كان لوقع خُطانا معالم في كل الدورب التي سلكناها ..لطال...
ما اغمضنا أعيننا وعدنا ادراجنا نتبعها وماكنا لنضيع ابدا ... واليوم تعصف بنا رياح التغير لتعبث بمعالم تلك الخطى .. فنضل طريق العودة ..ونضيع في دورب موحشه ومقفرة تقودنا دوما لنهاية مطاف واحد نأن ونبكي فيه وجعا ...
لم تعد كما كنت ...توارت الوان ملابسنا الزاهيه خلف الالوان الرماديه ...وذلك الكم الهائل من الاحلام الورديه التي كنت اخبئها لك وتفاجئني انت بها حين تطرق بابي لم تعد اكثر من نجمة بعيده .. لايمكنني اليون ان اطولها ...ونورها الباهت لم يعد قادرا ان يبدد ظلمة الروح فينا
أعد لي ذلك الامس الذي كنت اغمض فيه عيني ليلا وانا موقنة انك سوف تحقق كل احلامي دفعة واحدة ........كيف فاتك انك كنت تعني لي الكثير الكثير
كنت أذان غير الاذان الذي اسمعه كل يوم ... ارقبك فجرا تصدح بتكبيرة العيد لتغمرني فرحا
كنت تعني لي قطعة نقد لاتغني ولاتسمن من جوع مخبئة تحت وسادتي توهمني امي انك انت من وضعتها ..فأقبض عليها بكلتا يدي خوفا من ان تضيع
كنت ثوب زاهي الالوان تبتاعه لي امي رغم شحيح المورد ..اضعه عند راسي ليلا واستعجل الصباح كي ارتديه لابدو كبرعم على وشك ان يتفتح
كنت تعني لي كل البيوت التي امر فيها ...وقبلة اطبعها على كل الوجوه وانا اردد بصوت اشبه بالهمس كل عام وانتم بخير طمعا للحصول على مزيدا من قطع النقود ومن ثم اغيض بها اخوتي : انظروا مامعي اكثر مما عندكم
كنت تعني لي الحرية في شراء كل الحلوى والالعاب التي حرمت منها في الايام العاديه .........كنت تعني لي متعة تلك العربة التي يجرها ذلك الحصان المتهالك دون ان يراودني احساس بالشفقة عليه بسب الحمل الثقيل من الاطفال
كيف امكنك ان تتجاوز كل مابيننا وتدير وجهك عني وترحل الى الابد .....كيف تغيرت الاشياء فيك لتضحى اكثر قبحا ووجعا
تكبيرة العيد تلاشت لتصدح في فجرك دوي الانفجارات .....ثوب العيد لم يعد زاهي الالوان ...شائبة الدم لوثته .... وقطع النقود تبعثرت وغطاها التراب ..والبيوت التي كنا نزورها في الامس نقف اليوم عند اعتابها تنوح احبتها ... وتلك الدورب التي سلكناها ونحن نعدوا فيها فرحا ..نقف اليوم في نهاية مطافها ..نرنوا فيها الى قوافل موتانا ونحن نودعهم بنظرة اخيرة على امل ان نلتقيهم ولو حلما او طيفا
لقد جزعنا من الموت وانت تمر فينا ... كيف تغيرت ايها العيد واضحيت بهذه القسوة .....أعد لي ذاك الامس وهاك الحاضر ودعني اشعر بطعم الطيبة التي غادرتنا ...
 
تعقيب الناقد/جمال قيسي
 
Jamal Kyse سرد جميل ومرير ،،في الوقت عينه،،تطل منه السيدة سهير خالد ،،المأزومة،،الموايسة للجراح ،،لانها من جيل كبير،،وقامة وطنية سامقة،،بصدقها ومشاعرها،،،وتضع يدها على جوهر المشكلة العراقية،،،
مشكلتنا ليس تغير الناس،،،والمعطيات ،،وسوء المحدثات،،وحسب مشكلتنا الوطن
،،،الذي رحل عنا ،،،لأننا ،،اغتربنا فيه وعنه،،وبات هو في منطقة الذاكرة،،،ونحن في تيه،،،المسميات ،،الدين والمذهب،،وإملاءات الغير،،كل من هب ودب على وجه البسيطة،،،انا معك سيدتي،،،ابحث عن ارض،،،كانت تسمى وطن،،،اعانك الله ،،،وعاشت يداك،،ولاتحرمينا من ابداعك.
 
رد الاديبة/سهير خالد
 
Suhair Khaled كل عام على ا مل ان يكون وطني بخير ..امنية اقتات عليها عسى ان تتحقق ذات يو م اخي الفاضل ابو سرى.
مايؤلمني اليوم ان فرحة الامس غادرتنا دون رجعة ..نقف اليوم على ا طلال عيد او وطن ..لانملك سوى ذكريات خبئنها لمثل هذا اليوم كي نعيش ماتبقى وحسرة تغمرنا ..شكرا استاذي الفاضل لمرورك العطر.
 
تعقيب الناقد/ شاكر آل هيت
 
Shakir Al Hit نص نثري ناجح... اهنؤك السيدة سهير خالد على هذا السرد الذي يختبيء بطبيعة الحال الكثير في ثناياه، لن اناقش الموضوعة فهذا شأن الكاتبة وساوجز مارايت من وجهة نظر ادبية فنية، هذا النمط من الممكان يكون اذا اتقن سبكه وحبكته من المناداة الصوفية البحتة لعوامل متعددة توفرت لهذا النص، وبما ان الكاتبة ماكانت تريد ولم تكن تنوي ذلك فالحديث سيكون في منوال الانتقالات التي باتت كقطعة واحدة تمر عليها الكاتبة باصبعها تارة وبيدها تارة أخرى كأنها في هدوئها وشكواها الهادئة التي لمست منها انسيابية متأنية ارادت من خلالها السيدة سهير ان تقول ماتريد بكل فضفضة، فنجحت في هذا، ورغم تكرار الاخطاء المطبعية وربما كانت دون قصد الا انني رايت النص واضحا وفحواه مكشوفة رغم استجابة الرمز في بعض الاحيان للكاتبة بشكل كبير وجيد، هنا في هذه التشكيلة من ادب الرسائل تارة والخاطرة تارة اخرى والاقتراب من القص فيما بعد لم يبعتد النص عن ارهاصات مسيطر عليها حتى في اختيار المفردة وهذا ذو وجهين مرة يكون لصالح الكاتب واخرى ربما ينقلب عليه كما السهل الممتنع بالنسبة للشعر وهذا ما اود تنبيه السيدة سهير الى مراعاته مستقبلا، وهو ليس بالاشكال او الخطا - لا سمح الله -.. خالص اعتباري سيدة سهير وتقديري... تقبلي مودتي.
 
رد الاديبة/سهير خالد
 
Suhair Khaled الاخ الفاضل Shakir Al Hit شكرا لمرورك احيانا يكون الجرح فينا اكبر من القاعدة الأدبية للنص...نسترسل دون وعي منا ...نخط اوجاعنا ..غير منتبهين للأخطاء الإملائية ..
نبحث عن مساحة واسعه بلا حدود ..لا يرتد فيها صدى صرختنا خائبا منكسرا ...
لا يوجد نص ادبي متكامل ..ولكني موقنة اني نجحت في جعلك تشعر بوجعي ..تحياتي لمرورك الكريم
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق