الجمعة، 16 سبتمبر 2016

قصيدة -سأمحو من سجلاتي- بقلم الشاعرة/ابتسام احمد

سامحو من سجلاتي هواني
وانسى ما مضى حتى الثواني

وألغي فيه أرقاما وذكرى
يذكرني بها فقد الأمان

سامحو من خيالي كل رسم
تعلقني بها حتى المعاني

فليت العقل ينساهم كأني
أعيش اليوم كالغيد الحسان

فالبس لون أزهار تناجي
ربيع الكون ثوبي الأرجواني

ابدل في ضجيج السمع صوتا
بأوتار الربابة والكمان

وأعزف لحن قلبي في دلال
كأني السحر في عزف القيان

محوت الهم من صدري وعقلي
فذكراهم غرابيب تداني

لتنعق في خراب النفس عندا
لتأسرني بأشواقي الأماني

سأحيا العمر في سعد وسعدي
يصب العطر في نفس تعاني

حرقت القلب في وهم خذول
باسم الحب والحزن اعتراني



تعقيب الناقد/غازي احمد ابو طبيخ

مع خصوصية هذا النص الواضحه،فإنه يمتاز بحس تراثي جميل مبنى ومعنى ،ولكنه يحتشد بمفردات عصرية ترتبط بزمكانية الحدث الشعري الذي عبرت عنه او عاشته شاعرتنا المجيده.. 
لقد ذكرت اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبه حاجتنا الكبيرة الى شعراء يجيدون التعامل مع العروض الشعري الاصيل بحرفنة عالية ،كما هو حاصل الان في هذا النص.. وليس هذا اعتر اضا على طرازات الشعر الاخرى فنحن نزاولها ونتعاطى بها جميعا،ولكننا نؤكد على ضرورة اجادة الشاعر للاوزان الشعرية قديمها وحديثها بما فيها الايقاع.. 
وها نحن الان مع :
مرفل الوافر  وهو من الاوزان الشائعه،التي كتب عليها الكثير من القصائد العربية المشهوره ،وابرزها معلقة بن كلثوم المعروفه: 
الا هبي بصحنك فاصبحينا… ولا تبقي خمور الاندرينا… 
...
والذي ارجوه منك سيدتي الآن ،وفي هذه المرحلة الابداعية بالذات ..وبعد اتقان العروض الشعري بهذا الشكل الدقيق ،عدم الاكتفاء بالسلاسة التعبيرية ..مع اهميتها.. وانما  الحرص على تقوية السياق لغة وبناء ،ومحاولة خلق انزياحات بلاغية عالية وحداثوية ايضا ،وهذا بكل تأكيد يحتاج الى متابعة الحداثات الكلاسيكية التي يزاولها الشعراء الراسخين ..
الشاعرة.. أ.إبتسام احمد احمد،احسنت  وتجربة عمودية تسترعي الانتباه.. تحياتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق